المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصتي مع أبنتي



مهرة المشاعر
22-11-2011, 03:01 AM
مثل أي أم تهتم بمستقبل ابنتها بدأت معها باختيار التخصص التي تريده عندما تدخل الثانوية وكان ميولها علمي وعندما كنت أنا وابنتي نتحدث عن التخصصات التي تحتاجها بلدنا، بدأت الحيرة تنتابني وكلما وجهتها إلى قسم كالطب تقول لا لا أريد أن أكون طبيبةو لن يتزوجني احد ( لانها كانت تريد أن تتزوج مثلي عندما زوجني ابي وتمكنت من اكمال دراستي وعملت وربيت أولادي ) لا أخفيكم كم كان الغضب ينتابني ولم أفصح لها لماذا تفكر بمثل هذا التفكير والمستقبل مفتوح أمامها وهي ابنتي الوحيدة، ومرت أيام وبعدها كنت أناقش صديقاتي في العمل في المدرسة وكنت ادرس مادة التاريخ وتحدثت عن ابنتي وعن تفكيرها واني أريدها في مكان مرموق في الناحية العلمية لأنها ذكية وقالت لي صديقة أن لديها أخت سوف تذهب إلى مركز العون وهذا المركز خاص بالدوان ولديهم ورشة عمل لمدة ثلاث أيام، أخذت الفكرة وطلبت من إبنتي لجين أن تذهب إلى المركز لحضور الورشة وان هذا المجال من التخصصات المطلوبة، واستأذنت لها من مديرتها مع الاستغراب كيف أغيب لجين 3 أيام من المدرسة وتعهدت لها بمتابعة الواجبات.وذهبت لجين وعند عودتها بدأت متشوقة لكي اسمع انطباعها عن المركز وعن الأطفال الدوان، بدأت في التحدث عن المركز وعن الدوان وتحمست معها وقلت لها لازم نتعرف عنهم أكثر. لكن لجين بدأت تتحدث عن فئة أخرى رأتهم في المركز وهم فئة الصم وعن لغة الإشارة التي رأتها وكانت منبهرة بها وكيف الصم يتواصلون مع المترجم وأنا كنت متحمسة أن تخبرني أكثر عن الدوان وفي كل يوم ترجع وهي تحكي عن الصم وأخيرا طلبت منها أن تحضر معلومات عن من هم الصم ؟ أين مقرهم ؟ وبعدها قمت بالتواصل مع نادي الرجال وبدأت في التساؤلات عن الصم وأول سؤال سُئلت عنه هل ابنتك صماء ؟ قلت لا الحمد لله. لما كل هذه الأسئلة؟ قلت ابنتي أحبتهم تريد أن تعرف المزيد عنهم قالوا لي هذا النادي خاص بالرجال ولا يوجد مكان للصموات إلا في المدارس الحكومية وينتهي بهم بعد الثانوية في البيت وتنتهي فرصتهم ثقافيا واجتماعيا ونفسيا وبدأ مدير النادي بالتحدث عن مشاكلهم وانه لديه فكرة إنشاء نادي للصموات وان الأمير رحمة الله عليه الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز- أمير منطقة مكة المكرمة قد وافق ولم نجد من يقوم بهذا العمل وبعدها طلبت ان يتواصلوا معي بخصوص الدورات الخاصة بلغة الاشارة أو الخاصة بالصم وبدأت ابنتي بالحضور وكنت مرافقة لها بحكم صغر سنها وفي يوم أخبرت أن مؤتمرا سوف يعقد في البحرين خاص بالصم وأخذت إجازة من عملي وابنتي إجازة من المدرسة وقد دخلت مرحلة الثانوية وحضرنا المؤتمر وشاهدنا الصم من كل دول الخليج ورأينا لغة الاشارة على المسرح وكان ذلك رائعا، رأينا الصم من كل دول الخليج نساء ورجالا، رأينا مترجمين مختلفين في طريقة إشارتهم وأسلوبهم وفي خلال الاستراحات، قابلت رئيس نادي الرجال السيد/ عادل عريف وطلب مني أن أدير نادي البنات ولا أخفي عنكم في تلك اللحظة لم استطع الإجابة غير إني قلت لهم بأنني موظفة ولا أستطيع أن اعمل في مكان أخر مع بعض الأسئلة الخفيفة وغادرت المكان وأنا أفكر ماذا فعلت ؟لماذا أجبت بسرعة ولم أناقشهم؟ وووووووو؟ وعند الغداء جلسنا مع الصم وبدأت استمع إليهم، لم أكن افهم كثيرا وكان معنا المترجم ونتواصل أنا وابنتي معهم عن الترجمة وبدءوا مرة أخرى بالتكلم عن البنات ووضعهم وعندها سألتهم عن الموقع قالوا لا يوجد مكان، سوف يكون في مقر الرجال وبسرعة قلت كيف رجال وبنات قالوا سوف نخلي الموقع في اليوم التي سوف تكونون فيه، قلت سوف أفكر وأشاور زوجي وعرفت أن الدوام مسائي ورجعت السعودية وأن أفكر هل أوافق ومن هم وما هو المطلوب وأسئلة محيرة وبعدها أخذت الموافقة من زوجي وذهبت إلى الموقع ووجدت أن المكان المخصص لا نستطيع المكوث فيه لأنه مهجور ومتروك من قبل التعليم منذ سنوات ويحتاج إلى الترميم والتجهيز وقلت هل توجد ميزانية ؟قالوا لا وخرجت وأنا حزينة ماذا افعل هل اعتذر ؟ وأنا في الطريق اتصلت بنادي الرجال هل من مساعدة منهم ؟ قالوا سوف نقف معكي إبدئي فقط، قلت كيف؟ قالوا توجد غرفة واحدة لدينا لكي تستقبلين الفتيات وبدأت من تلك الغرفة وبدأت الفتيات بالحضور مع أمهاتهم، اخذ البطاقات والملفات، أتحسس النظر إليهم لم أراهم من قبل وأنا وهم في مدينة واحدة وكنت اطلب منهم أن يكشفوا عن وجهم أريد أن أراهم وكأنهم قادمين من عالم أخر ؟ وأسئلة كثيرة في رأسي . ورأيتهم فتيات جميلات يتمتعن بالعفوية والخجل لا أخفي عنكم إنني قمت بالعمل وأنا لا اعرف ماذا سوف اعمل ولماذا أأخذ الأوراق وما الهدف من ذلك؟ وبعد أن انتهيت من هذه المهمة ولمدة أسبوع سألت ماذا سوف نفعل الآن قالوا سوف نبحث عن وظائف لهم . وجاءني يوم اتصال يجب أن تحضري إلى النادي لقد وجدنا وظائف في مستشفى عرفان ويومها ذهبت بالأهالي إلى المستشفى وكنا في موكب عرس سيارتي والأهالي من خلفي وقابلنا المدير الذي قبل 3 فتيات و رأيت كيف الفتيات كانوا سعيدات ويتكلمن مع أهاليهم أنهم موافقين مع بعض المعارضات من قبل الاباء وعدت البيت وقد انتابني شيء غريب وهو الاستمرار. و كيف؟ لا اعرف وبدأت في الترميم بمساعدة أهلي وأصدقائي وفي تلك الأيام أعلنا عن دورة لغة إشارة على مستوى المملكة وأحضرنا المترجمات من دول الخليج ما يقارب 250 متدربة وبدأت التحدث عن النادي الذي لا يوجد فيه إلا غرفة واحدة وطلبوا الحضور للزيارة وأُحرجت، كلمت إدارة الرجال عن ماذا افعل، لا يوجد إلا غرفة واحدة مجهزة وبدأنا في الصباح نجهز النادي، عملنا مطبخ صغير وأحضرنا من زوج أختي اجهزة حاسوب آلى وأختي أحضرت بعض أدوات الكوافير من عندها وبدأت المتدربات بالحضور لرؤية النادي ووجدت التشجيع والدعم منهن وبعدها بدأت المتطوعات يتدفقن على النادي وبدأت وأكملت دراستي في التربية الخاصة، تعلمت لغة الاشارة، أصبحت مدربة، تغيرت حياتي وشقيت طريق لم أكن قد وضعت له خطة وبدأت في تأسيس الغرف بالكامل وازداد عدد الفتيات بالنادي و الآن يضم النادي أحدث معمل للحاسوب الآلي وقسم الكوافير المجهز بالأجهزة ومطبخ متكامل ومعمل تطريز وقسم للرسم وقسم للمحاضرات والندوات ودورات داخلية وخارجية للصموات وبدأنا بتوظيفهم ما يقارب 150 فتاة وتزويج الفتيات، مايقارب 50 فتاة. أصبح ملتقى اجتماعي ثقافي مفتوح أمام الفتيات المتحدثات لأخذ التجربة ونشر فكرة العمل التطوعي و نشرنا لغة الإشارة في المجتمع في الصحة والجامعات والأعلام ودمج الصم في المجتمع و اثبتوا للمجتمع أنهم قادرين على العمل وطموحاتي كبيرة ليس لها حدود.