المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سؤال في العلل .



أهــل الحـديث
21-12-2011, 12:30 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

أما بعد

فأنا محب للحديث في بداية الطريق بدأت أقرأ في كتب المصطلح وأحببت أن أفهم هذا الفن ولكن قلة العالمين به ألجأني أن أقرأ لوحدي , وطمعت في مساعدتكم حتى أصل إلى مستوى طيب في هذا الفن .
وفي هذا المضمار كنت أريد التحقق من إيراد الإمام مسلم رحمه الله للحديث المعل في صحيحه , وهل نص أحد من أهل الحديث السابقين على ذلك , عدا النص الذي ذكره هو في خطبة صحيحه الذي يشير إلى هذا الأمر .
ووقفت على هذا النص للقاضي الحافظ عياض بن موسى اليحصبي في إكمال المعلم (6\599-560) كتاب: الأشربة , باب: لا يعيب الطعام .
"ذكر مسلم في الباب حديث أبى معاوية :
حدثنا الأعمش , عن أبى يحيى مولى أبيجعدة , عن أبى هريرة .
من رواية :
- ابن أبى شيبة
- وأبى كريب
- ومحمد بن المثنى
- وعمرو الناقد .
وذكره - أيضا - من رواية :
- أبى كريب
- وابن المثنى عن أبى معاوية ، عن الأعمش ، عن أبى حازم ، عن أبى هريرة ، وهو مما ذكره الدارقطني وعلله .


ومنجملة الأحاديث المعللة في كتاب مسلم التي أبان مسلم علتها كما وعد ، وذكر الوجهين فيهاوالآراء والاختلاف .
وأبو معاوية هذا : خالفه جماعة من الحفاظ في أبى يحيى .
منهم :
- الثورى ،
- وشعبة ،
- وجرير ،
- وزهير ،

فرووه عن الأعمش عن أبى حازم ، وقد ذكر مسلم روايتهم هذه إلا طريق شعبة أول الباب ، وجاء بحديث أبى معاوية أخرا بعدهم لعلته "

وإشكالي هو :

إذا كان التعليل لأجل مخالفة أبي معاوية فقط , فقد رواه أبو معاوية على الوجهين كما في صحيح مسلم , فقد رواه عن الأعمش عن أبي يحيى , ورواه عن الأعمش عن أبي حازم كما هي رواية الجماعة .

ولا نظر لكثرة من خالف لأن الأعمش مكثر من كبار الحفاظ فما المانع أن يكون له أكثر من شيخ لا سيما أن أبا معاوية جاء عنه على الوجهين , فقد أخرج البخاري في صحيحه رقم : (7061) :
"حدثنا عياش بن الوليد ، أخبرنا عبد الأعلى ، حدثنا معمر ، عن الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج قالوا : يا رسول الله أيم هو قال القتل القتل.

- وقال شعيب ،
- ويونس
- والليث ،
- وابن أخي الزهري ،

عن الزهري عن حميد ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم."
وصحح كلا الطريقين مع وجود الكثرة الكاثرة ممن خالف معمر في الزهري .

وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى أيضاً كما في العلل الكبير للإمام الترمذي رحمه الله تعالى (صــ122)
"سألت محمدا عن هذا الحديث- يريد أفطر الحاجم - فقال : ليس في هذا الباب شيء أصح من حديث شداد بن أوس , وثوبان.
فقلت له : كيف بما فيه من الاضطراب فقال : كلاهما عندي صحيح. لأن يحيى بن أبي كثير روى عن أبي قلابة , عن أبي أسماء , عن ثوبان.
وعن أبي الأشعث , عن شداد بن أوس , روى الحديثين , جميعا.
قال أبو عيسى : وهكذا ذكروا عن علي بن المديني , أنه قال : حديث شداد بن أوس , وثوبان صحيحان." .
كيف وأبو معاوية أوثق الناس في الأعمش ؟
قال عبدالله بن الإمام أحمد في العلل (1/362) رقم : (688) :
"سمعت أبي يقول : كان أبو معاوية إذا سئل عن أحاديث الأعمش يقول : قد صار حديث الأعمش في فمي علقما , أو أمر من العلقم لكثرته ما يردد عليه حديث الأعمش" .
وقال (1/512) رقم : (1196) :
"قال أبي قال أبو معاوية لما مات الأعمش لقيني سفيان فجعل يلقي علي يقول تحفظ ذا نحو من خمسة عشر حديثا قال أبي وقال أبو معاوية كنا إذا قمنا من عند الأعمش كنت أمليها عليهم قال أبي مثل الأحدب ويعلى وقال جرير الرازي كنا نرقعها عند الأعمش يكتب ذا من ذا يكتب ذا من ذا "
وقال (1/541) رقم : (1281) :

(قال أبي أبو معاوية من أحفظ أصحاب الأعمش)

وقال (2/348) رقم : (2543) :
(قلت له أيما أثبت أصحاب الأعمش فقال سفيان الثوري أحبهم إلي قلت له ثم من فقال أبو معاوية في الكثرة والعلم يعني عالما بالأعمش)

وفي تهذيب الكمال للإمام المزي رحمه الله تعالى (52/129-130)
(قال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : أبو معاوية أثبت من جرير في الأعمش ، وروى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير.
وقال معاوية بن صالح : سألت يحيى بن معين : من أثبت أصحاب الأعمش ؟ قال : بعد سفيان وشعبة : أبو معاوية الضرير.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي : سألت يحيى بن معين : أبو معاوية أحب اليك في الأعمش أو وكيع ؟ فقال : أبو معاوية أعلم به .
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : قيل ليحيى بن معين : أيهما أحب إليك في الأعمش عيسى بن يونس ، أو حفص بن غياث ،أو أبو معاوية ؟ قال : أبو معاوية.
وقال أيضا ، عن يحيى بن معين : قال لنا وكيع : من تلزمون ؟ قلنا : نلزم أبا معاوية. قال : أما إنه كان يعد علينا في حياة الأعمش ألفا وسبع مئة. فقلت لابي معاوية : إن وكيعا قال كذا وكذا. فقال : صدق ، ولكني مرضت مرضة فأنسيت أربع مئة.
وقال عباس الدوري أيضا ، عن يحيى بن معين : قال أبو معاوية الضرير : حفظت من الأعمش ألفا وست مئة فمرضت مرضة فذهب عني منها أربع مئة ، فكان عند أبي معاوية ألف ومئتين . قال يحيى : وكان عند وكيع عن الأعمش ثماني مئة. قلت ليحيى : كان أبو معاوية أحسنهم حديثا عن الأعمش ؟ قال : كانت الاحاديث الكبار العالية عنده.)
فعلى ما سبق لما لا يكون حكم حديثه هنا كحديث معمر عن الزهري ؟
فإن أخطأت فأوقفوني على موضع خطئي بعبارة واضحة حتى أفهمها جزاكم الله كل خير .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .