المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم قول وهو على ما يشاء قدير



أهــل الحـديث
19-12-2011, 08:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله والحمد لله
جاء في الدرر السنية (3/230): "كتب بعض تلامذة الشيخ: عبدالرحمن بن حسن له كتاباً، وفي آخره: إنه على ما يشاء قدير.
فقال الشيخ عبدالرحمن: هذه كلمة اشتهرت على الألسن من غير قصد، وهو قول الكثير، إذا سأل الله شيئاً، قال: وهو القادر على ما يشاء، وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شراً، وكل ما في القرآن [وهو على كل شيئ قدير]، وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلاً، لأن القدرة شاملة كاملة، وهي، العلم: صفتان شاملتان يتعلقان بالموجودات والمعدومات، وإنما قصد أهل البدع، بقولهم: وهو القادر على ما يشاء، أي: القدرة لا تتعلق إلا بما تعلقت المشيئة به".

وجاء في التنبيهات السنية ص62 للرشيد: " تنبيه: يجيء في كلام بعض الناس (وهو على ما يشاء قدير) وليس ذلك بصواب بل الصواب ما جاء في الكتاب والسنة [وهو على كل شيء قدير]، لعموم قدرته ومشيئته خلافاً لأهل البدع من المعتزلة وغيرهم".

قال العلامة ابن عثيمين محرراً هذه المسألة (الشرح الممتع 5/322): "فإن قال قائل: عبارة ترد كثيراً عند الناس (إن الله على ما يشاء قدير) هل هذا جائز؟
قلنا: لا يجوز إلا مقيداً، لأنك إذا قلت: (إنه على ما يشاء قدير) أوهم أن ما لا يشاء لا يقدر عليه، وهو قادر على الذي يشاء والذي لا يشاء .
لكن إذا قيّدت المشيئة بشيء معيّن صح، كقوله تعالى: [وهو على جمعهم إذا يشاء قدير] أي: إذا يشاء جمعهم فهو قادر عليه.
وكذلك في قصة الرجل الذي أدخله الله الجنة آخر ما كان، فقال الله له: [إني على ما أشاء قادر]، لأنه يتعلق بفعل معين ".

وذكر هذه المسألة الشيخ بكر في معجم المناهي فقال:
والله على ( ما ) يشاء قدير :
في ترجمة الشيخ عبدالرحمن بن حسن – رحمه الله تعالى- من كتاب : عنوان المجد ، قال :
( هذه الكلمة اشتهرت على الألسن من غير قصد وهي قول الكثير إذا سأل الله تعالى : (( وهو القادر على ما يشاء )) وهذه الكلمة يقصد بها أهل البدع شراً ، وكل ما في القرآن : (( وهو على كل شيء قدير )) ، وليس في القرآن والسنة ما يخالف ذلك أصلاً ؛ لأن القدرة شاملة كاملة ، وهي والعلم : صفتان شاملتان تتعلقان بالموجودات والمعدومات ، وإنَّما قصد أهل البدع بقولهم : (( وهو على ما يشاء )) أن القدرة لا تتعلق إلا بما تعلقت به المشيئة ) ا هـ .
وفي جواب للشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله تعالى – قال :
( الأولى أن لا يطلق . ويُقال : إن الله على كل شيء قدير ؛ لشمولة قدرة الله عز وجل لما يشاؤه ولما لا يشاؤه ) ا هـ .
هذا ما رأيته مسطراُ في المنع .
وقد جاء إطلاقها في حديث ابن مسعود الطويل : في آخره أهل النار خروجاً ، في صحيح مسلم . ترجم عليه النووي بقوله :
باب إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار : وجاء في آخر الحديث : ( قالوا ممّ تضحك يا رسول الله ؟ قال : (( من ضحك رب العالمين حين قال : أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ، فيقول : إني لا أستهزء منك ولكني على ما أشاء قدير )) ) ا هـ .
وفي الرواية في : كتاب السنة لابن أبي عاصم 1 / 245 وفي كتاب : الإيمان لابن منده بلفظ : (( ولكن على ما أشاء قادر )) ا هـ .
لكن هذا الإطلاق مقيد بأفعال معينة كهذا الحديث ، وكذلك في الآية {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} معلقة بالجمع ؛ وعيه فإن إطلاق هذا اللفظ له حالتان ، الأُولى : على وجعه العموم ، فهذا ممتنع لثلاثة وجوه :
1. لأن فيها تقييداً لما أطلقه الله .
2. لأنه موهم بأن ما لا يشاؤه لا يقدر عليه .
3. لأنه موح بمذهب القدرية .
والحالة الثانية : على وجه التقييد كما ذكر .

-------------
 والله على ( ما ) يشاء قدير : عنوان المجد لابن بشر 2/ 27 . حاشية ابن مانع على الطحاوية ص/ 3 . التبيان لابن القيم ص/ 99 . شرح النووي لصحيح مسلم 3/ 42 : باب آخر أهل النار خروجاً . الإيمان لابن منده 3/ 797 رقم 841 . السنة لابن أبي عاصم 1/ 245 . المجموع للنووي . شرح الأسماء الحسنى للزجاج ص/ 3 . فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله تعالى – 1/ 207 . المجموع الثمين 1/ 118 – 120 . الدرر السنية 2/ 298 مجموع فتاوى ابن تيمية 11/ 488 .