مشاهدة النسخة كاملة : قصيبيات
جريح الوقت
13-09-2010, 07:33 AM
أحبتي :
سأجلب لكم هنا بين الحين والآخـر قصائد فقيد الوطن :
الشاعر الوزير السفير الدكتور / غازي القصيبي رحمه الله ..
وسأجمع ماأستطيع جمعه من درره الأدبية هنا .. بكل أشكالها ..
نبدأها :
بـ/ رسالة المتنبي الأخيـرة إلى سيف الدولة :
بيني وبينك ألف واش ينعب= فعلام أسهب في الغناء وأطنب
صوتي يضيع ولا تحس برجعه =ولقد عهدتك حين أنشد تطرب
وأراك ما بين الجموع فلا أرى= تلك البشاشة في الملامح تعشب
وتمر عينك بي وتهرع مثلما =عبر الغريب مروعاً يتوثب
بيني وبينك ألف واش يكذب =وتظل تسمعه .. ولست تكذب
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن= من قبل بالزيف المعطر تعجب
سبحان من جعل القلوب خزائنا =لمشاعر لما تزل تتقلب
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي =البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها =من ذا يحارب والغريم الثعلب
ومن المناضل والسلاح دسيسة =ومن المكافح والعدو العقرب
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها= قد يغلب المقدام ساعة يغلب
في الفجر تحتضن القفار رواحلي= والحر حين يرى الملالة يهرب
والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه =حينا .. ويصغي للوشاة فينضب
والقفر أصدق من خليل وده =متغير .. متلون .. متذبذب
سأصب في سمع الرياح قصائدي =لا أرتجي غنماً ... ولا أتكسب
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي= إن السراب مع الكرامة يشرب
أزف الفراق ... فهل أودع صامتاً =أم أنت مصغ للعتاب فأعتب
هيهات ما أحيا العتاب مودة= تغتال ... أو صد الصدود تقرب
يا سيدي ! في القلب جرح مثقل =بالحب ... يلمسه الحنين فيسكب
يا سيدي ! والظلم غير محبب= أما وقد أرضاك فهو محبب
ستقال فيك قصائد مأجورة= فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم= أما القلوب فجال فيها أشعب
لا يستوي قلم يباع ويشترى= ويراعة بدم المحاجر تكتب
أنا شاعر الدنيا ... تبطن ظهرها =شعري ... يشرق عبرها ويغرب
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة= مني ... على شفق الخلود تلهب
وقد قرأت له رحمه الله عن تأثير هذه القصيدة في عزله من منصب وزارة الصحة فقال : دقت الوتد الأخير. :)
إلى اللقاء مع قصيبية أخـرى ..
جريح الوقت
سابحه ضد التيار
13-09-2010, 07:59 PM
جريح الوقت
كل الشكر لك مني ع هالطرح الراائع
دلع
جريح الوقت
14-09-2010, 12:56 AM
حييت عزيزتي ( دلع ) .. وأهلا بكـِ
في قصيبيات ..
حيث رائحة الشِّـعر الأصيل .. ومنابت ورده العاطرة .. :)
وأهدي لكـِ هذه القصيبية الرائعة :
شهداء
يـشـهد الله أنـكـم شـهـداءُ =يـشـهد الأنـبـياءُ والأولـياءُ
مـتمُ كـي تـعز كـلمة ربـي =فـي ربـوعٍ أعـزها الإسـراءُ
انـتحرتم ؟! نحن الذين انتحرنا =بـحـياة ٍ أمـواتـها أحـيـاءُ
أيـها الـقوم نـحن مـتنا فهيا =نـستمع مـا يقول فـينا الـرثاءُ
قـد عجزنا حتى شكى العجز منّا =وبـكينا حـتى ازدرانـا البكاءُ
وركـعنا حـتى اشـمأز ركوعٌ =ورجـونا حـتى استغاث الرجاءُ
وارتمينا على طـواغيتِ بيتٍ =أبـيض ٍ مـلءُ قـلبه الظلماءُ...
ولعقنا حـذاء شـارون حـتى= صاح ..مهلا..قطعتموني الحذاءُ
أيـها الـقومُ نـحنُ مـتنا ولكن =أنـفـت أن تـضمنا الـغبراءُ
قـل (لآيـات) ياعروس العوالي= كــل حـسنٍ لـمقلتيك الـفداءُ
حين يُخصى الفحول صفوة قومي= تـتصدى ...لـلمجرمِ الـحسناءُ
تـلثم الموت وهي تضحك بشراً =ومـن الـموت يهرب ُ الزعماءُ
فـتحت بـابها الـجنانُ وهشت= وتـلـقتك فـاطـم ُ الـزهراءُ
قـل لـمن دبجوا الفتاوى رويدا =ربَ فـتوى تـضجُ منها السماءُ
حـين يـدعو الـجهاد ُ يصمتُ =حِبْرٌ ويراع والكتبُ والفقهاءُ
حـين يـدعو الجهادُ لا استفتاءُ =الفتاوى يـوم الـجهاد الدماءُ
****
مودتــي
كاسب العز
14-09-2010, 01:58 AM
اختيار رائع
بارك الله فيك ورعاك
:6:
الابتسامه المهاجرة
14-09-2010, 04:58 AM
صح لسان قايلها
وصح قلبك على النقل
( وجـه القمر )
14-09-2010, 11:23 PM
للقصيبي قصائد رائعة تستحق الإشادة والتكريم
فشكرا لك جريح الوقت .. على إتحافنا بالجميل
سلمت وسعدت
جريح الوقت
15-09-2010, 08:56 AM
كاسب ..
