المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة يوسف عليه السلام ( فوائد وعبر ) لمن أراد أن يعتبر



أنامل الخير
28-01-2011, 12:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إخواني وأخواتي



أضع بين أيديكم قصة تعرفونها وهي قصة يوسف عليه السلام


قصة مليئة بالفوائد والعبر لمن أراد أن يعتبر


ولكن لأنها قصة طويلة يصعب علي كتابتها في يوم واحد


لذا أطلب من الإخوة المسؤولين عن القسم التفضل بتثبيتها ليتسنى لي إكمالها بإذن الله تعالى

وذلك من كتاب ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )

تأليف العلامة الشيخ

عبدالرحمن بن ناصر السعدي

رحمه الله تعالى


وجزاكم الله خيراً

وجعلها الله في ميزان كل من ساهم بنشرها للفائدة


وفقكم الله وسدد خطاكم

أنامل الخير
28-01-2011, 12:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
(1 ـ 3 ) (( الر تلك آيات الكتاب المبين * إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون * نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ))

أنامل الخير
28-01-2011, 01:11 PM
يخبر تعالى أن آيات القرآن هي ( آيات الكتاب المبين )

أي : البين الواضحة ألفاظه ومعانيه ومن بيانه وإيضاحه : أنه أنزله باللسان العربي ، أشرف الألسنة ، و أبينها ، ( المبين لكل ما يحتاجه الناس من الحقائق النافعة ) وكل هذا الإيضاح والتبيين ( لعلكم تعقلون )
أي : لتعقلوا حدوده وأصوله وفروعه وأوامره ونواهيه .

فإذا عقلتم ذلك بإيقانكم و اتصفت قلوبكم بمعرفتها ، أثمر ذلك عمل الجوارح والانقياد إليه ، و ( لعلكم تعقلون ) أي : تزداد عقولكم بتكرار المعاني الشريفة العالية ، على أذهانكم ، فتنتقلون من حال إلى أحوال أعلى منها وأكمل .

أنامل الخير
28-01-2011, 01:20 PM
( نحن نقص عليك أحسن القصص )

وذلك لصدقها وسلاسة عبارتها ورونق معانيها ، ( بما أوحينا إليك هذا القرآن ) أي : بما اشتمل عليه هذا القرآن الذي أوحيناه إليك ، وفضلناك به على سائر الأنبياء ، وذاك محض منة من الله وإحسان .

( وإن كنت من قبله لمن الغافلين )

أي : ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان قبل أن يوحي الله إليك ، ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا .

أنامل الخير
28-01-2011, 01:22 PM
ولما مدح ما اشتمل عليه هذا القرآن من القصص ، و أنها أحسن القصص على الإطلاق ، فلا يوجد من القصص في شيء من الكتب مثل هذا القرآن ، ذكر قصة يوسف ، وأبيه وإخوته ، القصة العجيبة الحسنة ، فقال :

أنامل الخير
28-01-2011, 01:28 PM
( 4 ـ 6 ) ( إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين * قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين * وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم ) .

أنامل الخير
28-01-2011, 01:35 PM
واعلم أن الله ذكر أنه يقص على رسوله أحسن

القصص في هذا الكتاب ، ثم ذكر هذه القصة

وبسطها ، وذكر ما جرى فيها فعلم بذلك أنها قصة

تامة كاملة حسنة .

أنامل الخير
28-01-2011, 01:43 PM
فمن أراد أن يكملها أو يحسنها بما يذكر في الإسرائيليات التي لا يعرف لها سند ولا ناقل وأغلبها كذب ، فهو مستدرك على الله ، ومكمل لشيء يزعم أنه ناقص ، وحسبك بأمر ينتهي إلى هذا الحد قبحاً ، فإن تضاعيف هذه السورة قد ملئت في كثير من التفاسير من الأكاذيب والأمور الشنيعة المناقضة لما قصه الله تعالى بشيء كثير .

فعلى العبد أن يفهم عن الله ما قصه ، ويدع ما سوى ذلك مما ليس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ينقل .

أنامل الخير
28-01-2011, 01:50 PM
فقوله تعالى : ( إذ قال يوسف لأبيه ) يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم الصلاة والسلام : ( يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين )

فكانت هذه الرؤيا مقدمة لما وصل إليه يوسف عليه السلام من الإرتفاع في الدنيا والآخرة .

أنامل الخير
28-01-2011, 02:07 PM
وهكذا إذا أراد الله أمراً من الأمور العظام قدم بين

يديه مقدمة ، توطئة له ، وتسهيلاً لأمره واستعداداً

لما يرد على العبد من المشاق ، لطفاً بعبده ،

وإحساناً إليه ، فأولها يعقوب بأن الشمس : أمه ،

والقمر : أبوه ، والكواكب : إخوته ، وأنه ستنتقل به

الأحوال إلى أن يصير إلى حال يخضعون له ،

ويسجدون له إكراماً وإعظاماً ، وأن ذلك لا يكون إلا

بأسباب تتقدمه من اجتباء الله له ، واصطفائه له ،

وإتمام نعمته عليه بالعلم والعمل ، والتمكين في

الأرض .

