النجم الساهر
16-03-2011, 01:07 AM
دلالة الزمان والمكان عظة وإعتبار
التلازم بين الزمان والمكان حقيقة من حقائق الفكر والحياة الإنسانية وتجارب الإنسان ، وهي حقيقة لاتحتاج إلى برهان أدق من النتائج الحاصلة بعد كل شوط من أشواط العمل الإنساني ، فأي عمل من أعمال الإنسان في مجتمعه وفي أي بيئة ينتهي إلى نتيجة حتمية ، ومهما كان نوع هذه النتيجة أو لونها ودرجتها فهي نهاية " موقوته " لعمل ما سبقها وفي ضوء هذه الحقيقة تتعدد الأعمال وتختلف وكذلك تتعدد وتختلف النهايات والنتائج .
ولكن التلازم بين الزمان والمكان في منهاج الإسلام حقيقة مضيئة باهرة ، فإذا كان الزمان والمكان وعاء لعمل الإنسان ومشوار حياته المحدودة في عالم الدنيا ، فإن الإسلام يجعل من وعاء الزمان والمكان موطن اختبار للإرادة ، ومواضع تأمل للعقل والوجدان ، ومجالاً للإنسان في عقيدته وعمله تتحقق فيه اخطر النتائج لعلاقتها بمصيره ، وهو مجال ليس قاصراً على مظاهر الحياة في هذه الدنيا ، وإنما هو أبعد من ذلك ،
لأن الإسلام يجعل من الدنيا قنطرة إلى الآخرة ، ومزرعة لحياة خالدة بعد الموت ، ولهذا فإن الزمان والمكان في منهاج الإسلام سبيل للمسلم إلى عالم لا يفنى بعد الموت ، وهو عالم إما جنة وإما نار ، الجزاء فيه على حسب النية والعمل ، والعقيدة والعمل الذي يطابقها ويوافق مراميها ، وكان التلازم بين الزمان والمكان يقابله تلازم بين عهد الضمير وسلوك المسلم ، وكأنه التوافق بين الوعاء وما يوضع فيه أو يدور في مجاله المحدود من خير أو شر ما يقدمه المسلم في دنياه لأخرته ، ولذلك فإن عظمة الإسلام في جانب من جوانبها العديدة تبين جلية واضحة في توقيت كل أمر وكل شئ بميعاد ، وفي دور موكل به كل مخلوق ، وإذا كان وعاء الزمان والمكان هو حيز ما وكـّل به كل مخلوق من أعمال وأقوال ، فإن ارتباط هذه الأعمال بطاعة الله ورسوله r يجعل للأعمال غاية ومعنى وقيمة كما يجعل للزمان والمكان معنى وغاية وقيمة وليس مجرد حركة زمانية أو دورة مكانية .
فحركة الزمان والمكان – في الإسلام – ليست غاية لذاتها .وإنما هي حركة مسخـّرة لغاية أسمى من مجرد الدوران في اختلاف الليل والنهار ، وماقيمة الحركة في أي مقياس عقلي إن لم تكن تستهدف غاية ؟ فإذا كانت الغايةهي تأمل عظمة الله في مخلوقاته ، وكسبيل إلى مزيد من الإيمان بالله الواحد القهار الخالق العظيم ، فقد صارت للحركة الزمانية والمكانية – إذن – قيمة تعلو عن أية قيمة أخرى .
يقول جل في علاه } وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم { الإسراء
) سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم(الحديد
) تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن( الإسراء
) يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون( فصلت
تشير الآيات إلى أن الزمان والمكان من المخلوقات التي خلقها الله لتسبح بحمده ، كما أنها موضع للتأمل والإعتبار ولينتفع بها الإنسان ويرى فيها قدرة الله ، يقول سبحانه وتعالى )ولله المشرق والمغرب ( البقرة
ﱳ أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ ﱲ الأعراف
ﱱ هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ﱰ يونس
ﱭ الشمس والقمر بحسبان . والنجم والشجر يسجدان ﱬ الرحمن
ولكن المسلم مطالب بألا تلهيه الدنيا وما فيها عن مصيره الأبقى في الآخرة ، ﱫ وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون ﱪ القصص
فحركة النجوم والكواكب ، والليل والنهار وتعدد بيئات الإنسان في الأرض وتنوعها ، إنما هي دلائل قدرة الله وآيات من آياته سبحانه ، يجب أن تكون مصدراً للمؤمن من مصادر التفكير في صفات الله وقدرته البادية في مخلوقاته ، ومصدراً يتأمله المؤمن فيزداد إيمانه قوة ، وتلك هي الغاية من الزمان والمكان في منهاج العقيدة الإسلامية ، وهي أن يكون النظر إلى الزمان والمكان على أنهما آية من آيات الله في ملكه ، وآية على رحمته التي وسعت كل شئ . وسبيل إلى التنافس في طاعة الله وعبادته والتقرب إليه سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة . ﱱألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنةﱰ لقمان
منقول للفائدة
التلازم بين الزمان والمكان حقيقة من حقائق الفكر والحياة الإنسانية وتجارب الإنسان ، وهي حقيقة لاتحتاج إلى برهان أدق من النتائج الحاصلة بعد كل شوط من أشواط العمل الإنساني ، فأي عمل من أعمال الإنسان في مجتمعه وفي أي بيئة ينتهي إلى نتيجة حتمية ، ومهما كان نوع هذه النتيجة أو لونها ودرجتها فهي نهاية " موقوته " لعمل ما سبقها وفي ضوء هذه الحقيقة تتعدد الأعمال وتختلف وكذلك تتعدد وتختلف النهايات والنتائج .