رعاكـ المولى وحياكـ ..
سعدت بحضوركـ هنا
في مهرجان الشعر حيث تخلد كلمات الراحل .. غازي ..
وأهدي إليكـ هذه القصيبية .. علها تداوي بعض جراحنا ..!!
متى يعلنون وفاة العرب ؟!
من غازي القصيبي الى نزار قباني الذي سأل:
متى يعلنون وفاة العرب .
...
نزار أزف إليك الخبر ..
لقد أعلنوها وفاة العرب
وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ
وبين السطورِ..وتحت السطورِ
وعبْرَ الصُوَرْ!!
وقد صدَرَ النعيُ..
بعد اجتماعٍ يضمُّ القبائلَ
جاءته حمْيَرُ تحدو مُضَرْ
وشارون يرقص بين التهاني
تَتَابُعِ من مَدَرٍ أو وَبَرْ
و"سامُ الصغيرُ"..على ثورِهِ
عظيمُ الحُبورِ..شديدُ الطَرَبُ
***
نزار! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
جادَ بها زعماءُ الفصاحةِ..
أتبتسمُ الآن؟!
هذي الحضارةُ!
ندفعُ من قوتنا
لجرائد سادتنا الذابحينْ
ذكاءٌ يحيّرُ كلَّ البَشرْ!
***
نزارُ! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
وإيَّاكَ ان تتشرَّب روحُك
بعضَ الكدَرْ
ولكننا لا نموتُ...نظلُّ
غرائبَ من معجزات القَدَرْ
إذاعاتُنا لا تزال تغنّي
ونحن نهيمُ بصوت الوترُ
وتلفازنا مرتع الراقَصاتِ
فكَفْلٌ تَثَنّى..ونهدٌ نَفَرْ
وفي كل عاصمةٍ مُؤتمرْ
يباهي بعولمة الذُّلِ
يفخر بين الشُعوبِ
بداء الجرب
ولَيْلاتُنا...مشرقاتٌ ملاحُ
تزيّنها الفاتناتُ المِلاحُ
الى الفجرِ...
حين يجيء الخَدَرْ
وفي "دزني لاند" جموعُ الأعاريبِ
تهزجُ...مأخوذة باللُعَب
ولندن ـ مربط أفراسنا!
مزادُ الجواري...وسوقُ الذَهَبْ
وفي "الشانزليزيه"..سَددنا المرورَ
منعنا العبورَ...
وصِحْنا:"تعيشُ الوجوهُ الصِباحُ!"
***
نزارُ! أزفُّ إليك الخَبَرْ!
يموتُ الصغارُ...ومَا منْ أحدْ
تُهدُّ الديارُ...ومَا مِنْ أحدْ
يُداس الذمار..ومَا مِنْ أحدْ
"لِبيريز"...
انتصرْ
وجيشُ "ابن أيوبَ"...مُرتَهنٌ
في بنوكِ رُعاةِ البَقَرْ
و"بيبرْس" يقضي إجازتهُ
في زنود نساء التترْ
ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ
مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْ� �َظَرْ
***
نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ
سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات
فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!
فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر.
ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ
مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْ� �َظَرْ
***
نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ
سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات
فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!
فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر.
....
مودتــي
جريح الوقت
15-09-2010, 09:06 AM
حييت أهلا .. وسهلا ..
ابتسامتنا "المقيمة " ..
حضوركـ اسعدنا.. وزادنا أنسا وابتهاجة ..
في لؤلؤ الكلمات .. من رجل الأدب الراحل ..
ولكـِ أهدي رائعة من روائع أديبنا الفقيد ..
حواء العظيمة
أنت السعادة و الكآبه
و الوجد حبك و الصبابه
أنت الحياة تفيض بالخصب
المعطر كالسحابه
منك الوجود يعب
فرحته و يستدني شبابه
و على عيونك تنثر
الأحلام أنجمها المذابه
و على شفاهك يكشف الفجر
الجميل لنا نقابه
* * *
أوحيت للشعراء ما كتبوا
فخلدت الكتابة
و همست للخطباء فارتجلوا
البديع من الخطابه
و خطرت في التاريخ طيفا
تعشق الرؤيا انسكابه
* * *
ضل الألى حسبوك
جسما لا يملون اعتصابه
و ضجيعة مسلوبة الإحساس
طيعة الإجابه
و ذبيحة نحرت ليأتي
الذئب منها ما استطابه
و بضاعة في السوق باعتها
العصابة للعصابة
تبقين أنت فقهقهي
مما يدور ببال غابه
تبقين أنت و يذهبون إذا
الصباح جلا ضبابه
تبقين أنت و يذهبون
ذبابة تتلو ذبابه!
