المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقوال أئمة الدين في حكم من قاتل في صفوف الكافرين



أهــل الحـديث
19-12-2011, 11:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




أقوال أئمةالدين في حكم من قاتل في صفوف الكافرين (http://saad1971.maktoobblog.com/1/hello-world/)



كتبها د.سعد الحنيطي الحنيطي
أقوال أئمة الدين
في
حكم من قاتل
في
صفوف الكافرين
يقول العلامة محدث العصر وناصر السنة الشيخ أحمد شاكر1] (http://saad1971.maktoobblog.com/#_ftn1#_ftn1) عليه رحمة الله:
"فلينظر كل امرئ لنفسه، وليكن سياجاً لدينه من عبث العابثين وخيانة الخائنين. وكل مسلم إنما هو على ثغر من ثغور الإسلام، فليحذر أن يؤتى الإسلام من قبله. وإنما النصر من عند الله، ولينصرن الله من ينصره"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (آل عمران: 102.
) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (النساء:1.
) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (الأحزاب:70-71.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكُلَّ مُحدّثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فهذه رسالة مختصرة جمعت فيها بعض أقوال العلماء قديما وحديثا حول مسألة مناصرة الكفار والقتال معهم وقد أردتها ورقات قليلة حتى يتسنى لكل واحد قراءتها بأقل وقت ممكن ليقف على حكم الله تعالى في هذه المسألة الخطيرة.
إن موالاة الكفار بصورة عامة و القتال في صفوفهم و مناصرتهم يعد من مباحث التوحيد ومسائل العقيدة وهي من المسائل المعلومة من الدين بالضرورة التي لا يعذر فيها أحد بجهل ما دام العلم متيسرا ولله الحمد.
و كان سبب جمعي لهذه الرسالة ما رأيته من جهل بهذه المسألة عند كثير من أبناء منطقتي البلقاء من أرض الشام، إذ وجدت كثيرا من الناس لا يعدون تولي الكفار و المقاتلة معهم ضد المسلمين ذنبا مخرجا من الملة. وإنما يرونه معصية تدور بين الصغيرة و الكبيرة ، و لا يتصورون أنه قد يكون ناقضا من نواقض لا إله إلا الله ، فلا ينفع من ارتكبه حينئذ وضوء ولا صلاة و لا صوم و لا حج ، اللهم إلا أن يتوب و يأتي بشروط التوبة النصوح على الوجه الذي يرضى الله به عنه .
إنّ الشفقة على هؤلاء الناس و الخوف عليهم من الخلود في النار إن ارتكبوا ناقضا من نواقض لا إله إلا الله دفعني كذلك إلى جمع هذه الرسالة و التعليق عليها حتى يتسنى لهم الاطلاع على أقوال أعلام علماء الملة.
أخي القارئ : ستجد في هذه الرسالة أنّ علماء الأمة جعلوا كل مساندة للكفار ضد المسلمين في حربهم على أمة التوحيد - أقول جعلوه - كفرا مخرجا من الملة و ناقضا من نواقض لا إله إلا الله ، لا ينفع معه عمل صالح لأنهم (وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ) المائدة:81
إنّ هذا يدعو العبد الصالح المؤمن بلقاء الله، يوم لا ينفع مال ولا بنون ، أن يتفكر مليا قبل أن يقدم على أي عمل قد يدخله في دائرة الشبهات ، فكيف يُقدم المسلم و الحال كذلك على عمل هو نصر للكفار ضد إخوانه المسلمين ؟
كيف يقبل المسلم الموحد أن يشتري دنياه بدينه ؟
كيف يقبل أن يعمل في جهة وقعت عقودا و اتفاقيات مع الغاصب الأمريكي تتعهد بموجبها بتقديم المعلومات عن أبناء المسلمين بل و تلزمهم هذه الاتفاقيات بالعمل جنبا إلى جنب مع الأمريكان في ميدان المعركة ضد المؤمنين الموحدين؟
و عن أي معركة نتحدث ؟
إنها معركة الصليب التي أعلنها بوش ضد أهل التوحيد و الإيمان.
