النجم الساهر
23-10-2010, 12:12 PM
الإبتعاد عن الغضب المنهي عنه
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : ( لاتغضب ، فردد مراراً قال : لاتغضب ) رواه البخاري
وفي رواية أخرى خرَّج الترمذي (( جاء رجل إلى النبي r فقال : يارسول الله علمني شيئاً ولا تكثر على لعلي أعيه ، قال : لا تغضب ، فردد ذلك مراراً كل ذلك يقول لا تغضب ))
وفي رواية اخرة أن رجلاً أتى النبي r من قـِبل وجهه فقال :(( يارسول الله أي العمل أفضل ؟ فقال حـُسن الخلق ، ثم أتاه عن يمينه فقال : يارسول الله أي العمل أفضل ؟ فقال : حـُسن الخلُق ، ثم أتاه عن شماله فقال : يارسول الله أي العمل أفضل ؟ قال حـُسن الخلق ، ثم أتاه من بعده ، يعني من خلفه فقال : يارسول الله أي العمل أفضل ؟ فالتفت إليه رسول الله فقال : مالك لاتفقه : حسن الخلق هو أن لا تغضب إن استطعت )) .
وهناك وردت احاديث متعددة الصيغ في موضوع النهي عن الغضب لم اذكرها حتى لا أطيل على القارئ .
فقوله صلى الله عليه وسلم لمن استوصاه "" لا تغضب "" يحتمل أمرين أحدهما أن يكون مراده الأخذ بالأسباب التي توجب حـُسن الخلق من الكرم والسخاء والحلم والحياء والتواضع والإحتمال وكف الأذى والصفح والعفو وكظم الغيظ والطلاقة والبشر ونحو ذلك من الأخلاق الحميدة فإن النفس إذا تخلقت بهذه الأخلاق أوجب لها ذلك دفع الغضب
والإحتمال الثاني : أن لاتعمل بمقتضى الغضب إذا حصل لك ذلك بل جاهد نفسك على ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به ، فإن الغضب إذا ملك شيئاً من بني آدم كان الآمر الناهي له :ولهذا المعنى قال الله عزوجل } ولما سكت عن موسى الغضب {وإذا لم يمتثل الإنسان ما يأمره بت غضبه وجاهد نفسه على ذلك اندفع عنه شرّ الغضب ، وربما سكن غضبه وذهب عاجلاً وكأنه حــينئذ لم يغضب وإلى هذا المعنى أشارت الآية في قوله تعالى : } وإذا ماغضبوا هم يغفرون { وقوله سبحانه وتعالى : } والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين { وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من غضب بتعاطي أسباب تدفع عنه الغضب وتسكنه ويمدح من ملك نفسه عند غضبه ، ففي الصحيحين عن سليمان بن صرد قال : ( استب رجلان عند رول الله ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه ، فقال النبي r : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول النبي r ؟ قال :إني لست بمجنون.) وخـرّج الإمام أحمد والترمذي من حديث أب سعيد الخدري أن النبي rقال في خطبته : ( ألا إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم ، أفما رأيتم إلى حـُمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ، فمن أحسّ من ذلك من بشئ فليلزق بالأرض ) وفي رواية أخرى (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )) والمعنى في ذلك أن القائم متهئ للإنـتـقــام والجالس دونه في ذلك والمضطجع أبعد عنه .
وخرّج الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي rقال :(( إذا غضب أحدكم فليسكت )) قالها ثلاثاً ، وهذا ايضاً دواء عظيم للغضب ، لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيراً من السباب وغيره مما يعظم ضرره ، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنده ، وما أحسن قول مورق العجلي رحمه الله : ما امتلأت غضباً قط ولا تكلمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت . وغضب يوماً عمر بن عبدا لعزيز فقال له : ابنه عبد الملك رحمهما الله : أنت أمير المؤمنين مع ما أعطاك الله وفـضـّلك بت تغضب هذا الغضب ؟ فقال له : أو ما تغضب يا عبدالملك ؟ فقال له عبد الملك وما يغني عني سعة جــوفي إذا لم أردد فيه الغضب حتى لا يظهر ؟ فهؤلاء قوم ملكوا أنفسهم عند الغضب رضي الله عنهم .
