المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور الأسرة في التأهيل والارشاد للأطفال المعاقين عقليا



اميرة المملكة
15-11-2011, 10:14 AM
الأسرة جزء لا يتجزأ من برامج العلاج والإرشاد و التأهيل و التدخل المبكر للأطفال المعاقين عقليا .... ولا يمكن لأية خطة أيا كانت أن تحقق أهدافها إلا إذا وضعنا في حساباتنا العوامل التي ترتبط بالأسرة " علاقاتها الاجتماعية و اتجاهاتها نحو الابن المعاق عقليا ودرجة تقبلهم لوجود طفل معاق عقليا داخل الأسرة وأثر وجود هذا الطفل المعاق عقليا على حياة الأطفال الآخرين داخل الأسرة و تأثيره في دورة حياة الأسرة وعلاقتها الاجتماعية بوجه عام " .. تلك العوامل التي قد تخلق جوا مناسبا لنمو صحي متكامل للطفل المعاق , يمكنه من تطوير و تنمية قدراته إلى أقصى إمكاناته أو تخلق جوا غير صحي نحو اتكالية و سلبية وعجز فتضيف إلى إعاقته إعاقة و إلى عجزه عجزا
ومن هنا كانت أهمية وعى الأسرة بدورها الحيوي , و المهم في حياة الطفل بعامة والمعاق بخاصة . ويمكن لنا تقسيم دور الأسرة في المرحلة المبكرة من حياة الطفل المعاق عقليا إلى خمسة محاور " تقسيما تصوريا " بهدف التحليل والإيضاح مع التأكيد على كون دور الأسرة دورا متكاملا لا يمكن تجزئته واقعيا بل يجب أن يعمل في تكامل و تناغم تامين حتى يؤتى بالثمار المنشودة .
المحاور الخمسة لدور الأسرة
• وتتمثل هذه المحاور الخمسة لدور الأسرة من خلال :
• أولا : اتجاهات الأسرة نحو الابن المعاق وأساليب معاملته .
هذه الاتجاهات التي تأخذ احد الأشكال الاسمية ( الإنكار – الإخفاء و التبرير – التقبل ) بيد أن الإنكار والإخفاء و التبرير هما اللذان يحتلان المرتبة الأولي في بداية علاقة الأسرة بطفلها المعاق عقليا .... ثم يأتي الاعتراف بالحالة في مرحلة لاحقة يختلف مداها الزمني من أسرة لأخرى ... ومن هنا كان إنكار الحالة ومحاولة إخفائها وتبريرها أمرا مشتركا لدى غالبية الأسر لا يختص بأسرة بعينها ولا يجب أن يستدعى مشاعر اللوم فالمشكلة ليست في تأخر الأسرة بالاعتراف بحقيقة أعاقة ابنها بقدر أهمية اعترافها بهذه الحقيقة في الوقت المناسب . فمتى قبلت الأسرة بوجود درجة أعاقة لدى ابنها تكون قد كسبت نصف المعركة من سعادته وتنمية قدراته ومهاراته , على أننا يجب أن نضع في الاعتبار أن سعادة ابننا المعاق عقليا لن تكون من النوع الذي قد يسعدنا نحن كآباء أو كما نود أن نرسمها له لأننا أذا نظرنا إلى مشكلته من خلال معاييرنا نحن فأننا سننجح فقط في جعله بائسا , تعيسا , غير قادر على الاستفادة من تلك القدرات التي منحها الله له
دور الأسرة في تعديل الاتجاه نحو الابن وأساليب معاملته
•فقد يستطيع الابن المعاق عقليا الاستمتاع بالرضا معاملته الذاتي و الوصول إلي أقصى ما تمكنه قدراته إذا ما اتبعت الأسرة الاتى :
1 - إذا لم تحط من قيمة عمله البسيط بل تشجعه وتعتبره انجازا يستحق الفخر .
2 - إذا وضعت له أهداف يمكنه تحقيقها و الوصول إليها .
3- إذا عاونته في خطوات التدريب وتعلم المهارات التي يستطيع أداءها أكثر من تلك التي يعجز عنها.
4-إذا حرصت على تكرار وتكرار و تكرار المعلومة و الخبرة التي ترغب في تعليمه إياها بأكثر من أسلوب و طريقه وباستخدام وسائل معينه تنبه أكثر من حاسة لديه وذلك بلا ملل أو ضجر .
5- إذا أتاحت له الفرصة للمحاولة مهما تكرر الفشل فمن الأفضل أن يحاول حتى ولو فشل من ألا يحاول علي الإطلاق .
6- إذا أعطته حبا وحنانا صادقا بالرغم مما يعانيه من نواحي قصور و بصرف النظر عن مقدار ما حرم منه فانه في المقام الأول طفل قبل أي اعتبار أخر كما انه لازال يحتفظ بالكثير من لقدرات التي يمكننا صقلها وتدريبه عليها .
