حواء غرابيل
22-12-2011, 05:20 PM
لا تسيسون السياسة
كتب : عبدالله بن جاسم
كوني طالب متخرج من قسم العلوم السياسية من جامعة الكويت، وليس مجرد ذلك بل اهتمامي الكبير والواسع في تخصصي، اردت ان اشارككم هذا المقال الذي قد يوضح بعض اللبس وعدم الفهم والدراية
ببعض المصلطحات السياسية. ان ما تداوله بعض من ابناء وطني حول المقولة التي اصدرتها النائب سلوى الجسار في احد جلسات مجلس الامة وهي "لا تسيسون السياسة" قد احدث لقط كبير وقيل وقال ووصل الحد من البعض الى التعدي والسخرية بألفاظ دون المستوى على شخص النائب سلوى الجسار
استناداً إلى دراستي للعلوم السياسية اعلم ان للسياسة مفهومين لغوي واصطلاحي، المفهوم الاصطلاحي قد يختلف حسب العقيدة والمبدأ والنظرية التي يستفاد منها، اما المفهوم اللغوي لا اعتقد ان احداً يختلف عليه فكما جاء في لسان العرب ان السياسة تعني الرياسة وقيل: ساس المرء سياسة أي قام به، وسوَّسه القومُ جعلوه يسوسهم. والسياسة هى القيام على الشيء بما يصلحه.
والسياسة من فعل السائس أي تولي أمورهم، ويقال: هو يسوس الدواب إذا قام عليها وراضها. والوالي يسوس رعيته.
بالتالي نحن نتفق على امر وهو اننا نُجمع على المفهوم اللغوي المدوّن في مختلف معاجم اللغة ونختلف على المفهوم الاصطلاحي لذلك ما سأُقدم على تفسيره هو ناتج لاتفاقنا جميعاً على المفهوم اللغوي
"يقول أرسطو الإنسان حيوان سياسي بالفطرة، وهو ما يعنى فى لغة العصر أن الإنسان هو محور كل التفاعلات والأحداث التى يشهدها المجتمع، ولا يمكن تصور السياسة إلا في ضوء العلاقة بين الحاكم والمحكوم
"(استاذ العلوم السياسية د. ناجي صادق - مجلة الفسطاط)"
ذكرت هذه الديباجة المتواضعة لكي يتسنى لمن لا يمتلك فهم السياسة ان يفهمها بشكل علمي صحيح دون ان يتأثر بما يُدار حوله من تفاسير غير علمية وغير صحيحة والتي تهدف فقط الى امر واحد وهو تصغير وتحقير الرأي الآخر المخالف.
ان ألقينا ما سبق على واقعنا في البلاد فإننا نرى أن سيدي سمو الأمير هو الحاكم والمنوط به السياسة أي الرياسة كما أوضحناها في الأعلى ونحن كشعب نُعتبر الرعية. ورجوعاً إلى قانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة وإستناداً إلى المادة الثانية من هذا القانون فإن الأمير رئيس الدولة، وذاته مصونه لا تُمس.
لذلك اقول هنا أن مقولة "لا تسيسون السياسة" مقولة صحيحة ولا غبار عليها إستناداً للمعطيات السابقة فإننا كشعب ويعيش في الكويت الدولة التي تحمل الدستور والقانون مرجعية لها لا نستطيع ان نسلب من سيدي سمو الامير رياسته أو سياسته أو سلطته او حتى انتقاده او التدخل في شؤون الحُكم، لأننا أساساً لا نمتلك ذلك استناداً للدستور والقانون، فسيدي سمو الامير له وضعه الخاص ويمتلك سلطات واسعة وخطيرة لا تتواجد في دول اخرى كالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال وليس الحصر.
فإن افترضت انني مواطن أمريكي أستطيع ببساطة ان أسيّس أو أسوّس السياسة أي أن اقودها وأتولى أمرها، تتساءلون كيف؟ من خلال مشاركتي في الانتخابات الرئاسية الامريكية التي يكون نتاجها هو اعلان رئيس الدولة الذي يقودها ويتولا امرها ومن خلال مقدرتي في انتقاد الرئيس والمساس بالحكم وغيرها، لكن بالمقابل هل استطيع ان اقوم بهذا الفعل في الكويت؟ من الطبيعي الجواب لأ، فلا يوجد هناك انتخابات لتحديد رئيس الدولة في بلادنا، هناك فقط انتخابات للسلطة التشريعية، وانتخابات السلطة التشريعية في الكويت لا تساوي ابداً الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن غير الممكن أن يتجرأ مواطن او غيره في الكويت ان يمس وان ينتقد حكم سيدي سمو الامير
فعندما قالت النائب سلوى الجسار لأتباع التكتل الشعبي "لا تسيسون السياسة" اي لا تقودونها او تتولوا امرها لأنها ليست ملكهم كما هي في الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاخرى.