*****
مودتــي
جريح الوقت
15-09-2010, 09:24 AM
وجه القمـر
مرحبا .. مددا بلا عدد ..
زاد فرح الفرح وجودكـ .. ومرحبا لاتكفيكـ ..
وشكرا لكـِ أنتِ على كل شئ ..
وتستحق روائع غازي "" الخلود "" هنا في غرابيل .. ولها وله في قلوبنا أكثر ..
وأهديكـ من روائع ونادر الحرف هذه القصيبية :
يارا .. والرحيــل
"أبي! ألا تصحبنا؟ إنني
أود أن تصحبنا... يا أبي!"
و انطلقت من فمها آهة
حطت على الجرح.. و لم تذهب
و أومضت في عينها دمعة
مالت على الخد.. و لم تسكب
و عاتبتني-كبرت دميتي-
و هي التي من قبل لم تعتب
"أهكذا تهجرنا يا أبي
لزحمة الشغل و للمكتب؟"
* * *
يا أجمل الحلوات.. يا واحتي
عبر صحاري الظمأ الملهب
أبوك مذ أظلم فجر النوى
يعيش بين الصل و العقرب
يضحك.. لو تدرين كم ضحكة
تنبع من قلب الأسى المتعب
يلعب.. و الأحزان في نفسه
كحشرجات الموت لم تلعب
يود-لولا الكبر-لو أنه
أجهش لما غبت... لا تذهبي!
* * *
يا أجمل الحلوات.. يا فرحتي
يا نشوتي الخضراء.. يا كوكبي
أبوك في المكتب لما يزل
يهفو إلى الطيب و الأطيب
يصنع حلما: خير أحلامه
أن يسعد الأطفال في الملعب
من أجل يارا و رفيقاتها
أولع بالشغل... فلا تغضبي
*********
مودتــي
جريح الوقت
17-09-2010, 12:42 AM
اليوم نحن مع موعد مع جمال حرف جديد لفقيدنا
عندما ودع الجميع قبل رحيله في :
.. حديقة الغروب ..
خـمسٌ وسـتُونَ.. في أجفان إعصارِ =أمـا سـئمتَ ارتـحالاً أيّها الساري؟
أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ما هدأت= إلا وألـقـتك فـي وعـثاءِ أسـفار؟
أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا= يـحـاورونكَ بـالـكبريتِ والـنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ= ســوى ثُـمـالةِ أيـامٍ.. وتـذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا =قـلبي الـعناءَ!... ولكن تلك أقداري
***
أيـا رفـيقةَ دربـي!.. لو لديّ سوى= عـمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحـبـبتني.. وشـبابي فـي فـتوّتهِ =ومـا تـغيّرتِ.. والأوجـاعُ سُمّاري
مـنحتني مـن كـنوز الحُبّ. أَنفَسها =وكـنتُ لـولا نـداكِ الجائعَ العاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ الـبحرَ قـافيتي =والـغيم مـحبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ سـاءلوكِ فـقولي: كـان يعشقني=بـكلِّ مـا فـيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكـان يـأوي إلـى قـلبي.. ويسكنه =وكـان يـحمل فـي أضـلاعهِ داري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَلاً= لـكـنه لــم يـقبّل جـبهةَ الـعارِ
***
وأنـتِ!.. يـا بـنت فـجرٍ في تنفّسه =مـا فـي الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
مـاذا تـريدين مـني؟! إنَّـني شَبَحٌ= يـهيمُ مـا بـين أغـلالٍ. وأسـوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما =رأيـتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الـطيرُ هَـاجَرَ.. والأغـصانُ شاحبةٌ= والـوردُ أطـرقَ يـبكي عـهد آذارِ
لا تـتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي= فـبـين أوراقِـهـا تـلقاكِ أخـباري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بطلاً= وكــان يـمزجُ أطـواراً بـأطوارِ
***
ويـا بـلاداً نـذرت العمر.. زَهرتَه =لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تـركتُ بـين رمـال الـبيد أغنيتي =وعـند شـاطئكِ المسحورِ. أسماري
إن سـاءلوكِ فـقولي: لـم أبعْ قلمي= ولـم أدنّـس بـسوق الزيف أفكاري
وإن مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَلاً= وكـان طـفلي.. ومحبوبي.. وقيثاري
***
يـا عـالم الـغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه= وأنـت تـعلمُ إعـلاني.. وإسـراري
وأنــتَ أدرى بـإيمانٍ مـننتَ بـه =عـلي.. مـا خـدشته كـل أوزاري
أحـببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع= لي أيـرتُـجَى الـعفو إلاّ عـند غـفَّارِ؟
****
مودتــي
جريح الوقت
18-09-2010, 12:15 AM
رحمكـ الله أبا يارا .. رحمة واسعة ..