7- إذا عاملته كما تحب أن يعامله أفراد المجتمع , فاتجاهاتنا و أسلوب معاملتنا لطفلنا المعاق عقليا هما اللذان يشكلان اتجاهات و أسلوب تعامل أفراد المجتمع معه .
ثانيا : تعامل الاسرة مع أخوة الطفل المعاق
لا يقل دور أخوة و أخوات الطفل المعاق عقليا بحال من الأحوال عن دور الوالدين , بل يعد دورهم أساسيا وحيويا ومكملا لدور الوالدين وتبرز أهميته من كون الأخوة يميلون بصفة عامة إلى أتباع اتجاهات الوالدين نحو الابن المعاق عقليا .... كما يمكن لهم إذا أحسن توظيفهم أن يكونوا خير معلم و موجه ومرشد وصديق لأخيهم المعاق
فالأمر ليس مجرد وجود حالة طفل معاق عقليا في الأسرة بقدر مدى المسؤولية التي تلقى على أفراد الأسرة .... وخاصة الإخوة و الإناث منهم على وجه الخصوص نتيجة لوجود هذا الأخ المعاق .
• فعندما يتوقع الوالدان من الإخوة و الأخوات أكثر مما تتحمل طاقتهم أثناء تعاملهم مع أخيهم المعاق ينشأ صراع نفسي عنيف وإحباط وتوتر في حيات الأسرة يحول حياتها إلى عذاب , هذا وقد يؤدى الاهتمام الذائد من الوالدين بالابن المعاق إلى إهمال إخوته مما يخلق جوا من التوتر والاستياء داخل الأسرة
دور الأسرة في تنمية العلاقة بين المعاق وإخوته
•ولذلك وجب على الأسرة أن :
1- تعين أخوة المعاق على فهم حالته والفروق الفردية بين البشر ...وذلك على قدر استيعابهم .
2- تبصير أخوة المعاق بالأساليب السوية والمناسبة لمساعدة أخوهم وفق ظروف الإعاقة
3- تشجعهم على عدم الخجل من أخيهم المعاق عقليا ....حيث لا يوجد ما نخجل منه فأي فرد في أية أسرة معرض أن يكون مكانه إذا شاء الخالق عز وجل .
4- عدم المبالغة و الإسراف في حماية ومساعدة الابن المعاق على حساب أخوته .
5- تراعى البعد عن التعبير اللفظي عن استيائهم أو ضجرهم من أخيهم المعاق أمام الآخرين عامة والأخ المعاق خاصة .
6- تحرص على أن لا ينعكس وجود الأخ المعاق عقليا سلبا على حق أخوته في الاستمتاع بحياتهم و طفولتهم .
ثالثا: تفاعل الأسرة مع المجتمع المحيط وأسر الأطفال المعاقين عقليا
وتتمثل أهمية أفراد المجتمع المحيط وأسر الأطفال المعاقين عقليا الآخرين في كونهم المجتمع الذي يتفاعل معه الطفل المعاق و الذي يعد بحق الأسرة الممتدة لهذا الطفل بما تمثله الأسرة من توجيه ورعاية وأشراف وعطف , وهم من يعد الطفل المعاق عقليا لكي يستطيع التعامل و العيش معهم في حالة وفاة الوالدين والأخوة أو فقد إشرافهم ورعايتهم بأي شكل من الإشكال .
ولذلك فإنكار الطفل المعاق عقليا وحجبه عن المجتمع يسهم في تدعيم رفض المجتمع له ويوسع الفجوة بينهم ومن الاصوب أن يخرج ابننا المعاق إلى الشارع و المطعم و المتنزهات وأن ندمجه داخل المجتمع ونبقيه مع أقرانه (عاديين – معاقين ) أطول وقت ممكن , بل ومن الأصلح و الأفضل أن لا نبخل بجهد أو وسيلة لإحضار الأطفال الآخرين إلى منزله و إذا استلزم الأمر تقديم بعض المدعمات و الحوافز لجذبهم وذلك حتى يتعرفوا على قدرات و إمكانات الطفل المعاق عقليا وانه رغم ما يعانيه من بعض القصور إلا انه قادر على إن يشاركهم الكثير من الأنشطة وان له من الإمكانات و القدرات ما يفوق توقعاتهم .... وتأتى أهمية هذه الخطوة في كون هؤلاء الأطفال هم المجتمع المستقبلي لهذا الطفل و الذي يعد للتعامل معه .
دور الأسرة في التفاعل مع المجتمع وأسر الأطفال المعاقين
وكذلك على الأسرة الحرص على :
1- التحدث إمام الآخرين بصراحة عن مشاعرهم الأبوية نحو ابنهم المعاق عقليا وإمكاناته وإعاقته وما يمكنه عمله ومالا يمكنه أداءه كي يقف المتعاملون معه على قدراته الحقيقية .
