حفوظ
18-04-2011, 05:50 PM
مشغولٌ عني إلى متى ؟؟! .
تجرفنا دوامة الحياة ، نغرقُ في بحرها المتلاطم .
تشغلنا الزوايا عن العمق ، و المنعطفات عن الطريق .
تتوه بنا الخُطى في الزحام ، وتتبعثر في غمرة الركض والانشغال أحلامٌ وآمال .
سباقٌ محموم .. مع الزمن مع الآخرين مع الذات , لا ينتهي ولا يتوقف ولو برحيلك أو غيرك عن الميدان !.
تدوسنا عجلة الحياة بثقلها وتسارعها , فندوس بدورنا على مشاعر أهمّ وأعظم , حتى تختنق حولنا وفي دواخلنا .
تسرقنا ـ في غفلة منا ـ طموحاتنا الدائمة وأهدافنا البعيدة , عن محيطنا بل حتى عن أنفسنا ! .
عجيبة هذه الدنيا ! نعشقها ، نحرص عليها , نسعى وراءها . بقدر ما نخشاها ونشكو قسوتها واستبدادها .
ننشغل بملاحقة تطلعاتنا وتحقيق رغباتنا فننفصل عن واقعنا أو نهمله , و في زحمة المسير ننسى الكثير ! الكل يتوق إلى النجاح والتميز ويبذل الجهد والعمر في ذلك ولكن .. ماهو النجاح الذي يعتقده ؟ والثمن الذي يستسهل دفعه في سبيله ؟ وحدود هذا النجاح أو ذاك الثمن .
النجاح لايعني انغماسا جشعا في مطاردة الأموال أو المناصب أو الأضواء , النجاح الحقيقي هو ما أرضى الله عنك و رضي به من حولك وكانت نفسك عنه راضية وأن تكون قد قدمت عملا نافعا مثمرا .
إذن فكل من تذكّر حقوقه وتناسى حق الله عليه وحقوق الآخرين فنجاحه منقوص منزوع اللذة والبركة أيا كان هذا النجاح المتوهم .
إن منازلنا تعاني , أسرنا تضجّ بالشكوى , علاقاتنا تحتضر . حين افتقدنا الموازنة بين مشاغلنا وواجباتنا الاجتماعية , وسمحنا لزحمة الأحداث ومتاهات الحياة أن تحاصرنا وتقيّدنا لا إراديا وتحول بيننا وبين القيام بمسؤولياتنا والإحساس بالمقربين منا .
تشكو الزوجات بُعد الأزواج وتقصيرهم , يتذمر الأبناء من واقع غياب الآباء وإهمالهم العاطفي لهم , تتضرر صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية المختلفة , بل وقد يقف المرء نفسه مستيقظا متألما من وطأة القيود باحثا عن نفسه وأيامه التي ضاعت وسعادته التي تبددت دون أن ينتبه لها ! كل ذلك يجري في ظل موجة عاتية من إغراق الأشخاص في متطلبات العمل و مواعيده وارتباطاته , أو الانهماك في تقصي النفس لميولها وتحصيل اهتماماتها والمبالغة في ذلك بعيدا عن الروحانيات ومصادر الطمأنينة والدعة والبهجة الحقيقية .
ولعل من أخطر المشاكل التي تقف وراء ذلك هي تضييع الأولويات , وقد جاء الإسلام بمنهج فريد وشامل لإصلاح الحياة وتحقيق الرضا والفلاح للمسلم فجاءت الأولويات كأركان قوية تنطلق من قاعدة ثابتة ألا وهي حفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والعرض والمال . ليحيا المسلم في هذه الدنيا عاملا لدنياه وآخرته , مدركا ما له وما عليه , كطرف فعّال في علاقة توافقية سامية بين الفرد والمجتمع .
مهما اتسعت أمامنا رقعة الحياة فهي ضيقة , ولكنها تبقى فرصة للخير والسعادة على ألا نمكّنها من أن تنقلب حسرةً علينا وعلى من نحب ! فما أجمل أن ننتزع من أيدي الواقع الرتيب ودقات الزمن العجلى وضغوط الحياة , لحظاتا نتأمل فيها أحوالنا , نعدّل فيها مسارنا , نتواصل و نتصالح مع أحبابنا و ذواتنا , نسهم في عطاء أو بذل لمعروف , لا لنرسم ابتسامات الفرح على الشفاه وحسب بل لتنعكس إشراقات الحب و البهجة والنجاح في حنايا أرواحنا نحن ..........................
http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/215267_155114824551661_100001594347889_330986_6913 813_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=155114824551661&set=a.129566800439797.22452.100001594347889&type=1&ref=nf)
تجرفنا دوامة الحياة ، نغرقُ في بحرها المتلاطم .