وفي حديث أن الرسول rقال :} إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خــُلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالــمــاء فإذا غضب أحـدكم فليـتوضــأ { .
وقال r : (( ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) الـصُرعة أي شديد الصرع للرجال والمراد به في الحديث الحليم عند الغضب .
وعن معاذ ابن انس الجهني عن النبي rقال :} من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شــاء {.
وفي حديث عن ابن عباس إن النبي rقال :( ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ، ما كظم عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيماناً ) .
وقال الحسن : أربع من كــنَّ فيه عصمه الله من الشيطان وحـرَّمه على النار : (( من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب )) فهذه الأربع التي ذكرها الحسن ي مبدأ الشــر كله .
فإن الرغبة في الشئ هي ميل النفس إليه لاعتقاد نفعه ، فمن حصل له رغبة في شئ حملته تلك الرغبة على طلب ذلك الشئ من كل وجه يظنه موصلاً إليه ، وقد يكون كثير منها محرماً .
أما الرهــبة : هي الخوف من الشئ ، وإذا خاف الإنسان من شئ تسبب في دفعه عنه بكل طريق يظنه دافعاً له ، وقد يكون كثير منها محرماً .
والشـــهــــوة : هي ميل النفس إلى ما يلائمها وتـتـــلــذذُ به ، وقد تميل كثيراً إلى ما هو محــرّم كالزنا والسرقة وشرب الخمر وإلى الكفر والسحر والنفاق والبدع .
والغضب : هو غليان دم القلب طلباً لدفع المؤذي عنه خشية وقوعه أو طلباً للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعــد وقــــوعه ، وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة كالقتل والضرب وأنواع الظلم والعدوان وكثير من الأقوال المحــرّمة كالقذف والسبّ والفحش وربما ارتقى إلى درجة الكفر وطلاق الزوجة الذي يعقبه الندم ... نسأل الله السلامة من ذنب .
وإنما الغضب المحمود هو عندما تـُنتهك محارم الله
أرجو لكم الفائدة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني قال : ( لاتغضب ، فردد مراراً قال : لاتغضب ) رواه البخاري
وفي رواية أخرى خرَّج الترمذي (( جاء رجل إلى النبي r فقال : يارسول الله علمني شيئاً ولا تكثر على لعلي أعيه ، قال : لا تغضب ، فردد ذلك مراراً كل ذلك يقول لا تغضب ))
وفي رواية اخرة أن رجلاً أتى النبي r من قـِبل وجهه فقال :(( يارسول الله أي العمل أفضل ؟ فقال حـُسن الخلق ، ثم أتاه عن يمينه فقال : يارسول الله أي العمل أفضل ؟ فقال : حـُسن الخلُق ، ثم أتاه عن شماله فقال : يارسول الله أي العمل أفضل ؟ قال حـُسن الخلق ، ثم أتاه من بعده ، يعني من خلفه فقال : يارسول الله أي العمل أفضل ؟ فالتفت إليه رسول الله فقال : مالك لاتفقه : حسن الخلق هو أن لا تغضب إن استطعت )) .
وهناك وردت احاديث متعددة الصيغ في موضوع النهي عن الغضب لم اذكرها حتى لا أطيل على القارئ .