2- معاملة الابن المعاق كما يحبون إن يعامله أفراد المجتمع حيث أن طريقة وأسلوب معاملة الأسرة له هي التي تحدد أسلوب تعامل الآخرين معه .
3- تشجيع الابن المعاق عقليا على عرض مواهبه و هواياته وقدراته على الآخرين مما يساهم في تنمية ثقته بنفسه ويعدل من اتجاهات الآخرين نحوه .
وفيما يتعلق بأهمية التفاعل بين أسرة الطفل المعاق عقليا وأسر الأطفال المعاقين عقليا الآخرين ... فالتفاعل معهم والالتقاء بهم يتيح للأسرة :
1- حرية التعبير عن النفس و التنفيس عن المشاعر و الانفعالات .
2- توفير نماذج للاستفادة من خبرات الآخرين بما يمثلونه من مواقف حياتيه حقيقية .
3- مشاركة الغير ممن يلاقون الصعوبات نفسها وربما أكثر حملا .
4- استثارة المشاعر و الانفعالات والعواطف الايجابية تجاه الابن المعاق مما ينعكس ايجابيا في العلاقات المتبادلة بين أفراد الأسرة .
رابعا : تعاون الأسرة مع الفنيين المعنيين بحالة الابن المعاق عقليا .
(طبيب – أخصائي نفسي – أخصائي اجتماعي – معلم تربوي – أخصائي تخاطب _ أخصائي علاج طبيعي....الخ) .
حيث يمثل التعاون بين أولياء الأمور و فريق الفنيين المعنيين بالابن المعاق عقليا أحد المقومات الأساسية لنجاح أي برنامج يهدف إلى الأخذ بيد الابن المعاق , فالأسرة بمفردها عاجزة عن تقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الابن كما أن فريق العمل الفني يذهب جهده أدراج الرياح إذا لم يجد الدعم و المساندة والمتابعة مع الأسرة ومن هنا كانت أهمية التعاون بينهما
وذلك من خلال الحرص على :
1- التحدث عن ابنهم المعاق ومشاعرهم نحوه بكل صراحة ووضوح وصدق وكذلك التحدث عن إمكاناته الحقيقية ودرجة إعاقته وجوانب قوته و قصوره مما يساعد على التقييم الواقعي ووضع الخطة العلاجية الفردية المناسبة .
2- المشاركة بقدر المستطاع في الخطة العلاجية الفردية و تحديد الأهداف القريبة و البعيدة المدى ومتابعة سير الخطة العلاجية الفردية أول بأول
3- تقبل تعليمات و توجيهات المختصين كل في تخصصه وتوفير الظروف والخدمات الأزمة و الميسرة لتنفيذ الخطة العلاجية الفردية .
4- الاستفسار عن كل ما يعن لهم بلا خجل
5- العناية الطبية والمتابعة الدورية بالابن المعاق عقليا فقد يعانى من مشكلات لا تساعده قدراته عن التعبير عنها .
خامسا : مدى وعى أسرة الطفل المعاق بمصادر المعرفة المتاحة عن الحالة .
• وتأتى أهمية هذا المحور من خلال ما يمثله من أرضية ثقافية مهمة تضع يد الأسرة على طبيعة الحالة ودرجة الإعاقة وخصائصها و احتياجاتها والتوقع المستقبلي المحتمل لها مما ينعكس بتفاعل واع وبناء بين الأسرة و أبنها المعاق ...
ويمكن للأسرة أن تحقق الاستفادة المرجوة من مصادر المعرفة من خلال :
1- الحرص على الالتقاء الدوري بالمتخصصين ذوى الكفاءة في الميادين ذات الصلة بإعاقة الابن .
2- الاطلاع على المراجع العلمية المتعلقة بإعاقة الابن .
3- المشاركة في الندوات و المؤتمرات و الدورات المتخصصة .
4- الإلمام بمراكز خدمة الأطفال المعاقين عقليا بالمجتمع المعلى و الوقوف على الخدمات التي تقدمها .
5- مساندة المنظمات و الجمعيات الحكومية و الأهلية والتي ترعى هذه الفئة من الإعاقة .
وفى النهاية
•يجب أن أؤكد على أهمية وضرورة دور كل فرد من أفراد الأسرة كشريك فعال في كل ما يقدم للطفل المعاق عقليا من برامج ... لا يقف دورهم عند حد تعميم المكاسب التي يكتسبها الطفل المعاق عقليا من هذه البرامج العلاجية و التربوية و التدريبية و التأهيلية بل يتعدها إلى الزيادة في معدل هذه المكاسب والإسهام الايجابي في تخطيطها و تنفيذها.