المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [] تجربتي مع ===>الموت []



المفكر
17-03-2003, 09:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

=========================

في يوم 26/9/1421
لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لي كسائر الأيام ..
لنا جميعاً يوماً مميزاً ويختلف عن سواه من الأيام ...
ولكن... تختلف الأسباب ..

في ذلك الشهر واليوم الفضيلة ..

واجهت موقف كان له الأثر الكبيـر عليّ وعلى جميع من كانَ معي
كنت في رحاب الله الطاهرة .. في مكة المكرمة ..
أيام رائعة قضيناها هناك ..
يرتفع صوت آذان المغرب ... حمدنا الله ..
اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ..
افطرنا وصلينا .. ..

وما أن لبثنا قليلاً إلا ارتفع آذان العشاء .. ومن بعدها صلاة التراويح
كنا نتحدث أنا وقريباتي .. ومتكاسلات جداً للذهاب للصلاة !!..
كنا نُسّوف بالذهاب .. بعد قليل!!
بعد قضاء صلاة العشاء .. وقليلاً من التراويح ..
قد يكون اجتماعنا .. و إفطارنا .. هو سببا في تكاسلنا للذهاب ..
ولكنه حقاً سبباً ليس مقنع!!

فلم نستغل تلك الليلة الفضيلة ليلة الـ27

وبين جنبات أطهر بقاع الأرض .. الحرم المكي!!!

أخذنا لهو الحديث ...وبينما نحن بحديثنا و كنا خمساً ..
اتت قريبتي طفلة صغيرة .. تصرخ .. حــريق .. حريـــق!!
في هذه العمارة .. والجميــع يهب بالنزول سريعاً..لا وقت ..
ورائحة الحــريق منتشرة .. ونحن في الدور التاسـع ..

إلهي ..ماذا حل بنا؟؟
اهو الموت آتانا أم ماذا .؟؟
صراخ الأطفال .. وبكاءنا ..!! ..
زاد الفزع في قلوبنا ..
قبلها بقليل لم نشتكِ إلا الكسـل ..
فسبحانه يغير من حال إلى حال ..
وقتها لم ندرك ماذا نفعل ..؟؟


أصبحنا تائهون!!
لا نعرف من أين المفر ..؟؟

ركضنا نريد الخروج بأسرع وقت ..!!
أنا ركضت ابحث عن عباءتي .. التي اعتدت أن أضعها في مكان ما ولكن وقتها ..أصبحت تائهة!!..
لا أعرف إلى أين أسير .. ركضنا .. جميعاً ..
خرجت أنا ومعي أخي الصغير .. وابنة عمي الصغيرة ..
وابن عم لي طفل أيضاً ..
أخي اصبح يبكي .. وأنا لا أعرف كيف أهدئه وأنا لست هادئة ..
أصبح أخي يزعجني بكلماته ..

( ليتي رحت مع أمي أصلي وأخوي الصغير)

( ليتي رحت مع أخوي يوم جا يأخذ عمرة)

وكنت أفكر ...

قد يكون هو الموت الذي أتى بنا هنا

وجعلك لا تذهب معهم ..

لم اعد قادرة على التفكير ....!!
بكيت معه .. كلنا بكينا ..!!

إلا أبن عمي ..
على العكس زاد ني بكاء وضحكاً ..

هو من الكويت ( خبركم وش بردهم(
بكل برودة يتمتم لي ..(( أأأكـــــــو حريقة ؟؟))

وأنا اصرخ فيه وجهه..(( وش أنت تشوف ؟؟ ))

وأنا ممسكة بيده بقوة للنزول للأسفل .. لبست عباءتي ..

عند الباب .. وأنا أخذها .. سقط مني نقابي .. كان بيني وبينه خطوات .. ولكني تردت هل أخذه؟؟

وقفت.. لا اعرف ماذا افعل .. ؟؟

إلى أن أخذته ابنة عمي خرجت وبدون عباءة ؟؟

سحبت طفلها وحيدها .. وخرجت ..

لكن أختها لحقتها وألقت عليها بعباءتها .. تصرفاتنا كانت جنونية .. بدون تفكيــر ولا أدراك .. نريد الفرار فقط !!..

كان الخوف مسيطر علينا لأبعد مدى ..

صراخنا يضج ..وكذلك بكاءنا ..لابد لنا أن نتمسك بالأمل ..
الأمل الذي لابد منه لكي نحيا ..
نزلت ومعي ثلاث أطفال..

يا الله

نزلت التسعة أدوار ..وكأنها تسعون ذلك اليوم ..
كان خلفي أناس وبجانبي أيضاً وأمامي ..
لكن لم أشعر بأحد .. ابنة عمي الصغيرة وقفت تبكي ..
إلهي .. رجعت أخذ بيدها سريعاً ..وشهقاتي تزداد ..
خوفاً عليها.. وعلي ..

