sweetsoul
25-05-2010, 08:18 AM
الغرفة موصدة الباب
والصَمتُ عميقْ
وستائرُ شبّاكي مرخاةٌ..
ربَّ طَريقْ
يتنصَّتُ لي ، يترصَّدُ بي خلفَ الشبّاكِ ، وأثوابي
كمفزِّعِ بستانٍ ، سودُ
أ
عطاها البابُ الموصودُ
نَفَساً، ذرَّ بها حسّاً ، فَتَكادُ تفيقْ
من ذاك الموتِ ، وتهمسُ بي ، والصمتُ عميقْ :
" لم يبقَ صديقْ
ليزورَكَ في الليلِ الكابي
والغرفةُ موصدَةُ البابِ " .
ولبستُ ثيابيَ في الوهمِ
وسريتُ : ستلقاني أُمّي
في تلكَ المقبرةِ الثكلى ،
ستقولُ : " أَتَقْتحمُ الليلا
من دونِ رفيقْ ؟
جوعانُ ؟ أتأكلُ من زادي :
خرّوبِ المقبرةِ الصّادي ؟
والماءُ ستنهلُهُ نَهلا
من صدرِ الأرضِ :
ألا ترمي
أثوابَكَ ؟ والبَسْ من كَفَني ،
لم يبلَ على مرِّ الزمنِ ؛
عزريل الحائكُ ، إذْ يبلى ،
يرفوهُ . تعالَ ونمْ عندي :
أعددتُ فراشاً في لَحدي
لكَ يا أغلى من أشواقي
للشمسِ ، لأمواهِ النهرِ
كَسْلى تجري ،
لهُتافِ الديكِ إذا دوّى في الآفاقِِ
في يومِ الحشرِ" .
سَآخِذُ دربي في الوهمِ
وأسيرُ فتلقاني أُمّي.
(للشاعر العراقي المبدع بدر شاكر السياب )
والصَمتُ عميقْ
وستائرُ شبّاكي مرخاةٌ..
ربَّ طَريقْ
يتنصَّتُ لي ، يترصَّدُ بي خلفَ الشبّاكِ ، وأثوابي
كمفزِّعِ بستانٍ ، سودُ
أ
عطاها البابُ الموصودُ
نَفَساً، ذرَّ بها حسّاً ، فَتَكادُ تفيقْ
من ذاك الموتِ ، وتهمسُ بي ، والصمتُ عميقْ :
" لم يبقَ صديقْ
ليزورَكَ في الليلِ الكابي
والغرفةُ موصدَةُ البابِ " .
ولبستُ ثيابيَ في الوهمِ
وسريتُ : ستلقاني أُمّي
في تلكَ المقبرةِ الثكلى ،
ستقولُ : " أَتَقْتحمُ الليلا
من دونِ رفيقْ ؟
جوعانُ ؟ أتأكلُ من زادي :
خرّوبِ المقبرةِ الصّادي ؟
والماءُ ستنهلُهُ نَهلا
من صدرِ الأرضِ :
ألا ترمي
أثوابَكَ ؟ والبَسْ من كَفَني ،
لم يبلَ على مرِّ الزمنِ ؛
عزريل الحائكُ ، إذْ يبلى ،
يرفوهُ . تعالَ ونمْ عندي :
أعددتُ فراشاً في لَحدي
لكَ يا أغلى من أشواقي
للشمسِ ، لأمواهِ النهرِ
كَسْلى تجري ،
لهُتافِ الديكِ إذا دوّى في الآفاقِِ
في يومِ الحشرِ" .
سَآخِذُ دربي في الوهمِ
وأسيرُ فتلقاني أُمّي.
(للشاعر العراقي المبدع بدر شاكر السياب )