المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصول التكفير و ضوابطه عند أهل السنة



أهــل الحـديث
23-12-2011, 04:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





الحمد لله على آلائه ، وأصلي وأسلمُ على محمدٍ وآله الأطهار وصحابته الأبرار ِ والتَّابعينَ ومَنْ تبعهم بإحسانٍ ما تعاقب َ الليلُ والنَّهَار وقامَ بالأسحار متهجِدٌ لربِهِ الغفَّار ِ ، أما بعدُ :




تمهيد ، ويشتمل على مباحث وهي :
· أقسامُ الناسِ في نواقضِ الإسلامِ.
· الفرقُ بينَ تكفيرِ النوعِ وتكفيرِ المعيَّنِ.
· تعريفُ المرتدِّ .
أولاً : أقسامُ الناسِ في نواقضِ الإسلامِ .
فالناس في نواقض الإسلام على ثلاثة اقسامٍ :
1- الخوارج : الذين يُغالون في التكفير والحكم على الناس ِ بالكفر ، ويكفِّرون الناس من غير ِ فقهٍ أولا معرفةٍ.
2- المرجئة : الذين يقولون :أنَّ الإيمان بالقلب ولم يُدخِلوا فيه العمل ، ويقولون : لا يضرُّ مع الإيمان معصية ولا ينفع مع الكفر طاعة.
3- أهل السنة والجماعة : وهم وسط بين الخوارج والمرجئة ، فيجمعون بين النصوص ويقولون : إن الكفرَ في القرآن والسنة ينقسم إلى قسمين :
أ****- كفر أكبر ب- كفر أصغر
والشرك إلى قسمين :
أ****- شرك أكبر ب- شرك أصغر .
والذنوب التي دون الشرك لا يُكفَّروا صاحبها في الدنيا وهي تحت المشيئة في الآخرة ، كما قال تعالى { إنَّ الله لا يغفرُ أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } .
· ثانياً :الفرقُ بينَ تكفيرِ النوعِ وتكفيرِ المعيَّنِ.
مَنْ وقعَ في مكفِّرٍ أم مُبَدْعٍ أو مفسِقٍ فلا يقع الحكم ُ عليه حتى تتوفرَ الشروط وتنتفي الموانع ، وشروط التكفير والتبديع والتفسيق ستةٌ :
1- العقل ، وضده الجنون
2- البلوغ .
3- العلم ، وضده الجهل .
ودليل هذا الثلاثة الحديث الذي رواه أبو داود والنسائي كلاهما من حديث حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن المبُتلى حتى يبرأ وعن الصبي حتى يكبر" .
4- الإختيار ، وضده الإكراه . ودليل هذا قوله تعالى { مَنْ كفر بالله من بعد إيمانهِ إلا مَنْ أُكرِهَ وقلبه مطمئن بالإيمان} .
5- وعدمُ التأويل ، وضده وجود التأويل ، ودليله ما قاله ابن الوزير في قوله تعالى {ولكنْ مَنْ شرحَ بالكفر صدراً } يؤيد أن المتأولين غير كفَّار ؛ لأن صدورهم لم تنشرح بالكفر قطعا ً أو ظناً أو تجويزاً للكفر أو احتمالاً .
وأيضاً ما رواه البخاري وغيره من حديث عمرو بن العاص أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال { إذا حكمَ الحاكم فأجتهد ثم أصاب َ فله أجران ، وإذا حكمَ فأخطأ فله أجرُ واحد} .
6- القصدُ ، وضده الخطأ، لقوله تعالى { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد ذكر هذه الآية ، قال الله – تعالى - : { قد فعلت ُ } رواه البخاري .
فليس كل مَنْ أتى بمُكفِّرٍ يُحكمُ عليه بالكفر حتى تتوفر الشروطُ وتنتفي الموانع ،فقد يقول الإنسانُ قولاً أو يفعل فعلاً قد دلَّ الكتابُ والسنةُ وإجماع سلفِ الأمةِ على أنه كفر وردهٌ عن الإسلام، ولكن لا تلازم عند أهل العلم بين القول بأن هذا كفر وبين تكفير الرجل بعينه.
وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في "المسائل الماردينية": (ص 71): وحقيقة الأمر في ذلك – أي : تكفير النوع وتكفير المعين - : أن القول قد يكفر كفراً، فيطلق القول بتكفير صاحبه، فيقال: من قال كذا؛ فهو كافر، لكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها".
ثالثاً : تعريفُ المرتدِّ : هو الذي يرجع عن دينه ، إما بقولٍ أو فعلٍ أو شكٍ أو اعتقاد .
فالردة بالقول : كأن يتكلم بلفظ الكفر أو الشرك غير مكره ، سواء كان جاداً او هازلا ً او مازحاً ، فإذا تكلم بالكفر يُحكمُ عليه بالردة إلا إن كان مكرهاً .
والردة بالإعتقاد :كأن يعتقد الإنسان بقلبه ما يناقض الإسلام مثل المنافقين .
والردة بالفعل : كأن يذبح لغير الله ، فإذا ذبحَ لغير الله ِ خرجَ عن دين الله وارتدَّ ؛لأنه عبدَ غير اللهِ ، لأن الذبح عبادة ٌ .
والردة بالشك : كأن يشكَّ في نبوة النبي ِّ – صلى الله عليه وسلم – فيقول : لا أدري أهو نبيٍّ أم لا ، أو يشكَّ في البعث بعد الموت ، يقول : ما أدري أهناك بعث أم لا ، فهذا يكفر بشكِّهِ ولو كان يُصلي ويصوم ويعبد اللهَ - جلَّ وعلا – ويعمل ما يعمل .
وهذا الشك ليس هو المقصود من القاعدة الفقهية المعروفة : أن اليقينَ لا يزول بالشكِّ ، بمعنى أن هذه القاعدة المقصود منها اليقين الطلبي وليس اليقين الخبري ، فإذا كان مردُّ اليقين إلى الأمر والنهي قيل : إن اليقين لا يزول بالشك ، ، إما إذا تعلق بالخبريات التي مردُّها إلى التصديق والتكذيب ، فإن الشكَّ يؤثر في زوالِ اليقين ، وهذا احسن من أن يُقال : إنها – هذه القاعدة – في العمليات دون العلميَّات . كمن توضأ وتيقنت طهارته ثم شكَّ ، فحينئذ نقول يقينه لا يزول بالشك لأنه يتعلق بالأمور الطلبية ، ولكن إذا قال الشخص " لا إله إلا الله محمد رسول الله " فإنه يُحكمُ عليه بالإسلام بدايةً ، فإذا شكَّ في قدرة الله أو في ألوهيته أو في نبوة النبي ِّ – صلى الله عليه وسلم - فإن هذا الشكَّ يُزيلُ اليقين ، لأن هذا الأمر يتعلق بالخبريات التي مردُّها إلى التصديق والتكذيب .

تابع
لو نسيت شيئا فذكروني جميعا بارك الله فيكم