المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماتياس كيك - Matjaz KEK المدرب الذي تفوق على المدرب هيدينك



عميد اتحادي
20-12-2011, 03:40 PM
<div>مسيرة المدرب :
ماتياس كيك هو بالفعل بطل سلوفيني لم يُحسَب له حساب. وذلك أنه عندما عُيّن مديراً فنياً لمنتخب سلوفينيا عام 2007 دينت هذه الخطوة على نطاق واسع، وشكك النقّاد في مؤهلات هذا الشخص المتحفّظ وفي قدرته على خلافة براين أوبلاك صاحب الكاريزما الأكبر.

اُخذ على كيك بأنه لم يرتدِ قميص منتخب بلاده سوى مرة واحدة خلال مسيرة مغمورة له كلاعب، كما أنه لم يحقق الكثير كمدرّب، وأقيل من منصبه مدرباً لفريق ماريبور قبل سنة واحدة من استقدامه إلى المنتخب.

عندما بدأ رحلته الجديدة مني المنتخب بثلاث هزائم وحقق تعادلاً واحداً في أربع مباريات، وتحوّل الإنتقاد إلى سخرية، وسمّاه المشجعون "كيكيتش"، وهي كلمة تعني بالعامية السلوفينية "الأبله الساذج".

لكن كيك ليس ساذجاً على الإطلاق، بل هو مخطط تكتيكي بارع، بادر إلى تغيير خطة اللعب السلوفينية التقليدية من 3-4-1-2 إلى خطة 4-4-2 المنضبطة التي تضمن تراصّ الصفوف أكثر، ولم تثنِه النكسات المبكرة مع المنتخب عن متابعة هذا المسار.

وبما أن حملة التأهل إلى كأس أوروبا 2008 كانت محسومة سلباً، بدأ كيك التخطيط لتصفيات كأس العالم، فأجرى تغييرات في صفوف الفريق، مبلوراً أسلوب التمرير المتقن ومشكلاً خط دفاع ما لبث أن تحول إلى الأساس الذي بنى عليه نجاح الفريق.

عندما بدأت التصفيات كانت سلوفينيا في مجموعة توقع الجميع أن تسيطر عليها تشيكيا وبولندا، لكن الثقة بالنفس تنامت في صفوف السلوفينيين بفضل بداية لم يعرفوا فيها الخسارة بل حققوا فوزين على سلوفاكيا وإيرلندا الشمالية وانتزعوا تعادلاً خارج أرضهم من بولندا.

إلا أن الفريق السلوفيني كان في تصفيات كأس أوروبا قد حلّ في الترتيب بعد روسيا البيضاء وألبانيا الضعيفتين، لذا بدأ نعي حظوظه في التأهل إلى كأس العالم بعدما جنى نقطة واحدة من مبارياته الثلاث التالية في التصفيات.

وأخطأ الفريق في إظهار الكثير من التهيّب أمام المنتخب التشيكي في مباراتين متتاليتين فخسر أمام خصمه 0-1 وتعادل سلباً.

وكان أسوا أداء قدمه السلوفينيون في التصفيات أمام أيرلندا الشمالية حيث خسروا 0-1. غير أن كيك لم يقرّ بالهزيمة. فجمع لاعبيه في غرفة الملابس بعد المباراة وقال لهم إنه يتوقّع منهم أن يعيدوا الأمل في التأهل إلى النهائيات عبر فوزهم بالمباريات الأربع المتبقية.

بدا الأمر مضحكاً حينها، لكن ثقة كيك بلاعبيه، وبنفسه، ثبت بشكل دامغ أنها في محلها بعد أربعة انتصارات متتالية، منها الفوز على بولندا 3-0 والفوز على سلوفاكيا على أرضها 2- 0. وتخلل الإنتصارات الأربعة تسجيل 13 هدفاً من دون أن تتلقى الشباك السلوفينية أي هدف.

وتمكن السلوفاكيون من التعافي واحتلوا المركز الأول في المجموعة ليتأهلوا مباشرة إلى جنوب أفريقيا، فيما كانت الإندفاعة السلوفينية المتأخرة كافية ليحتل الفريق مكانه في المرحلة الفاصلة ممهداً الطريق لتعيش بلاده الحديثة الولادة أعظم ليلة في تاريخها.

لم تخفِ روسيا فرحتها عندما جمعتها قرعة الملحق الأوروبي مع سلوفينيا. وبدت ثقة الفريق الروسي الذي كان يدرّبه الهولندي جوس هيدينك مبررة عندما تقدم 2-0 في مباراة الذهاب في موسكو. في ذلك الوقت، كان كيك قد بنى لنفسه سمعة كمدرب يجيد إجراء التبديلات الحاسمة، وأتى قراره إنزال نيتش بيتشنيك أواخر المباراة ثماره في غضون ست دقائق عندما سجل مهاجم فريق ناسيونال هدفاً ثميناً برأسه خارج أرضه.

واستعد المنتخب السلوفيني لإنهاء المهمة في مباراة الإياب في ماريبور، وأشعل الهدف الحاسم الذي سجله زلاتكو ديديتش قبيل نهاية الشوط الأول فتيل احتفالات صاخبة في تلك الليلة التي تفوق فيها كيك على المدرّب المحنّك والمرموق جوس هيدينك.

لم يتمكّن كيك قطّ من بلوغ هذه المراتب العليا في مسيرته كلاعب التي لم تتضمن إلا مباراة دولية واحدة، علماً أنه كان مدافعاً معروفاً بصفاته القيادية أكثر من مهاراته الطبيعية.

ونال وظيفة المدرب للمرة الأولى عام 2000 بعد ثماني سنوات من مباراته الدولية اليتيمة مع فريق ماريبور الذي فاز معه بثلاثة ألقاب متتالية في أواخر أيامه كلاعب.

وبعد فترة ست سنوات عرفت نجاحاً نسبياً، كان أبرز ما فيها فوز فريقه باللقب في عامه الأول معه، انتقل كيك إلى الإتحاد السلوفيني لكرة القدم عام 2006 متولياً تدريب منتخبي تحت 15 وتحت 16 سنة.

وفي يناير 2007 رُقّي إلى منصب مدرّب المنتخب الأول، وانطلق من يومها ليحقق ما فاق كل التوقعات، متحدياً في مسيرته الكثير من منتقديه.