المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاضرات دورة أصول العقيدة في توحيد الأسماء والصفات للشيخ الرضواني المحاضرة الخامسة عشر



أهــل الحـديث
22-12-2011, 07:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




المحاضرة الخامسة عشر



تطبيق منهج السلف على مسألة العلو والفوقية

· النصوص النقلية في مسألة العلو والفوقية .
1. أن الله على عرشه:
قال تعالى:" الرَّحْمَنُ عَلى الْعَرْشِ اسْتَوَى " (طـه:5)قال تعالى:" إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى الْعَرْشِ يُغْشِي الليْل النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالمِينَ " (الأعراف:54) قال تعالى:" إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ " (يونس:3).
2. أن الله في السماء:
قال تعالى:" أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ " (الملك:16)قال تعالى:"أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِل عَليْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ " (الملك:17)قال تعالى:(عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلمِيِّ قَال بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ وَا ثُكْل أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِليَّ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلى أَفْخَاذِهِمْ فَلمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لكِنِّي سَكَتُّ فَلمَّا صَلى رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلهُ وَلا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَاللهِ مَا كَهَرَنِي وَلا ضَرَبَنِي وَلا شَتَمَنِي قَال إِنَّ هَذِهِ الصَّلاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَوْ كَمَا قَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ قُلْتُ يَا رَسُول اللهِ إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَقَدْ جَاءَ اللهُ بِالْإِسْلامِ وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَال فَلا تَأْتِهِمْ قَال وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَال ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلا يَصُدَّنَّهُمْ قَال ابْنُ الصَّبَّاحِ فَلا يَصُدَّنَّكُمْ قَال قُلْتُ وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ قَال كَانَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ قَال:(وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَل أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُول اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَليَّ قُلْتُ يَا رَسُول اللهِ أَفَلا أُعْتِقُهَا قَال ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَال لهَا أَيْنَ اللهُ قَالتْ فِي السَّمَاءِ قَال مَنْ أَنَا قَالتْ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ قَال أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ) .
3. الله في السماء وفي الأرض
قال تعالى:" وَهُوَ اللهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلمُ مَا تَكْسِبُونَ "(الأنعام:3)قال تعالى:" وَهُوَ الذِي فِي السَّمَاءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ " (الزخرف:84).
4. الله مع كل الخلائق في كل مكان:
قال تعالى:" أَلمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " (المجادلة:7) قال تعالى:" يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً " (النساء:108) قال تعالى:" إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَل اللهُ سَكِينَتَهُ عَليْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لمْ تَرَوْهَا وَجَعَل كَلِمَةَ الذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "(التوبة:40).
5. الله قريب منا كما قال:" وَإِذَا سَأَلكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لعَلهُمْ يَرْشُدُونَ " (البقرة:186).
6. وهو أقرب من حبل الوريد قال تعالى:" وَلقَدْ خَلقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِليْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ " (قّ:16)قال تعالى:" فَلوْلا إِذَا بَلغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِليْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ "(الواقعة:85).
· الجمع بين النصوص عند السلف والخلف
(هُوَ الذِي خَلقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلى الْعَرْشِ يَعْلمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الحديد:4).
قال أبو الحسن الأشعري صفحة 105:(إن قال قائل:ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له:نقول:إن الله عز وجل يستوي على عرشه استواء يليق به من غير طول استقرار كما قال:(الرحمن على العرش استوى) وقد قال تعالى:(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال تعالى:(بل رفعه الله إليه) وقال تعالى:(يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) وقال تعالى حاكيا عن فرعون لعنه الله:(يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) كذب موسى عليه السلام في قوله:إن الله سبحانه فوق السماوات، وقال تعالى:(أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)، فالسماوات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السماوات قال:(أأمنتم من في السماء) لأنه مستو على العرش الذي فوق السماوات وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السماوات وليس إذا قال:(أأمنتم من في السماء) من يعني جميع السماوات، وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ألا ترى الله تعالى ذكر السماوات فقال تعالى:(وجعل القمر فيهن نورا) ولم يرد أن القمر يملأهن جميعا وأنه فيهن جميعا، ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات، فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض.
وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية:إن معنى قول الله تعالى:(الرحمن على العرش استوى) أنه استولى وملك وقهر وأن الله تعالى في كل مكان، وجحدوا أن يكون الله عز وجل مستو على عرشه كما قال أهل الحق، وذهبوا في الاستواء إلى القدرة ولو كان هذا كما ذكروه كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأن الله تعالى قادر على كل شيء والأرض لله سبحانه قادر عليها وعلى الحشوش - والحُشُوشُ مواضعُ الغائط-وعلى كل ما في العالم، فلو كان الله مستويا على العرش بمعنى الاستيلاء وهو تعالى مستو على الأشياء كلها لكان مستويا على العرش وعلى الأرض وعلى السماء وعلى الحشوش والأقذار لأنه قادر على الأشياء مستول عليها، وإذا كان قادرا على الأشياء كلها لم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله تعالى مستو على الحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا،لم يجز أن يكون الاستواء على العرش الاستيلاء الذي هو عام في الأشياء كلها، ووجب أن يكون معنى الاستواء يختص بالعرش دون الأشياء كلها. وزعمت المعتزلة والحرورية والجهمية أن الله تعالى في كل مكان، فلزمهم أنه في بطن مريم وفي الحشوش والأخلية وهذا خلاف الدين تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا) .
· مثال من كلام الخلف المعاصرين
الشيخ طه عبد الله عفيفي في كتابه حق الله على العباد وحق العباد على الله ص97 في بيان موقف السلف والخلف من قضية الصفات بقوله:
(والذي أريد ان أوقفك على مذهب السلف والخلف في المتشابه حتى لا تنحرف عن التوحيد الخالص، فحسبي أن أسوق إليك هذا السؤال، قال السائل:ناقشنا شخص في مكان الله سبحانه وتعالى ونحن نعتقد أن الله تعالى ليس له مكان فأبي إلا أن الله في السماء مستدلا بحديث الجارية، فنرجوا التفضل بشرح هذا الحديث وهل يجوز الأخذ بظاهره وحاشا أن نعتقد ذلك؟ وجواب ذلك:أن سلف الأمة وخلفها اتفقوا على أن الآيات والأحاديث المتشابهة مصروفة عن ظاهرها لقوله تعالى: } ليس كمثله شئ { (الشوري:11). غير أن السلف فوضوا علم المراد منها إلى الله تعالى وقالوا:إن الوقف على قوله تعالى:} وما يعلم تأويله إلا الله { (آل عمران:7). وأما الخلف فأوّلوها وحملوها على معان معقولة مقبولة فبينوا المراد منها وقالوا:إن الوقف على قوله تعالى:} والراسخون في العلم { (آل عمران:7). فقوله تعالى:} الرحمن على العرش استوي { (طه:5) يقول فيه السلف:هو مصروف عن ظاهره ويفوضون علم المراد منه إلى الله تعالى، والخلف يقولون:هو مصروف عن ظاهره والمراد من استوي استولى). انظر كتاب حق الله على العباد وحق العباد على الله ص97 والسؤال موجه إلى الشيخ أمين محمود خطاب، ونقل الشيخ العفيفي إجابته بنصها من كتابه الفتاوي الأمينية.
قال الشيخ طه عبد الله عفيفي يحكي مذهب الخلف:(ويقولون في قول النبي صلي الله عليه وسلم للجارية:أين الله؟ فقالت:في السماء هو مصروف عن ظاهره وإنما اكتفي صلي الله عليه وسلم منها بقولها في السماء، لأنه كان يكفي في صدر البعثة بالنسبة للعامة اعتقاد وجود الله تعالى ووحدانيته. فعامل الجارية بما ألفته وأقرها على اعتقاد وجود الله تعالى وانفراده بالإلهية، ولما أشارت إلى السماء علم النبي صلي الله عليه وسلم أنها تعظم الله تعالى وتعتقد وحدانيته وتنفر من آلهة الأرض التي كانوا يعبدونها) .

· موقف الصحابة من مسألة العلو والفوقية:

1. قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من حديث سعد بن معاذ:(لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة) متفق عليه قال الألباني:لقد حكم فيهم (اليوم بحكم الله الذي حكم به من فوق سبع سماوات . يعني سعد بن معاذ في حكمه على بني قريظه . السلسلة الصحيحة (جزء 6 - صفحة 248) .
2. وروى البيهقي في الأسماء والصفات للبيهقي بسنده: عن عمر بن الخطاب عمر بن الخطاب أنه رضي الله عنه مر في ناس من أصحابه فلقيته عجوز فاستوقفته ، فوقف عليها فوضع يديه على منكبيها ، حتى قضت حاجتها ، فلما فرغت قال رجل:حبست رجالات قريش على هذه العجوز ، قال:ويحك تدري من هذه ؟ هذه عجوز سمع الله عز وجل شكواها من فوق سبع سماوات ، والله لو استوقفتني إلى الليل لوقفت عليها إلا آتي الصلاة ثم أعود إليها حتى تقضي حاجتها.
3. جديث عائشة سنن ابن ماجه عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَال قَالتْ عَائِشَةُ : ( تَبَارَكَ الذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُل شَيْءٍ إِنِّي لأَسْمَعُ كَلامَ خَوْلةَ بِنْتِ ثَعْلبَةَ وَيَخْفَى عَليَّ بَعْضُهُ وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلى رَسُولِ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ وَهِيَ تَقُولُ يَا رَسُول اللهِ أَكَل شَبَابِي وَنَثَرْتُ لهُ بَطْنِي حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي وَانْقَطَعَ وَلدِي ظَاهَرَ مِنِّي اللهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِليْكَ فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَل جِبْرَائِيلُ بِهَؤُلاءِ الْآيَاتِ ( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْل التِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلى اللهِ ) . قال تعالى : ( وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَال أَتُحَاجُّونِّي فِي اللهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُل شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (الأنعام:80) (قَدِ افْتَرَيْنَا عَلى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُل شَيْءٍ عِلْماً عَلى اللهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ) (الأعراف:89) ( إِنَّمَا إِلهُكُمُ اللهُ الذِي لا إِلهَ إِلا هُوَ وَسِعَ كُل شَيْءٍ عِلْماً) (طه:98)
4. عن عائشة وابن عباس مسند أحمد بن حنبل بسنده عن ذَكْوَانَ مولى عَائِشَةَ انه اسْتَأْذَنَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ على عَائِشَةَ وَهِىَ تَمُوتُ وَعِنْدَهَا بن أَخِيهَا عبد اللهِ بن عبد الرحمن فقال : (هذا بن عَبَّاسٍ يَسْتَأْذِنُ عَليْكِ وهو من خَيْرِ بَنِيكِ فقالت : دعني مِنِ ابن عَبَّاسٍ وَمِنْ تَزْكِيَتِهِ فقال لها عبد اللهِ بن عبد الرحمن انه قاري لِكِتَابِ اللهِ فَقِيهٌ في دِينِ اللهِ فآذني له فَلْيُسَلِّمْ عَليْكِ وَلْيُوَدِّعْكِ قالت فأذن له ان شِئْتَ قال فَأَذِنَ له فَدَخَل بن عَبَّاسٍ ثُمَّ سَلمَ وَجَلسَ وقال أبشري يا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَوَاللهِ ما بَيْنَكِ وَبَيْنَ أن يَذْهَبَ عَنْكِ كُلُّ أَذًى وَنَصَبٍ أو قال وَصَبٍ وَتَلْقَىِ الأَحِبَّةَ مُحَمَّداً وَحِزْبَهُ أو قال أَصْحَابَهُ الا ان تُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ فقالت وَأَيْضاً فقال بن عَبَّاسٍ كُنْتِ أَحَبَّ أَزْوَاجِ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم إليه ولم يَكُنْ يُحِبُّ الا طَيِّباً وَأَنْزَل الله عز وجل بَرَاءَتَكِ من فَوْقِ سَبْعِ سماوات فَليْسَ في الأَرْضِ مَسْجِدٌ الا وهو يُتْلى فيه أناء الليْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ وَسَقَطَتْ قِلاَدَتُكِ بِالأَبْوَاءِ فَاحْتَبَسَ النبي صلى الله عليه وسلم في الْمَنْزِلِ وَالنَّاسُ معه في ابْتِغَائِهَا أو قال في طَلبِهَا حتى أَصْبَحَ الْقَوْمُ على غَيْرِ مَاءٍ فَأَنْزَل الله عز وجل فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً الآيَةَ فَكَانَ في ذلك رُخْصَةٌ لِلنَّاسِ عَامَّةً في سَبَبِكِ فَوَاللهِ انك لمُبَارَكَةٌ فقالت دعني يا بن عَبَّاسٍ من هذا فَوَاللهِ لوَدِدْتُ اني كنت نَسْياً مَنْسِيًّا) .
