المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مطالب الكمال للمرأة المسلمة



أهــل الحـديث
19-12-2011, 04:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم







إن الكمال الروحي والبدني والعقلي والخلقي مطلب كل إنسان عاقل ذكرا كان أو أنثى، وليس من حق أي أحد أن يصد عن ذلك، أو يعترض طريق طالبه، إذ ما جاءت الشرائع الإلهية إلا لتحقيق هذه المطالب للإنسان ليكمل ويسعد في ‏الحياتين الأولى والآخرة.


‏واليك أيتها المؤمنة بيان طرق مطالب كمالك في روحك، وبدنك، وعقلك، ‏وخلقك.



طريق مطلب الكمال الروحي



إن من أهم مطالب الكمال مطلب الكمال الروحي للمرأة المسلمة، والطريق الموصل إليه، والى الحصول عليه يتمثل في الإيمان الصحيح الكامل، والعمل الصالح، بعد التخلي عن الشرك، وكبائر الإثم. إذ الروح البشري يزكو على الإيمان وصالح الأعمال، ويتدسّى على الشرك بالله، وارتكاب كبار الإثم، والفواحش، فلا يزال العبد يترقى في طهارة روحه، وزكاة نفسه بتجديد الإيمان، وتقويته، والإكثار من العمل الصالح، والبعد التام عن الشرك والمعاصي حتى تبلغ روحه في طهرها وصفائها مستوى يقرب من مستوى الملائكة. كما أنه إذا أعرض عن الله وذكره، وأقبل على أفعال الشرك، واعتقاداته مع غشيان الكبائر، وارتكاب الفواحش الظاهرة والباطنة قد يبلغ دركا ينزل فيه إلى مستوى أخباث الشياطين من الجن والإنس، والعياذ بالله تعالى.

ومن هنا كان من أسمى مطالب المرأة المسلمة مطلب كمالها الروحي، وقد عرفت طريق الوصول إليه، وهو الإيمان الصحيح، والعمل الصالح بعد التخلي التام عن الشرك صغيره وكبيره، وعن الذنوب صغيرها وكبيرها. وقد لا يمكنها ذلك بغير العلم والمعرفة.



مطلب الكمال البدني



إن للمرأة المسلمة أن تطلب كل ما يكمل بدنها، ويحسنه، ويجمله إذ ذاك حق من حقوقها الشخصية التي لا تنازع فيها فلها أن تتداوى بكل دواء مباح، وتحفظ صحتها من الضعف، والتدهور من أجل أن تؤدي وظائفها التي خلقت لها، من عبادة الله تعالى بذكره وشكره، ومن أجل القيام بواجب خدمة زوجها، وبيتها، وتربية أولادها، كما أن لها أن تستعمل ما يزيد في جمالها، ويؤكد أنوثتها من خضاب بحناء، واكتحال باثمد، ولبس لذهب وحرير. فليس من حق أحد من زوج أو والد أن يمنعها من كل ما يحفظ صحتها، ويزيد في جمالها، وحسن هيئتها. فلها أن تركب سنة أو أسنانا عند الحاجة إليها، وأن تجبر كسرا إن حصل لها، إلا أنها لا تتداوى بحرام، ولا تتجمل بغير الجائز، فليس لها أن تفلج أسنانها للحسن، كما ليس لها أن تقشر جلدها، أو تنتف شعر وجهها أو تصل شعر رأسها بشعر آخر لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن التداوي بالحرام، وللعنه الواصلة والمستوصلة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجات للحسن، في صحيح الأحاديث.



مطلب الكمال العقلي



من حق المرأة أن تطلب كمال عقلها، وأن تتوسل إل ذلك بشتى الوسائل، إذ كمال العقل هو الطريقة الوحيدة للوقاية من الشرور، والنجاة من المهالك فمن لا عقل له لا دين له، ومن لا دين له لا كمال ولا سلامة له، والعقل هو الخصيصة التي تميز الإنسان على الحيوان. ولذا كان مطلب كمال العقل بالعلم، والمعرفة، والتجارب الحسنة، مطلبا ساميا شريفا.


وطريقة الحصول على كماك العقل يكون معرفة الكتاب والسنة، والتبحر فيهما، ويتم ذلك من طريق الدرس، والطلب، وسؤال أهل العلم، وسماع المواعظ في المساجد، ومطالعة كتب الحكمة، ومجالسة الصالحات من النساء المؤمنات. وفي الحديث : قال نساء الأنصار والمهاجرين بالمدينة المنورة "اجعل لنا يا رسول الله يوما من نفسك نتعلم فيه فقد غلبنا عنك الرجال. فقال لهن صلى الله عليه وسلم : موعدكن دار فلانة. فأتاهُن فيها فوعظهُن وذكرهُن وعلمهُن". فصلى الله عليه وسلم، ورضي الله عن نساء الأنصار والمهاجرين، وأرضاهن.




مطالب الكمال الخلقي



إن مطالب الكمال الخلقي للمسلمة مطلب شريف منيف، إذ الخلق قوام الحياة الفاضلة، ورأس الأمر فيها، حتى قيل :


وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا


ولقد أثنى الله تعال على نبيه بخلقه فقال عز وجل : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). وما علة رسالته، صلى الله عليه وسلم، إلا إكمال الأخلاق فقد قال : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، لأن ذا الخلق الحسن الفاضل يأبى عليه خلقه أن يكفر ربه، أو يكفر نعمه عليه، كما يأبى عليه أن يأتي الشر، والفساد، أو يتورط في الخبث. ولذا كان من حق المسلمة أن تطلب كمال أخلاقها، وتترقى فيها حتى تكون من فضليات المؤمنات اللائي شرفن بأخلاقهن، وتميزن بها بين نساء العالمين. وطريق الحصول على الأخلاق الفاضلة هو دراسة الكتاب والسنة، والعمل على التخلق بما جاء فيهما من عظيم الأخلاق، وقد سئلت أم المؤمنين عن أخلاق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت : "كان خلقه القرآن".

فللمسلمة أن تدرس الشمائل المحمدية، وسير الصالحات من نساء المؤمنين السالفات ما تكمّل به خلقها حتى تصبح مثلا للكمال الخلقي في دنيا الناس، وهذا حق من حقوقها، ومطلب شريف لها، لا ينازعها فيه أحد، ولا يصدها عنه صاد.

‏وقد سبق أن بينا لها جملة صالحة من الأخلاق الإسلامية فلتراجعها، وتعمل على اكتسابها بالرياضة والتمرين حتى تفوز بها إن شاء الله تعالى.

---------------------
المراجع:
كتاب "المرأة المسلمة" ، الشيخ جابر الجزائري، بتصرف قليل
الموطأ للإمام مالك
مسند الإمام أحمد
صحيح البخاري
صحيح مسلم
"أسواق الذهب من خير ما ألف في الحكمة والأدب" للشاعر المصري أحمد شوقي