المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم



قيـس
30-03-2010, 03:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مسألة: الجزء العاشرقوله : وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)

[ ص: 435 ] قوله تعالى : وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)الضمير في تركنا لله - تعالى - ; أي تركنا الجن والإنس يوم القيامة يموج بعضهم في بعض . وقيل : تركنا يأجوج ومأجوج يومئذ أي وقت كمال السد يموج بعضهم في بعض . واستعارة الموج لهم عبارة عن الحيرة وتردد بعضهم في بعض ، كالمولهين من هم وخوف ; فشبههم بموج البحر الذي يضطرب بعضه في بعض . وقيل : تركنا يأجوج ومأجوج يوم انفتاح السد يموجون في الدنيا مختلطين لكثرتهم . قلت : فهذه ثلاثة أقوال أظهرها أوسطها ، وأبعدها آخرها ، وحسن الأول ; لأنه تقدم ذكر القيامة في تأويل قوله - تعالى - : فإذا جاء وعد ربي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu). والله أعلم .

قوله تعالى : ونفخ في الصور (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)تقدم في الأنعام . فجمعناهم جمعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)يعني الجن والإنس في عرصات القيامة .

وعرضنا جهنم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي أبرزناها لهم .

يومئذ للكافرين عرضا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)الذين كانت أعينهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)في موضع خفض نعت للكافرين .

في غطاء عن ذكري (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي هم بمنزلة من عينه مغطاة فلا ينظر إلى دلائل الله - تعالى - .

وكانوا لا يستطيعون سمعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي لا يطيقون أن يسمعوا كلام الله - تعالى - ، فهم بمنزلة من صم .

قوله تعالى : أفحسب الذين كفروا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي ظن . وقرأ علي وعكرمة ومجاهد وابن محيصن أفحسب (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)بإسكان السين وضم الباء ; أي كفاهم .

أن يتخذوا عبادي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)يعني عيسى والملائكة وعزيرا .

من دوني أولياء (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)ولا أعاقبهم ; ففي الكلام حذف . وقال الزجاج : المعنى ; أفحسبوا أن ينفعهم ذلك .

إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)قوله تعالى : قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)- الآية - فيه دلالة على أن من الناس من يعمل العمل وهو يظن أنه محسن وقد حبط سعيه ، والذي يوجب إحباط السعي إما فساد الاعتقاد أو المراءاة ، والمراد هنا الكفر . روى البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)عن مصعب قال : سألت أبيا قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أهم الحرورية ؟ قال : لا ; هم اليهود والنصارى . وأما اليهود فكذبوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، وأما النصارى فكفروا بالجنة ، فقالوا : لا طعام فيها ولا شراب ; والحرورية الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ; وكان سعد يسميهم الفاسقين . والآية معناها التوبيخ ; أي قل لهؤلاء الكفرة الذين عبدوا غيري : يخيب سعيهم وآمالهم غدا ; فهم [ ص: 436 ] الأخسرون أعمالا ، وهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)في عبادة من سواي .

قال ابن عباس : ( يريد كفار أهل مكة ) . وقال علي : ( هم الخوارج أهل حروراء . وقال مرة : هم الرهبان أصحاب الصوامع ) . وروي أن ابن الكواء سأله عن الأخسرين أعمالا فقال له : أنت وأصحابك . قال ابن عطية : ويضعف هذا كله قوله - تعالى - بعد ذلك : أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu).

وليس من هذه الطوائف من يكفر بالله ولقائه والبعث والنشور ، وإنما هذه صفة مشركي مكة عبدة الأوثان ، وعلي وسعد - رضي الله عنهما - ذكرا أقواما أخذوا بحظهم من هذه الآية . و أعمالا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)نصب على التمييز . و حبطت قراءة الجمهور بكسر الباء . وقرأ ابن عباس " حبطت " بفتحها .

الثانية : قوله تعالى : فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)قراءة الجمهور نقيم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)بنون العظمة . وقرأ مجاهد بياء الغائب ; يريد فلا يقيم الله - عز وجل - ، وقرأ عبيد بن عمير (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16531)" فلا يقوم " ويلزمه أن يقرأ " وزن " وكذلك قرأ مجاهد " فلا يقوم لهم يوم القيامة وزن " . قال عبيد بن عمير (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16531): يؤتى يوم القيامة بالرجل العظيم الطويل الأكول الشروب فلا يزن عند الله جناح بعوضة .

قلت : هذا لا يقال مثله من جهة الرأي ، وقد ثبت معناه مرفوعا في صحيحي البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)ومسلم عن أبي هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة اقرءوا إن شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu). والمعنى أنهم لا ثواب لهم ، وأعمالهم مقابلة بالعذاب ، فلا حسنة لهم توزن في موازين القيامة ومن لا حسنة له فهو في النار . وقال أبو سعيد الخدري : يؤتى بأعمال كجبال تهامة فلا تزن شيئا . وقيل : يحتمل أن يريد المجاز والاستعارة ; كأنه قال : فلا قدر لهم عندنا يومئذ ; والله أعلم . وفي هذا الحديث من الفقه ذم السمن لمن تكلفه ، لما في ذلك من تكلف المطاعم والاشتغال بها عن المكارم ، بل يدل على تحريم الأكل الزائد على قدر الكفاية المبتغى به الترفه والسمن . وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : إن أبغض الرجال إلى الله - تعالى - الحبر السمين ومن حديث عمران بن حصين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : خيركم قرني ثم الذين يلونهم - قال عمران فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة - ثم إن من بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا [ ص: 437 ] يوفون ويظهر فيهم السمن وهذا ذم . وسبب ذلك أن السمن المكتسب إنما هو من كثرة الأكل والشره ، والدعة والراحة والأمن والاسترسال مع النفس على شهواتها ، فهو عبد نفسه لا عبد ربه ، ومن كان هذا حاله وقع لا محالة في الحرام ، وكل لحم تولد عن سحت فالنار أولى به ; وقد ذم الله - تعالى - الكفار بكثرة الأكل فقال : والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)فإذا كان المؤمن يتشبه بهم ، ويتنعم بتنعمهم في كل أحواله وأزمانه ، فأين حقيقة الإيمان ، والقيام بوظائف الإسلام ؟ ! ومن كثر أكله وشربه كثر نهمه وحرصه ، وزاد بالليل كسله ونومه ، فكان نهاره هائما ، وليله نائما . وقد مضى في " الأعراف " هذا المعنى ; وتقدم فيها ذكر الميزان ، وأن له كفتين توزن فيهما صحائف الأعمال فلا معنى للإعادة . وقال - عليه الصلاة والسلام - حين ضحكوا من حمش ساق ابن مسعود وهو يصعد النخلة : تضحكون من ساق توزن بعمل أهل الأرض فدل هذا على أن الأشخاص توزن ; ذكره الغزنوي .

قوله تعالى : ذلك جزاؤهم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)ذلك إشارة إلى ترك الوزن ، وهو في موضع رفع بالابتداء جزاؤهم خبره .

جهنم بدل من المبتدإ الذي هو ذلك .

وما في قوله : بما كفروا مصدرية ، والهزء الاستخفاف والسخرية ; وقد تقدم .

قوله تعالى : إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)قال قتادة : الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأعلاها وأفضلها وأرفعها وقال أبو أمامة الباهلي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=481): الفردوس سرة الجنة . وقال كعب : ليس في الجنان جنة أعلى من جنة الفردوس ; فيها الآمرون بالمعروف ، والناهون عن المنكر . وفي صحيح البخاري (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)عن أبي هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من آمن بالله وبرسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها قالوا : يا رسول الله أفلا نبشر الناس ؟ قال : إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله - تعالى - فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة - أراه [ ص: 438 ] قال - وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة وقال مجاهد : والفردوس البستان بالرومية . الفراء : هو عربي . والفردوس حديقة في الجنة . وفردوس اسم روضة دون اليمامة . والجمع فراديس ، قال أمية بن أبي الصلت الثقفي :



كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة فيها الفراديس والفومان والبصل


والفراديس موضع بالشام . وكرم مفردس أي معرش .

خالدين فيها أي دائمين .

لا يبغون عنها حولا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي لا يطلبون تحويلا عنها إلى غيرها . والحول بمعنى التحويل ; قاله أبو علي . وقال الزجاج : حال من مكانه حولا كما يقال : عظم عظما . قال : ويجوز أن يكون من الحيلة ، أي لا يحتالون منزلا غيرها . قال الجوهري : التحول التنقل من موضع إلى موضع ، والاسم الحول ، ومنه قوله - تعالى - : خالدين فيها لا يبغون عنها حولا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu).

قوله تعالى : قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)نفد الشيء إذا تم وفرغ ; وقد تقدم .

ولو جئنا بمثله مددا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي زيادة على البحر عددا أو وزنا . وفي مصحف أبي " مدادا " وكذلك قرأها مجاهد وابن محيصن وحميد . وانتصب مددا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)على التمييز أو الحال . وقال ابن عباس : قالت اليهود لما قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)قالوا : وكيف وقد أوتينا التوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا ؟ فنزلت قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)الآية . وقيل : قالت اليهود إنك أوتيت الحكمة ، ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، ثم زعمت أنك لا علم لك بالروح ؟ ! فقال الله - تعالى - قل وإن أوتيت القرآن وأوتيتم التوراة فهي بالنسبة إلى كلمات الله - تعالى - قليلة ، قال ابن عباس : كلمات ربي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي مواعظ ربي . وقيل : عنى بالكلمات الكلام القديم الذي لا غاية له ولا منتهى ، وهو وإن كان واحدا فيجوز أن يعبر عنه بلفظ الجمع لما فيه من فوائد الكلمات ، ولأنه ينوب منابها ، فجازت العبارة عنها بصيغة الجمع تفخيما ; وقال الأعشى :



ووجه نقي اللون صاف يزينه مع الجيد لبات لها ومعاصم



فعبر باللبات عن اللبة . وفي التنزيل نحن أولياؤكم (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)و إنا نحن نزلنا الذكر (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)وإنا لنحن نحيي ونميت (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)وكذلك إن إبراهيم كان أمة (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)لأنه ناب مناب أمة . وقيل : أي ما [ ص: 439 ] نفدت العبارات والدلالات التي تدل على مفهومات معاني كلامه - سبحانه وتعالى - . وقال السدي : (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14468)أي إن كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد صفات الجنة التي هي دار الثواب . وقال عكرمة : لنفد البحر قبل أن ينفد ثواب من قال لا إله إلا الله . ونظير هذه الآية : ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu). وقرأ حمزة والكسائي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15080)" قبل أن ينفد " بالياء لتقدم الفعل .

قوله تعالى : قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي لا أعلم إلا ما يعلمني الله - تعالى - ، وعلم الله - تعالى - لا يحصى ، وإنما أمرت بأن أبلغكم بأنه لا إله إلا الله .

فمن كان يرجو لقاء ربه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)أي يرجو رؤيته وثوابه ويخشى عقابه .

فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)قال ابن عباس : نزلت في جندب بن زهير العامري قال : يا رسول الله إني أعمل العمل لله - تعالى - ، وأريد وجه الله - تعالى - ، إلا أنه إذا اطلع عليه سرني ; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : إن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب ولا يقبل ما شورك فيه فنزلت الآية . وقال طاوس قال رجل : يا رسول الله ! إني أحب الجهاد في سبيل الله - تعالى - وأحب أن يرى مكاني فنزلت هذه الآية . وقال مجاهد : جاء رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله ! إني أتصدق وأصل الرحم ولا أصنع ذلك إلا لله - تعالى - فيذكر ذلك مني وأحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به ، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يقل شيئا ، فأنزل الله - تعالى - فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu).

قلت : والكل مراد ، والآية تعم ذلك كله وغيره من الأعمال . وقد تقدم في سورة " هود " حديث أبي هريرة (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=3)الصحيح في الثلاثة الذين يقضى عليهم أول الناس . وقد تقدم في سورة " النساء " الكلام على الرياء ، وذكرنا من الأخبار هناك ما فيه كفاية . وقال الماوردي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15151)وقال جميع أهل التأويل : معنى قوله - تعالى - : ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)إنه لا يرائي بعمله أحدا . وروى الترمذي الحكيم (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14155)- رحمه الله تعالى - في ( نوادر الأصول ) قال : حدثنا أبي [ ص: 440 ] - رحمه الله تعالى - قال : حدثنا مكي بن إبراهيم قال : حدثنا عبد الواحد بن زيد عن عبادة بن نسي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16294)قال : أتيت شداد بن أوس في مصلاه وهو يبكي ، فقلت : ما الذي أبكاك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما ، إذ رأيت بوجهه أمرا ساءني فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما الذي أرى بوجهك ؟ قال : أمرا أتخوفه على أمتي من بعدي قلت : ما هو يا رسول الله ؟ قال : الشرك والشهوة الخفية قلت : يا رسول الله ! وتشرك أمتك من بعدك ؟ قال : يا شداد أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجرا ولا وثنا ولكنهم يراءون بأعمالهم قلت : والرياء شرك هو ؟ قال : نعم . قلت : فما الشهوة الخفية ؟ قال : يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوات الدنيا فيفطر قال عبد الواحد : فلقيت الحسن ، فقلت : يا أبا سعيد ! أخبرني عن الرياء أشرك هو ؟ قال : نعم ; أما تقرأ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu). وروى إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا محمد بن أبي بكر قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن ليث عن شهر بن حوشب (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16128)قال : كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=75)جالسين ، فقالا : إنا نتخوف على هذه الأمة من الشرك والشهوة الخفية ، فأما الشهوة الخفية فمن قبل النساء . وقالا : سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من صلى صلاة يرائي بها فقد أشرك ومن صام صياما يرائي به فقد أشرك ثم تلا فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu).

قلت : وقد جاء تفسير الشهوة الخفية بخلاف هذا ، وقد ذكرناه في " النساء " . وقال سهل بن عبد الله : وسئل الحسن عن الإخلاص والرياء فقال : من الإخلاص أن تحب أن تكتم حسناتك ولا تحب أن تكتم سيئاتك ، فإن أظهر الله عليك حسناتك تقول هذا من فضلك وإحسانك ، وليس هذا من فعلي ولا من صنيعي ، وتذكر قوله - تعالى - : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu). والذين يؤتون ما آتوا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)الآية ; يؤتون الإخلاص ، وهم يخافون ألا يقبل منهم ; وأما الرياء فطلب حظ النفس من [ ص: 441 ] عملها في الدنيا ; قيل لها : كيف يكون هذا ؟ قال : من طلب بعمل بينه وبين الله - تعالى - سوى وجه الله - تعالى - والدار الآخرة فهو رياء . وقال علماؤنا - رضي الله تعالى عنهم - : وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به ; كما يحكى أن طاهر بن الحسين قال لأبي عبد الله المروزي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16931): منذ كم صرت إلى العراق يا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت العراق منذ عشرين سنة وأنا منذ ثلاثين سنة صائم ; فقال يا أبا عبد الله سألناك عن مسألة فأجبتنا عن مسألتين . وحكى الأصمعي أن أعرابيا صلى فأطال وإلى جانبه قوم ، فقالوا : ما أحسن صلاتك ؟ ! فقال : وأنا مع ذلك صائم . أين هذا من قول الأشعث بن قيس وقد صلى فخفف ، فقيل له إنك خففت ، فقال : إنه لم يخالطها رياء ; فخلص من تنقصهم بنفي الرياء عن نفسه ، والتصنع من صلاته ; وقد تقدم في " النساء " دواء الرياء من قول لقمان ; وأنه كتمان العمل ، وروى الترمذي الحكيم (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14155)حدثنا أبي - رحمه الله تعالى - قال : أنبأنا الحماني قال : أنبأنا جرير عن ليث عن شيخ عن معقل بن يسار قال : قال أبو بكر وشهد به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشرك ، قال : هو فيكم أخفى من دبيب النمل وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره تقول اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم تقولها ثلاث مرات . وقال عمر بن قيس الكندي سمعت معاوية تلا هذه الآية على المنبر فمن كان يرجو لقاء ربه (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)فقال : إنها لآخر آية نزلت من السماء . وقال عمر قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أوحي إلي أنه من قرأ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)رفع له نور ما بين عدن إلى مكة حشوه الملائكة يصلون عليه ويستغفرون له . وقال معاذ بن جبل قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من قرأ أول سورة الكهف وآخرها كانت له نورا من قرنه إلى قدمه ومن قرأها كلها كانت له نورا من الأرض إلى السماء وعن ابن عباس أنه قال له رجل : إني أضمر أن أقوم ساعة من الليل فيغلبني النوم ، فقال : إذا أردت أن تقوم أي ساعة شئت من الليل فاقرأ إذا أخذت مضجعك قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)إلى آخر السورة فإن الله [ ص: 442 ] - تعالى - يوقظك متى شئت من الليل ; ذكر هذه الفضائل الثعلبي - رضي الله تعالى عنه - . وفي مسند الدارمي أبي محمد (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=14272)أخبرنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن عبدة عن زر بن حبيش قال من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقوم من الليل قامها ; قال عبدة فجربناه فوجدناه كذلك قال ابن العربي (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12815): كان شيخنا الطرطوشي الأكبر يقول : لا تذهب بكم الأزمان في مصاولة الأقران ، ومواصلة الإخوان ; وقد ختم - سبحانه وتعالى - البيان بقوله : فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu).



المصدر
المكتبة الإسلامية - عرض الكتب - إسلام ويب (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)


.

قيـس
30-03-2010, 09:14 AM
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ,,,


تصدق على فقراء الأخلاق


آذى رجلا الإمام الشافعي عليه رحمة الله فقال له :

إن استطعت أن تغير خلقك بأفضل من هذا فافعل،

وإلا فسيسعك من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك

كاسب العز
30-03-2010, 10:59 AM
قيس بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى

كاسب العز

قيـس
31-03-2010, 04:17 AM
خياك الله ياكاسب العز




الكتب (http://www.islamweb.net/hadith/index.php) » السنن المأثورة رواية المزني (http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=49&pid=6536) » بَابُ : مَا جَاءَ فِي مَنْ نَامَ عَنْ صَلاةٍ أَوْ ...
من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله يقول : وأقم الصلاة لذكري (http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=49&pid=6542&hid=70)فأذن ثم صلينا ركعتي الفجر حتى إذا أمكنتنا الصلاة صلينا (http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=49&pid=6542&hid=71)تسليمه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيرا (http://www.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?bk_no=49&pid=6542&hid=72)
السابق |

1 | من 1

التالي



إظهار التشكيل (http://javascript<b></b>:Tashkeel(0);) | إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Tashkeel(1);)


[ تخريج (http://www.islamweb.net/hadith/hadithServices.php?type=1&cid=247&sid=4396) ] [ شواهد (http://www.islamweb.net/hadith/hadithServices.php?type=2&cid=247&sid=4396) ] [ أطراف (http://www.islamweb.net/hadith/hadithServices.php?type=3&cid=247&bk_no=49) ] [ الأسانيد (http://www.islamweb.net/hadith/asaneed.php?bk_no=49&cid=247&sid=4396) ]

رقم الحديث: 70
(حديث مرفوع) أَنْبَأَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=6659)، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=7272)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=3299)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (http://www.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4396)، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ سَرَى حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ عَرَّسَ وَقَالَ لِبِلالٍ : " اكْلأْ لَنَا الصُّبْحَ " ، وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَكَلأَ بِلالٌ مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ اسْتَنَدَ إِلَى رَاحِلَتِهِ وَهُوَ مُقَابِلٌ الْفَجْرَ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَنَامَ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا أَحَدٌ مِنَ الرَّكْبِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ ، فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَا بِلالُ أَيْنَ مَا قُلْتَ ؟ " فَقَالَ بِلالٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْتَادُوا " فَبَعَثُوا رَوَاحِلَهُمْ فَاقْتَادُوا شَيْئًا ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلالا فَأَقَامَ الصَّلاةَ فَصَلَّى لَهُمُ الصُّبْحَ ثُمَّ قَالَ حِينَ قَضَى الصَّلاةَ : " مَنْ نَسِيَ الصَّلاةَ فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ : وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي " .

الحكم المبدئي: إسناده متصل، رجاله ثقات، رجاله رجال البخاري ماعدا محمد بن إدريس الشافعي روى له البخاري تعليقًا.

حسن1981
31-03-2010, 05:58 AM
قيس
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

جميل الثبيتي
31-03-2010, 09:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مسألة: الجزء العاشرقوله : وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=18&ayano=102#docu)


هذا تفسير للآيات من سورة الكهف من الآية (99) وحتى الآية (110) وهذه الآيات جاءت تحديدا في الحزب الثاني من الجزء السادس عشر وربما اريد هنا في الجزء العاشر الجزء العاشر من الكتاب وحتى لا يختلط الأمر على أحبتي في الله القراء احببت التنويه

جزاك الله خير أخي قيس على هذا النقل الطيب ورفع قدرك
فقط رجاء بسيط هو التركيز على موضوع واحد فقط حتى
تعم الفائدة وفقكم الله وكتب أجركم

قيـس
31-03-2010, 09:44 AM
قيس
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك


العفو حفظك الله

قيـس
31-03-2010, 10:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هذا تفسير للآيات من سورة الكهف من الآية (99) وحتى الآية (110) وهذه الآيات جاءت تحديدا في الحزب الثاني من الجزء السادس عشر وربما اريد هنا في الجزء العاشر الجزء العاشر من الكتاب وحتى لا يختلط المر على أحبتي في الله القراء احببت التنويه

جزاك الله خير أخي قيس على هذا النقل الطيب ورفع قدرك
فقط رجاء بسيط هو التركيز على موضوع واحد فقط حتى
تعم الفائدة وفقكم الله وكتب أجركم


آمين وأياك والجميع جزاك الله خير على هذه الدعوات الطيبه

جميل توظيحك ياجميل مع أني أتعمد أستخدام الطريقه المتطوره في مشاركاتي هنا لتبيين المصدر وتيسر الوصول أليه الروابط لمن أراد أن يزور أسلام ويب فهناك جميع الفوائد والكلام الطيب ..........مسأله التركيز أنا كان قصدي أظع بهذا المتصفح ماأجده من لطائف وأشياء بعظها لايصلح ليكون موضوع مستقل ...شكراً لك أخي العزيزحفظك الله

طالب القرب 2
31-03-2010, 10:56 AM
بارك الله فيك اخي العزيز

قيـس
01-04-2010, 06:09 PM
وفيك بارك

ياطالب القرب

جزاك الله خير

قيـس
01-04-2010, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


المنافقون والمنافقات .. خطرهم وصفاتهم في كتاب الله


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. فهذه بعض الوقفات في موضوع النفاق لما له من أهمية في هذا الزمان الذي تكاثر في المتكلمين بالإسلام وهم بعيدون عنه ..
لعلها وقفات تنبهنا عن النفاق والمنافقين وتعطي بعض الملاحظات التي يجب أن نهتم بها حتى لا نخدع بهم ...
نقاط مهمة :
1. تعريف المنافق في الشرع هو الذي يظهر غير ما يبطن . فإن كان الذي يخفيه التكذيب بأصول الإيمان فهو المنافق الخالص وحكمه في الآخرة حكم الكافر وقد يزيد عليه في العذاب لخداعه المؤمنين بما يظهره لهم من الإسلام قال تعالى : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )
وإن كان الذي يخفيه غير الكفر بالله وكتابه ورسوله وإنما هو شيء من المعصية لله فهو الذي فيه شعبة أو أكثر من شعب النفاق .

2. أين يوجد المنافق : عندما تنتصر الدعوة ويستأصل الكفر ويذهب سلطان الكافرين عند ذلك يمكن أن يظهر النفاق .. وفي السيرة ظهرت حركة النفاق في المدينة بعد غزوة بدر ..


3. هل المنافق أسوأ من الكافر : والمنافق أضر وأسوأ من الكافر لأنه ساواه في الكفر وزاد عليه بالخداع والتضليل فيكون ضرره شديدا والحذر منه قليلا بخلاف الكافر .

ملاحظات قبل الشروع في العلامات والصفات
أن الصفات التالية وإن كانت صفات منافقين فلا يمنع ذلك أن يقع في بعضها المسلم وقوع المسلم في بعض الصفات خطأ لا شك فيه ولكن لا يدل ذلك على أنه منافق

من وقع في شيء من هذه الصفات فعليه التخلص منها قبل أن تنمو وتتزايد وتنتشر فيه

يجب الحذر من المدخل الشيطاني الذي يشعر صاحب الذنب والخلق المنحرف أنه منافق ويجب أن يترك الصالحين فتزداد مصائبه.


المجموعة الأولى من صفاتهم ..
1. مرض القلب .. { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}
2. الطمع الشهواني .. {ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض }
3. الزيغ بالشبه .. {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض}
4. الظن السيئ بالله {ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا}
5. الاستهزاء بآيات الله
6. الجلوس الى المستهزئين بآيات الله { وقد نزل عليكم أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا }

7. التستر ببعض الأعمال المشروعة للإضرار بالمؤمنين {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون}

8. (من النقطة السابقة واللاحقة) التفريق بين المؤمنين والدس والوقيعة وإشعال نار الفتنه واستغلال الخلافات وتوسيع شقتها
9. الإفساد في الأرض
10. وادعاء الإصلاح.. {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ..


11. السفه
12. ورمي المؤمنين بالسفه .. {وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا انهم هم السفهاء }
13. اللدد في الخصومة مع إتيانه في بعض الأحيان بالقول الجميل { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام }
14. عدم الأوبة للحق وتأخذه الحميه والغضب بالباطل وبالإثم {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد }

15. موالاة الكافرين
16. التربص بالمؤمنين {بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا ...... الذين يتربصون بكم فان كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وان كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا}
17. الاتفاق مع أهل الكتاب ضد المؤمنين
18. و التولي في القتال {ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون* لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }
19. الطبع على القلوب فلا يفقهون { ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم}
20. فتنة النفس والتربص والاغترار بالأماني { يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم * ...... ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور }
21. مخادعة الله
22. الكسل في العبادات
23. الرياء
24. قلة الذكر
25. التذبذب بين المؤمنين والكافرين {إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا الى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا * مذبذبين بين ذلك لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ‎}
26. مخادعة المؤمنين أيضاً {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون}
27. التحاكم إلى الطاغوت
28. الصدود عما أنزل الله و عدم الرضا بالتحاكم اليه {ألم تر الى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك من قبلك يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا قيل لهم تعالوا الى ما أنزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا }
29. الإفساد بين المؤمنين {لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين }
30. الحلف الكاذب
31. والخوف والجبن والهلع
32. وكره المسلمين والخروج عن دائرتهم {ويحلفون بالله انهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون * لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون} {يحسبون كل صيحة عليهم ..
33. ظهور الرعب عليهم عند ذكر القتال في آيات الله {ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم}
34. الكذب
35. إخلاف الوعد
36. خيانة الأمانة .. للحديث ( آيه المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ) .. وفي رواية (وإذا خاصم فجر)
37. يعيبون العمل الصالح
38. يرضون ويسخطون لحظوظ أنفسهم {ومنهم من يلمزك في الصدقات فان أعطوا منها رضوا وان لم يعطوا إذا هم يسخطون }
39. يسخرون من العمل القليل من المؤمنين -ولا يرضيهم شيء {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم}
40. الرضا بأسافل المواضع {وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين * رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون}
41. الأمر بالمنكر
42. والنهي عن المعروف
43. البخل
44. نسيان الله {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون}
45. الغدر وعدم الوفاء بالعهود مع الله { ومنهم من عاهد الله لان آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون}
46. الفرح بالتخلف عن الجهاد وكره ذلك
47. التواصي بالتخلف عن الجهاد{فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون }
48. التخذيل والتثبيط
49. الإرجاف {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا }
50. لا ترى نصرة الله لهم {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا}
51. قطع الأرحام { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم}
52. طاعة الكفار والمنافقين والفاسقين في بعض الأمر {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر والله يعلم إسرارهم}
53. لا تكره ما يرضي الله {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}
54. ظهور الأضغان منهم
55. التعرف عليهم في لحن القول {أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم * ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم أعمالكم}
56. البطء عن المؤمنين { وان منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله على اذ لم أكن معهم شهيدا * ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن كأن لم تكن بينكم وبينه مودة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما}
57. لا ينفعهم القرآن بل يزيدهم رجسا الى رجسهم {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون * وأما الذين في قلوبهم رجس فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون}
58. العودة الى ما نهوا عنه
59. التناجي بالإثم والعدوان ومعصية الرسول {ألم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول } الآية
60. الاستئذان عن الجهاد بحجة الفتنة { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا }
61. اتخاذ الأعذار عند التخلف {يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم .. } الآية
62. الاستخفاء من الناس {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله اذ يبيتون مالا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا}
63. يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا (قصة الإفك) {إن الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون }
64. الفرح بما يصيب المؤمنين من ضراء والاستياء بما يمكن الله لهم {إن تصبك حسنة تسؤهم وان تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون }
65. زيادة في الجسم في بعض الأحيان {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم} {فلا تعجبك أموالهم ولا أجسامهم ..} الآيات

من طرق جهادهم :
قال تعالى : (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)
وقال تعالى : ( هم العدو فاحذرهم )

طرق وقائية :
1- التعرف على صفاتهم وطرق كيدهم من القرآن الكريم
2- التعريف بالنفاق وطرقه وأساليبه وصفات أصحابه وفضح مخططاتهم وأساليبهم .
3- ترك موالاة من بدت عليه مظاهر النفاق وصدرت عنه أعمال المنافقين وأقوالهم .. والله تعالى يقول ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا * ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله )
4- مقاطعة المنافقين واجتناب مجالسهم التي يخوضون فيها فيما لا يرضي الله عز وجل وقد قال تعالى : (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميع * وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا )
5- وضعهم موضع الشك وعدم الثقة بأقوالهم وإشاعاتهم وأراجيفهم .. فهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يفسدون ويثبطون ويرمون المسلمين بالإفك والفاحشة ويستعينون بالحلف والحديث الحسن في ظاهره ..
فالأصل فيهم الإساءة والإفساد حتى يثبت خلاف ذلك وقد قال الله فيمن يسمع لهم ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين )
6- الحيلولة بينهم وبين المراكز الخطرة والهامة وإخراجهم من صفوف المسلمين عند العزم على القيام بأعمال خطيرة وخاصة عند الجهاد. فالمنافقون لا يستأمنون على ثغور المسلمين لأن في هزيمة المسلمين تحقيق لمأربهم .. ويكثرون الأراجيف ..
7- صيانة الصف المسلم من التنازع والتدابر والتقاطع وذلك حتى لا يجد المنافقون أرضا خصبة يلقون فيها الفتن ( وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
8- الحرص على رباط الاخوة الأيمانية بين المؤمنين ورفعه وتقديمه على كل علاقة أخرى مهما كانت لأن المنافقين ينطلقون من منطلقات عصبية نتنة في فتنهم وهذا يجب أن يرد بالاستمساك بالاخوة الإيمانية التي تربطهم بالله تعالى وتفضيلها على كل رابطة دنيوية سواء كانت قرابة أو صداقة أو تجارة أو غير ذلك .
9- حسن الظن بالمؤمنين وعدم الالتفات إلى ما ينسبه المنافقون إليهم من التهم والفواحش فهذا من أحسن الوقايات أمام نقد المنافقين وإشاعة الفواحش بينهم (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم * لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين )

10- الاحتياط والحذر من أهل النفاق عند العزم على اتخاذ إجراءات مهمة وذلك بالكتمان والسرية وتعمية الأخبار على المنافقين والجهلة حتى لا ينقلوا إلى هؤلاء المنافقين وحتى لا ينقلها المنافقون إلى أوليائهم من الكفار . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة ورى بغيرها .



ا
ا

طرق علاجية


{أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} :
1- تذكيرهم بما سيكون لهم من العذاب الشديد في اليوم الآخر ما يزيد عن عذاب الكفار المجاهرين .. ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا )
2- التبيين بأن باب التوبة مفتوح لهم قبل انتهاء أجلهم في الحياة الدنيا (إلا الذين تابوا واصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما* ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم وكان الله شاكرا عليما )
3- تذكيرهم بعلم الله الشامل المحيط بما تكنه صدورهم من النفاق وأنهم إن استطاعوا ستره عن المؤمنين فإن الله علام الغيوب مطلع على السرائر (ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب)

4- تذكيرهم بقضاء الله النافذ وقدره وأن الأمر بيد الله سبحانه لا بأيديهم وأن خططهم ومكائدهم لن تنجيهم من قدر الله عز وجل ولن يثمر إلا ما يأذن به الله وأن ما كتب عليهم لن يدفع بالمكر والخديعة .

5- الغلظة عليهم في معاملتهم في الحياة الدنيا وعدم التساهل معهم وزجرهم بشدة في كل مرة تظهر عليهم علامة من علامات النفاق قال تعالى (ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) وقال (يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) ..