وأن هذه النعمة ستشمل آل يعقوب ، الذين سجدوا

له وصاروا تبعاً له فيها ، ولهذا قال :

أنامل الخير
28-01-2011, 02:19 PM
( وكذلك يجتبيك ربك ) أي : يصطفيك ويختارك بما يمن به عليك من الأوصاف الجليلة والمناقب الجميلة ،

( ويعلمك من تأويل الأحاديث ) أي : من تعبير الرؤيا ، وبيان ما تؤول إليه الأحاديث الصادقة ، كالكتب السماوية ونحوها ، ( ويتم نعمته عليك ) في الدنيا والآخرة ، بأن يؤتيك في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، ( كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق ) حيث أنعم الله عليهما بنعم عظيمة واسعة ، دينية ودنيوية .

( إن ربك عليم حكيم ) أي : علمه محيط بالأشياء ، وبما احتوت عليه ضمائر العباد من البر وغيره ، فيعطي كلاً ما تقتضيه حكمته وحمده ، فإنه حكيم يضع الأشياء مواضعها ، وينزلها منازلها .

ولما بان تعبيرها ليوسف ، قال له أبوه :

أنامل الخير
28-01-2011, 02:25 PM
( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) أي : حسداً من عند أنفسهم ، أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم .

( إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) لا يفتر عنه ليلاً ولا نهاراً ، ولا سراً ولا جهاراً ، فالبعد عن الأسباب التي يتسلط بها على العبد أولى ، فامتثل يوسف أمر أبيه ، ولم يخبر إخوته بذلك ، بل كتمها عنهم .

كاسب العز
28-01-2011, 02:27 PM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى

كاسب العز

أنامل الخير
28-01-2011, 02:34 PM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى

كاسب العز





أخي كاسب العز


الله يسعدك ويسعد قلبك الطيب



مرورك على صفحتي شرف لي ووسام أعلقه على صدري



أطلب منك الدعاء لي أن يعينني الله تعالى على إكمال كتابة قصة يوسف وجزاك الله خيراً



وكثر الله من أمثالك





حفظك المولى أينما كنت

أنامل الخير
28-01-2011, 02:36 PM
( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) أي : حسداً من عند أنفسهم ، أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم .

( إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) لا يفتر عنه ليلاً ولا نهاراً ، ولا سراً ولا جهاراً ، فالبعد عن الأسباب التي يتسلط بها على العبد أولى ، فامتثل يوسف أمر أبيه ، ولم يخبر إخوته بذلك ، بل كتمها عنهم .

أنامل الخير
28-01-2011, 02:41 PM
( 7 ـ 9 ) ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين * إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين * اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوماً صالحين )

أنامل الخير
28-01-2011, 02:49 PM
يقول تعالى : ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات ) أي : عبر وأدلة على كثير من المطالب الحسنة ( للسائلين ) أي : لكل من سأل عنها بلسان الحال أو بلسان المقال ، فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر ، وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات ، ولا في القصص والبينات .

همس الرووح
28-01-2011, 05:28 PM
http://www.upislam.com/images/81760669877504436729.gif

أنامل الخير
28-01-2011, 07:55 PM
أختي الحبيبة همس الروح


الله يسعدك ويسعد قلبك الطيب



مرورك على صفحتي شرف لي ووسام أعلقه على صدري



أطلب منك الدعاء لي أن يعينني الله تعالى على إكمال كتابة قصة يوسف وجزاك الله خيراً



وكثر الله من أمثالك

حفظك المولى أينما كنت

تــآج
28-01-2011, 08:12 PM
( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) أي : حسداً من عند أنفسهم ، أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم


كثير من دخل الدين الإسلامي عندا سماعهم سورة يوسف

قصة من اروع القصص بحق فوائد وعبر

فاتن الهنيدي جزاك ربي كل خير وبارك الله فيـك

كل المنى والتقدير

أنامل الخير
28-01-2011, 08:46 PM
( يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً ) أي : حسداً من عند أنفسهم ، أن تكون أنت الرئيس الشريف عليهم


كثير من دخل الدين الإسلامي عندا سماعهم سورة يوسف

قصة من اروع القصص بحق فوائد وعبر

فاتن الهنيدي جزاك ربي كل خير وبارك الله فيـك

كل المنى والتقدير







أختي الحبيبة تاج


بارك الله فيك


وجزاك الله خيراً




تابعي معنا القصة إلى أن تكتمل شاكرة لكِ تشجيعكِ المستمر لي



وفقك الله ورعاك

أنامل الخير
28-01-2011, 08:48 PM
يقول تعالى : ( لقد كان في يوسف وإخوته آيات ) أي : عبر وأدلة على كثير من المطالب الحسنة ( للسائلين ) أي : لكل من سأل عنها بلسان الحال أو بلسان المقال ، فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر ، وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات ، ولا في القصص والبينات .

