النجم الساهر
11-03-2011, 11:33 AM
http://store2.up-00.com/Mar11/iZw33437.gif (http://www.up-00.com/)
وتعاونوا على البر والتقوى
المؤمنون جماعة واحدة ، ويد واحدة وجسم واحد وبنيان واحد ، والجميع مسؤولون عن تبليغ دين الله ، على سبيل التعاون والتآزر والتضامن ، مع السعي الجاد إلى تغيير واقع الأمة ونقلها من مجرد الإحساس ، إلى الوعي بأسباب الواقع ، والطريق إلى إخراجها من ذلك الواقع : هو التعاون من أجل تمكين منهج الله في الأرض قاطبة هذا مطلب وضرورة تجعل كل فرد يضاف إلى الآخر ، ثم تستثمر كافة العقول والسواعد والدقائق ( والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) وكل يستفيد من الآخر ، إذ عند بحر لا يجوز التيمم ، والخيط الواهي إذا انضم إليه مثله ، أضحى حبلاً متيناً يجر الأثقال : ذكر صاحب (( مواقف إيمانية ))
أنه في حج عام 1395هـ رأى آلاف الحجاج ، منظراً يثير المشاعر ويستجيش المدامع ، شاهدوا حاجين أحدهما أعمى قادر على المشي والآخر مشلول بصير العين ، أراد الأعمى أن يستفيد من بصر المشلول ، وأراد المشلول أن يستفيد من من حركة الأعمى ، فاتفق الحاجان على أن يحمل الأعمى المشلول ، فالحركة من الأعمى ، والتوجيه من المشلول ،وقاما بتأدية المناسك على مشقة وجهد يعلمها الله فالأمرليس هيناً وكلكم يعلم عند الطواف ، وعند السعي وعند رمي الجمار زحام شديد وفي كل مكان زحام ، لكن العزيمة الصادقة ، والثقة بالله عظيمة ، ورجاء ماعنده يُنسي المتاعب والمكاره والمشقة )
أدوا فريضتهم ضاربين أروع الأمثلة في التعاون والإستفادة من الطاقات ، هذا كله في تعاون اثنين ، فكيف لو تظافرت جهود أمة بطاقاتها ومواهبها ، وأمكاناتها في خدمة دينها كيف يكون الأمر لاشك أنه سيكون :
كالبحر يقذف للقريب جواهراً **** جوداً ويبعث للبعيد سحائباً
إن التعاون طريق إلى البناء والنجاح ونظرة يلقيها المرء على خلق الله تؤكد هذا الأمر : (( أمة النحل أمة عجيبة ، طائفة من أمة النحل تبني البيوت ، وطائفة تنظفها ، وطائفة تحرسها وتحميها ، وطائفة تدل على مواضع الأزهار ، وطائفة تمتص الرحيق لتأتي به ، وتخرج العسل اللذيذ ) وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أُمم أمثالكم (
والنمل تبني قراها من تماسكها *** والنحل يجني رحيق الزهر أعواناً
إن يداً واحدة لا تصفق – كما يُقال – حتى إذا لم يبق إلا تلك اليد ، أدت ما عليها غير ملومة وحالها :
إذا عز في قومي المسعفون ***** فـإنك ياخـالـقــي مسعفي
فــما أنا بالمستسيغ الـقـعــود ***** ولا أنا بالشارد المسرف
يقول السيد أحد المفكرين العرب (( أن رغيف الخبز على صغر حجمه : لايصل إلى الإنسان ، إلا بعد عمل عشرات بل مئات من البشر ، تعاونت على تجهيزه وإعداده وتقديمه ، ومن كان في شك من ذلك فليسأل نفسه : من حرث الأرض ؟ ومن بذر الحب ؟ ومن سقاه بالماء ؟ ومن نظف الحشائش عنه ؟ ومن حرسه ؟ ومن حصده ؟ ومن نقله إلى الجرن ؟ ومن داسه ؟ ومن طحنه ؟ ومن خبزه ؟ ومن بالنار سواه ؟ ومن إلينا حمله ؟ ومن قدمه ؟ ومن ؟ ومن ؟ ومن ؟ ....
هناك اسئلة كثيرة هذا الجهد في أمر رغيف خبز فكيف بالأمر في خدمة دين الله والتمكين له في بناء النفوس ، في صنع الرجال ، في كشف الظلم وفي إنارة البصائر ، إنه يحتاج إلى تظافر طاقات وقدرات ، مع صبر ومصابرة وثبات ) والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ( فهيا إلى التلاحم وهيا إلى التعاون وهيا إلى التآزر .