6- حرمانهم من الفرص التي يحققون بها شهواتهم ويشبعون بها نزعاتهم المادية وعدم تكليفهم بما يرغبونه من التكاليف السهلة التي يكون غنمها أكبر من غرمها (سيقول المنافقون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا يفقهون إلا قليلا ) وينبغي وضعهم في امتحانات كاشفة تكشف صدقهم من كذبهم (قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما )

7- من العقوبات المعنوية للمنافقين أنهم إذا عرفوا لا يجوز الاستغفار لهم كما قال تعالى (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) وقال عن رد نفقاتهم وعدم قبولها (قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين * وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون)

8- الإعراض عنهم والصبر على ألفاظهم وكلماتهم .. {اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا}

ولما للمنافقين من أثر سيء في الفتن والمصائب كانت هذه الوقفة مع كتاب الله تعالى .. مررت على الآيات واستخرجت الآيات التي توضح وصف المنافقين والمنافقات وكيفية الحذر منهم –وما فاتني قد يكون أكثر-
وهذه الآيات جمعتها حتى نقرأها ونمحصها جيدا ونقرأها للناس في صلواتنا ومجالسنا .. أسأل الله أن أكون على صواب وعلى إخلاص

الآيات :
(يحلفون بالله لكم ليرضوكم) الآيات 62-68 التوبة
(يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين) الآيات 73-78 التوبة
(وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا) الآيات 12-20 الأحزاب
(إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) الآية 49 الأنفال
(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) الآيات 204-206 البقرة
(وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا) 167-168 آل عمران
(ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) الآية 77 النساء
(ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول) الآية 81 النساء
(واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين) 175-179 الأعراف
(يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم) 12-16 الحديد
(ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت فأولى لهم) 20-31 محمد
(ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله) الآيات 10-11 العنكبوت
(ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) 8-16 البقرة
(لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة) 42-47 التوبة
(ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا) 60-65 النساء
(ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم) 66-68 النساء
(وإن منكم لمن ليبطئن فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا) 72-73 النساء
(والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل) 107-110 التوبة
(وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا) 124-126 التوبة
( ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب) 11-12 الحشر
(سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) 11-12 الفتح
(ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) 8-10 المجادلة
(بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما) 138-147 النساء
(ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) 6 الفتح
(إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله) 1-11 المنافقون
(فويل للمصلين) 4-7 الماعون
(يستخفون من الناس ولا يتخفون من الله) 108 النساء
(لا خير في كثير من نجواهم) 114 النساء
(إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله) 150-151النساء
(ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون) 14-19 المجادلة
(ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) 49-51 التوبة
(وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله) 54 التوبة
(يحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون) 56-59 التوبة
(الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات) 79 التوبة
(فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم) 81-83 التوبة
(وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطول منهم) 86-87 التوبة
(يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن نؤمن لكم) 94 – 97 التوبة
( إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء) 93 التوبة
(ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم) 154-155 آل عمران
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله) 20-23 الأنفال
(يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين) 1 الأحزاب



أبو أحمد

جزاه الله خير

قيـس
01-04-2010, 07:30 PM
لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا القدر وما يقولون فيه فقال : إذا رجعتم إليهم فقولوا : إن ابن عمر منكم بريء وأنتم منه برآء ثلاث مرار ثم قال : أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنهم بينما هم جلوس أو قعود عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يمشي حسن الوجه حسن الشعر عليه ثياب بياض فنظر القوم بعضهم إلى بعض : ما نعرف هذا وما هذا بصاحب سفر ، ثم قال : يا رسول الله آتيك ؟ قال : نعم ، فجاء فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه فقال : ما الإسلام ؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ، قال : فما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله وملائكته والجنة والنار والبعث بعد الموت والقدر كله ، قال : فما الإحسان ؟ قال : أن تعمل لله كأنك تراه فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فمتى الساعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال : فما أشراطها ؟ قال : إذا الحفاة العراة رعاء الشاء تطاولوا في البنيان وولدت الإماء رباتهن . قال : ثم قال : علي الرجل فطلبوه فلم يروا شيئا ، فمكث يومين أو ثلاثة ثم قال : يا ابن الخطاب أتدري من السائل عن كذا وكذا ؟ قال : الله ورسوله أعلم . قال : ذاك جبريل جاءكم يعلمكم دينكم . قال : وسأله رجل من جهينة أو مزينة فقال : يا رسول الله فيما نعمل ؟ أفي شيء قد خلا أو مضى ؟ أو في شيء يستأنف الآن ؟ قال : في شيء قد خلا أو مضى ، فقال رجل أو بعض القوم : يا رسول الله فيم نعمل ؟ قال : أهل الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة وأهل النار ييسرون لعمل أهل النار

المحدث: علي بن المديني (http://www.g111g.com/mhd/234) - المصدر: مسند الفاروق (http://www.g111g.com/book/1514&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 2/629


http://www.dorar.net/enc/hadith/+%D9%8A%D8%AC%D8%AF%D8%AF+%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A %D9%85%D8%A7%D9%86+%D9%82%D9%84%D9%88%D8%A8%D9%83/+yj
.

فهده
02-04-2010, 02:31 PM
اللهم صلي ع محمد

يعطيك العافيه قييس

سلام..

وجن محمد
02-04-2010, 02:57 PM
اللهم صلي وسلم وبارك على نبيك وحبيبك محمد

قيس
جزاك الله خير وبارك فيك واثابك
انتقاء موفق لاحرمك الله اجره

سـامـيـه
02-04-2010, 03:36 PM
اللهم صلِ على نبينا محمد وآله وسلم
يعطيك العافيه على طرحك المميز
,,,

قيـس
02-04-2010, 05:29 PM
الهم صلي وسلم وبارك على نبيك وعلى آله وصحبه الأطهارالكرام البرره

حيالله الأخوات الفاظلات جزاكن الله خير ووفقكن لما فيه صلاح الحال وحسن المآل أن شاء الله

قيـس
05-04-2010, 11:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي فرض الفرائض على عباده من غير فقر إليهم ولا احتياج وأعطى القائمين بها أكمل الأجر وأفضل الثواب وعاقب المعرضين عنها والمفرطين فيها بما يستحقونه من العقاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك من غير شك في ذلك ولا ارتياب وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للعباد أتم الله به النعمة على المؤمنين وأصلح به أحوال الدنيا والدين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعد

أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله رضي لكم دينا لم يرضى لكم دينا سواه رضي بكم الإسلام دينا ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين رضي لكم الإسلام وهو الاستسلام لله والانقياد له ظاهرا وباطنا في العقيدة والقول والعمل ليس الإسلام عقيدة فحسب ولكن الإسلام عقيدة وقول وعمل إن الإسلام كما لا يكون بالعمل وحده لا يكون كذلك بالعقيدة وحدها يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله وأن محمد رسول الله وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام )) يقول صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام بني الإسلام ومعنى ذلك أن هذه الأصول هي دعائم الإسلام الخمس التي لا يمكن أن يقوم إلا بها كما أن البناء لا يقوم إلا بأساسه أيها الناس من هذا الحديث يتبين لنا أن الصلاة ركن من أركان بل هي ركنه الأعظم بعد الشهادتين بعد شهادة أن لا إله إلا وأن محمدا رسول الله وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها عمود الدين حيث قال: (( رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله )) هذه الصلاة التي فرضها الله على رسوله وعلى أمته (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) كتابا أي مكتوبا والمكتوب هو المفروض كما قال :الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) أي فرض ومعنى قوله تعالى موقوتا أنها مؤقتة بوقت كل صلاة وقتها التي لا تصح إلا فيه إلا أن يكون ثم عذر شرعي الصلاة التي فرضها الله على رسوله بدون واسطة من الله إلى رسوله فرضها عليه في أعلى مكان يصل إليه بشر وفي أفضل وقت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضها الله على رسوله ليلة المعراج وهو فوق السماوات السبع وفرضها أول ما فرضها على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة وهذا دليل واضح على محبة الله لها وعنايته بها وأن الصلاة جديرة بأن يستوعب المسلم فيها جزء كبيرا من وقته لأن الصلاة أيها المسلمون الصلاة صلة بينكم وبين ربكم صلة بين المرء وخالقه يجد فيها راحة نفسه وطمأنينة قلبه وأنسه بذكر ربه ومناجاته ولهذا كانت الصلاة قرة عين الرسول صلى الله عليه وسلم فرضها الله على عباده خمسين صلاة في كل يوم وليلة ولكنه تبارك وتعالى برحمته الواسعة خفف عن عباده فجعلها خمسا بالفعل وخمسين في الميزان ففي هذه الخمس مصالح الخمسين وثواب الخمسين أفلا تشكرون أيها المسلمون ربكم على هذه النعمة الكبيرة التي أولاكم فكتب لكم من الأعمال ما لم تعملوا أفلا تقومون بواجب هذه النعمة فتؤدون الصلاة في أوقتها بأركانها وواجباتها وشروطها أيها المسلمون إن الصلاة صلة بينكم وبين ربكم فالمصلي إذا قام في صلاته استقبله الله بوجهه فإذا قرأ ( الحمد لله رب العالمين قال الله : حمدني عبدي وإذا قرأ الرحمن الرحيم قال الله : أثنى علي عبدي وإذا قرأ مالك يوم الدين قال الله : مجدني عبدي وإذا قرأ إياك نعبد وإياك نستعين قال الله : هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قرأ اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل) أيها المسلم أتجد صلة أقوى من تلك الصلة يجيبك ربك على قراءتك آيةً آية وهو فوق عرشه وأنت في أرضه عناية ، عناية بصلاتك وتحقيقا لصلاتك ولهذا كان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر إذا صلاها العبد على الوجه الذي أمر به لأنه يتصل بتلك الصلة التي حصلت له مع ربه فيقوى إيمانه ويستنير قلبه وتتهذب أخلاقه أيها المسلمون إن من حافظ على الصلوات وأدها على الوجه المشروع كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ولقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم شبه هذه الصلوات الخمس بنهر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم وليلة خمس مرات فهل يبقى بعد هذا الاغتسال شيء من وسخه كلا فهذه الصلوات الخمس تغسل الذنوب عن المصلي غسلا فيكون نقيا بها من الذنوب فهي كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر أيها المسلمون إن ما ذكرناه من هذه الفضائل وهذه المراتب للصلوات الخمس ليس على سبيل الاستيعاب ولكنه قليل من كثير ومن عجب من عجب أن يجهل قوم من المسلمين قدر هذه الصلوات أو يتجاهلوه ويتغافلوا عنه حتى كانت الصلاة في أعينهم من أسهل الأعمال وأقلها قدرا وصاروا لا يقيمون لصلاة وزنا في حساب أعمالهم ولا يبذلون لها وقتا من ساعات أعمالهم لا بل ربما يسخر بعض منهم بهذه الصلاة فيتخذها سخرية وهزوا ولعبا ويسخر ممن يصليها نسأل الله السلامة فأي دين يا عباد الله لهذا أي دين يا عباد لهذا أين دين يا عباد الله لشخص يدع هذا العمل يدع الصلاة مع يسر عملها وقلة ما تشغل من وقت وكثرة ثوابها وعظيم أ جرها ومنافعها على القلب والبدن والفرد والجماعة والقول والعمل فهي عون للمرء على عمله كما قال الله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة أيها المسلمون أرجو أن يكون في قلوبكم حاضر وأسألكم أي دين لشخص يدع الصلاة وهي التي جاء الوعيد في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على من تهاون بها أو تغافل عنها واقرءوا قول الله عز وجل: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً(59)إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً) وهذه الآية ظاهرة في أن من أضاع الصلاة واتبع الشهوات فليس بمؤمن لأنه قال :(إلا من تاب وآمن ) ومعنى ذلك أنه في حال ارتكابه ما ذكر لا يكون مؤمنا حتى يتوب ويؤمن وقال الله تعالى : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من لم يحافظ على هذه الصلوات فليس به نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وأنه يحشر مع أئمة الكفر فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف أي دين لشخص يدع الصلاة وهو يؤمن بهذا الوعيد على مضيعها والغافل عنها قد يقول أنا مسلم ويكتب في وثيقة نفوسه أنه مسلم قد يقول أنا أشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولكن ردنا على هذا أن نقول قولك أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لا يكفيك عند الله حتى تستسلم وتنقاد لشريعته فإن الإيمان ما وقر في القلب وصدقته الأعمال فترك الصلاة ردة عن الإسلام وكفر بالله والردة عن الإسلام لها أحكام في الدنيا وأحكام في الآخرة أما أحكام الدنيا فإن المرتد ينفسخ نكاحه من زوجته فتحرم عليه وتحل لغيره ويكون استمتاعه بها استمتاعا بامرأة أجنبية منه ولا تحل ذبيحته ولا صيد يعني لو ذبح ذبيحة فإنها حرام ولو ذبح الذبيحة يهودي أو نصراني فإنها حلال فتأملوا تارك الصلاة إذا ذبح ذبيحة فهي حرام لا تؤكل واليهودي والنصراني إذا ذبح ذبيحة فإنها حلال تؤكل إذا فتارك الصلاة أكفر من اليهود والنصارى إن تارك الصلاة لا يكون وليا على أحد من أبناءه ولا بناته فلا يحل له أن يزوج أحدا من بناته ولو زوجها فالنكاح فاسد لأنه من شرط الولي في النكاح أن يكون عدلا مسلما وإذا تخلف شرط الولي صار وجوده كالعدم وعلى هذا فيجب على من يتقي الله عز وجل ممن يتركون الصلاة وأرجو الله أن يجعل لهم تقوى لأن من لا يصلي فهو لا يتقي الله ولكني أسأل الله أن يمن عليه بالهداية والرجوع إلى الإسلام الذي خرجوا منه وأن يرزقهم التقوى والاستقامة وأن يمن بذلك على جميع المسلمين أيها المسلمون إن المرتد كما ترتب كما تترتب على ردته أحكام في الدنيا فإنه يترتب على ردته أحكام في الآخرة منها أنه إذا مات لا يغسل لأنه لا يطهره الماء وهو كافر ولا يصلى عليه ولا يدعى له بالرحمة ولا يدفن مع المسلمين ولا يحشرهم معه يوم القيامة ويكون ماله في بيت مال المسلمين لا يرثه أحد من أقاربه ويكون في يوم القيامة مع الكافرين خالدا فيها أبدا فاتقوا الله أيها المسلمون وحافظوا على صلواتكم فماذا يبقى من دينكم إذا ضيعتم الصلاة فإنه فإن الصلاة آخر ما تفقدون من دينكم قال الإمام أحمد رحمه الله: (كل شيء ذهب آخره لم يبقى منه شيء ) اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة اللهم اجعلنا مقيمي الصلاة وامنن علينا بالتوفيق والهداية اللهم اهدي إخواننا الذين استهانوا بصلاتهم واجعلها في أعينهم عظيمة يتسابقون إليها حتى يهديهم الله بها اللهم من علينا جميعا بالتوفيق لما تحب وترضى إنك واسع الهبات كثير العطايا اللهم اغفر لنا ولوادينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم صلي وسلم على نبينا سيد الأولين والآخرين وعلى آله وأصحابه أجمعين

الحمد لله الذي أدام الحق وأوضحه وأدحض الباطل وأبطله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آهل وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما

أما بعد:

فقد عرض علينا في هذا الأسبوع أكثر من نسخة عنونت بهذا العنوان عقوبة تارك الصلاة

أما بعد :

فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمس عشرة عقوبة ستة منها في الدنيا وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند خروجه من القبر ثم عد هذه العقوبات ) وهذا الحديث المكتوب مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لأحد حمله ولا توزيعه ولا طبعه ولا كتابته ولا ترويجه بين المسلمين لأنه مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين أو الكاذبين )) ومعنى ذلك أن أي إنسان يحمل حديثا موضوعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكذوبا عليه فإنه يستحق إثم الكاذب لأنه أحد الكاذبين وعلى هذا فيجب على من كان عنده شيء منها أن يحرقه أو يمزقه وها أنا ذا أمزقه أمامكم لأنه كذب على رسول الله ويجب علينا أن ندافع عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات ما ثبت منها وإبطال ما هو باطل منها حتى نكون من التائبين عنها وأسأل الله أن يحقق لنا جميعا ذلك ولست بقولي ذلك أهون فرط الصلاة أو التفريط فيها ولكني أقول إن من ترك الصلاة فإنه يستحق عقوبة أعظم من هذا يستحق الخلود في نار جهنم والخالدون في نار جهنم يلاقون عذابا كلما نضجت جلودهم بدلوا جلودا غيرها أو يذوقوا العذاب الخالدون في نار جهنم قد أعد الله لهم عذابا يحيطوا به سرادقها سرادق النار من كل جانب يغشاهم الموت العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم إذا استغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه إذا طلبوا ماءً من شدة الحر قدم لهم ماء حار كالمهل وهو الرصاص المذاب فيشوي وجوههم قبل أن يصل أمعائهم وإذا وصل أمعائهم وهم يتجرعونه غصصا فإنه يقطع أمعائهم سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار فعقوبة تارك الصلاة عقوبة الكافرين وهي أعظم مما ذكر في هذا الحديث المكتوب المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأل الله أن ينجينا جميعا من عذاب النار وأن يرزقنا القيام بطاعته وتقواه سرا وعلنا وخشيته في السر والعلانية إنه جواد كريم واعلموا أن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ، شذ في النار واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال :جل من قائل عليما : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم اجعلنا من الذابين عن سنته العاملين بها يا رب العالمين اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفاءه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وهم أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن أولادهم ذكور هم وإناثهم وعن زوجاتهم أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم صغيرهم وكبيرهم اللهم هيئ لولاة أمور المسلمين بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وتبين لهم الشر وتحذرهم منه يا رب العالمين اللهم اهدي المسلمين جميعا رعيتهم ورعاتهم شبابهم وشيوخهم ذكور هم وإناثهم اللهم انصرهم على عدوهم اللهم أقم لهم شخصية قوية يعتزون بها وينتصرون بها على أعدائهم في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين اللهم جنب المسلمين شر التقليد الأعمى الذي يقلدون به أعدائهم فيقعون في الإثم وهم لا يعلمون اللهم هيئ للمسلمين كل خير وجنبهم كل شر يا رب العالمين عباد الله استغفروا الله عز وجل واخرجوا مما أوجب اللهم عليكم بأدائه من زكاة أموالكم ونفقات أقاربكم وغير ذلك مما أوجب الله عليكم واعلموا أنكم لا تصابون بمصيبة إلا بما كسبتم أيديكم ويعفو عن كثير ولولا عفو الله عن أهل الأرض لولا ذلك لكانوا لأهلكهم جميعا ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى أيها المسلمون إن امتناع المطر عن بلادكم إنما هو بسبب سوء أعمالكم قد يفكر كل منا في أعماله حتى يقيم المعوج وحتى يؤدي الواجب وحتى يقلع عن معصية الله عز وجل فإن الله تعالى يقول عن نبيه نوح عليه الصلاة والسلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً(11)وَيُمْدِدْكُم ْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) ويقول تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون َ(96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ(97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ(98)أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) أتدرون ما معنى الأمن من مكر الله أثر الأمن من مكر الله أن يكون الإنسان مقيما على معصية الله ونعم الله عليه تترى فإذا كانت النعم تترى والناس مقيمون على معصيته فإنهم آمنون من مكر الله نسأل الله أن لا يجعل من الآمنين من مكره ولا من القانطين من رحمته اللهم إنا نسألك أن تسقينا الغيث والرحمة اللهم اسقنا الغيث والرحمة اللهم اسقنا الغيث والرحمة اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا الهم أغثنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك اللهم إنا نشهدك أننا ظالمون لأنفسنا وأنك أهل التقوى وأهل المغفرة فنستغفرك اللهم مما فرطنا من تقواك ونسألك اللهم أن تعاملنا بمغفرتك وعفوك يا رب العالمين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغث القلوب بالعلم والإيمان وزين الجوارح بصالح الأعمال واغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمكم يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ...

binothaimeen.com - فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_324.shtml)

.

الابتسامه المهاجرة
06-04-2010, 01:53 AM
جزاك الله خير الجزاء

قيـس
06-04-2010, 05:21 AM
جزاك الله خير الجزاء


وجزاك مثله يالأبتسامه المهاجره

حياك الله

قيـس
07-04-2010, 03:28 PM
سمع (عمر أبن عبدالعزيز) يوماً أحد جلاسه يسبّ الحجاج بعد وفاته، فأقبل مغضباً، وقال: صهٍ يا بن أخي!
فقد مضى الحجاج إلى ربه، وإنك حين تقدم على الله ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد على نفسك من أعظم ذنب اجترحه الحجاج ، ولكل منكما -يومئذ- شأن يغنيه،

واعلم يا بن أخي! أن الله عز وجل سوف يقتص من الحجاج لمن ظلمهم، كما سيقتص للحجاج ممن ظلموه، فلا تشغلن نفسك بعد اليوم بعيب أحد، ولا تتبع عثرات أحد:
ومن يتبع جاهداً كل عثرةٍ *** يجدْها ولا يسلم له الدهرصاحبُ

قيـس
07-04-2010, 03:32 PM
اللهم اسقنا الغيث والرحمة اللهم اسقنا الغيث والرحمة اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا الهم أغثنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للحاضر والباد اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك اللهم إنا نشهدك أننا ظالمون لأنفسنا وأنك أهل التقوى وأهل المغفرة فنستغفرك اللهم مما فرطنا من تقواك ونسألك اللهم أن تعاملنا بمغفرتك وعفوك يا رب العالمين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغث القلوب بالعلم والإيمان وزين الجوارح بصالح الأعمال واغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمكم يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ...



آمين آمين آمين

دعاء الشيخ العلامه أبن عثيمين في أحدى خطب صلاة الجمعه بمسجده رحمه الله تعالى

قيـس
10-04-2010, 03:32 AM
--------------------------------------------------------------------------------

فصل والفرق بين الحب في الله والحب مع الله وهذا من أهم الفروق

وكل أحد محتاج بل مضطر إلى الفرق بين هذا وهذا فالحب في الله هو من كمال الإيمان والحب مع الله هو عين الشرك والفرق بينهما أن المحب في الحب تابع لمحبة الله فإذا تمكنت محبته من قلب العبد أوجبت تلك المحبة ان يحب ما يحبه الله فإذا أحب ما أحبه ربه ووليه كان ذلك الحب له وفيه كما يحب رسله وأنبياءه وملائكته وأوليائه لكونه تعالى يحبهم ويبغض من يبغضهم لكونه تعالى ببغضهم وعلامة هذا الحب والبغض في الله أنه لا ينقلب بغضه لبغيض الله حبا لإحسانه إليه وخدمته له وقضاء حوائجه ولا ينقلب حبه لحبيب الله بغضا إذا وصل إليه من جهته من يكرهه ويؤلمه إما خطأ وإما عمدا مطيعا لله فيه أو متأولا أو مجتهدا أو باغيا نازعا تائبا والدين كله يدور على أربع قواعد حب وبغض ويترتب عليهما فعل وترك فمن كان حبه وبغضه وفعله وتركه لله فقد استكمل الإيمان بحيث إذا أحب أحب لله وإذا أبغض أبغض لله وإذا فعل فعل لله وإذا ترك ترك لله وما نقص من أصنافه هذه الأربعة نقص من إيمانه ودينه بحسبه وهذا بخلاف الحب مع الله فهو نوعان يقدح في أصل التوحيد وهو شرك ونوع يقدح في كمال الإخلاص ومحبة الله ولا يخرج من الإسلام
فالأول كمحبة المشركين لأوثانهم وأندادهم قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) وهؤلاء المشركون يحبون أوثانهم وأصنامهم وآلهتهم مع الله كما يحبون الله فهذه محبة تأله وموالاة يتبعها الخوف والرجاء والعبادة والدعاء وهذه المحبة هي محض الشرك الذي لا يغفره الله ولا يتم الإيمان إلا بمعاداة هذه الأنداد وشدة بغضها وبغض أهلها ومعاداتهم ومحاربتهم وبذلك أرسل الله جميع رسله وأنزل جميع كتبه وخلق النار لأهل هذه المحبة الشركية وخلق الجنة لمن حارب أهلها وعاداهم فيه وفي مرضاته فكل من عبد شيئا من لدن عرشه إلى قرار أرضه فقد اتخذ من دون الله إلها ووليا وأشرك به كائنا ذلك المعبود ما كان ولا بد أن يتبرأ منه أحوج ما كان إليه
والنوع الثاني محبة ما زينه الله للنفوس من النساء والبنين والذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث فيحبها محبة شهوة كمحبة الجائع للطعام والظمآن للماء فهذه المحبة ثلاثة أنواع فإن أحبها لله توصلا بها إليه واستعانة على مرضاته وطاعته أثيب عليها وكانت من قسم الحب لله توصلا بها إليه ويلتذ بالتمتع بها وهذا حاله أكمل الخلق الذي حبب إليه من الدنيا النساء والطيب وكانت محبته لهما عونا له على محبة الله وتبليغ رسالته والقيام بأمره وإن أحبها لموافقة طبعه وهواه وإرادته ولم يؤثرها على ما يحبه الله ويرضاه بل نالها بحكم الميل الطبيعي كانت من قسم المباحات ولم يعاقب على ذلك ولكن ينقص من كمال محبته لله والمحبة فيه وإن كانت هي مقصودة ومراده وسعيه في تحصيلها والظفر بها وقدمها على ما يحبه الله ويرضاه منه كان ظالما لنفسه متبعا لهواه
فالأولى محبة السابقين
والثانية محبة المقتصدين
والثالثة محبة الظالمين
فتأمل هذا الموضع وما فيه من الجمع والفرق فإنه معترك النفس الأمارة والمطمئنة والمهدي من هداه الله.
__________________________________
ابن قيم الجوزية - كتاب الروح - فصل والفرق بين الحب في الله والحب مع الله وهذا من أهم الفروق

الفرق بين الحب في الله والحب مع الله :: ابن القيم الجوزية رحمه الله - ( معرفة السنن والآثار ) (http://www.al-sunan.com/vb/showthread.php?t=4700)
.

قيـس
10-04-2010, 03:54 AM
إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ خَصَائِصُ الطّيّبِ مِنْ عِبَادِ اللّهِ ]


