المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الارتياح النفسي واثره في جمال المراة



منار الحربى
11-05-2011, 01:06 AM
الارتياح النفسي واثره في جمال المراة



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين

روى الشيخ الصدوق بسنده عن امير المؤمنين " عليه السلام " في وصيته لولده محمد ابن الحنفيه جاء فيهاحول المرأه وتمتعها بجمالها فقال :
( يا بني اذا قويت فاقوى على طاعة الله عز وجل واذا ضعفت فاضعف عن معصيت الله عز وجل وان استطعت ان لا تملك المرأه من امرها ما جاوز نفسها فافعل فأنه ادوم لجمالها وارضى لبالها واحسن لحالها ، فإن المرأه ريحانة وليست بقهرمانة ، فدارها على كل حال ، وأحسن الصحبه لها فيصفو عيشك ) . من لا يحضره الفقيه ج4 ص 392 ح 5834 .
وفي الكافي وغيره في وصية لولده الأمام الحسين " عليه السلام" في هذا المقطع من الوصيه عدة أبحاث نشير اليها على نحومن الأختصار :
1- نعمة الصحه :
من النعم التي اسداها المولى على عبده نعمة الصحة والقوة ويجب أن توظف هذه النعمه في طاعة الله عز وجل ولا يجوز تستقل في ظلم الآخرين والأعتداء عليهم ومعصية الله ، كما انه في نفس الوقت إذا ضعف الأنسان عن القيام بمزاولة اعماله الحياتية فيجب أن يكون اضعف عن معصية الله سبحانه . فجمال المرأه من النعم التي يجب ان توظفها في خدمة زوجها وتكون هذه النعمه في طاعة الله وليست في معصيته
2- مسؤوليات المرأه :
المرأه مناطة بمسؤوليات كبرى لا تقل أهمية عن مسؤوليات الرجل بل تفوقها فتحميل المرأة مسؤوليات أخرى مادية أو معنوية تخص الرجل أو مسؤولياته فهذا سيكون أرهاق لها وسوف يؤدي ذلك إلى مزاحمتها في واجباتها والضغط عليها لترك مسؤلياتها وتركها شاغرة .
2- الهم والغم :
إن تحميل المرأه مسؤوليات خارجه عن قدرتها واختصاصها سوف يؤدي بها في كثير من الحالات إلى الهم والغم والأضطراب النفسي وهذا يقضي على جمالها وحيويتها ، وقل ان تكون امرأة تتصف بالقلق والحقد والحسد او الهم والغم وتتمتع بجمال جيد او ان يستمر جمالها لفتره طويله إن كانت جميلة .
3- جمال المرأة :
إن جمال المرأة شغل حيزاً كبيراً في الفكر الإنساني قديماً وحديثاً بل في كثير من الحالات يصبح هو الشغل الشاغل للعالم ، وفي زماننا الذي تطورت فيه وسائل الاعلام ومظاهر الزينة والجمال ، والعالم كله كالكرة التي يقلبها الإنسان في يده ، في هذا الوقت أصبحت المرأة تتفنن في جذب الرجل إليها بمظاهر الزينة والجمال حتى وإن كان اصطناعياً ، ولكن مشاكل الحياة وما تتطلب من حلول وتسابق في تجميع أكبر قدر ممكن من الماديات أصبحت المرأة تحمل عبئاً ثقيلاً وتركةٌ ليست بالقليلة وكثيراً ما يلازم ذلك الهم والغم والاضطراب النفسي وكل ذلك يتنافر مع تمتع المرأة بجمالها .
4- الجمال :
الجمال للرجل والمرأة له أسبابه المتعددة والمتنوعة فبعضها طبيعية وبعضها متغيرة بسبب الأكل والشرب والأخلاق ، وقد تحدثت الشريعة الإسلامية حول هذا الموضوع في مناسبات عديدة وإليك بعضها :
1- الأسباب الوراثية . فصفات الأب والأم تنتقل إلى الأولاد والبنات .
2- الارتياح النفسي لكل من الأبوين في وقت اللقاء الجنسي ينعكس ذلك على جمال الطفل .
3- أكل السفرجل .
4- أكل الرمان .
5- أكل الكُنْدُر ( اللُّبان ) للمرأة الحامل .
6- الاعتناء بصحة الجسم عموماً والجلد والشعر خصوصاً .
7- المناخ الذي يعيش فيه الإنسان فالأماكن الباردة يكثر فيها الجمال وعلى العكس من الأماكن الحارة يكثر فيها عدم الجمال .
5- الجمال نعمة :
إن الجمال في كل شيء حسن ولكن في النساء أحسن وهو في حد ذاته نعمة من الله سبحانه كبقية النعم يجب المحافظة عليها .
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام يعرض الأسباب التي تفقد المرأة جمالها في أسرع وقت والسبب ذو الأثر الأكيد هو الهمُّ والغمُّ والاضطراب النفسيُّ والمشاكلُ الحياتية فينعكس سلبياً على حياة المرأة وجمالها .


