المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التبسيط و الإلمام برسالة رفع الملام عن الأئمة الأعلام



أهــل الحـديث
20-12-2011, 03:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



الفصل الأول
اختصار الأسباب العشر لمخالفة قول الإمام حديث النبي الأغـر

السبب الأول : أن الحديث لم يبلغ الإمام :
و هذا أكثر الأسباب خاصة في زمان بداية التدوين فليس أحدٌ يقدر على استيعاب السنة كلها لا في وقتهم ناهيك عنّا الآن ، فليس كل ما يكتب في الكتب و يدون يعلمه العالم .
مثاله : في عهد الصحابة : حديث الاستئذان من حديث أبي سعيد الخدري قال : (( كنت في مجلس من مجالس الأنصار إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور فقال: استأذنت على عمر ثلاثا، فلم يؤذن لي، فرجعت فقال: ما منعك قلت: استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي، فرجعت وقال رسول الله : " إذا استأذن أحدكم ثلاثا، فلم يؤذن له فليرجع " فقال : و الله لتقيمن عليه ببينة ، أمنكم أحد سمعه من النبي فقال أبي بن كعب : والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم ، فكنت أصغر القوم ؛ فقمت معه فأخبرت عمر أن النبي قال ذلك (1) .
************************************************** ************
السبب الثاني : عدم ثبوت الحديث عنده لعدم إلمامه بطريقه المقبولة :
لعدم ثقته في الطريق أو في ناقل الحديث ، مع إن الحديث عند غيره ثبت بسند آخـــر يمحو ما حدث للإمام من شك في الحديث ، فيضعفه الإمام و يقبله غيره .
مثاله : تضعيف شعبة لحديث الوضوء ثم الدعاء الشهير بسبب وصوله إليه من طريق شهر بن حوشب و هو ضعيف ، على الرغم من ثبوت الرواية من حديث عمر و من حديث عقبة بن عامر أنه قال : قال رسول الله)) : ما منكم من أحد فيسبغ الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء (2) .
************************************************** ************
السبب الثالث : عدم ثبوت الحديث عنده بعد اطلاعه على كل طرقه :
فيرده أو تضعيفه للحديث بناءًا على اجتهاده بعد أن جمع كل طرقه و يكون اجتهاده خطأ ، و يكون إمام آخر قد صححه أو حسنه و هو على صواب في ذلك .
مثاله : مثل كون كثيرًا من الحجازيين لا يحتجون بالحديث العراقي أو الشامي ما لم يكن له أصل في الحجاز ، فيثبت عند أحدهم الحديث من أصح أسانيد أهل العراق لكنه يضعفه لما ذكرناه مثلًا .
************************************************** ************
السبب الرابع : اشتراطه شروطًا خاصة لقبول الخبر :
أن يكون للعالم شروطًا خاصة في الرجال أو في صفات قبول الأخبار يخالف فيها ما اشترطه غيره من العلماء ، فيرد الحديث لعدم انضباطه على شرطه .
مثاله : كاشتراط بعضهم عرض الحديث على الكتاب و السنة الثابتة عنده قبل الأخذ به .
************************************************** ************
السبب الخامس : نسيانه الحديث :
فمن لا ينسى ولا يغفل ! و ليس إمام إلا و نسي ، فهذا من جبلة البشر وما سمي إنسانًا إلا لنسيانه ، ولا يعيب الإمام بعض غفلة أو نسيان .
مثاله : في عهد الصحابة كحديث التيمم بين عمار و عمر ، مع كون عمر قد عاصر الواقعة إلا أنه نسي و تذكر الحديثَ عمارَ (1) .
************************************************** ************
السبب السادس: عدم معرفة جهة الدلالة في الحديث :
و ذلك لعدم معرفته بدلالة الحديث بأن يأتي الحديث بلفظ يخفى على الإمام تأويله الصحيح ، إما لأن اللفظ غريب أو مُشكِل أو لا يبين هل هو على الحقيقة أو المجاز .
مثاله : كمن رخص في بعض الخمر و المسكرات عندما سمع حديث جابر أن النبي كان ينبذ له (1) ، وما ذاك إلا لأنه ما علم ان من كلام العرب في النبذ هو وضع شئ كالتمر لتحلية الماء ثم إخراجه قبل أن يشتد أو يختمر .
************************************************** ************
السبب السابع : عدم صحة الدلالة عنده :
فيعتقد أن لا دلالة في الحديث ، فهو هنا يعرف دلالة الحديث لكنه لا يرى صحتها .
مثاله : كمن يعتقد أن الأمر المجرد عن القرائن لا يقتضي الوجوب بل الإباحة كأبي الخطاب ، أو الندب كما قال جماعة الفقهاء وهو رواية عن الشافعي .
************************************************** ************
السبب الثامن : تعارض الدلالات عنده :
بما يمكن أن يكون معارضًا عند غيره أيضًا ، و ذلك بأن يعتقد أن هذه الدلالة عارضها غيرها ورجح هو ما يعارضها ، كأن يتعارض العام بخاص أو المطلق بالمقيد .
مثاله : كمثل معارضة حديث ابن عمر و غيره بمعناه مرفوعًا : (( لا تسافر المرأة ثلاثًا إلا مع ذي محرم )) (2) مع عموم آية وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا (3) و مع حديث عدي بن حاتم : (( يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة تؤم البيت لا جوار معها ... (( الحديث (4) ، فأباح بعض الأئمة خروج المرأة للحج الواجب من غير محرم منها .
************************************************** *********
السبب التاسع : معارضة الخبر نفسه بمعارض راجح عنده وعند غيره .
و ذلك بأن يتعارض الخبر عنده مع خبر آخر يضعفه أو ينسخه أو يؤوله أو غير ذلك ، فيحكم عليه بما رجح عنده .
مثاله : توريث العبد محفوظ عن علي و ابن مسعود و جاء فيه حديث حسن عن النبي من حديث
ومع ذلك قال بعض أهل العلم : و أجمعوا على أن المعتق بعضَه لا يرث
************************************************** ************
السبب العاشر : معارضة الخبر نفسه بمعارض راجحًا عنده ، مرجوحًا عند غيره من العلماء .
فيكون ما ظنه العالم معارضًا راجحًا فضعف أو نسخ أو أوَّل به الحديث ليس معارض في الحقيقة
مثاله : معارضة كثير من الكوفيين الحديث الصحيح بظاهر القرءان لاعتقادهم أن ظاهر القرءان يدخل في باب العموم .
************************************************** ************
فعامة القول في الأعذار
لمخالفة قول العالم أو الإمام حديث النبي الكريم : هو
عدم معرفته بالدليل
عدم ثبوت الدليل عنده
عدم فهمه للدلالة في الدليل
عدم اعتماده لدلالة الخبر
ترجيحه معارض آخر سواء بنسخ أو تأويل
هذا و الله أعلى و أعلم .
************************************************** *************
الفصل الثاني
فوائد منتقاة من رفع الملام عن الهداة


