سليمان الذويخ
27-04-2010, 10:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال قرأته اليوم واعجبني و حرصت الا استأثر به دون ان تشاركوني متعة ما يفيد !
المقال من جريدة الرياض ليوم الثلاثاء 13 /5 /1431
--------------------------
وضوح
لماذا صدق سليمان الراجحي ؟
مازن السديري
ذات مرة وجدت مع صديق لي عاطل أفخم الهواتف النقالة برفقة عدد من الأصدقاء مثله يحبون العشاء في المطاعم الغالية ، وقت ذلك تذكرت حديثا للشيخ سليمان الراجحي أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية عندما كان مسافرا في الخارج و يحمل مبلغا كبيرا في حقيبة اليد ، فشك فيه سائق سيارة الأجرة (تاكسي) وحاول تغيير مسار السيارة طمعاً في تلك الحقيبة... لاحظ الشيخ ذلك فبدأ يتحدث مع السائق عن حياته ويخبره بأنه يعمل (فراشاً) في إحدى الدوائر الحكومية مما جعل السائق يحيد عن خطته ويوصله إلى المكان الذي طلبه ...انطلت تلك الخدعة على السائق وهو لا يعلم أن من كان يقله أسس هو وشقيقه إحدى أكبر المؤسسات العربية في الصيرفة والزراعة.
ومن سليمان الراجحي إلى سليمان آخر وهو الشيخ سليمان العليان (رحمه الله) و الذي سبق أن تعرض لحادث اعتداء في الولايات المتحدة بأن اقتحم عليه شخص مسلح مكتبه وسأله أين مالك الشركة فقال الشيخ : إن مالك المبنى خرج للتو ،ولم يجد المسلح شيئا يستحق السرقة معه أو يوحي له بأنه مالك الشركة الثري.
ما أريد أن أذكره أنه رغم اختلاف تكوين الرجلين فالأول ابن المجتمع النجدي ويعد من الرعيل العصامي الأول قبل طفرات النقط ، والثاني نشأ في البحرين التي كانت عاصمة التنوع الخليجي وأجاد اللغات الأجنبية ( وله صورة شهيرة وهو يترجم للملك عبدالعزيز رحمهم الله) عندما كان عاملاً صغيراً في آرامكوا، ولكن رغم كل هذا الاختلاف كان يجمعهم ما هو أهم من ذلك وهي المفاهيم حول قيمة العمل والكفاح و حسن استخدام المال دون بذخ أو مبالغة.
فلولا تقشف الرجلين لتعرضا للسرقة أو القتل (لا قدر الله) وأن كثرة المال لا تعني البذخ في صرفه فكلا الرجلين كانا يستغربان شراء الطائرات الخاصة في ظل وجود خطوط الطيران العامة، هذا ليس بخلا ولكنه عقل وثقة بالنفس، أستغرب من يمتلك عدة هواتف (ثمينة) خصصت لشخصيات ذات أهمية ومسؤولية لتسهيل الاتصال و تصريف الأعمال تجدها لدينا بين أبسط الموظفين وأقلهم دخلا ، بالإضافة للسلوك الاستهلاكي العام لدينا الذي أصحاب المطاعم ومحلات الملابس على رفع أسعارهم لأنهم يدركون وجود سلوك استهلاكي لدى البعض يشجعهم على فعل ذلك ، وإذا ناقشت أحدهم أجاب بأن هذا المبلغ لا يؤثر ولا يغير والثروات تأتي عن طريق مغارات (علي بابا) الموجودة في أسواق العقار والأسهم ، ولكن رغم تبريراته تلك تبقى حياته أسيرة الاستهلاك والقروض لأنه لم يكن يسيطر على مصروفاته ... أتذكر شخصياً عندما كنت أعمل في (بروكسل) أن دعاني ثري بلجيكي لبيته وبعد أن سكب لي الماء الساخن ووضعت ميدالية الشاي في كوبي بعد ذلك تناول ميدالية الشاي مني ووضعها في كوبه وقال لي: درس رقم واحد في التجارة و الاقتصاد...مصروفاتك يجب أن تكون أقل من دخلك وإلا لا فائدة من كل خبرتك وعلمك.