وماأجملكـ حين قلت :
قـل لـهـا
قل لها .. إنه تأمَّل في دنياه
حـيـناً فـعاد يحضنُ دمعه
راعـه أنَّ عــمـره يـتلاشى
مثل ما تُخمد الأعاصير شمعةْ
وصباه يضيع منه .. كما ضاع
نداء.. تطوي المتاهات رجعه
قل لها .. إنّه يفيق على جرح
وتغـفـو سنينه فـوق لوعهْ
سكب الدهر من أساه رحيقا
فـتحساه جُـرعة إِثْـر جُرعهْ
قل لها .. إنه يهيم .. وأخشى
أن تواريه رحلة دون رجعهْ
******
**
*
مودتــي
جريح الوقت
19-09-2010, 08:51 PM
ماأكثـر أموات الأحياء ياأبـا يــارا ..
وماأكثــر من يعيش في قلوبنا أحياء وهم أموات ..!!
لله دركـ حينما نسجت :
رسالة إلى ميت
حديثنا مضيعة للوقت
فإنني حي و أنت ميت
و بعد ما دفنت
لأني أؤمن بالشروق و الزهور
و رقصة الربيع في الوديان
و ضحكة الأحلام في الثغور
و نبضة الفرحة في الإنسان
و أنت لا تهوي سوى القبور
و النعق في الأطلال كالغربان
* * *
لأنني أمجد الحياة
أرشي ابياتي على شجعانها
الزراعي دروبها بالأمنيات
و الناثري الورد على أحزانها
و أنت لا تهوى سوى الرفات
لأني أحب كل طفله
أحب كل خصلة
أحب كل رمله
و أعشق الجبال و السهول و البحار
و أنت من بغضك تحيا في إسار
تود لو خنقت ضوء الشمس في النهار
و لو قتلت اللحن في المزمار
و لو وأدت الحب في الأفكار
*****
**
*
مودتــي
أنـ الذكريات ـين
19-09-2010, 09:27 PM
جريح الوقت..
جمال هنا جمعته..
سلمتـ ودمتـ
تحيتيـ
جريح الوقت
22-09-2010, 09:41 AM
أنين الذكريات ..
حييت .. أهلا .. ونزلتِ سهلا ..
فقيدنا جمع روائع الشعـر في أدبه .. فكان جما .. ومنهلا لكل من أراد أن يرتقي بنفسه
ادبا وتأدبا ..!!
شكرا لهذه الزيارة الجميلة في تحفة الأدب حيث يكون غازي ..!!
ولكـِ أهـدي :
بسمة من سهيــل
أرجع في الليل
أحمل في صدري جراح النهار
يثقلني ظلي
و تكتسي روحي ثياب الغبار
حاربت بالشعر
في عالم لا يفهم الشعرا
غنيت للطهر
في عالم يغتصب الطهرا
* * *
و عدت يا سلمى
ممزقا بعد العناء الشديد
لن أدرك الحلما
ففيم أمضي في صراعي العنيد؟
هتفت بي: أهلا!
و ضوأت لي بسمة كالقمر
و قلت لي كلا
لن ينحني الشعر لزيف البشر
* * *
و قلت لي حاذر
أن تترك الساح لمكر الكبار
فنحن يا شاعر
نفعل ما نفعله للصغار
أعود في الفجر
أشق بالشعر صدور الخيل
و ذاك.. لو يدري!
لبسمة ساحرة من سهيل
****
**
*
مودتــي
جريح الوقت
27-09-2010, 11:24 PM
ياااااه ..
رحمكـ الله أبا يارا ..
حينما رحلت عنا وتركت لنا سيمفونيات .. نستمتع بـها .. ونتلذذ بإعادتها على مسامعنا مرارا وتكرارا ..
حتى بركان ليلكـ كان لنا ضوءا منيرا .. وهادئا .. أدخنته كانت سحبا من رذاذ المطـر .. والوانه كانت الربيع بخضرته ..!!
ياااه .. ياغازي .. حتى وأنت تحت الثرى تعانق الثريا بما خلدت من كلمات ..
لله دركـ ورحمكـ الله .. رحمة وااااسعـة .. وإنكـ وربي لكأنكـ بيننا .. سنحفظ لكـ الود والمحبة..!!
أترككم مع هذا النص الباذخ أيها الأحبـة كعادته غازي :
أغنية في ليل إستوائي
فقولي إنه القمر!
أو البحر الذي ما انفك بالأمواج..
والرغبات يستعر
أو الرمل الذي تلمع
في حبّاته الدرر
لجوز الهند رائحة
كما لا يعرف الثمر
... فقولي إنه الشجر!
وفي الغابة موسيقى
طبول تنتشي ألماً
وعرس ملؤه الكدر
.. فقولي إنه الوتر
أيا لؤلؤتي السمراء!
