قلب تألم من عجلات حقيبة السفر

[عبدالرحمن الحميدي]

بعد ذلك الفراق الذي أربكَ
حساب الحياه وقلَبَ موازينُها
يوم الرحيل المؤلم في يومٍ
لم يوادعُني احداً من الذين
إعتاد قلبي على دموعهم
غير ذلك القلب الذي ينضر إلي من الشباك المجاور وأنا
أسحب حقيبتي وصوت عجلاتُها
يُسمع في سكونِ الليل فكأنني اجرها على ذلك القلب.
نضرت إليه وقد أعما عيناي دمعهما
فخرجت اٌقود سيارتي بطريقٍ نهايتهً ليست بالقريبه
وأنضر إلى إنارة السياره الداخليه لونها برتقالي
واراه باهت اللون.
من حينها إلى الان لم أرى الالوان بلونها
أرى الالون السوداء المتناثره امام الاسواق والشوارع
الوان باهته او ربما بيضاء من اسفل الراس وحمراء من أعلاه
لانني قسوت على ذلك القلب الذي تألم من عجلات حقيبتي
قبل أن يتألم من فِراقي ولم اقول له عن موعد عودتي.
كنت اعلم بــ(أيوه قلبي عليك التاع)
ادركت ان كياني كله سيلتاع.
تزلزل كياني من قسوتي على قلبٍ يتألم من صوت الحقيبه
كل من عرفتهم إعتادوا على فراقي ولم يقولوا كلمة وداع
إلا عينان صغيرتان اعماهما دمعهما و خجلهما لعثم شفتيهما عن الوداع.
خرجت وانا متيقن انني سوف ارجِع والقلب على مكانه لم يتغير منه شيء
وانا الان ارى القلب في قاموسي وفي طعامي وعلى مقعدة سيارتي اليمنى
وكتبي كلها تتصور لي بهيئة قلبِ تالم من عجلات الحقيبه.
اااااااااااه لو كان الحب والفراق صديقين لا يعكر أحدهما صفوا مزاج الاّخر
لو نراهما بصورةِ ممزوجه بلون الصداقه والمواثيق القويه.
ماكنا نتألم من اشعار نزار قباني
وقصائد متعب التركي
لو كان كذلك لجهلنا جروحهم وماحفضنا أشعارهم وتغنينا بها.