رابط المقالة (http://www.jareedati.com/index.php?option=com_content&view=article&id=82%3A2011-01-11-02-47-00&catid=34%3A2011-01-05-03-39-56&Itemid=54)
:eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17):
كتب : عبدالله بن جاسم
كوني طالب متخرج من قسم العلوم السياسية من جامعة الكويت، وليس مجرد ذلك بل اهتمامي الكبير والواسع في تخصصي، اردت ان اشارككم هذا المقال الذي قد يوضح بعض اللبس وعدم الفهم والدراية
ببعض المصلطحات السياسية. ان ما تداوله بعض من ابناء وطني حول المقولة التي اصدرتها النائب سلوى الجسار في احد جلسات مجلس الامة وهي "لا تسيسون السياسة" قد احدث لقط كبير وقيل وقال ووصل الحد من البعض الى التعدي والسخرية بألفاظ دون المستوى على شخص النائب سلوى الجسار
استناداً إلى دراستي للعلوم السياسية اعلم ان للسياسة مفهومين لغوي واصطلاحي، المفهوم الاصطلاحي قد يختلف حسب العقيدة والمبدأ والنظرية التي يستفاد منها، اما المفهوم اللغوي لا اعتقد ان احداً يختلف عليه فكما جاء في لسان العرب ان السياسة تعني الرياسة وقيل: ساس المرء سياسة أي قام به، وسوَّسه القومُ جعلوه يسوسهم. والسياسة هى القيام على الشيء بما يصلحه.
والسياسة من فعل السائس أي تولي أمورهم، ويقال: هو يسوس الدواب إذا قام عليها وراضها. والوالي يسوس رعيته.
بالتالي نحن نتفق على امر وهو اننا نُجمع على المفهوم اللغوي المدوّن في مختلف معاجم اللغة ونختلف على المفهوم الاصطلاحي لذلك ما سأُقدم على تفسيره هو ناتج لاتفاقنا جميعاً على المفهوم اللغوي
"يقول أرسطو الإنسان حيوان سياسي بالفطرة، وهو ما يعنى فى لغة العصر أن الإنسان هو محور كل التفاعلات والأحداث التى يشهدها المجتمع، ولا يمكن تصور السياسة إلا في ضوء العلاقة بين الحاكم والمحكوم
"(استاذ العلوم السياسية د. ناجي صادق - مجلة الفسطاط)"
ذكرت هذه الديباجة المتواضعة لكي يتسنى لمن لا يمتلك فهم السياسة ان يفهمها بشكل علمي صحيح دون ان يتأثر بما يُدار حوله من تفاسير غير علمية وغير صحيحة والتي تهدف فقط الى امر واحد وهو تصغير وتحقير الرأي الآخر المخالف.
ان ألقينا ما سبق على واقعنا في البلاد فإننا نرى أن سيدي سمو الأمير هو الحاكم والمنوط به السياسة أي الرياسة كما أوضحناها في الأعلى ونحن كشعب نُعتبر الرعية. ورجوعاً إلى قانون رقم 4 لسنة 1964 في شأن أحكام توارث الإمارة وإستناداً إلى المادة الثانية من هذا القانون فإن الأمير رئيس الدولة، وذاته مصونه لا تُمس.
لذلك اقول هنا أن مقولة "لا تسيسون السياسة" مقولة صحيحة ولا غبار عليها إستناداً للمعطيات السابقة فإننا كشعب ويعيش في الكويت الدولة التي تحمل الدستور والقانون مرجعية لها لا نستطيع ان نسلب من سيدي سمو الامير رياسته أو سياسته أو سلطته او حتى انتقاده او التدخل في شؤون الحُكم، لأننا أساساً لا نمتلك ذلك استناداً للدستور والقانون، فسيدي سمو الامير له وضعه الخاص ويمتلك سلطات واسعة وخطيرة لا تتواجد في دول اخرى كالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال وليس الحصر.
فإن افترضت انني مواطن أمريكي أستطيع ببساطة ان أسيّس أو أسوّس السياسة أي أن اقودها وأتولى أمرها، تتساءلون كيف؟ من خلال مشاركتي في الانتخابات الرئاسية الامريكية التي يكون نتاجها هو اعلان رئيس الدولة الذي يقودها ويتولا امرها ومن خلال مقدرتي في انتقاد الرئيس والمساس بالحكم وغيرها، لكن بالمقابل هل استطيع ان اقوم بهذا الفعل في الكويت؟ من الطبيعي الجواب لأ، فلا يوجد هناك انتخابات لتحديد رئيس الدولة في بلادنا، هناك فقط انتخابات للسلطة التشريعية، وانتخابات السلطة التشريعية في الكويت لا تساوي ابداً الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن غير الممكن أن يتجرأ مواطن او غيره في الكويت ان يمس وان ينتقد حكم سيدي سمو الامير
فعندما قالت النائب سلوى الجسار لأتباع التكتل الشعبي "لا تسيسون السياسة" اي لا تقودونها او تتولوا امرها لأنها ليست ملكهم كما هي في الولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاخرى.
رابط المقالة (http://www.jareedati.com/index.php?option=com_content&view=article&id=82%3A2011-01-11-02-47-00&catid=34%3A2011-01-05-03-39-56&Itemid=54)
:eh_s(17)::eh_s(17)::eh_s(17):