يا أجمل ما أفضى له سفر
خطرتِ .. فماجت الأنداء.. والأهواء..
والأشذاء.. والصور
وجئت أنا
وفي أهدابي الضجر
وفي أظفاري الضجر
وفي روحي بركان
ولكن ليس ينفجر
فيا لؤلؤتي السمراء!
ما أعجب ما يأتي به القدر
أنا الأشياء تحتضر
وأنت المولد النضر
.. فقولي إنه القمر
***
أأعتذر
عن القلب الذي مات
وحلّ محله حجر؟
عن الطهر الذي غاض
فلم يلمح له أثر؟
وقولي: كيف أعتذر؟
وهل تدرين ما الكلمات؟..
زيف كاذب أشر
به تتحجب الشهوات..
أو يستعبد البشر
... فقولي إنه القمر!.
***
أتيتك ...
صحبتي الأوهام .. والأسقام ..
والآلام .. والخور
ورائي من سنين العمر ..
ما ناء به العمر ..
قرون .. كل ثانية
بها التاريخ يختصر
وقدّامي
صحارى الموت .. تنتظر
فيا لؤلؤتي السمراء! كيف يطيب
لي السمر؟
وكيف أقول أشعاراً
عليها يرقص السحر؟
قصيدي خيره الصمت
... فقولي إنه القمر!
***
أنا؟!
لا تسألي عني
بلادي حيث لا مطر
شراعي الموعد الخطر
وبحري الجمر والشرر
وأيامي معاناة
على الخلجان.، . والإنسان .. والأوزان ..
تنتشر
وحسبك .. هذه الأنغام .. والأنسام
والأحلام..
لا تبقي ولا تذر
.. فقولي إنه القمر
***
غداً؟ لا تذكريه!...
غداً
تنادي زورقي الجزر
ويذوي مهرجان الليل
لا طيب ولا زهر
... فقولي إنه القمر!
******
**
*
مودتــي
جريح الوقت
28-09-2010, 02:13 AM
إليكم هذا التحليـل للقصيدة أعلاه :
تحليل قصيدة غازي القصيبي (أغنية في ليل استوائي)
جدلية التشاؤم والأنا في أغنية القصيبي
تركي بن رشود الشثري
مدخل:
يأخذنا الشاعر إلى غابة استوائية حالمة ليفصلنا عن العالم الخارجي ويملي علينا شروطه هناك حيث تتكرر كلمة (أنا) ثلاث مرات ويستخدم ياء المتكلم كثيراً يوهمنا بأنه الكهل الذي ترغب عنه الحسان وأنه حطام شاعر وبقايا إنسان جرّا المعاناة التي تعقبها معاناة في تاريخ طويل من التجربة ومصارعة الحياة، وهكذا نمشي معه في بنى ست يحاول فيها أن يمسك السراج ويدلنا الطريق في هذه الغابة الصاخبة بالأشياء.
القراءة:
فقولي إنه القمر
لا يريد الشاعر الانفكاك عن السكون وإن لوح ب
وفي أهدابي الضجر- وفي أظفاري الضجر- وفي روحي بركان - شراعي الموعد الخطر - وبحري الجمر والشرر
ويؤيد هذا ختام القصيدة حيث سينسل بهدوء بعدما يذوي مهرجان الليل وها هو هنا عند بوابة النص يقذف القارئ إلى عالمه الليلي الرطب ليس حالة من حالات الوجد الصوفي بقدر ما هي لحظات مناجاة الحبيبة المتخيلة الحاضرة الغائبة التي لا يريد حضورها ولا نطقها وإن ألح عليها بالنطق فلا ثمة إلا (لأنا).
فقولي إنه القمر
ست مرات..
إنه يحلم ولا يريد أن يستيقظ من هذا الحلم الاستوائي فلن ينفجر بركان روحه ولن يسمح لها بالكلام كي لا تحضر فيسقط شرط النص وهو السكون والاستمتاع بمناجاة حبيبة أسطورية يشكو عليها الآلام.. والخور - ورائي من سنين العمر- ما ناء به العمر
النص ينقسم إلى بنى ست:
1-الأمر -2- النداء -3- الاستفهام -4- الخبر -5- الأنا -6- النهي
هذه الخطابات المتنوعة ألقت على النص ظلالاً تتواطأ مع انفعالات الشاعر من جهة ومظاهر الطبيعة من جهة أخرى حيث:
البحر - بالأمواج - الرمل - لجوز الهند - الثمر- الشجر- السحر- المطر
وانفعالات الشاعر المتنوعة حيث:
وجئت أنا
وفي أهدابي الضجر
وفي أظفاري الضجر
وفي روحي بركان
استدرك بعدها بقوله (ولكن ليس ينفجر) فكما أسلفنا هو لا يريد الانفكاك عن السكون في تضاربات نفسية معقدة..