وَالْمَقْصُودُ أَنّ اللّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اخْتَارَ مِنْ كُلّ جِنْسٍ مِنْ أَجْنَاسِ الْمَخْلُوقَاتِ أَطْيَبَهُ وَاخْتَصّهُ لِنَفْسِهِ وَارْتَضَاهُ دُونَ غَيْرِهِ فَإِنّهُ تَعَالَى طَيّبٌ لَا يُحِبّ إلّا الطّيّبَ وَلَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ وَالْكَلَامِ وَالصّدَقَةِ إلّا الطّيّبَ فَالطّيّبُ مِنْ كُلّ شَيْءٍ هُوَ مُخْتَارُهُ تَعَالَى.
وَأَمّا خَلْقُهُ تَعَالَى فَعَامّ لِلنّوْعَيْنِ وَبِهَذَا يُعْلَمُ عُنْوَانُ سَعَادَةِ الْعَبْدِ وَشَقَاوَتِهِ فَإِنّ الطّيّبَ لَا يُنَاسِبُهُ إلّا الطّيّبُ وَلَا يَرْضَى إلّا بِهِ وَلَا يَسْكُنُ إلّا إلَيْهِ وَلَا يَطْمَئِنّ قَلْبُهُ إلّا بِهِ فَلَهُ مِنْ الْكَلَامِ الْكَلِمُ الطّيّبُ الّذِي لَا يَصْعَدُ إلَى اللّهِ تَعَالَى إلّا هُوَ وَهُوَ أَشَدّ شَيْءٍ نُفْرَةً عَنْ الْفُحْشِ فِي الْمَقَالِ وَالتّفَحّشِ فِي اللّسَانِ وَالْبَذَاءِ وَالْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَالنّمِيمَةِ وَالْبُهْتِ وَقَوْلِ الزّورِ وَكُلّ كَلَامٍ خَبِيثٍ .
وَكَذَلِكَ لَا يَأْلَفُ مِنْ الْأَعْمَالِ إلّا أَطْيَبَهَا وَهِيَ الْأَعْمَالُ الّتِي اجْتَمَعَتْ عَلَى حُسْنِهَا الْفِطَرُ السّلِيمَةُ مَعَ الشّرَائِعِ النّبَوِيّةِ وَزَكّتْهَا الْعُقُولُ الصّحِيحَةُ فَاتّفَقَ عَلَى حُسْنِهَا الشّرْعُ وَالْعَقْلُ وَالْفِطْرَةُ مِثْلُ أَنْ يَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَيُؤْثِرَ مَرْضَاتَهُ عَلَى هَوَاهُ وَيَتَحَبّبَ إلَيْهِ جَهْدَهُ وَطَاقَتَهُ وَيُحْسِنَ إلَى خَلْقِهِ مَا اسْتَطَاعَ فَيَفْعَلَ بِهِمْ مَا يُحِبّ أَنْ يَفْعَلُوا بِهِ وَيُعَامِلُوهُ بِهِ وَيَدَعُهُمْ مِمّا يُحِبّ أَنْ يَدَعُوهُ مِنْهُ وَيَنْصَحُهُمْ بِمَا يَنْصَحُ بِهِ نَفْسَهُ وَيَحْكُمُ لَهُمْ بِمَا يُحِبّ أَنْ يُحْكَمَ لَهُ بِهِ وَيَحْمِلُ أَذَاهُمْ وَلَا يُحَمّلُهُمْ أَذَاهُ وَيَكُفّ عَنْ أَعْرَاضِهِمْ وَلَا يُقَابِلُهُمْ بِمَا نَالُوا مِنْ عِرْضِهِ وَإِذَا رَأَى لَهُمْ حَسَنًا أَذَاعَهُ وَإِذَا رَأَى لَهُمْ سَيّئًا كَتَمَهُ وَيُقِيمُ أَعْذَارَهُمْ مَا اسْتَطَاعَ فِيمَا لَا يُبْطِلُ شَرِيعَةً وَلَا يُنَاقِضُ لِلّهِ أَمْرًا وَلَا نَهْيًا <66>
وَلَهُ أَيْضًا مِنْ الْأَخْلَاقِ أَطْيَبُهَا وَأَزْكَاهَا كَالْحِلْمِ وَالْوَقَارِ وَالسّكِينَةِ وَالرّحْمَةِ وَالصّبْرِ وَالْوَفَاءِ وَسُهُولَةِ الْجَانِبِ وَلِينِ الْعَرِيكَةِ وَالصّدْقِ وَسَلَامَةِ الصّدْرِ مِنْ الْغِلّ وَالْغِشّ وَالْحِقْدِ وَالْحَسَدِ وَالتّوَاضُعِ وَخَفْضِ الْجَنَاحِ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ وَالْعِزّةِ وَالْغِلْظَةِ عَلَى أَعْدَاءِ اللّهِ وَصِيَانَةِ الْوَجْهِ عَنْ بَذْلِهِ وَتَذَلّلِهِ لِغَيْرِ اللّهِ وَالْعِفّةِ وَالشّجَاعَةِ وَالسّخَاءِ وَالْمُرُوءَةِ وَكُلّ خُلُقٍ اتّفَقَتْ عَلَى حُسْنِهِ الشّرَائِعُ وَالْفِطَرُ وَالْعُقُولُ .
وَكَذَلِكَ لَا يَخْتَارُ مِنْ الْمَطَاعِمِ إلّا أَطْيَبَهَا وَهُوَ الْحَلَالُ الْهَنِيءُ الْمَرِيءُ الّذِي يُغَذّي الْبَدَنَ وَالرّوحَ أَحْسَنَ تَغْذِيَةٍ مَعَ سَلَامَةِ الْعَبْدِ مِنْ تَبِعَتِهِ .
وَكَذَلِكَ لَا يَخْتَارُ مِنْ الْمَنَاكِحِ إلّا أَطْيَبَهَا وَأَزْكَاهَا وَمِنْ الرّائِحَةِ إلّا أَطْيَبَهَا وَأَزْكَاهَا وَمِنْ الْأَصْحَابِ وَالْعُشَرَاءِ إلّا الطّيّبِينَ مِنْهُمْ فَرُوحُهُ طَيّبٌ وَبَدَنُهُ طَيّبٌ وَخُلُقُهُ طَيّبٌ وَعَمَلُهُ طَيّبٌ وَكَلَامُهُ طَيّبٌ وَمَطْعَمُهُ طَيّبٌ وَمَشْرَبُهُ طَيّبٌ وَمَلْبَسُهُ طَيّبٌ وَمَنْكَحُهُ طَيّبٌ وَمَدْخَلُهُ طَيّبٌ وَمَخْرَجُهُ طَيّبٌ وَمُنْقَلَبُهُ طَيّبٌ وَمَثْوَاهُ كُلّهُ طَيّبٌ .
فَهَذَا مِمّنْ قَالَ اللّهُ تَعَالَى فِيهِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif الّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(16,32))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ النّحْلُ 32 ] وَمِنْ الّذِينَ يَقُولُ لَهُمْ خَزَنَةُ الْجَنّةِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(39,73))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الزّمَرُ 72 ] وَهَذِهِ الْفَاءُ تَقْتَضِي السّبَبِيّةَ أَيْ بِسَبَبِ طِيبِكُمْ اُدْخُلُوهَا . وَقَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطّيّبَاتُ لِلطّيّبِينَ وَالطّيّبُونَ لِلطّيّبَاتِ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(24,26))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ النّورُ 26 ]
وَقَدْ فُسّرَتْ الْآيَةُ بِأَنّ الْكَلِمَاتِ الْخَبِيثَاتِ لِلْخَبِيثِينَ وَالْكَلِمَاتِ الطّيّبَاتِ لَلطّيّبِينَ وَفُسّرَتْ بِأَنّ النّسَاءَ الطّيّبَاتِ لِلرّجَالِ الطّيّبِينَ وَالنّسَاءَ الْخَبِيثَاتِ لِلرّجَالِ الْخَبِيثِينَ وَهِيَ تَعُمّ ذَلِكَ وَغَيْرَهُ فَالْكَلِمَاتُ وَالْأَعْمَالُ وَالنّسَاءُ الطّيّبَاتُ لِمُنَاسِبِهَا مِنْ الطّيّبِينَ وَالْكَلِمَاتُ وَالْأَعْمَالُ وَالنّسَاءُ الْخَبِيثَةُ لِمُنَاسِبِهَا مِنْ الْخَبِيثِينَ فَاَللّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ الطّيّبَ بِحَذَافِيرِهِ فِي الْجَنّةِ وَجَعَلَ الْخَبِيثَ بِحَذَافِيرِهِ فِي النّارِ فَجَعَلَ الدّورَ ثَلَاثَةً دَارًا أُخْلِصَتْ لَلطّيّبِينَ وَهِيَ حَرَامٌ عَلَى غَيْرِ الطّيّبِينَ وَقَدْ جَمَعَتْ كُلّ طَيّبٍ وَهِيَ الْجَنّةُ وَدَارًا أُخْلِصَتْ لِلْخَبِيثِ وَالْخَبَائِثِ <67> وَلَا يَدْخُلُهَا إلّا الْخَبِيثُونَ وَهِيَ النّارُ وَدَارًا امْتَزَجَ فِيهَا الطّيّبُ وَالْخَبِيثُ وَخُلِطَ بَيْنَهُمَا وَهِيَ هَذِهِ الدّارُ وَلِهَذَا وَقَعَ الِابْتِلَاءُ وَالْمِحْنَةُ بِسَبَبِ هَذَا الِامْتِزَاجِ وَالِاخْتِلَاطِ وَذَلِكَ بِمُوجَبِ الْحِكْمَةِ الْإِلَهِيّةِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ مَعَادِ الْخَلِيقَةِ مَيّزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنْ الطّيّبِ فَجَعَلَ الطّيّبَ وَأَهْلَهُ فِي دَارٍ عَلَى حِدَةٍ لَا يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ وَجَعَلَ الْخَبِيثَ وَأَهْلَهُ فِي دَارٍ عَلَى حِدَةٍ لَا يُخَالِطُهُمْ غَيْرُهُمْ فَعَادَ الْأَمْرُ إلَى دَارَيْنِ فَقَطْ الْجَنّةِ وَهِيَ دَارُ الطّيّبِينَ وَالنّارِ وَهِيَ دَارُ الْخَبِيثِينَ وَأَنْشَأَ اللّهُ تَعَالَى مِنْ أَعْمَالِ الْفَرِيقَيْنِ ثَوَابَهُمْ وَعِقَابَهُمْ فَجَعَلَ طَيّبَاتِ أَقْوَالِ هَؤُلَاءِ وَأَعْمَالِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ هِيَ عَيْنَ نَعِيمِهِمْ وَلَذّاتِهِمْ أَنْشَأَ لَهُمْ مِنْهَا أَكْمَلَ أَسْبَابِ النّعِيمِ وَالسّرُورِ وَجَعَلَ خَبِيثَاتِ أَقْوَالِ الْآخَرِينَ وَأَعْمَالِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ هِيَ عَيْنَ عَذَابِهِمْ وَآلَامِهِمْ فَأَنْشَأَ لَهُمْ مِنْهَا أَعْظَمَ أَسْبَابِ الْعِقَابِ وَالْآلَامِ حِكْمَةً بَالِغَةً وَعِزّةً بَاهِرَةً قَاهِرَةً لِيُرِيَ عِبَادَهُ كَمَالَ رُبُوبِيّتِهِ وَكَمَالَ حِكْمَتِهِ وَعِلْمَهُ وَعَدْلِهِ وَرَحْمَتِهِ وَلِيَعْلَمَ أَعْدَاؤُهُ أَنّهُمْ كَانُوا هُمْ الْمُفْتَرِينَ الْكَذّابِينَ لَا رُسُلُهُ الْبَرَرَةُ الصّادِقُونَ . قَالَ اللّهُ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَأَقْسَمُوا بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا وَلَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لَا يَعْلَمُونَ لِيُبَيّنَ لَهُمُ الّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(16,38))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ النّحْلُ 38-39 ] .
وَالْمَقْصُودُ أَنّ اللّهَ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - جَعَلَ لِلسّعَادَةِ وَالشّقَاوَةِ عُنْوَانًا يُعْرَفَانِ بِهِ فَالسّعِيدُ الطّيّبُ لَا يَلِيقُ بِهِ إلّا طَيّبٌ وَلَا يَأْتِي إلّا طَيّبًا وَلَا يَصْدُرُ مِنْهُ إلّا طَيّبٌ وَلَا يُلَابِسُ إلّا طَيّبًا وَالشّقِيّ الْخَبِيثُ لَا يَلِيقُ بِهِ إلّا الْخَبِيثُ وَلَا يَأْتِي إلّا خَبِيثًا وَلَا يَصْدُرُ مِنْهُ إلّا الْخَبِيثُ فَالْخَبِيثُ يَتَفَجّرُ مَنْ قَلْبِهِ الْخُبْثُ عَلَى لِسَانِهِ وَجَوَارِحِهِ وَالطّيّبُ يَتَفَجّرُ مِنْ قَلْبِهِ الطّيبُ عَلَى لِسَانِهِ وَجَوَارِحِهِ . وَقَدْ يَكُونُ فِي الشّخْصِ مَادّتَانِ فَأَيّهُمَا غَلَبَ عَلَيْهِ كَانَ مِنْ أَهْلِهَا فَإِنْ أَرَادَ اللّهَ بِهِ خَيْرًا طَهّرَهُ مِنْ الْمَادّةِ الْخَبِيثَةِ قَبْلَ الْمُوَافَاةِ فَيُوَافِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُطَهّرًا فَلَا يَحْتَاجُ إلَى تَطْهِيرِهِ بِالنّارِ فَيُطَهّرُهُ مِنْهَا بِمَا يُوَفّقُهُ لَهُ مِنْ التّوْبَةِ النّصُوحِ وَالْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ وَالْمَصَائِبِ الْمُكَفّرَةِ حَتّى يَلْقَى اللّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَيُمْسِكُ عَنْ الْآخَرِ مَوَادّ <68> التّطْهِيرِ فَيَلْقَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَادّةِ خَبِيثَةٍ وَمَادّةٍ طَيّبَةٍ وَحِكْمَتُهُ تَعَالَى تَأْبَى أَنْ يُجَاوِرَهُ أَحَدٌ فِي دَارِهِ بِخَبَائِثِهِ فَيُدْخِلَهُ النّارَ طُهْرَةً لَهُ وَتَصْفِيَةً وَسَبْكًا فَإِذَا خَلَصَتْ سَبِيكَةُ إيمَانِهِ مِنْ الْخَبَثِ صَلُحَ حِينَئِذٍ لِجِوَارِهِ وَمُسَاكَنَةِ الطّيّبِينَ مِنْ عِبَادِهِ . وَإِقَامَةُ هَذَا النّوْعِ مِنْ النّاسِ فِي النّارِ عَلَى حَسَبِ سُرْعَةِ زَوَالِ تِلْكَ الْخَبَائِثِ مِنْهُمْ وَبُطْئِهَا فَأَسْرَعُهُمْ زَوَالًا وَتَطْهِيرًا أَسْرَعُهُمْ خُرُوجًا وَأَبْطَؤُهُمْ أَبْطَؤُهُمْ خُرُوجًا جَزَاءً وِفَاقًا وَمَا رَبّك بِظَلّامِ لِلْعَبِيدِ .
وَلَمّا كَانَ الْمُشْرِكُ خَبِيثَ الْعُنْصُرِ خَبِيثَ الذّاتِ لَمْ تُطَهّرْ النّارُ خُبْثَهُ بَلْ لَوْ خَرَجَ مِنْهَا لَعَادَ خَبِيثًا كَمَا كَانَ كَالْكَلْبِ إذَا دَخَلَ الْبَحْرَ ثُمّ خَرَجَ مِنْهُ فَلِذَلِكَ حَرّمَ اللّهُ تَعَالَى عَلَى الْمُشْرِكِ الْجَنّةَ .
وَلَمّا كَانَ الْمُؤْمِنُ الطّيّبُ الْمُطَيّبُ مُبَرّئًا مِنْ الْخَبَائِثِ كَانَتْ النّارُ حَرَامًا عَلَيْهِ إذْ لَيْسَ فِيهِ مَا يَقْتَضِي تَطْهِيرَهُ بِهَا فَسُبْحَانَ مَنْ بَهَرَتْ حِكْمَتُهُ الْعُقُولَ وَالْأَلْبَابَ وَشَهِدَتْ فِطَرُ عِبَادِهِ وَعُقُولُهُمْ بِأَنّهُ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ وَرَبّ الْعَالَمِينَ لَا إلَهَ إلّا هُوَ .
فَصْلٌ [ اضْطِرَارُ الْعِبَادِ إلَى مَعْرِفَةِ الرّسُولِ ]


وَمِنْ هَاهُنَا تَعْلَمُ اضْطِرَارَ الْعِبَادِ فَوْقَ كُلّ ضَرُورَةٍ إلَى مَعْرِفَةِ الرّسُولِ وَمَا جَاءَ بِهِ وَتَصْدِيقِهِ فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ وَطَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَ فَإِنّهُ لَا سَبِيلَ إلَى السّعَادَةِ وَالْفَلَاحِ لَا فِي الدّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ إلّا عَلَى أَيْدِي الرّسُلِ وَلَا سَبِيلَ إلَى مَعْرِفَةِ الطّيّبِ وَالْخَبِيثِ عَلَى التّفْصِيلِ إلّا مِنْ جِهَتِهِمْ وَلَا يُنَالُ رِضَا اللّهِ الْبَتّةَ إلّا عَلَى أَيْدِيهِمْ فَالطّيّبُ مِنْ الْأَعْمَالِ وَالْأَقْوَالِ وَالْأَخْلَاقِ لَيْسَ إلّا هَدْيَهُمْ وَمَا جَاءُوا بِهِ فَهُمْ الْمِيزَانُ الرّاجِحُ الّذِي عَلَى أَقْوَالِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ وَأَخْلَاقِهِمْ تُوزَنُ الْأَقْوَالُ وَالْأَخْلَاقُ وَالْأَعْمَالُ وبمتابعتهم يَتَمَيّزُ أَهْلُ الْهُدَى مِنْ أَهْلِ الضّلَالِ فَالضّرُورَةُ إلَيْهِمْ أَعْظَمُ مِنْ ضَرُورَةِ الْبَدَنِ إلَى رُوحِهِ وَالْعَيْنِ إلَى نُورِهَا وَالرّوحِ إلَى حَيَاتِهَا <69> فَأَيّ ضَرُورَةٍ وَحَاجَةٍ فُرِضَتْ فَضَرُورَةُ الْعَبْدِ وَحَاجَتُهُ إلَى الرّسُلِ فَوْقَهَا بِكَثِيرٍ . وَمَا ظَنّك بِمَنْ إذَا غَابَ عَنْك هَدْيُهُ وَمَا جَاءَ بِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ فَسَدَ قَلْبُك وَصَارَ كَالْحُوتِ إذَا فَارَقَ الْمَاءَ وَوُضِعَ فِي الْمِقْلَاةِ فَحَالُ الْعَبْدِ عِنْدَ مُفَارَقَةِ قَلْبِهِ لِمَا جَاءَ بِهِ الرّسُلُ كَهَذِهِ الْحَالِ بَلْ أَعْظَمُ وَلَكِنْ لَا يُحِسّ بِهَذَا إلّا قَلْبٌ حَيّ

وَمَا لِجُرْحِ بِمَيّتِ إيلَامُ

وَإِذَا كَانَتْ سَعَادَةُ الْعَبْدِ فِي الدّارَيْنِ مُعَلّقَةً بِهَدْيِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَيَجِبُ عَلَى كُلّ مَنْ نَصَحَ نَفْسَهُ وَأَحَبّ نَجَاتَهَا وَسَعَادَتَهَا أَنْ يَعْرِفَ مِنْ هَدْيِهِ وَسِيرَتِهِ وَشَأْنِهِ مَا يَخْرُجُ بِهِ عَنْ الْجَاهِلِينَ بِهِ وَيَدْخُلُ بِهِ فِي عِدَادِ أَتْبَاعِهِ وَشِيعَتِهِ وَحِزْبِهِ وَالنّاسُ فِي هَذَا بَيْنَ مُسْتَقِلّ وَمُسْتَكْثِرٍ وَمَحْرُومٍ وَالْفَضْلُ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاَللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .

فَصْلٌ [ إشَارَةُ الْمُصَنّفِ إلَى تَأْلِيفِ هَذَا الْكِتَابِ فِي السّفَرِ مَعَ تَشَتّتِ الْقَلْبِ وَفَقْدِ الْكِتَابِ ]

وَهَذِهِ كَلِمَاتٌ يَسِيرَةٌ لَا يَسْتَغْنِي عَنْ مَعْرِفَتِهَا مَنْ لَهُ أَدْنَى هِمّةٍ إلَى مَعْرِفَةِ نَبِيّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسِيرَتِهِ وَهَدْيِهِ اقْتَضَاهَا الْخَاطِرُ الْمَكْدُودُ عَلَى عُجَرِهِ وَبُجَرِهِ مَعَ الْبِضَاعَةِ الْمُزْجَاةِ الّتِي لَا تَنْفَتِحُ لَهَا أَبْوَابُ السّدَدِ وَلَا يَتَنَافَسُ فِيهَا الْمُتَنَافِسُونَ مَعَ تَعْلِيقِهَا فِي حَالِ السّفَرِ لَا الْإِقَامَةِ وَالْقَلْبُ بِكُلّ وَادٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ وَالْهِمّةُ قَدْ تَفَرّقَتْ <70> شَذَرٌ مَذَرٌ وَالْكِتَابُ مَفْقُودٌ وَمَنْ يَفْتَحْ بَابَ الْعِلْمِ لِمُذَاكَرَتِهِ مَعْدُومٌ غَيْرُ مَوْجُودٍ فَعَوْدُ الْعِلْمِ النّافِعِ الْكَفِيلِ بِالسّعَادَةِ قَدْ أَصْبَحَ ذَاوِيًا وَرُبْعُهُ قَدْ أَوْحَشَ مِنْ أَهْلِهِ وَعَادَ مِنْهُمْ خَالِيًا فَلِسَانُ الْعَالِمِ قَدْ مُلِئَ بِالْغُلُولِ مُضَارَبَةً لِغَلَبَةِ الْجَاهِلِينَ وَعَادَتْ مَوَارِدُ شِفَائِهِ وَهِيَ مَعَاطِبُهُ لِكَثْرَةِ الْمُنْحَرِفِينَ وَالْمُحَرّفِينَ فَلَيْسَ لَهُ مُعَوّلٌ إلّا عَلَى الصّبْرِ الْجَمِيلِ وَمَا لَهُ نَاصِرٌ وَلَا مُعِينٌ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ وَهُوَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1005.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1007.htm)

ماضي الهاجري
10-04-2010, 03:59 AM
الله يجزاك كل خير

آن شآءالله في موآزيين حسنآتكـ

قيـس
10-04-2010, 03:59 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

[ نُبُوّتُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ]

فَلَمّا كَمُلَ لَهُ أَرْبَعُونَ أَشْرَقَ عَلَيْهِ نُورُ النّبُوّةِ وَأَكْرَمَهُ اللّهُ تَعَالَى بِرِسَالَتِهِ وَبَعَثَهُ إلَى خَلْقِهِ وَاخْتَصّهُ بِكَرَامَتِهِ وَجَعَلَهُ أَمِينَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ . وَلَا خِلَافَ أَنّ مَبْعَثَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَاخْتُلِفَ فِي شَهْرِ الْمَبْعَثِ .
فَقِيلَ لِثَمَانِ مَضَيْنَ مِنْ رَبِيعِ الْأَوّلِ سَنَةَ إحْدَى وَأَرْبَعِينَ مِنْ عَامِ الْفِيلِ هَذَا قَوْلُ الْأَكْثَرِينَ وَقِيلَ بَلْ كَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ
وَاحْتَجّ هَؤُلَاءِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (javascript:DisplayAyaa(2,185))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif الْبَقَرَةُ 185 ] قَالُوا : أَوّلُ مَا أَكْرَمَهُ اللّهُ <77> 76 تَعَالَى بِنُبُوّتِهِ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ يَحْيَى الصّرْصَرِيّ حَيْثُ يَقُولُ فِي نُونِيّتِهِ

وَأَتَتْ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ فَأَشْرَقَتْ

شَمْسُ النّبْوَةِ مِنْهُ فِي رَمَضَانِ </SPAN>

وَالْأَوّلُونَ قَالُوا : إنّمَا كَانَ إنْزَالُ الْقُرْآنِ فِي رَمَضَانَ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إلَى بَيْتِ الْعِزّةِ ثُمّ أُنْزِلَ مُنَجّمًا بِحَسَبِ الْوَقَائِعِ فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ أَيْ فِي شَأْنِهِ وَتَعْظِيمِهِ وَفُرِضَ صَوْمُهُ . وَقِيلَ كَانَ ابْتِدَاءُ الْمَبْعَثِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ .

[مَرَاتِبُ الْوَحْيِ ]

وَكَمّلَ اللّهُ لَهُ مِنْ مَرَاتِبَ الْوَحْيِ مَرَاتِبَ عَدِيدَةً
إحْدَاهَا : الرّؤْيَا الصّادِقَةُ وَكَانَتْ مَبْدَأَ وَحْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إلّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصّبْحِ .
الثّانِيَةُ مَا كَانَ يُلْقِيهِ الْمَلَكُ فِي رَوْعِهِ وَقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرَاهُ كَمَا قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّ رُوحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رَوْعِي أَنّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتّقُوا اللّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطّلَبِ وَلَا يَحْمِلَنّكُمْ اسْتِبْطَاءُ الرّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللّهِ فَإِنّ مَا عِنْدَ اللّهِ لَا يُنَالُ إلّا بِطَاعَتِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
<78> <77>
الثّالِثَةُ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَتَمَثّلُ لَهُ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُخَاطِبَهُ حَتّى يَعِيَ عَنْهُ مَا يَقُولُ لَهُ وَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ كَانَ يَرَاهُ الصّحَابَةُ أَحْيَانًا .
الرّابِعَةُ أَنّهُ كَانَ يَأْتِيهِ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَكَانَ أَشَدّهُ عَلَيْهِ فَيَتَلَبّسُ بِهِ الْمَلَكُ حَتّى إنّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصّدُ عَرَقًا فِي الْيَوْمِ الشّدِيدِ الْبَرْدِ وَحَتّى إنّ رَاحِلَتَهُ لِتَبْرُك بِهِ إلَى الْأَرْضِ إذَا كَانَ رَاكِبَهَا . وَلَقَدْ جَاءَ الْوَحْيُ مَرّةً كَذَلِكَ وَفَخْذُهُ عَلَى فَخْذِ <79> 78 زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَثَقُلَتْ عَلَيْهِ حَتّى كَادَتْ تَرُضّهَا .
الْخَامِسَةُ أَنّهُ يَرَى الْمَلَكَ فِي صُورَتِهِ الّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا فَيُوحِي إلَيْهِ مَا شَاءَ اللّهُ أَنْ يُوحِيَهُ وَهَذَا وَقَعَ لَهُ مَرّتَيْنِ كَمَا ذَكَرَ اللّهُ ذَلِكَ فِي [ النّجْمِ 713 ] .
السّادِسَةُ مَا أَوْحَاهُ اللّهُ وَهُوَ فَوْقَ السّمَوَاتِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ مِنْ فَرْضِ الصّلَاةِ وَغَيْرِهَا . السّابِعَةُ كَلَامُ اللّهِ لَهُ مِنْهُ إلَيْهِ بِلَا وَاسِطَةِ مَلَكٍ كَمَا كَلّمَ اللّهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ وَهَذِهِ الْمَرْتَبَةُ هِيَ ثَابِتَةٌ لِمُوسَى قَطْعًا بِنَصّ الْقُرْآنِ وَثُبُوتُهَا لِنَبِيّنَا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هُوَ فِي حَدِيثِ الْإِسْرَاءِ .
وَقَدْ زَادَ بَعْضُهُمْ مَرْتَبَةً ثَامِنَةً وَهِيَ تَكْلِيمُ اللّهِ لَهُ كِفَاحًا مِنْ غَيْرِ حِجَابٍ وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ مَنْ يَقُولُ إنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَأَى رَبّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهِيَ مَسْأَلَةُ خِلَافٍ بَيْنَ السّلَفِ وَالْخَلَفِ وَإِنْ كَانَ جُمْهُورُ الصّحَابَةِ بَلْ كُلّهُمْ مَعَ عَائِشَةَ كَمَا حَكَاهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدّارِمِيّ إجْمَاعًا لِلصّحَابَةِ
<79> <80>
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1007.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1009.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:01 AM
الله يجزاك كل خير

آن شآءالله في موآزيين حسنآتكـ


آمين وجزاك الله مثله أخي





إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي خِتَانِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ
أَحَدُهَا : أَنّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا وَرُوِيَ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ لَا يَصِحّ ذَكَرَهُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيّ فِي " الْمَوْضُوعَاتِ " وَلَيْسَ فِيهِ حَدِيثٌ ثَابِتٌ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ خَوَاصّهِ فَإِنّ كَثِيرًا مِنْ النّاسِ يُولَدُ مَخْتُونًا .
وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ : قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ مَسْأَلَةٌ سُئِلْتُ عَنْهَا : خَتّانٌ خَتَنَ صَبِيّا فَلَمْ يَسْتَقْصِ ؟ قَالَ إذَا كَانَ الْخَتّانُ جَاوَزَ نِصْفَ الْحَشَفَةِ إلَى فَوْقٍ فَلَا يُعِيدُ لِأَنّ الْحَشَفَةَ تَغْلُظُ وَكُلّمَا غَلُظَتْ ارْتَفَعَ الْخِتَانُ . فَأَمّا إذَا كَانَ الْخِتَانُ دُونَ النّصْفِ فَكُنْتُ أَرَى أَنْ يُعِيدَ .
قُلْت : فَإِنّ الْإِعَادَةَ شَدِيدَةٌ جِدّا وَقَدْ يَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ الْإِعَادَةِ ؟ فَقَالَ لَا أَدْرِي ثُمّ قَالَ لِي فَإِنّ هَاهُنَا رَجُلًا وُلِدَ لَهُ ابْنٌ مَخْتُونٌ فَاغْتَمّ لِذَلِكَ غَمّا شَدِيدًا فَقُلْت لَهُ إذَا كَانَ اللّهُ قَدْ كَفَاك الْمُؤْنَةَ فَمَا غَمّكَ بِهَذَا ؟ انْتَهَى .
وَحَدّثَنِي صَاحِبُنَا أَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْخَلِيلِيّ الْمُحَدّثُ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ أَنّهُ وُلِدَ كَذَلِكَ وَأَنّ أَهْلَهُ لَمْ يَخْتِنُوهُ وَالنّاسُ يَقُولُونَ لِمَنْ وُلِدَ كَذَلِكَ خَتَنَهُ الْقَمَرُ وَهَذَا مِنْ خُرَافَاتِهِمْ .
الْقَوْلُ الثّانِي : أَنّهُ خُتِنَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ شَقّ قَلْبَهُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ظِئْرِهِ حَلِيمَةَ .
الْقَوْلُ الثّالِثُ أَنّ جَدّهُ عَبْدَ الْمُطّلِبِ خَتَنَهُ يَوْمَ سَابِعِهِ وَصَنَعَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمّاهُ مُحَمّدًا .
قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرّ : وَفِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ غَرِيبٌ حَدّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ أَحْمَدَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْن عِيسَى حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيّوبَ الْعَلّافُ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ أَبِي السّرِيّ الْعَسْقَلَانِيّ حَدّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ أَنّ عَبْدَ الْمُطّلِبِ خَتَنَ <81> 80 النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ سَابِعِهِ وَجَعَلَ لَهُ مَأْدُبَةً وَسَمّاهُ مُحَمّدًا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ يَحْيَى بْن أَيّوبَ طَلَبْت هَذَا الْحَدِيثَ فَلَمْ أَجِدْهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ مِمّنْ لَقِيته إلّا عِنْدَ ابْنِ أَبِي السّرِيّ وَقَدْ وَقَعَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَاضِلَيْنِ صَنّفَ أَحَدُهُمَا مُصَنّفًا فِي أَنّهُ وُلِدَ مَخْتُونًا وَأَجْلَبَ فِيهِ مِنْ الْأَحَادِيثِ الّتِي لَا خِطَامَ لَهَا وَلَا زِمَامَ وَهُوَ كَمَالُ الدّينِ بْنُ طَلْحَةَ فَنَقَضَهُ عَلَيْهِ كَمَالُ الدّينِ بْنُ الْعَدِيمِ وَبَيّنَ فِيهِ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خُتِنَ عَلَى عَادَة الْعَرَبُ وَكَانَ عُمُومٌ هَذِهِ السّنّة لِلْعَرَبِ قَاطِبَةً مُغْنِيًا عَنْ نَقْلٍ مُعَيّنٍ . فِيهَا وَاَللّه أَعْلَم .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1008.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1010.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:02 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي أُمّهَاتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اللّاتِي أَرْضَعْنَهُ


فَمِنْهُنّ ثُوَيْبَةَ مَوْلَاةِ أَبِي لَهَب ٍ أَرْضَعَتْهُ أَيّامًا وَأَرْضَعَتْ مَعَهُ أَبَا سَلَمَة عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيّ بِلَبَنِ ابْنِهَا مَسْرُوحٍ وَأَرْضَعَتْ مَعَهُمَا عَمّهُ حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطّلِبِ . وَاخْتَلَفَ فِي إسْلَامهَا فَاَللّهُ أَعْلَم .
ثُمّ أَرْضَعَتْهُ حَلِيمَةُ السّعْدِيّةُ بِلَبَنِ ابْنِهَا عَبْدِ اللّهِ أَخِي أُنَيْسَةَ وَجُدَامَةَ وَهِيَ الشّيْمَاءُ أَوْلَادُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ رِفَاعَةَ السّعْدِيّ وَاخْتُلِفَ فِي إسْلَامِ أَبَوَيْهِ مِنْ الرّضَاعَةِ فَاَللّهُ أَعْلَمُ وَأَرْضَعَتْ مَعَهُ ابْنَ عَمّهِ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطّلِبِ وَكَانَ شَدِيدَ الْعَدَاوَةِ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ أَسْلَمَ عَامَ الْفَتْحِ وَحَسُنَ إسْلَامُهُ وَكَانَ عَمّهُ حَمْزَةُ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْر ٍ <82> فَأَرْضَعَتْ أُمّهُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمًا وَهُوَ عِنْدَ أُمّهِ فَكَانَ حَمْزَةُ رَضِيعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ جِهَتَيْنِ مِنْ جِهَةِ ثُويبة وَمِنْ جِهَةِ السّعْدِيّةِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1009.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1011.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:03 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي حَوَاضِنِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


فَمِنْهُنّ أُمّهُ آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ .
وَمِنْهُنّ ثُويبة وَحَلِيمَةُ وَالشّيْمَاءُ ابْنَتُهَا وَهِيَ أُخْتُهُ مِنْ الرّضَاعَةِ كَانَتْ تَحْضُنُهُ مَعَ أُمّهَا وَهِيَ الّتِي قَدِمَتْ عَلَيْهِ فِي وَفْدِ هَوَازِنَ فَبَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ وَأَجْلَسَهَا عَلَيْهِ رِعَايَةً لِحَقّهَا .
وَمِنْهُنّ الْفَاضِلَةُ الْجَلِيلَةُ أُمّ أَيْمَنَ بَرَكَةُ الْحَبَشِيّة ُ وَكَانَ وَرِثَهَا مِنْ أَبِيهِ وَكَانَتْ دَايَتَهُ وَزَوّجَهَا مِنْ حِبّهِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ وَهِيَ الّتِي دَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو بَكْر وَعُمَر ُ بَعْدَ مَوْتِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهِيَ تَبْكِي فَقَالَا : يَا أُمّ أَيْمَن َ مَا يُبْكِيك فَمَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ ؟ قَالَتْ إنّي لَأَعْلَمُ أَنّ مَا عِنْدَ اللّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ وَإِنّمَا أَبْكِي لِانْقِطَاعِ خَبَرِ السّمَاءِ فَهَيّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَبَكَيَا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1010.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1012.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:03 AM
الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول



http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي مَبْعَثِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَوّلُ مَا نَزَلَ عَلَيْهِ



بَعَثَهُ اللّهُ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ وَهِيَ سِنّ الْكَمَالِ . قِيلَ وَلَهَا تُبْعَثُ الرّسُلُ وَأَمّا مَا يُذْكَرُ عَنْ الْمَسِيحِ أَنّهُ رُفِعَ إلَى السّمَاءِ وَلَهُ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ سَنَةً فَهَذَا لَا يُعْرَفُ لَهُ أَثَرٌ مُتّصِلٌ يَجِبُ الْمَصِيرُ إلَيْه .



http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَأَوّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ أَمْرِ النّبُوّةِ الرّؤْيَا فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إلّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصّبْحِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif <83>


قِيلَ وَكَانَ ذَلِكَ سِتّةَ أَشْهُرٍ وَمُدّةُ النّبُوّةِ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً فَهَذِهِ الرّؤْيَا جُزْءٌ مِنْ سِتّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النّبُوّةِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .


ثُمّ أَكْرَمَهُ اللّهُ تَعَالَى بِالنّبُوّةِ فَجَاءَهُ الْمَلَكُ وَهُوَ بِغَارِ حِرَاءٍ وَكَانَ يُحِبّ الْخَلْوَةَ فِيهِ فَأَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(96,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْعَلَقُ 1 ] هَذَا قَوْلُ عَائِشَةَ وَالْجُمْهُورِ .


وَقَالَ جَابِرٌ : أَوّلُ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(74,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif


وَالصّحِيحُ قَوْلُ ع َائِشَةَ ل ِوُجُوهٍ أَحَدُهَا : أَنّ قَوْلَهُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ صَرِيحٌ فِي أَنّهُ لَمْ يَقْرَأْ قَبْلَ ذَلِكَ شَيْئًا .


الثّانِي : الْأَمْرُ بِالْقِرَاءَةِ فِي التّرْتِيبِ قَبْلَ الْأَمْرِ بِالْإِنْذَارِ فَإِنّهُ إذَا قَرَأَ فِي نَفْسِهِ أُنْذِرَ بِمَا قَرَأَهُ فَأَمَرَهُ بِالْقِرَاءَةِ أَوّلًا ثُمّ بِالْإِنْذَارِ بِمَا قَرَأَهُ ثَانِيًا .


الثّالِثُ أَنّ حَدِيثَ جَابِرٍ وَقَوْلُهُ أَوّلُ مَا أُنْزِلَ مِنْ الْقُرْآنِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(74,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif قَوْلُ جَابِرٍ وَعَائِشَةُ أَخْبَرَتْ عَنْ خَبَرِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ نَفْسِهِ بِذَلِكَ .


