تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [ قهوة الثلاثاء - 29 ] .. قوم سيدنا لـوط عليه السلام ودعـاة العصر !



االزعيم الهلالي
20-12-2011, 01:40 PM
http://www6.0zz0.com/2010/11/28/19/878812729.jpg
جميعنا أو الأغلبية منا اذا صح التعبير على معرفة بقصة ملائكة العذاب الذين ارسلهم الله لعقاب قوم سيدنا لوط عليه السلام والذين كانوا قد استحدثوا فاحشة عظيمه لم يسبقهم اليها احد من العالمين سواء من الأنس أو الجن أو النباتات أو حتى عالم الحيوان وانتم بكرامة .. فعاقبهم الله بعقاب يكاد ان يكون من ملامح عذاب يوم القيامة نظير جرمهم العظيم نسأل الله لنا ولكم الرحمة والمغفرة .. وكانت التشريعات الربانية بعد ذلك في تحريم لبس الحرير والذهب على الرجال والتشبه بالنساء بوضع المساحيق والزينة واللباس الذي تختص به المرأة عادة او التظاهر باساليب النساء في الكلام او الحركات او المشي وايضا بعض الممارسات مثل علك اللبان ... الخ السلوكيات التي تناولها الشرع بالتحريم او الكراهية ،،،

نتحدث عن ما ورد اعلاه حتى نعرج الى موقف عظيم جمع بين ملائكة العذاب عندما حلوا ضيوفا على سيدنا ابراهيم عليه السلام وهم يخبرونه بأنهم متجهين الى سيدنا لوط عليه السلام حتى يجنبوه وأهله العذاب الذي سوف يحل على قومه .. وكان هنالك مشهدا عظيما بين جنبات ذلك اللقاء عندما علم سيدنا ابراهيم عليه السلام بالعذاب العظيم الذي سيقع على قوم سيدنا لوط عليه السلام وحاول عندئد ان يتشفع لهم ويطلب من ملائكة العذاب التريث بهم ومنحهم مزيد من الوقت لعلهم يهتدون ! .. ولكن كانت مشيئة الله عز وجل وقضي الأمر ،،،

هذه القصة العظيمة والشفاعة التي كان يسعى لها سيدنا ابراهيم عليه السلام نحو قوم مجرمون تشابه الموقف العظيم الآخر لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام عندما ذهب الى الطائف وتعرض ما تعرض له من الأذى والعدوان على إيديهم في ذلك الوقت .. الأمر الذي جعل جبريل عليه السلام يأتيه من سبع سموات يطلب منه الإذن بعد مشيئة رب العالمين ان يطبق الجبال على سكان تلك المدينة ويحل عليهم غضب الله ولا يبقي منهم أحدا ! .. فكانت رحمة رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام والدماء تنزف من جسده الطاهر وقدماه الكريمتان وهو يقول ما معناه : لعل من اصلابهم من يأتي ليعبد الله سبحانه .. وكف بقوله عليه الصلاة والسلام بذلك القول العذاب عنهم ،،،

في حياتنا وفيمن حولنا .. هنالك رجال ونساء يحبون الله ويغارون على شعائر الاسلام وحدوده .. الا ان هذه المحبة وهذه الغيرة قد تتجه في غير غاية الدعوة النبيلة والخلاقة بالتي هي أحسن ومن مشاعر صادقة بالحب والنصيحة الى تصرفات تتسم بالعدوانية والعدائية نحو الآخرين ممن لديهم قصور أو ذنب أو خطأ .. ومن منا لا ذنب له ولا خطأ ؟!

نعم .. قد يأخذنا الحماس حينا .. والغيرة أحيان أخرى .. وقد تصغر في اعيننا ذنوبنا واخطائنا بينما تكبر في أعيننا ذنوب الآخرين واخطائهم .. ولكن كم جميل ان نجتهد في تهذيب انفسنا ومشاعرنا ونقف طويلا امام موقف سيدنا ابراهيم عليه السلام وهو يطلب الصبر على قوم سيدنا لوط عليه السلام بجرمهم الذي لا يعادله جرم أو موقف رسول الرحمة محمد عليه السلام وجسده الطاهر ينزف بالدم وهو يصبر على اولئك القوم ويتحرى من اصلابهم الخير والصلاح بعد عمر طويل !

نعم .. لسنا انبياء .. ولا نحمل ارواحهم الطاهرة .. ولكنهم قدوة في الدعوة الى الله والصبر على الناس ومافي ذلك من أذى .. وجميل ان نضع صنائعهم امام انظارنا عندما نقرر ان يضع إي منا على عاتقه الدعوة الى الله .. وان نكون للآخرين عونا للناس على الشيطان وليس عونا للشيطان عليهم بسوء صنائعنا وجهل تصرفاتنا ،،،


ودمتـم في خيـر