أأعتذرعن القلب الذي مات - عن الطهر الذي غاض- الأوهام والأسقام
(ينفجر - تحتضر - يختصر)
جاء ب ينفجر: ينفعل
وتحتضر: تنفعل
ويختصر: يفتعل
فالشاعر في أشد حالات الانفعال ويريد تحريك عالمه الشعري بأن يلقي هذا الانفعال في روع المحبوبة وفي روح الطبيعة ويستدرج الجميع ليخرج من النص في آخر بنية بعدما يقول (أنا).
القصيدة كلها أنين داخلي ولكن ليس ينفجر، القصيدة معزوفة جنائزية لقلب مات وحل محله حجر وطهر غاض فلم يلمح له أثر حيث يحلو للشاعر إظهار ما لا يبطن إلى أن تحين اللحظة التي يقول فيها (أنا) الأنا المتضخمة لدى الشاعر وما هذه البنى السابقة إلا تمهيد للأنا، فبدأ بالأمر وهذا يرسخ الأنا فالنداء وهو نداء للمأمور فالاستفهام ويحق له أن يستفهم فهو الكل في الكل وهو النص فالخبر حيث يخبر بمعاناته وآلامه وسنين العمر ما ظاهره الشكوى وباطنه الشاعر صاحب الصولات والجولات في ملاعب الهوى والمؤرخ النسائي، هو لما يقول ماذا تريدين مني؟ وما هذا العشق؟ إلا سلطة الطبيعة فقولي إنه القمر وأنا الأشياء تحتضر وفيني الآلام والخور كأنه يقول (أنا) متشبع بحكايات الغرام ولست بحاجة لسذاجة الصبايا حيث لا الخبرة ولا المقام يسمحان بمثل هكذا علاقة وبطبيعة الحال لو صرح بهذا لما كان النص فطبيعة القول الشعري تتطلب هذه الدورة الكاملة ويختم هذا ب شراعي الموعد الخطر وبحري الجمر والشرر متظاهراً بأنه يسترد اعتباره بعدما طلب منها أن تعزو حبها له بقولي إنه القمر.
إنها النشيد الوطني لوطن الشاعر الشعري وما المحبوبة إلا لؤلؤة خيالية في بطن محارة محكمة يغريها بالنطق وهو لا يريدها أن تنطق ويستدرجها بتغيير سجلات التخاطب، فمن الأمر إلى النداء إلى الاستفهام إلى الخبر إلى الفخ وهو الأنا ثم الرحيل السريع فلم تتكلم اللؤلؤة لكي لا يضمحل سبب النص ألا وهو (أنا) فهو المتكلم والآمر والمستفهم والمخبر، وما هي إلا الأنداء والأهواء والأشذاء أي ما مجموعه (الأصداء) لصوت الشاعر وكذلك الصور وبناءً عليه فحسبها الأنغام والأنسام والأحلام.
ستة سجلات تخاطبية تكونت في مسودة الشاعر كست جزر يلفها الضباب يراوح فيها الشاعر بين الإقناع والاستعطاف، إقناع المحبوبة بأنها لم تحبه إلا لسلطة الطبيعة، واستدرار العطف من المحبوبة بأنه يحتضر وبأنها المولد النضر ولا ينسى نفسه في ظل هذا الانفعال البالغ فيقول متظاهراً برد الاعتبار (شراعي الموعد الخطر وبحري الجمر والشرر) وبين مطالبتها بالنطق والصمت في آن واحد.
يهدد المحبوبة بغد الذي ينهاها عن ذكره فهو الذي يحدد موعد الرحيل ولا يكتفي بهذا بل ويستعير لشعره الإنسان بذكر لازم من لوازمه وهو الصمت فهما شخصان اثنان في واحد وهو (الأنا) الأول غازي الذي سيرحل عندما تنادي زورقه الجزر والثاني الشاعر الذي سيصمت ويكف عن الشعر حيث أن قصيده خيره الصمت.
لا نبالغ إن قلنا إن هذه هي معاناة الشاعر آخر أيامه فعلاً حيث سادت الرؤية المتشائمة نصوصه أجمع حيث ذكر سنين العمر والأصدقاء الذين ماتوا وتركوه والصبايا اللواتي لم يعد يصلح لهن حيث هذا الظاهر أما الباطن ف (أنا):
غداً لا تذكريه
غداً
تنادي زورقي الجزر
ويذوي مهرجان الليل
لا طيب ولا زهر
فقولي إنه القمر
وحتى مهرجان الليل الذي يعول عليه كثيراً في إغراء اللؤلؤة السمراء بعشقه قد ذوى وأبحر الشاعر / المحبوب إلى المعاناة والكهولة والمهام الجسام حيث الجمر والشرر والموعد الخطر وإن لم تجتمع هاتين المتناقضتين الكهولة والمهام الجسام عند الرجل العادي فهما في عالم الشاعر من المؤتلفات.