قالوا أن الحريق في الأعلى ..
لكنني ألاحظ رائحة الحريـق تزداد!!
والعالم تهب بالنزول سريعاً .. وجميـع الأبواب مفتوحة ..
يا الله.. لم أهتم إلا بمن حولي ..
لفت نظري امراءة .. تطرق الأبواب .. وتخبر من لايعلم بالحريــق ..
لم أهتم بمن لم يعلم!!
كان همي أقاربي وأخوتي وأنا !!
وقتها تذكرت يوم يفر المرء من أخيه
أفزعتني كلمة قيلت .. من امراءة لاشك أنها مؤمنة ..
قالت....(( تشهـــــــــــــدوا ))

و أخذت تلقننا الشهادة وكأننا نحتضر ..
قولوا :أشهد أن لإإله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ..


وقتها هطلت دموعي .. غزيرة ..ساخنة ..محرقة ..
سقطت ولم تجد سوا جفني مظلة لها .. انهمرت لتريح صدري ..
وقفت .. جلست بكيت وبكيت حتى تقطع قلبي ..
أصبحوا الأطفال الصغار هم من يهدؤن من روعي!
مشينا وتكاد أرجلنا لاتحملنا!!
سمعت صرخة من الأعلى .. لقريبتي ..
خفت كثيرا .. أصبحت حائرة .. هل أعود؟؟

لكن لاوقت .. والأطفال ....!! ولا مجال للعودة ..
لفت نظري امراءة تركض للأعلى .. تريد طفلها!!
منظرها مؤثر جداً ..

بقي ثلاثة أدوار الحمد لله .. قرب الفرج ..
وقتها سمعت كلمة .. أرهبتني ..
هناك من يقول أن الحريق ليس بالأعلى بل بالأسف!!
أصبحت أتخيل أن النــار تهب على وجهي وأنا اركض..

أريد الفرار .. دارت على مخيلتي أشياء كثيــرة ...
ماذا أعددت لهذا اليوم ؟؟

لاشــــــــــــــيء ..
يا الله كما أن مقصرة ...
اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء ..
اللهم ارحم ضعفنا

نزلت للدور الأرضي ... ولازال الخوف يتملكني ...

صرت أنظر.. أين الحريــق ..؟؟
والناس وجوههم مستبشرة ..
مــــــــــــاذا ؟؟

ركضت إلي إحدى قريباتي .. تقول الحريق بالعمارة المجاورة ..

ولكن لأن العمارتين ملتصقتين .. وادوار مواقف السيارات مشتركة ..
انتشرت رائحة الحريق ..!

آآآآآآآآآه

وقتها جلست لا أعرف كيف وأين .. حمدت الله ..
والأطفال يضحكووون .. ضحكت وبكيت فرحاً ..
كم أحسست أننا ضعفاء ولا أبعد مدى!!

إلهي كم أنت رؤوف بعبادك ...

اجتمعنا .. نضحك ونرى ماذا فعلنا ...
ضحكات ساخرة علي لأنني لبست عباتي مقلوبة ..
وهذه نزلت حاافية!!
تمتمت ..(( حمودي آكـو حريقة؟؟))

ابتسم و قال (( لا .. قصو علينا ماكووو شيء))
ضحكنا إلى أن تقطعت قلوبنا ...!!
حتى الناس سخرنا منهم وعلى أشكالهم ...
امراءة مسنة .. (( ياعمري نزلت من غير عباة بس نقاب ((

ماأغـــــــدرك يا أبن آدم .. نسينا كل شيء خلال ثواني ..
لكن من فرط سعادتنا ...

عسى الله أن يعفو عنا ..
كما ضحكنا عليهم ..ضحكوا علينا ...
ذهبنا نرى ما حدث في العمارة الأخرى ..؟؟!
رأينا النار تخرج من النافذة .. ورجال الأطفاء محتهدون ..
لم أتأكد أن لم يكن هناك مصابون.. لكن.. لم نسمع بذلك ..
وان شــاء الله ما في إلا الخير ..

صعدنا للأعلى .. توضأنا وبدأت في صلاة التراويح ..
صلينا بخشوع ..صلينا صلاة مودعين ..
أدركت تماماً بعدها أن الموت ليس ببعيد ..
وأنه خلال ثواني قد يفتك بنا ..
الحمـدلله الذي أحيانا ..

فكـــــــــرت كثيــــــرا ..
ماذا لو مت.. ؟؟ ماذا أعددت..؟؟


و ماذا لو كنت مقعده ؟؟ كيف سأمشي ؟؟ أو عاجزة ..
اللهم أشفهم وأشف جميع مرضى المسلمين .. آميــن ..

