أبو محمد 19
27-10-2011, 03:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير أبن كثير للآية :
( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)( 18 ) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)( 19 ) لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)( 20 ) )
قال الإمام أحمد (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251): حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عون بن أبي جحيفة (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16733)، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار ، قال : فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار - أو العباء - متقلدي السيوف ، عامتهم من مضر ، بل كلهم من مضر فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى بهم من الفاقة ، قال : فدخل ثم خرج ، فأمر بلالا فأذن وأقام الصلاة ، فصلى ثم خطب ، فقال : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) إلى آخر الآية : ( إن الله كان عليكم رقيبا (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ النساء : 1 ] . وقرأ الآية التي في الحشر : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ ص: 77 ] تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره - حتى قال - : ولو بشق تمرة " . قال : فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل وجهه كأنه مذهبة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " .
انفرد بإخراجه مسلم من حديث شعبة بإسناد مثله .
فقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أمر بتقواه ، وهي تشمل فعل ما به أمر ، وترك ما عنه زجر .
وقوله : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ، ( واتقوا الله ) تأكيد ثان ، ( إن الله خبير بما تعملون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : اعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية ، ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير .
وقال ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : لا تنسوا ذكر الله فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم التي تنفعكم في معادكم ، فإن الجزاء من جنس العمل ; ولهذا قال : ( أولئك هم الفاسقون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : الخارجون عن طاعة الله ، الهالكون يوم القيامة ، الخاسرون يوم معادهم ، كما قال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ المنافقون : 9 ] .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687): حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14182)، حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا حريز بن عثمان ، عن نعيم بن نمحة قال : كان في خطبة أبي بكر الصديق (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=1)، رضي الله عنه : أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم ؟ فمن استطاع أن يقضي الأجل وهو في عمل الله ، عز وجل ، فليفعل ، ولن تنالوا ذلك إلا بالله ، عز وجل . إن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم ، فنهاكم الله تكونوا أمثالهم : ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أين من تعرفون من إخوانكم ؟ قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم ، وخلوا بالشقوة والسعادة ، أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط ؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار ، هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم ظلمة ، وائتضحوا بسنائه وبيانه ، إن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ ص: 78 ] [ الأنبياء : 90 ] ، لا خير في قول لا يراد به وجه الله ، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله ، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم .
هذا إسناد جيد ، ورجاله كلهم ثقات ، وشيخ حريز بن عثمان ، وهو نعيم بن نمحة ، لا أعرفه بنفي ولا إثبات ، غير أن أبا داود السجستاني قد حكم بأن شيوخ حريز كلهم ثقات . وقد روي لهذه الخطبة شواهد من وجوه أخر ، والله أعلم .
وقوله : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء في حكم الله يوم القيامة ، كما قال : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ الجاثية : 21 ] ، وقال ( وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) الآية [ غافر : 58 ] . قال : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ ص : 28 ] ؟ في آيات أخر دالات على أن الله سبحانه يكرم الأبرار ، ويهين الفجار ; ولهذا قال ها هنا : ( أصحاب الجنة هم الفائزون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : الناجون المسلمون من عذاب الله عز وجل .
تفسير البغوي للآية :
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)( 18 ) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)( 19 ) لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)( 20 ) لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)( 21 ) )
قوله - عز وجل - ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) يعني ليوم القيامة أي : لينظر أحدكم أي شيء قدم لنفسه عملا صالحا ينجيه أم سيئا يوبقه ( واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) تركوا أمر الله ( فأنساهم أنفسهم (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) [ أي حظوظ أنفسهم ] حتى لم يقدموا لها خيرا ( أولئك هم الفاسقون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu))
( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) .