أنامل الخير
28-01-2011, 08:55 PM
( إذ قالوا ) فيما بينهم : ( ليوسف وأخوه ) بنيامين ، أي : شقيقه ، و إلا فكلهم إخوة ، ( أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة ) أي جماعة ، فكيف يفضلهما علينا بالمحبة والشفقة ، ( إن أبانا لفي ضلال مبين ) أي : لفي خطأ بين ، حيث فضلهما علينا من غير موجب نراه ، ولا أمر نشاهده .

أنامل الخير
28-01-2011, 09:03 PM
( اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً ) أي : غيبوه عن أبيه في أرض بعيدة لا يتمكن من رؤيته فيها .
فإنكم إذا فعلتم أحد هذين الأمرين ( يخل لكم وجه أبيكم ) أي : يتفرغ لكم ، ويقبل عليكم بالشفقة والمحبة ، فإنه قد اشتغل قلبه بيوسف شغلاً لا يتفرغ لكم ، ( وتكونوا من بعده ) أي : من بعد هذا الصنيع ( قوماً صالحين ) أي : تتوبون إلى الله ، وتستغفرون من بعد ذنبكم .

أنامل الخير
28-01-2011, 09:04 PM
فقدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم

تسهيلاً لفعله ، وإزالة لشناعته ، وتنشيطاً من

بعضهم لبعض .

أنامل الخير
28-01-2011, 09:07 PM
( 10 ) ( قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين )

أنامل الخير
28-01-2011, 09:15 PM
أي : ( قال قائل ) من إخوة يوسف الذين أرادوا قتله أو تبعيده : ( لا تقتلوا يوسف ) فإن قتله أعظم إثماً وأشنع ، والمقصود يحصل بتبعيده عن أبيه من غير قتل ، ولكن توصلوا إلى تبعيده بإن تلقوه ( في غيابة الجب ) وتتوعدوه على أنه لا يخبر بشأنكم ، بل على أنه عبد مملوك آبق منكم ، لأجل أن ( يلتقطه بعض السيارة ) الذين يريدون مكاناً بعيداً ، فيحتفظون فيه .

أنامل الخير
28-01-2011, 09:19 PM
وهذا القائل أحسنهم رأياً في يوسف ، وأبرهم وأتقاهم في هذه القضية ، فإن بعض الشر أهون من بعض ، والضرر الخفيف يدفع به الضرر الثقيل ، فلما اتفقوا على هذا الرأي ....

غرام المشاعر
28-01-2011, 09:21 PM
بار ك الله فيكِ
وجزاكِ الله خيراً

أنامل الخير
28-01-2011, 09:24 PM
( 11 ـ 14 ) ( قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف

وإنا له لناصحون * أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإنا له

لحافظون * قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن

يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون * قالوا لئن أكله الذئب

ونحن عصبة إنا إذاً لخاسرون ) .

أنامل الخير
28-01-2011, 09:33 PM
بار ك الله فيكِ
وجزاكِ الله خيراً






غرام المشاعر


بارك الله فيك

وجزاك الله خيراً



شاكرة لك مرورك الكريم على صفحتي


دمت بود

أنامل الخير
28-01-2011, 09:37 PM
( 11 ـ 14 ) ( قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف

وإنا له لناصحون * أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإنا له

لحافظون * قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن

يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون * قالوا لئن أكله الذئب

ونحن عصبة إنا إذاً لخاسرون ) .

أنامل الخير
28-01-2011, 09:46 PM
أي : قال إخوة يوسف ، متوصلين إلى مقصدهم

لأبيهم : ( يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له

لناصحون ) أي : لأي شيء يدخلك الخوف منا على

يوسف ، من غير سبب ولا موجب ؟ (و ) الحال ( إنا له

لناصحون ) أي مشفقون عليه ، نود له ما نود

لأنفسنا ، وهذا يدل على أن يعقوب عليه السلام لا

يترك يوسف يذهب مع إخوته للبرية ونحوها .

عـــرووب
29-01-2011, 01:50 AM
فوائد وعبر عظيييييييييمه
فاتن الله يجزاج كل خير
وبارك الله فيج

ينابيع الأمل
29-01-2011, 07:43 AM
موضوع في قمت الروعة
ربي يعطيكي العافية
ولا يحرمنا من جديدكي
الذي نحن على موعد معاه
لا عدمناكي

أنامل الخير
29-01-2011, 02:42 PM
فوائد وعبر عظيييييييييمه
فاتن الله يجزاج كل خير
وبارك الله فيج








عرووب


أسعدني مرورك الكريم على صفحتي


بارك الله فيك


وجزاك الله خيراً



ونفعنا الله وإياكم بما نقرأه ونسمعه



اللهم آمين

أنامل الخير
29-01-2011, 02:44 PM
موضوع في قمت الروعة
ربي يعطيكي العافية
ولا يحرمنا من جديدكي
الذي نحن على موعد معاه
لا عدمناكي