واجب على كل مسلم بعد موالاة الله و رسوله موالاة المؤمنين .. خاصة العلماء منهم نجوم الهدى في دياجير الظلم .
ليس أحد من العلماء الربانين يتعمد مخالفة الرسول الأمين لا في دقيق و لا جليل ، و ما وقع منهم من غير تعمد المخالفة نعذرهم فيه .
من يحلل للناس الحـرام أعظم جريمة ممن يقترفه ، و لذلك كان آخر ما حرمه الله في الآية قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (1) هو التقول عليه سبحانه بغير علم .
يغفر لاثنان : المجتهد و المخطئ غير عامد .
الدليل الشرعي يمتنع أن يكون خطأ إذا لم يعارضه دليل آخر .
لا يحل لأحد معارضة قول النبي بقول أحد ما فضلًا عن العدول عن قوله إلى قول كائن من كان .

الحديث الضعيف خيرٌ و أحب من أقوال الرجال و أراءهم ، لأن أراءهم قد تقصر عن الإدراك الصحيح فيصيبها الخطأ .
كلما بعدنا عن عهد النبوة كلما قل العلم بالسنن ، مهما جمعت في موسوعات و مجامع ، لذيوعها قل من ينتفع بها إلا من رحم ربي .
لا فرق بين إيعاد الله على فعل شئ حرمه بعقوبة مجملة أو بعقوبة معينة ، فكلاهما إخبار من الله .
ميل القلوب لإتباع بعض السنة دون البعض بحسب العادات و الأهواء فيه خروج عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم و الضالين

إن كانت الأخبار تصحح بوقوعها دون النظر في ضعف أسانيدها ، لكان آكد الأحاديث صحة مع بطلانه : حديث : (( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وإنتحال المبطلين )) (2) ، وما ذاك إلا لبروز معناه في شيخ الإسلام رحمه الله و قدس روحه و أنار بالصالحات من علمه و عمله ضريحه .

************************************************** *******




<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: غلاف.doc&rlm; (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=89471&d=1324378373)
: 335.5 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> doc