<84> الرّابِعُ أَنّ حَدِيثَ جَابِرٍ الّذِي احْتَجّ بِهِ صَرِيحٌ فِي أَنّهُ قَدْ تَقَدّمَ نُزُولُ الْمَلَكِ عَلَيْهِ أَوّلًا قَبْلَ نُزُولِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ فَإِنّهُ قَالَ فَرَفَعْت رَأْسِي فَإِذَا الْمَلَكُ الّذِي جَاءَنِي بِحِرَاء ٍ فَرَجَعْت إلَى أَهْلِي فَقُلْت : زَمّلُونِي دَثّرُونِي فَأَنْزَلَ اللّهُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(74,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif وَقَدْ أَخْبَرَ أَنّ الْمَلَكَ الّذِي جَاءَهُ بِحِرَاءٍ أَنْزَلَ عَلَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif اقرأ باسم ربك52">اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(96,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif فَدَلّ حَدِيثِ جَابِرٍ عَلَى تَأَخّرِ نُزُولِ يَا أَيّهَا الْمُدّثّرُ وَالْحُجّةُ فِي رِوَايَتِهِ لَا فِي رَأْيِهِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .


http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1011.htm)


http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1013.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:09 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي تَرْتِيبِ الدّعْوَةِ


وَلَهَا مَرَاتِبُ الْمَرْتَبَةُ الْأُولَى : النّبُوّةُ .
الثّانِيَةُ إنْذَارُ عَشِيرَتِهِ الْأَقْرَبِينَ .
الثّالِثَةُ إنْذَارُ قَوْمِهِ .
الرّابِعَةُ إنْذَارُ قَوْمٍ مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِهِ وَهُمْ الْعَرَبُ قَاطِبَةً .
الْخَامِسَةُ إنْذَارُ جَمِيعِ مَنْ بَلَغَتْهُ دَعْوَتُهُ مِنْ الْجِنّ وَالْإِنْسِ إلَى آخِرِ الدّهْرِ .
فَصْلٌ [ الْجَهْرُ بِالدّعْوَةِ ]


وَأَقَامَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ سِنِينَ يَدْعُو إلَى اللّهِ سُبْحَانَهُ مُسْتَخْفِيًا ثُمّ نَزَلَ عَلَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (javascript:DisplayAyaa(15,94))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْحَجَر : 94 ] . فَأَعْلَنَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالدّعْوَةِ وَجَاهَرَ قَوْمَهُ بِالْعَدَاوَةِ وَاشْتَدّ الْأَذَى عَلَيْهِ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ حَتّى أَذِنَ اللّهُ لَهُمْ بِالْهِجْرَتَيْنِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1012.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1014.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:11 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي أَسْمَائِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


وَكُلّهَا نُعُوتٌ لَيْسَتْ أَعْلَامًا مَحْضَةً لِمُجَرّدِ التّعْرِيفِ بَلْ أَسْمَاءٌ مُشْتَقّةٌ مِنْ <85> صِفَاتٍ قَائِمَةٍ بِهِ تُوجِبُ لَهُ الْمَدْحَ وَالْكَمَالَ .
فَمِنْهَا مُحَمّدٌ وَهُوَ أَشْهَرُهَا وَبِهِ سُمّيَ فِي التّوْرَاةِ صَرِيحًا كَمَا بَيّنّاهُ بِالْبُرْهَانِ الْوَاضِحِ فِي كِتَابِ جَلَاءُ الْأَفْهَامِ فِي فَضْلِ الصّلَاةِ وَالسّلَامِ عَلَى خَيْرِ الْأَنَامِ وَهُوَ كِتَابٌ فَرْدٌ فِي مَعْنَاهُ لَمْ يُسْبَقْ إلَى مِثْلِهِ فِي كَثْرَةِ فَوَائِدِهِ وَغَزَارَتِهَا بَيّنّا فِيهِ الْأَحَادِيثَ الْوَارِدَةَ فِي الصّلَاةِ وَالسّلَامِ عَلَيْهِ وَصَحِيحَهَا مِنْ حَسَنِهَا وَمَعْلُولِهَا وَبَيّنّا مَا فِي مَعْلُولِهَا مِنْ الْعِلَلِ بَيَانًا شَافِيًا ثُمّ أَسْرَارَ هَذَا الدّعَاءِ وَشَرَفِهِ وَمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ الْحِكَمِ وَالْفَوَائِدِ ثُمّ مُوَاطِنَ الصّلَاةِ عَلَيْهَا وَمُحَالّهَا ثُمّ الْكَلَامِ فِي مِقْدَارِ الْوَاجِبِ مِنْهَا وَاخْتِلَافِ أَهْلِ الْعِلْمِ فِيهِ وَتَرْجِيحِ الرّاجِحِ وَتَزْيِيفِ الْمُزَيّفِ وَمَخْبَرُ الْكِتَابِ فَوْقَ وَصْفِهِ .
وَالْمَقْصُودُ أَنّ اسْمَهُ مُحَمّدٌ فِي التّوْرَاةِ صَرِيحًا بِمَا يُوَافِقُ عَلَيْهِ كُلّ عَالِمٍ مِنْ مُؤْمِنِي أَهْلِ الْكِتَابِ .
وَمِنْهَا أَحْمَد وَهُوَ الِاسْمُ الّذِي سَمّاهُ بِهِ الْمَسِيحُ لِسِرّ ذَكَرْنَاهُ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ .
وَمِنْهَا الْمُتَوَكّلُ وَمِنْهَا الْمَاحِي وَالْحَاشِرُ وَالْعَاقِبُ وَالْمُقَفّي وَنَبِيّ التّوْبَةِ وَنَبِيّ الرّحْمَةِ وَنَبِيّ الْمَلْحَمَةِ وَالْفَاتِحُ وَالْأَمِينُ .
وَيَلْحَقُ بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ الشّاهِدُ وَالْمُبَشّرُ وَالْبَشِيرُ وَالنّذِيرُ وَالْقَاسِمُ وَالضّحُوكُ وَالْقَتّالُ وَعَبْدُ اللّهِ وَالسّرَاجُ الْمُنِيرُ وَسَيّدُ وَلَدِ آدَمَ وَصَاحِبُ لِوَاءِ الْحَمْدِ وَصَاحِبُ الْمَقَامِ الْمَحْمُودِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَسْمَاءِ لِأَنّ أَسْمَاءَهُ إذَا كَانَتْ أَوْصَافَ مَدْحٍ فَلَهُ مِنْ كُلّ وَصْفٍ اسْمٌ لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يُفَرّقَ بَيْنَ الْوَصْفِ الْمُخْتَصّ بِهِ أَوْ الْغَالِبِ عَلَيْهِ وَيُشْتَقّ لَهُ مِنْهُ اسْمُ وَبَيْنَ الْوَصْفِ الْمُشْتَرَكِ فَلَا يَكُونُ لَهُ مِنْهُ اسْمٌ يَخُصّهُ .
<86> وَقَالَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعَمٍ : سَمّى لَنَا رَسُول اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَفْسَهُ أَسْمَاءً فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif : أَنَا مُحَمّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ وَأَنَا الْمَاحِي الّذِي يَمْحُو اللّهُ بِي الْكُفْرَ وَأَنَا الْحَاشِرُ الّذِي يُحْشَرُ النّاسُ عَلَى قَدَمِي وَالْعَاقِبُ الّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَأَسْمَاؤُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَوْعَانِ
أَحَدُهُمَا : خَاصّ لَا يُشَارِكُهُ فِيهِ غَيْرُهُ مِنْ الرّسُلِ كَمُحَمّدٍ وَأَحْمَدَ وَالْعَاقِبِ وَالْحَاشِرِ وَالْمُقَفّي وَنَبِيّ الْمَلْحَمَةِ .
وَالثّانِي : مَا يُشَارِكُهُ فِي مَعْنَاهُ غَيْرُهُ مِنْ الرّسُلِ وَلَكِنْ لَهُ مِنْهُ كَمَالُهُ فَهُوَ مُخْتَصّ بِكَمَالِهِ دُونَ أَصْلِهِ كَرَسُولِ اللّهِ وَنَبِيّهِ وَعَبْدِهِ وَالشّاهِدِ وَالْمُبَشّرِ وَالنّذِيرِ وَنَبِيّ الرّحْمَةِ وَنَبِيّ التّوْبَة .
وَأَمّا إنْ جُعِلَ لَهُ مِنْ كُلّ وَصْفٍ مِنْ أَوْصَافِهِ اسْمٌ تَجَاوَزَتْ أَسْمَاؤُهُ الْمِائَتَيْنِ كَالصّادِقِ وَالْمَصْدُوقِ وَالرّءُوفِ الرّحِيمِ إلَى أَمْثَالِ ذَلِكَ .
وَفِي هَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ النّاسِ إنّ لِلّهِ أَلْفُ اسْمٍ وَلِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَلْفُ اسْمٍ قَالَهُ أَبُو الْخَطّاب بْنُ دِحْيَة َ وَمَقْصُودُهُ الْأَوْصَافُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1013.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1015.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:15 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْل فِي شَرْحِ مَعَانِي أَسْمَائِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


<87> أَمّا مُحَمّدٌ فَهُوَ اسْمُ مَفْعُولٍ مِنْ حَمِدَ فَهُوَ مُحَمّدٌ إذَا كَانَ كَثِيرَ الْخِصَالِ الّتِي يُحْمَدُ عَلَيْهَا وَلِذَلِكَ كَانَ أَبْلَغ مِنْ مَحْمُودٍ فَإِنّ مَحْمُودًا مِنْ الثّلَاثِيّ الْمُجَرّدِ وَمُحَمّدٌ مِنْ الْمُضَاعَفِ لِلْمُبَالَغَةِ فَهُوَ الّذِي يُحْمَدُ أَكْثَرَ مِمّا يُحْمَدُ غَيْرُهُ مِنْ الْبَشَرِ وَلِهَذَا - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - سُمّيَ بِهِ فِي التّوْرَاةِ لِكَثْرَةِ الْخِصَالِ الْمَحْمُودَةِ الّتِي وُصِفَ بِهَا هُوَ وَدِينُهُ وَأُمّتُهُ فِي التّوْرَاةِ حَتّى تَمَنّى مُوسَى عَلَيْهِ الصّلَاةُ وَالسّلَامُ أَنْ يَكُونَ مِنْهُمْ وَقَدْ أَتَيْنَا عَلَى هَذَا الْمَعْنَى بِشَوَاهِدِهِ هُنَاكَ وَبَيّنّا غَلَطَ أَبِي الْقَاسِم السّهَيْلِيّ حَيْثُ جَعَلَ الْأَمْرَ بِالْعَكْسِ وَأَنّ اسْمَهُ فِي التّوْرَاةِ أَحْمَد.

[ هَلْ أَحْمَدُ تَفْضِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَوْ مَفْعُولٌ ]

وَأَمّا أَحْمَدُ فَهُوَ اسْمٌ عَلَى زِنَةِ أَفْعَلِ التّفْضِيلِ مُشْتَقّ أَيْضًا مِنْ الْحَمْدِ . وَقَدْ اخْتَلَفَ النّاسُ فِيهِ هَلْ هُوَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ أَوْ مَفْعُولٍ ؟ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ هُوَ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ أَيْ حَمْدُهُ لِلّهِ أَكْثَرُ مِنْ حَمْدِ غَيْرِهِ لَهُ فَمَعْنَاهُ أَحْمَدُ الْحَامِدِينَ لِرَبّهِ وَرَجّحُوا هَذَا الْقَوْلَ بِأَنّ قِيَاسَ أَفْعَلَ التّفْضِيلِ أَنْ يُصَاغَ مِنْ فِعْلِ الْفَاعِلِ لَا مِنْ الْفِعْلِ الْوَاقِعِ عَلَى الْمَفْعُولِ قَالُوا : وَلِهَذَا لَا يُقَالُ مَا أَضْرَبَ زَيْدًا وَلَا زَيْدُ أَضْرَبَ مِنْ عَمْرٍو بِاعْتِبَارِ الضّرْبِ الْوَاقِعِ عَلَيْهِ وَلَا : مَا أَشْرَبَهُ لِلْمَاءِ وَآكَلَهُ <88> لِلْخُبْزِ وَنَحْوِهِ قَالُوا : لِأَنّ أَفْعَلَ التّفْضِيلِ وَفِعْلَ التّعَجّبِ إنّمَا يُصَاغَانِ مِنْ الْفِعْلِ اللّازِمِ وَلِهَذَا يُقَدّرُ نَقْلُهُ مِنْ فَعَلَ و فَعِلَ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنِ وَمَكْسُورِهَا إلَى فَعُلَ الْمَضْمُومِ الْعَيْنِ قَالُوا : وَلِهَذَا يُعَدّى بِالْهَمْزَةِ إلَى الْمَفْعُولِ فَهَمْزَتُهُ لِلتّعْدِيَةِ كَقَوْلِك : مَا أَظْرَفَ زَيْدًا وَأَكْرَمَ عَمْرًا وَأَصْلُهُمَا : مِنْ ظَرُفَ وَكَرُمَ . قَالُوا : لِأَنّ الْمُتَعَجّبَ مِنْهُ فَاعِلٌ فِي الْأَصْلِ فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ فِعْلُهُ غَيْرَ مُتَعَدّ قَالُوا : وَأَمّا نَحْوُ مَا أَضْرَبَ زَيْدًا لِعَمْرٍو فَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ فَعَلَ الْمَفْتُوحِ الْعَيْنِ إلَى فَعُلَ الْمَضْمُومِ الْعَيْنِ ثُمّ عُدّيَ وَالْحَالَةُ هَذِهِ بِالْهَمْزَةِ قَالُوا : وَالدّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَجِيئُهُمْ بِاللّامّ فَيَقُولُونَ مَا أَضْرَبَ زَيْدًا لِعَمْرٍو وَلَوْ كَانَ بَاقِيًا عَلَى تَعَدّيهِ لَقِيلَ مَا أَضْرَبَ زَيْدًا عَمْرًا لِأَنّهُ مُتَعَدّ إلَى وَاحِدٍ بِنَفْسِهِ وَإِلَى الْآخَرِ بِهَمْزَةِ التّعْدِيَةِ فَلَمّا أَنْ عَدّوْهُ إلَى الْمَفْعُولِ بِهَمْزَةِ التّعْدِيَةِ عَدّوْهُ إلَى الْآخَرِ بِاللّامّ فَهَذَا هُوَ الّذِي أَوْجَبَ لَهُمْ أَنْ قَالُوا : إنّهُمَا لَا يُصَاغَانِ إلّا مِنْ فِعْلِ الْفَاعِلِ لَا مِنْ الْفِعْلِ الْوَاقِعِ عَلَى الْمَفْعُولِ .
وَنَازَعَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ وَقَالُوا : يَجُوزُ صَوْغُهُمَا مِنْ فِعْلِ الْفَاعِلِ وَمِنْ الْوَاقِعِ عَلَى الْمَفْعُولِ وَكَثْرَةُ السّمَاعِ بِهِ مِنْ أَبْيَنِ الْأَدِلّةِ عَلَى جَوَازِهِ تَقُولُ الْعَرَبُ : مَا أَشْغَلَهُ بِالشّيْءِ وَهُوَ مِنْ شَغَلَ فَهُوَ مَشْغُولٌ وَكَذَلِكَ يَقُولُونَ مَا أَوْلَعَهُ بِكَذَا وَهُوَ مِنْ أَوْلَعَ بِالشّيْءِ فَهُوَ مُولِعٌ بِهِ مَبْنِيّ لِلْمَفْعُولِ لَيْسَ إلّا وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ مَا أَعْجَبَهُ بِكَذَا فَهُوَ مِنْ أُعْجِبَ بِهِ وَيَقُولُونَ مَا أَحَبّهُ إلَيّ فَهُوَ تَعَجّبٌ مِنْ فِعْلِ الْمَفْعُولِ وَكَوْنُهُ مَحْبُوبًا لَكُ وَكَذَا : مَا أَبْغَضَهُ إلَيّ وَأَمْقَتَهُ إلَيّ .
وَهَاهُنَا مَسْأَلَةٌ مَشْهُورَةٌ ذَكَرَهَا سِيبَوَيْهِ وَهِيَ أَنّك تَقُولُ مَا أَبْغَضَنِي لَهُ وَمَا أَحَبّنِي لَهُ وَمَا أَمْقَتَنِي لَهُ إذَا كُنْتَ أَنْتَ الْمُبْغِضَ الْكَارِهَ وَالْمُحِبّ الْمَاقِتَ فَتَكُونُ مُتَعَجّبًا مِنْ فِعْلِ الْفَاعِلِ وَتَقُولُ مَا أَبْغَضنِي إلَيْهِ وَمَا أَمْقَتَنِي إلَيْهِ وَمَا أَحَبّنِي إلَيْهِ إذَا كُنْت أَنْتَ الْبَغِيضُ الْمَمْقُوتُ أَوْ الْمَحْبُوبُ فَتَكُونُ مُتَعَجّبًا مِنْ الْفِعْلِ الْوَاقِعِ عَلَى الْمَفْعُولِ فَمَا كَانَ بِاللّامِ فَهُوَ لِلْفَاعِلِ وَمَا كَانَ ب إلَى فَهُوَ لِلْمَفْعُولِ . وَأَكْثَرُ النّحَاةِ لَا يُعَلّلُونَ بِهَذَا . وَاَلّذِي يُقَالُ فِي عِلّتِهِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ إنّ اللّامَ <89> تَكُونُ لِلْفَاعِلِ فِي الْمَعْنَى نَحْوُ قَوْلِك : لِمَنْ هَذَا ؟ فَيُقَالُ لِزَيْدٍ فَيُؤْتَى بِاللّامِ . وَأَمّا إلَى فَتَكُونُ لِلْمَفْعُولِ فِي الْمَعْنَى فَتَقُولُ إلَى مَنْ يَصِلُ هَذَا الْكِتَابَ ؟ فَتَقُولُ إلَى عَبْدِ اللّهِ وَسِرّ ذَلِكَ أَنّ اللّامَ فِي الْأَصْلِ لِلْمِلْكِ وَالِاخْتِصَاصِ وَالِاسْتِحْقَاقِ إنّمَا يَكُونُ لِلْفَاعِلِ الّذِي يَمْلِكُ وَيَسْتَحِقّ وَ إلَى لِانْتِهَاءِ الْغَايَةِ وَالْغَايَةُ مُنْتَهَى مَا يَقْتَضِيهِ الْفِعْلُ فَهِيَ بِالْمَفْعُولِ أَلْيَقُ لِأَنّهَا تَمَامُ مُقْتَضَى الْفِعْلِ وَمِنْ التّعَجّبِ مِنْ فِعْلِ الْمَفْعُولِ قَوْلُ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ فِي النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم
فَلَهُوَ أَخْوَفُ عِنْدِي إذْ أُكَلّمُه


وَقِيلَ إنّكَ مَحْبُوسٌ وَمَقْتُولٌ
مِنْ خَادِرٍ مِنْ لُيُوثِ الْأُسْدِ مَسْكَنُهُ


بِبَطْنِ عَثّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ </SPAN>
فَأَخْوَفُ هَاهُنَا مِنْ خِيفَ فَهُوَ مَخُوفٌ لَا مِنْ خَافَ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُمْ مَا أَجَنّ زَيْدًا مِنْ جُنّ فَهُوَ مَجْنُونٌ هَذَا مَذْهَبُ الْكُوفِيّينَ وَمَنْ وَافَقَهُمْ .
قَالَ الْبَصْرِيّونَ : كُلّ هَذَا شَاذّ لَا يُعَوّلُ عَلَيْهِ فَلَا نُشَوّشُ بِهِ الْقَوَاعِدُ وَيَجِبُ الِاقْتِصَارُ مِنْهُ عَلَى الْمَسْمُوعِ قَالَ الْكُوفِيّونَ : كَثْرَةُ هَذَا فِي كَلَامِهِمْ نَثْرًا وَنَظْمًا يَمْنَعُ حَمْلَهُ عَلَى الشّذُوذِ لِأَنّ الشّاذّ مَا خَالَفَ اسْتِعْمَالَهُمْ وَمُطّرِدَ كَلَامِهِمْ وَهَذَا غَيْرُ مُخَالِفٍ لِذَلِكَ قَالُوا : وَأَمّا تَقْدِيرُكُمْ لُزُومَ الْفِعْلِ وَنَقْلَهُ إلَى فَعُلَ فَتَحَكّمٌ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ وَمَا تَمَسّكْتُمْ بِهِ مِنْ التّعْدِيَةِ بِالْهَمْزَةِ إلَى آخِرِهِ فَلَيْسَ الْأَمْرُ فِيهَا كَمَا ذَهَبْتُمْ إلَيْهِ وَالْهَمْزَةُ فِي هَذَا الْبِنَاءِ لَيْسَتْ لِلتّعْدِيَةِ وَإِنّمَا هِيَ لِلدّلَالَةِ عَلَى مَعْنَى التّعَجّبِ وَالتّفْضِيلِ فَقَطْ كَأَلِفِ فَاعِلٍ وَمِيمِ مَفْعُولٍ وَوَاوهُ وَتَاءِ الِافْتِعَالِ وَالْمُطَاوَعَةِ وَنَحْوِهَا مِنْ الزّوَائِدِ الّتِي تَلْحَقُ الْفِعْلَ الثّلَاثِيّ لِبَيَانِ مَا لَحِقَهُ مِنْ الزّيَادَةِ عَلَى مُجَرّدِهِ فَهَذَا هُوَ السّبَبُ الْجَالِبُ لِهَذِهِ الْهَمْزَةُ لَا تَعْدِيَةِ الْفِعْلِ .
قَالُوا : وَاَلّذِي يَدُلّ عَلَى هَذَا أَنّ الْفِعْلَ الّذِي يُعَدّى بِالْهَمْزَةِ يَجُوزُ أَنْ يُعَدّى <90> بِحَرْفِ الْجَرّ وَبِالتّضْعِيفِ نَحْوُ جَلَسْت بِهِ وَأَجْلَسْته وَقُمْت بِهِ وَأَقَمْته وَنَظَائِرُهُ وَهُنَا لَا يَقُومُ مَقَامَ الْهَمْزَةِ غَيْرُهَا فَعُلِمَ أَنّهَا لَيْسَتْ لِلتّعْدِيَةِ الْمُجَرّدَةِ أَيْضًا فَإِنّهَا تُجَامِعُ بَاءَ التّعْدِيَةِ نَحْوُ أَكْرِمْ بِهِ وَأَحْسِنْ بِهِ وَلَا يُجْمَعُ عَلَى الْفِعْلِ بَيْنَ تَعْدِيَتَيْنِ . وَأَيْضًا فَإِنّهُمْ يَقُولُونَ مَا أَعْطَاهُ لِلدّرَاهِمِ وَأَكْسَاهُ لِلثّيَابِ وَهَذَا مِنْ أَعْطَى وَكَسَا الْمُتَعَدّي وَلَا يَصِحّ تَقْدِيرُ نَقْلِهِ إلَى عطو : إذَا تَنَاوَلَ ثُمّ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ هَمْزَةُ التّعْدِيَةِ لِفَسَادِ الْمَعْنَى فَإِنّ التّعَجّبَ إنّمَا وَقَعَ مِنْ إعْطَائِهِ لَا مِنْ عَطْوِهِ وَهُوَ تَنَاوُلُهُ وَالْهَمْزَةُ الّتِي فِيهِ هَمْزَةُ التّعَجّبِ وَالتّفْضِيلِ وَحُذِفَتْ هَمْزَتُهُ الّتِي فِي فِعْلِهِ فَلَا يَصِحّ أَنْ يُقَالَ هِيَ لِلتّعْدِيَةِ .
قَالُوا : وَأَمّا قَوْلُكُمْ إنّهُ عُدّيَ بِاللّامِ فِي نَحْوِ مَا أَضْرَبَهُ لِزَيْدٍ . . . إلَى آخِرِهِ فَالْإِتْيَانِ بِاللّامِ هَاهُنَا لَيْسَ لِمَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لُزُومِ الْفِعْلِ وَإِنّمَا أُتِيَ بِهَا تَقْوِيَةً لَهُ لَمّا ضَعُفَ بِمَنْعِهِ مِنْ التّصَرّفِ وَأُلْزِمَ طَرِيقَةً وَاحِدَةً خَرَجَ بِهَا عَنْ سُنَنِ الْأَفْعَالِ فَضَعُفَ عَنْ اقْتِضَائِهِ وَعَمَلِهِ فَقَوِيَ بِاللّامِ كَمَا يَقْوَى بِهَا عِنْدَ تَقَدّمِ مَعْمُولِهِ عَلَيْهِ وَعِنْدَ فَرْعِيّتِهِ وَهَذَا الْمَذْهَبُ هُوَ الرّاجِحُ كَمَا تَرَاهُ .
فَلْنَرْجِعْ إلَى الْمَقْصُودِ فَنَقُولُ تَقْدِيرُ أَحْمَدَ عَلَى قَوْلِ الْأَوّلِينَ أَحْمَدُ النّاسِ لِرَبّهِ وَعَلَى قَوْلِ هَؤُلَاءِ أَحَقّ النّاسِ وَأَوْلَاهُمْ بِأَنْ يَحْمَدَ فَيَكُونُ كَمُحَمّدٍ فِي الْمَعْنَى إلّا أَنّ الْفَرْقَ بَيْنَهُمَا أَنّ مُحَمّدًا هُوَ كَثِيرُ الْخِصَالِ الّتِي يُحْمَدُ عَلَيْهَا وَأَحْمَدُ هُوَ الّذِي يَحْمَدُ أَفْضَلَ مِمّا يَحْمَدُ غَيْرُهُ فَمُحَمّدٌ فِي الْكَثْرَةِ وَالْكَمّيّةِ وَأَحْمَدُ فِي الصّفَةِ وَالْكَيْفِيّةِ فَيَسْتَحِقّ مِنْ الْحَمْدِ أَكْثَرَ مِمّا يَسْتَحِقّ غَيْرُهُ وَأَفْضَلَ مِمّا يَسْتَحِقّ غَيْرُهُ فَيُحْمَدُ أَكْثَرَ حَمْدٍ وَأَفْضَلَ حَمْدٍ حَمِدَهُ الْبَشَرُ . فَالِاسْمَانِ وَاقِعَانِ عَلَى الْمَفْعُولِ وَهَذَا أَبْلَغُ فِي مَدْحِهِ وَأَكْمَلُ مَعْنَى . وَلَوْ أُرِيدَ مَعْنَى الْفَاعِل لَسُمّيَ الْحَمّادَ أَيْ كَثِيرُ الْحَمْدِ فَإِنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ أَكْثَرَ الْخَلْقِ حَمْدًا لِرَبّهِ فَلَوْ كَانَ اسْمُهُ أَحْمَدَ بِاعْتِبَارِ حَمْدِهِ لِرَبّهِ لَكَانَ الْأَوْلَى بِهِ الْحَمّادُ كَمَا سُمّيَتْ بِذَلِكَ أَمَتُهُ .
وَأَيْضًا : فَإِنّ هَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ إنّمَا اُشْتُقّا مِنْ أَخْلَاقِهِ وَخَصَائِصِهِ <91> الْمَحْمُودَةِ الّتِي لِأَجْلِهَا اسْتَحَقّ أَنْ يُسَمّى مُحَمّدًا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَحْمَدُ وَهُوَ الّذِي يَحْمَدُهُ أَهْلُ السّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ وَأَهْلُ الدّنْيَا وَأَهْلُ الْآخِرَةُ لِكَثْرَةِ خَصَائِلِهِ الْمَحْمُودَةِ الّتِي تَفُوقُ عَدّ الْعَادّينَ وَإِحْصَاءَ الْمُحْصِينَ وَقَدْ أَشْبَعْنَا هَذَا الْمَعْنَى فِي كِتَابِ الصّلَاةُ وَالسّلَامُ عَلَيْهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَإِنّمَا ذَكَرْنَا هَاهُنَا كَلِمَاتٍ يَسِيرَةً اقْتَضَتْهَا حَالُ الْمُسَافِرِ وَتَشَتّتُ قَلْبِهِ وَتَفَرّقُ هِمّتِهِ وَبِاَللّهِ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التّكْلَانُ .

[ تفسير معنى المتوكل ]

وَأَمّا اسْمُهُ الْمُتَوَكّلُ فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيّ عَنْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَرَأْت فِي التّوْرَاةِ صِفَةَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مُحَمّدٌ رَسُولُ اللّهِ عَبْدِي وَرَسُولِيُ سَمّيْتُهُ الْمُتَوَكّلَ لَيْسَ بِفَظّ وَلَا غَلِيظٍ وَلَا سَخّابٍ فِي الْأَسْوَاقِ وَلَا يَجْزِي بِالسّيّئَةِ السّيّئَةَ بَلْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ وَلَنْ أَقْبِضَهُ حَتّى أُقِيمَ بِهِ الْمِلّةَ الْعَوْجَاءَ بِأَنْ يَقُولُوا : لَا إلَهَ إلّا اللّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهُوَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَحَقّ النّاسِ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنّهُ تَوَكّلَ عَلَى اللّهِ فِي إقَامَةِ الدّينِ تَوَكّلًا لَمْ يُشْرِكْهُ فِيهِ غَيْرُهُ .

[ تَفْسِيرُ الْمَاحِي ]

وَأَمّا الْمَاحِي وَالْحَاشِرُ وَالْمُقَفّي وَالْعَاقِبُ فَقَدْ فُسّرَتْ فِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ فَالْمَاحِي : هُوَ الّذِي مَحَا اللّهُ بِهِ الْكُفْرَ وَلَمْ يَمْحُ الْكُفْرَ بِأَحَدٍ مِنْ الْخَلْقِ مَا مُحِيَ بِالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَإِنّهُ بُعِثَ وَأَهْلُ الْأَرْضِ كُلّهُمْ كَفّارٌ إلّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَهُمْ مَا بَيْنَ عُبّادِ أَوْثَانٍ وَيَهُودَ مَغْضُوبٍ عَلَيْهِمْ وَنَصَارَى ضَالّينَ وَصَابِئَةٍ دَهْرِيّةٍ لَا يَعْرِفُونَ رَبّا وَلَا مَعَادًا وَبَيْنَ عُبّادِ الْكَوَاكِبِ وَعُبّادِ النّارِ وَفَلَاسِفَةٍ لَا يَعْرِفُونَ شَرَائِعَ الْأَنْبِيَاءِ وَلَا يُقِرّونَ بِهَا فَمَحَا اللّهُ سُبْحَانَهُ <92> بِرَسُولِهِ ذَلِكَ حَتّى ظَهَرَ دِينُ اللّهِ عَلَى كُلّ دِينٍ وَبَلَغَ دِينُهُ مَا بَلَغَ اللّيْلُ وَالنّهَارُ وَسَارَتْ دَعْوَتُهُ مَسِيرَ الشّمْسِ فِي الْأَقْطَار .

[ تَفْسِيرُ الْحَاشِرِ ]

وَأَمّا الْحَاشِرُ فَالْحَشْرُ هُوَ الضّمّ وَالْجَمْعُ فَهُوَ الّذِي يُحْشَرُ النّاسُ عَلَى قَدَمِهِ فَكَأَنّهُ بُعِثَ لِيُحْشَرَ النّاس .

[ تَفْسِيرُ الْعَاقِبِ ]

وَالْعَاقِبُ الّذِي جَاءَ عَقِبَ الْأَنْبِيَاءِ فَلَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيّ فَإِنّ الْعَاقِبَ هُوَ الْآخِرُ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْخَاتَمِ وَلِهَذَا سُمّيَ الْعَاقِبَ عَلَى الْإِطْلَاقِ أَيْ عَقِبَ الْأَنْبِيَاءِ جَاءَ بِعَقِبِهِمْ .

[ تَفْسِيرُ الْمُقَفّي ]

وَأَمّا الْمُقَفّي فَكَذَلِكَ وَهُوَ الّذِي قَفّى عَلَى آثَارٍ مَنْ تَقَدّمِهِ فَقَفّى اللّهُ بِهِ عَلَى آثَارِ مَنْ سَبَقَهُ مِنْ الرّسُلِ وَهَذِهِ اللّفْظَةُ مُشْتَقّةٌ مِنْ الْقَفْوِ يُقَالُ قَفَاهُ يَقْفُوهُ إذَا تَأَخّرَ عَنْهُ وَمِنْهُ قَافِيَةُ الرّأْسِ وَقَافِيَةُ الْبَيْتِ فَالْمُقَفّي : الّذِي قَفّى مَنْ قَبْلَهُ مِنْ الرّسُلِ فَكَانَ خَاتَمَهُمْ وَآخِرَهُمْ .

[ نَبِيّ التّوْبَة ]

وَأَمّا نَبِيّ التّوْبَةِ فَهُوَ الّذِي فَتَحَ اللّهُ بِهِ بَابَ التّوْبَةِ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَتَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ تَوْبَةً لَمْ يَحْصُلْ مِثْلُهَا لِأَهْلِ الْأَرْضِ قَبْلَهُ .
وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَكْثَرُ النّاسِ اسْتِغْفَارًا وَتَوْبَةً حَتّى كَانُوا يَعُدّونَ لَهُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرّة ٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيّ إنّكَ أَنْتَ التّوّابُ الْغَفُورُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يَا أَيّهَا النّاسُ تُوبُوا إلَى اللّهِ رَبّكُمْ فَإِنّي أَتُوبُ إلَى اللّهِ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرّةٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَذَلِكَ تَوْبَةُ أُمّتِهِ أَكْمَلُ مِنْ تَوْبَةِ سَائِرِ الْأُمَمِ وَأَسْرَعُ <93> قَبُولًا وَأَسْهَلُ تَنَاوُلًا وَكَانَتْ تَوْبَةُ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنْ أَصْعَبِ الْأَشْيَاءِ حَتّى كَانَ مِنْ تَوْبَةِ بَنِي إسْرَائِيلَ مِنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ قَتْلُ أَنْفُسِهِمْ وَأَمّا هَذِهِ الْأُمّةُ فَلِكَرَامَتِهَا عَلَى اللّهِ تَعَالَى جَعَلَ تَوْبَتَهَا النّدَمَ وَالْإِقْلَاعَ .

