المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انظروا عمن تأخذون دينكم



أهــل الحـديث
19-12-2011, 08:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السكوت عن البدعة وأهلها لا يجوز
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ،،،،،،، وبعد:
فإن اللهَ تعالى أوجبَ التبيينَ والتثبت عندَ خبرِ الفاسقِ ، بقولِهِ تعالى :
﴿ إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾.فظهر أنه يجب أن يبين حال المبتدع في دين الله ليحذر الناس شره وضلاله، وعلم الجرح والتعديل من علوم الإسلام الشريفة، التي لولاها لعبث أرباب الانحراف والزيغ بدين رب العباد، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أول من سن الجرح والتعديل في الأمة، فقد قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الجرحِ:" بئسَ أخو العشيرَةِ " ، وقالَ في التعديلِ: " إنَّ عبدَ اللهِ رجلٌ صالحٌ "، وقد أخرج مسلم في "صحيحه" عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير، فسخطته، فقال: والله ما لك علينا من شيء، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: "ليس لك عليه نفقة "، فأمرها أن تعتد فى بيت أم شريك ثم قال:" تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدى عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني". قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم خطباني. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له أنكحي أسامة بن زيد"، فكرهته ثم قال: " أنكحي أسامة". فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به.
وتأمل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد" فهذا تحديد لموضع البحث الذي يسأل عنه فلم ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غير ذلك، ولم يلتفت إليه.
وعن أنس رضي الله عنه قال: مرّوا بجنازة فأثْنوا عليها خيرًا، فقال النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم": وجبتْ" ثمّ مرّوا بأخرى
فأثْنوا عليها شرًّا، فقال: "وجبتْ" فقال عمر بن الخطّاب رضي الله عنه: ما وجبتْ؟ قال: "هذا أثنيتم عليه خيرًا فوجبت له الجنّة، وهذا أثنيتم
عليه شرًّا فوجبت له النّار، أنتم شهداء الله في الأرض". متفق عليه.
إلى غيرِ ذلكَ منْ صحيحِ الأخبارِ .
وقد قال أبو بكر بن خلاد ليحيى بن سعيد: أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله، فقال: لأن يكونوا خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لِمَ لَمْ تذب الكذب عن حديثي.
وقال أبو تراب النخشبي لأحمد بن حنبل: لا تغتب العلماء ، فقال له أحمد: ويحك هذا نصيحة ليس هذا غيبة.

وقال أيضًا الإمام أحمد رحمه الله تعالى : إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم .
وقال بعض الصوفية لابن المبارك: تغتاب، قال: اسكت إذا لم نبين كيف نعرف الحق من الباطل؟!!!!.
وأخرج مسلم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : "إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ".
وعن محمد ابن عبد الله بن عبد الحكم قال :سمعت الشافعي يقول: إذا علم الرجل من محدث الكذب لم يسعه السكوت عليه ولا يكون ذلك غيبة فإن مثل العلماء كالنقاد فلا يسع الناقد في دينه أن لا يبين الزيوف من غيرها.
وقال الشافعي رحمه الله : دخلت بغداد فنزلت على بشر المريسي(المعتزلي الضال) فأنزلني في غرفة له، فقالت لي أمه: لم جئت إلى هذا؟!!!!!!!!!
قلت: أسمع منه العلم، فقالت: هذا زنديق.
وكلام شيخ الإسلام رحمه الله كما في مجموع الفتاوى (28/ 231 – 233) قال :"و مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب و السنة فان بيان حالهم و تحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين، حتى قيل لأحمد بن حنبل : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟ فقال : إذا قام واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل .
فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله اذ تطهير سبيل الله
ودينه ومنهاجه و شرعته ودفع بغي هؤلاء و عدوانهم على ذلك واجب باتفاق المسلمين ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فان هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب و ما فيها من الدين إلا تبعا وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء "
وقال - رحمه الله - أيضًا : " إذا كان ( الرجل) مبتدعاً يدعو إلى عقائد تخالف الكتاب والسنة، أو يسلك طريقاً يخالف الكتاب والسنة؛ بُيِّنَ أمره للناس؛ ليتقوا ضلاله، ويعلموا حاله، وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح، وابتغاء وجه الله - تعالى -، لا لهوى الشخص مع الإنسان؛ مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية أو تحاسد، أو تباغض أو تنازع على الرئاسة، فيتكلم بمساوئه مظهراً للنصح، وقصده في الباطن الغض من الشخص، واستيفاؤه منه؛ فهذا من عمل الشيطان" ا هـ
وجوب التحذير من فرق الضلالة والمحدثات
وبناءا على ما ذكر من التحذير من الأشخاص والأفراد من أهل الزيغ والفساد نقول: إن الفرق والجماعات الضالة يجب التحذير منها من باب أولى، قال الله تعالى : ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ (الفاتحة: 6 -7)، وقد أخرج مسلم عن ابن سيرين قال: " لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم" .
وأخرج مسلم في صحيحه بسنده عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ قَالَ: كَانَ أَوَّلَ مَنْ قَالَ فِى الْقَدَرِ بِالْبَصْرَةِ مَعْبَدٌ الْجُهَنِىُّ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَحُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِىُّ حَاجَّيْنِ أَوْ مُعْتَمِرَيْنِ ، فَقُلْنَا: لَوْ لَقِينَا أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَسَأَلْنَاهُ عَمَّا يَقُولُ هَؤُلاَءِ فِى الْقَدَرِ، فَوُفِّقَ لَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ دَاخِلاً الْمَسْجِدَ، فَاكْتَنَفْتُهُ أَنَا وَصَاحِبِى أَحَدُنَا عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرُ عَنْ شِمَالِهِ فَظَنَنْتُ أَنَّ صَاحِبِى سَيَكِلُ الْكَلاَمَ إِلَىَّ، فَقُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ قِبَلَنَا نَاسٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَقَفَّرُونَ الْعِلْمَ - وَذَكَرَ مِنْ شَأْنِهِمْ - وَأَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنْ لاَ قَدَرَ وَأَنَّ الأَمْرَ أُنُفٌ. قَالَ: فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّى بَرِىءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّى، وَالَّذِى يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ"
وأخرج أحمد وأبو داود وحسنه الألباني عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ إِنْ مَرِضُوا فَلاَ تَعُودُوهُمْ وَإِنْ مَاتُوا فَلاَ تَشْهَدُوهُمْ ».
وأخرج مسلم عن عَلِى رضى الله عنه قال: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: « يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِى يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَىْءٍ وَلاَ صَلاَتُكُمْ إِلَى صَلاَتِهِمْ بِشَىْءٍ وَلاَ صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَىْءٍ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لاَ تُجَاوِزُ صَلاَتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ».
وأخرج مسلم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّ الْحَرُورِيَّةَ لَمَّا خَرَجَتْ وَهُوَ مَعَ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ - رضى الله عنه – قَالُوا: لاَ حُكْمَ إِلاَّ لِلَّهِ. قَالَ عَلِىٌّ: كَلِمَةُ حَقٍّ أُرِيدَ بِهَا بَاطِلٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَصَفَ نَاسًا إِنِّى لأَعْرِفُ صِفَتَهُمْ فِى هَؤُلاَءِ « يَقُولُونَ الْحَقَّ بِأَلْسِنَتِهِمْ لاَ يَجُوزُ هَذَا مِنْهُمْ - وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ - مِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ مِنْهُمْ أَسْوَدُ إِحْدَى يَدَيْهِ طُبْىُ شَاةٍ أَوْ حَلَمَةُ ثَدْىٍ ». فَلَمَّا قَتَلَهُمْ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ - رضى الله عنه – قَالَ: انْظُرُوا. فَنَظَرُوا فَلَمْ يَجِدُوا شَيْئًا فَقَالَ: ارْجِعُوا فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ. مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ثُمَّ وَجَدُوهُ فِى خَرِبَةٍ فَأَتَوْا بِهِ حَتَّى وَضَعُوهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.
قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: وَأَنَا حَاضِرُ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِمْ.
والله من وراء القصد
وكتبه/ أبو عاصم البركاتي المصري
عفا الله عنه
00201064763195