المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلادنا بين كماشتين _ التغريبيين والخوارج _



*الفارس*
20-12-2010, 02:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أيها الأخوة : لقد شاءَ الله لبلاد الحرمين الشريفَين اصطفاءً واختيارًا، وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُفجَعلها منطلقًا للرّسالة الإسلاميّة الخالدة، ومتنزَّلاً لوحيه، ومهدًا لدعوة نبيّه عليه الصلاة والسلام، وقِبلةً لعبادِه، ومهوًى لأفئِدَتهم، ومحلاًّ لأداء مناسِكهم، فأمنُها أمنٌ لجميع البلاد، ونورُ إيمانها متلألِئ بحمد الله في كلّ الأصقاع والوِهاد. قلعةٌ من قِلاع الهدى، وصَخرة شمّاء تتهاوى أمامَها سهام العِدا، هي منارةُ الإسلام ومأرِز الإيمان ومحضن العقيدة والشريعة، وهي الخطُّ الأخير في غرّةِ الوجود الإسلامي وخاتمةُ سورِ الدّفاع العقديّ والحصنِ الإيمانيّ. هي بمثابةِ مركز القَلب في الجِسم الإنسانيّ، حفِظها الله فلم تطَأها قدمُ مستَعمِر، وسلَّمها الله فلن تعبَثَ بأمنِها يد دَعيٍّ مستهتِر.
معاشر المسلمين، وإنَّ من فضل الله على عباده ما هيّأ لهم من هذا البيتِ الحرام والبلدِ الأمين، الحرمِ الأزهر والثرى الأفيحِ الأطهر: إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَاوقد امتنَّ سبحانه على ساكني هذه الدّيار بنعمة الأمن والإيمان، فقال سبحانه: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْأَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ.
وقد علمتْ الدنيا بأسرها أن هذا الوطن الكريم, حكومة وشعبًا هو رمز الفضيلة والأمن والصلاح, وهذه المملكة هي حامية الحرمين الشريفين ومهبط الوحيين ومهوى أفئدة المسلمين!
هي موطن الأمن والحُكْم بالشريعة, هي الموطن الأكبر للعلم والعلماء. هذه البلاد، التي هي قبلة المسلمين، وحصن الإسلام الحصين، يحوم حولها ذئاب الخارج يريدون اختراقها، ويجول داخلها ذئاب الداخل، يريدون إفسادها .
وإن من أعظم الأبواب، التي يتخلل منهما الذئاب في هجمة شرسة؛ لاختراق هذا الحصن، من بابين متطرفين، باب إرهابي تخريبي، وباب إفسادي تغريبي. ويجمع البابين البعدُ عن الوسطية غلواً أو تفريطاً. أما باب الإرهاب والتخريب، فقد تابعنا وبكل أسف الأفكار الضالة والأعمال الفاسدة التي تورط فيها بعض شبابنا بدعوى الجهاد والإصلاح. فلنحمد الله تعالى على انكسار شوكتهم. وفَلِّ فلولهم، ومن آخر ذلك القبض على150خلال ثمانية أشهر ماضية.
وأما التيار الثاني الذي يهدد بلادنا، فهو تيار الإفساد والتغريب، سواء على مستوى الأمة، أو على مستوى المرأة خصوصاً.. يتولى كبرَه منظرو الشبهات ومروجو الشهوات الذين شهدت بلادُنا العديد من أساليبهم الخبيثة، التي تنظم بطريقة مخالفة للشرع وللعرف والنظام السائد في البلاد.
أيها الأحبة: ألا تلاحظون أن خطر الإرهاب التغريبي المتحرر لا يقل كثيراً عن الإرهاب التخريبي؟ فكلا التيارين يتفقان على التهوين من قدر العلماء، والتنقص منهم، وإسقاط مرجعيتهم عند الناس. فأما تيار التخريب فقد قاربت نهايته بحمد الله، ولم يبق إلا تيار التغريب الذي لا زال يعيث في الأرض فسادًا، نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين.
والمتتبع لوسائل الإعلام اليوم يجد أن للتغريبيين طرقاً كثيرة للنيل من العلماء، منها:
1) اتهام العلماء بالتشديد على الناس، وأن كل شيء عندهم حرام.
2) ضرب آراء العلماء بعضهم ببعض، وتمرير الآراء الشاذة.
3) اتهام العلماء بالتخلف وعدم مواكبة التقدم التقني والانفتاح الحضاري مع الشعوب الأخرى وأن فتاواهم لا تصلح لهذه المرحلة، وأنهم يعادون كل شي غير مألوف في البلد .
إنهم يسعون إلى سلخ الأمة عن ثوابتها وقيمها, إمّا عن جهل أو عن قصد باسم الإصلاح والتنوير, وهذا هو الموت البطيء للأمة قاطبة، ويوقدون شرهم على نار هادئة تحرق الأخضر واليابس!
نعم؛ إننا نعيش في وطن الإخاء والسخاء والخير والثراء! بيد أنه لم يسلمْ من ظُلم الحاسد الغريب، والجاهل القريب, ولا من طيش الطائشين وعبث المتطرفين في أقصى الشمال أو أقصى اليمين!
ظَلَمه الخارجي المتطرفُ حين خرج على ولاة الأمر فيه, حين خرّب وفجّر ودمّر وقتّل المسلمين الموحدين!
وظَلمَه المتحررُ من القيود والثوابت, من خلال أطروحاته المقيتة البغيضة عبر وسائل الأعلام المختلفة من مسموعة ومقروءة ومرئية, وليؤلب الشعب الكريم المتدين على الخروج عن القيم والعادات الحميدة المستمدة من تعاليم الدين الحنيف, يريد الحرية المطلقة الغربية بكل أشكالها! وهل عيب أن نقول لكل العالم بكل عزة: نحن بلد له شريعته وأنظمته، وهذا لا يصلح في بلدنا والحمد لله؟

إن الذين يحرصون على أمن الوطن الفكري هم حراس الفضيلة الشرفاء الوسطيون الذين خلصت نياتهم وصفت أفكارهم, فوطننا الكبير لم يقم ولم تستقم فيه الأمور الا على صفاء المعتقد ونقاء الفكر بين أفراده. فأما دعاة التغريب، فإنهم وإن تلبسوا بثياب الناصحين، وادعوا زوراً وبهتاناً الغيرة على البلاد وعلى الدين، فكتاباتهم وملتقياتهم تنبيك عما يريدون، وعلى أي شيء يهجمون.
فقد كانت هجماتهم المتكررة على الدين، والمؤسسات الدينية، والمناهج التعليمية، والقضاء، والهيئة، والعلماء الذين هم صمام الأمان للبلاد .. يتولى كبر هذه الهجمات المتكررة أقزام وسائل الإعلام، ممن ينطبق عليهم قول النبي r: إِنَّ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ سِنِينَ خَدَّاعَةً، يُصَدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكَذَّبُ فيها الصادِقُ، ويُؤتَمَنُ فيها الخَائِنُ، ويُخَوَّنُ فِيها الأَمِينُ، ويَنطِقُ فيها الرُّوَيبِضَةُ، قِيلَ: وما الرُّوَيبِضَةُ؟ قال: المَرءُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ في أَمرِ العَامَّةِ. رواه احمد. وفي لفظ لأحمد: الفويسق يتكلم في أمر العامة.
نعم والله، لقد رَأَينَا مِصدَاقَ هذا الحديثِ وَاقِعًا حَيًّا بَينَ أَظهُرِنَا وَمِن حَولِنَا، نَقرَؤُهُ في َصُحُفِنَا ومجلاتنا، وَنَرَاهُ في قَنَواتِنَا وَوَسَائِلِ إِعلامِنَا، بَلْ إِنَّ السُّفَهَاءَ مِن خَفَافِيشِ الصَّحَافَةِ وَأَدعِيَاءِ الكِتَابَةِ اليَومَ، لم يَكتَفُوا بِضَلالِهِم وَإِضلالِ مَن سِوَاهُم مِنَ العَوَامِّ وَالمُغَفَّلِينَ، حتى أَضَافُوا إلى ذلك رِقَّةً في الدِّينِ وَسُوءًا في الأَدَبِ وَصَفَاقَةً في الوُجُوهِ، فَجَادَلُوا عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ وَكَذَّبُوهُم، وَرَدُّوا على أَئِمَّةَ الهُدَى وخَطَّؤُوهُم. أُغَيلِمَةٌ صِغَارٌ مَا شَمُّوا رَائِحَةَ العِلمِ وَلا ذَاقُوا حَلاوَتَهُ، يَفتِلُونَ عَضَلاتِهِم أَمَامَ جَهَابِذَةٍ مِن كِبَارِ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ ، ممنَ أَفنَوا عَشَرَاتِ السِّنِينَ في تَعلُّمِ العِلمِ وَتَعلِيمِهِ، وَتَألِيفِ الكُتُبِ فِيهِ وَالدَّعوَةِ إِلى اللهِ، حتى أصبحوا محل الثقة عند ولاة الأمر والعلماء وطلبة العلم وعامة الناس
عباد الله: إن جهاد هؤلاء الملبسين من أعظم جهاد الكلمة، وإن النصح للأمة والتواصي بتعرية هؤلاء والرد عليهم، من أشرف أنواع التواصي بالحق والبر.
وكلنا أمل بعد الله تعالى في ولاة أمرنا علماء وأمراء بأن ينتدبوا لجهاد الكلمة على هؤلاء، والأخذ على أيدي الكتاب السفهاء، وإذا علا صوت الحق وظهر، خنست أصوات أهل التغريب والتحرر .. وحينها نقول لهم: موتوا بغيظكم، وأبشروا بما يسوؤكم، فلا مكان في بلادنا لأفكاركم، فهذه البلاد المباركة بولاة أمرها وعلمائها وتوحيد أهلها، ستبقى منارةً للدين والتوحيد، وغُصةً في حلق كل بغيض نكيد .. وقد قالها ولاة أمرنا: لا قيام لهذه البلاد، ولا للدولة إلا على دين الله، الذي جاء به رسول الله r وبلغه أصحابه (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) .

كاسب العز
21-12-2010, 02:25 PM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى

كاسب العز

جميل الثبيتي
21-12-2010, 10:10 PM
(والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) .

جزاك الله خيرا فارسنا الحبيب على هذا التنبيه وهذا الطرح

الثري المثري ونفعنا وإياكم بما نقرأ ونسمع وابعد عنا الفتن

ما ظهر منها وما بطن وحمانا من مكر الماكرين

الابتسامه المهاجرة
21-12-2010, 10:34 PM
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_200504290110112772f3b3f50.gif

صمتي لغة كلامي
21-12-2010, 11:46 PM
سلمت على رووعة الطرح

جزاك الله خير وكتب أجرك

*الفارس*
25-12-2010, 05:08 PM
بارك الله فيكم

وجزاكم الله خيرا على مروركم وتشريفكم


حفظكم الله

غرام المشاعر
28-12-2010, 10:38 PM
جزاك الله خير
ولاحرمك الأجر

ينابيع الأمل
09-01-2011, 08:00 AM
بارك الله فيك وجزاك المولى عنا خير الجزاء
الف شكر
في موازين حسناتك يارب