المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماجاء في تعديل الله ورسوله للصحابه



أهــل الحـديث
20-12-2011, 12:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




ما جاء في تعديل الله ورسوله للصحابة



إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُحتاج إلى سؤال عنهم وإنما يجب فيمن دونهم, فكل حديث اتصل إسناده بين من رواه وبين النبي صلى الله عليه وسلم لم يلزم العمل به إلا بعد ثبوت عدالة رجاله ويجب النظر في أحوالهم سوى الصحابي الذي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن فمن ذلك قوله تعالى "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وقوله "وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" وهذا اللفظ وان كان عاما فالمراد به الخاص وقيل وهو وارد في الصحابة دون غيرهم وقوله "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا" وقوله تعالى "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه" وقوله تعالى "والسابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم" وقوله "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين" وقوله تعالى "للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون" كما توجد آيات يكثر إيرادها ويطول تعدادها.

ووصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة مثل ذلك وأطنب في تعظيمهم وأحسن الثناء عليهم فمن الأخبار المستفيضة عنه في هذا المعنى عن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خير أمتى قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء قوم تسبق إيمانهم شهادتهم ويشهدون قبل أن يستشهدوا), وعن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال أبو هريرة فلا أدرى ذكره مرتين أو ثلاثا ثم يخلف من بعدهم قوم يحبون السمانة ويشهدون ولا يستشهدون), وعن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يخلف قوم تسبق إيمانهم شهادتهم ثم يظهر فيهم السمن), وعن أبى سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي فوالذى نفسي بيده لو انفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه), وعن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به لا عذر لأحدكم في تركه فان لم يكن في كتاب الله فسنة منى ماضية فان لم تكن سنة منى ماضية فما قال أصحابي, إن أصحابي بمنزلة النجوم في السماء فأيها أخذتم به اهتديتم واختلاف أصحابي لكم رحمة), وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سألت ربي فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى الله إلى يا محمد إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوأ من بعض فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهم عندي على هدى), وعن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله اختارني واختار أصحابي فجعلهم أصهاري وجعلهم أنصاري وانه سيجيء في آخر الزمان قوم ينتقصونهم ألا فلا تناكحوهم ألا فلا تنكحوا إليهم ألا فلا تصلوا معهم ألا فلا تصلوا عليهم عليهم حلت اللعنة).

والأخبار في هذا المعنى تتسع وكلها مطابقة لما ورد في نص القرآن وجميع ذلك يقتضى طهارة الصحابة والقطع على تعديلهم ونزاهتهم فلا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله تعالى لهم إلى تعديل أحد من الخلق له لأن الله هو المطلع على بواطنهم والصحابة كلهم على هذه الصفة إلا أن يثبت على أحد منهم ارتكاب ما لا يحتمل إلا قصد المعصية والخروج من باب التأويل فيحكم بسقوط العدالة وقد برأهم الله من ذلك ورفع أقدارهم عنه على انه لو لم يرد من الله عز وجل ورسوله فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة وبذل المهج والأموال وقتل الآباء والأولاد والمناصحة في الدين وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد لنزاهتهم وأنهم أفضل من جميع المعدلين والمزكين الذين يجيؤن من بعدهم أبد الآبدين هذا مذهب كافة العلماء ومن يعتد بقوله من الفقهاء.

وذهبت طائفة من أهل البدع إلى أن حال الصحابة كانت مرضية إلى وقت الحروب التي ظهرت بينهم وسفك بعضهم دماء بعض فصار أهل تلك الحروب ساقطي العدالة ولما اختلطوا بأهل النزاهة وجب البحث عن أمور الرواة منهم وليس في أهل الدين والمتحققين بالعلم من يصرف إليهم خبر ما لا يحتمل نوعا من التأويل وضربا من الاجتهاد فهم بمثابة المخالفين من الفقهاء المجتهدين في تأويل الأحكام لإشكال الأمر والتباسه ويجب أن يكونوا على الأصل الذي قدمناه من حال العدالة والرضا إذ لم يثبت ما يزيل ذلك عنهم.

يقول أبو زرعة إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة.
[BLINK]
منقول بتصرف بسيط من كتاب الكفاية للخطيب البغدادي رحمه الله.