تشغلنا الزوايا عن العمق ، و المنعطفات عن الطريق .
تتوه بنا الخُطى في الزحام ، وتتبعثر في غمرة الركض والانشغال أحلامٌ وآمال .
سباقٌ محموم .. مع الزمن مع الآخرين مع الذات , لا ينتهي ولا يتوقف ولو برحيلك أو غيرك عن الميدان !.
تدوسنا عجلة الحياة بثقلها وتسارعها , فندوس بدورنا على مشاعر أهمّ وأعظم , حتى تختنق حولنا وفي دواخلنا .
تسرقنا ـ في غفلة منا ـ طموحاتنا الدائمة وأهدافنا البعيدة , عن محيطنا بل حتى عن أنفسنا ! .
عجيبة هذه الدنيا ! نعشقها ، نحرص عليها , نسعى وراءها . بقدر ما نخشاها ونشكو قسوتها واستبدادها .
ننشغل بملاحقة تطلعاتنا وتحقيق رغباتنا فننفصل عن واقعنا أو نهمله , و في زحمة المسير ننسى الكثير ! الكل يتوق إلى النجاح والتميز ويبذل الجهد والعمر في ذلك ولكن .. ماهو النجاح الذي يعتقده ؟ والثمن الذي يستسهل دفعه في سبيله ؟ وحدود هذا النجاح أو ذاك الثمن .
النجاح لايعني انغماسا جشعا في مطاردة الأموال أو المناصب أو الأضواء , النجاح الحقيقي هو ما أرضى الله عنك و رضي به من حولك وكانت نفسك عنه راضية وأن تكون قد قدمت عملا نافعا مثمرا .
إذن فكل من تذكّر حقوقه وتناسى حق الله عليه وحقوق الآخرين فنجاحه منقوص منزوع اللذة والبركة أيا كان هذا النجاح المتوهم .
إن منازلنا تعاني , أسرنا تضجّ بالشكوى , علاقاتنا تحتضر . حين افتقدنا الموازنة بين مشاغلنا وواجباتنا الاجتماعية , وسمحنا لزحمة الأحداث ومتاهات الحياة أن تحاصرنا وتقيّدنا لا إراديا وتحول بيننا وبين القيام بمسؤولياتنا والإحساس بالمقربين منا .
تشكو الزوجات بُعد الأزواج وتقصيرهم , يتذمر الأبناء من واقع غياب الآباء وإهمالهم العاطفي لهم , تتضرر صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية المختلفة , بل وقد يقف المرء نفسه مستيقظا متألما من وطأة القيود باحثا عن نفسه وأيامه التي ضاعت وسعادته التي تبددت دون أن ينتبه لها ! كل ذلك يجري في ظل موجة عاتية من إغراق الأشخاص في متطلبات العمل و مواعيده وارتباطاته , أو الانهماك في تقصي النفس لميولها وتحصيل اهتماماتها والمبالغة في ذلك بعيدا عن الروحانيات ومصادر الطمأنينة والدعة والبهجة الحقيقية .
ولعل من أخطر المشاكل التي تقف وراء ذلك هي تضييع الأولويات , وقد جاء الإسلام بمنهج فريد وشامل لإصلاح الحياة وتحقيق الرضا والفلاح للمسلم فجاءت الأولويات كأركان قوية تنطلق من قاعدة ثابتة ألا وهي حفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والعرض والمال . ليحيا المسلم في هذه الدنيا عاملا لدنياه وآخرته , مدركا ما له وما عليه , كطرف فعّال في علاقة توافقية سامية بين الفرد والمجتمع .
مهما اتسعت أمامنا رقعة الحياة فهي ضيقة , ولكنها تبقى فرصة للخير والسعادة على ألا نمكّنها من أن تنقلب حسرةً علينا وعلى من نحب ! فما أجمل أن ننتزع من أيدي الواقع الرتيب ودقات الزمن العجلى وضغوط الحياة , لحظاتا نتأمل فيها أحوالنا , نعدّل فيها مسارنا , نتواصل و نتصالح مع أحبابنا و ذواتنا , نسهم في عطاء أو بذل لمعروف , لا لنرسم ابتسامات الفرح على الشفاه وحسب بل لتنعكس إشراقات الحب و البهجة والنجاح في حنايا أرواحنا نحن ..........................
http://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/215267_155114824551661_100001594347889_330986_6913 813_s.jpg (http://www.facebook.com/photo.php?fbid=155114824551661&set=a.129566800439797.22452.100001594347889&type=1&ref=nf)