النجم الساهر
24-01-2011, 11:38 AM
توبة طالبة على يد معلمتها
تقول هذه التائبة :
ولاأدري بأي كلمات سوف أكتب قصتي .... أم بأي عبارات الذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن ، سوف أسجلها .
فقد كان إقبالي على سماع الأغاني كبيراً حتى أني لاأنام ولا أستيقظ إلا على أصوات الغناء ... أما المسلسلات والأفلام فلا تسل عنها في أيام العطل ... لاأفرغ من مشاهدتها إلا عند الفجر في ساعات يتنزل فيها الرب – سبحانه وتعالى – إلى السماء الدنيا فيقول : هل من مستغفر فأغفر له ؟ .... هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ وأنا ساهرة على أفلام الضياع .
أما زينتي وهيئتي فكهيئة الغافلات أمثالي في هذه السن : قَصة غربية ، ملابس ضيقة وقصيرة ، وأظافر طويلة ، تهاون بالحجاب ....إلخ .
في الصف الثاني ثانوي دخلت علينا معلمة الكيمياء ، وكانت معلمة فاضلة صالحة ... شدني إليها حـُسن خلقها ، وإكثارها من ذكر الفوائد ، وربطها مادة الكيمياء بالدين ، حملتني أقدامي إليها مرة ، لا أدري ما الذي ساقني إليها لكنها كانت البداية .
جلست إليها مرة ومرتين ، فلما رأت مني تقبلاً واستجابة نصحتني بالإبتعاد عن سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات .
قلت لها : لا أستطيع .
قالت : من أجلي قلت حسناً من أجلك ، وصمتُّ قليلاً ثم قلت لها : لا ... ليس من أجلك بل من أجل الله إن شاء الله .... وكانت قد علمت مني حب التحدي ، فقالت : ليكن تحدٍ بينك وبين الشيطان فلننظر لمن ستكون الغلبة ، فكانت آخر حلقة في ذلك اليوم فلا تسل عن حالي بعد ذلك وأنا أسمع من بعيد أصوات الممثلين في
المسلسلات ... أأتقدم وأشاهد المسلسل ... إذن سيغلبني الشيطان ... ومن تلك اللحظة تركت سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات ولكني – بعد شهر تقريباً – عـُدتُ إلى سماع الغناء واستطاع الشيطان – على الرغم من ضعـف كيده كما أخبرنا الله تعالى أن يغلبني لضعف إيماني .
وفي السنة الثالثة ثانوي وهي المرحلة الأخيرة – دخلت علينا معلمة أخرى كنت لا أطيق حصتها وعباراتها الفصيحة ونصائحها ... إنها معلمة اللغة العربية ، وفي أول امتحان لمادة النحو فوجئت بالحصول على درجة ضعيفة جداً ، وقد كتبت المعلمة في ذيل الورقة بخطها عبارات عن إخلاص النية في طلب العلم ، وضرورة مضاعفة الجهد ، فضاقت بي الأرض بما رحبت ، فما اعتدت الحصول على مثل هذه الدرجة ولكن .. عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ......
