احساس ولهان
26-10-2010, 10:23 PM
العذاب ليس له طبقة (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)
مقال رائع (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)من روائع
الدكتور مصطفى محمود رحمه (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)الله
العذاب ليس له طبقة
الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط
و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.
و الذي أعطاه الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.
و الرجل الناجح (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء وانتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين وانتهى إلى الدمار .
و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبداً لشهوته خادماً لأطماعه ذليلاً لنزواته.
و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات .
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعض الفوارق.
و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب .
فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر ... و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية ... و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور .
إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب ... و في داخل القلوب التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة .
و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق .
و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب .
و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات ... فالعذاب ليس له طبقة (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)و إنما هو قاسم مشترك بين الكل (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)... يتجرع منه كل واحد (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)كأساً وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات
و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف ... فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله ... و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال ... و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله .
و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر ... حيث يكون الشقاء الحقيقي ... أو السعادة الحقيقية ... فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم .
أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)يتجرعها الكل (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)... و الكل (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)في تعب .
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف ... فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.
و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت .
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع .
و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاً و الآخر صعلوكاً و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم .
أما وراء الكواليس .
أما على مسرح القلوب .
أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة ... فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم ... و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم ... ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين ... و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)تأتي من الجنة ... و المقدمات التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)تسبق اليوم (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)الموعود ... يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق ... يوم لا تنفع معذرة ... و لا تجدي تذكرة .
و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم وأهل الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)في راحة لأنهم أسلموا إلى الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)في ثقة وقبلوا ما يجريه عليهم (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)ورأوا في أفعاله عدلاً مطلقاً دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضاً ، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن ... بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم .
أما أهل الغفلة وهم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)و الدرهم و فدان الأرض (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)، ثم لا يجمعون شيئاً إلا مزيداً من الهموم و أحمالاً من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعاً لا يشبع .
( من روائع دكتور مصطفى محمود رحمه (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)وأسكنه فسيح جناته وغفر له )
مقال رائع (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)من روائع
الدكتور مصطفى محمود رحمه (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)الله
العذاب ليس له طبقة
الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب.
و ساكن الزمالك الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و السكر و الضغط
و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)من الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.
و الذي أعطاه الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا يعرف طعم الراحة.
و الرجل الناجح (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء وانتصر في كل معركة لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين وانتهى إلى الدمار .
و الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبداً لشهوته خادماً لأطماعه ذليلاً لنزواته.
و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات .
كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعض الفوارق.
و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء الدنيوي متقارب .
فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر ... و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية ... و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور .
إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب ... و في داخل القلوب التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة .
و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن الحقائق .
و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه الكذاب لما كذب .
و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات ... فالعذاب ليس له طبقة (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)و إنما هو قاسم مشترك بين الكل (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)... يتجرع منه كل واحد (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)كأساً وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات
و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف ... فهناك نفس تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله ... و هناك نفوس تمضغ شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال ... و تلك هي النفوس المظلمة الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله .
و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر ... حيث يكون الشقاء الحقيقي ... أو السعادة الحقيقية ... فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى الجحيم .
أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة تتساوى الكؤوس التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)يتجرعها الكل (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)... و الكل (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)في تعب .
إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف ... فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما تفاضلت إلا بمواقفها.
و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت .
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع .
و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)يرتديها الأبطال حيث يبدو أحدنا ملكاً و الآخر صعلوكاً و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم .
أما وراء الكواليس .
أما على مسرح القلوب .
أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة ... فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم ... و إنما عدل مطلق و استحقاق نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)يد السلوى الخفية يحنو بها على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم ... ثم يميل بيد القبض و الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و يرهل أبدان المسرفين ... و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)تهب من الجحيم و النسمات المبشرة التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)تأتي من الجنة ... و المقدمات التي (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)تسبق اليوم (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)الموعود ... يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق ... يوم لا تنفع معذرة ... و لا تجدي تذكرة .
و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم وأهل الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)في راحة لأنهم أسلموا إلى الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)في ثقة وقبلوا ما يجريه عليهم (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)ورأوا في أفعاله عدلاً مطلقاً دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضاً ، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن ... بينما شقى أصحاب العقول بمجادلاتهم .
أما أهل الغفلة وهم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل اللقمة و المرأة (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)و الدرهم و فدان الأرض (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)، ثم لا يجمعون شيئاً إلا مزيداً من الهموم و أحمالاً من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعاً لا يشبع .
( من روائع دكتور مصطفى محمود رحمه (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)الله (http://www.mo3alem.com/vb/t38618.html)وأسكنه فسيح جناته وغفر له )