البنى السابقة كلها تدشين لهذه البنية حيث التشييع الأخير لبقايا الشاعر الذي لم يشأ الرحيل قبل أن يضخم الأنا في البنية الخامسة فقد قسى على نفسه كثيراً من خلال البنى السابقة واختار لهذه البنية النهي فهو معنى سلبي يتناسب وحالة الوداع الأخير في شيء من:
ودع هريرة إن الركب مرتحل
وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
لقد كسر الشاعر المعنى التقليدي للوداع الذي يجيء في مطلع النص وينوح عليه باقي النص وكسره مرة أخرى عندما أعطاه بعداً جديداً لقد ودع الشاعر لؤلؤته السمراء بسبب فارق السن والتجربة فهو الأشياء تحتضر وهي المولد النضر الموت / الحياة
فقد جاء الوداع متقدم في الحكاية متأخر في الخطاب.
إلى جوار الأيقونة المصاحبة لكل بنية من البنى (فقولي إنه القمر) هناك استنساخ في البنية الأولى لا ينقضها بقدر ما يعزز حضورها صوتياً وقولياً:
فقولي إنه الشجر
فقولي إنه الوتر
إذا أضفنا إليها (سحر - مطر - خطر - شرر) وقسمناها كما هي في النص إلى
ما للحبيبة (الشجر - الوتر)
ما للشعر (السحر)
ما للشاعر (المطر - الخطر - الشرر)
وفي قانون الطبيعة وهو قانون فاعل في النص لأنه ولد من رحم الطبيعة أن المطر والخطر والشرر أفعل من الشجر والوتر ومن السحر الذي لن يرقصه الشاعر بالقصائد بعد اليوم فهو:
صاحب المعاناة والآلام التي يحيل إليها في شيء من تضخم الأنا الشعرية. وماذا يريد الشاعر أكثر من أن يتغنى بآلامه ومعاناته وشاعرنا يفعلها مع لؤلؤة من نسج الخيال فلا شيء سوى الشاعر فقط. يا لتلك الأنا المتسلطة على النص والمحبوبة المخاطبة يتظاهر بأنه يريدها تنطق ثم لا يلبث أن يحذرها مغبة النطق حيث:
وهل تدرين ما الكلمات
زيف كاذب أشر
به تتحجب الشهوات
أو يستعبد البشر
ياء المتكلم كان لها الحضور الذي أفاد بتكراره (اثنتا عشر مرة) الدلالة على ما للأنا من تمكن من مفاصل النص وجاءت كما يلي:
(أهدابي - أظفاري - صحبتي - ورائي - قدامي - قصيدي - عنِّي - بلادي - شراعي - بحري - أيامي - زورقي)
تقاطع الزمان والمكان
وفي هذا النص يتقاطع كل من الزمان والمكان على الأنا كذلك وليس ذلك اعتسافاً كما يبدو للوهلة الأولى وما هي الأنا أصلاً إلا جسم لغوي يسكن زمان ومكان النص وبطبيعة الحال هذا الجسم له شعور وانفعال فليس مجرد رسوم، وفي النص يغني الشاعر والمغني واحد بالطبع وحتى المحبوبة لم تنبس ببنت شفة بل عبر عنها الشاعر وقولها كل الأقوال وفي هذه الأغنية أمر الشاعر ونهى ونادى واستفهم وأخبر وقال أنا ثلاث مرات الأولين منهما تمهيد للأنا العليا فالأولى:
وجئت أنا
وفي أهدابي الضجر
وفي أظفاري الضجر
وفي روحي بركان ولكن ليس ينفجر
نعم لقد جاء هنا في المكان وهو يصف حاله: الشاعر الضجر الذي قاسى في حياته ما قاسى وحتى البركان الذي يمثل انفجاره زوال الاحتقان الداخلي لم ولن ينفجر فالشاعر إذن بقايا شاعر وحطام رجل.
وكما قلنا يحلو للشاعر أن يتحدث عن نفسه بهذه الطريقة فتعود كل المثالب مناقب بقدرة قادر..
والثانية:
أنا الأشياء تحتضر
وأنت المولد النضر
فقولي إنه القمر
ويتضح هنا دور الزمان فهو الخريف وهي الربيع هو الموت وهي الحياة هو الماضي وهي المستقبل فلماذا تعشقه قولي إنه القمر وجمال القمر وجاذبية المكان ببحره ورمله وجوز هنده إنه يستدرجها من حيث لا تعلم ويقول قولي واصمتي إلى أن ينطق بالأنا صاحب الموعد الخطر والجمر والشرر.
لقد مثل تقاطع الزمان والمكان ما نحن بصدده من تقرير لحضور الأنا في النص فالمكان الغابة وغالباً ما يكون فيها الإنسان لوحده خصوصاً إن كان فناناً والزمان الليل حيث يكون الشاعر لوحده كذلك.. فغنى الشاعر لوحده وخلق محبوبته وقال لها (أنا).
للنص ثلاث مسارات
1- مخاطبة الحبيبة في جو حالم.
2- إظهار التشاؤم والمعاناة.
3- محاولة تسريب الأنا للقارئ بقدر محاولة إبطانها قولياً.