ذهبت أحث الخطى إليها ، فبأي حق توجه إليَّ هذه العبارات ، فأخذتْ تحدثني عن إخلاص النية في طلب العلم ، .. و.... وفي اليوم التالي أخبرتني إحدى الأخوات أن المعلمة تريدني ، فلم أُلقِ لذلك بالاً ، ولكن شاء الله أن أقابلها عند خروجها وهي تحمل في يدها مصحفاً صغيراً ... صافحتني ، ووضعت المصحف في يدي ،
وقبضت على يدي ، وقالت : لا أقول لك هدية بل هــي أمانة ، فإن استطعت حملها وإلا فأعيديها إلــيَّ فوقع في نفسي حديثها ولكني لم استشعر ثقل تلك الأمانة إلا بعد أن قابلت إحدى الأخوات الصالحات فسألـتـني : ماذا تريد منك ؟ فقلت لها : إنها أعطـتــني هذا المصحف وقالت لي أمانة !! فتغير وجه هذه الأخت الصالحة ،
وقالت لي : أتعلمين ما معنى أمانة ؟ ! ... أتعلمين ما مسؤولية هذا الكتاب ؟ ! أتعلمين كلام من هذا ، وأوامر من هذه ؟! عندها استشعرت ثقل هذه الأمانة ..ز فكان القرآن الكريم أعظم هدية أهديت إليَّ .. فانهمكت في قراءته ، وهجرت – وبكل قوة
وإصرار – الغناء والمسلسلات ، إلا أن هيئتي لم تتغير ... قـَصة غربية ، وملابس ضيقة .. أما تلك المعلمة فقد تغيرت مكانتها في نفسي ، وأصبحت أُكن لها كل الحب والتقدير والإحترام .... هذا مع حرصها على الفوائد في حصتها ، وربط الدرس بالتحذير مما يريده
منا الغرب من التحلل والإباحية ونبذ كتاب الله جانباً ، وفي كل أسبوع كانت تكتب لنا في إحدى زوايا السبورة آية من كتاب الله ، وتطلب منا تطبيق ما في هذه الآية من أحكام ، وهكذا ظلت توالي من نصائحها إضافة إلى نصائح بعض الأخوات حتى تركت قَـصة الشعر الغربية عن إقتناع ، وأنها لا تليق بالفتاة المسلمة المؤمنة ، وأنها ليست من صفات أمهات المؤمنين فتحسن حالي – ولله الحمد - والتزمت بالحجاب الشرعي الكامل من تغطية الكفين والقدمين بعدما كنت أنا وإحدى الصديقات نحتقر لبس الجوارب حتى إننا كنا نلبسها فوق الحذاء ( !! ) استهزاءً ، ونضحك من ذلك المنظر .
أنهيت الثانوية العامة ، والتحقت بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وفي يوم من الأيام ذهبت مع إحدى الأخوات إل مغسلة الأموات ، فإذا بالمغسِّلة تغسِّـل شابة تقارب الثالثة والعشرين من عمرها وكانت في المستوى الثالث بالجامعة – ولا أستطيع وصف ما رأيت ... تُـقلب يميناً وشمالاً لتغسل وتـُكفن ، وهي باردة كالثلج .. أمها حولها وأختها وأقاربها ، أتراها تقوم وتنظر إليهم آخر نظرة وتعانقهم وتودعهم ؟! .... أم تراها توصيهم آخر وصية ...كلا لا حراك .
وإذ بأمها تقبلها على خديها وجبينها – وهي تبكي بصمت – وتقول : اللهم ارحمها .. اللهم وسع مدخلها ..ز اللهمخ اجعل قبرها روضة من رياض الجنة ... وتقول لها : قد سامحتك يا ابنــتي ، ثم يُــسدل الستار على وجهها بالكفن .، ما أصعبه من منظر ، وما أبلغها من موعظة .... لحظات وستوضع في اللحد ، ويُهال عليها التراب ، وتُسأل عن كل ثانية من حياتها .. فوالله مهما كتبت من عبارات ما استطعت أن أُحيط بذلك المشهد ، لقد غـيَّـر ذلك المشهد أموراً كثيرة بداخلي ، وزهدني بهذه الدنيا الفانية .... وإني لأتوجه إلى كل معلمة ، بل إلى كل داعية أياً كان مركزها ، أن لا تتهاون في إسداء النصيحة وتقديم الكلمة الطيبة حتى وإن أقفلت في وجهها جميع الأبواب .... حسبها أن باب الله مفتوح .
كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله ... منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها ... أن عودي إلى الله – أُخـيَّة – فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله .
وإلى كل من رأت في قلبها قسوة أو ما استطاعت ترك ذنب ما ... أن تذهب إلى مغسلة الأموات ، وتراهم وهم يُـغسلون ويكفنون والله إنها من أعظم العـظــات ( وكفى بالموت واعـظــاً ) .
أسأل الله لي ولكن حسن الخاتمة
أختكم أم عبدالله
قصة واقعية نقلتها لكم لعل الله ينفع بها وجزاكم الله خير الجزاء
أخوكم أحمد الغامدي
تقول هذه التائبة :
ولاأدري بأي كلمات سوف أكتب قصتي .... أم بأي عبارات الذكرى الماضية التي أتمنى أنها لم تكن ، سوف أسجلها .
