ابراهيم الدريعي
09-07-2010, 12:03 PM
رحلتي مع الإرشاد (63)
لم يكن تقعادي عن الإرشاد -علم الله – مريحا لي لأنني أحس أنني لم أكمل المسيرة ولم تصل سفينتي إلى بر الأمان ، ولكنها مشيئة الله والنظام يحتم علي أن أتقاعد وأن أبقى في بيتي مع أولادي وزوجتي ، فحمدت الله أنني ارتحت من وعثاء السفر وسؤ المنقلب ، ولكني اتخذت لي مسارا آخر فأنا لاأؤمن بشيء اسمه التقاعد ولكن أنا غيرت عملا روتينيا متعبا ، شاء ت قدرة الله أن تجعلني فيه لأنني أحب العمل الإرشادي فهو عمل إنساني يحتاج جهد وتضحية ، أقول: إنني الآن أعمل في الإرشاد في الشبكة ألعنكبوتيه ، أناقش هذا وأحاور ذاك ، فصورة الإرشاد ماثلة أمامي ، وما يستجد في الإرشاد أراه كل يوم أساعد من يحتاج إلى مساعده وأستفيد ممن يقدم فكرة أو مشروعا بناء، فالفرق بين عملي قبل التقاعد وبعده أنني قبل التقاعد كنت مقيدا أخضع للروتين والبيروقراطية المقيتة أما بعد التقاعد فقد أصبحت حرا طليقا أعمل وقتما أشاء لاحدود ولا قيود والحمدلله الذي أسبغ علي النعمة والعافية .
بعض الناس يتحول تقاعدهم إلى مرض لهم ولعائلاتهم لأنهم تعودوا على العمل ومن الصعب عليهم تركه وتبرمجت نفوسهم على نظام معين ، لذا فالمتقاعد يجد صعوبة في التكيف والحياة الجديدة ، كماأن البعض أحس بعد تقاعده أنه فقد مركزه الاجتماعي وأحس انه تحول من شيء إلى لاشيء فلا أحد يسأل عنه ولاأحد يعيره قيمة أ واهتماما كما كان من قبل تحت الضوء لذا تنشأ بعد التقاعد للمتقاعد أمراض جديدة هي في الواقع أمراض نفسية مثل الاكتئاب والتقوقع والانطواء فيقل اتصال المتقاعد بالناس وبالذات بالأقارب وينزوي في بيته فيكون عالة على نفسه وعلى أهله ، حدثني أحد الأقارب عن والد صديق له تقاعد فسبب لأهله مشكلة ، صار يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، وصار يدقق في كل أمر شغله الشاغل سووا افعلوا ليش سويتوا كذا ؟أنت يابنت ليش ثوبك قصير ؟، فكان يدخل على زوجته في المطبخ ويقول لها لماذا قطعتي الباذنجان قطعا كبيرة ، ليش الشغالة تسوي كل شيء؟ وأنت قاعدة وهذا العمل بلاشك يسبب مضايقات كبيرة واحراجالأهل بيته ، وحصل أن هذا الرجل اشترى استراحة خارج الرياض فصار يخرج لها يوميا وأحيانا ينام فيها فتنفست زوجته وأولاده الصعداء وحمدوا الله على هذه النعمة ، وصارت زوجته تدعو لمن باعه هذه الاستراحة ، إذا كان هذا التقاعد سيجر المصائب علي وعلى أهل بيتي فلا مرحبا به ، لذا فإني أوصي كل موظف يعمل الآن على وظيفة حكومية أن يخطط لما سيفعله بعد التقاعد لئلا يكون مصيره مصير هذا الأب الذي أزعج وأحرج أهل بيته ، علاوة على مايسببه له التقاعد من مشاكل نفسية واجتماعية.
قد يقول قائل مادخل رحلتك مع الإرشاد بالمتقاعدين فهم شريحه توقفت عن العمل ، ويالله حسن ألخاتمه ، فأقول: لاهذه الفئة من الناس خدمت الوطن وأفنت شبابها في بناء الجيل الحاضر ، ولكن هل من السهل علينا أن نتركهم وشأنهم ولانقدم لهم أي خدمة جزاء ما قدموه ، ولماذا لايستفاد من خبرات المتقاعدين القادرين في التدريب ؟ ثم هل هناك من يقدم لهم التوجيه والإرشاد بعدتقاعدهم؟ فهم بحاجة ماسة إلى ذلك ، ولقد اهتمت الدولة- رعاها الله بالمتقاعدين -، وسوف تهتم أكثر وما وجود مركز الأمير سلمان -حفظه الله- والجمعية الوطنية للمتقاعدين والمتقاعدات إلا دليل قاطع على هذا الاهتمام ولكن المتقاعد لم ير شيئا حتى الآن ، على الأقل لو يلقى عناية بصحته ومنحه بطاقة تامين صحي يستطيع أن يعالج نفسه وعائلته في أي مستشفى أعتقد أن هذا شيئ مهم ملموس أفضل من الوعود التي نسمعها ( أسمع جعجعة ولا أرى طحنا)،ولم يتحقق منها شيئ حتى الآن ،والله اعلم .