معركة من يريد نشر الرذيلة و الفساد و العهر و الفسوق و الفجور ضد من يقول ربي الله و ضد من يبذل دمه و ماله و هاجر من بلده لتكون كلمة الله هي العليا (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا) النساء:76
إنّ الواجب على المسلم أن يكون في صف أهل التوحيد , أهل الإيمان , أهل الثغور و الرباط و الجهاد حيث العزة و الشرف و الفخار بمقارعة الكفار ، و أن لا يكون مقاتلا بسيفه أو بلسانه أو بعينه أو بقلمه إلى جانب النصارى الذين قالوا (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ)( التوبة:30 )تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
إنّ المجاهد يفتخر بعمله و لهذا يشهر وصيته فرحا بها مقبلا على ربه راجيا جنته، أما العميل الكافر فيعمل سرا حتى لا يكاد يعرفه أحد و لا يكاد يراه أحد ، فإن مات على أيدي أهل التوحيد في مكان ما وهو يقاتل مناصرة للكفار بدأ أهل الباطل خلق الأعذار له فيقولون كان في عمل إنساني أو تطوعي أو … و الحقيقة أنّه كان مترجما لأعداء الله ، أو قد يكون جاسوسا أو مقاتلا في الصفوف الأولى يقدمه النصارى ترسا يحتمون به و خط دفاع أماميا يخوضون به المعركة ضد أولياء الرحمن وقد صرح بذلك اللعين لورانس([2] (http://saad1971.maktoobblog.com/#_ftn2#_ftn2))في أول كتابه المسمى“ أعمدة الحكمة السبعة بقوله : "كم أنا فخور بالمعارك الثلاثين التي خضتها والتي لم ترق فيها نقطة دم إنجليزي".
يا أبناء الجلدة، يا إخوة العشيرة، إنه الكفر بعد الإيمان (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) المائدة: 51. فماذا تعني هذه الآية و ما هو تفسيرها ؟
يقول شيخ المفسرين الطبري : ( من تولاهم و نصرهم على المؤمنين فهو من أهل دينهم و ملتهم ) و هذا يعني أن من يساعد و يناصر الكفار من اليهود و النصارى في معركتهم ضد المسلمين لا يعد مسلما و له حكمهم كما يقول الطبري .
هل من يقف مع الكفار في معركتهم ضد المسلمين يصبح كافرا ؟!
نعم , كافر (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ).
وماذا يقول الله تعالى عن الكافرين؟
(إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ) الأحزاب: 64
وما جزاؤهم يوم القيامة ؟
(وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا) الاحزاب: 64
كم سيستمرون في العذاب ؟
(خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) الاحزاب: 64
هل سيساعدهم النصارى و اليهود ومن قدم لهم الرواتب و السيارات غير المجمركة و الشقق المفروشة والسفرات الخارجية المجانية ؟
(لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) الاحزاب: 65
و كيف هو حالهم في النار ؟
(يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) الاحزاب: 65
ترى ما قولهم و ما أمانيهم ؟
(يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) الأحزاب: 66
يا ليتنا لم نقاتل في صفوف الأمريكان. ليتنا لم نكتب لهم عن أهل التوحيد تقريرا، ليتنا لم نقدم لهم المعلومات و لم نمدهم بالرأي و المشورة.
و ماذا يقولون عن أمرائهم و قادتهم ؟
(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) الاحزاب: 67
أطعنا الملوك والرؤساء وقادة الجيوش والأجهزة الأمنية فاتجهوا بنا إلى غير طريق الهدى إلى غير سبيل المؤمنين حتى سرنا خلف النصارى و اليهود خلف الضالين و المغضوب عليهم و من وافقهم من المنافقين زنادقة العصر من أبناء الجلدة.
وغير هذا؟
(رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا) الاحزاب: 68
نعم ستلعنونهم يوم القيامة. أما نحن فبما آتانا ربنا من الهدى ودين الحق- نلعنهم في الدنيا قبل الآخرة.