ينابيع الأمل


أسعدني مرورك الكريم على صفحتي


بارك الله فيك


وجزاك الله خيراً



ونفعنا الله وإياكم بما نقرأه ونسمعه



اللهم آمين

أنامل الخير
29-01-2011, 02:46 PM
أي : قال إخوة يوسف ، متوصلين إلى مقصدهم

لأبيهم : ( يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له

لناصحون ) أي : لأي شيء يدخلك الخوف منا على

يوسف ، من غير سبب ولا موجب ؟ (و ) الحال ( إنا له

لناصحون ) أي مشفقون عليه ، نود له ما نود

لأنفسنا ، وهذا يدل على أن يعقوب عليه السلام لا

يترك يوسف يذهب مع إخوته للبرية ونحوها .

أنامل الخير
29-01-2011, 02:51 PM
فلما نفوا عن أنفسهم التهمة المانعة من عدم

إرساله معهم، ذكروا له من مصلحة يوسف وأنسه الذي يحبه أبوه له ، ما يقتضي أن يسمح بإرساله معهم فقالوا :



( أرسله معنا غداً يرتع ويلعب وإنا له

لحافظون )

أنامل الخير
29-01-2011, 02:58 PM
( أرسله معنا غداً يرتع ويلعب ) أي : يتنزه في البرية

ويستأنس ، ( وإنا له لحافظون ) أي : سنراعيه ، ونحفظه من أذى يريده .

أنامل الخير
29-01-2011, 03:07 PM
فأجابهم بقوله : ( إني ليحزنني أن تذهبوا به ) أي :

مجرد ذهابكم به يحزنني ويشق علي ، لأنني لا أقدر

على فراقه ، ولو مدة يسيرة ، فهذا مانع من إرساله

( و ) مانع ثان ، وهو أني ( أخاف أن يأكله الذئب وأنتم

عنه غافلون ) أي : في حال غفلتكم عنه ، لأنه صغير

لا يمتنع من الذئب .

أنامل الخير
29-01-2011, 03:12 PM
( قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة ) أي جماعة ،

حريصون على حفظه ( إنا إذاً لخاسرون ) أي : لا خير

فينا ولا نفع يرجى منا إن أكله الذئب وغلبنا عليه .

أنامل الخير
29-01-2011, 03:15 PM
فلما مهدوا لأبيهم الأسباب الداعية لإرساله ، وعدم

الموانع ، سمح حينئذ بإرساله معهم لأجل أنسه .

أنامل الخير
29-01-2011, 03:54 PM
( 15 ـ 18 )( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب


وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون *

وجاؤوا أباهم عشاءً يبكون * قالوا يا أبانا ذهبنا

نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت

بمؤمن لنا ولو كنا صادقين * وجاؤوا على قميصه بدم

كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل

والله المستعان على ما تصفون )

أنامل الخير
29-01-2011, 04:08 PM
أي : لما ذهب إخوة يوسف بيوسف بعد ما أذن له

أبوه ، وعزموا على أن يجعلوه في غيابة الجب ، كما

قال قائلهم السابق ذكره ، وكانوا قادرين على ما

أجمعوا عليه ، فنفذوا فيه قدرتهم ، وألقوه في الجب

، ثم إن الله لطف به بأن أوحى إليه وهو في تلك

الحال الحرجة ، ( لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا

يشعرون ) أي : سيكون منك معاتبة لهم ، وإخبار عن

أمرهم هذا ، وهم لا يشعرون بذلك الأمر ، ففيه

بشارة له ، بأنه سينجو مما وقع فيه ، وأن الله

سيجمعه بأهله وإخوته على وجه العز والتمكين له

في الأرض .

أنامل الخير
29-01-2011, 05:00 PM
http://www.brg8.org/upfiles/5WN72293.gif

أنامل الخير
29-01-2011, 05:03 PM
أي : لما ذهب إخوة يوسف بيوسف بعد ما أذن له

أبوه ، وعزموا على أن يجعلوه في غيابة الجب ، كما

قال قائلهم السابق ذكره ، وكانوا قادرين على ما

أجمعوا عليه ، فنفذوا فيه قدرتهم ، وألقوه في الجب

، ثم إن الله لطف به بأن أوحى إليه وهو في تلك

الحال الحرجة ، ( لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا

يشعرون ) أي : سيكون منك معاتبة لهم ، وإخبار عن

أمرهم هذا ، وهم لا يشعرون بذلك الأمر ، ففيه

بشارة له ، بأنه سينجو مما وقع فيه ، وأن الله

سيجمعه بأهله وإخوته على وجه العز والتمكين له

في الأرض .