5. أم المؤمنين زينب صحيح البخاري : (عَنْ أَنَسٍ قَال جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو فَجَعَل النَّبِيُّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ يَقُولُ اتَّقِ اللهَ وَأَمْسِكْ عَليْكَ زَوْجَكَ قَال أَنَسٌ لوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ كَاتِمًا شَيْئًا لكَتَمَ هَذِهِ قَال فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلمَ تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ وَزَوَّجَنِي اللهُ تَعَالى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ وَعَنْ ثَابِتٍ ( وَإِذْ تَقُولُ لِلذِي أَنْعَمَ اللهُ عَليْهِ وَأَنْعَمْتَ عَليْهِ أَمْسِكْ عَليْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً) (الأحزاب:37)وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ ) نَزَلتْ فِي شَأْنِ زَيْنَبَ وَزَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ) .
6. صحيح البخاري ج6/ص2700 6985 عن أَنَسَ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال : (نَزَلتْ آيَةُ الْحِجَابِ في زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَأَطْعَمَ عليها يَوْمَئِذٍ خُبْزًا وَلحْمًا وَكَانَتْ تَفْخَرُ على نِسَاءِ النبي صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ تَقُولُ : إِنَّ اللهَ أَنْكَحَنِي في السَّمَاءِ ).
6987 حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن الْمُنْذِرِ حدثني محمد بن فُليْحٍ قال حدثني أبي حدثني هِلالٌ عن عَطَاءِ بن يَسَارٍ عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من آمَنَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَصَامَ رَمَضَانَ كان حَقًّا على اللهِ أَنْ يُدْخِلهُ الْجَنَّةَ هَاجَرَ في سَبِيلِ اللهِ أو جَلسَ في أَرْضِهِ التي وُلِدَ فيها قالوا يا رَسُول اللهِ أَفَلا نُنَبِّئُ الناس بِذَلِكَ قال إِنَّ في الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا الله لِلْمُجَاهِدِينَ في سَبِيلِهِ كُلُّ دَرَجَتَيْنِ ما بَيْنَهُمَا كما بين السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ فإذا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فإنه أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرحمن وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ

7. قال أبو حنيفة:اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية روى البيهقي:(بسنده عن نعيم بن حماد قال:سمعت أبا عصمة نوح بن أبي مريم يقول:(كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر، إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهماً، فدخلت الكوفة، فقيل لها:إن ها هنا رجلاً قد نظر في المعقول يقال له:أبو حنيِفة، فَأْتِيهِ، فأتته، فقالت:أنت الذي تعلّم الناس المسائل وقد تركت دينك؟ أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت عنها، ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها، ثم خرج إلينا وقد وضع كتاباً:إنّ اللهَ سبحانه وتعالى في السماء دون الأرض، فقال له رجل:أرأيت قول اللّه تعالى:" وهوَ مَعَكُم " قال:هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت عنه غائب) . قال البيهقي:لقد أصاب أبو حنيفة رحمه اللّه تعالى فيما نفي عن اللّه تعالى وتقدّس من الكون في الأرض، وفيما ذكر من تأويل الآية، وتبع مطلق السمع في قوله:إنّ اللهَ عزَّ وجَلّ في السماء.
