المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا يعجبني هذا التصرف



أهــل الحـديث
19-12-2011, 02:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





بسم الله الرحمن الرحيم




لا يعجبني هذا التصرف أيها الرجل



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قالت لأم أوس مَن تثق فيها : سكنت في منزل إيجار قبل عدة سنوات ماضية ، لسنوات طويلة ، وكان مالك العمارة رجل طيب ، ويعتبر رجل ثري ، لأن له عدة أملاك ، ومحلات تجارية .



فقد كانت زوجته تعيش في رغد من العيش ، ولكنها كانت مستعلية نوعًا ما على جيرانها ، كثيرة التدخل في شئونهم الخاصة ، بل إن أردنا الدقة في العبارات نقول أنها كانت مراقبة لكل حركات سكان العمارة ، في الدخول والخروج والزيارات .



لم يرزق الزوجان الذرية ، فعاشا سنوات طويلة ، حتى مرض الزوج بعد أن تجاوز التسعين من عمره ، وتوفي رحمه الله تعالى .



كان الزوج قد باع العمارة في فترة مرضه ، وطلب من المشتري أن يمهله سنة حتى يجد لنفسه سكن مناسب يؤويه وزوجته ، لينتقل إليه ، ولكن الموت عاجله -بقدر الله- فلم يتمكن من شراء سكن آخر له .



عندما توفي الزوج ، الحكومة جمدت كل الأموال ، والممتلكات ، والعقارات ، لكي تحصر الورثة ، حتى يوزع الإرث بينهم حسب الشريعة .



في هذه الفترة كانت الحكومة تبحث عن ورثة الزوج ، في البلد الذي يعيش فيه ، والبلد الذي أصله منه ، فوجود أن له زوجة أخرى ، وشقيقتان في تلك البلاد . وكان لابد من حضورهم أو حضور من ينوب عنهم ، حتى يوزع الإرث بينهم .



ولأن أقرباء الميت فقراء ، فإنهم لا يملكون ثمن التذاكر للقدوم ، فلم يحضروا ، لإتمام عملية التوزيع .



فجعت الزوجة المسكينة بوجود زوجة أخرى كانت في حياة زوجها ، وفي بلد أخر لا تعرف عن وجودها شيئًا .



وفجعت الزوجة المسكينة مره أخرى بفاجعة أكبر من التي كانت قبلها ، عندما علمت أن مدة المهلة التي طلبها الزوج لتسليم الشقة قد قاربت على الانتهاء ، وهي لا تملك مالاً لدفع الإيجار للشقة الواسعة والكبيرة التي تسكن فيها ، لأن كل الأموال كانت مجمدة .



والمال القليل الذي كان معها -كمصروف شهري- مع الاحتياجات الضرورية اليومية نفذ تمامًا .



وقد اضطرت قبل ذلك أن تستغني عن خادمتها ، لأنها لا تملك مالاً تدفع لها .



أصبحت الزوجة المسكينة ، التي تجاوزت الثمانين من العمر ، وهي الضعيفة التي تحتاج من يخدمها ، ويقوم على حاجتها ، بدون عائل يحميها ، ولا سكن يؤويها ، ولا مال يسد حاجاتها ، بعد أن كانت صاحبة مال وخدم .



باعت ما لديها من مجوهرات ، وأثاث ، وما يصلح للبيع ، حتى يكون عندها من المال ما تنفق به على نفسها ويغنيها عن سؤال الناس .



أمهلها المالك الجديد سنة أخرى بدون أن يأخذ منها شيء ، وبعد نهاية السنة أشفق عليها إمام الحي ، عندما طلب منها المالك أن تغادر الشقة ، فبنى لها غرفة فوق سكن الإمام الملاصق للمسجد .



عاشت الزوجة المسكينة ثلاثة سنوات على هذا الحال ، ينفق عليها المحسنون ، ومن كانوا يكنون لزوجها الحب والود من الخدم والسائقين والعاملين عنده .



إن مما يعصر القلب حسرة ، ويدمي العين ألمًا ، أن الداخل والخارج من سكان العمارة وضيوفهم ، يرون هذه المرأة العجوز الضعيفة ، كانت تجلس على درج مدخل العمارة ، من أول ظهر النهار ، وحتى بعد وقت طويل من العشاء .



ساعات طويلة تمضيها متحسرة ، على ما آل إليه حالها ، بعد أن كانت تعيش في شبابها حياة عز ورفاهية ، ها هي الآن تسكن في غرفة على السطح وهي أرذل عمرها وضعفها .



بعد أن كانت تعطي وتساعد الآخرين ، أصبحت هي من يتصدق عليها الناس .



والآن يا أخواتي من تذكر لي الفوائد والعبر من هذه القصة ؟



حتى أعود بإذن الله تعالى من جديد لأضع تعليقي على هذه القصة ؟



أختكن المحبة لكن : أم أوس