[ نَبِيّ الْمَلْحَمَة ]

وَأَمّا نَبِيّ الْمَلْحَمَةِ فَهُوَ الّذِي بُعِثَ بِجِهَادِ أَعْدَاءِ اللّهِ فَلَمْ يُجَاهِدْ نَبِيّ وَأُمّتَهُ قَطّ مَا جَاهَدَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأُمّتُهُ وَالْمَلَاحِمُ الْكِبَارُ الّتِي وَقَعَتْ وَتَقَعُ بَيْنَ أُمّتِهِ وَبَيْنَ الْكُفّارِ لَمْ يُعْهَدْ مِثْلُهَا قَبْلَهُ فَإِنّ أُمّتَهُ يَقْتُلُونَ الْكُفّارَ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ عَلَى تَعَاقُبِ الْأَعْصَارِ وَقَدْ أَوْقَعُوا بِهِمْ مِنْ الْمَلَاحِمِ مَا لَمْ تَفْعَلْهُ أُمّةٌ سِوَاهُمْ .

[ نَبِيّ الرّحْمَة ]

وَأَمّا نَبِيُ الرّحْمَةِ فَهُوَ الّذِي أَرْسَلَهُ اللّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ فَرُحِمَ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ كُلّهُمْ مُؤْمِنُهُمْ وَكَافِرُهُمْ أَمّا الْمُؤْمِنُونَ فَنَالُوا النّصِيبَ الْأَوْفَرَ مِنْ الرّحْمَةِ وَأَمّا الْكُفّارُ فَأَهْلُ الْكِتَابِ مِنْهُمْ عَاشُوا فِي ظِلّهِ وَتَحْتَ حَبْلِهِ وَعَهْدِهِ وَأَمّا مَنْ قَتَلَهُ مِنْهُمْ هُوَ وَأُمّتُهُ فَإِنّهُمْ عَجّلُوا بِهِ إلَى النّارِ وَأَرَاحُوهُ مِنْ الْحَيَاةِ الطّوِيلَةِ الّتِي لَا يَزْدَادُ بِهَا إلّا شِدّةَ الْعَذَابِ فِي الْآخِرَةِ .

[ الْفَاتِح ]

وَأَمّا الْفَاتِحُ فَهُوَ الّذِي فَتَحَ اللّهُ بِهِ بَابَ الْهُدَى بَعْدَ أَنْ كَانَ مُرْتَجًا وَفَتَحَ بِهِ الْأَعْيُنَ الْعُمْيَ وَالْآذَانَ الصّمّ وَالْقُلُوبَ الْغُلْفَ وَفَتَحَ اللّهُ بِهِ أَمْصَارَ الْكُفّارِ وَفَتَحَ بِهِ أَبْوَابَ الْجَنّةِ وَفَتَحَ بِهِ طُرُقَ الْعِلْمِ النّافِعِ وَالْعَمَلِ الصّالِحِ فَفَتَحَ بِهِ الدّنْيَا وَالْآخِرَةَ وَالْقُلُوبَ وَالْأَسْمَاعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَمْصَارَ .

[ الْأَمِين ]

وَأَمّا الْأَمِينُ فَهُوَ أَحَقّ الْعَالَمِينَ بِهَذَا الِاسْمِ فَهُوَ أَمِينُ اللّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَدِينِهِ وَهُوَ أَمِينُ مَنْ فِي السّمَاءِ وَأَمِينُ مَنْ فِي الْأَرْضِ وَلِهَذَا كَانُوا يُسَمّونَهُ قَبْلَ النّبُوّةِ الْأَمِينَ .

[ الضّحُوكَ الْقَتّال ]

وَأَمّا الضّحُوكُ الْقَتّالُ فَاسْمَانِ مُزْدَوَجَانِ لَا يُفْرَدُ أَحَدُهُمَا عَنْ الْآخَرِ <94> فَإِنّهُ ضَحُوكٌ فِي وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ عَابِسٍ وَلَا مُقَطّبٍ وَلَا غَضُوبٍ وَلَا فَظّ قَتّالٌ لِأَعْدَاءِ اللّهِ لَا تَأْخُذُهُ فِيهِمْ لَوْمَةُ لَائِمٍ .

[ الْبَشِيرُ ]

وَأَمّا الْبَشِيرُ فَهُوَ الْمُبَشّرُ لِمَنْ أَطَاعَهُ بِالثّوَابِ وَالنّذِيرُ الْمُنْذِرُ لِمَنْ عَصَاهُ بِالْعِقَابِ وَقَدْ سَمّاهُ اللّهُ عَبْدَهُ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ مِنْهَا قَوْلُه : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَأَنّهُ لَمّا قَامَ عَبْدُ اللّهِ يَدْعُوهُ (javascript:DisplayAyaa(72,19))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْجِنّ : 20 ] وَقَوْلُهُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif تَبَارَكَ الّذِي نَزّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ (javascript:DisplayAyaa(25,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْفُرْقَانُ : 1 ] وَقَوْلُهُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (javascript:DisplayAyaa(53,10))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ النّجْمُ 10 ] وَقَوْلُهُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمّا نَزّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا (javascript:DisplayAyaa(2,23))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْبَقَرَةُ 23 ] وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصّحِيحِ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنَا سَيّدُ وَلَدِ آدَمَ [ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ] وَلَا فَخْرَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَسَمّاهُ اللّهُ سِرَاجًا مُنِيرًا وَسَمّى الشّمْسَ سِرَاجًا وَهّاجًا .

[ الْمُنِير ]

وَالْمُنِيرُ هُوَ الّذِي يُنِيرُ مِنْ غَيْرِ إحْرَاقٍ بِخِلَافِ الْوَهّاجِ فَإِنّ فِيهِ نَوْعُ إحْرَاقٍ وَتَوَهّجٍ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1014.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1016.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:24 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي ذِكْرَى الْهِجْرَتَيْنِ الْأُولَى وَالثّانِيَةُ


<95> لَمّا كَثُرَ الْمُسْلِمُونَ وَخَافَ مِنْهُمْ الْكُفّارُ اشْتَدّ أَذَاهُمْ لَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَفِتْنَتُهُمْ إيّاهُمْ فَأَذِنَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْهِجْرَةِ إلَى الْحَبَشَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%cd%c8%d4%c9)وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّ بِهَا مَلِكًا لَا يَظْلِمُ النّاسَ عِنْدَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَاجَرَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا وَأَرْبَعُ نِسْوَةٍ مِنْهُمْ عُثْمَانُ بْنُ عَفّانَ وَهُوَ أَوّلُ مَنْ خَرَجَ وَمَعَهُ زَوْجَتُهُ رُقَيّةُ بِنْتُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَقَامُوا فِي الْحَبَشَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%cd%c8%d4%c9)فِي أَحْسَنِ جِوَارٍ فَبَلَغَهُمْ أَنّ قُرَيْشًا أَسْلَمَتْ وَكَانَ هَذَا الْخَبَرُ كَذِبًا فَرَجَعُوا إلَى مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)فَلَمّا بَلَغَهُمْ أَنّ الْأَمْرَ أَشَدّ مِمّا كَانَ رَجَعَ مِنْهُمْ مَنْ رَجَعَ وَدَخَلَ جَمَاعَةٌ فَلَقُوا مِنْ قُرَيْشٍ أَذًى شَدِيدًا وَكَانَ مِمّنْ دَخَلَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ .

[ الْحَصْرُ فِي الشّعْبِ ثُمّ وَفَاةُ خَدِيجَةَ فَعَمّهِ فَخُرُوجُهُ لِلطّائِفِ ]

ثُمّ أَذِنَ لَهُمْ فِي الْهِجْرَةِ ثَانِيًا إلَى الْحَبَشَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%cd%c8%d4%c9)فَهَاجَرَ مِنْ الرّجَالِ ثَلَاثَةٌ وَثَمَانُونَ رَجُلًا إنْ كَانَ فِيهِمْ عَمّار ُ فَإِنّهُ يُشَكّ فِيهِ وَمِنْ النّسَاءِ ثَمَانِ عَشْرَةَ امْرَأَةً فَأَقَامُوا عِنْدَ النّجَاشِيّ عَلَى أَحْسَنِ حَالٍ فَبَلَغَ ذَلِكَ قُرَيْشًا فَأَرْسَلُوا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ اللّهِ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ فِي جَمَاعَةٍ لِيَكِيدُوهُمْ عِنْدَ النّجَاشِيّ فَرَدّ اللّهُ كَيْدَهُمْ فِي نُحُورِهِمْ فَاشْتَدّ أَذَاهُمْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَحَصَرُوهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فِي الشّعْبِ شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ ثَلَاثَ سِنِينَ وَقِيلَ سَنَتَيْنِ وَخَرَجَ مِنْ الْحَصْرِ وَلَهُ تِسْعٌ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَقِيلَ ثَمَانِ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً وَبَعْدَ ذَلِكَ بِأَشْهُرٍ مَاتَ عَمّهُ أَبُو طَالِب ٍ وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً وَفِي الشّعْبِ وُلِدَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَبّاسٍ فَنَالَ الْكُفّارُ مِنْهُ أَذًى شَدِيدًا ثُمّ مَاتَتْ خَدِيجَةُ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَسِيرٍ فَاشْتَدّ أَذَى الْكُفّارِ لَهُ فَخَرَجَ إلَى الطّائِفِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%d8%c7%c6%dd)هُوَ وَزَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَدْعُو إلَى اللّهِ تَعَالَىُ وَأَقَامَ بِهِ أَيّامًا فَلَمْ يُجِيبُوهُ وَآذَوْهُ وَأَخْرَجُوهُ وَقَامُوا لَهُ سِمَاطَيْنِ فَرَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ حَتّى أَدْمَوْا كَعْبَيْهِ فَانْصَرَفَ عَنْهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَاجِعًا إلَى مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)وَفِي طَرِيقِهِ لَقِيَ عَدّاسًا النّصْرَانِي ّ فَآمَنَ بِهِ وَصَدّقَهُ وَفِي طَرِيقِهِ أَيْضًا بِنَخْلَةَ صُرِفَ إلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ الْجِنّ سَبْعَةٌ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ فَاسْتَمَعُوا الْقُرْآنَ وَأَسْلَمُوا وَفِي طَرِيقِهِ تِلْكَ أَرْسَلَ اللّهُ إلَيْهِ مَلَكَ الْجِبَالِ يَأْمُرُهُ <96> بِطَاعَتِهِ وَأَنْ يُطْبِقَ عَلَى قَوْمِهِ أَخْشَبَيْ مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)وَهُمَا جَبَلَاهَا إنْ أَرَادَ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif : لَا بَلْ أَسْتَأْنِي بِهِمْ لَعَلّ اللّهَ يُخْرِجُ مِنْ أَصْلاَبِهِم مَنْ يَعْبُدُهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ الْإِسْرَاءُ ]

وَفِي طَرِيقِهِ دَعَا بِذَلِكَ الدّعَاءِ الْمَشْهُورِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي وَقِلّةَ حِيلَتِي . . . http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الْحَدِيثُ ثُمّ دَخَلَ مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)فِي جِوَارِ الْمُطْعَمِ بْنِ عَدِيّ ثُمّ أُسْرِيَ <97> بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%d3%cc%cf% %c7%e1%c3%de%d5%ec)ثُمّ عُرِجَ بِهِ إلَى فَوْقِ السّمَوَاتِ بِجَسَدِهِ وَرُوحِهِ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ فَخَاطَبَهُ وَفَرَضَ عَلَيْهِ الصّلَوَاتِ وَكَانَ ذَلِكَ مَرّةً وَاحِدَةً هَذَا أَصَحّ الْأَقْوَالِ .
وَقِيلَ كَانَ ذَلِكَ مَنَامًا وَقِيلَ بَلْ يُقَالُ أُسْرِيَ بِهِ وَلَا يُقَالُ يَقَظَةً وَلَا مَنَامًا .
وَقِيلَ كَانَ الْإِسْرَاءُ إلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَقَظَةً وَإِلَى السّمَاءِ مَنَامًا . وَقِيل : كَانَ الْإِسْرَاءُ مَرّتَيْنِ مَرّةً يَقَظَةً وَمُرّةً مَنَامًا .
وَقِيلَ بَلْ أُسَرِيّ بِهِ ثَلَاثَ مَرّاتُ وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمَبْعَثِ بِالِاتّفَاقِ .
وَأَمّا مَا وَقَعَ فِي حَدِيثِ شَرِيكِ أَنّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إلَيْهِ فَهَذَا مِمّا عُدّ مِنْ أَغْلَاطِ شَرِيكِ الثّمَانِيَةِ وَسُوءِ حِفْظِهِ لِحَدِيثِ الْإِسْرَاءِ . وَقِيلَ إنّ هَذَا كَانَ إسْرَاءَ الْمَنَامِ قَبْلَ الْوَحْيِ . وَأَمّا إسْرَاءُ الْيَقَظَةُ فَبَعْدَ النّبُوّةِ وَقِيلَ بَلْ الْوَحْيُ هَاهُنَا مُقَيّدٌ وَلَيْسَ بِالْوَحْيِ الْمُطْلَقِ الّذِي هُوَ مَبْدَأُ النّبُوّةِ وَالْمُرَادُ قَبْلَ أَنْ يُوحَى إلَيْهِ فِي شَأْنِ الْإِسْرَارِ فَأُسْرِيَ بِهِ فَجْأَةً مِنْ غَيْرِ تَقَدّمِ إعْلَامٍ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .

[ دَعْوَةُ الْقَبَائِلِ وَالْهِجْرَةُ إلَى الْمَدِينَة ]

فَأَقَامَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِمَكّةَ مَا أَقَامَ يَدْعُو الْقَبَائِلَ إلَى اللّهِ تَعَالَى وَيَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَيْهِمْ فِي كُلّ مَوْسِمٍ أَنْ يُؤْوُوهُ حَتّى يُبَلّغَ رِسَالَةَ رَبّهِ وَلَهُمْ الْجَنّةُ فَلَمْ تَسْتَجِبْ لَهُ قَبِيلَةٌ وَادّخَرَ اللّهُ ذَلِكَ كَرَامَةً لِلْأَنْصَارِ فَلَمّا أَرَادَ اللّهُ تَعَالَى إظْهَارَ دِينِهِ وَإِنْجَازَ وَعْدِهِ وَنَصْرَ نَبِيّهِ وَإِعْلَاءَ كَلِمَتِهِ وَالِانْتِقَامَ مِنْ أَعْدَائِهِ سَاقَهُ إلَى الْأَنْصَارِ لَمّا أَرَادَ بِهِمْ مِنْ الْكَرَامَةِ فَانْتَهَى إلَى نَفَرٍ مِنْهُمْ سِتّةٌ وَقِيلَ ثَمَانِيَةٌ وَهُمْ يَحْلِقُونَ رُءُوسَهُمْ عِنْدَ عَقَبَةِ مِنًى فِي الْمَوْسِمِ فَجَلَسَ إلَيْهِمْ وَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنَ <98> فَاسْتَجَابُوا لِلّهِ وَرَسُولِهِ وَرَجَعُوا إلَى الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)فَدَعَو� �ا قَوْمَهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ حَتّى فَشَا فِيهِمْ وَلَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إلّا وَفِيهَا ذِكْرٌ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .
فَأَوّلُ مَسْجِدٍ قُرِئَ فِيهِ الْقُرْآنُ بِالْمَدِينَةِ مَسْجِدُ بَنِي زُرَيْقٍ ثُمّ قَدِمَ مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)فِي الْعَامِ الْقَابِلِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْهُمْ خَمْسَةٌ مِنْ السّتّةِ الْأَوّلِينَ فَبَايَعُوا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى بَيْعَةِ النّسَاءِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ ثُمّ انْصَرَفُوا إلَى الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)فَقَدِم� � عَلَيْهِ فِي الْعَامِ الْقَابِلِ مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ رَجُلًا وَامْرَأَتَانِ وَهُمْ أَهْلُ الْعَقَبَةِ الْأَخِيرَةِ فَبَايَعُوا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى أَنْ يَمْنَعُوهُ مِمّا يَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ وَأَنْفُسَهُمْ فَتَرْحَلُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ إلَيْهِمْ وَاخْتَارَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْهُمْ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَأَذِنَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِأَصْحَابِهِ فِي الْهِجْرَةِ إلَى الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)فَخَرَج� �وا أَرْسَالًا مُتَسَلّلِينَ أَوّلُهُمْ فِيمَا قِيل : أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيّ
وَقِيلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ فَقَدِمُوا عَلَى الْأَنْصَارِ فِي دُورِهِمْ فَآوَوْهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَفَشَا الْإِسْلَامُ بِالْمَدِينَةِ ثُمّ أَذِنَ اللّهُ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْهِجْرَةِ فَخَرَجَ مِنْ مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوّلِ وَقِيلَ فِي صَفَرٍ وَلَهُ إذْ ذَاكَ ثَلَاثٌ وَخَمْسُونَ سَنَةً وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ الصّدّيق ُ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ وَدَلِيلُهُمْ عَبْدُ اللّهِ بْنُ الأُرَيْقِط اللّيثِيُ فَدَخَلَ غَارَ ثَوْرٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ فَأَقَامَا فِيهِ ثَلَاثًا ثُمّ أَخَذَا عَلَى طَرِيقِ السّاحِلِ فَلَمّا انْتَهَوْا إلَى الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)وَذَلِك� � يَوْمُ الِاثْنَيْنِ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوّلِ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ نَزَلَ بقُبَاء (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%de%c8%c7%c1)فِي أَعْلَى الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)عَلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ .
وَقِيلَ نَزَلَ عَلَى كُلْثُومِ بْنِ الهدم . وَقِيلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ وَالْأَوّلُ أَشْهَرُ فَأَقَامَ عِنْدَهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَأَسّسَ مَسْجِدَ قُبَاءَ ثُمّ خَرَجَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَدْرَكَتْهُ الْجُمُعَةُ فِي بَنِي سَالِمٍ <99> فَجَمَعَ بِهِمْ بِمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ مِائَةٌ ثُمّ رَكِبَ نَاقَتَهُ وَسَارَ وَجَعَلَ النّاسَ يُكَلّمُونَهُ فِي النّزُولِ عَلَيْهِمْ وَيَأْخُذُونَ بِخِطَامِ النّاقَةِ فَيَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خَلّوا سَبِيلَهَا فَإِنّهَا مَأْمُورَةٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَبَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِهِ الْيَوْمَ وَكَانَ مِرْبَدًا لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ غُلَامَيْنِ مِنْ بَنِي النّجّار ِ فَنَزَلَ عَنْهَا عَلَى أَبِي أَيّوبَ الْأَنْصَارِيّ ثُمّ بَنَى مَسْجِدَهُ مَوْضِعَ الْمِرْبَدِ بِيَدِهِ هُوَ وَأَصْحَابُهُ بِالْجَرِيدِ وَاللّبِنِ ثُمّ بَنَى مَسْكَنَهُ وَمَسَاكِنَ أَزْوَاجِهِ إلَى جَنْبِهِ وَأَقْرَبُهَا إلَيْهِ مَسْكَنُ عَائِشَة َ ثُمّ تَحَوّلَ بَعْدَ سَبْعَةِ أَشْهُرٍ مِنْ دَارِ أَبِي أَيّوبَ إلَيْهَا وَبَلَغَ أَصْحَابَهُ بِالْحَبَشَةِ هِجْرَتُهُ إلَى الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)فَرَجَع� � مِنْهُمْ ثَلَاثَةٌ <100> وَثَلَاثُونَ رَجُلًا فَحُبِسَ مِنْهُمْ بِمَكّةَ سَبْعَةٌ وَانْتَهَى بَقِيّتُهُمْ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِالْمَدِينَةِ ثُمّ هَاجَرَ بَقِيّتُهُمْ فِي السّفِينَةِ عَامَ خَيْبَرَ سَنَةَ سَبْعٍ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1015.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1017.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:24 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي أَوْلَادِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


أَوّلُهُمْ الْقَاسِم ُ وَبِهِ كَانَ يُكَنّى مَاتَ طِفْلًا وَقِيلَ عَاشَ إلَى أَنْ رَكِبَ الدّابّةَ وَسَارَ عَلَى النّجِيبَةِ . ثُمّ زَيْنَب وَقِيلَ هِيَ أَسَنّ مِنْ الْقَاسِمِ ثُمّ رُقَيّة ُ وَأُمّ كُلْثُومٍ وَفَاطِمَة ُ وَقَدْ قِيلَ فِي كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنّ إنّهَا أَسَنّ مِنْ أُخْتَيْهَا وَقَدْ ذُكِرَ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ أَنّ رُقَيّةَ أَسَنّ الثّلَاثِ وَأُمّ كُلْثُومٍ أَصْغَرُهُنّ .
<101> ثُمّ وُلِدَ لَهُ عَبْدُ اللّهِ وَهَلْ وُلِدَ بَعْدَ النّبُوّةِ أَوْ قَبْلَهَا ؟ فِيهِ اخْتِلَافٌ وَصَحّحَ بَعْضُهُمْ أَنّهُ وُلِدَ بَعْدَ النّبُوّةِ وَهَلْ هُوَ الطّيّبُ وَالطّاهِرُ أَوْ هُمَا غَيْرُهُ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ . وَالصّحِيحُ أَنّهُمَا لَقَبَانِ لَهُ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَهَؤُلَاءِ كُلّهُمْ مِنْ خَدِيجَة َ وَلَمْ يُولَدْ لَهُ مِنْ زَوْجَةِ غَيْرِهَا . ثُمّ وُلِدَ لَهُ إبْرَاهِيم بِالْمَدِينَةِ مِنْ سُرّيّتِهِ مَارِيَةَ الْقِبْطِيّةِ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنْ الْهِجْرَةِ وَبَشّرَهُ بِهِ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَاهُ فَوَهَبَ لَهُ عَبْدًا وَمَاتَ طِفْلًا قَبْلَ الْفِطَامِ وَاخْتَلَفَ هَلْ صَلّى عَلَيْهِ أَمْ لَا ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ . وَكُلّ أَوْلَادِهِ تُوُفّيَ قَبْلَهُ إلّا فَاطِمَةَ فَإِنّهَا تَأَخّرَتْ بَعْدَهُ بِسِتّةِ أَشْهُرٍ فَرَفَعَ اللّهُ لَهَا بِصَبْرِهَا وَاحْتِسَابِهَا مِنْ الدّرَجَاتِ مَا فُضّلَتْ بِهِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ .
وَفَاطِمَةُ أَفْضَلُ بَنَاتِهِ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَقِيلَ إنّهَا أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَقِيلَ بَلْ أُمّهَا خَدِيجَةُ وَقِيلَ بَلْ عَائِشَةُ وَقِيلَ بَلْ بِالْوَقْفِ فِي ذَلِكَ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1016.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1018.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:25 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي أَعْمَامِهِ وَعَمّاتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


فَمِنْهُمْ أَسَدُ اللّهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ سَيّدُ الشّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطّلِبِ وَالْعَبّاس وَأَبُو طَالِبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ مَنَافٍ وَأَبُو لَهَبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزّى وَالزّبَيْر وَعَبْدُ الْكَعْبَةِ وَالْمُقَوّم وَضِرَارُ وَقُثمُ وَالْمُغِيرَةُ وَلَقَبُهُ حِجْلٌ وَالْغَيْدَاقُ وَاسْمُهُ <102> مُصْعَب وَقِيلَ نَوْفَلٌ وَزَادَ بَعْضُهُمْ الْعَوَامّ وَلَمْ يُسْلِمْ مِنْهُمْ إلّا حَمْزَةُ وَالْعَبّاسُ .
وَأَمّا عَمّاتُهُ فَصَفِيّةُ أُمّ الزّبَيْرِ بْنِ الْعَوّام ِ وَعَاتِكَةُ وَبَرّةُ وَأَرْوَى وَأُمَيْمَةُ وَأُمّ حَكِيمِ الْبَيْضَاءِ . أَسْلَمَ مِنْهُنّ صَفِيّةُ وَاخْتُلِفَ فِي إسْلَامِ عَاتِكَةَ وَأَرْوَى وَصَحّحَ بَعْضُهُمْ إسْلَامَ أَرَوَى .
وَأَسَنّ أَعْمَامِهِ الْحَارِثُ وَأَصْغَرُهُمْ سِنّا : الْعَبّاسُ وَعَقَبَ مِنْهُ حَتّى مَلَأَ أَوْلَادُهُ الْأَرْضَ . وَقِيلَ أُحْصُوا فِي زَمَنِ الْمَأْمُونِ فَبَلَغُوا سِتّمِائَةِ أَلْفٍ وَفِي ذَلِكَ بُعْدٌ لَا يَخْفَى وَكَذَلِكَ أَعْقَبَ أَبُو طَالِبٍ وَأَكْثَرَ وَالْحَارِثُ وَأَبُو لَهَبٍ وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ الْحَارِثَ وَالْمُقَوّمَ وَاحِدًا وَبَعْضُهُمْ الْغَيْدَاقَ وَحِجْلًا وَاحِدًا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1017.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1019.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:28 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي أَزْوَاجِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


[ خَدِيجَة ُ ]

أُولَاهُنّ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِد الْقُرَشِيّةُ الْأَسَدِيّةُ تَزَوّجَهَا قَبْلَ النّبُوّةِ وَلَهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً وَلَمْ يَتَزَوّجْ عَلَيْهَا حَتّى مَاتَتْ وَأَوْلَادُهُ كُلّهُمْ مِنْهَا إلّا إبْرَاهِيمَ وَهِيَ الّتِي آزَرَتْهُ عَلَى النّبُوّةِ وَجَاهَدَتْ مَعَهُ وَوَاسَتْهُ بِنَفْسِهَا وَمَالِهَا وَأَرْسَلَ اللّهُ إلَيْهَا السّلَامَ مَعَ جِبْرِيلَوَهَذِهِ خَاصّةً لَا تُعْرَفُ لِاِمْرَأَةٍ سِوَاهَا وَمَاتَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ .

[ سَوْدَةُ ]

ثُمّ تَزَوّجَ بَعْدَ مَوْتِهَا بِأَيّامٍ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ الْقُرَشِيّةَ وَهِيَ الّتِي وَهَبَتْ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ .

[ عَائِشَةُ ]

ثُمّ تَزَوّجَ بَعْدَهَا أُمّ عَبْدِ اللّهِ عَائِشَةَ الصّدّيقَةَ بِنْتَ الصّدّيق ِ الْمُبَرّأَةَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ حَبِيبَةَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ الصّدّيقِ وَعَرَضَهَا عَلَيْهِ الْمَلَكُ قَبْلَ نِكَاحِهَا فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ وَقَالَ هَذِهِ زَوْجَتُك تَزَوّجَ بِهَا فِي <103> شَوّالٍ وَعُمْرُهَا سِتّ سِنِينَ وَبَنَى بِهَا فِي شَوّالٍ فِي السّنَةِ الْأُولَى مِنْ الْهِجْرَةِ وَعُمْرُهَا تِسْعُ سِنِينَ وَلَمْ يَتَزَوّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا وَمَا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ غَيْرَهَا وَكَانَتْ أَحَبّ الْخَلْقِ إلَيْهِ وَنَزَلَ عُذْرُهَا مِنْ السّمَاءِ وَاتّفَقَتْ الْأُمّةُ عَلَى كُفْرِ قَاذِفِهَا وَهِيَ أَفْقَهُ نِسَائِهِ وَأَعْلَمُهُنّ بَلْ أَفْقَهُ نِسَاءِ الْأُمّةِ وَأَعْلَمُهُنّ عَلَى الْإِطْلَاقِ وَكَانَ الْأَكَابِرُ مِنْ أَصْحَابِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَرْجِعُونَ إلَى قَوْلِهَا وَيَسْتَفْتُونَهَا . وَقِيلَ إنّهَا أَسْقَطَتْ مِنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سِقْطًا وَلَمْ يَثْبُتْ .

[ حَفْصَةُ ]

ثُمّ تَزَوّجَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطّاب ِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَذَكَرَ أَبُو دَاوُد أَنّهُ طَلّقَهَا ثُمّ رَاجَعَهَا .

[ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَة ]

ثُمّ تَزَوّج زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَة بْنِ الْحَارِثِ الْقَيْسِيّةِ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرٍ وَتُوُفّيَتْ عِنْدَهُ بَعْدَ ضَمّهِ لَهَا بِشَهْرَيْنِ .

[ أُمّ سَلَمَةَ]

ثُمّ تَزَوّجَ أُمّ سَلَمَةَ هِنْدَ بِنْتَ أَبِي أُمّيّةَ الْقُرَشِيّةَ الْمَخْزُومِيّة َ وَاسْمُ أَبِي أُمّيّةَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَهِيَ آخِرُ نِسَائِهِ مَوْتًا . وَقِيلَ آخِرُهُنّ مَوْتًا
صَفِيّةُ .

[ مَنْ وَلِيَ تَزْوِيجَ أُمّ سَلَمَةَ ؟]

وَاخْتُلِفَ فِيمَنْ وَلِيَ تَزْوِيجَهَا مِنْهُ ؟ فَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ فِي الطّبَقَاتِ : وَلِيَ تَزْوِيجَهَا مِنْهُ سَلَمَةُ بْنُ أَبِي سَلَمَة َ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهَا وَلَمّا زَوّجَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَلَمَةَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ أُمَامَةَ بِنْتَ حَمْزَةَ الّتِي اخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيّ وَجَعْفَرٌ وَزَيْدٌ قَالَ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هَلْ جَزَيْتُ سَلَمَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif يَقُولُ <104> ذَلِكَ لِأَنّ سَلَمَةَ هُوَ الّذِي تَوَلّى تَزْوِيجَهُ دُونَ غَيْرِهِ مِنْ أَهْلِهَا ذُكِرَ هَذَا فِي تَرْجَمَةِ سَلَمَةَ ثُمّ ذُكِرَ فِي تَرْجَمَةِ أُمّ سَلَمَة عَنْ الْوَاقِدِيّ : حَدّثَنِي مُجَمّعُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَطَبَ أُمّ سَلَمَةَ إلَى ابْنِهَا عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ فَزَوّجَهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ يَوْمئِذٍ غُلَامٌ صَغِيرٌ .
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَد ِ : حَدّثَنَا عَفّانُ حَدّثَنَا حَمّادُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ حَدّثَنَا ثَابِتٌ قَالَ حَدّثَنِي ابْنُ عُمَرَ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمّ سَلَمَةَ أَنّهَا لَمّا انْقَضَتْ عِدّتُهَا مِنْ أَبِي سَلَمَةَ بَعَثَ إلَيْهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَتْ مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّي امْرَأَةٌ غَيْرَى وَإِنّي مُصْبِيَةٌ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي حَاضِرًا . . . الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَقَالَتْ لِابْنِهَا عُمَرَ قُمْ فَزَوّجْ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَزَوّجَهُ وَفِي هَذَا نَظَرٌ فَإِنّ عُمْرَ هَذَا كَانَ سِنّهُ لَمّا تُوُفّيَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تِسْعُ سِنِينَ ذَكَرَهُ ابْنُ سَعْدٍ وَتَزَوّجَهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي شَوّالٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ فَيَكُونُ لَهُ مِنْ الْعُمْرِ حِينَئِذٍ ثَلَاثُ سِنِينَ وَمِثْلُ هَذَا لَا يُزَوّجُ قَالَ ذَلِكَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرهُ وَلَمّا قِيلَ ذَلِكَ لِلْإِمَامِ أَحْمَدَ قَالَ مَنْ يَقُولُ إنّ عُمَرَ كَانَ صَغِيرًا ؟ قَالَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيّ : وَلَعَلّ أَحْمَدُ قَالَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَقِفَ عَلَى مِقْدَارِ سِنّهِ وَقَدْ ذَكَرَ مِقْدَارَ سِنّهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُؤَرّخِينَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ .
وَقَدْ قِيلَ إنّ الّذِي زَوّجَهَا مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ابْنُ عَمّهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطّاب ِ وَالْحَدِيثُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قُمْ يَا عُمَرُ فَزَوّجْ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَنَسَبُ عُمَرَ وَنَسَبُ أُمّ سَلَمَةَ يَلْتَقِيَانِ فِي كَعْبٍ فَإِنّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ بْنِ نُفَيْلِ بْنِ عَبْدِ الْعُزّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رُزَاحٍ بْنِ عَدِيّ بْنِ كَعْبٍ وَأُمّ سَلَمَةَ بِنْتُ أَبِي <105> أُمّيّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ مُرّةَ بْنِ كَعْبٍ فَوَافَقَ اسْمُ ابْنِهَا عُمَرَ اسْمَهُ فَقَالَتْ : قُمْ يَا عُمَرُ فَزَوّجْ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَظَنّ بَعْضُ الرّوَاةِ أَنّهُ ابْنُهَا فَرَوَاهُ بِالْمَعْنَى وَقَالَ فَقَالَتْ لَابْنِهَا وَذُهِلَ عَنْ تَعَذّرِ ذَلِكَ عَلَيْهِ لِصِغَرِ سِنّهِ وَنَظِيرُ هَذَا وَهْمُ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَرِوَايَتِهِمْ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قُمْ يَا غُلَامُ فَزَوّجْ أُمّك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِيّ وَمَا عَرَفْنَا هَذَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ وَإِنْ ثَبَتَ فَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَالَهُ عَلَى وَجْه الْمُدَاعَبَةِ لِلصّغِيرِ إذْ كَانَ لَهُ مِنْ الْعُمْرِ يَوْمئِذٍ ثَلَاثُ سِنِينَ لِأَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَزَوّجَهَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَمَاتَ وَلِعُمَرِ تِسْعُ سِنِينَ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا يَفْتَقِرُ نِكَاحُهُ إلَى وَلِيّ .
وَقَالَ ابْنُ عَقِيلٍ : ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا يَشْتَرِطُ فِي نِكَاحِهِ الْوَلِيّ وَأَنّ ذَلِكَ مِنْ خَصَائِصِهِ .

[ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ ]

ثُمّ تَزَوّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَة وَهِيَ ابْنَةُ عَمّتِهِ أُمَيْمَةَ وَفِيهَا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif فَلَمّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوّجْنَاكَهَا (javascript:DisplayAyaa(33,37))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْأَحْزَابُ 37 ] وَبِذَلِكَ كَانَتْ تَفْتَخِرُ عَلَى نِسَاءِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَتَقُولُ زَوّجَكُنّ أَهَالِيكُنّ وَزَوّجَنِي اللّهُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ .
وَمِنْ خَوَاصّهَا أَنّ اللّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَانَ هُوَ وَلِيّهَا الّذِي زَوّجَهَا لِرَسُولِهِ مِنْ فَوْقِ سَمَوَاتِهِ وَتُوُفّيَتْ فِي أَوّلِ خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ وَكَانَتْ أَوّلًا عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَة وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَبَنّاهُ فَلَمّا طَلّقَهَا زَيْدٌ زَوّجَهُ اللّهُ تَعَالَى إيّاهَا لِتَتَأَسّى بِهِ أُمّتُهُ فِي نِكَاحِ أَزْوَاجِ مَنْ تَبَنّوْهُ .

[ جُويْريَة ]

وَتَزَوّجَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جُويْريَة بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ المُصْطَلِقِيّة وَكَانَتْ مِنْ <106> سَبَايَا بَنِي الْمُصْطَلِق ِ فَجَاءَتْهُ تَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى كِتَابَتِهَا فَأَدّى عَنْهَا كِتَابَتَهَا وَتَزَوّجَهَا .

[ أُمّ حَبِيبَة]

ثُمّ تَزَوّجَ أُمّ حَبِيبَةَ وَاسْمُهَا رَمْلَةُ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ صَخْرِ بْنِ حَرْبٍ الْقُرَشِيّةُ الْأُمَوِيّةُ . وَقِيلَ اسْمُهَا هِنْدُ تَزَوّجَهَا وَهِيَ بِبِلَادِ الْحَبَشَةِ مُهَاجِرَةً وَأَصْدَقَهَا عَنْهُ النّجَاشِيّ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ وَسِيقَتْ إلَيْهِ مِنْ هُنَاكَ وَمَاتَتْ فِي أَيّامِ أَخِيهَا مُعَاوِيَةَ .
هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ الْمُتَوَاتَرُ عِنْدَ أَهْلِ السّيَرِ وَالتّوَارِيخِ وَهُوَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ نِكَاحِهِ لِخَدِيجَةَ بِمَكّةَ وَلِحَفْصَةَ بِالْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)وَلِصَف� �يّةَ بَعْدَ خَيْبَر َ .

[ تَوْهِيمُ حَدِيثِ عَرْضِ أَبِي سُفْيَانَ أُمّ حَبِيبَةَ عَلَيْهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ]

وَأَمّا حَدِيثُ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمّارٍ عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ أَنّ أَبَا سُفْيَانَ قَالَ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَسْأَلُكَ ثَلَاثًا فَأَعْطَاهُ إيّاهُنّ مِنْهَا : وَعِنْدِي أَجْمَلُ الْعَرَبِ أُمّ حَبِيبَةَ أُزَوّجُكَ إيّاهَا . فَهَذَا الْحَدِيثُ غَلَطٌ لَا خَفَاءَ بِهِ قَالَ أَبُو مُحَمّدِ بْنِ حَزْمٍ : وَهُوَ مَوْضُوعٌ بِلَا شَكّ كَذَبَهُ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمّار ٍ وَقَالَ ابْنُ الْجَوْزِيّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ هُوَ وَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الرّوَاةِ لَا شَكّ فِيهِ وَلَا تَرَدّدٍ وَقَدْ اتّهَمُوا بِهِ عِكْرِمَةَ بْنَ عَمّارٍ لِأَنّ أَهْلَ <107> التّارِيخِ أَجْمَعُوا عَلَى أَنّ أُمّ حَبِيبَةَ كَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَحْشٍ وَوَلَدَتْ لَهُ وَهَاجَرَ بِهَا وَهُمَا مُسْلِمَانِ إلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ثُمّ تَنَصّرَ وَثَبَتَتْ أُمّ حَبِيبَةَ عَلَى إسْلَامِهَا فَبَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى النّجَاشِيّ يَخْطُبُهَا عَلَيْهِ فَزَوّجَهُ إيّاهَا وَأَصْدَقَهَا عَنْهُ صَدَاقًا وَذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعٍ مِنْ الْهِجْرَةِ وَجَاءَ أَبُو سُفْيَانَ فِي زَمَنِ الْهُدْنَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا فَثَنَتْ فِرَاشَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى لَا يَجْلِسَ عَلَيْهِ وَلَا خِلَافَ أَنّ أَبَا سُفْيَانَ وَمُعَاوِيَةَ أَسْلَمَا فِي فَتْحِ مَكّة َ سَنَةَ ثَمَانٍ .
وَأَيْضًا فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنّهُ قَالَ لَهُ وَتُؤَمّرُنِي حَتّى أُقَاتِلَ الْكُفّارَ كَمَا كُنْت أُقَاتِلُ الْمُسْلِمِينَ قَالَ نَعَمْ . وَلَا يُعْرَفُ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمّرَ أَبَا سُفْيَانَ الْبَتّةَ .
وَقَدْ أَكْثَرَ النّاسُ الْكَلَامَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَتَعَدّدَتْ طُرُقُهُمْ فِي وَجْهِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ الصّحِيحُ أَنّهُ تَزَوّجَهَا بَعْدَ الْفَتْحِ لِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ وَلَا يُرَدّ هَذَا بِنَقْلِ الْمُؤَرّخِينَ وَهَذِهِ الطّرِيقَةُ بَاطِلَةٌ عِنْدَ مَنْ لَهُ أَدْنَى عِلْمٍ بِالسّيرَةِ وَتَوَارِيخِ مَا قَدْ كَانَ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ بَلْ سَأَلَهُ أَنْ يُجَدّدَ لَهُ الْعَقْدَ تَطْيِيبًا لِقَلْبِهِ فَإِنّهُ كَانَ قَدْ تَزَوّجَهَا بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ وَهَذَا بَاطِلٌ لَا يُظَنّ بِالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلَا يَلِيقُ بِعَقْلِ أَبِي سُفْيَان َ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ الْبَيْهَقِيّ وَالْمُنْذِرِيّ : يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ مِنْ أَبِي سُفْيَانَ وَقَعَتْ فِي بَعْضِ خُرَجَاته إلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ كَافِرٌ حِينَ سَمِعَ نَعْيَ زَوْجِ أُمّ حَبِيبَةَ بِالْحَبَشَةِ فَلَمّا وَرَدَ عَلَى هَؤُلَاءِ مَا لَا حِيلَةَ لَهُمْ فِي دَفْعِهِ مِنْ سُؤَالِهِ أَنْ يُؤَمّرَهُ حَتّى يُقَاتِلَ الْكُفّارَ وَأَنْ يَتّخِذَ ابْنُهُ كَاتِبًا قَالُوا : لَعَلّ هَاتَيْنِ الْمَسْأَلَتَيْنِ وَقَعَتَا مِنْهُ بَعْدَ الْفَتْحِ فَجَمَعَ الرّاوِي ذَلِكَ كُلّهُ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ وَالتّعَسّفُ وَالتّكَلّفُ الشّدِيدُ الّذِي فِي هَذَا الْكَلَامِ يُغْنِي عَنْ رَدّهِ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ لِلْحَدِيثِ مَحْمَلٌ آخَرُ صَحِيحٌ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : أَرْضَى أَنْ تَكُونَ زَوْجَتَك الْآنَ فَإِنّي قَبْلُ لَمْ أَكُنْ رَاضِيًا وَالْآنَ فَإِنّي قَدْ رَضِيتُ فَأَسْأَلُك <108> أَنْ تَكُونَ زَوْجَتَك وَهَذَا وَأَمْثَالُهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ سُوّدَتْ بِهِ الْأَوْرَاقُ وَصُنّفَتْ فِيهِ الْكُتُبُ وَحَمَلَهُ النّاسُ لَكَانَ الْأَوْلَى بِنَا الرّغْبَةَ عَنْهُ لِضِيقِ الزّمَانِ عَنْ كِتَابَتِهِ وَسَمَاعِهِ وَالِاشْتِغَالِ بِهِ فَإِنّهُ مِنْ رُبْدِ الصّدُورِ لَا مِنْ زُبْدِهَا . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ لَمّا سَمِعَ أَبُو سُفْيَانَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ طَلّقَ نِسَاءَهُ لَمّا آلَى مِنْهُنّ أَقْبَلَ إلَى الْمَدِينَةِ وَقَالَ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا قَالَ ظَنّا مِنْهُ أَنّهُ قَدْ طَلّقَهَا فِيمَنْ طَلّقَ وَهَذَا مِنْ جِنْسِ مَا قَبْلَهُ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ بَلْ الْحَدِيثُ صَحِيحٌ وَلَكِنْ وَقَعَ الْغَلَطُ وَالْوَهْمُ مِنْ أَحَدِ الرّوَاةِ فِي تَسْمِيَةِ أُمّ حَبِيبَةَ وَإِنّمَا سَأَلَ أَنْ يُزَوّجَهُ أُخْتَهَا رَمْلَةَ وَلَا يَبْعُدُ خَفَاءُ التّحْرِيمِ لِلْجَمْعِ عَلَيْهِ فَقَدَ خَفِيَ ذَلِكَ عَلَى ابْنَتِهِ وَهِيَ أَفْقَهُ مِنْهُ وَأَعْلَمُ حِينَ قَالَتْ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ هَلْ لَك فِي أُخْتِي بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ ؟ فَقَالَ أَفْعَلُ مَاذَا ؟ قَالَتْ تَنْكِحُهَا .
قَالَ : أَوَتُحِبّينَ ذَلِكَ ؟ قَالَتْ لَسْت لَك بِمُخْلِيَةٍ وَأَحَبّ مَنْ شَرِكَنِي فِي الْخَيْرِ أُخْتِي قَالَ : فَإِنّهَا لَا تَحِلّ لِي . فَهَذِهِ هِيَ الّتِي عَرَضَهَا أَبُو سُفْيَانَ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَسَمّاهَا الرّاوِي مِنْ عِنْدَهُ أُمّ حَبِيبَةَ . وَقِيلَ بَلْ كَانَتْ كُنْيَتُهَا أَيْضًا أُمّ حَبِيبَةَ وَهَذَا الْجَوَابُ حَسَنٌ لَوْلَا قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا سَأَلَ فَيُقَالُ حِينَئِذٍ هَذِهِ اللّفْظَةُ وَهْمٌ مِنْ الرّاوِي فَإِنّهُ أَعْطَاهُ بَعْضَ مَا سَأَلَ فَقَالَ الرّاوِي : أَعْطَاهُ مَا سَأَلَ أَوْ أَطْلَقَهَا اتّكَالًا عَلَى فَهْمِ الْمُخَاطَبِ أَنّهُ أَعْطَاهُ مَا يَجُوزُ إعْطَاؤُهُ مِمّا سَأَلَ وَاَللّهُ أَعْلَمُ . <109>

[ صَفِيّةُ ]
[ جَوَازُ جَعْلِ عِتْقِ الْمَرْأَةِ صَدَاقَهَا ]

وَتَزَوّجَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَفِيّةَ بِنْتَ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ سَيّدِ بَنِي النّضِيرِ مِنْ وَلَدِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ أَخِي مُوسَى فَهِيَ ابْنَةُ نَبِيّ وَزَوْجَةُ نَبِيّ وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَكَانَتْ قَدْ صَارَتْ لَهُ مِنْ الصّفِيّ أَمَةً فَأَعْتَقَهَا وَجَعَلَ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا فَصَارَ ذَلِكَ سُنّةً لِلْأَمَةِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنْ يَعْتِقَ الرّجُلُ أَمَتَهُ وَيَجْعَلُ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا فَتَصِيرُ زَوْجَتَهُ بِذَلِكَ فَإِذَا قَالَ أَعْتَقْت أَمَتِي وَجَعَلَتْ عِتْقَهَا صَدَاقَهَا أَوْ قَالَ جَعَلْت عِتْقَ أَمَتِي صَدَاقَهَا صَحّ الْعِتْقُ وَالنّكَاحُ وَصَارَتْ زَوْجَتَهُ مِنْ غَيْرِ احْتِيَاجٍ إلَى تَجْدِيدِ عَقْدٍ وَلَا وَلِيّ وَهُوَ ظَاهِرُ مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَكَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ هَذَا خَاصّ بِالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ مِمّا خَصّهُ اللّهُ بِهِ فِي النّكَاحِ دُونَ الْأَمَةِ وَهَذَا قَوْلُ الْأَئِمّةِ الثّلَاثَةِ وَمَنْ وَافَقَهُمْ وَالصّحِيحُ الْقَوْلُ الْأَوّلُ لِأَنّ الْأَصْلَ عَدَمُ الِاخْتِصَاصِ حَتّى يَقُومَ عَلَيْهِ دَلِيلٌ وَاَللّهُ سُبْحَانَهُ لَمّا خَصّهُ بِنِكَاحِ الْمَوْهُوبَةِ لَهُ قَالَ فِيهَا : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ (javascript:DisplayAyaa(33,50))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْأَحْزَابُ 50 ] وَلَمْ يَقُلْ هَذَا فِي الْمُعْتَقَةِ وَلَا قَالَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِيَقْطَعَ تَأَسّي الْأُمّةِ بِهِ فِي ذَلِكَ فَاَللّهُ سُبْحَانَهُ أَبَاحَ لَهُ نِكَاحَ امْرَأَةِ مَنْ تَبَنّاهُ لِئَلّا يَكُونَ عَلَى الْأُمّةِ حَرَجٌ فِي نِكَاحِ أَزْوَاجِ مَنْ تَبَنّوْهُ فَدَلّ عَلَى أَنّهُ إذَا نَكَحَ نِكَاحًا فَلِأُمّتِهِ التّأَسّي بِهِ فِيهِ مَا لَمْ يَأْتِ عَنْ اللّهِ وَرَسُولِهِ نصٌ بِالِاخْتِصَاصِ وَقَطْعِ التّأَسّي وَهَذَا ظَاهِرٌ .
وَلِتَقْرِيرِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ وَبَسْطِ الْحِجَاجِ فِيهَا - وَتَقْرِيرِ أَنّ جَوَازَ مِثْلِ هَذَا هُوَ مُقْتَضَى الْأُصُولِ وَالْقِيَاسِ - مَوْضِعٌ آخَرُ وَإِنّمَا نَبّهَنَا عَلَيْهِ تَنْبِيهًا .

[ مَيْمُونَةُ ]

ثُمّ تَزَوّجَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ الْهِلَالِيّةَ وَهِيَ آخِرُ مَنْ تَزَوّجَ بِهَا تَزَوّجَهَا بِمَكّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ بَعْدَ أَنْ حَلّ مِنْهَا عَلَى الصّحِيحِ .
وَقِيلَ قَبْلَ إحْلَالِهِ هَذَا قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ وَوَهِمَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فَإِنّ السّفِيرَ بَيْنَهُمَا بِالنّكَاحِ أَعْلَمُ الْخَلْقِ بِالْقِصّةِ وَهُوَ أَبُو رَافِعٍ وَقَدْ أَخْبَرَ أَنّهُ تَزَوّجَهَا حَلَالًا وَقَالَ كُنْت أَنَا السّفِيرَ بَيْنَهُمَا وَابْنُ عَبّاسٍ إذْ ذَاكَ لَهُ نَحْوُ الْعَشْرِ سِنِينَ أَوْ فَوْقَهَا وَكَانَ غَائِبًا عَنْ الْقِصّةِ لَمْ يَحْضُرْهَا وَأَبُو رَافِعٍ رَجُلٌ بَالِغٌ وَعَلَى يَدِهِ دَارَتْ الْقِصّةُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهَا وَلَا يَخْفَى أَنّ مِثْلَ هَذَا التّرْجِيحِ مُوجِبٌ لِلتّقْدِيمِ <110> وَمَاتَتْ فِي أَيّامِ مُعَاوِيَةَ وَقَبْرُهَا بسَرِفَ .

[ رَيْحَانَةُ ]

قِيلَ وَمِنْ أَزْوَاجِهِ رَيْحَانَةُ بِنْتُ زَيْدٍ النّضَرِيّة . وَقِيلَ الْقُرَظِيّة سُبِيَتْ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَة َ فَكَانَتْ صَفِيّ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَعْتَقَهَا وَتَزَوّجَهَا ثُمّ طَلّقَهَا تَطْلِيقَةً ثُمّ رَاجَعَهَا .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ بَلْ كَانَتْ أَمَتَهُ وَكَانَ يَطَؤُهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ حَتّى تُوُفّيَ عَنْهَا فَهِيَ مَعْدُودَةٌ فِي السّرَارِيّ لَا فِي الزّوْجَاتِ وَالْقَوْلُ الْأَوّلُ اخْتِيَارُ الْوَاقِدِيّ وَوَافَقَهُ عَلَيْهِ شَرَفُ الدّينِ الدّمْيَاطِي ّ . وَقَالَ هُوَ الْأَثْبَتُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ . وَفِيمَا قَالَهُ نَظَرٌ فَإِنّ الْمَعْرُوفَ أَنّهَا مِنْ سَرَارِيّهِ وَإِمَائِهِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
فَهَؤُلَاءِ نِسَاؤُهُ الْمَعْرُوفَاتُ اللّاتِي دَخَلَ بِهِنّ وَأَمّا مَنْ خَطَبَهَا وَلَمْ يَتَزَوّجْهَا وَمَنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَهُ وَلَمْ يَتَزَوّجْهَا فَنَحْوُ أَرْبَعٍ أَوْ خَمْسٍ وَقَالَ بَعْضُهُمْ هُنّ ثَلَاثُونَ امْرَأَةً وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِسِيرَتِهِ وَأَحْوَالِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا يَعْرِفُونَ هَذَا بَلْ يُنْكِرُونَهُ وَالْمَعْرُوفُ عِنْدَهُمْ أَنّهُ بَعَثَ إلَى الجونية لِيَتَزَوّجَهَا فَدَخَلَ عَلَيْهَا لِيَخْطُبَهَا فَاسْتَعَاذَتْ مِنْهُ فَأَعَاذَهَا وَلَمْ يَتَزَوّجْهَا وَكَذَلِكَ الْكَلْبِيّةُ وَكَذَلِكَ الّتِي رَأَى بِكَشْحِهَا بَيَاضًا فَلَمْ يَدْخُلْ بِهَا وَاَلّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَهُ فَزَوّجَهَا غَيْرَهُ عَلَى سُوَرٍ مِنْ الْقُرْآنِ هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَلَا خِلَافَ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تُوُفّيَ عَنْ تِسْعٍ وَكَانَ يُقَسّمُ مِنْهُنّ لِثَمَانٍ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ وَزَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ وَأُمّ سَلَمَةَ وَصَفِيّةُ وَأُمّ حَبِيبَةَ وَمَيْمُونَةُ وَسَوْدَةُ وَجُوَيْرِيَة .
وَأَوّلُ نِسَائِهِ لُحُوقًا بِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ سَنَةَ عِشْرِينَ وَآخِرُهُنّ مَوْتًا أُمّ سَلَمَةَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسِتّينَ فِي خِلَافَةِ يَزِيدَ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .

http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1018.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1020.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:30 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي سَرَارِيّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


<111> قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ كَانَ لَهُ أَرْبَعٌ مَارِيَةُ وَهِيَ أُمّ وَلَدِهِ إبْرَاهِيمَ وَرَيْحَانَةُ وَجَارِيَةٌ أُخْرَى جَمِيلَةٌ أَصَابَهَا فِي بَعْضِ السّبْيِ وَجَارِيَةٌ وَهَبَتْهَا لَهُ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ .
فَصْلٌ فِي مَوَالِيهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


فَمِنْهُمْ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ شَرَاحِيلَ حِبّ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَعْتَقَهُ وَزَوّجَهُ مَوْلَاتَهُ أُمّ أَيْمَن َ فَوَلَدَتْ لَهُ أُسَامَةَ . وَمِنْهُمْ أَسْلَمُ وَأَبُو رَافِعٍ وَثَوْبَانُ وَأَبُو كَبْشَةَ سُلَيْمٌ وَشُقْرَانُ وَاسْمُهُ صَالِحٌ وَرَبَاحٌ نُوبِيّ وَيَسَارٌ نُوبِيّ أَيْضًا وَهُوَ قَتِيلُ الْعُرَنِيّينَ وَمِدْعَمٌ وَكِرْكِرَة نُوبِيّ أَيْضًا وَكَانَ عَلَى ثَقَلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَ يُمْسِكُ رَاحِلَتَهُ عِنْدَ الْقِتَالِ يَوْمَ خَيْبَرَ .
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيّ أَنّهُ الّذِي غَلّ الشّمْلَةَ ذَلِكَ الْيَوْمَ فَقُتِلَ فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّهَا لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي الْمُوَطّأِ أَنّ الّذِي غَلّهَا <112> مِدْعَمٌ وَكِلَاهُمَا قُتِلَ بِخَيْبَرِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ . وَمِنْهُمْ أنْجَشَةُ الْحَادِي وَسَفِينَةُ بْنُ فَرّوخَ وَاسْمُهُ مِهْرَانُ وَسَمّاهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَفِينَةَ لِأَنّهُمْ كَانُوا يُحَمّلُونَهُ فِي السّفَرِ مَتَاعَهُمْ فَقَالَ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنْتَ سَفِينَةُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ أَبُو حَاتِمٍ أَعْتَقَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَالَ غَيْرُهُ أَعْتَقَتْهُ أُمّ سَلَمَةَ .
<113> وَمِنْهُمْ أَنَسَةُ وَيُكْنَى أَبَا مِشْرَحٍ وَأَفْلَحُ وَعُبَيْدٌ وَطَهْمَانُ وَهُوَ كَيْسَانُ وَذَكْوَانُ وَمِهْرَانُ وَمَرْوَانُ وَقِيلَ هَذَا خِلَافٌ فِي اسْمِ طَهْمَانَ وَاَللّهُ أَعْلَمُ . وَمِنْهُمْ حُنَيْنٌ وسندر وَفَضَالَةُ يَمَانِيّ ومأبور خَصِيّ وَوَاقِدٌ وَأَبُو وَاقِدٍ وقسام وَأَبُو عسيب وَأَبُو مُوَيْهِبَةَ . وَمِنْ النّسَاءِ سَلْمَى أُمّ رَافِعٍ وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ سَعْدٍ وخضرة وَرَضْوَى وَرَزِينَةُ وَأُمّ ضُمَيْرَةَ وَمَيْمُونَةُ بِنْتُ أَبِي عسيب وَمَارِيَةُ وَرَيْحَانَةُ .
فَصْلٌ فِي خُدّامِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


فَمِنْهُمْ أَنَسُ بْن مَالِكٍ وَكَانَ عَلَى حَوَائِجِهِ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ صَاحِبُ نَعْلِهِ وَسِوَاكِهِ وَعُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيّ صَاحِبُ بَغْلَتِهِ يَقُودُ بِهِ فِي الْأَسْفَارِ وَأَسْلَعُ بْنُ شَرِيكٍ وَكَانَ صَاحِبَ رَاحِلَتِهِ وَبِلَالُ بْنُ رَبَاحٍ الْمُؤَذّنُ وَسَعْدٌ مَوْلَيَا أَبِي بَكْرٍ الصّدّيق ِ وَأَبُو ذَرّ الْغِفَارِيّ وَأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ وَأُمّهُ أُمّ أَيْمَنَ مَوْلَيَا النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَكَانَ أَيْمَنُ عَلَى مِطْهَرَتِهِ وَحَاجَتِهِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1019.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1021.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:31 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي كُتّابِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


أَبُو بَكْر وَعُمَرُ وَعُثْمَان ُ وَعَلِي ّ وَالزّبَيْر ُ وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَأُبَيّ بْنُ كَعْبٍ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ وَثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمّاسٍ وَحَنْظَلَةُ بْنُ الرّبِيعِ الْأُسَيْدِيّ وَالْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَخَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ . وَقِيلَ إنّهُ أَوّلُ مَنْ كَتَبَ لَهُ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَكَانَ أَلْزَمَهُمْ لِهَذَا الشّأْنِ وَأَخَصّهُمْ بِهِ . <114>
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1020.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1022.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:32 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي كُتُبِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّتِي كَتَبَهَا إلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ فِي الشّرَائِعِ


فَمِنْهَا كِتَابُهُ فِي الصّدَقَاتِ الّذِي كَانَ عِنْدَ أَبِي بَكْر ٍ وَكَتَبَهُ أَبُو بَكْرٍ لِأَنَسِ بْنِ مَالِك ٍ لَمّا وَجّهَهُ إلَى الْبَحْرَيْنِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%c8%cd%d1%ed%e4)وَعَلَي� �هِ عَمَلُ الْجُمْهُورِ . وَمِنْهَا كِتَابُهُ إلَى أَهْلِ الْيَمَنِ وَهُوَ الْكِتَابُ الّذِي رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِه ِ وَالنّسَائِيّ وَغَيْرُهُمَا <115> مُسْنَدًا مُتّصِلًا وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مُرْسَلًا وَهُوَ كِتَابٌ عَظِيمٌ فِيهِ أَنْوَاعٌ كَثِيرَةٌ مِنْ الْفِقْهِ فِي الزّكَاةِ وَالدّيَاتِ وَالْأَحْكَامِ وَذِكْرِ الْكَبَائِرِ وَالطّلَاقِ وَالْعَتَاقِ وَأَحْكَامِ الصّلَاةِ فِي الثّوْبِ الْوَاحِدِ وَالِاحْتِبَاءِ فِيهِ وَمَسّ الْمُصْحَفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : لَا شَكّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَتَبَهُ وَاحْتَجّ الْفُقَهَاءُ كُلّهُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ مَقَادِيرِ الدّيَاتِ . <116> وَمِنْهَا كِتَابُهُ إلَى بَنِي زُهَيْرٍ . وَمِنْهَا كِتَابُهُ الّذِي كَانَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ فِي نُصُبِ الزّكَاةِ وَغَيْرِهَا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1021.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1023.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:33 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي كُتُبِهِ وَرُسُلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى الْمُلُوكِ


لَمّا رَجَعَ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ كَتَبَ إلَى مُلُوكِ الْأَرْضِ وَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ رُسُلَهُ فَكَتَبَ إلَى مَلِكِ الرّومِ فَقِيلَ لَهُ إنّهُمْ لَا يَقْرَءُونَ كِتَابًا إلّا إذَا كَانَ مَخْتُومًا فَاِتّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضّةٍ وَنَقَشَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَسْطُرٍ مُحَمّدٌ سَطْرٌ وَرَسُولُ سَطْرٌ وَاَللّهِ سَطْرٌ وَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ إلَى الْمُلُوكِ وَبَعَثَ سِتّةَ نَفَرٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي الْمُحَرّمِ سَنَةَ سَبْعٍ .

[ الْكِتَابُ إلَى النّجَاشِيّ ]

فَأَوّلُهُمْ عَمْرُو بْنُ أُمَيّةَ الضّمْرِيّ بَعَثَهُ إلَى النّجَاشِيّ وَاسْمُهُ أَصْحَمَةُ بْنُ أَبْجَر َ وَتَفْسِيرُ أَصْحَمَةَ بِالْعَرَبِيّةِ عَطِيّةٌ فَعَظّمَ كِتَابَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ أَسْلَمَ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقّ وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النّاسِ بِالْإِنْجِيلِ وَصَلّى عَلَيْهِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ مَاتَ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ بِالْحَبَشَةِ هَكَذَا قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْهُمْ الِوَاقِدِيّ وَغَيْرُهُ وَلَيْسَ كَمَا قَالَ هَؤُلَاءِ فَإِنّ أَصْحَمَةَ النّجَاشِيّ الّذِي صَلّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَيْسَ هُوَ الّذِي كَتَبَ إلَيْهِ هَذَا الثّانِي لَا يُعْرَفُ إسْلَامُهُ بِخِلَافِ الْأَوّلِ فَإِنّهُ مَاتَ مُسْلِمًا .
وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِه ِ مِنْ حَدِيثِ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ كَتَبَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى <117> كِسْرَى وَإِلَى قَيْصَر َ وَإِلَى النّجَاشِيّ وَإِلَى كُلّ جَبّارٍ يَدْعُوهُمْ إلَى اللّهِ تَعَالَى وَلَيْسَ بِالنّجَاشِيّ الّذِي صَلّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَالَ أَبُو مُحَمّدِ بْنُ حَزْمٍ : إنّ هَذَا النّجَاشِيّ الّذِي بَعَثَ إلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَمْرَو بْنَ أُمَيّةَ الضّمْرِيّ لَمْ يُسْلِمْ وَالْأَوّلُ هُوَ اخْتِيَارُ ابْنِ سَعْدٍ وَغَيْرِهِ وَالظّاهِرُ قَوْلُ ابْنِ حَزْمٍ .

[ الْكِتَابُ إلَى هِرَقْلَ ]

وَبَعَثَ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيّ إلَى قَيْصَرَ مَلِكِ الرّومِ وَاسْمُهُ هِرَقْلُ وَهَمّ بِالْإِسْلَامِ وَكَادَ وَلَمْ يَفْعَلْ وَقِيلَ بَلْ أَسْلَمَ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ .
وَقَدْ رَوَى أَبُو حَاتِمِ بْن حِبّانَ فِي صَحِيحِه ِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif : مَنْ يَنْطَلِقُ بِصَحِيفَتِي هَذِهِ إلَى قَيْصَرَ وَلَهُ الْجَنّةُ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ : وَإِنْ لَمْ يَقْبَلْ ؟ قَالَ وَإِنْ لَمْ يَقْبَل فَوَافَقَ قَيْصَرَ وَهُوَ يَأْتِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ قَدْ جُعِلَ عَلَيْهِ بِسَاطٌ لَا يَمْشِي عَلَيْهِ غَيْرُهُ فَرَمَى بِالْكِتَابِ عَلَى الْبِسَاطِ وَتَنَحّى فَلَمّا انْتَهَى قَيْصَرُ إلَى الْكِتَابِ أَخَذَهُ فَنَادَى قَيْصَرُ مَنْ صَاحِبُ الْكِتَابِ ؟ فَهُوَ آمِنٌ فَجَاءَ الرّجُلُ فَقَالَ أَنَا . قَالَ فَإِذَا قَدِمْتَ فَأْتِنِي فَلَمّا قَدِمَ أَتَاهُ فَأَمَرَ قَيْصَرُ بِأَبْوَابِ قَصْرِهِ فَغُلّقَتْ ثُمّ أَمَرَ مُنَادِيًا يُنَادِي : أَلَا إنّ قَيْصَرَ قَدْ اتّبَعَ مُحَمّدًا وَتَرَكَ النّصْرَانِيّةَ فَأَقْبَلَ جُنْدُهُ وَقَدْ تَسَلّحُوا حَتّى أَطَافُوا بِهِ فَقَالَ لِرَسُولِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ تَرَى أَنّي خَائِفٌ عَلَى مَمْلَكَتِي ثُمّ أَمَرَ مُنَادِيَهُ فَنَادَى : أَلَا إنّ قَيْصَرَ قَدْ رَضِيَ عَنْكُمْ وَإِنّمَا اخْتَبَرَكُمْ لِيَنْظُرَ كَيْفَ صَبْرُكُمْ عَلَى دِينِكُمْ فَارْجِعُوا فَانْصَرِفُوا وَكَتَبَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّي مُسْلِمٌ وَبَعَثَ إلَيْهِ بِدَنَانِيرَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : كَذَبَ عَدُوّ اللّهِ لَيْسَ بِمُسْلِمٍ وَهُوَ عَلَى النّصْرَانِيّةِ وَقَسّمَ الدّنَانِير http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .

[ الْكِتَابُ إلَى كِسْرَى ]

وَبَعَثَ عَبْدَ اللّهِ بْنَ حُذَافَةَ السّهْمِيّ إلَى كِسْرَى وَاسْمُهُ أَبْرَوِيزُ بْنُ هُرْمُزَ بْنِ <118> أَنُوشِرْوَانَ فَمَزّقَ كِتَابَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif : اللّهُمّ مَزّقْ مُلْكَه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَمَزّقَ اللّهُ مُلْكَهُ وَمُلْكَ قَوْمِهِ .

[ الْكِتَابُ إلَى الْمُقَوْقِسِ ]

وَبَعَثَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ إلَى الْمُقَوْقِسِ وَاسْمُهُ جُرَيْجُ بْنُ مِينَاءَ مَلِكُ الإسكندرية عَظِيمُ الْقِبْطِ فَقَالَ خَيْرًا وَقَارَبَ الْأَمْرَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَأَهْدَى لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَارِيَةَ وَأُخْتَيْهَا سِيرِينَ وَقَيْسَرَى فَتَسَرّى مَارِيَةَ وَوَهَبَ سِيرِينَ لِحَسّانِ بْنِ ثَابِت ٍ وَأَهْدَى لَهُ جَارِيَةً أُخْرَى وَأَلْفَ مِثْقَالٍ ذَهَبًا وَعِشْرِينَ ثَوْبًا مِنْ قَبَاطِيّ مِصْرَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%d5%d1)وَبَغْلَةً شَهْبَاءَ وَهِيَ دُلْدُلُ وَحِمَارًا أَشْهَبَ وَهُوَ عُفَيْرٌ وَغُلَامًا خَصِيّا يُقَالُ لَهُ مأبور . وَقِيلَ هُوَ ابْنُ عَمّ مَارِيَةَ وَفَرَسًا وَهُوَ اللّزَازُ وَقَدَحًا مِنْ زُجَاجٍ وَعَسَلًا فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ضَنّ الْخَبِيثُ بِمُلْكِهِ وَلَا بَقَاءَ لِمُلْكِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ الْكِتَابُ إلَى مَلِكِ الْبَلْقَاءِ ]

بَعَثَ شُجَاعَ بْنَ وَهْبٍ الْأَسَدِيّ إلَى الْحَارِثِ بْنِ أَبِي شَمِرَ الْغَسّانِيّ مَلِكِ الْبَلْقَاءِ قَالَهُ ابْنُ إسْحَاقَ وَالْوَاقِدِيّ . قِيلَ إنّمَا تَوَجّهَ لِجَبَلَةَ بْنِ الْأَيْهَم ِ . وَقِيلَ تَوَجّهَ لَهُمَا مَعًا . وَقِيلَ تَوَجّهَ لِهِرَقْلَ مَعَ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ وَاَللّه أَعْلَمُ .
<119> وَبَعَثَ سَلِيطَ بْنَ عَمْرٍو إلَى هَوْذَةَ بْنِ عَلِيّ الْحَنَفِيّ بِالْيَمَامَةِ فَأَكْرَمَهُ . وَقِيلَ بَعَثَهُ إلَى هَوْذَةَ وَإِلَى ثُمَامَةَ بْنِ أَثَالَ الْحَنَفِيّ فَلَمْ يُسْلِمْ هَوْذَةُ وَأَسْلَمَ ثُمَامَةُ بَعْدَ ذَلِكَ فَهَؤُلَاءِ السّتّةُ قِيلَ هُمْ الّذِينَ بَعَثَهُمْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ .

[الْكِتَابُ إلَى عَامِلِي عُمَانَ ]

وَبَعَثَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ إلَى جَيْفَرٍ وَعَبْدِ اللّهِ ابْنَيْ الجُلَنْدَى الْأَزْدِيّيْنِ بِعُمَانَ فَأَسْلَمَا وَصَدَقَا وَخَلّيَا بَيْنَ عَمْرٍو وَبَيْنَ الصّدَقَةِ وَالْحُكْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَلَمْ يَزَلْ فِيمَا بَيْنَهُمْ حَتّى بَلَغَتْهُ وَفَاةُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

[الْكِتَابُ إلَى مَلِكِ الْبَحْرَيْنِ ]

وَبَعَثَ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيّ إلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى الْعَبْدِيّ مَلِكِ الْبَحْرَيْنِ قَبْلَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ الْجِعْرَانَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%cc%da%d1%c7%e4%c9)وَقِيل َ قَبْلَ الْفَتْحِ فَأَسْلَمَ وَصَدَقَ .

[الْكِتَابُ إلَى الْيَمَنِ ]

وَبَعَثَ الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيّةَ الْمَخْزُومِيّ إلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ الْحِمْيَرِيّ بِالْيَمَنِ فَقَالَ سَأَنْظُرُ فِي أَمْرِي .

[ بُعُوثٌ أُخْرَى ]

وَبَعَثَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِي ّ وَمُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إلَى الْيَمَنِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%ed%e3%e4)عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ تَبُوكَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%ca%c8%e6%df).
وَقِيلَ بَلْ سَنَةَ عَشْرٍ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوّلِ دَاعِيَيْنِ إلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَ عَامّةُ أَهْلِهَا طَوْعًا مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ . ثُمّ بَعَثَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ إلَيْهِمْ وَوَافَاهُ بِمَكّةَ فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ . وَبَعَثَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ الْبَجَلِيّ إلَى ذِي الْكَلَاعِ الْحِمْيَرِيّ وَذِي عَمْرٍو يَدْعُوهُمَا إلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَا وَتُوُفّيَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَجَرِيرٌ عِنْدَهُمْ .
<120> وَبَعَثَ عَمْرَو بْنَ أُمَيّةَ الضّمْرِيّ إلَى مُسَيْلِمَةَ الْكَذّابِ بِكِتَابٍ وَكَتَبَ إلَيْهِ بِكِتَابٍ آخَرَ مَعَ السّائِبِ بْنِ الْعَوّامِ أَخِي الزّبَيْرِ فَلَمْ يُسْلِمْ . وَبَعَثَ إلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُذَامِيّ يَدْعُوهُ إلَى الْإِسْلَامِ . وَقِيلَ لَمْ يَبْعَثْ إلَيْهِ وَكَانَ فَرْوَةُ عَامِلًا لِقَيْصَرَ بِمَعَانَ فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ إلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِإِسْلَامِهِ وَبَعَثَ إلَيْهِ هَدِيّةً مَعَ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ وَهِيَ بَغْلَةٌ شَهْبَاءُ يُقَالُ لَهَا : فِضّةُ وَفَرَسٌ يُقَالُ لَهَا : الظّرِبُ وَحِمَارٌ يُقَالُ لَهُ يَعْفُورُ كَذَا قَالَهُ جَمَاعَةٌ وَالظّاهِرُ - وَاَللّه أَعْلَمُ - أَنّ عُفَيْرًا وَيَعْفُورَ وَاحِدٌ عُفَيْرٌ تَصْغِيرُ يَعْفُورَ تَصْغِيرَ التّرْخِيمِ . وَبَعَثَ أَثْوَابًا وَقَبَاءً مِنْ سُنْدُسٍ مُخَوّصٍ بِالذّهَبِ فَقَبِلَ هَدِيّتَهُ وَوَهَبَ لِمَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيّةً وَنِشًا . وَبَعَثَ عَيّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيّ بِكِتَابٍ إلَى الْحَارِثِ وَمَسْرُوحٍ وَنُعَيْمٍ بَنِي عَبْدِ كُلَالٍ مِنْ حِمْيَرَ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1022.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1024.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:33 AM
الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي مُؤَذّنِيهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


وَكَانُوا أَرْبَعَةً اثْنَانِ بِالْمَدِينَةِ بِلَالُ بْنُ رَبَاح ٍ وَهُوَ أَوّلُ مَنْ أَذّنَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَمْرُو بْنُ أُمّ مَكْتُومٍ الْقُرَشِيّ الْعَامِرِيّ الْأَعْمَى وَبِقُبَاءٍ سَعْدُ الْقَرَظِ مَوْلَى عَمّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَبِمَكّةَ أَبُو مَحْذُورَةَ وَاسْمُهُ أَوْسُ بْنُ مُغِيرَةَ الْجُمَحِي ّ وَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ مِنْهُمْ يُرَجّعُ الْأَذَانَ وَيُثَنّي الْإِقَامَةَ وَبِلَالٌ لَا يُرَجّعُ وَيُفْرِدُ <121> الْإِقَامَةَ فَأَخَذَ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ وَأَهْلُ مَكّةَ بِأَذَانِ أَبِي مَحْذُورَةَ وَإِقَامَةِ بِلَالٍ وَأَخَذَ أَبُو حَنِيفَة َ رَحِمَهُ اللّهُ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ بِأَذَانِ بِلَالٍ وَإِقَامَةِ أَبِي مَحْذُورَةَ وَأَخَذَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَأَهْلُ الْحَدِيثِ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ بِأَذَانِ بِلَالٍ وَإِقَامَتِهِ وَخَالَفَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إعَادَةِ التّكْبِيرِ وَتَثْنِيَةِ لَفْظِ الْإِقَامَةِ فَإِنّهُ لَا يُكَرّرُهَا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1023.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1025.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:34 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي أُمَرَائِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


مِنْهُمْ بَاذَانُ بْنُ سَاسَانَ مِنْ وَلَدِ بَهْرَامَ جُوّرَ أَمّرَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى أَهْلِ الْيَمَنِ كُلّهَا بَعْدَ مَوْتِ كِسْرَى فَهُوَ أَوّلُ أَمِيرٍ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى الْيَمَنِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%ed%e3%e4)وَأَوّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ مُلُوكِ الْعَجَمِ .
ثُمّ أَمّرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْدَ مَوْتِ بَاذَانَ ابْنَهُ شَهْرَ بْنَ بَاذَانَ عَلَى صَنْعَاءَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%d5%e4%da%c7%c1)وَأَعْمَال� �هَا .
ثُمّ قُتِلَ شَهْرٌ فَأَمّرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى صَنْعَاءَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%d5%e4%da%c7%c1)خَالِدَ بْنَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ .
وَوَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيّة الْمَخْزُومِيّ كِنْدَةَ وَالصّدِفَ فَتُوُفّيَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلَمْ يَسِرْ إلَيْهَا فَبَعَثَهُ أَبُو بَكْر ٍ إلَى قِتَالِ أُنَاسٍ مِنْ الْمُرْتَدّينَ .
<122> وَوَلّى زِيَادَ بْنَ أُمَيّةَ الْأَنْصَارِيّ حَضْرَمَوْتَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%cd%d6%d1%e3%e6%ca). وَوَلّى أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيّ زَبِيدَ وَعَدَنَ وَالسّاحِلَ . وَوَلّى مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ الْجَنْدَ . وَوَلّى أَبَا سُفْيَانَ صَخْرَ بْنَ حَرْبٍ نَجْرَانَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e4%cc%d1%c7%e4). وَوَلّى ابْنَهُ يَزِيدَ تَيْمَاءَ . وَوَلّى عَتّابَ بْنَ أَسِيدً مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)وَإِقَامَةَ الْمَوْسِمِ بِالْحَجّ بِالْمُسْلِمِينَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَلَهُ دُونَ الْعِشْرِينَ سَنَةً . وَوَلّى عَلِيّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ الْأَخْمَاسَ بِالْيَمَنِ وَالْقَضَاءَ بِهَا . وَوَلّى عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ عُمَانَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%da%e3%c7%e4)وَأَعْمَالَه َا . وَوَلّى الصّدَقَاتِ جَمَاعَةً كَثِيرَةً لِأَنّهُ كَانَ لِكُلّ قَبِيلَةٍ وَالٍ يَقْبِضُ صَدَقَاتِهَا فَمِنْ هُنَا كَثُرَ عُمّالُ الصّدَقَاتِ .
وَوَلّى أَبَا بَكْرٍ إقَامَةَ الْحَجّ سَنَةَ تِسْعٍ وَبَعَثَ فِي إثْرِهِ عَلِيّا يَقْرَأُ عَلَى النّاسِ سُورَةَ ( بَرَاءَةَ فَقِيلَ لِأَنّ أَوّلَهَا نَزَلَ بَعْدَ خُرُوجِ أَبِي بَكْرٍ إلَى الْحَجّ . وَقِيلَ بَلْ لِأَنّ عَادَةَ الْعَرَبِ كَانَتْ أَنّهُ لَا يَحُلّ الْعُقُودَ وَيَعْقِدُهَا إلّا الْمُطَاعُ أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ . وَقِيلَ أَرْدَفَهُ بِهِ عَوْنًا لَهُ وَمُسَاعِدًا . وَلِهَذَا قَالَ لَهُ الصّدّيقُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَمِيرٌ أَوْ مَأْمُورٌ ؟ قَالَ بَلْ مَأْمُورٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَأَمّا أَعْدَاءُ اللّهِ الرّافِضَةُ فَيَقُولُونَ عَزَلَهُ بِعَلِيّ وَلَيْسَ هَذَا بِبَدْعٍ مِنْ بَهْتِهِمْ وَافْتِرَائِهِمْ .
<123> وَاخْتَلَفَ النّاسُ هَلْ كَانَتْ هَذِهِ الْحَجّةُ قَدْ وَقَعَتْ فِي شَهْرِ ذِي الْحِجّةِ أَوْ كَانَتْ فِي ذِي الْقَعْدَةِ مِنْ أَجْلِ النّسِيءِ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1024.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1026.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:35 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي حَرَسِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


فَمِنْهُمْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ حَرَسَهُ يَوْمَ بَدْر ٍ حِينَ نَامَ فِي الْعَرِيشِ وَمُحَمّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَرَسَهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَالزّبَيْرُ بْنُ الْعَوّامِ حَرَسَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ .
وَمِنْهُمْ عَبّادُ بْنُ بِشْرٍ وَهُوَ الّذِي كَانَ عَلَى حَرَسِهِ وَحَرَسَهُ جَمَاعَةٌ آخَرُونَ غَيْرُ هَؤُلَاءِ فَلَمّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى: http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ (javascript:DisplayAyaa(5,67))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْمَائِدَةَ 67 ] خَرَجَ عَلَى النّاسِ فَأَخْبَرَهُمْ بِهَا وَصَرَفَ الْحَرَسَ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1025.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1027.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:36 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِيمَنْ كَانَ يَضْرِبُ الْأَعْنَاقَ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالزّبَيْرُ بْنُ الْعَوّامِ وَالْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو وَمُحَمّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَعَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَقْلَحِ وَالضّحّاكُ بْنُ سُفْيَانَ الْكِلَابِيّ
وَكَانَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ الْأَنْصَارِيّ مِنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِمَنْزِلَةِ صَاحِبِ الشّرْطَةِ مِنْ الْأَمِيرِ وَوَقَفَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ عَلَى رَأْسِهِ بِالسّيْفِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ <124>
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1026.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1028.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:37 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِيمَنْ كَانَ عَلَى نَفَقَاتِهِ وَخَاتَمِهِ وَنَعْلِهِ وَسِوَاكِهِ وَمَنْ كَانَ يَأْذَنُ عَلَيْهِ


كَانَ بِلَالٌ عَلَى نَفَقَاتِهِ وَمُعَيْقِيبُ بْنُ أَبِي فَاطِمَةَ الدّوْسِيّ عَلَى خَاتَمِهِ وَابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى سِوَاكِهِ وَنَعْلِهِ وَأَذِنَ عَلَيْهِ رَبَاحٌ الْأَسْوَدُ وَأَنَسَةُ مَوْلَيَاهُ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1027.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1029.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:38 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي شُعَرَائِهِ وَخُطَبَائِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


<125> كَانَ مِنْ شُعَرَائِهِ الّذِينَ يَذُبّونَ عَنْ الْإِسْلَامِ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَكَانَ أَشَدّهُمْ عَلَى الْكُفّارِ حَسّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَكَعْبُ بْنُ مَالِكٍ يُعَيّرُهُمْ بِالْكُفْرِ وَالشّرْكِ وَكَانَ خَطِيبُهُ ثَابِتَ بْنَ قَيْسِ بْنِ شَمّاسٍ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1028.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1030.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:38 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي حُدَاتِهِ الّذِينَ كَانُوا يَحُدّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي السّفَرِ


مِنْهُمْ عَبْدُ اللّهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَأَنْجَشَةُ وَعَامِرُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَعَمّهُ سَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ . الصّوْتِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : رُوَيْدًا يَا أنْجَشَةُ لَا تَكْسِرْ الْقَوَارِير . يَعْنِي ضَعْفَةَ النّسَاءِ .

قيـس
10-04-2010, 04:39 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي غَزَوَاتِهِ وَبُعُوثِهِ وَسَرَايَاهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


غَزَوَاتُهُ كُلّهَا وَبُعُوثُهُ وَسَرَايَاهُ كَانَتْ بَعْدَ الْهِجْرَةِ فِي مُدّةِ عَشْرِ سِنِينَ فَالْغَزَوَاتُ سَبْعٌ وَعِشْرُونَ وَقِيلَ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ وَقِيلَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ قَاتَلَ مِنْهَا فِي تِسْعٍ : بَدْرٍ وَأُحُد ٍ وَالْخَنْدَقِ وَقُرَيْظَةَ وَالْمُصْطَلِقِ وَخَيْبَر َ وَالْفَتْحِ وَحُنَيْنٍ وَالطّائِف ِ .
وَقِيلَ قَاتَلَ فِي بَنِي النّضِير ِ وَالْغَابَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%db%c7%c8%c9)وَوَادِي الْقُرَى (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e6%c7%cf%ed% %c7%e1%de%d1%ec)مِنْ أَعْمَالِ خَيْبَرَ .
وَأَمّا سَرَايَاهُ وَبُعُوثُهُ فَقَرِيبٌ مِنْ سِتّينَ وَالْغَزَوَاتُ الْكِبَارُ الْأُمّهَاتُ سَبْعٌ : بَدْر ٌ وَأُحُدٌ وَالْخَنْدَقُ وَخَيْبَرُ وَالْفَتْحُ وَحُنَيْنٌ وَتَبُوكُ . وَفِي شَأْنِ هَذِهِ الْغَزَوَاتِ نَزَلَ الْقُرْآنُ فَسُورَةُ ( الْأَنْفَالِ سُورَةُ بَدْرٍ وَفِي أُحُد ٍ آخِرُ سُورَةِ ( آلِ عِمْرَانَ مِنْ قَوْلِهِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ (javascript:DisplayAyaa(3,121))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ آلُ عِمْرَانَ 121 ] إلَى قُبَيْلِ آخِرِهَا بِيَسِيرٍ وَفِي قِصّةِ الْخَنْدَقِ وَقُرَيْظَةَ وَخَيْبَرَ صَدْرُ ( سُورَةِ الْأَحْزَابِ وَسُورَةِ ( الْحَشْرِ فِي بَنِي النّضِيرِ وَفِي قِصّةِ الْحُدَيْبِيَة ِ وَخَيْبَرَ سُورَةِ ( الْفَتْحِ وَأُشِيرَ فِيهَا إلَى الْفَتْحِ وَذُكِرَ الْفَتْحُ صَرِيحًا فِي سُورَةِ ( النّصْرِ .
وَجُرِحَ مِنْهَا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي غَزْوَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ أُحُد ٌ وَقَاتَلَتْ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مِنْهَا فِي بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ وَنَزَلَتْ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ الْخَنْدَق ِ فَزَلْزَلَتْ الْمُشْرِكِينَ وَهَزَمَتْهُمْ وَرَمَى فِيهَا الْحَصْبَاءَ فِي وُجُوهِ الْمُشْرِكِينَ فَهَرَبُوا وَكَانَ الْفَتْحُ فِي غَزْوَتَيْنِ : بَدْرٍ وَحُنَيْنٍ .
وَقَاتَلَ بِالْمَنْجَنِيقِ مِنْهَا فِي غَزْوَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ
الطّائِفُ وَتَحَصّنَ فِي الْخَنْدَقِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%ce%e4%cf%de)فِي وَاحِدَةٍ وَهِيَ الْأَحْزَابُ أَشَارَ بِهِ عَلَيْهِ سَلْمَانُ الْفَارِسِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ <126>
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1030.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1032.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:40 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي ذِكْرِ سِلَاحِهِ وَأَثَاثِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


كَانَ لَهُ تِسْعَةُ أَسْيَافٍ مَأْثُورٌ وَهُوَ أَوّلُ سَيْفٍ مَلَكَهُ وَرِثَهُ مِنْ أَبِيهِ .
وَالْعَضْبُ وَذُو الْفِقَارِ بِكَسْرِ الْفَاءِ وَبِفَتْحِ الْفَاءِ وَكَانَ لَا يَكَادُ يُفَارِقُهُ وَكَانَتْ قَائِمَتُهُ وَقَبِيعَتُهُ وَحَلْقَتُهُ وَذُؤَابَتُهُ وَبَكَرَاتُهُ وَنَعْلُهُ مِنْ فِضّةٍ . وَالْقَلَعِيّ وَالْبَتّارُ والحتف وَالرّسُوبُ وَالْمِخْذَمُ وَالْقَضِيبُ وَكَانَ نَعْلُ سَيْفِهِ فِضّةً وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ حَلَقُ فِضّةٍ .
وَكَانَ سَيْفُهُ ذُو الْفِقَارِ تَنَفّلَهُ يَوْمَ بَدْرٍ وَهُوَ الّذِي أُرِيَ فِيهَا الرّؤْيَا وَدَخَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)وَعَلَى سَيْفِهِ ذَهَبٌ وَفِضّةٌ .
وَكَانَ لَهُ سَبْعَةُ أَدْرُعٍ ذَاتُ الْفُضُولِ وَهِيَ الّتِي رَهَنَهَا عِنْدَ أَبِي الشّحْمِ الْيَهُودِيّ عَلَى شَعِيرٍ لِعِيَالِهِ وَكَانَ ثَلَاثِينَ صَاعًا وَكَانَ الدّيْنُ إلَى سَنَةٍ وَكَانَتْ الدّرْعُ مِنْ حَدِيدٍ . وَذَاتُ الْوِشَاحِ وَذَاتُ الْحَوَاشِي وَالسّعْدِيّةُ وَفِضّةٌ وَالْبَتْرَاءُ وَالْخِرْنِقُ .
وَكَانَتْ لَهُ سِتُ قِسِيّ : الزّوْرَاءُ وَالرّوْحَاءُ وَالصّفْرَاءُ وَالْبَيْضَاءُ وَالْكَتُومُ كُسِرَتْ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَخَذَهَا قَتَادَةُ بْنُ النّعْمَانِ وَالسّدَادُ .
وَكَانَتْ لَهُ جَعْبَةٌ تُدْعَى : الْكَافُورُ وَمِنْطَقَةٌ مِنْ أَدِيمٍ مَنْشُورٌ فِيهَا ثَلَاثُ حِلَقٍ مِنْ فِضّةٍ وَالْإِبْزِيمُ مِنْ فِضّةٍ وَالطّرَفُ مِنْ فِضّةٍ وَكَذَا قَالَ بَعْضُهُمْ وَقَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيّةَ : لَمْ يَبْلُغْنَا أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَدّ عَلَى وَسَطِهِ مِنْطَقَةً .
وَكَانَ لَهُ تُرْسٌ يُقَالُ لَهُ الزّلُوقُ وَتُرْسٌ يُقَالُ لَهُ الْفُتَقُ . قِيلَ . وَتُرْسٌ أُهْدِيَ إلَيْهِ فِيهِ صُورَةُ تِمْثَالٍ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ فَأَذْهَبَ اللّهُ ذَلِكَ التّمْثَالَ .
<127> وَكَانَتْ لَهُ خَمْسَةُ أَرْمَاحٍ يُقَالُ لِأَحَدِهِمْ الْمُثْوِي وَالْآخَرِ الْمُثْنِي وَحَرْبَةٌ يُقَالُ لَهَا : النّبْعَةُ وَأُخْرَى كَبِيرَةٌ تُدْعَى : الْبَيْضَاءُ وَأُخْرَى صَغِيرَةٌ شِبْهُ الْعُكّازِ يُقَالُ لَهَا : الْعَنَزَةُ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الْأَعْيَادِ تُرَكّزُ أَمَامَهُ فَيَتّخِذُهَا سُتْرَةً يُصَلّي إلَيْهَا وَكَانَ يَمْشِي بِهَا أَحْيَانًا .
وَكَانَ لَهُ مِغْفَرٌ مِنْ حَدِيدٍ يُقَالُ لَهُ الْمُوَشّحُ وُشِحَ بِشَبَهٍ وَمِغْفَرٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ السّبُوغُ أَوْ ذُو السّبُوغِ .
وَكَانَ لَهُ ثَلَاثُ جِبَابٍ يَلْبَسُهَا فِي الْحَرْبِ . قِيلَ فِيهَا : جُبّةُ سُنْدُسٍ أَخْضَرَ وَالْمَعْرُوفُ أَنّ عُرْوَةَ بْنَ الزّبَيْرِ كَانَ لَهُ يَلْمَقُ مِنْ دِيبَاجٍ بِطَانَتُهُ سُنْدُسٌ أَخْضَرُ يَلْبَسُهُ فِي الْحَرْبِ وَالْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي إحْدَى رِوَايَتَيْهِ يُجَوّزُ لُبْسَ الْحَرِيرِ فِي الْحَرْبِ . وَكَانَتْ لَهُ رَايَةٌ سَوْدَاءُ يُقَالُ لَهَا : الْعُقَابُ . وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد عَنْ رَجُلٍ مِنْ الصّحَابَةِ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَايَةَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَفْرَاءَ وَكَانَتْ لَهُ أَلْوِيَةٌ بَيْضَاءُ وَرُبّمَا جُعِلَ فِيهَا الْأَسْوَدُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَكَانَ لَهُ فُسْطَاطٌ يُسَمّى : الْكِنّ وَمِحْجَنٌ قَدْرُ ذِرَاعٍ أَوْ أَطْوَلُ يَمْشِي بِهِ وَيَرْكَبُ بِهِ وَيُعَلّقُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلَى بَعِيرِهِ وَمِخْصَرَةٍ تُسَمّى : الْعُرْجُونَ وَقَضِيبٌ مِنْ الشّوْحَطِ يُسَمّى : الْمَمْشُوقُ . قِيلَ وَهُوَ الّذِي كَانَ يَتَدَاوَلُهُ الْخُلَفَاءُ .
وَكَانَ لَهُ قَدَحٌ يُسَمّى : الرّيّانُ وَيُسَمّى مُغْنِيًا وَقَدَحٌ آخَرُ مُضَبّبٌ بِسِلْسِلَةٍ مِنْ فِضّةٍ . وَكَانَ لَهُ قَدَحٌ مِنْ قَوَارِيرَ وَقَدَحٌ مِنْ عِيدَانٍ يُوضَعُ تَحْتَ سَرِيرِهِ يَبُولُ فِيهِ بِاللّيْلِ وَرَكْوَةٌ تُسَمّى : الصّادِرُ قِيلَ وَتَوْرٌ مِنْ حِجَارَةٍ يَتَوَضّأُ مِنْهُ وَمِخْضَبٌ مِنْ شَبَهٍ وَقَعْبٌ يُسَمّى : السّعَةَ وَمُغْتَسَلٌ مِنْ صُفْرٍ وَمُدّهَنٌ وَرَبْعَةٌ يَجْعَلُ فِيهَا <128> الْمِرْآةَ وَالْمُشْطَ . قِيلَ وَكَانَ الْمُشْطُ مِنْ عَاجٍ وَهُوَ الذّبْلُ وَمُكْحُلَةٌ يَكْتَحِلُ مِنْهَا عِنْدَ النّوْمِ ثَلَاثًا فِي كُلّ عَيْنٍ بِالْإِثْمِدِ وَكَانَ فِي الرّبْعَةِ الْمِقْرَاضَانِ وَالسّوَاكِ .
وَكَانَتْ لَهُ قَصْعَةٌ تُسَمّى : الْغَرّاءَ لَهَا أَرْبَعُ حِلَقٍ يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ بَيْنَهُمْ وَصَاعٌ وَمُدّ وَقَطِيفَةٌ وَسَرِيرٌ قَوَائِمُهُ مِنْ سَاجٍ أَهْدَاهُ لَهُ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَفِرَاشٌ مِنْ أُدُمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ . وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ قَدْ رُوِيَتْ مُتَفَرّقَةً فِي أَحَادِيثَ .
وَقَدْ رَوَى الطّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمِهِ حَدِيثًا جَامِعًا فِي الْآنِيَةِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَيْفٌ قَائِمَتُهُ مِنْ فِضّةٍ وَقَبِيعَتُهُ مِنْ فِضّةٍ وَكَانَ يُسَمّى : ذَا الْفِقَارِ وَكَانَتْ لَهُ قَوْسٌ تُسَمّى : السّدَادُ وَكَانَتْ لَهُ كِنَانَةٌ تُسَمّى : الْجَمْعَ وَكَانَتْ لَهُ دِرْعٌ مُوَشّحَةٌ بِالنّحَاسِ تُسَمّى : ذَاتَ الْفُضُولِ وَكَانَتْ لَهُ حَرْبَةٌ تُسَمّى : النّبْعَاءَ وَكَانَ لَهُ مِحْجَنٌ يُسَمّى : الدقن وَكَانَ لَهُ تُرْسٌ أَبْيَضُ يُسَمّى : الْمُوجَزَ وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ أَدْهَمُ يُسَمّى : السّكْبَ وَكَانَ لَهُ سَرْجٌ يُسَمّى : الدّاجّ وَكَانَتْ لَهُ بَغْلَةٌ شَهْبَاءُ تُسَمّى : دُلْدُلَ وَكَانَتْ لَهُ نَاقَةٌ تُسَمّى : الْقَصْوَاءَ وَكَانَ لَهُ حِمَارٌ يُسَمّى : يَعْفُورَ وَكَانَ لَهُ بِسَاطٌ يُسَمّى : الْكِنّ وَكَانَتْ لَهُ عَنَزَةٌ تُسَمّى : الْقُمْرَةَ وَكَانَتْ لَهُ رَكْوَةٌ تُسَمّى : الصّادِرَةَ وَكَانَ لَهُ مِقْرَاضٌ اسْمُهُ الْجَامِعُ وَمِرْآةٌ وَقَضِيبٌ شَوْحَطٌ يُسَمّى : الْمَوْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1031.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1033.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:41 AM
الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي دَوَابّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


فَمِنْ الْخَيْلِ السّكْبُ . قِيلَ وَهُوَ أَوّلُ فَرَسٍ مَلَكَهُ وَكَانَ اسْمُهُ عِنْدَ الْأَعْرَابِيّ الّذِي اشْتَرَاهُ مِنْهُ بِعَشْرِ أَوَاقٍ الضّرْسَ وَكَانَ أَغَرّ مُحَجّلًا طَلْقَ الْيَمِينِ كُمَيْتًا . وَقِيلَ كَانَ أَدْهَمَ . وَالْمُرْتَجَزُ وَكَانَ أَشْهَبَ وَهُوَ الّذِي شَهِدَ فِيهِ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ . وَاللّحَيْفُ وَاللّزَازُ وَالظّرِبُ وَسَبْحَةٌ وَالْوَرْدُ . فَهَذِهِ سَبْعَةٌ مُتّفَقٌ عَلَيْهَا <129> جَمَعَهَا الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمّدُ بْنُ إسْحَاقَ بْنِ جَمَاعَةٍ الشّافِعِيّ فِي بَيْتٍ فَقَالَ
وَالْخَيْلُ سَكْبٌ لُحَيْفٌ سَبْحَةٌ ظَرِب

