المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرعون ذي الأوتاد



شعاع الحزن
24-10-2004, 12:23 PM
http://www.55a.net/images/13/171.jpg

قال تعالى :( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ{6} إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ {7} الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ {8}وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ {9} وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ {10}الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ {11} فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ {12} فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ {13} إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ {14}) [سورة الفجر : الآيات من 6ـ 10] . و قال تعالى (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ)السؤال الذي يطرح نفسه : هل كان " ذو الأوتاد " اسماً للفرعون أم صفة أطلقت عليه ؟ يرد في كتب التفسير القول إن " فرعون ذو الأوتاد " هو " فرعون صاحب الأبنية المحكمة و الملك الثابت[1] ، أو أنه " فرعون صاحب المباني العظيمة التي تشبه الجبال في الثبات " [2]أو أنه صاحب الجنود الأقوياء ، أو المباني المتينة ( الأهرامات ) ، ويقال إن فرعون كان يجعل لكل من يغضب عليه أربعة أوتاد يشد إليها يديه و رجليه و يعذبه " [3] .

لكن ملاحظتنا على هذه التفسيرات أنها لا تنصب على فرعون محدد بذاته ، بل يمكن أن يوصف بها فراعنة كثر إذا تعلق الأمر بأصحاب الأبنية المحكمة و الملك الثابت ، أما الأهرام فتعود لملوك من الألف كثر إذا تعلق الأمر بأصحاب الأبنية المحكمة و الملك الثابت ، أما الأهرام فتعود لملوك من الألف الثالث ق. م . و ليس للرعامسة الذين توحي رواية التوراة أن الخروج حدث في زمنهم . و أما ما يورده بعض الباحثين أن ذلك تم بطريق التعذيب فيمكن نقضه بالعودة إلى قوله تعالى في القرآن الكريم على لسان فرعون حين آمن السحرة بموسى : (قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى) (طـه:71)

و هذا يعني أن فرعون ذا الأوتاد كان يصلب معارضيه في جذوع النخل بعد أن يقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف و لا يشدهم بالأوتاد .

و لقد ذهب المؤرخون العرب القدامى إلى إعطاء أسماء لفرعون موسى . فقال بعضهم إنه الوليد بن مصعب . و قال آخرون إن قابوس بن مصعب ، ولم يقل أحد إنه " ذو الأوتاد " مما يعني أنهم كانوا يجهلون هذا الاسم أو هذه الصفة . و قد أنفرد القرآن الكريم بإيرادها ، وأكدها مرتين .

و طبيعي أنه إذا ورد ضمن أسماء ملوك مصر من يعني أسمه " ذو الأوتاد " أن يكون هذا الملك دون سواه هو فرعون موسى . ويكون هذا دليلاً إضافياً على إعجاز القرآن الكريم و كونه منزلاً، وكاشفاً إضافياً عن التزوير الذي مارسه كتبة التوراة المتداولة .

و السؤال الآن : هل ورد في أسماء ملوك مصر اسم بمعنى " ذو الأوتاد ".

و الجواب نعم : إنه اسم آخر ملوك الأُسرة الأولى ، والذي ورد في قائمة مانيتو بصيغة " بيينخيس " و هو قاعا.

فهذا الاسم مؤلف من ثلاثة مقاطع هي بي و إن و خيو حيث السين إضافة يونانية ، و الضمة فوق الياء أصلها واو الجمع .

فلنحاول قراءة هذه المقاطع على أساس اللغة المصرية القديمة .

و بالعودة إلى الجهد الطيب و القيم للدكتور على فهمي خشيم في كتابة " آلهة مصر العربية " يتبين لنا أن بء في البداية تعني ذا أو ذو بالعربية . و أما النون في المصرية فتقابل اللام في العربية و هي جذر " أل " التعريف في العربية . فالمقطع بين ( بي . إن ) في اسم بيينخيس ) يعني " ذو أل " ويبقى المقطع خيو . ويقول الدكتور على فهمي خشيم لقد تطورت دلالة الجزر أخ في المصرية الذي يبدوا أنه يفيد أساساً الماء ، فكان يدل على النبات المائي ، ثم على البنت عامة ، و على الزهر ، كما دل على النجوم ( زهور السماء ) ، و بالتالي دل على الليل . و في كلها معنى الكثرة و الوفرة . و بذا تطورت دلالة الجذر ءخ لتعني الرفاهية و العز ، ثم المجد و الحكم و القوة و السلطان . و هذا ما نجده في الأكادية : " أخو : نبت " . " أخو : حام " مدافع . " أكو: عظيم " كبير . " خو " : مجيد . " أقو " : تاج . " أقو : ماء " و في العربية : أقا ـ أقاة : شجر . " أخيه " , آخيه " : وتــد ( يتخذ من الشجر و يفيد الربط و القوة ) . " أخو " " أخ " : حـاكم ســيد ( نائب الملك عند عرب النبط ، و الأمير عند عرب الهكسوس ) .

و في مواضع أخرى ترد " خو " ( يد تمسك بسوط أو مدقة ) بمعنى يقوى ، يحكم , " خو " بمعنى الروح المتعالية . و " خأ " ( عمود ) بمعنى وخيه أو أخيـه ( وتد ) ش.

و يقول د. خشيم إن المصرية " خء " تساوي بالضبط مقلوبها " ءخ " في معجم هذه اللغة ، بل حتى في كل ما شتق من اللفظين و هو كثير . و ترد الكلمة المصرية " خي " عند أمبير بمعنى مشيمة . وهي بذلك تفيد مثلها يعني الوتد الربط.

و لقد استشرنا الزميل عبد الحكيم ذنون فيما يعنيه هذا المصدر نفسه ( خ ) في السومرية و الآشورية و الآرمية ، فأكد أنه حيثما ورد في الكتابات المساوية و الآرمية فإنه يعني " الربط " .

و بهذا المفهوم فهو يعني " أخ " ـ حيث الآخ مرتبط بأخيه ـ مثلما يعني "وتد " حيث تربط به الخيمة أو الدابة ... إلخ .

وواضح من هذه المعطيات أن المقطع " خيو " في اسم " بيينخيس " يمكن أن يترجم إلى " أوتاد " و يكون الاسم معنى "بيينخيس " في هذه الحالة هو " ذو الأوتاد " . و يكون صاحب هذا الاسم تحديداً هو فرعون موسى.

المصدر : اليهود بين القرآن و التوراة و معطيات العلم الحديث تأليف عبد الرحمن غنيم .

خــــالـــــد
24-10-2004, 11:54 PM
جزاك الله خير الجزاء أختي أسيرة القمر . . .

جعله الله من موازين حسناتك


أشكرك . , . ,





تحياتي

سمووره
25-10-2004, 12:16 AM
الله يجزاك كل خير

بارك الله فيك

شكرا لك لاعدمناك يارب

شعاع الحزن
25-10-2004, 12:22 PM
خالد & سمووره
اسعد قلبي مروركما الكريم