صمتي لغة كلامي
29-01-2011, 05:18 PM
قصه عظيمه بما تحوي من فوائد وعبر


أختي فاتن


جزاك الله خير على هذا المجهود الرائع وجعله في ميزان حسناتك
آمـيـن


واصلي وبأذن الله أكون متابعه لهذه القصه

أنامل الخير
29-01-2011, 06:05 PM
( وجاؤوا أباهم عشاءً يبكون ) ليكون إتيانهم متأخراً

عن عادتهم ، وبكاؤهم دليلاً لهم ، وقرينه على

صدقهم ـ فقالوا ـ متعذرين بعذر كاذب ـ ، ( يا أبانا إنا

ذهبنا نستبق ) إما على الأقدام ، أو بالرمي والنضال

، ( وتركنا يوسف عند متاعنا ) توفيراً له وراحة ،

( فأكله الذئب ) في حال غيبتنا عنه في استباقنا ،

( وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ) أي : تعذرنا

بهذا العذر ، والظاهر أنك لا تصدقنا لما في قلبك من

الحزن على يوسف ، والرقة الشديدة عليه .

ولكن عدم تصديقك إيانا ، لا يمنعنا أن نعتذر بالعذر

الحقيقي ، وكل هذا تأكيد لعذرهم ، ( و ) مما أكدوا

به قولهم ، أنهم ( جاؤوا على قميصه بدم كذب )

زعموا أنه دم يوسف حين أكله الذئب ، فلم يصدقهم

أبوهم بذلك ، و ( قال ) : ( بل سولت لكم أنفسكم

أمراً )

أي : زينت لكم أنفسكم أمراً قبيحاً في التفريق بيني

وبينه ، لأنه رأى من القرائن و الأحوال { ومن رؤيا

يوسف التي قصها عليه } ما دله على ما قال :

أنامل الخير
29-01-2011, 06:20 PM
( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )


أي : أما أنا فوظيفتي سأحرص على القيام بها ،

وهي أني أصبر على هذه المحنة صبراً جميلاً

، سالماً من السخط والتشكي إلى الخلق ، وأستعين


الله على ذلك ، لا على حولي وقوتي ، فوعد من

نفسه هذا الأمر وشكى إلى خالقه في قوله : ( إنما

أشكو بثي وحزني إلى الله ) لأن الشكوى إلى

الخالق لا تنافي الصبر الجميل ، لأن النبي إذا وعد

وفى .

أنامل الخير
29-01-2011, 06:56 PM
( 19 ـ 20 ) ( وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى

دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسروه بضاعة والله

عليم بما يعملون * وشروه بثمن بخس دراهم

معدودة وكانوا فيه من الزاهدين )

أي : مكث يوسف في الجب ما مكث ، حتى ( جاءت

سيارة ) أي : قافلة تريد مصر ، ( فأرسلوا واردهم )

أي : فرطهم ومقدمهم ، الذي يعس لهم المياه ،

ويسبرها ويستعد لهم بتهيئة الحياض ونحو ذلك

، ( فأدلى ) ذلك الوارد ( دلوه ) فتعلق فيه يوسف

عليه السلام وخرج ، ( قال يابشرى هذا غلام ) أي :

استبشر وقال : هذا غلام نفيس ، ( و أسروه بضاعة )

وكان إخوته قريباً منه ، فاشتراه السيارة منهم ،

( بثمن بخس ) أي : قليل جداً ، فسره بقوله :

( دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين ) .

أنامل الخير
29-01-2011, 07:02 PM
لأنه لم يكن لهم قصد إلا تغييبه وإبعاده عن أبيه ، ولم

يكن لهم قصد في أخذ ثمنه ، والمعنى في هذا : أن

السيارة لما وجدوه ، عزموا أن يسروا أمره ، ويجعلوه

من جملة بضائعهم التي معهم ، حتى جاءهم إخوته

فزعموا أنه عبد أبق منهم ، فاشتروه منهم بذلك

الثمن ، واستوثقوا منهم فيه لئلا يهرب ، والله أعلم .

أنامل الخير
29-01-2011, 07:06 PM
( 21 ) ( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي

مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً وكذلك مكنا

ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )

أنامل الخير
29-01-2011, 07:16 PM
أي : لما ذهب به السيارة إلى مصر وباعوه بها ،

فاشتراه عزيز مصر ، فلما اشتراه ، أعجب به ، ووصى

عليه امرأته وقال :

( أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً )

أي : إما ينفعنا كنفع العبيد بأنواع الخدم ، وإما أن

نستمتع فيه استمتاعنا بأولادنا ، ولعل ذلك أنه


لم يكن لهما ولد ،



( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض )

أي : كما يسرنا أن يشتريه عزيز مصر ، ويكرمه هذا

الإكرام ، جعلنا هذا مقدمة لتمكينه في الأرض من

هذا الطريق .

