المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيليه ومردونه معادلة خاطئة!



أبوحميد
15-07-2004, 10:22 AM
(أنا أعرف أن كثير من الأعضاء تحدثوا عن هذا الموضوع ولكن أرجو أن تقبلوا وجهة النظر هذه).

لو أكمل مارادونا مسيرته في كرة القدم ولم ينحرف إلى طريق الموبقات, لكان من
الممكن أن نصنفه بين اللاعبين التاريخيين أو أن نرشحه لكون منافساً على لقب
لاعب القرن.
أما وقد قطع النجم الأرجنتيني مسيرته وهو في عز تألقه واختار طريقاً لا يشرف
اللعبة وينزع عنه صفة المثل الأعلى للنشء والشبان, فأنه من الخطأ الفادح أن
نرفعه إلى مستوى بيليه اللاعب الفنان والإنسان المثالي الخلوق.
لقد جعل مارادونا من نفسه اسمه وسجله وشهرته أكبر داعية لانحراف الشبان, ففي حين تصرف الحكومات والمنظمات العالمية الإنسانية ملايين الدولارات من أجل توعية الأجيال الطالعة وتنبيه النشء إلى مخاطر المخدرات بكل أنواعها, انبرى مارادونا بفضائحه ودخوله السجن وضبطه مخبولاً, ليدعو محبيه وعشاقه إلى حذو حذوه في الدخول إلى عالم الانغماس في إشباع الشهوات والغرق في الملذات, وبات في موقع المشرع لهذه الآفة الإجماعية الدولية.
لقد أخطأ بلاتر في إقحام اسم مارادونا لمنافسة بيليه على لقب لاعب القرن, وقد كان اللجوء إلى استفتاء الإنترنت من قبيل الديبلوماسية الغبية, من النقاط السلبية التي تسجل على بلاتر وما أكثرها.
لقد وضع العالم بأسره التاج على رأس بيليه, فهو ملك كرة القدم المعهود, وهو رياضي القرن,ولاعب القرن, بإجماع الأسرة الرياضية في العالم, فكيف نوازي به لاعباً لعب ضد حياته!!
لقد جاء استفتاء الفيفا بشقيه, ليبين الحقيقة للعالم, فالذين اختاروا بيليه هم نخبة الخبراء واللاعبين الكبار في العالم, وهم لم يعترفوا بمارادونا فلم يمنحوه أي صوت, فيما الذين اختاروا مارادونا عبر الإنترنت لا وزن لهم, فهم مجرد محبذين وربما يكون معظمهم من مدينة نابولي ومن الأرجنتين بالطبع.
إن المقارنة بين بيليه ومارادونا افتراء على لعبة كرة القدم وتاريخها, قد ملأ النجم البرازيلي ملاعب العالم حماساً وأوجد لهذه اللعبة شعبية جارفة عندما كان لاعباً, ثم تابع خدماته فأوجد لها قاعدة جماهيرية في الولايات المتحدة بلاد كرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأمريكية.. وصار داعية لهذه اللعبة وجال العالم يستعرض فنونه أمام الصغار ليغرس فيهم حب اللعبة ويبث في قلوبهم روحها.
والغريب أن نقارن بين لعب فاقت إنجازاته حدود المعقول, ويبن لاعب حقق إنجازات مماثلة لما حققه العشرات من لاعبين العالميين, أما بالنسبة للفنيات والمهارات فلا أحد ينكر موهبة مارادونا, ولكن المعلم الأول في هذه المجالات هو الملك المتوج بيليه.
إن مارادونا هو في صف بلاتيني و بكنباور و كرويف وزيكو وغيرهم. أما صف بيليه
فبالإمكان أن نجد فيه دي ستيفانو و بوشكاش و غارينشيا و ستانلي ماتيوز وغيرهم من عظماء لعبة كرة القدم في التاريخ.
لقد قدم مارادونا فصلاً جديداً من تجرده من الروح الرياضية والأخلاق الرفيعة, عندما أعلن بأنه سيغادر القاعة فيما لو اختير بيليه لاعباً للقرن, ففعل ذلك قبل أن يتسلم بيليه جائزته, ربما لأن مارادونا أدرك أن اختيار الإنترنت كان جائزة ترضية له.
والمصيبة هنا في أن مارادونا يعتبر نفسه أنه أحق من بيليه في هذا اللقب, وعلى ما يبدو فإن مارادونا لا يعترف بيليه مطلقاً.
وسامح الله الذين أوجدوا هذه المعادلة الخاطئة.

(ملاحظة هامة : أنا من أكثر الناس عشقاً لمارادونا ولكن الحق يقال وأرجو أن يعجبكم هذا الموضوع).