مقال قرأته اليوم واعجبني و حرصت الا استأثر به دون ان تشاركوني متعة ما يفيد !
المقال من جريدة الرياض ليوم الثلاثاء 13 /5 /1431
--------------------------
وضوح
لماذا صدق سليمان الراجحي ؟
مازن السديري
ذات مرة وجدت مع صديق لي عاطل أفخم الهواتف النقالة برفقة عدد من الأصدقاء مثله يحبون العشاء في المطاعم الغالية ، وقت ذلك تذكرت حديثا للشيخ سليمان الراجحي أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية عندما كان مسافرا في الخارج و يحمل مبلغا كبيرا في حقيبة اليد ، فشك فيه سائق سيارة الأجرة (تاكسي) وحاول تغيير مسار السيارة طمعاً في تلك الحقيبة... لاحظ الشيخ ذلك فبدأ يتحدث مع السائق عن حياته ويخبره بأنه يعمل (فراشاً) في إحدى الدوائر الحكومية مما جعل السائق يحيد عن خطته ويوصله إلى المكان الذي طلبه ...انطلت تلك الخدعة على السائق وهو لا يعلم أن من كان يقله أسس هو وشقيقه إحدى أكبر المؤسسات العربية في الصيرفة والزراعة.
ومن سليمان الراجحي إلى سليمان آخر وهو الشيخ سليمان العليان (رحمه الله) و الذي سبق أن تعرض لحادث اعتداء في الولايات المتحدة بأن اقتحم عليه شخص مسلح مكتبه وسأله أين مالك الشركة فقال الشيخ : إن مالك المبنى خرج للتو ،ولم يجد المسلح شيئا يستحق السرقة معه أو يوحي له بأنه مالك الشركة الثري.
ما أريد أن أذكره أنه رغم اختلاف تكوين الرجلين فالأول ابن المجتمع النجدي ويعد من الرعيل العصامي الأول قبل طفرات النقط ، والثاني نشأ في البحرين التي كانت عاصمة التنوع الخليجي وأجاد اللغات الأجنبية ( وله صورة شهيرة وهو يترجم للملك عبدالعزيز رحمهم الله) عندما كان عاملاً صغيراً في آرامكوا، ولكن رغم كل هذا الاختلاف كان يجمعهم ما هو أهم من ذلك وهي المفاهيم حول قيمة العمل والكفاح و حسن استخدام المال دون بذخ أو مبالغة.
فلولا تقشف الرجلين لتعرضا للسرقة أو القتل (لا قدر الله) وأن كثرة المال لا تعني البذخ في صرفه فكلا الرجلين كانا يستغربان شراء الطائرات الخاصة في ظل وجود خطوط الطيران العامة، هذا ليس بخلا ولكنه عقل وثقة بالنفس، أستغرب من يمتلك عدة هواتف (ثمينة) خصصت لشخصيات ذات أهمية ومسؤولية لتسهيل الاتصال و تصريف الأعمال تجدها لدينا بين أبسط الموظفين وأقلهم دخلا ، بالإضافة للسلوك الاستهلاكي العام لدينا الذي أصحاب المطاعم ومحلات الملابس على رفع أسعارهم لأنهم يدركون وجود سلوك استهلاكي لدى البعض يشجعهم على فعل ذلك ، وإذا ناقشت أحدهم أجاب بأن هذا المبلغ لا يؤثر ولا يغير والثروات تأتي عن طريق مغارات (علي بابا) الموجودة في أسواق العقار والأسهم ، ولكن رغم تبريراته تلك تبقى حياته أسيرة الاستهلاك والقروض لأنه لم يكن يسيطر على مصروفاته ... أتذكر شخصياً عندما كنت أعمل في (بروكسل) أن دعاني ثري بلجيكي لبيته وبعد أن سكب لي الماء الساخن ووضعت ميدالية الشاي في كوبي بعد ذلك تناول ميدالية الشاي مني ووضعها في كوبه وقال لي: درس رقم واحد في التجارة و الاقتصاد...مصروفاتك يجب أن تكون أقل من دخلك وإلا لا فائدة من كل خبرتك وعلمك.