أنامل الخير
29-01-2011, 07:32 PM
( ولنعلمه من تأويل الأحاديث )

إذا بقي لا شغل له ولا هم له سوى العلم صار ذلك

من أسباب تعلمه علماً كثيراً ، من علم الأحكام، وعلم

التعبير وغير ذلك ،

( والله غالب على أمره )

أي : أمره تعالى نافذ ، لا يبطله مبطل ، ولا يغلبه

مغالب ، ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )

فلذلك يجري منهم ويصدر ما يصدر ، في مغالبة

أحكام الله القدرية ، وهم أعجز وأضعف من ذلك .

الابتسامه المهاجرة
09-02-2011, 12:41 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/400.gif

أنامل الخير
11-02-2011, 08:08 PM
بارك الله فيكم

وجزاكم الله خيراً

شاكرة لكم مروركم الذي زين صفحتي
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجمعني بكم في جنة الفردوس الأعلى ووالدينا والمسلمين أجمعين

اللهم آمين .. اللهم آمين .. اللهم آمين..

أنامل الخير
11-02-2011, 08:27 PM
( 22 ) ( ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك

نجزي المحسنين ) أي : ( لما بلغ ) يوسف ( أشده )

أي : كمال قوته المعنوية والحسية ، وصلح لأن

يتحمل الأحمال الثقيلة ، من النبوة والرسالة ،

( آتيناه حكماً وعلماً ) أي : جعلناه نبياً ورسولاً ،


وعالماً ربانياً ، ( وكذلك نجزي المحسنين ) في عبادة


الخالق ببذل الجهد والنصح فيها ، وإلى عباد الله ببذل


النفع والإحسان إليهم ، نؤتيهم من جملة الجزاء على


إحسانهم علماً نافعاً .

ودل هذا على أن يوسف وفّى مقام الإحسان،


فأعطاه الله الحكم بين الناس ، والعلم الكثير والنبوة .

أنامل الخير
11-02-2011, 08:48 PM
( 23 ـ 29 ) ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه

وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي


أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون * ولقد همت به


وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه


السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين * واستبقا


الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب


قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو


عذاب أليم * قال هي راودتني عن نفسي وشهد


شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت


وهو من الكاذبين * وإن كان قميصه قد من دبر


فكذبت وهو من الصادقين * فلما رأى قميصه قد من


دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم *

يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك

إنك كنت من الخاطئين )

أنامل الخير
11-02-2011, 09:00 PM
هذه المحنة العظيمة أعظم على يوسف من محنة


إخوته ، وصبره عليها أعظم أجراً ، لأنه صبر اختيار مع


وجود الدواعي الكثيرة ، لوقوع الفعل ، فقدم محبة


الله عليها ، وأما محنته بإخوته ، فصبره صبر اضطرار


، بمنزلة الأمراض والمكاره التي تصيب العبد بغير


اختياره وليس له ملجأ إلا الصبر عليها ، طائعاً أو كارهاً


وذلك أن يوسف عليه الصلاة والسلام بقي مكرماً في


بيت العزيز ، وكان له من الجمال والكمال والبهاء ما


أوجب ذلك ، أن ( راودته التي هو في بيتها عن


نفسه ) أي : هو غلامها ، وتحت تدبيرها ، والمسكن


واحد ، يتيسر إيقاع الأمر المكروه من غير إشعار أحد



، ولا إحساس بشر .

أنامل الخير
11-02-2011, 09:13 PM
( و ) زادت المصيبة ، بأن ( غلقت الأبواب ) وصار


المحل خالياً ، وهما آمنان من دخول أحد عليهما،


بسبب تغليق الأبواب ، وقد دعته إلى نفسها


( وقالت : هيت لك ) أي افعل الأمر المكروه وأقبل


إلي ، ومع هذا ، فهو غريب ، لا يحتشم مثله


مايحتشمه إذا كان في وطنه وبين معارفه ، وهو


أسير تحت يدها ، وهي سيدته ، وفيها من الجمال


ما يدعو إلى ما هنالك ، وهو شاب عزب ، وقد توعدته


، إن لم يفعل ما تأمره به بالسجن ، أو بالعذاب الأليم .

أنامل الخير
11-02-2011, 09:22 PM
فصبر عن معصية الله ، مع وجود الداعي القوي فيه


لأنه قد هم فيها هماً تركه لله ، وقدم مراد الله على


مراد النفس الأمارة بالسوء ، ورأى من برهان ربه


ـ وهو ما معه من العلم والإيمان ـ ، الموجب لترك كل


ما حرم الله ـ ما أوجب له البعد والانكفاف ، عن هذه



المعصية الكبيرة ، و ( قال : معاذ الله ) أي : أعوذ بالله



أن أفعل هذا الفعل القبيح ، لأنه مما يسخط الله


ويبعد منه ، ولأنه خيانة في حق سيدي الذي


أكرم مثواي .

أنامل الخير
11-02-2011, 09:34 PM
فلا يليق بي أن أقابله في أهله بأقبح مقابلة


وهذا من أعظم الظلم


والظالم لا يفلح


والحاصل أنه جعل الموانع له من هذا الفعل تقوى


الله ، ومراعاة حق سيده الذي أكرمه ، وصيانة نفسه


من الظلم الذي لا يفلح من تعاطاه .



وكذلك مامن الله عليه من برهان الإيمان الذي في



قلبه ، يقتضي منه امتثال الأوامر ، واجتناب الزواجر


والجامع لذلك كله أن الله صرف عنه السوء والفحشاء



لأنه من عباده المخلصين له في عباداتهم ، الذين



أخلصهم الله واختارهم ، واختصهم لنفسه ، وأسدى



عليهم من النعم ، وصرف عنهم من المكاره ما كانوا


به من خيار خلقه .

أنامل الخير
11-02-2011, 09:42 PM
ولما امتنع من إجابة طلبها بعد المراودة الشديدة



ذهب ليهرب عنها ويبادر إلى الخروج من الباب


ليتخلص ، ويهرب من الفتنة



فبادرته إليه ، وتعلقت بثوبه



فشقت قميصه



فلما وصلا إلى الباب في تلك الحال



ألفيا سيدها ، أي زوجها لدى الباب




فرأى أمراً شق عليه




فبادرت إلى الكذب




أن المراودة قد كانت من يوسف



وقالت : ( ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً )



ولم تقل (( من فعل بأهلك سوءاً ))


تبرئة لها وتبرئة له أيضاً من الفعل

أنامل الخير
11-02-2011, 09:45 PM
وإنما النزاع عند الإرادة والمراودة ، ( إلا أن يسجن


أو عذاب أليم ) أي : أو يعذب عذاباً أليماً .

أنامل الخير
11-02-2011, 09:47 PM
فبرأ نفسه مما رمته به ، وقال : ( هي راودتني عن


نفسي )



فحينئذ احتملت الحال صدق كل واحد منهما ولم



يعلم أيهما .

أنامل الخير
11-02-2011, 09:55 PM
ولكن الله تعالى جعل للحق والصدق علامات


وأمارات تدل عليه ، قد يعلمها العباد وقد لا يعلمونها



فمن الله في هذه القضية بمعرفة الصادق منهما



تبرئة لنبيه وصفيه يوسف عليه السلام



فانبعث شاهد من أهل بيتها ، يشهد بقرينة من



وجدت معه فهو الصادق فقال : ( إن كان قميصه



قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ))



لأن ذلك يدل على أنه هو المقبل عليها



المراود لها المعالج



وأنها أرادت أن تدفعه عنها




فشقت قميصه من هذا الجانب .

أنامل الخير
11-02-2011, 10:00 PM
( وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من



الصادقين )



لأن ذلك يدل على هروبه منها ، وأنها هي التي طلبته



فشقت قميصه من هذا الجانب




( فلما رأى قميصه قد من دبر )



عرف بذلك صدق يوسف وبراءته وأنها هي الكاذبة .

أنامل الخير
11-02-2011, 10:05 PM
فقال لها سيدها : ( إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم )




وهل أعظم من هذا الكيد الذي برأت به نفسها مما



أرادت وفعلت ورمت به نبي الله يوسف عليه السلام

أنامل الخير
11-02-2011, 10:15 PM
ثم إن سيدها لما تحقق الأمر قال ليوسف :



( يوسف أعرض عن هذا )



أي : اترك الكلام فيه وتناسه ولا تذكره لأحد ، طلباً



للستر على أهله ،



( واستغفري )



أيتها المرأة



( لذنبك إنك كنت من الخاطئين )


فأمر يوسف بالإعراض



وهي بالاستغفار والتوبة .

أنامل الخير
11-02-2011, 10:32 PM
( 30 ـ 35 )( وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز



تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حباً إنا لنراها



في ضلال مبين * فلما سمعت بمكرهن أرسلت


إليهن وأعتدت لهن متكئاً وأتت كل واحدة منهن سكيناً



وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن


وقلن حاش لله ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم *



قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه



فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكوناً من



الصاغرين * قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني



إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من



الجاهلين * فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن



إنه هو السميع العليم * ثم بدا لهم من بعد ما رأوا


الآيات ليسجننه حتى حين )

أنامل الخير
11-02-2011, 11:36 PM
يعني : أن الخبر اشتهر وشاع في البلد وتحدث به


النسوة فجعلن يلمنها ويقلن : ( امرأة العزيز تراود


فتاها عن نفسه قد شغفها حباً )


أي : هذا أمر مستقبح ، هي امرأة كبيرة القدر



وزوجها كبير القدر



ومع هذا لم تزل تراود فتاها الذي تحت يدها



وفي خدمتها عن نفسه



وعم هذا فإن حبه قد بلغ من قلبها



مبلغاً عظيماً

أنامل الخير
11-02-2011, 11:39 PM
( قد شغفها حباً )


أي : وصل حبه إلى شغاف قلبها وهو باطنه


وسويداؤه ، وهذا أعظم ما يكون من الحب .