فقد كان إقبالي على سماع الأغاني كبيراً حتى أني لاأنام ولا أستيقظ إلا على أصوات الغناء ... أما المسلسلات والأفلام فلا تسل عنها في أيام العطل ... لاأفرغ من مشاهدتها إلا عند الفجر في ساعات يتنزل فيها الرب – سبحانه وتعالى – إلى السماء الدنيا فيقول : هل من مستغفر فأغفر له ؟ .... هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ وأنا ساهرة على أفلام الضياع .
أما زينتي وهيئتي فكهيئة الغافلات أمثالي في هذه السن : قَصة غربية ، ملابس ضيقة وقصيرة ، وأظافر طويلة ، تهاون بالحجاب ....إلخ .
في الصف الثاني ثانوي دخلت علينا معلمة الكيمياء ، وكانت معلمة فاضلة صالحة ... شدني إليها حـُسن خلقها ، وإكثارها من ذكر الفوائد ، وربطها مادة الكيمياء بالدين ، حملتني أقدامي إليها مرة ، لا أدري ما الذي ساقني إليها لكنها كانت البداية .
جلست إليها مرة ومرتين ، فلما رأت مني تقبلاً واستجابة نصحتني بالإبتعاد عن سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات .
قلت لها : لا أستطيع .
قالت : من أجلي قلت حسناً من أجلك ، وصمتُّ قليلاً ثم قلت لها : لا ... ليس من أجلك بل من أجل الله إن شاء الله .... وكانت قد علمت مني حب التحدي ، فقالت : ليكن تحدٍ بينك وبين الشيطان فلننظر لمن ستكون الغلبة ، فكانت آخر حلقة في ذلك اليوم فلا تسل عن حالي بعد ذلك وأنا أسمع من بعيد أصوات الممثلين في
المسلسلات ... أأتقدم وأشاهد المسلسل ... إذن سيغلبني الشيطان ... ومن تلك اللحظة تركت سماع الغناء ومشاهدة المسلسلات ولكني – بعد شهر تقريباً – عـُدتُ إلى سماع الغناء واستطاع الشيطان – على الرغم من ضعـف كيده كما أخبرنا الله تعالى أن يغلبني لضعف إيماني .
وفي السنة الثالثة ثانوي وهي المرحلة الأخيرة – دخلت علينا معلمة أخرى كنت لا أطيق حصتها وعباراتها الفصيحة ونصائحها ... إنها معلمة اللغة العربية ، وفي أول امتحان لمادة النحو فوجئت بالحصول على درجة ضعيفة جداً ، وقد كتبت المعلمة في ذيل الورقة بخطها عبارات عن إخلاص النية في طلب العلم ، وضرورة مضاعفة الجهد ، فضاقت بي الأرض بما رحبت ، فما اعتدت الحصول على مثل هذه الدرجة ولكن .. عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ......
ذهبت أحث الخطى إليها ، فبأي حق توجه إليَّ هذه العبارات ، فأخذتْ تحدثني عن إخلاص النية في طلب العلم ، .. و.... وفي اليوم التالي أخبرتني إحدى الأخوات أن المعلمة تريدني ، فلم أُلقِ لذلك بالاً ، ولكن شاء الله أن أقابلها عند خروجها وهي تحمل في يدها مصحفاً صغيراً ... صافحتني ، ووضعت المصحف في يدي ،
وقبضت على يدي ، وقالت : لا أقول لك هدية بل هــي أمانة ، فإن استطعت حملها وإلا فأعيديها إلــيَّ فوقع في نفسي حديثها ولكني لم استشعر ثقل تلك الأمانة إلا بعد أن قابلت إحدى الأخوات الصالحات فسألـتـني : ماذا تريد منك ؟ فقلت لها : إنها أعطـتــني هذا المصحف وقالت لي أمانة !! فتغير وجه هذه الأخت الصالحة ،
وقالت لي : أتعلمين ما معنى أمانة ؟ ! ... أتعلمين ما مسؤولية هذا الكتاب ؟ ! أتعلمين كلام من هذا ، وأوامر من هذه ؟! عندها استشعرت ثقل هذه الأمانة ..ز فكان القرآن الكريم أعظم هدية أهديت إليَّ .. فانهمكت في قراءته ، وهجرت – وبكل قوة
وإصرار – الغناء والمسلسلات ، إلا أن هيئتي لم تتغير ... قـَصة غربية ، وملابس ضيقة .. أما تلك المعلمة فقد تغيرت مكانتها في نفسي ، وأصبحت أُكن لها كل الحب والتقدير والإحترام .... هذا مع حرصها على الفوائد في حصتها ، وربط الدرس بالتحذير مما يريده
منا الغرب من التحلل والإباحية ونبذ كتاب الله جانباً ، وفي كل أسبوع كانت تكتب لنا في إحدى زوايا السبورة آية من كتاب الله ، وتطلب منا تطبيق ما في هذه الآية من أحكام ، وهكذا ظلت توالي من نصائحها إضافة إلى نصائح بعض الأخوات حتى تركت قَـصة الشعر الغربية عن إقتناع ، وأنها لا تليق بالفتاة المسلمة المؤمنة ، وأنها ليست من صفات أمهات المؤمنين فتحسن حالي – ولله الحمد - والتزمت بالحجاب الشرعي الكامل من تغطية الكفين والقدمين بعدما كنت أنا وإحدى الصديقات نحتقر لبس الجوارب حتى إننا كنا نلبسها فوق الحذاء ( !! ) استهزاءً ، ونضحك من ذلك المنظر .
أنهيت الثانوية العامة ، والتحقت بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وفي يوم من الأيام ذهبت مع إحدى الأخوات إل مغسلة الأموات ، فإذا بالمغسِّلة تغسِّـل شابة تقارب الثالثة والعشرين من عمرها وكانت في المستوى الثالث بالجامعة – ولا أستطيع وصف ما رأيت ... تُـقلب يميناً وشمالاً لتغسل وتـُكفن ، وهي باردة كالثلج .. أمها حولها وأختها وأقاربها ، أتراها تقوم وتنظر إليهم آخر نظرة وتعانقهم وتودعهم ؟! .... أم تراها توصيهم آخر وصية ...كلا لا حراك .
وإذ بأمها تقبلها على خديها وجبينها – وهي تبكي بصمت – وتقول : اللهم ارحمها .. اللهم وسع مدخلها ..ز اللهمخ اجعل قبرها روضة من رياض الجنة ... وتقول لها : قد سامحتك يا ابنــتي ، ثم يُــسدل الستار على وجهها بالكفن .، ما أصعبه من منظر ، وما أبلغها من موعظة .... لحظات وستوضع في اللحد ، ويُهال عليها التراب ، وتُسأل عن كل ثانية من حياتها .. فوالله مهما كتبت من عبارات ما استطعت أن أُحيط بذلك المشهد ، لقد غـيَّـر ذلك المشهد أموراً كثيرة بداخلي ، وزهدني بهذه الدنيا الفانية .... وإني لأتوجه إلى كل معلمة ، بل إلى كل داعية أياً كان مركزها ، أن لا تتهاون في إسداء النصيحة وتقديم الكلمة الطيبة حتى وإن أقفلت في وجهها جميع الأبواب .... حسبها أن باب الله مفتوح .
كما أتوجه إلى كل أخت غافلة عن ذكر الله ... منغمسة في ملذات الدنيا وشهواتها ... أن عودي إلى الله – أُخـيَّة – فوالله إن السعادة كل السعادة في طاعة الله .
وإلى كل من رأت في قلبها قسوة أو ما استطاعت ترك ذنب ما ... أن تذهب إلى مغسلة الأموات ، وتراهم وهم يُـغسلون ويكفنون والله إنها من أعظم العـظــات ( وكفى بالموت واعـظــاً ) .
أسأل الله لي ولكن حسن الخاتمة
أختكم أم عبدالله
قصة واقعية نقلتها لكم لعل الله ينفع بها وجزاكم الله خير الجزاء
أخوكم أحمد الغامدي