المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة (المروءة)



أهــل الحـديث
21-12-2011, 10:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الوهَّاب الرزَّاق، والصلاة والسلام على من بُعِثَ لإتمام مكارِم الأخلاق، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تَبِعهم بإحسان إلى يوم التلاق، أما بعد:


(1)

سلسة المروءة

فإن المروءةَ خَلَّةٌ كريمة، وخَصْلَةٌ شريفة، تَجْري في مُنْشئات الأدباء، ويُتَحَدَّثُ عنها في علوم الشريعة والأدب والأخلاق.
ولقد عُرِّفت المروءةُ بتعريفات عديدة لا تكاد تحصر، ولا تنافي بين أكثر تلك التعريفات؛ فالاختلاف فيها لفظي، ومن باب اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد، وأكثر تلك التعريفات إنما هو من قبيل التعريف بالمثال وببعض الأفراد.


فمما قيل في تعريف المروءة ما يلي:


1_ هي كمال الرجولية.


2_ هي صيانةُ النفس عن كل خُلُقٍ رديء.


3_ وقال ابن هبيرة : المروءة إصلاح المال، والرَّزانة في المجلس+.


4_ وقيل: هي ألا يأتي الإنسان ما يُعْتَذَر منه مما يحط مرتبته عند أهل الفضل.
هذا بعض ما قيل في المروءة، ولا خلاف بين من تحدثوا عنها أن هناك آداباً لا يعلو مقام الرجل في المروءة إلا بالمحافظة عليها.
وبين أيدينا منابع للمروءة عذبة صافية هي: الكتاب الحكيم، والسنة المطهرة، وآثار العظماء من سلفنا الصالح، وما أُثِر عن الحكماء وأهل المروءات.

من مقومات المروءة وآدابها:
إليكم أيها الأعضاء الأعزاء الكرماء جملةً من الآداب التي يزيد بها معنى المروءة وضوحاً، وترتفع منزلة القائم بها درجات، وهي أشبه برؤوس الأقلام؛ لأن المقام لا يسمح بالتفصيل:


1_ أن يكون المرءُ ذا أناةٍ وتُؤَدَةٍ، فلا يبدو في حركته اضطراب أو عجلة، كأن يكثر الالتفات، أو يعجل في مشيته عجلةً خارجة عن حد الاعتدال.
أما السرعةُ بمعنى عدمِ التباطؤ فدليل الحزم، ومن مقومات المروءة.
2_ حسن البيان، وجمال المنطق، والترسل في الكلام.


3_ حفظ اللسان عن أعراض الناس، وعن ساقط القول ومرذوله.


4_ ملاقاة الناس بوجه طلق، ولسان رطب دون بحث عما تكنه صدورهم، وتنطوي عليه سرائرهم.


5_ الإصغاء لمن يتحدث، ولو كان حديثه مكرراً معلوماً؛ فإن ذلك يغري بمحبة من يصغي، ويشعر المتحدث بقيمته، وإلى هذا المعنى الجميل يشير أبو تمام في قوله:

من لي بإنسان إذا أغضبته



وجهلت كان الحلم ردَّ جوابه


وتراه يصغي للحديث بقلبه



وبسمعه ولعلـه أدرى بــه






6_ الصراحة، والترفع عن النفاق والمواراة والمداراة؛ فلا يبدي لشخص مودة وهو يحمل له العداوة، ولا يشهد له باستقامة السيرة وهو يراه منحرفاً عن سواء السبيل.
والمراد أن صاحب المروءة لا يتخذ الملق والرياء عادة له، أما إذا اقتضت الحكمةُ إخفاء بعضِ ما يضمر من نحو الصداقة والعداوة _ فإن ذلك من مكملات المروءة.


7_ ضبط النفس عند هيجان الغضب، أو دهشة الفرح.


8_ الوقوف موقف الاعتدال في السراء والضراء، قال البعيث:

ولست بمفراح إذا الدهر سرني



ولا جازع من صِرْفِهِ المتقلب



وقال عبد العزيز بن زرارة الكلابي :

قد عشت في الدهر أطواراً على طرقٍ



شتى فصادفت منها اللِّيْنَ والبشعا


كُلاًّ بلوت فـلا النعمـاءُ تُبْطِرنـي



ولا تخشعت من لأوائها جزعا


لا يملأ الهولُ قلبي قبل وقعته



ولا أضيق به ذرعاً إذا وقعا



9_ إكرام الضيف، والتَّطَلُّقُ له، والقيام على خدمته، وألا يكلف المرء زائريه بأي عمل ولو قلَّ، كأن يطلب من ضيفه أن يناوله كتاباً، أو كأساً أو نحو ذلك، خصوصاً إذا كان الضيف غريباً، أو ليس ممن ترفع معه الكلفة، قال عمر ابن عبد العزيز :_رحمه الله_ ليس من المروءة استخدام الضيف.


وللحديث بقية وصلى الله عليه وسلم