إنّ واجب المسلم على المسلم إذا احتلت أرضه النصر و المساعدة و القتال إلى جانبه في دفاعه عن دينه وبلاده وعرضه قال الله تعالى (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) الأنفال:72. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ) يقول ابن حجر في الفتح 5/97 وقوله : " ولا يسلمه " أي لا يتركه مع من يؤذيه ولا في ما يؤذيه ، بل ينصرهويدفع عنه.
يا أهل الإيمان ، يقول نبيكم صلى الله عليه وسلم: " أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله "([3] (http://saad1971.maktoobblog.com/#_ftn3#_ftn3)).
ويقول الشيخ أحمد شاكر عن واجب كل مسلم تجاه المحتل: (وقد قلنا: "يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقتلهم حيثما وجدوا، مدنيين أو عسكريين"، ونحن نقصد إلى كل حرف من معنى هذه الجملة.)
وإذا كان الأمر كذلك فإننا نتساءل:
كيف سيلقى الله من ساهم في هتك عرض المسلمات العراقيات ؟
كيف سيلقى الله من ساعد النصارى في نهب خيرات المسلمين ؟
كيف سيلقى الله من صمت عن الاعتداءات الجنسية على المسلمين في سجن (أبوغريب) و (براغرام) ؟
هل فكر في آخرته عندما تقف العراقية عبير الجنابي التي اغتصبها جنود المارينز الأمريكي و تقول رباه خذ حقي من هذا …..
لقد ساعد النصارى في هتك عرضي …
لقد كان جالسا على كرسيه يترجم لهم و بدني مكشوف أمامه فريسة للنصارى ، و لم يحرك ساكنا، بل كان يترجم لهم ، و في بعض الوقت يشيح بوجهه عني ؛ تأثما من مشهد المعصية ، رباه كنت أنتظر منه أن يأخذ سلاحهم بعد أن تدب فيه نخوة العرب و يقتلهم دفاعا عن امرأة لا حول لها و لا قوة، لكنه استمر صامتا لا يحرك شيئا إلا عندما يطلبون منه إفهامهم استغاثاتي.
وإننا الآن أصبحنا نتساءل : كيف سيلقى الله من ساهم وما زال يساهم في قتل أئمة الدين وقادة الجهاد من خلال جاسوس دنيء وعميل رخيص ومخبر قذر؟
إنّ هذا هو خلق المنافقين وديدن الزنادقة الذين أظهروا الإسلام ساعة وأبطنوا الكفر كل ساعة الذين فضحهم الله في كتابه قبل أن تفضحهم أعمالهم المشينة وخططهم الخبيثة ، يقول ربنا ومولانا جل في علاه: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ…) ) الحشر: 11
فانظر أخي المسلم كيفأثبت القرآن أخوّة بين المنافقين من جهة وبين اليهود والنصارى من جهة أخرى ، ثم يسوق الدليل على ذلك ، فينقل لنا رب العزة قولهم لأهل الكتاب : (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) الحشر: 11
واليوم مازال القوم يقولون لإخوانهم في الكفر من أهل الكتاب من اليهود والنصارى الأمريكان والإنجليز والفرنسيين وغيرهم: (لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ ) ( وَ إِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ ) … قبحهم الله .
تفسير قول الله سبحانه وتعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ { المائدة:51
يقول شيخ المفسرين ابن جرير- رحمه الله - في تفسير هذه الآية: يعني الله تعالى ذكره بقوله: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، أي ومن يتول اليهود والنصارىمن دون المؤمنين فإنه منهم، يقول فإن من تولاهم ونصرهم على المؤمنين فهو من أهلدينهم وملتهم، فإنه لا يتولى متول أحدا إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذارضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه وصار حكمُه حكمَه) تفسير ابن جرير الطبري :6 /276-277
وجاء في تفسيرابن كثير أن عبدالله بن عتبة رضي الله عنه قال : ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر. قال ابن سيرين : فظنناه يريد هذه الآية :(يا أيها الذين ءامنوا لاتتخذوا اليهود والنصاري أولياء) تفسير ابن كثير :2/71
يقول الجصاص وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، وهذانص قرآني محكم؛ بين الله تعالى فيه أن من والى الكفار من اليهود والنصارى وغيرهمونصرهم على المؤمنين فهو كافر مثلهم ومصيره مصيرهم في الدنيا والآخرة، وفي هذهالآية دلالة على أن الكافر لا يكون وليا للمسلم ، لا في التصرف ولا في النصرة، وتدلأيضا على وجوب البراءة من الكفار والعداوة لهم؛ لأن الولاية ضد العداوة، فإذاأمرنا بمعاداة اليهود والنصارى لكفرهم فغيرهم من الكفار بمنزلتهم، وتدل الآية أيضاعلى أن الكفر كله ملة واحدة، لقوله تعالى: {بعضهم أولياء بعض} أحكام القرآن: 4/99.