وما المسارين الأولين إلا لتعزيز المسار الثالث حيث السلطة المرجعية للنص.
المخرج:
نستطيع الآن أن نتصور أغنية داخل أغنية الليل الاستوائي لا تغطيها بصخب بحرها ورملها وأوتارها وطبولها وعرسها إلا وهي أغنية الأنا فما العنوان المعلن إلا الغطاء الشفيف على العنوان الذي جعلناه إشارة إلى جدلية التشاؤم والأنا.
المحلل يريد أن يقول لقارئ الوهلة الأولى أن المعنى لم يعد في بطن الشاعر حيث استخرج المولود المعنوي بهذه القراءة وهو أن الشاعر يريد أن يتحدث عن ذاته التي جمعت بين المجد الشعري والمجد العاطفي وسترحل هذه الذات حيث نادت زورقها الجزر لاستكمال باقي أمجاد الحياة وها قد رحل غازي عن الحياة كل الحياة فلتفتح له أبواب السماء كما فتحت له أبواب الأرض.
×××
آآآآآآآآآآآمين ...
مودتـي لكم .. حيث أنتم ..
زهرة الخزاما
25-10-2010, 05:54 PM
ياااااه ما أروع ما جدت علينا به يا جريح الوقت
كم كنت اتمنى أن أقرا لهذا العملاق الأدبي
لقد ارتوت ذاائقتي حتى الثمل
كل الشكر والتقدير لمجهودك الراائع
N n y ~
29-10-2010, 09:29 PM
.
فيم العناء؟
جميع المطارات عندي سواء
جميع الفنادق عندي سواء
و كل ارتحال قبيل الشروق
و بعد المساء
سواء
و كل الوجوه
تطاردني عند كل وداع
تلاحقني عند كل لقاء
سواء
ففيم العناء؟
* * *
أفيق مع الفجر
أشرب شاي الصباح
أسير إلى عنابة الأمس و اليوم
حيث تسيل الدماء
أصافح نفس الأيادي المليئه
بالعطر و المكر.. ألمح نفس الرياء
و نفس الخداع
و نفس الغباء
ففيم العناء؟
ففيم العناء؟
* * *
و ألهو بنفس القرارات
أهذي بنفس الخطابات
أسمع نفس الغناء
أطوف بنفس الجموع
و أبصر نفس الدموع
و أضحك حين يشاء القضاء
و أحزن حين يشاء القضاء
ففيم العناء؟
ففيم العناء؟
* * *
و لا يعرف الفقر أني
سكبت دموعي عليه
و لا يعرف الحب أني
ارتميت.. لثمت يديه
و لا يعرف الظلم أني
تململت في قبضتيه
و لا يعرف الناس أني
غضبت و قد عذب الأبرياء
و حاربت حين طغى الأدعياء
ففيم العناء؟
ففيم العناء؟
* * *
و حين أغيب
وراء المغيب..
يقولون: كان عنيدا
و كان يقول: القصيدا
و كان يحاول شيئا جديدا
و راح و خلف هذا الوجودا
كما كان قبل غبيا بليدا
ففيم العناء؟
ففيم العناء؟
.....................* غازى القصيبي
..
رحمه الله وغفر له
جريح الوقت ,,
سلمت يمناك على روائع هذا الرجل الكبير
وبعد اذنك الاضافة اللي حطيتها
لاعدمناك
.
medad
11-11-2010, 10:38 PM
رائع جدا,,
وله ايضا..
يــــــومــــان !!!
أسائل نفسي الآنا
أحقًّا كان ما كانا؟
أحقًّا مر يومان
ُ مرورَ البرق عجلانا؟
هما عمرٌ عرفنا فيه
أفراحا... وأحزانا
سقانا ُ مرَّه حيناً
وشهد العرس.. أحيانا
فديتك! كدت أنسى..
ذكريني كيف لُقيانا
قدمت.. فهل أتت روح
الربيع.. تزور دنيانا؟
وهل مر بنا الفجرُ ...
فأيقظنا.. َ وحيانا؟
وهل طاف بنا نفح
من الواحات .. أحيانا؟
سحرت شباب َ ي النائي
فعاد إليَّ جذلانا
وجاء الطفل َ مشبوب الرؤى ...
بالوجد نشوانا
وحركت الجماد.. فنام
في ِ حضنك إنسانا
فديتك! ذكريني كيف
قاد العشق مسرانا
إلى مهد من الرؤيا
صنعنا فيه رؤيانا
صنعنا من خيال الحب ..
ما يُعجزُ فنانا
رسمتك لوحتي.. ورسمت
في اللوحة بستانا
يفيض عليَّ أنداء
وفاكهة ... وأغصانا
وأنت.. رسمتني.. ماذا؟!
أظنُّ رسمت بركانا
يثيرُ الليل.. أشواقا
وأهواء .. ونيرانا
رسمت الحُلم .. موطننا
رسمتِ الصّحْوَ.. منفانا
كل الشكر والتقدير..
Powered by vBulletin® Version 4.2.6 by vBS Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir