المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب كلنا من تراب للدكتور عبدالعزيز الزير



عندليب الامارات
08-05-2010, 10:07 AM
http://www12.0zz0.com/thumbs/2010/04/27/09/273391699.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم


تقديم

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، كما يُحب ربُنا ويرضى، والشكر له على ما أولى من نِعم سابغة وأسدى، أحمده سبحانه، وهو الوليُّ الحميد، وأتوب إليه جل شأنه، وهو التواب الرشيد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، لا شريك له شهادةً نستجلب بها نِعمهُ، ونستدفعُ بها نِقمهُ، وندخرها عُدةً لنا "يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ" ([1] (http://www.a-alzeer.com/vb/showthread.php?p=28063#_ftn1)). وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله نجوم المهتدين، ورجوم المعتدين. ورضي الله عن صحابته الأبرار الذين قاموا بحق صحبته، وحفظ شريعته، وتبليغ دينه الى سائر أمته، فكانوا خير أمة أُخرجت للناس. أما بعد..
فإن المتتبع للآيات القرآنية الكريمة والسنة النبوية المطهرة يجد أنها بينت ووضحت وأكدت أن جميع الناس من دون استثناء على اختلاف ألوانهم، وتعدد ألسنتهم، وتباين عروقهم وأمزجتهم، وتفرق بلدانهم وديارهم، وتعدد مذاهبهم، ومعتقداتهم، كلهم سواسية في أصل الخلق والتكوين، فهم لآدم عليه السلام وآدم من تراب، وهذا أصل أصيل في مفهوم الإنسانية لدى المسلمين، ويرد على ما جاء به بعض العلماء الملحدين عليهم من الله ما يستحقون في أن أصل الإنسان من قرد أي من سلالة القرود، وأنه تطور بعد ذلك من شكل القرود عبر ملايين السنين إلى شكل بين الإنسان والحيوان ليصل في آخر المطاف إلى شكله الحالي الذي نحن عليه الآن.
أو كما يدعيه الشيوعيون والماركسيون الملحدون من أن الإنسان جاء من غير خالق، وأنه وجد بالمصادفة، أو أن الطبيعة هي التي أوجدته من عدم وأن نهايته الفناء من غير ثواب ولا عقاب كسائر الحيوانات والأشجار والدواب. وهي نظريات لا تتوافق مع طبيعة الإنسان السوي الذي كرمه الله بنعمة العقل والإدراك ولا تتفق مع النقل والعقل والمنطق.
وفي هذا الكتاب بإذن سنأتي على سرد كل الحقائق الثابتة من القرآن الكريم والسنة النبوية حول تأكيد أصل الإنسان بأنه من تراب وسيعود إلى تراب، وأنهم يتفاوتون ويتفاضلون في الأعمال والعبادات فقط، والمعيار الأوحد لهذا التفاضل هو: تقوى الله عز وجل، كما جاء في قوله تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ([2] (http://www.a-alzeer.com/vb/showthread.php?p=28063#_ftn2))، وقوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ([3] (http://www.a-alzeer.com/vb/showthread.php?p=28063#_ftn3)).
وهذا التفاوت بين الخلق هو آية من آيات الله العظمى الدالة على قدرته وجبروته عز وجل، اذ جعل فيهم هذا التنوع والاختلاف في الصفات والمواهب والألوان والثقافات واللغات والقدرات، على الرغم من أنهم كلهم من أصل واحد، لحكمة يشاءها كما في قوله تعالى: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ([4] (http://www.a-alzeer.com/vb/showthread.php?p=28063#_ftn4)).
هذا وترجع أهمية كتاب كلنا من تراب الى أسباب رئيسة منها:
1- الإسهام في خدمة كتاب الله عز وجل، وخاصة التعرف على أصل الخلق جميعاً.
2- إبراز دور الإنسان المسلم ومكانته وتكريمه على غيره من البشر.
3- الرد على شبهات أعداء الإسلام من ملاحدة وشيوعيين التي أثاروها بخبث نيةِ، وحقد مُعلن على أصل الخليقة من أجل إبعاد الناس عن خالقهم ورازقهم ومالكهم ومدبر كونهم الذي هو الله سبحانه وتعالى، وربطهم بالطبيعة وإنكار كل ما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وذلك بزعمهم الباطل الملحد أن الحياة وما عليها عبث أو مجرد صدفة كونية تطورت عبر السنين لتصل إلى هذه المرحلة.
4-بيان ما جاء في القرآن الكريم من آيات تفصيلية تضمنت حقائق علمية حول مراحل تخلق الجنين في رحم الأم لم يتم إكتشاف سوى القليل منها حديثاً.
5- التأكيد على أن التفاضل بين الناس هو في تقوى الله وليس المال والجاه والمنصب.
هذا والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعل هذا العمل والجهد خالصاً لوجهه الكريم،وأن يتقبله فإنه جهد المقل، كما أسأله أن يجعل له القبول في الأرض وأن يستمر نفعه حتى قيام الساعة، وأن ينفع به عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كما أسأله أن يجعله لي ذخراً عند انقطاع عملي وانتهاء أجلي، ويتجاوز به عن زلتي ويمحو به خطيئتي، إنه أهل التقوى وأهل المغفرة.









المؤلف



د/عبد العزيزالزير



([1]) سورة الشعراء، آية 89.

([2]) سورة الحجرات، آية 13.

([3]) سورة الذاريات، آية 56.

([4]) سورة الزخرف، آية 32.

كاسب العز
08-05-2010, 12:20 PM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى

كاسب العز

همس الرووح
08-05-2010, 12:57 PM
http://www.dohaup.com/up/2010-03-09/dohaup_617572882.gif

سـامـيـه
08-05-2010, 03:24 PM
الله يجزاك خير
شكرا لك

ينابيع الأمل
09-05-2010, 07:55 AM
الف شكر لك
على الطرح المميز
بوركت جهودك
وسلمت يمينك
على كل ما تقدمه
دمت بخير وعافية دائما وابدا

عندليب الامارات
09-05-2010, 09:13 AM
الله يعطيك العافية كاسب العز على مرورك ومشاركتك موضوعي

عندليب الامارات
09-05-2010, 09:13 AM
بوركت أختي همس الروح على مرورك ومشاركتك موضوعي

عندليب الامارات
09-05-2010, 09:13 AM
شكراً لكِ سامية على مرورك ومشاركتك موضوعي

عندليب الامارات
09-05-2010, 09:14 AM
سلمت يمينك ينابيع الأمل ومشكورة على مرورك وتعليقك