قال جمال الدين القاسمي رحمه الله: (قوله تعالى: {ومن يتولهم منكمفإنه منهم}، أي من جملتهم وحكمه حكمهم، وإن زعم أنه مخالف لهم في الدين، فهو بدلالةالحال منهم لدلالتها على كمال الموافقة) تفسير القاسمي:6/240.
وقال ابن حزم: (صح أنقوله تعالى: {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}، إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملةالكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين) المحلى:11/ 138
وقال ابن تيميةرحمه الله: (قال تعالى: {ومن يتولهم منكم}، فيوافقهم ويعينهم، {فإنه منهم}الفتاوى:25/326
وقال أيضا في تفسير هذه الآية: (والمفسرون متفقون؛ على أنها نزلت بسبب قومممن كان يظهر الإسلام وفي قلبه مرض خاف أن يغلب أهل الإسلام فيوالي الكفار مناليهود والنصارى وغيرهم، للخوف الذي في قلوبهم، لا لاعتقادهم أن محمدا صلى اللهعليه وسلم كاذب وأن اليهود والنصارى صادقون) الفتاوى: 7/193 - 194.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كذلك ، في التعليق على حديث " من تشبه بقوم فهو منهم: "
)وهذاالحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبهبهم ، كما في قوله : " ومن يتولهم منكم فإنه منهم".) اقتضاء الصراط المستقيم 1/241

وقال القرطبي رحمهالله: قوله تعالى: {ومن يتولهم منكم}، أي يعضدهم على المسلمين، {فإنه منهم}؛ بيَّنتعالى أن حكمه كحكمهم، وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد… ثم هذا الحكم باقإلى يوم القيامة) إلى قوله رحمه الله: ({ومن يتولهم منكم فإنه منهم}؛ شرطوجوابه، أي لأنه قد خالف الله تعالى ورسوله كما خالفوا، ووجبت معاداته كما وجبتمعاداتهم، ووجبت له النار كما وجبت لهم، فصار منهم أي من أصحابهم) تفسير القرطبي: 6/190
ويقول ابن القيم : "إنه - سبحانه - قد حكم ـ ولا أحسن من حكمه ـ أن من تولى اليهود والنصارى فهو منهم"، (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) فإذا كان أولياؤهم منهم بنص القرآن كان لهم حكمهم" (أحكام أهل الذمة 1/67).
