المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين



sabra
28-07-2004, 02:08 AM
الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى . وبعد

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " أي يفهمه أمور دينه ..
تلك هي الحقيقة التي لا مراء فيها ، فكم قابلنا أناساً أفنوا حياتهم في أزقة العيش ودروب المال وتجد الواحد منهم وقد انحنى ظهره ، وشاب رأسه ، وانكمش جلده ، إنما لا يعرف كيف يغتسل من الجنابة ، أو ما الفارق بين قراءة القرآن و " الجرنال " ، وتراه ينظر إليك معترضاً على حكم شرعي نقلته إليه ، أو خائفاً من عقوبة خطيئة تذكره بها ، لأنه لم يسمع بها من قبل ، فقد كان " سيادته " مشغولاً بدنياه ، ولا يبالي بما أكل فيها من الطعام: أمن حلال أو حرام ، فياخيبتاه على عمر قد ضاع ، وواأسفاه هلى أيام ذهبت أدراج الرياح ، وامصيبتاه على عافية وصحة ذبحت قرباناً للوسائد الطرية والعيش الناعم ... وأمسوا كما قيل :

ذو العلم يشقى في الحياة بعلمه وأخو الجهالة بالجهالة ينعم

والمصيبة أن كل هذه المباهج تذهب لذاذتها وتنسى حلاوتها وتبقى غصة الجهل ..

ولا حول ولا قوة إلا بالله ...

فهل بعد جهل طريق الله مصيبة ؟ ! وهل هناك قدر خيبة نتائج التعساء الخاملين ؟ ما هو حال المرء إذا وجد زرعه يوم القيامة بلا حصاد ، أو خرج من حياته خالي الوفاض ، ألم يتذكروا قوله تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنه هباء منثوراً ) الفرقان : الآية 23 .

لقد كان عملهم بلا علم يصححه لهم أو يضبط لهم أحكامه فخسروه يوم القيامة ...>

الم يتأملوا قوله تعالى : (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم ) الملك : الآية 23 . وأجب أنت على هذا السؤال : هل تتخيل المكبوب على وجهه وكيف يسير ؟

ألم يتدبروا قول الحق : ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) الزمر : الآية 9 .

للإجابة على هذا السؤال إليك هذه القصة .. قصة أحد علمائنا الذين تخصصوا في أدق وأعقد التخصصات العلمية والرياضية ، وحصل على أعلى أوسمة الملوك والرؤساء . أسس نظريات وابتكر معادلات وأنشأ معامل وحفر اسمه على صفحات العلم الدنيوي ، وهذا لا شك أمر محمود إذا لم يشغله عن أوجب الواجبات وهو فقه الدين ، وأعني به الحلال والحرام لا غير ..

إنما شاءت إرادة الله أن أدخل عليه أثناء احتضاره ، وإذا به يناديني حتى أقترب منه ، وبصوت مرتعش خائف لن انساه طيلة حياتي وجدته يطلب مني أن أعلمه قراءة الفاتحة !! تصوروا !! الفاتحة يعني حتى لم يكن المسكين يصلي ، لم ينحني بركعة ، أو يعفر وجهه لله بسجدة ! الفاتحة أعظم سورة في القرآن ، الشافية المنجية الواقية ، السبع المثاني ، القرآن العظيم ...

لا يعرف عنها عالم الذرة شيئاً ، نفع الناس وأهلك نفسه ، تقرب إلى المادة بالعلم ، ونسي أن له روحاً ستعود إلى من أودعها فيه ، وتترك له الذرة بعلومها ، والكيمياء بمحاليلها والأحياء بطبائعها ، وعبثاً حاولت أن أساعده ، ورحل المسكين إلى ربه لا يحمل معه سوى عمراً مضيعاً وتركته وأنا أدعو الله له بالمغفرة ، ولأهله بالصبر وللعلماء بأن يقوموا بما بعثهم الله له. ونرجع إلى الحديث الذي صدرنا به حديثنا ، فما معنى : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " إن معناه صراحة هو أن علامة سلب الخير من العبد هي الجهل بدين الله ، وهذا صنف من الناس، أعاذك الله منهم .

يصفهم الله بقوله ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والانس لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) الأعراف : الآية 179

إنني أتعجب من عدم وضوح الغاية أو معرفة الهدف الذي خلقنا الله من أجله عند البعض ، حتى تسمع قائلهم يقولها يتبجح : جئت لا أعلم من أين ؟ ولكني أتيت .

ولقد أبصرت طريقاً فمشيت ...

هكذا .. بلا غاية .. بلا هدف .. يلا طموح .

إن الذي لا ينشد الجنة ولا يسعى لرضوان الله لهو أسوأ مخلوق ، بل هو أسوأ من الشيطان ذاته ! فإبليس على الأقل يعيش لرسالة وهدف وإن كانت رسالته هي الكفر وهدفه هو النار ، إلا أنه لا يضيع ثانية من وقته إلا في عمل يؤذي به عباد الله أو يضلهم .

بيد أن هناك من يدعي أنه من المنتسبين زورا لهذا الدين وتراه عالة على أي ملة أو دين ... يرفض علماء الدين ويشيع عنهم الأكاذيب الملفقة .. يتهكم على المتعبدين ويصفهم بالجمود والتخلف . ويصف القرآن بالأساطير . وينعت السنة بالبلاهة ! حتى إذا أدركه الموت مد أكف الضراعة والرجاء لطلب رحمة الله .


شكرالكم

مازن
28-07-2004, 04:16 AM
الله يعطيك العافية اخوووووووووي sabra

وجزاك الله عنا ألف خير


تحياتي لك

سمووره
28-07-2004, 04:38 AM
الله يجزاك كل خير ويرزقك الجنه إن شاءالله

بارك الله فيك فوق وتحت الأرض وجعلك ممن يقولون القول ويتبعون أحسنه

الله يعطيك العافيه

سمووره