8. وقال أبو حنيفة: (من قال:لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض، فقد كفر، لأن اللّه تعالى يقَول:" الرَّحْمنُ عَلى العَرْشِ اسْتَوَى " سورة طه آية 5. وعرشه فوق سبع سموات. قلت:فإن قال إنه على العرش، ولكنه يقول:لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال:هو كافر، لأنه أنكر أن يكون في السماء، لأنه تعالى في أعلى عليين، وأنه يُدْعى من أعلى لا من أسفل. وفي لفظ سألت أبا حنيفة عمن يقول:لا أعرف ربي في السماء أمَ في الأرض؟ قال:فقد كفر، لأن اللهَ يقول:" الرحمن على العرش استوى " سورة طه آية 5. وعرشه فوق سبع سموات.قال:فإنه يقول:على العرش استوى، ولكنه لا يدري العرش في الأرض أو في السماء؟. قال:إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر) .
9. قال شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى:ففي هذا الكلام المشهور عن أبي حنيفة رحمه اللّه عند أصحابه أنه كَفَّرَ الواقف الذي يقول:لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض، فكيف يكون الجاحد النافي الذي يقول:ليس في السماء ولا في الأرض؟ واحتج على كفره بقوله تعالى:" الرحمن على العرش استوى " قال:وعرشه فوق سبع سموات وبيّن بهذا أن قوله:" الرحمن على العرش استوى " بيّن في أن اللّه عز وجل فوق السموات فوق العرش، وأن الاستواء على العرش، ثم أردف ذلك بكفر من توقّف في كَوْنِ العرش في السماء أو في الأرض، قال:لأنه أنكر أن يكون في السماء، وأن الله في أعلى عليين، وأن الله يدعى من أعلى لا من أسفل، واحتج بأنّ اللّه في أعلى عليين، وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل، وكل من هاتين الحجتين فطرية عقلية، فإنّ القلوبَ مفطورةٌ على الإقرار بأنّ الله عز وجل في العلو، وعلى أنه يدعى من أعلى لا من أسفل، وكذلك أصحابه من بعده كأبي يوسف، وهشام بن عبيد اللّه الرازي. كما روى ابنُ أبي حاتم وشيخ الإسلام بأسانيدها أن هشام بن عبيد الرازي، صاحب محمد بن الحسن قاضي الري حبس رجلاً في التجهّم، فتاب فجيء به إلى هشام ليمتحنه، فقال:الحمد لله على التوبة، فامتحنه هشام فقال:أشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه. فقال:أشهد أن الله على عرشه، ولا أدري ما بائن من خلقه، فقال:ردوه إلى الحبس، فإنه لم يتب.
قول إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه اللّه تعالى:ذكر أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد:أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال:حدثنا أحمد بن جعفر بن أحمد أن ابن مالك قال:حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:حدثني أبي قال:حدثنا شريح بن النعمان قال:حدثنا عبد الله بن نافع قال:قال مالك بن أنس:الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه مكان. قال:وقيل لمالك " الرَّحْمنُ عَلى العَرْش اسْتَوَى " كيف استوى؟.فقال مالك رحمه اللّه تعالى:استواؤه معقول وكيفيته مجهولة وسؤالك عن هذا بدعة وأراك رجل سوء.
نقلاً عن موقع الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني