المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسرة في الجاهلية والإسلام



النجم الساهر
21-02-2011, 09:44 PM
الأسرة في الجاهلية والإسلام



من معاني الأسرة - كما في معاجم اللغة – الدرع الحصينة ، وأقارب الرجل الأدنون ، وأهل بيته ، الذين يتقوى ويحتمي بهم ، كما يحتمي المحارب بالدرع ومن المجاز البليغ _ كما قال الزمخشري – قولهم – شد الله أسره أي قوى أحكام خلقته .
والأسرة في التاريخ القديم وعند أكثر الأمم ، اعتبروها وحدة اجتماعية ، يرأسها الأب ، وكان العرب يعتبرون القبيلة هي الوحدة السياسية والإجتماعية ، كما " سمث " وقال : " روبرت لوي " انهم كانوا يعتبرون الأسرة هي الوحدة الإجتماعية الصغرى ، التي نمت بعد ذلك حتى صارت عشيرة أو قبيلة ، وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن علاقة المرأة بالرجل لها أحوال أربعة :

الحال الأولى : نكاح الناس المتعارف عليه اليوم .
الحال الثانية : نكاح كانوا يسمونه نكاح الإستبضاع ، وهو أن يقول الرجل لأمرأته إذا طهرت من حيضها ، ارسلي إلى فلان فاستبضعي منه ، ثم يعتزلها زوجها جنسياً ، حتى يظهر حملها من ذلك الرجل ، فإذا ولدت منه نُسب الولد إلى أبيه لا إلى أمه ، وهذا النكاح لم يكن شائعاً عند عرب الجاهلية ، ولا مقصوراً عليهم .

الحال الثالثة : نكاح المشاركة أو الرهــط وهو ان يجتمع رجال دون العشرة ، فيدخلوا على المرأة ليصيبها كل منهم ، فإذا وضعت حملها ، أجتمعوا عندها لتختار منهم من تلحق به ولده وولدها ، وهذا النكاح كان دخيلاً على العرب في الجاهلية من الفرس في أثناء حكمهم لليمن ، وتسلطهم على الحيرة قريباً من الكوفة ، في عهد الساسانيين .


الحال الرابع : نكاح الإماء البغايا اللائي كن دخيلات على العرب ، الذين كانت أغلبيتهم العظمى ، لايعترفون إلا بالنكاح الأول المشروع الذي اقره الإسلام - فيما أقر- من النظم الجاهلية التي لم ير بها بأساً في مجموعها ، وأدخل عليها ما أدخل من التعديلات والـتـنظيم والتهذيب ، لأنه وحي السماء الذي لم يبح مثلاً – وحاشاه – نكاح الإستبضاع الذي اباحه أفلاطون في جمهوريته .


ما أهم ما أنكره الإسلام على نظام الأسرة في العصر الجاهلي وما أهم التعديلات أو البدائل الإسلامية التي بفضلها صار هذا النظام إسلامياً بعد أن كان جاهلياً ؟.

أولاً


: أنكر الإسلام على عرب الجاهلية – أول ما أنكر – اعتبارهم عقد الزواج صفقة تجارية ومن هنا وصفوا الأنثى عقب مولدها بأنها ( النافـجـة ) قائلين في التهنئة بمولدها : هنيئاً لك النافجة وذلك ما سارت به أمثالهم العربية ، ومعنى النافجة : التي تنفج مالك وتزيده بما تأخذه من مهرها – وهو العوض الذي يُدفع لأهلها – وبما تأخذه من صداقها – وهو العوض الذي يدفعه الرجل لها هي وبفضل الصداق والمهر ينتفـج حال والد العروس ويتضخم ، وانصافاً للحقيقة والتاريخ ان بعض سادات العرب وأشرافهم كانوا يأنفون من تضخيم ثرواتهم وأموالهم بمهر أو صداق ، ومن هنا فخرت احدى الزوجات العربيات بأن زوجها ووالد بناتها لا يأخذ مهراً أو صداقاً مما كانوا يسمونه (( حلواناً ))وفي ذلك قالت هذه الزوجة الأم الفخور بزوجها المتعفف " لايأخذ الحلوان من بناته "
وبقدر ما أنكر الإسلام اعتبار الزواج صفقة تجارية ، خلع على هذا العقد من القداسة والتكريم ما لم يخلع عل عقد سواه وذل من خلال :-


& فهو آية كونية عالمية شاملة لبني الأنسان وغيرهم ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) سورة يس


& وطرفاه – وهما الذكر والأنثى – جديران بالقسم بهما والتكريم لهما ، شأنهما في ذلك شأن الآيات الكونية التي أقسم الله بها قائلاً ﱹوالليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتىﱸ سورة الليل .


& وهو العقدة الوثقى والميثاق الغليظ الذي وصف القرآن الكريم به اثنين لا ثالث لهما : وهما العهد الرباني الأول الذي اخذه الله على انبيائه ورسله وعـقـد الزواج قائلاً ﱫوإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقاً غليظاًﱪ
سورة الأحزاب

وقال سبحانه وتعالى : ﱹ وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبيناً ، وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظـاً ﱸ سورة النساء

ثانياً : هذا الميثاق الزوجي الغليظ أقامه الأدب الإسلامي القرآني على امتن الدعائم وأقوى الأسس الإجتماعية ، وهي السكينة والمودة والرحمة مصداقاً لقوله تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ).