الارتياح النفسي

له الآثار الطيبة في حياة المرأة نذكر منها على سبيل المثال :
1- دوام جمالها :
فقد ثبت بالتجارب والعلوم الحديثة أن المرأة كلما تمتعت بارتياح نفسي أكثر كان جمالُها أدوم وأفضل وكانت صحتها أزيد ، وحينئذ على الزوج أن يهيء المناخ المناسب للزوجة في ارتياحها النفسي وأن يجنبها ما يوجب ازعاجها وقلقها النفسي سواء كان فيما يرجع إلى القضايا المادية أو المعنوية أم كان فيما يرجع إليه شخصياً أو ما يرجع إلى الآخرين بل ينبغي له أن يساعدها فيما تقوم به من واجباتها عندما يتمكن هو من ذلك وحينئذ فلا ينبغي له أن يقحمها في أمور تؤدي إلى عدم راحتها مثل :
1- الوظائف المختصة بالرجال أو يمكن أن يقوم بها الرجال كالأعمال في المعامل والمصانع .
2- بناء المنزل أو مقدماته أو إيجاره وترتيب وتهيئة المبالغ التي تعود لذلك كثمن البيت أو أُجرته .
3- تربية الأولاد الكبار المراهقين أو البالغين .
4- خدمتها في المنزل أكثر من طاقتها أو الخارجة عن اختصاصها .
5- تحميلها مصروفات المنزل كلاً أو بعضاً .
فعدم تكليف المرأة بواجبات غير واجباتها يهيئها لأن ترتاح نفسياً وهذا الارتياح ينعكس على صحتها بشكل عام وعلى مواضع جمالها كالجلد والشعر بشكل خاص فيزداد جمالها وكمالها أو على الأقل تستمر على ما هي عليه من جمال وتتمتع به فترة أطول .


المشاكل الجمالية

المرأة في منزل زوجها كثيراً ما تتعرض إلى مشاكل عديدة :
1- مشاكلها مع زوجها سواء كانت حول الحياة الزوجية ودخولها معه في نزاعات عائلية قد تستمر طيلة حياتها أو أكثر وقد تكون لأسباب تافهة ، وهذا النزاع والخصومة والتشاجر بينها وبين زوجها يؤدي بها إلى تردي صحتها فتغزوها مختلف الأمراض في وقت مبكر ، وكذلك يقضي على جمالها في أسرع وقت ممكن فتخسر جمالها وسعادتها لأسباب لا تستحق أن تُذكر ، فتكون هي الخاسرة أولاً وأخيراً .
2- نزاعاتها مع أهل زوجها سواء كانت أمه أو أخته أو ضرتها أو حميانها وزوجاتهم لأجل المعاشرة وقد تكون بحكم السكن معهم و قربهم منها وقربها منهم يؤدي إلى كثير من الخصومات .
3-خصوماتها مع أبناء جنسها من النساء من قريباتها أو الأباعد .
4-غياب زوجها عنها ، أو عدم قيامه بواجباته أزائها ويؤدي بها إلى النزاع معه أو مع غيره .
هذه الخصومات كلها سوف تحملها الهم والغم والحزن والآلام وكل ذلك يكون مدمراً لجمالها وسعادتها وهي أولا تشعر فإن الانفعال والغضب يفتح عليها بابُ المرض ويؤدي ذلك إلى القضاء على جمالها .
إن المرأة التي تتأثر بأسرع وقت بالأزمات ولا تصبر ولا تتحمل لمشاكل الحياة سوف يذهب جمالها منها أسرع من غيرها . خصوصاً وأن الدنيا دار بالبلاء محفوفة وبالغدر معروفة .