تفسير قول الله سبحانه وتعالى: { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } آل عمران:28
قد قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله: (ومعنى ذلك؛ لا تتخذوا أيها المؤمنون الكفارظهرا وأنصارا، توالونهم على دينهم وتظاهرونهم على المسلمين من دون المؤمنين،وتدلونهم على عوراتهم، فإنه من يفعل ذلك؛ {فليس من الله في شيء}، يعني بذلك فقد برئمن الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر) تفسير ابن جرير :3/228
يقول ابن كثير:( نهى الله ، تبارك وتعالى ، عباده المؤمنين أنيوالوا الكافرين ، وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة من دون المؤمنين ، ثم توعد على ذلك فقال : تعالى)ومن يفعلذلك فليس من الله في شيء) (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=246&idto=246&bk_no=49&ID=251#docudocu)أي : من يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله) تفسير ابن كثير:1/365
وقال الشوكاني في قوله تعالى: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَالْكَافِرِي نَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَفَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} [آل عمران: من الآية 28]: (قوله: {لا يتخذ} فيهالنهي للمؤمنين عن موالاة الكفار لسبب من الأسباب، ومثله قوله تعالى: {لاتَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ… الآية} [آل عمران: من الآية 118]، وقوله: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: من الآية 51]،وقوله: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ… الآية} [المجادلة: من الآية 22]، وقوله: {لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء} [المائدة: منالآية 51]، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّيوَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: من الآية 1]، وقوله: {مِنْ دُونِالْمُؤْمِنِينَ}؛ في محل الحال أي متجاوزين المؤمنين إلى الكافرين استقلالاً أواشتراكاً، والإشارة بقوله: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ}، إلى الاتحاد المدلول عليهبقوله: {لا يتخذ}، ومعنى قوله: {فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}، أي من ولايتهفي شيء من الأشياء، بل هو منسلخ عنه بكل حال). [فتح القدير: 1/331]
مراتب وصور موالاة الكفار ونصرتهم على المسلمين
أولا: مراتب موالاة الكفار
يقول الشيخ ناصر الفهد حفظه الله في كتابه التبيان:
اعلم أن معاملة الكافر لها ثلاث حالات :
- الحالة الأولى معاملة مكفّرة مخرجةعن الملة :
وقد اصطلح بعض أهل العلم على تسمية هذه الحالة بـ(التولي) ، فكل مادل الدليل على أنه كفر وردة فهو من هذه الحالة ، وذلك نحو : محبة دين الكفار ،ومحبة انتصارهم ، وغيرها من الأمثلة ، ومنها مسألتنا هذه وهي : مظاهرتهم علىالمسلمين.
- الحالة الثانية معاملة محرمة غير مكفّرة :
وقد اصطلح بعض أهلالعلم على تسمية هذه الحالة بـ(الموالاة) ، فكل ما دل الدليل على تحريمه ولم يصلهذا التحريم إلى (الكفر) فهو من هذه الحالة ، وذلك نحو : تصديرهم في المجالس ،وابتدائهم بالسلام ، وموادتهم التي لم تصل إلى حد (التولي) ، وغير ذلك .
- الحالة الثالثة معاملة جائزة :
وهي غير داخلة في (الموالاة) ، و هي ما دلتالأدلة على جوازه مثل العدل معهم ، والإقساط لغير المحاربين منهم ، وصلة الأقاربالكفار منهم ، ونحو ذلك .
قال الشيخ عبد الله بن عبداللطيف آل الشيخ رحمه الله عن الفرق بين موالاةالكفار وتوليهم ؟ :
(التولي : كفر يخرج من الملة ، وهو كالذب عنهم ، وإعانتهمبالمال والبدن والرأي .
والموالاة : كبيرة من كبائر الذنوب كبلّ الدواة ، أوبري القلم ، أو التبشبش لهم أو رفع السوط لهم) الدرر السنية:8/422
ثانيا: صور موالاة الكفار
قال علماءُ نجد: ( مما يوجب الجهادلمن اتصف به : مظاهرة المشركين , وإعانتهم على المسلمين , بيدٍ أو لسانٍ أو بقلبٍأو بمالٍ , فهذا مخرجٌ من الإسلام،فمن أعان المشركين على المسلمين , وأمدَّالمشركين من ماله بما يستعينون به على حرب المسلمين اختياراً منه , فقد كفر) الدرر السنية: 9/289
قال الشيخ حمد بن عتيق : (( وقد تقدم أنَّ مظاهرة المشركين ودلالتهم على عورات المسلمين أو الذب عنهم بلسان ٍ أو رضى بما هم عليه، كل هذه مُكفِّرات ممن صدرت منه من غير الإكراه المذكور فهو مرتد، وإن كان مع ذلك يُبْغض الكفار ويحب المسلمين )) الدفاع عن أهل السنة والاتِّباع: 32
يقول العلامة ابن جبرين:( فمن مكنهم أو شجعهم أو أعانهم على حرب المسلمين أو احتلال بلاد المسلمين ، كالعراق أو غيرها ، فقد أعان على هدم الإسلام وتقريب الكفار ، (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) جزء من فتوى متداولة على الإنترنت.