ولكن التلازم بين الزمان والمكان في منهاج الإسلام حقيقة مضيئة باهرة ، فإذا كان الزمان والمكان وعاء لعمل الإنسان ومشوار حياته المحدودة في عالم الدنيا ، فإن الإسلام يجعل من وعاء الزمان والمكان موطن اختبار للإرادة ، ومواضع تأمل للعقل والوجدان ، ومجالاً للإنسان في عقيدته وعمله تتحقق فيه اخطر النتائج لعلاقتها بمصيره ، وهو مجال ليس قاصراً على مظاهر الحياة في هذه الدنيا ، وإنما هو أبعد من ذلك ،
لأن الإسلام يجعل من الدنيا قنطرة إلى الآخرة ، ومزرعة لحياة خالدة بعد الموت ، ولهذا فإن الزمان والمكان في منهاج الإسلام سبيل للمسلم إلى عالم لا يفنى بعد الموت ، وهو عالم إما جنة وإما نار ، الجزاء فيه على حسب النية والعمل ، والعقيدة والعمل الذي يطابقها ويوافق مراميها ، وكان التلازم بين الزمان والمكان يقابله تلازم بين عهد الضمير وسلوك المسلم ، وكأنه التوافق بين الوعاء وما يوضع فيه أو يدور في مجاله المحدود من خير أو شر ما يقدمه المسلم في دنياه لأخرته ، ولذلك فإن عظمة الإسلام في جانب من جوانبها العديدة تبين جلية واضحة في توقيت كل أمر وكل شئ بميعاد ، وفي دور موكل به كل مخلوق ، وإذا كان وعاء الزمان والمكان هو حيز ما وكـّل به كل مخلوق من أعمال وأقوال ، فإن ارتباط هذه الأعمال بطاعة الله ورسوله r يجعل للأعمال غاية ومعنى وقيمة كما يجعل للزمان والمكان معنى وغاية وقيمة وليس مجرد حركة زمانية أو دورة مكانية .
فحركة الزمان والمكان – في الإسلام – ليست غاية لذاتها .وإنما هي حركة مسخـّرة لغاية أسمى من مجرد الدوران في اختلاف الليل والنهار ، وماقيمة الحركة في أي مقياس عقلي إن لم تكن تستهدف غاية ؟ فإذا كانت الغايةهي تأمل عظمة الله في مخلوقاته ، وكسبيل إلى مزيد من الإيمان بالله الواحد القهار الخالق العظيم ، فقد صارت للحركة الزمانية والمكانية – إذن – قيمة تعلو عن أية قيمة أخرى .
يقول جل في علاه } وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم { الإسراء
) سبح لله ما في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم(الحديد
) تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن( الإسراء
) يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون( فصلت
تشير الآيات إلى أن الزمان والمكان من المخلوقات التي خلقها الله لتسبح بحمده ، كما أنها موضع للتأمل والإعتبار ولينتفع بها الإنسان ويرى فيها قدرة الله ، يقول سبحانه وتعالى )ولله المشرق والمغرب ( البقرة
ﱳ أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شئ ﱲ الأعراف
ﱱ هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصراً إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ﱰ يونس
ﱭ الشمس والقمر بحسبان . والنجم والشجر يسجدان ﱬ الرحمن
ولكن المسلم مطالب بألا تلهيه الدنيا وما فيها عن مصيره الأبقى في الآخرة ، ﱫ وما أوتيتم من شئ فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون ﱪ القصص
فحركة النجوم والكواكب ، والليل والنهار وتعدد بيئات الإنسان في الأرض وتنوعها ، إنما هي دلائل قدرة الله وآيات من آياته سبحانه ، يجب أن تكون مصدراً للمؤمن من مصادر التفكير في صفات الله وقدرته البادية في مخلوقاته ، ومصدراً يتأمله المؤمن فيزداد إيمانه قوة ، وتلك هي الغاية من الزمان والمكان في منهاج العقيدة الإسلامية ، وهي أن يكون النظر إلى الزمان والمكان على أنهما آية من آيات الله في ملكه ، وآية على رحمته التي وسعت كل شئ . وسبيل إلى التنافس في طاعة الله وعبادته والتقرب إليه سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة . ﱱألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنةﱰ لقمان
منقول للفائدة