فقوله صلى الله عليه وسلم لمن استوصاه "" لا تغضب "" يحتمل أمرين أحدهما أن يكون مراده الأخذ بالأسباب التي توجب حـُسن الخلق من الكرم والسخاء والحلم والحياء والتواضع والإحتمال وكف الأذى والصفح والعفو وكظم الغيظ والطلاقة والبشر ونحو ذلك من الأخلاق الحميدة فإن النفس إذا تخلقت بهذه الأخلاق أوجب لها ذلك دفع الغضب
والإحتمال الثاني : أن لاتعمل بمقتضى الغضب إذا حصل لك ذلك بل جاهد نفسك على ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به ، فإن الغضب إذا ملك شيئاً من بني آدم كان الآمر الناهي له :ولهذا المعنى قال الله عزوجل } ولما سكت عن موسى الغضب {وإذا لم يمتثل الإنسان ما يأمره بت غضبه وجاهد نفسه على ذلك اندفع عنه شرّ الغضب ، وربما سكن غضبه وذهب عاجلاً وكأنه حــينئذ لم يغضب وإلى هذا المعنى أشارت الآية في قوله تعالى : } وإذا ماغضبوا هم يغفرون { وقوله سبحانه وتعالى : } والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين { وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من غضب بتعاطي أسباب تدفع عنه الغضب وتسكنه ويمدح من ملك نفسه عند غضبه ، ففي الصحيحين عن سليمان بن صرد قال : ( استب رجلان عند رول الله ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه ، فقال النبي r : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فقالوا للرجل ألا تسمع ما يقول النبي r ؟ قال :إني لست بمجنون.) وخـرّج الإمام أحمد والترمذي من حديث أب سعيد الخدري أن النبي rقال في خطبته : ( ألا إن الغضب جمرة في قلب ابن آدم ، أفما رأيتم إلى حـُمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ، فمن أحسّ من ذلك من بشئ فليلزق بالأرض ) وفي رواية أخرى (( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )) والمعنى في ذلك أن القائم متهئ للإنـتـقــام والجالس دونه في ذلك والمضطجع أبعد عنه .
وخرّج الإمام أحمد عن ابن عباس عن النبي rقال :(( إذا غضب أحدكم فليسكت )) قالها ثلاثاً ، وهذا ايضاً دواء عظيم للغضب ، لأن الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليه في حال زوال غضبه كثيراً من السباب وغيره مما يعظم ضرره ، فإذا سكت زال هذا الشر كله عنده ، وما أحسن قول مورق العجلي رحمه الله : ما امتلأت غضباً قط ولا تكلمت في غضب قط بما أندم عليه إذا رضيت . وغضب يوماً عمر بن عبدا لعزيز فقال له : ابنه عبد الملك رحمهما الله : أنت أمير المؤمنين مع ما أعطاك الله وفـضـّلك بت تغضب هذا الغضب ؟ فقال له : أو ما تغضب يا عبدالملك ؟ فقال له عبد الملك وما يغني عني سعة جــوفي إذا لم أردد فيه الغضب حتى لا يظهر ؟ فهؤلاء قوم ملكوا أنفسهم عند الغضب رضي الله عنهم .
وفي حديث أن الرسول rقال :} إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خــُلق من النار ، وإنما تطفأ النار بالــمــاء فإذا غضب أحـدكم فليـتوضــأ { .
وقال r : (( ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )) الـصُرعة أي شديد الصرع للرجال والمراد به في الحديث الحليم عند الغضب .
وعن معاذ ابن انس الجهني عن النبي rقال :} من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شــاء {.
وفي حديث عن ابن عباس إن النبي rقال :( ما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ، ما كظم عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيماناً ) .
وقال الحسن : أربع من كــنَّ فيه عصمه الله من الشيطان وحـرَّمه على النار : (( من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة والغضب )) فهذه الأربع التي ذكرها الحسن ي مبدأ الشــر كله .
فإن الرغبة في الشئ هي ميل النفس إليه لاعتقاد نفعه ، فمن حصل له رغبة في شئ حملته تلك الرغبة على طلب ذلك الشئ من كل وجه يظنه موصلاً إليه ، وقد يكون كثير منها محرماً .
أما الرهــبة : هي الخوف من الشئ ، وإذا خاف الإنسان من شئ تسبب في دفعه عنه بكل طريق يظنه دافعاً له ، وقد يكون كثير منها محرماً .
والشـــهــــوة : هي ميل النفس إلى ما يلائمها وتـتـــلــذذُ به ، وقد تميل كثيراً إلى ما هو محــرّم كالزنا والسرقة وشرب الخمر وإلى الكفر والسحر والنفاق والبدع .
والغضب : هو غليان دم القلب طلباً لدفع المؤذي عنه خشية وقوعه أو طلباً للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعــد وقــــوعه ، وينشأ من ذلك كثير من الأفعال المحرمة كالقتل والضرب وأنواع الظلم والعدوان وكثير من الأقوال المحــرّمة كالقذف والسبّ والفحش وربما ارتقى إلى درجة الكفر وطلاق الزوجة الذي يعقبه الندم ... نسأل الله السلامة من ذنب .
وإنما الغضب المحمود هو عندما تـُنتهك محارم الله
أرجو لكم الفائدة