لم يكن تقعادي عن الإرشاد -علم الله – مريحا لي لأنني أحس أنني لم أكمل المسيرة ولم تصل سفينتي إلى بر الأمان ، ولكنها مشيئة الله والنظام يحتم علي أن أتقاعد وأن أبقى في بيتي مع أولادي وزوجتي ، فحمدت الله أنني ارتحت من وعثاء السفر وسؤ المنقلب ، ولكني اتخذت لي مسارا آخر فأنا لاأؤمن بشيء اسمه التقاعد ولكن أنا غيرت عملا روتينيا متعبا ، شاء ت قدرة الله أن تجعلني فيه لأنني أحب العمل الإرشادي فهو عمل إنساني يحتاج جهد وتضحية ، أقول: إنني الآن أعمل في الإرشاد في الشبكة ألعنكبوتيه ، أناقش هذا وأحاور ذاك ، فصورة الإرشاد ماثلة أمامي ، وما يستجد في الإرشاد أراه كل يوم أساعد من يحتاج إلى مساعده وأستفيد ممن يقدم فكرة أو مشروعا بناء، فالفرق بين عملي قبل التقاعد وبعده أنني قبل التقاعد كنت مقيدا أخضع للروتين والبيروقراطية المقيتة أما بعد التقاعد فقد أصبحت حرا طليقا أعمل وقتما أشاء لاحدود ولا قيود والحمدلله الذي أسبغ علي النعمة والعافية .
بعض الناس يتحول تقاعدهم إلى مرض لهم ولعائلاتهم لأنهم تعودوا على العمل ومن الصعب عليهم تركه وتبرمجت نفوسهم على نظام معين ، لذا فالمتقاعد يجد صعوبة في التكيف والحياة الجديدة ، كماأن البعض أحس بعد تقاعده أنه فقد مركزه الاجتماعي وأحس انه تحول من شيء إلى لاشيء فلا أحد يسأل عنه ولاأحد يعيره قيمة أ واهتماما كما كان من قبل تحت الضوء لذا تنشأ بعد التقاعد للمتقاعد أمراض جديدة هي في الواقع أمراض نفسية مثل الاكتئاب والتقوقع والانطواء فيقل اتصال المتقاعد بالناس وبالذات بالأقارب وينزوي في بيته فيكون عالة على نفسه وعلى أهله ، حدثني أحد الأقارب عن والد صديق له تقاعد فسبب لأهله مشكلة ، صار يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، وصار يدقق في كل أمر شغله الشاغل سووا افعلوا ليش سويتوا كذا ؟أنت يابنت ليش ثوبك قصير ؟، فكان يدخل على زوجته في المطبخ ويقول لها لماذا قطعتي الباذنجان قطعا كبيرة ، ليش الشغالة تسوي كل شيء؟ وأنت قاعدة وهذا العمل بلاشك يسبب مضايقات كبيرة واحراجالأهل بيته ، وحصل أن هذا الرجل اشترى استراحة خارج الرياض فصار يخرج لها يوميا وأحيانا ينام فيها فتنفست زوجته وأولاده الصعداء وحمدوا الله على هذه النعمة ، وصارت زوجته تدعو لمن باعه هذه الاستراحة ، إذا كان هذا التقاعد سيجر المصائب علي وعلى أهل بيتي فلا مرحبا به ، لذا فإني أوصي كل موظف يعمل الآن على وظيفة حكومية أن يخطط لما سيفعله بعد التقاعد لئلا يكون مصيره مصير هذا الأب الذي أزعج وأحرج أهل بيته ، علاوة على مايسببه له التقاعد من مشاكل نفسية واجتماعية.
قد يقول قائل مادخل رحلتك مع الإرشاد بالمتقاعدين فهم شريحه توقفت عن العمل ، ويالله حسن ألخاتمه ، فأقول: لاهذه الفئة من الناس خدمت الوطن وأفنت شبابها في بناء الجيل الحاضر ، ولكن هل من السهل علينا أن نتركهم وشأنهم ولانقدم لهم أي خدمة جزاء ما قدموه ، ولماذا لايستفاد من خبرات المتقاعدين القادرين في التدريب ؟ ثم هل هناك من يقدم لهم التوجيه والإرشاد بعدتقاعدهم؟ فهم بحاجة ماسة إلى ذلك ، ولقد اهتمت الدولة- رعاها الله بالمتقاعدين -، وسوف تهتم أكثر وما وجود مركز الأمير سلمان -حفظه الله- والجمعية الوطنية للمتقاعدين والمتقاعدات إلا دليل قاطع على هذا الاهتمام ولكن المتقاعد لم ير شيئا حتى الآن ، على الأقل لو يلقى عناية بصحته ومنحه بطاقة تامين صحي يستطيع أن يعالج نفسه وعائلته في أي مستشفى أعتقد أن هذا شيئ مهم ملموس أفضل من الوعود التي نسمعها ( أسمع جعجعة ولا أرى طحنا)،ولم يتحقق منها شيئ حتى الآن ،والله اعلم .