أنامل الخير
11-02-2011, 11:46 PM
( إنا لنراها في ضلال مبين )



حيث وجدت منها هذه الحالة التي لا تنبغي منها



وهي حالة تحط قدرها وتضعه عند الناس



وكان هذا القول منهن مكراً



ليس المقصود به مجرد اللوم لها والقدح فيها



وإنما أردن أن يتوصلن بهذا الكلام إلى رؤية يوسف



الذي فتنت به امرأة العزيز لتحنق امرأة العزيز وتريهن



إياه ليعذرنها ولهذا سماه مكراً



فقال : ( فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن )



تدعوهن إلى منزلها للضيافة

أنامل الخير
12-02-2011, 12:46 AM
( وأعتدت لهن متكئاً )


أي : محلاً مهيأ بأنواع الفرش والوسائد ، وما يقصد



بذلك من المآكل اللذيذة ، وكان في جملة ما أتت به



وأحضرته في تلك الضيافة طعام يحتاج إلى سكين



إما أترج أو غيره ( وأتت كل واحدة منهن سكيناً )




ليقطعن فيها ذلك الطعام ( وقالت ) ليوسف :( اخرج


عليهن ) في حالة جماله وبهائه .

أنامل الخير
12-02-2011, 01:10 AM
( فلما رأينه أكبرنه ) أي : أعظمنه في صدورهن



ورأين منظراً فائقاً لم يشاهدن مثله ( وقطعن ) من



الدهش ( أيديهن ) بتلك السكاكين اللاتي معهن




( وقلن : حاش لله ) أي : تنزيهاً لله



( ماهذا بشر إن هذا إلا ملك كريم )




وذلك أن يوسف أعطي من الجمال الفائق والنور



والبهاء ماكان به آية للناظرين وعبرة للمتأملين .




فلما تقرر عندهن جمال يوسف الظاهر وأعجبهن




غاية وظهر منهن من العذر لا مرأة العزيز شيء كثير



أرادت أن تريهن جماله الباطن بالعفة التامة فقالت


معلنة لذلك ومبينة لحبه الشديد غير مبالية ولأن اللوم



انقطع عنها من النسوة (ولقد راودته عن نفسه



فاستعصم )




أي : امتنع وهي مقيمة على مراودته لم تزدها مرور



الأوقات إلا قلقاً ومحبة وشوقاً لوصاله وتوقاً .





ولهذا قالت له بحضرتهن : ( ولئن لم يفعل ما آمره




ليسجنن وليكوناً من الصاغرين )




لتلجئه بهذا الوعيد إلى حصول مقصودها منه ، فعند




ذلك اعتصم يوسف بربه ، واستعان به على كيدهن




و ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه )




وهذا يدل على أن النسوة جعلن يشرن على يوسف




في مطاوعة سيدته وجعلن يكدنه في ذلك .




فاستحب السجن والعذاب الدنيوي على لذة حاضرة




توجب العذاب الشديد .




( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن )




أي : أمل إليهن فإني ضعيف عاجز إن لم تدفع عني



السوء ( وأكن ) إن صبوت إليهن ( من الجاهلين )




فإن هذا جهل لأنه آثر لذة قليلة منغصة على لذات




متتابعات وشهوات متنوعات في جنات النعيم .





ومن آثر هذا على هذا فمن أجهل منه ؟؟!!




فإن العلم والعقل يدعو إلى تقديم أعظم المصلحتين



وأعظم اللذتين ، ويؤثر ما كان محمود العاقبة .

أنامل الخير
12-02-2011, 01:22 AM
( فاستجاب له ربه ) حين دعاه



( فصرف عنه كيدهن )



فلم تزل تراوده وتستعين عليه بما تقدر عليه



من الوسائل حتى أيّسها وصرف الله عنه كيدها



( إنه هو السميع ) لدعاء الداعي



( العليم ) بنيته الصالحة وبنيته الضعيفة



المقتضية لإمداده بمعونته ولطفه



فهذا ما نجى الله به يوسف من هذه الفتنة الملمة



والمحنة الشديدة وأما أسياده فإنه لما اشتهر



الخبر وبان وصار الناس فيها بين عاذر ولا ئم وقادح




( بدا لهم ) أي : ظهر لهم ( من بعد ما رأوا الآيات )



الدالة على براءته ( ليسجننه حتى حين )



أي : لينقطع بذلك الخبر ويتناساه الناس ، فإن




الشيء إذا شاع لم يزل يذكر ويشاع مع وجود



أسبابه فإذا عدمت أسبابه نسي



فرأوا أن هذا مصلحة لهم فأدخلوه في السجن .

مشعل الثبيتي
12-02-2011, 01:51 AM
مبدعه أختي فاتن ..


إلى الأمام ..

أنامل الخير
16-02-2011, 09:08 PM
مبدعه أختي فاتن ..


إلى الأمام ..





أخي مشعل الثبيتي



بارك الله فيك



وجزاك الله خيراً





أسعدني مرورك على صفحتي




لك مني كل شكر وتقدير





وفقك الله ورعاك