/ الجــوري /
16-10-2004, 09:44 PM
(1)
عادت به الذكرى ليومٍ كان فيه فتياً يتنفس رياح الصبا الباردة العذبة ..
لم تزحزح ثباته أعاصير المحن..ولم تزلزل قدمه رياح الفتن...
كان يرى للحياة طعماً..وللألم وجداً..
هاله منظره المتهالك ..وهو يرى تلك النفس الكهلة
ملتحفة بعباءة الأمنيات المهترئة..
يراوح بين قدميه وقوفاً يستجدي دنياه ..بات يرتقب سقوطاً وشيكاً..
________________________________
(2)
أن تعود من َحيث ُبدأتَ- بعدما قطعت شوطاً كبيراً-تلك مصيبة!!!
كنتَ تتوهم سيراً..غرّك سيرك الحثيث وأنفاسك المتلاحقة...
زينت لك نفسك جمال خطوك...ووقع قدمك...فمضيت َ تغذ الخطا لاتلوي على شيء
ها أنت قد قاربت النهاية..وشارفت على ديار القوم...
في آخر الطريق..
تمهّل!!!لحظة!!!!
لوحة مكتوبة بخطٍ أحمر
عفواً....!!!!!لقد أخطأت الطريق!!!
________________________________
(3)
في منتصف الطريق التقيا..تعاهدا على المضي في الطريق مهما كان شائكاً وعراً..
كان كل منهما ينسج من شدو الآخر أهزوجة يقطِّع بها مساءه الحالك..
وكان ليلهما الحزين يمضي سريعاً يطوي آلامهما.. مرتقباً فجراً آمل...
ومرت أيام وأيام..وهما كذلك...
في يومٍ ما ..سقط من التاريخ..سمع أحدهما أصواتاً في الجهة الأخرى من العالم فتتبع الصوت
وراق له..وبات يرقبه في كل يوم...
وأقبل المساء...ليسمع صوته رفيقه
فغدا في أذنه نشازاً
فأغلق أذنيه..وأغمض عينيه..
وقدم مساءهُ الموعود..فبدأ نسجاً لأهزوجته القديمة.. فتقطع صوته نشازاً..
انزعج منه وتألم ..فتوقف عن ترقب فجره الموعود.وغطّ في نومٍ عميق..
____________________________________
(4)
كان يحسن.. لغة يهمس بها للكون من حوله, حينما يعيش صفاء نفس..
يضحكُ للقمر..ويتلقى شعاع الشمس محتضناً..
ويناجيه صوت الماء الرقراق حين ينساب سريعاً في مجراه يسابق الزمن,
فيهمس له بسر..تنفرج أسارير روحه له..
ويستوقفه نسيماً عذباًيمرّ به في طريقه فيتعثر به... فيداعبه ويضاحكه ..
ويلقي له برسالة حب..يفكّ رموزها..وتسرُّ نفسه المثقلة بالهموم..فتمضي في طريقها
لاتتوقف..ولاتُحدِّث نفسها بوقوف...
أمّا الآن ..
فقد طال وقوفه على أطلال نفسه الآسنة....حاول أن يتكلم بكل اللغات التي كان يحسنها ..ليوصل رسالته إلى أحبته...
تاهت رسالته عبر الأثير...
ولم يحملها ساعي البريد..
_________________________________
يتبـــــــع
عادت به الذكرى ليومٍ كان فيه فتياً يتنفس رياح الصبا الباردة العذبة ..
لم تزحزح ثباته أعاصير المحن..ولم تزلزل قدمه رياح الفتن...
كان يرى للحياة طعماً..وللألم وجداً..
هاله منظره المتهالك ..وهو يرى تلك النفس الكهلة
ملتحفة بعباءة الأمنيات المهترئة..
يراوح بين قدميه وقوفاً يستجدي دنياه ..بات يرتقب سقوطاً وشيكاً..
________________________________
(2)
أن تعود من َحيث ُبدأتَ- بعدما قطعت شوطاً كبيراً-تلك مصيبة!!!
كنتَ تتوهم سيراً..غرّك سيرك الحثيث وأنفاسك المتلاحقة...
زينت لك نفسك جمال خطوك...ووقع قدمك...فمضيت َ تغذ الخطا لاتلوي على شيء
ها أنت قد قاربت النهاية..وشارفت على ديار القوم...
في آخر الطريق..
تمهّل!!!لحظة!!!!
لوحة مكتوبة بخطٍ أحمر
عفواً....!!!!!لقد أخطأت الطريق!!!
________________________________
(3)
في منتصف الطريق التقيا..تعاهدا على المضي في الطريق مهما كان شائكاً وعراً..
كان كل منهما ينسج من شدو الآخر أهزوجة يقطِّع بها مساءه الحالك..
وكان ليلهما الحزين يمضي سريعاً يطوي آلامهما.. مرتقباً فجراً آمل...
ومرت أيام وأيام..وهما كذلك...
في يومٍ ما ..سقط من التاريخ..سمع أحدهما أصواتاً في الجهة الأخرى من العالم فتتبع الصوت
وراق له..وبات يرقبه في كل يوم...
وأقبل المساء...ليسمع صوته رفيقه
فغدا في أذنه نشازاً
فأغلق أذنيه..وأغمض عينيه..
وقدم مساءهُ الموعود..فبدأ نسجاً لأهزوجته القديمة.. فتقطع صوته نشازاً..
انزعج منه وتألم ..فتوقف عن ترقب فجره الموعود.وغطّ في نومٍ عميق..
____________________________________
(4)
كان يحسن.. لغة يهمس بها للكون من حوله, حينما يعيش صفاء نفس..
يضحكُ للقمر..ويتلقى شعاع الشمس محتضناً..
ويناجيه صوت الماء الرقراق حين ينساب سريعاً في مجراه يسابق الزمن,
فيهمس له بسر..تنفرج أسارير روحه له..
ويستوقفه نسيماً عذباًيمرّ به في طريقه فيتعثر به... فيداعبه ويضاحكه ..
ويلقي له برسالة حب..يفكّ رموزها..وتسرُّ نفسه المثقلة بالهموم..فتمضي في طريقها
لاتتوقف..ولاتُحدِّث نفسها بوقوف...
أمّا الآن ..
فقد طال وقوفه على أطلال نفسه الآسنة....حاول أن يتكلم بكل اللغات التي كان يحسنها ..ليوصل رسالته إلى أحبته...
تاهت رسالته عبر الأثير...
ولم يحملها ساعي البريد..
_________________________________
يتبـــــــع