مهنا صالح الدوسري
22-08-2010, 11:11 PM
[overline]
القسوة المفرطة في تقويم الاطفال من اجل تطويعهم والحد من انفعالاتهم اسلوب عقيم لم يثب نجاحه في تربية النشء التربية المثالية الجديرة بالمحاكاة والاخذ بها كأسلوب ناجع يدعم سيكولوجية الطفل المفعمة بالطاقات الحيوية الزائدة والتي هي دائما بحاجة الى وسيلة للتنفس عما يشعر به الطفل من مضايقات وكبت يؤديان به في حال التجاهل وعدم الالمام بمتطلبات المرحلة الى مشاكل نفسية معقدة يرجع سببها دائما الى (الخوف) ذلك المرض العضال الذي يهديه البعض الى فلذة كبده تحت مسميات فضفاضة احدها: (لكم اللحم ولنا العظم) وكأن الطفل المغلوب على امره قابل للتقسيم والتجزئة كالذبيحة العجماء.
ان الخوف المرضي هو القلق المستبد الذي يسيطر على الذات فلا يمنحها الراحة ولا الطمأنينة ويسيرها نحو حتفها بصورة مأسوية، ويرجع الاطباء النفسيون معظم المشاكل النفسية الى تلك السنين الاولى من العمر حيث المناخ الخصب والارض البكر، التي تتقبل ما يزرع فيها من مفاهيم وسلوكيات وما الشخصية المستقبلية الا صدى لتلك السنين وحصادها المتوقع. ان التكيف مع معطيات الحياة دلالة بيولوجية توحي بخلو الذات من الترسبات والتعقيدات السلبية ولن يتأتى ذلك التكيف الا مع محيط اسري سليم يمنح النواة احقيتها في استقبال مؤشرات الضوء النافذ الذي يساير جبلتها ويدعمها في تكوين حيزها المأمول وينأى بها عن النكوص الى قوقعتها كلما بدا لها باد يعيق نموها، ولن يتحقق ذلك الا عندما نمنح اطفالنا احقيتهم في التعبير عما يصول ويجول في خواطرهم من امنيات ورغبات ومحاورتهم فيها محاورة عقلانية ومحببة اليهم واعطاءهم مساحة معقولة من الحرية المنضبطة التي تعودهم الاعتماد على انفسهم واشعارهم بقدراتهم واهميتهم في تكوين المفاهيم وصياغة القرارات. ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسنة في تعامله ورحمته فقد حمل ذات يوم احد حفيديه على كتفه وهو يصلي وكلما قام للصلاة وضعه الى جانبه في رفق، واخذ يؤم الناس الذين يأخذهم العجب اذ يجدونه يطيل في السجود على غير عادته فلما قضيت الصلاة سألوه: يا رسول الله انك سجدت سجدة اطلتها حتى ظننا انه قد حدث امر او انه يوحى اليك، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت ان اعجله حتى يقضي حاجته). وقد تعجب احد الصحابة لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل حفيده وقال: ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا، فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (من لا يرحم لا يرحم) نعم ارحموا اطفالكم لكي ترحموا.
أبارك للجميع شهر رمضان 00تقبل الله من الجميع
القسوة المفرطة في تقويم الاطفال من اجل تطويعهم والحد من انفعالاتهم اسلوب عقيم لم يثب نجاحه في تربية النشء التربية المثالية الجديرة بالمحاكاة والاخذ بها كأسلوب ناجع يدعم سيكولوجية الطفل المفعمة بالطاقات الحيوية الزائدة والتي هي دائما بحاجة الى وسيلة للتنفس عما يشعر به الطفل من مضايقات وكبت يؤديان به في حال التجاهل وعدم الالمام بمتطلبات المرحلة الى مشاكل نفسية معقدة يرجع سببها دائما الى (الخوف) ذلك المرض العضال الذي يهديه البعض الى فلذة كبده تحت مسميات فضفاضة احدها: (لكم اللحم ولنا العظم) وكأن الطفل المغلوب على امره قابل للتقسيم والتجزئة كالذبيحة العجماء.
ان الخوف المرضي هو القلق المستبد الذي يسيطر على الذات فلا يمنحها الراحة ولا الطمأنينة ويسيرها نحو حتفها بصورة مأسوية، ويرجع الاطباء النفسيون معظم المشاكل النفسية الى تلك السنين الاولى من العمر حيث المناخ الخصب والارض البكر، التي تتقبل ما يزرع فيها من مفاهيم وسلوكيات وما الشخصية المستقبلية الا صدى لتلك السنين وحصادها المتوقع. ان التكيف مع معطيات الحياة دلالة بيولوجية توحي بخلو الذات من الترسبات والتعقيدات السلبية ولن يتأتى ذلك التكيف الا مع محيط اسري سليم يمنح النواة احقيتها في استقبال مؤشرات الضوء النافذ الذي يساير جبلتها ويدعمها في تكوين حيزها المأمول وينأى بها عن النكوص الى قوقعتها كلما بدا لها باد يعيق نموها، ولن يتحقق ذلك الا عندما نمنح اطفالنا احقيتهم في التعبير عما يصول ويجول في خواطرهم من امنيات ورغبات ومحاورتهم فيها محاورة عقلانية ومحببة اليهم واعطاءهم مساحة معقولة من الحرية المنضبطة التي تعودهم الاعتماد على انفسهم واشعارهم بقدراتهم واهميتهم في تكوين المفاهيم وصياغة القرارات. ولنا في الرسول صلى الله عليه وسلم الاسوة الحسنة في تعامله ورحمته فقد حمل ذات يوم احد حفيديه على كتفه وهو يصلي وكلما قام للصلاة وضعه الى جانبه في رفق، واخذ يؤم الناس الذين يأخذهم العجب اذ يجدونه يطيل في السجود على غير عادته فلما قضيت الصلاة سألوه: يا رسول الله انك سجدت سجدة اطلتها حتى ظننا انه قد حدث امر او انه يوحى اليك، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت ان اعجله حتى يقضي حاجته). وقد تعجب احد الصحابة لان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل حفيده وقال: ان لي عشرة من الولد ما قبلت منهم احدا، فنظر اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: (من لا يرحم لا يرحم) نعم ارحموا اطفالكم لكي ترحموا.
أبارك للجميع شهر رمضان 00تقبل الله من الجميع