المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مفهومنا للقضاء والقدر



النجم الساهر
15-12-2010, 01:39 AM
مفهومنا للقضاء والقدر




وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)


فائدة لغوية :
القضاء يستعمل في اللغة العربية على وجوه : فالقضاء بمعنى الأمـر كقوله تعالى : (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) معناه أمر
والقضاء بمعنى الـخلق : كقوله تعالى : (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ )(12)) يعني خلقهن ، ويأتي القضاء بمعنى الحكم فقال تعالى ) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ۖفَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ ۖ) (72) أي أحكم ما أنت حاكم به .
وتأتي بمعنى الفراغ كقوله تعالى : )قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ((41) أي فرغ منه
والقضاء يأتي بمعنى الإرادة كقوله تعالى : ) إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ( (47) أي أراد .
وكذلك يأتي القضاء بمعنى العهد كقوله تعالى : )وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَىٰ مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ( (44)
ثم يشير القرطبي بعد ذلك إلى قضية هامة تشغل أفكار كثير من طلبة العلم وغيرهم فيقول : فإذا كان القضاء يحتمل هذه المعاني ، فلا يجوز إطلاق القول بأن المعاصي بقضاء الله ، لأنه إذا أريد به الأمر فلا خلاف أنه لا يجوز ذلك ، لأن الله تعالى لم يأمر بها ، فإنه لا يأمر بالفحشاء .
ثم يقول : وقال زكريا بن سلام : جاء رجل إلى الحسين ، فقال إنه طلق إمرأته ثلاثاً ، فقال له : إنك قد عصيت ربك ، وبانت منك ، فقال الرجل قضى الله ذلك علي ! فقال الحسن وكان قاضياً : ما قضى الله ذلك ! – أي ما أمر الله به – وقرأ هذه الآية :)وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه( .
أما القدر : لغــةً : التقديــر ، وهو جعل كل شئ بمقدار يناسبه بلا تفاوت .
وعرفاً : جزئيات حكم القضاء وتفاصيله التي تقع فيما لا يزال . قال تعالى : )وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ( (21)
وقال النووي : معناه أن الله تعالى قدر الأشياء في القـِدم ، وعلم أنها ستقع في أوقات معلومة عنده ، وعلى صفات مخصوصة ، فهي تقع على حساب ما قدَّرها سبحانه وتعالى ، وهو بهذا المعنى يعلم القضاء بالمعنى السابق .
وقال الخطابي : وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله تعالى العبد على ما قدَّره وقضاه ، وليس الأمر كما يتوهمون ، وإنما معناه الإخبار عن تقدم علم الله تعالى بما يكون من اكتسابات العبد وصدورها عن تقدير منه تعالى ، وخلقه لها خيرها وشرها ، والقدر إسم لما صدر مقدراً عن فـعل القادر . ويجب الإيمان والرضا بهما ، لقوله سبحانه وتعالى : )وخلق كل شئ فقدره تقديراً( ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل : (( وأن تؤمن بالقدر خيره وشره )) .
ولحديث أبي هريرة t أن النبي r (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان)الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم (http://www.dorar.net/mhd/261)- المصدر: صحيح مسلم (http://www.dorar.net/book/3088&ajax=1)
هذا ما عليه أهل السنة والجماعة فيجب على المكلف أن يعتقد أن جميع أفعال العباد بقضاء الله وقدره ، وأن الله تعالى يريد الكفر من العبد ويشاؤه ، ولايرضاه ولا يحبه له .
فيشاؤه كــوناً ولا يرضاه ديــنــــاً ، وأن كل إنسان ميسر لما خـُلق له ، وأن الأعمال بالخواتيم .فالسعيد من سعد بقضاء الله وقدره ، فيوفقه تعالى للعمل بالشريعة الغراء إلى أن يموت على ذلك ، والشقي من شقي بقضاء الله وقدره ، فيموت على الكفر والعياذ بالله تعالى .
فعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال : كنا في جنازة ببقيع افرقد فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله وبيده مخصرة فجعل ينكت بها الأرض ، ثم قال : ( ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ، ومقعده من الجنة ، فقالوا : يارسول الله أفلا نتكل على كتابنا ؟ فقال : اعملوا فكل ميسر لما خـُلق له . أما من كان من أهل السعادة فسيسير إلى عمل السعادة ، وأما من كان من أهل الشقاء فسيصير إلى عمل الشقاء ، ثم قرأ : (فأما من أعطى وأتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى) والحديث أخرجه البخاري ومسلم وابو داود والترمذي .
وعن سهل الساعدي رضي الله عنه أن النبي r قال : ( أن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وان الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ) اخرجه البخاري ومسلم .
ومن جميل ما أورده النيسابوري في تفسيره بإسناده وهو :
أن علي بن ابي طالب رضي الله عنه سأله سائل عن القــدر فقال : طرق دقيق لا تمش فيه ، فقال : بحر عميق لا تخــض فيه ، فقال : ياأمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، فقال : سر خفي لله لا تفشيه ، فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر ، فقال علي رضي الله عنه : يا سائل إن الله تعالى خلقك كما شاء أو كما شئت ؟ فقال : كما شاء ، فقال : ان الله يبعثك يوم القيامة كما شئت أو كما يشاء ؟ فقال : كما يشاء فقال : يا سائل ، لك مشيئة مع الله ؟ أو فوق الله ؟ أو دون مشيئتـه ؟ فإن قلت مع مشيئته أدعيت الشركة معه ، وإن قلت : دون مشيئته استغنيت عن مشيئته ، وإن قلت : فوق مشيئته ، كانت مشيئتك غالبة على مشيئة الله تعالى .
ثم قال : ألست تسأل الله العافية ؟ قال : نعم . قال: فمن ماذا تسأله العافية ؟ أمن بلاء ابتلاك به ؟ أو من بلاء غــيرك أبتلاك به ؟ فقال : من بلاء أبتلاني به . فقال : ألست تقول :
(( لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )) ؟ قال : بلى . قال : تعرف تفسيرها ؟ فقال : لا يا أمير المؤمنين علمني مما علمك الله . فقال : تفسيرها أن العبد لا قدرة له على طاعة الله ولا على معصيــتــة إلا بالله عز وجل . ياسائل : ان الله يسقم ويداوي ، منه الداء ، ومنه الدواء ، أعـقــِل عن الله ، فقال السائل : عــقــلت ، فقال له : الآن صرت مسلماً ، قوموا إلى أخيكم المسلم فخذوه بيده .
وقد ذكر صاحب ( مقامات العلماء ) ما خلاصته : -
أن الدنيا كلها مقسومة على خمسة وعشرين قسماً : خمسة بالقضاء والقدر ، وخمسة بالإجتهاد ، وخمسة منها بالعادة ، وخمسة بالجوهر ، وخمسة بالوراثة .
فأما الخمسة التي بالقضاء والقدر :
فالرزق ، والولد ، والأهل ، والسلطان ، والعمر .
والخمسة التي بالإجتهاد :
فالجنة ، والنار ، والعفة ، والفروسية ، والكتابة .
والخمسة التي بالعادة :
فالأكل ، والنوم ، والمشي ، والنكاح ، والتغوط .
والخمس التي بالجـوهر :
فالزهد ، والذكاء ، والبذل ، والجمال ، والهيبة .
والخمسة التي بالوراثة :
فالخير ، والتواصل ، والسخاء ، والصدق ، والأمانة .
وهذا كله لاينافي قوله صلى الله عليه وسلم ( وكل شئ بقضاءٍ وقدر ) وإنما معناه أن بعض هذه الأشياء يكون مرتباً على سبب وبعضها يكون بغير سبب ، والجميع بقضاء الله وقدره .
والخلاصة :
ان الله تعالى : خلق الخير وخلق الشر ، وأراد الخير وأراد الشر ، غير أنه سبحانه وتعالى : خلق الخير وأراده وأمر به ، وخلق الشر وأراده ولم يأمــر به . ___ والله اعلم

الأم الرؤوم
15-12-2010, 01:23 PM
لا إله الا أنت آمنت بقضائه وقدره

جزاك الله خير وجعله في موازين حسناتك

كاسب العز
15-12-2010, 01:57 PM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى

كاسب العز

غلا الروح
15-12-2010, 02:48 PM
جزاك الله جنة الفردوس
وأسعدك في الدارين
تحياااااااتي

الابتسامه المهاجرة
15-12-2010, 11:18 PM
جزاك الله الجنان ونفع بك

النجم الساهر
16-12-2010, 03:06 AM
الأم الــرؤوم


http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12924579821.gif

النجم الساهر
16-12-2010, 03:09 AM
الأخ كـــاسب العز

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12924581141.gif

النجم الساهر
16-12-2010, 03:10 AM
الأخت غلا الروح

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12924582171.gif

النجم الساهر
16-12-2010, 03:13 AM
الأخت الفاضلة الإبتسامة المهاجرة

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12924582171.gif

ينابيع الأمل
08-01-2011, 09:41 AM
الف شكر لك
على الطرح القيم
بوركت جهودك
وجزاك الله خير الجزاء
على كل ما تقدمه
دمت بخير وعافية دائما وابدا

غرام المشاعر
08-01-2011, 11:18 PM
بارك الله فيك

وجزاك الله خيراً

النجم الساهر
11-01-2011, 01:43 AM
ينابيع الأمــل ........



http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12946993451.gif

النجم الساهر
11-01-2011, 01:45 AM
غرام المشاعر لك مني خالص الشكر والتقدير على كلماتك الجميلة

همس الرووح
12-01-2011, 04:41 PM
http://up.3ros.net/get-1-2011-yw5imxjy.gif

أنامل الخير
12-01-2011, 05:55 PM
بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا

جعله الله في ميزان حسناتك

اذكر الله
13-01-2011, 11:40 AM
الله يجزاك كل الخير على جهودك الرائعة

ورفع قدرك وزادك من فضله

لك كل التقدير

فوق عالية
13-01-2011, 01:25 PM
يعطيك العافية
تمنياتي بالتوفيق

النجم الساهر
14-01-2011, 01:07 AM
همس الروح

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12949563741.gif

النجم الساهر
14-01-2011, 01:10 AM
أذكر الله


http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12949565441.gif

النجم الساهر
14-01-2011, 01:13 AM
فوق عالية

http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb12949567601.gif