تفسير أبن كثير للآية :
( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)( 18 ) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)( 19 ) لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)( 20 ) )
قال الإمام أحمد (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12251): حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عون بن أبي جحيفة (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16733)، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه قال : كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدر النهار ، قال : فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار - أو العباء - متقلدي السيوف ، عامتهم من مضر ، بل كلهم من مضر فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى بهم من الفاقة ، قال : فدخل ثم خرج ، فأمر بلالا فأذن وأقام الصلاة ، فصلى ثم خطب ، فقال : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) إلى آخر الآية : ( إن الله كان عليكم رقيبا (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ النساء : 1 ] . وقرأ الآية التي في الحشر : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ ص: 77 ] تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من ثوبه ، من صاع بره ، من صاع تمره - حتى قال - : ولو بشق تمرة " . قال : فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها ، بل قد عجزت ، ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب ، حتى رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل وجهه كأنه مذهبة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سن في الإسلام سنة حسنة ، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينقص من أوزارهم شيء " .
انفرد بإخراجه مسلم من حديث شعبة بإسناد مثله .
فقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أمر بتقواه ، وهي تشمل فعل ما به أمر ، وترك ما عنه زجر .
وقوله : ( ولتنظر نفس ما قدمت لغد (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ، ( واتقوا الله ) تأكيد ثان ، ( إن الله خبير بما تعملون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : اعلموا أنه عالم بجميع أعمالكم وأحوالكم لا تخفى عليه منكم خافية ، ولا يغيب عنه من أموركم جليل ولا حقير .
وقال ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : لا تنسوا ذكر الله فينسيكم العمل لمصالح أنفسكم التي تنفعكم في معادكم ، فإن الجزاء من جنس العمل ; ولهذا قال : ( أولئك هم الفاسقون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : الخارجون عن طاعة الله ، الهالكون يوم القيامة ، الخاسرون يوم معادهم ، كما قال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ المنافقون : 9 ] .
وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14687): حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14182)، حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا حريز بن عثمان ، عن نعيم بن نمحة قال : كان في خطبة أبي بكر الصديق (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=1)، رضي الله عنه : أما تعلمون أنكم تغدون وتروحون لأجل معلوم ؟ فمن استطاع أن يقضي الأجل وهو في عمل الله ، عز وجل ، فليفعل ، ولن تنالوا ذلك إلا بالله ، عز وجل . إن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم ، فنهاكم الله تكونوا أمثالهم : ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أين من تعرفون من إخوانكم ؟ قدموا على ما قدموا في أيام سلفهم ، وخلوا بالشقوة والسعادة ، أين الجبارون الأولون الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحوائط ؟ قد صاروا تحت الصخر والآبار ، هذا كتاب الله لا تفنى عجائبه فاستضيئوا منه ليوم ظلمة ، وائتضحوا بسنائه وبيانه ، إن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ ص: 78 ] [ الأنبياء : 90 ] ، لا خير في قول لا يراد به وجه الله ، ولا خير في مال لا ينفق في سبيل الله ، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه ، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم .
هذا إسناد جيد ، ورجاله كلهم ثقات ، وشيخ حريز بن عثمان ، وهو نعيم بن نمحة ، لا أعرفه بنفي ولا إثبات ، غير أن أبا داود السجستاني قد حكم بأن شيوخ حريز كلهم ثقات . وقد روي لهذه الخطبة شواهد من وجوه أخر ، والله أعلم .
وقوله : ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء في حكم الله يوم القيامة ، كما قال : ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ الجاثية : 21 ] ، وقال ( وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) الآية [ غافر : 58 ] . قال : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) [ ص : 28 ] ؟ في آيات أخر دالات على أن الله سبحانه يكرم الأبرار ، ويهين الفجار ; ولهذا قال ها هنا : ( أصحاب الجنة هم الفائزون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=59&ayano=20#docu)) أي : الناجون المسلمون من عذاب الله عز وجل .
تفسير البغوي للآية :
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)( 18 ) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)( 19 ) لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)( 20 ) لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)( 21 ) )
قوله - عز وجل - ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) يعني ليوم القيامة أي : لينظر أحدكم أي شيء قدم لنفسه عملا صالحا ينجيه أم سيئا يوبقه ( واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) ( ولا تكونوا كالذين نسوا الله (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) تركوا أمر الله ( فأنساهم أنفسهم (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) [ أي حظوظ أنفسهم ] حتى لم يقدموا لها خيرا ( أولئك هم الفاسقون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu))
( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1890&idto=1890&bk_no=51&ID=1932#docu)) .