ثالثاً : في ظلال هذه السكينة والمودة والرحمة ، المتبادلة بين الزوجين المسلمين المتحابين أقـرَّ القرآن الكريم العيون وشرح الصدور وأنار الأبصار والبصائر ، بالدعوات الصالحات المتوهجات بنور الأمل والرجاء ، في الذرية الصالحة والخـَـلـََف ( بفتح اللام ) الطيب قائلاً سبحانه وتعالى : ﱳ هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبةً إنك سميع الدعاءﱲ آل عمران .
(( فهب لي من لدنك ولياً يرثني ويرث من آل يعقوب وأجعله رب رضياً )) مريم

رابعاً : ولم يفت الإسلام – بادئ ذي بدء – ان ينكر على أهل الجاهلية مغالاتهم في المهر والصداق ، اللذين كانوا يفرقون بينهما ، بأن المهر هو العوض الذي يُدفع لأهل المرأة أما الصداق فهو العـِوض الذي يدفعه الزوج للزوجة نفسها ، ومـا أقوى الدعاء المحمدي الشريف الحاسم الذي يقول : " اللهم اذهب ملك غسان وضع مهور كـِندة " ومعلوم أن أهل قبيلة ( كـِندة ) كانوا يغالون في مهور العرائس ، إلى درجة أن العروس الكندية كان مهرها أحياناً لا يقل عن ألف من الإبل ، وتلك هي الروح التجارية المادية ، التي أعلن الإسلام الحرب عليها بإنسانيته وسماحته وبساطته ، حتى يقيم الأسرة على أساس إنساني ، لا على أساس تجاري ، بمثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم – مثلاً لسهل بن سعد عندما أراد الزواج : اذهب فأطلب ولو خاتماً من حديد قال : يارسول الله ، ما وجدت شيئاً ولا خاتماً من حديد ، فسأله الرسول r الإنسان الأعظم : هل معك من القرآن شئ ؟ قال : معي سورة كذا وسورة كذا ، قال : اذهب فقد انكحتكها بما معك من القرآن ومثل قوله r أيضاً : ( خير النساء أيسرهن صداقاً )
وكما زوج الرسول سهل بن سعد بما كان معه من القرآن فقد زوج رجلاً آخر بدون مهر اكثر من أن يعلم زوجته اربع سور أو خمساً من القرآن الكريم .

وبهذه الروح الإسلامية الأصيلة تشبع فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب في كلمته الصادقة الواقعية الملهمة : (( لا تغالوا في صدقات النساء ، فإنه لو كان تقوى لله ، أو مكرمة في الدنيا ، لكان نبينا rأولانا بذلك ، فما أصدق نساءه ولا بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية ثم تشبع بها فقهاء الإسلام الذين قدروا المهر الشرعي بما لايزيد عن خمسة وعشرين قرشاً مصرياً ومن شواهد الوسطية الإسلامية في إتزانها واعتدالها ، انها لم ترض المغالاة في المهر ، وفي الوقت نفسه لم ترض الحرمان نهائياً من المهر ، ومن هنا حرم فقهاء الإسلام ما يُعرف باسم ( نكاح الشغار ) الذي سـُمي بهذا الإسم لأنه شاغر وخال من المهر كليةً ، لأنه قائم على اتفاق بين رجلين على أن يزوج كل منهما الآخر ابنته أو أخته ، بدون مهر مطلقاً وحسب الطرفين هذا التبادل بينهما ، فإن تم هذا النكاح المحرم – وهو نكاح الشغار – فهنا يوجب الإسلام مهر المثل لكل من هاتين الزوجتين ، وإلا فالزواج باطل شرعاً .


¦ ومن شواهدالوسطية الإسلاميةأيضاً أن الإسلام لم ينكر على الجاهلية ، تعدد الزوجات من حيث المبدأ وإنما انكر عليها الفوضى في تعدد الزوجات ، فقد جاء الإسلام فوجد في قبيلة ثقيف وحدها ، رجالاً لدى كل منهم عشر زوجات ، كمسعود بن معقب ، وعروة بن مسعود ، وسفيان بن عبدالله ، وابي عقيل مسعود بن عامر ، وغيلان بن بن سلمة ، فلما أسلم غيلان وسفيان وأبو عقيل ، نزل كل منهم عن ست زوجات وأمسك أربعاً ، ولكثرة الأزواج الذين تزوجوا اكثر من اربع نساء في الجاهلية ، الف فيهن ابو الحسن المدائني كتاباً مستقلاً عنوانه ((( من جمع اكثر من أربع ))) ومن سماحة الفقه الإسلامي ومرونته التي كان بها صالحاً لكل زمان ومكان ، أنه اعتبر تعدد الزوجات خاضعاً في الحكم الشرعي للظروف والإعتبارات الإجتماعية التي تحيط بالفرد والأسرة والأمة فهوإما مباح ، وإما مكروه وإما حرام .


¦ كذلك انكر الإسلام على بعض القبائل العربية انها لم تكتف بحرمان المرأة من الميراث وإن كانت زوجة وأماً ، وإنما كانت تعتبرها هي نفسها ميراثاً يورث عن زوجها المتوفى ، وكانت لا تتورع عن عضلها والتضيــيق عليها بمنعها من الزواج في حياة زوجها أو بعد وفاته سواء أكان هذا العاضل الظالم زوجاً هدفه من ظلمه هذا أن يسترجع الصداق الذي دفعه لها ، أو كان وارثاً هدفه من ظلمه ان تـتـنازل له المسكينة الأرملة عما ورثته من زوجها ببدافع الغيرة أو الأنفة وحب الذات وقد حـُرم هذا كله بنص القرىن الكريم في قوله تعالى : ﱹ يايها الذين آمنوا لايحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ماآتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسىأن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً........ الآية ﱸ


فلنقارن ولننظر هل بقي من هذه العادات والإعتقادات الخاطئة في التعامل مع المرأة ونحن في القرن الواحد والعشرين هل مازلنا نعيش في جاهلية أم اننا تخطينا ذلك إلى ماهو افضل متبعين ما وجهنا به ديننا العظيم .





منقول من مجلة إسلامية للفائدة

النااايفة
21-02-2011, 10:37 PM
الله اكبر


ما اروع ديننا

الحمد لله الحمد لله الحمد لله

فاكبر نعمة انعمها ربي علي ان هدانا للاسلام

اجزل الله لك الاجر وبارك فيك

جميل الثبيتي
21-02-2011, 11:28 PM
اللهم اعز الإسلام والمسلمين

ما اعظم ديننا وما أمرنا به ربنا ونبينا عليه السلام

جزاك الله خيرا

غرام المشاعر
22-02-2011, 01:12 AM
الحمد لله على نعمه الإسلام

بارك الله فيك

وجزاك الله خيراً

ينابيع الأمل
22-02-2011, 10:41 AM
الف شكر لك
على الطرح المميز
بوركت جهودك
وسلمت يمينك
على كل ما تقدمه
دمت بخير وعافية دائما وابدا

غـــربة الــروح
22-02-2011, 03:34 PM
الله اكبر

الحمدلله الذي انعم علينا بالاسلام


ما اعظم ديننا وما اطهره وما اعدله


نظمنا وهذبنا واحسن تربيتنا


لك الحمد يا ربنا كما ينبغي لجلال لوجهك وعظيم سلطانك



جزاك الله خير وكتب اجرك

الابتسامه المهاجرة
22-02-2011, 08:17 PM
بارك الله فيكم




وجزاكم الله خيرا

النجم الساهر
22-02-2011, 10:42 PM
الأستاذة النايفة ... لك مني جزيل الشكر على مرورك الكريم

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12984036241.gif

النجم الساهر
22-02-2011, 10:43 PM
الأستاذة غرام المشاعر...



http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12984036241.gif

النجم الساهر
22-02-2011, 10:48 PM
أخي الكريم جميل الثبيتي ...

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12984039691.gif

النجم الساهر
22-02-2011, 11:06 PM
الأخت الفاضلة ينابيع الأمل .....
http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12984050521.gif

النجم الساهر
22-02-2011, 11:22 PM
الأخت غربة الروح...



http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12984060341.gif

النجم الساهر
22-02-2011, 11:25 PM
الأستاذة الفاضلة ... الإبتسامة المهاجرة




http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12984062091.gif

همس الرووح
24-02-2011, 08:15 AM
http://www.arabsyscard.com/pic/thanx/4.gif

أنامل الخير
25-02-2011, 09:06 AM
أخي النجم الساهر


بارك الله فيك


وجزاك الله خيراً




موضوع رائع ومميز





نحمد الله تعالى على نعمة الإسلام



ونسأله تعالى أن يثبت قلوبنا وأقدامنا على الحق



إنه ولي ذلك والقادر عليه

النجم الساهر
02-03-2011, 08:38 AM
الأستاذة همس الروح ملئت متصفحي عبقاً كعبق الورد بمرورك الكريم فبارك الله فيك

النجم الساهر
02-03-2011, 08:46 AM
الأخ المتألق دوماً كاسب العز أشكر لك مرورك وتعليقك الجميل .. فبارك الله فيك

كاسب العز
05-03-2011, 02:09 PM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى

كاسب العز

النجم الساهر
02-05-2011, 09:25 PM
الأخت فاتن الهنيدي .... أجزل الله لك الأجر على مرروك العطر

عطر طيبه
08-05-2011, 10:43 PM
جزاااااااااااااك الله خير الجزاااااااااااااء
يعطيك العافية على طرحك القيم يالغلا
تحيتي وتقديري لك ... دمت بحفظ الله

النجم الساهر
24-05-2011, 11:41 PM
الأستاذ عــطـــر طيبة ....مرورك الدائم على متصفحي يزيدني سروراً فلا تحرمني من تواجدك .... رفع الله قدرك وأجزل لك الأجر والثواب