=====================================

وصلتني بالبريد ونقلتها للعظة والعبرة فكم نحن غافلون
ومقصرون .. وكأننا ننتظر لحظة الموت كي نتوب ولكن
هيهات هيهات .. !!!

الأميرة الناعمة
17-03-2003, 11:23 PM
قصة مرة رووووعة

و قد اثارت في ذاكرتي موقف مشابه

عشته انا

ربما اكون ملقوووفة لكن حبيت اني اشارك

http://dwwll.********************************************/lov_ul07.gif

ليلة الاحد في 28/8/1997

ربما كلكم تذكرون هذه الليلة لما وقع فيها من حدث غريب

و هو غرق ثم اختفاء القاعدة العسكرية في تركيا

و اللي كان العسكرين فيها يرقصون و يدعسون و العياذ بالله على القرآن الكريم

انتم تعرفون الليلة هذه لهذا الحدث

اما انا اعرفها لحدث اخر

و هي ان في فجر الاثنين بعدما غرقت هذه القاعدة

في الساعة الثالثة فجرا

في منطقة تدعى ترابيا في تركيا

قريبة من العاصمة

كنا نائمين في سلام

طبعا كانت تلك الفترة اجازة الصيف

و في عز نومنا احسسنا بشي يهتز

فننهض مفزوعين لنرى زلزال قد حصل

لم نعرف كيف نتصرف فالاشياء كانت تقع علينا

و البيت شوي و يطيح

و هذه اول مرة نعيش فيها ظاهرة طبيعية مثل الزلزال

ركضنا للشارع

و في عز خوفنا نسينا اختي الصغيرة داخل الشقة

و يرجع بابا و يجيبها

وقتها ما كنا عارفين ايش الموضوع

سألنا صاحبة الشقة فقالت لنا زلزال

صدمنا و لا انكر ان انا وحدة مت من الخوف

جلسنا نتشهد و خاصة ان الكهربا انقطعت

و في الراديوو يقولون ان في هزة اقوى من هذه

اليوم هذا جلسنا فيه في الشارع

حالنا حال الفقرا

يمكن وقتها حسيت بمعاناة اللي يصير عندهم زلزال

احنا نشوف في التلفزيون لكن لما تعيشه شي ثاني

و جات هزة مو مرة قوية لكنها كانت كفيلة انها تجمدنا مكانا من الخوف

صاروو الناس يعلمون بعض ان لما تصير الهزة الكبيرة ايش يسوون

و انا اسمع يقولون لنا لا تركضون لان الارض يمكن تنشق

كانت ارعب ليلة في حياتي

الكل نام الا انا

جلست اراقب مصباح كهربائي كان قدامي

اشوف اذا تحرك يعني جات الهزه

اليوم الثاني قلنا راح نرجع

لكن للاسف الشوارع مقفله

لان في عمارات انهدت و جسوور طاحت

تخيلوو رعب الموقف و انتو تشوفون ناس يطلعونهم من تحت الانقاض

و نتخيل لو احنا اللي كنا تحت الانقاض ايش راح يكون مصيرنا

بس الحمدلله ربي ستر

بعد يومين رحنا للمطار علشان نرجع

كنا على الخطوط السعودية

طبعا رحنا بدون حجز و لا شي

كان اهم شي ان احنا نرجع

قالوو لنا في مقاعد فاضية

بس ما راح تركبون الطيارة

قلنا لهم

ليه ؟؟؟؟

قالووو مافي اكل زيادة

طبعا انا جلست اصيح و كلمت خالي و قلت له خالي كلمهم

ما يبغون يركبوونا الطيارة

و يكلم خالي الادارة بالرياض و يرسلون فاكس للي هنا

و يركبوونا الطيارة

حتى و احنا في الطيارة

كان في هزات نحس فيها

و يوم طرنا و ارتفعنا

حسينا في الطيارة تنزل شوي شوي

قالوو في عطل في الطيارة

احنا بس جلسنا نتشهد

خلاص الموت قدامنا

لكن الحمدلله ربي ستر

و رجعنا بالسلامة

و هذا انا معاكم :D


ادري اني طولت عليكم بس تحملوووني


حسوووووووووسة

دموع الـورد
21-03-2003, 05:40 PM
المفكر

مرحباً بك أخي

وأثابك الله على مواضيعك القيمه التي دائماً ما تثري بها واحتنا

في الحياة عظات وعبر

ولا نحتاج سوى لبعض التأمل

الموت مشهد من مشاهد الحياة

التي لابد علينا أن نواجهها

ولكن أقساها

تلك اللحظة التي قد يقع فيها الاختيار علينا

حينها لاينفع الواحد منا سوى عمله

أسال المولى الكريم أن يحسن خواتمنا ويوفقنا الى مايحبه ويرضاه

أشكرك جزيل الشكر