فالنصر لم ينزل على متخاذل ****** والرزق لم يبعث إلى متواكل
ولنترك اللوم والتوبيخ ، فاللوم لا يحرك ولا يجمع ، والتفتيشعن الثغرات التي يدخل منها الداء أولى ، وعند كل منا من الهموم ما يكفيه ، وليس بحاجة إلى معكر إضافي ، فليحول كل منا أخاه إلى داعية معه يحمل هم الدعوة ، ويتبنى أفكارها ، وحاله يهتف ويقول :
أمتي في كل أرض ****** أنـتـــم خــــيـــر الأمـــم
فاجمعوا أشتات أنها ***** ركــم في غــمــر يـــم
تنشروا الخير الأعم ****** تبلــغــوا الــعـز الأشـم
وتكونوا سادة الدنبا ***** وفــــرســـــان الــقـــمـم
اللهم انفعنا بما علمتـنا وعلمنا ما جهلنا يارب العالمين
منقول من كتاب للشيخ علي عبد الخالق القرني حفظه الله
وتعاونوا على البر والتقوى
المؤمنون جماعة واحدة ، ويد واحدة وجسم واحد وبنيان واحد ، والجميع مسؤولون عن تبليغ دين الله ، على سبيل التعاون والتآزر والتضامن ، مع السعي الجاد إلى تغيير واقع الأمة ونقلها من مجرد الإحساس ، إلى الوعي بأسباب الواقع ، والطريق إلى إخراجها من ذلك الواقع : هو التعاون من أجل تمكين منهج الله في الأرض قاطبة هذا مطلب وضرورة تجعل كل فرد يضاف إلى الآخر ، ثم تستثمر كافة العقول والسواعد والدقائق ( والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ) وكل يستفيد من الآخر ، إذ عند بحر لا يجوز التيمم ، والخيط الواهي إذا انضم إليه مثله ، أضحى حبلاً متيناً يجر الأثقال : ذكر صاحب (( مواقف إيمانية ))
أنه في حج عام 1395هـ رأى آلاف الحجاج ، منظراً يثير المشاعر ويستجيش المدامع ، شاهدوا حاجين أحدهما أعمى قادر على المشي والآخر مشلول بصير العين ، أراد الأعمى أن يستفيد من بصر المشلول ، وأراد المشلول أن يستفيد من من حركة الأعمى ، فاتفق الحاجان على أن يحمل الأعمى المشلول ، فالحركة من الأعمى ، والتوجيه من المشلول ،وقاما بتأدية المناسك على مشقة وجهد يعلمها الله فالأمرليس هيناً وكلكم يعلم عند الطواف ، وعند السعي وعند رمي الجمار زحام شديد وفي كل مكان زحام ، لكن العزيمة الصادقة ، والثقة بالله عظيمة ، ورجاء ماعنده يُنسي المتاعب والمكاره والمشقة )
أدوا فريضتهم ضاربين أروع الأمثلة في التعاون والإستفادة من الطاقات ، هذا كله في تعاون اثنين ، فكيف لو تظافرت جهود أمة بطاقاتها ومواهبها ، وأمكاناتها في خدمة دينها كيف يكون الأمر لاشك أنه سيكون :
كالبحر يقذف للقريب جواهراً **** جوداً ويبعث للبعيد سحائباً
إن التعاون طريق إلى البناء والنجاح ونظرة يلقيها المرء على خلق الله تؤكد هذا الأمر : (( أمة النحل أمة عجيبة ، طائفة من أمة النحل تبني البيوت ، وطائفة تنظفها ، وطائفة تحرسها وتحميها ، وطائفة تدل على مواضع الأزهار ، وطائفة تمتص الرحيق لتأتي به ، وتخرج العسل اللذيذ ) وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أُمم أمثالكم (
والنمل تبني قراها من تماسكها *** والنحل يجني رحيق الزهر أعواناً
إن يداً واحدة لا تصفق – كما يُقال – حتى إذا لم يبق إلا تلك اليد ، أدت ما عليها غير ملومة وحالها :
إذا عز في قومي المسعفون ***** فـإنك ياخـالـقــي مسعفي
فــما أنا بالمستسيغ الـقـعــود ***** ولا أنا بالشارد المسرف
يقول السيد أحد المفكرين العرب (( أن رغيف الخبز على صغر حجمه : لايصل إلى الإنسان ، إلا بعد عمل عشرات بل مئات من البشر ، تعاونت على تجهيزه وإعداده وتقديمه ، ومن كان في شك من ذلك فليسأل نفسه : من حرث الأرض ؟ ومن بذر الحب ؟ ومن سقاه بالماء ؟ ومن نظف الحشائش عنه ؟ ومن حرسه ؟ ومن حصده ؟ ومن نقله إلى الجرن ؟ ومن داسه ؟ ومن طحنه ؟ ومن خبزه ؟ ومن بالنار سواه ؟ ومن إلينا حمله ؟ ومن قدمه ؟ ومن ؟ ومن ؟ ومن ؟ ....
هناك اسئلة كثيرة هذا الجهد في أمر رغيف خبز فكيف بالأمر في خدمة دين الله والتمكين له في بناء النفوس ، في صنع الرجال ، في كشف الظلم وفي إنارة البصائر ، إنه يحتاج إلى تظافر طاقات وقدرات ، مع صبر ومصابرة وثبات ) والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ( فهيا إلى التلاحم وهيا إلى التعاون وهيا إلى التآزر .
فالنصر لم ينزل على متخاذل ****** والرزق لم يبعث إلى متواكل
ولنترك اللوم والتوبيخ ، فاللوم لا يحرك ولا يجمع ، والتفتيشعن الثغرات التي يدخل منها الداء أولى ، وعند كل منا من الهموم ما يكفيه ، وليس بحاجة إلى معكر إضافي ، فليحول كل منا أخاه إلى داعية معه يحمل هم الدعوة ، ويتبنى أفكارها ، وحاله يهتف ويقول :
أمتي في كل أرض ****** أنـتـــم خــــيـــر الأمـــم
فاجمعوا أشتات أنها ***** ركــم في غــمــر يـــم
تنشروا الخير الأعم ****** تبلــغــوا الــعـز الأشـم
وتكونوا سادة الدنبا ***** وفــــرســـــان الــقـــمـم
اللهم انفعنا بما علمتـنا وعلمنا ما جهلنا يارب العالمين
منقول من كتاب للشيخ علي عبد الخالق القرني حفظه الله