الفتاة

بل إن القلق النفسي الذي يحصل للفتاة قبل زواجها سوف يقضي على جمالها سواء كان ذلك القلق ناشئاً من :
1-عدم ارتياحها في منزل أبيها .
2-عدم نجاحها في الدراسة .
3-أو أيام الامتحانات .
4-أو تأخرها في الزواج .
5-أو تترقب أن يتزوجها شخص معين ولكنه لم يتقدم لها .
كل ذلك يؤدي بها إلى عدم الارتياح ويوجد لها القلق وبالتالي يقضي على جمالها إن كانت جميلة أو يزيد في الطين بلة – كما يقول المثل – إن لم تكن جميلة .


الحل

إن كان الزوج يرغب في زوجته الجميلة أن يستمر جمالها ويدوم بدوام وجودها فلابد أن يجنبها كلَّ هذه المشاكل .
والمرأةُ نفسها إن كانت ترغب أن يستمر لها جمالها وصحتها فلابد أن تعتبر ذلك نعمة من الله يجب المحافظة عليها فتجنب نفسها مختلف المشاكل والخصومات والنزاعات والغيرة والحسد للآخرين والأخريات ، لكي يستمر لها جمالها وسعادتها .
2-راحة البال :
الأمر الثاني الذي تجنيه الزوجة من الارتياح النفسي وعدم تحملها لغير واجباتها هو راحة البال . والبال : يطلق على معان عديدة منها :
البال : القلب . تقول ما يخطر على بالي أو ما يخطر فلان ببالي .
البال : رخاء النفس . يقال فلان رضي البال .
البال : الحال يقال ما بالك .
وفي النص الظاهر المراد به المعنى الثاني وهو رخاء النفس ، فإن المرأة إذا جنبها زوجها المشاكل وهي تجنبت أنواع الخصومات سوف تكون نفسها في رخاء وراحة وهذا سوف يمتعها بجمالها .
3-حُسن الحال :
الأمر الثالث : من تلك النتائج حُسن الحال وهو غبطة في حد ذاته ومصلحة للمرأة فعندما يكون حالها حسناً فإنها سوف تكون سعيدة .
4-ريحانة :
المرأة هي العطر والورد التي تعطر أرجاء المعمورة وهي التي تطرد الروائح الكريهة الناشئة من مختلف العفونات ، فالمرأة لزوجها ريحانة يشمها في كل وقت وتكون سبباً لسعادته وسعادة المجتمع .
5-ليست قهرمانة :
القهرمان : كما جاء في المعاجم اللغوية : هو كالخازن ، والوكيل بما تحت يده ، والقائم بأمور الرجل ، أو المسيطر الحفيظ على من تحت يده . وهو فارسي معرب .
فعلى ذلك أن المرأة هي في الحقيقة ريحانة تعطر غيرها وليست كالخازن أو الوكيل أو مسيطرة على ماتحت يدها وليست هي القائمة على أمور الرجل ، بل العكس الرجل هو القائم على أمورها (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء ) .
6-المدارات للزوجة :
من صفات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كن حسن المُدارات بل مأمور بالمُدارات كما روي عنه (ص) : ( أمرني ربي بمدارات الناس كما أمرني بأداء الفرائض )
والمُدارات : ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمال أذاهم لئلا ينفروا عنك .
فالزوج لابد له من ملاحظة الزوجة ومداراتها واحتمال أذاها حتى لا تنفر عن العمل الذي يقوم به زوجها ، وتمام عمل الزوج متوقف على مُداراتها ، بل ولا يمكن أن ينتج أي عمل من الأعمال ولا يتقدم في الحياة إذا لم يدارها .
7-حُسن الصحبة للزوجة :
حسن المعاشرة وحسن الصحبة مطلوبة مع كل أحد ولكن مع الزوجة أهم لشدة علاقة الزوجة بزوجها وطول الصحبة ، وحسن الصحبة صفة محمودة وقد جاء في دعاء الإمام زين العابدين عليه في مناداة المولى عز وجل : ( يا حسن الصحبة ) .


صفو العيش

إذا هيأ الزوج أسباب الراحة النفسية لزوجته وهي فهمته وقابلته بالمثل فيصفو لهما العيش وتكون عيشتهما سعيدة وحميدة وإذا تخلف أحدهما وعكر حياتهما الزوجية ودب بينهما الخلاف والنزاع والخصومة فيعيشان حياة نكدة قد يتمنى كل منهما الموت عليها .
وبالخصوص الزوج لا يصفو عيشه إلا إذا سعد مع زوجته .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وصحابه المنتجبين .

ينابيع الأمل
12-05-2011, 10:01 AM
مشكورة على روعة
الطرح
تسلم اديكِ
ياعسل
ننتظر جديد القادم
بشوق