لِزَازُ مُرْتَجَزٌ وَرْدٌ لَهَا أَسْرَارُ </SPAN>

أَخْبَرَنِي بِذَلِكَ عَنْهُ وَلَدُهُ الْإِمَامُ عِزّ الدّينِ عَبْدُ الْعَزِيزِ أَبُو عَمْرٍو أَعَزّهُ اللّهُ بِطَاعَتِهِ .
وَقِيلَ كَانَتْ لَهُ أَفْرَاسٌ أُخَرُ خَمْسَةَ عَشَرَ وَلَكِنْ مُخْتَلَفٌ فِيهَا وَكَانَ دَفّتَا سَرْجِهِ مِنْ لِيفٍ .
وَكَانَ لَهُ مِنْ الْبِغَالِ دُلْدُلُ وَكَانَتْ شَهْبَاءَ أَهْدَاهَا لَهُ الْمُقَوْقِسُ . وَبَغْلَةٌ أُخْرَى . يُقَالُ لَهَا : فِضّةٌ . أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ الْجُذَامِيّ وَبَغْلَةٌ شَهْبَاءُ أَهْدَاهَا لَهُ صَاحِبُ أَيْلَةَ وَأُخْرَى أَهْدَاهَا لَهُ صَاحِبُ دَوْمَةَ الْجَنْدَلِ وَقَدْ قِيلَ إنّ النّجَاشِيّ أَهْدَى لَهُ بَغْلَةً فَكَانَ يَرْكَبُهَا .
وَمِنْ الْحَمِيرِ عُفَيْرٌ وَكَانَ أَشْهَبَ أَهْدَاهُ لَهُ الْمُقَوْقِسُ مَلِكُ الْقِبْطِ وَحِمَارٌ آخَرُ أَهْدَاهُ لَهُ فَرْوَةُ الْجُذَامِيّ . وَذُكِرَ أَنّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَعْطَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِمَارًا فَرَكِبَهُ .
وَمِنْ الْإِبِلِ الْقَصْوَاءُ قِيلَ وَهِيَ الّتِي هَاجَرَ عَلَيْهَا وَالْعَضْبَاءُ وَالْجَدْعَاءُ وَلَمْ يَكُنْ بِهِمَا عَضَبٌ وَلَا جَدْعٌ وَإِنّمَا سُمّيَتَا بِذَلِكَ وَقِيلَ كَانَ بِأُذُنِهَا عَضَبٌ فَسُمّيَتْ بِهِ وَهَلْ الْعَضْبَاءُ وَالْجَدْعَاءُ وَاحِدَةٌ أَوْ اثْنَتَانِ ؟ فِيهِ خِلَافٌ وَالْعَضْبَاءُ هِيَ الّتِي كَانَتْ لَا تُسْبَقُ ثُمّ جَاءَ أَعْرَابِيّ عَلَى قَعُودٍ فَسَبَقَهَا فَشَقّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّ حَقّا عَلَى اللّهِ أَلّا يَرْفَعَ مِنْ الدّنْيَا شَيْئًا إلّا وَضَعَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَغَنِمَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ بَدْر ٍ جَمَلًا مَهْرِيّا لِأَبِي جَهْلٍ فِي أَنْفِهِ بُرَةٌ مِنْ فِضّةٍ فَأَهْدَاهُ يَوْمَ <130> الْحُدَيْبِيَةِ لِيَغِيظَ بِهِ الْمُشْرِكِينَ .
وَكَانَتْ لَهُ خَمْسٌ وَأَرْبَعُونَ لِقْحَةٌ وَكَانَتْ لَهُ مَهْرِيّةٌ أَرْسَلَ بِهَا إلَيْهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مِنْ نَعَمِ بَنِي عَقِيلٍ . وَكَانَتْ لَهُ مِائَةُ شَاةٍ وَكَانَ لَا يُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ كُلّمَا وَلّدَ لَهُ الرّاعِي بَهْمَةً ذَبَحَ مَكَانَهَا شَاةً وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ أَعْنُزٍ مَنَائِحَ تَرْعَاهُنّ أُمّ أَيْمَنَ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1032.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1034.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:52 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إخفاء رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(0);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي مَلَابِسِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ


كَانَتْ لَهُ عِمَامَةٌ تُسَمّى : السّحَابَ كَسَاهَا عَلِيّا وَكَانَ يَلْبَسُهَا وَيَلْبَسُ تَحْتَهَا الْقَلَنْسُوَةَ . وَكَانَ يَلْبَسُ الْقَلَنْسُوَةَ بِغَيْرِ عِمَامَةٍ وَيَلْبَسُ الْعِمَامَةَ بِغَيْرِ قَلَنْسُوَةٍ .
وَكَانَ إذَا اعْتَمّ أَرْخَى عِمَامَتَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ كَمَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ قَدْ أَرْخَى طَرَفَيْهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي مُسْلِم ٍ أَيْضًا عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم َ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif دَخَلَ مَكّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَمْ يَذْكُرْ فِي حَدِيثِ جَابِرٍ : ذُؤَابَةً فَدَلّ عَلَى أَنّ الذّؤَابَةَ لَمْ يَكُنْ <131> يُرْخِيهَا دَائِمًا بَيْنَ كَتِفَيْهِ .
وَقَدْ يُقَالُ إنّهُ دَخَلَ مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)وَعَلَيْهِ أُهْبَةُ الْقِتَالِ وَالْمِغْفَرُ عَلَى رَأْسِهِ فَلَبِسَ فِي كُلّ مَوْطِنٍ مَا يُنَاسِبُهُ .
وَكَانَ شَيْخُنَا أَبُو الْعَبّاسِ ابْنُ تَيْمِيّةَ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ فِي الْجَنّةِ يَذْكُرُ فِي سَبَبِ الذّؤَابَةِ شَيْئًا بَدِيعًا وَهُوَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّمَا اتّخَذَهَا صَبِيحَةَ الْمَنَامِ الّذِي رَآهُ فِي الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)لَمّا رَأَى رَبّ الْعِزّةِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَقَالَ يَا مُحَمّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ؟ قُلْتُ لَا أَدْرِي فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيّ فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ السّمَاءِ وَالْأَرْضِ . . . الْحَدِيثُ وَهُوَ فِي التّرْمِذِيّ وَسُئِلَ عَنْهُ الْبُخَارِيّ فَقَالَ <132> صَحِيحٌ .
قَالَ فَمِنْ تِلْكَ الْحَالِ أَرْخَى الذّؤَابَةَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَهَذَا مِنْ الْعِلْمِ الّذِي تُنْكِرُهُ أَلْسِنَةُ الْجُهّالِ وَقُلُوبُهُمْ وَلَمْ أَرَ هَذِهِ الْفَائِدَةَ فِي إثْبَاتِ الذّؤَابَةِ لِغَيْرِهِ .
وَلَبِسَ الْقَمِيصَ وَكَانَ أَحَبّ الثّيَابِ إلَيْهِ وَكَانَ كُمّهُ إلَى الرّسْغِ وَلَبِسَ الْجُبّةَ وَالْفَرّوجَ وَهُوَ شِبْهُ الْقَبَاءِ وَالْفَرَجِيّةِ وَلَبِسَ الْقَبَاءَ أَيْضًا وَلَبِسَ فِي السّفَرِ جُبّةً ضَيّقَةَ الْكُمّيْنِ وَلَبِسَ الْإِزَارَ وَالرّدَاءَ .
قَالَ الْوَاقِدِيّ : كَانَ رِدَاؤُهُ وَبُرْدُهُ طُولَ سِتّةِ أَذْرُعٍ فِي ثَلَاثَةٍ وَشِبْرٍ وَإِزَارُهُ مِنْ نَسْجِ عُمَانَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%da%e3%c7%e4)طُولَ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ وَشِبْرٍ فِي عَرْضِ ذِرَاعَيْنِ وَشِبْرٍ .

[ النّهْيُ عَنْ لُبْسِ الْأَحْمَرِ ]

وَلُبْسِ حُلّةٍ حَمْرَاءَ وَالْحُلّةُ إزَارٌ وَرِدَاءٌ وَلَا تَكُونُ الْحُلّةُ إلّا اسْمًا لِلثّوْبَيْنِ مَعًا وَغَلِطَ مَنْ ظَنّ أَنّهَا كَانَتْ حَمْرَاءَ بَحْتًا لَا يُخَالِطُهَا غَيْرُهُ وَإِنّمَا الْحُلّةُ الْحَمْرَاءُ بُرْدَانِ يَمَانِيّانِ مَنْسُوجَانِ بِخُطُوطٍ حُمْرٍ مَعَ الْأَسْوَدِ كَسَائِرِ الْبُرُودِ الْيَمَنِيّةِ وَهِيَ مَعْرُوفَةٌ بِهَذَا الِاسْمِ بِاعْتِبَارِ مَا فِيهَا مِنْ الْخُطُوطِ الْحُمْرِ وَإِلّا فَالْأَحْمَرُ الْبَحْتُ مَنْهِيّ عَنْهُ أَشَدّ النّهْيِ فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيّ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif نَهَى عَنْ الْمَيَاثِرِ الْحُمْر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَأَى <133> عَلَيْهِ رَيْطَةً مُضَرّجَةً بِالْعُصْفُرِ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا هَذِهِ الرّيْطَةُ الّتِي عَلَيْكَ ؟ فَعَرَفْتُ مَا كَرِهَ فَأَتَيْتُ أَهْلِي وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنّورًا لَهُمْ فَقَذَفْتهَا فِيهِ ثُمّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْغَدِ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللّهِ مَا فَعَلَتْ الرّيْطَةُ ؟ فَأَخْبَرْته فَقَالَ هَلّا كَسَوْتَهَا بَعْضَ أَهْلِك فَإِنّهُ لَا بَأْسَ بِهَا لِلنّسَاءِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ رَأَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ . فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّ هَذِهِ مِنْ لِبَاسِ الْكُفّارِ فَلَا تَلْبَسْهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي صَحِيحِهِ أَيْضًا عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif نَهَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ لِبَاسِ الْمُعَصْفَر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَمَعْلُومٌ أَنّ ذَلِكَ إنّمَا يُصْبَغُ صَبْغًا أَحْمَرَ .
وَفِي بَعْضِ السّنَنِ أَنّهُمْ كَانُوا مَعَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي سَفَرٍ فَرَأَى عَلَى رَوَاحِلِهِمْ أَكْسِيَةً فِيهَا خُطُوطٌ حَمْرَاءُ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَلَا أَرَى هَذِهِ الْحُمْرَةَ قَدْ عَلَتْكُمْ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَقُمْنَا سِرَاعًا لِقَوْلِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى نَفَرَ بَعْضُ إبِلِنَا فَأَخَذْنَا الْأَكْسِيَةَ فَنَزْعْنَاهَا عَنْهَا . رَوَاهُ أَبُو دَاوُد .
وَفِي جَوَازِ لُبْسِ الْأَحْمَرِ مِنْ الثّيَابِ وَالْجُوخِ وَغَيْرِهَا نَظَرٌ . وَأَمّا كَرَاهَتُهُ <134> فَشَدِيدَةٌ جِدّا فَكَيْفَ يُظَنّ بِالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ لَبِسَ الْأَحْمَرَ الْقَانِيَ كَلّا لَقَدْ أَعَاذَهُ اللّهُ مِنْهُ وَإِنّمَا وَقَعَتْ الشّبْهَةُ مِنْ لَفْظِ الْحُلّةِ الْحَمْرَاءِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَلَبِسَ الْخَمِيصَةَ الْمُعْلَمَةَ وَالسّاذَجَةَ وَلَبِسَ ثَوْبًا أَسْوَدَ وَلَبِسَ الْفَرْوَةَ الْمَكْفُوفَةَ بِالسّنْدُسِ . وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد بِإِسْنَادِهِمَا عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنّ مَلِكَ الرّومِ أَهْدَى لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مُسْتَقَةً مِنْ سُنْدُسٍ فَلَبِسَهَا فَكَأَنّي أَنْظُرُ إلَى يَدَيْهِ تَذَبْذَبَانِ . قَالَ الْأَصْمَعِيّ : الْمَسَاتِقُ فِرَاءٌ طِوَالُ الْأَكْمَامِ . قَالَ الْخَطّابِيّ : يُشْبِهُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْمُسْتَقَةَ مُكَفّفَةً بِالسّنْدُسِ لِأَنّ نَفْسَ الْفَرْوَةِ لَا تَكُونُ سُنْدُسًا .
فَصْلٌ وَاشْتَرَى سَرَاوِيلَ


وَالظّاهِرُ أَنّهُ إنّمَا اشْتَرَاهَا لِيَلْبَسَهَا وَقَدْ رُوِيَ فِي غَيْرِ حَدِيثٍ أَنّهُ لَبِسَ السّرَاوِيلَ وَكَانُوا يَلْبَسُونَ السّرَاوِيلَاتِ بِإِذْنِهِ .
وَلَبِسَ الْخُفّيْنِ وَلَبِسَ النّعْلَ الّذِي يُسَمّى التّاسُومَةَ . وَلَبِسَ الْخَاتَمَ وَاخْتَلَفَتْ الْأَحَادِيثُ هَلْ كَانَ فِي يُمْنَاهُ أَوْ يُسْرَاهُ وَكُلّهَا صَحِيحَةُ السّنَدِ . وَلَبِسَ الْبَيْضَةَ الّتِي تُسَمّى : الْخُوذَةَ وَلَبِسَ الدّرْعَ الّتِي تُسَمّى : الزّرَدِيّةَ وَظَاهَرَ يَوْمَ أُحُدٍ بَيْنَ الدّرْعَيْنِ .
<135> وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هَذِهِ جُبّةُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَخْرَجَتْ جُبّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيّةٍ لَهَا لِبْنَةُ دِيبَاجٍ . وَفَرْجَاهَا مَكْفُوفَانِ بِالدّيبَاجِ فَقَالَتْ هَذِهِ كَانَتْ عِنْدَ عَائِشَةَ حَتّى قُبِضَتْ فَلَمّا قُبِضَتْ قَبَضْتهَا وَكَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بِهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ لَهُ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ وَكِسَاءٌ أَسْوَدُ وَكِسَاءٌ أَحْمَرُ مُلَبّدٌ وَكِسَاءٌ مِنْ شَعْرٍ وَكَانَ قَمِيصُهُ مِنْ قُطْنٍ وَكَانَ قَصِيرَ الطّولِ قَصِيرَ الْكُمّيْنِ وَأَمّا هَذِهِ الْأَكْمَامُ الْوَاسِعَةُ الطّوَالُ الّتِي هِيَ كَالْأَخْرَاجِ فَلَمْ يَلْبَسْهَا هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ الْبَتّةَ وَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِسُنّتِهِ وَفِي جَوَازِهَا نَظَرٌ فَإِنّهَا مِنْ جِنْسِ الْخُيَلَاءِ .
وَكَانَ أَحَبّ الثّيَابِ إلَيْهِ الْقَمِيصُ وَالْحِبَرَةُ وَهِيَ ضَرْبٌ مِنْ الْبُرُودِ فِيهِ حُمْرَةٌ . وَكَانَ أَحَبّ الْأَلْوَانِ إلَيْهِ الْبَيَاضُ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هِيَ مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ فَالْبَسُوهَا وَكَفّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي الصّحِيحِ عَنْ عَائِشَةَ أَنّهَا أَخْرَجَتْ كِسَاءً مُلَبّدًا وَإِزَارًا غَلِيظًا فَقَالَتْ قُبِضَ رُوحُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي هَذَيْنِ . <136> وَلَبِسَ خَاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ ثُمّ رَمَى بِهِ وَنَهَى عَنْ التّخَتّمِ بِالذّهَبِ ثُمّ اتّخَذَ خَاتَمًا مِنْ فِضّةٍ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ .
وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي دَاود أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَهَى عَنْ أَشْيَاءَ وَذَكَرَ مِنْهَا : وَنَهَى عَنْ لُبُوسِ الْخَاتَمِ إلّا لِذِي سُلْطَانٍ فَلَا أَدْرِي مَا حَالُ الْحَدِيثِ وَلَا وَجْهُهُ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَكَانَ يَجْعَلُ فَصّ خَاتَمِهِ مِمّا يَلِي بَاطِنَ كَفّهِ . وَذَكَرَ التّرْمِذِيّ أَنّهُ كَانَ إذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ نَزَعَ خَاتَمَهُ وَصَحّحَهُ وَأَنْكَرَهُ أَبُو دَاوُد .

[ الْإِشَارَةُ إلَى كَرَاهَةِ لُبْسِ الطّيْلَسَانِ ]

وَأَمّا الطّيْلَسَانُ فَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ أَنّهُ لَبِسَهُ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ بَلْ قَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ ذَكَرَ الدّجّالَ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يَخْرُجُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ عَلَيْهِمْ الطّيَالِسَةُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَأَى أَنَسٌ جَمَاعَةً <137> عَلَيْهِمْ الطّيَالِسَةُ فَقَالَ مَا أَشْبَهَهُمْ بِيَهُودِ خَيْبَرَ . وَمِنْ هَاهُنَا كَرِهَ لُبْسَهَا جَمَاعَةٌ مِنْ السّلَفِ وَالْخَلَفِ لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُد وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ تَشَبّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي التّرْمِذِيّ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَيْسَ مِنّا مَنْ تَشَبّهَ بِقَوْمٍ غَيْرِنَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَأَمّا مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَاءَ إلَى أَبِي بَكْرٍ مُتَقَنّعًا بِالْهَاجِرَةِ فَإِنّمَا فَعَلَهُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تِلْكَ السّاعَةَ لِيَخْتَفِيَ بِذَلِكَ فَفَعَلَهُ لِلْحَاجَةِ وَلَمْ تَكُنْ عَادَتُهُ التّقَنّعُ وَقَدْ ذَكَرَ أَنَسٌ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ كَانَ يُكْثِرُ الْقِنَاعَ وَهَذَا إنّمَا كَانَ يَفْعَلُهُ - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - لِلْحَاجَةِ مِنْ الْحَرّ وَنَحْوِهِ وَأَيْضًا لَيْسَ التّقَنّعُ مِنْ التّطَيْلُسِ .
فَصْلٌ [ غَالِبُ لُبْسِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَصْحَابِهِ الْقُطْنُ ]


وَكَانَ غَالِبُ مَا يَلْبَسُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ مَا نُسِجَ مِنْ الْقُطْنِ وَرُبّمَا لَبِسُوا مَا نُسِجَ مِنْ الصّوفِ وَالْكَتّانِ وَذَكَرَ الشّيْخُ أَبُو إسْحَاقَ الْأَصْبَهَانِيّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ أَيّوبَ قَالَ دَخَلَ الصّلْتُ بْنُ رَاشِدٍ عَلَى مُحَمّدِ بْنِ سِيرِينَ وَعَلَيْهِ جُبّةُ صُوفٍ وَإِزَارُ صُوفٍ وَعِمَامَةُ صُوفٍ فَاشْمَأَزّ مِنْهُ مُحَمّدٌ وَقَالَ أَظُنّ أَنّ أَقْوَامًا يَلْبَسُونَ الصّوفَ وَيَقُولُونَ قَدْ لَبِسَهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَقَدْ حَدّثَنِي مَنْ لَا أَتّهِمُ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ لَبِسَ الْكَتّانَ وَالصّوفَ وَالْقُطْنَ وَسُنّةُ نَبِيّنَا أَحَقّ أَنْ تُتّبَعَ .
وَمَقْصُودُ ابْنِ سِيرِينَ بِهَذَا أَنّ أَقْوَامًا يَرَوْنَ أَنّ لُبْسَ الصّوفِ دَائِمًا أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ فَيَتَحَرّوْنَهُ <138> وَيَمْنَعُونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ غَيْرِهِ وَكَذَلِكَ يَتَحَرّوْنَ زِيّا وَاحِدًا مِنْ الْمَلَابِسِ وَيَتَحَرّوْنَ رُسُومًا وَأَوْضَاعًا وَهَيْئَاتٍ يَرَوْنَ الْخُرُوجَ عَنْهَا مُنْكَرًا وَلَيْسَ الْمُنْكَرُ إلّا التّقَيّدُ بِهَا وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا وَتَرْكُ الْخُرُوجِ عَنْهَا .

[ السّنّةُ لُبْسُ مَا تَيَسّرَ ]

وَالصّوَابُ أَنّ أَفْضَلَ الطّرُقِ طَرِيقُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّتِي سَنّهَا وَأَمَرَ بِهَا وَرَغّبَ فِيهَا وَدَاوَمَ عَلَيْهَا وَهِيَ أَنّ هَدْيَهُ فِي اللّبَاسِ أَنْ يَلْبَسَ مَا تَيَسّرَ مِنْ اللّبَاسِ مِنْ الصّوفِ تَارَةً وَالْقُطْنِ تَارَةً وَالْكَتّانِ تَارَةً .

[ لبس البرد ]

وَلُبْسُ الْبُرُودِ الْيَمَانِيّةِ وَالْبُرْدِ الْأَخْضَرِ وَلُبْسُ الْجُبّةِ وَالْقَبَاءِ وَالْقَمِيصِ وَالسّرَاوِيلِ وَالْإِزَارِ وَالرّدَاءِ وَالْخُفّ وَالنّعْلِ وَأَرْخَى الذّؤَابَةَ مِنْ خَلْفِهِ تَارَةً وَتَرَكَهَا تَارَةً . وَكَانَ يَتَلَحّى بِالْعِمَامَةِ تَحْتَ الْحَنَكِ .
وَكَانَ إذَا اسْتَجَدّ ثَوْبًا سَمّاهُ بِاسْمِهِ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ أَنْتَ كَسَوْتَنِي هَذَا الْقَمِيصَ أَوْ الرّدَاءَ أَوْ الْعِمَامَةَ أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ مَا صُنِعَ لَهُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّهِ وَشَرّ مَا صُنِعَ لَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ إذَا لَبِسَ قَمِيصَهُ بَدَأَ بِمَيَامِنِهِ . وَلَبِسَ الشّعْرَ الْأَسْوَدَ كَمَا رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif <139>
وَفِي الصّحِيحَيْنِ عَنْ قَتَادَةَ قُلْنَا لِأَنَسٍ أَيّ اللّبَاسِ كَانَ أَحَبّ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ؟ قَالَ الْحِبَرَةُ . وَالْحِبَرَةُ بُرْدٌ مِنْ بُرُودِ الْيَمَنِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%ed%e3%e4). فَإِنّ غَالِبَ لِبَاسِهِمْ كَانَ مِنْ نَسْجِ الْيَمَنِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%ed%e3%e4)لِأَنّهَا قَرِيبَةٌ مِنْهُمْ وَرُبّمَا لَبِسُوا مَا يُجْلَبُ مِنْ الشّامِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%d4%c7%e3)وَمِصْرَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%d5%d1)كَالْقَبَاطِي� � الْمَنْسُوجَةِ مِنْ الْكَتّانِ الّتِي كَانَتْ تَنْسِجُهَا الْقِبْطُ .
وَفِي سُنَنِ النّسَائِيّ عَنْ عَائِشَةَ أَنّهَا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif جَعَلَتْ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بُرْدَةً مِنْ صُوفٍ فَلَبِسَهَا فَلَمّا عَرِقَ فَوَجَدَ رِيحَ الصّوفِ طَرَحَهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يُحِبّ الرّيحَ الطّيّبَ .
وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبّاسٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنْ الْحُلَلِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي سُنَنِ النّسَائِيّ عَنْ أَبِي رِمْثَةَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَخْطُبُ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَان http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . وَالْبُرْدُ الْأَخْضَرُ هُوَ الّذِي فِيهِ خُطُوطٌ خُضْرٌ وَهُوَ <140> كَالْحُلّةِ الْحَمْرَاءِ سَوَاءٌ فَمَنْ فَهِمَ مِنْ الْحُلّةِ الْحَمْرَاءِ الْأَحْمَرَ الْبَحْتَ فَيَنْبَغِي أَنْ يَقُولَ إنّ الْبُرْدَ الْأَخْضَرَ كَانَ أَخْضَرَ بَحْتًا وَهَذَا لَا يَقُولُهُ أَحَدٌ .

[ مِخَدّتُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ]
[ الرّدّ عَلَى مَنْ يَمْتَنِعُونَ عَمّا أَبَاحَ اللّهُ ]
[ النّهْيَ عَنْ لِبَاسِ الشّهْرَةِ سَوَاءٌ لِلْفَخْرِ أَوْ لِلتّزَهّدِ ]

وَكَانَتْ مِخَدّتُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ أُدُمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ فَاَلّذِينَ يَمْتَنِعُونَ عَمّا أَبَاحَ اللّهُ مِنْ الْمَلَابِسِ وَالْمَطَاعِمِ وَالْمَنَاكِحِ تَزَهّدًا وَتَعَبّدًا بِإِزَائِهِمْ طَائِفَةٌ قَابَلُوهُمْ فَلَا يَلْبَسُونَ إلّا أَشْرَفَ الثّيَابِ وَلَا يَأْكُلُونَ إلّا أَلْيَنَ الطّعَامِ فَلَا يَرَوْنَ لُبْسَ الْخَشِنِ وَلَا أَكْلَهُ تَكَبّرًا وَتَجَبّرًا وَكِلَا الطّائِفَتَيْنِ هَدْيُهُ مُخَالِفٌ لِهَدْيِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ السّلَفِ كَانُوا يَكْرَهُونَ الشّهْرَتَيْنِ مِنْ الثّيَابِ الْعَالِي وَالْمُنْخَفِضُ وَفِي السّنَنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ يَرْفَعُهُ إلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلّةٍ ثُمّ تَلَهّبُ فِيهِ النّارُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا لِأَنّهُ قَصَدَ بِهِ الِاخْتِيَالَ وَالْفَخْرَ فَعَاقَبَهُ اللّهُ بِنَقِيضِ ذَلِكَ فَأَذَلّهُ كَمَا عَاقَبَ مَنْ أَطَالَ ثِيَابَهُ خُيَلَاءَ بِأَنْ خَسَفَ بِهِ الْأَرْضَ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
وَفِي الصّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ جَرّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللّهُ إلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي <141> السّنَنِ عَنْهُ أَيْضًا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْإِسْبَالُ فِي الْإِزَارِ وَالْقَمِيصِ وَالْعِمَامَةِ مَنْ جَرّ شَيْئًا مِنْهَا خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللّهُ إلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي السّنَنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَيْضًا قَالَ مَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْإِزَارِ فَهُوَ فِي الْقَمِيصِ وَكَذَلِكَ لُبْسُ الدّنِيءِ مِنْ الثّيَابِ يُذَمّ فِي مَوْضِعٍ وَيُحْمَدُ فِي مَوْضِعٍ فَيُذَمّ إذَا كَانَ شُهْرَةً وَخُيَلَاءَ وَيُمْدَحُ إذَا كَانَ تَوَاضُعًا وَاسْتِكَانَةً كَمَا أَنّ لُبْسَ الرّفِيعِ مِنْ الثّيَابِ يُذَمّ إذَا كَانَ تَكَبّرًا وَفَخْرًا وَخُيَلَاءَ وَيُمْدَحُ إذَا كَانَ تَجَمّلًا وَإِظْهَارًا لِنِعْمَةِ اللّهِ فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا يَدْخُلُ الْجَنّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَلَا يَدْخُلُ النّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ إنّي أُحِبّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبِي حَسَنًا وَنَعْلِي حَسَنَةً أَفَمِنْ الْكِبْرِ ذَاكَ ؟ فَقَالَ لَا إنّ اللّهَ جَمِيلٌ يُحِبّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقّ وَغَمْطُ النّاسِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif <142>
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1033.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1035.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:53 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الطّعَامِ


وَكَذَلِكَ كَانَ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسِيرَتُهُ فِي الطّعَامِ لَا يَرُدّ مَوْجُودًا وَلَا يَتَكَلّفُ مَفْقُودًا فَمَا قُرّبَ إلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ الطّيّبَاتِ إلّا أَكَلَهُ إلّا أَنْ تَعَافَهُ نَفْسُهُ فَيَتْرُكَهُ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيمٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَمَا عَابَ طَعَامًا قَطّ إنْ اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلّا تَرَكَه ُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif كَمَا تَرَكَ أَكْلَ الضّبّ لَمّا لَمْ يَعْتَدْهُ وَلَمْ يُحَرّمْهُ عَلَى الْأُمّةِ بَلْ أُكِلَ عَلَى مَائِدَتِهِ وَهُوَ يَنْظُرُ . وَأَكَلَ الْحَلْوَى وَالْعَسَلَ وَكَانَ يُحِبّهُمَا وَأَكَلَ لَحْمَ الْجَزُورِ وَالضّأْنِ وَالدّجَاجِ وَلَحْمَ الْحُبَارَى وَلَحْمَ حِمَارِ الْوَحْشِ وَالْأَرْنَبِ وَطَعَامَ الْبَحْرِ وَأَكَلَ الشّوَاءَ وَأَكَلَ الرّطَبَ وَالتّمْرَ وَشَرِبَ اللّبَنَ خَالِصًا وَمَشُوبًا وَالسّوِيقَ وَالْعَسَلَ بِالْمَاءِ وَشَرِبَ نَقِيعَ التّمْرِ وَأَكَلَ الْخَزِيرَةَ وَهِيَ حِسَاءٌ يُتّخَذُ مِنْ اللّبَنِ وَالدّقِيقِ وَأَكَلَ الْقِثّاءَ بِالرّطَبِ وَأَكَلَ الْأَقِطَ وَأَكَلَ التّمْرَ بِالْخُبْزِ وَأَكَلَ الْخُبْزَ بِالْخَلّ وَأَكَلَ الثّرِيدَ وَهُوَ الْخُبْزُ بِاللّحْمِ وَأَكَلَ الْخُبْزَ بِالْإِهَالَةِ وَهِيَ الْوَدَكُ وَهُوَ الشّحْمُ الْمُذَابُ وَأَكَلَ مِنْ الْكَبِدِ الْمَشْوِيّةِ وَأَكَلَ الْقَدِيدَ وَأَكَلَ الدّبّاءَ الْمَطْبُوخَةَ وَكَانَ يُحِبّهَا وَأَكَلَ الْمَسْلُوقَةَ وَأَكَلَ الثّرِيدَ بِالسّمْنِ وَأَكَلَ الْجُبْنَ وَأَكَلَ الْخُبْزَ بِالزّيْتِ وَأَكَلَ الْبِطّيخَ بِالرّطَبِ وَأَكَلَ التّمْرَ بِالزّبْدِ وَكَانَ يُحِبّهُ . وَلَمْ يَكُنْ يَرُدّ طَيّبًا وَلَا يَتَكَلّفُهُ بَلْ كَانَ هَدْيُهُ أَكْلُ مَا تَيَسّرَ فَإِنْ أَعْوَزَهُ صَبَرَ حَتّى إنّهُ لَيَرْبِطُ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنْ الْجُوعِ وَيُرَى الْهِلَالُ وَالْهِلَالُ وَالْهِلَالُ وَلَا يُوقَدُ فِي بَيْتِهِ نَارٌ .
وَكَانَ مُعْظَمُ مَطْعَمِهِ يُوضَعُ عَلَى الْأَرْضِ فِي السّفْرَةِ وَهِيَ كَانَتْ مَائِدَتَهُ وَكَانَ يَأْكُلُ بِأَصَابِعِهِ الثّلَاثِ وَيَلْعَقُهَا إذَا فَرَغَ وَهُوَ أَشْرَفُ مَا يَكُونُ مِنْ الْأَكْلَةِ فَإِنّ الْمُتَكَبّرَ يَأْكُلُ بِأُصْبُعٍ وَاحِدَةٍ وَالْجَشِعَ الْحَرِيصَ يَأْكُلُ بِالْخَمْسِ وَيَدْفَعُ بِالرّاحَةِ

وَكَانَ لَا يَأْكُلُ مُتّكِئًا وَالِاتّكَاءُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَحَدُهَا : الِاتّكَاءُ عَلَى الْجَنْبِ وَالثّانِي : التّرَبّعُ وَالثّالِثُ الِاتّكَاءُ عَلَى إحْدَى يَدَيْهِ وَأَكْلُهُ بِالْأُخْرَى وَالثّلَاثِ مَذْمُومَةٌ .
وَكَانَ يُسَمّي اللّهَ تَعَالَى عَلَى أَوّلِ طَعَامِهِ وَيَحْمَدُهُ فِي آخِرِهِ فَيَقُولُ عِنْدَ انْقِضَائِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْحَمْدُ لِلّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيّبًا مُبَارَكًا فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيّ وَلَا مُوَدّعٍ وَلَا مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبّنَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . وَرُبّمَا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ مَنّ عَلَيْنَا فَهَدَانَا وَأَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكُلّ بَلَاءٍ حَسَنٍ أَبْلَانَا الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَطْعَمَ مِنْ الطّعَامِ وَسَقَى مِنْ الشّرَابِ وَكَسَا مِنْ الْعُرْيِ وَهَدَى مِنْ الضّلَالَةِ وَبَصّرَ مِنْ الْعَمَى وَفَضّلَ عَلَى كَثِيرٍ مِمّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا الْحَمْدُ لِلّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَرُبّمَا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِيِ أَطْعَمَ وَسَقَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . وَكَانَ إذَا فَرَغَ مِنْ طَعَامِهِ لَعِقَ أَصَابِعَهُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مَنَادِيلُ يَمْسَحُونَ بِهَا أَيْدِيَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ عَادَتُهُمْ غَسْلَ أَيْدِيهِمْ كُلّمَا أَكَلُوا . وَكَانَ أَكْثَرُ شُرْبِهِ قَاعِدًا بَلْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif زَجَرَ عَنْ الشّرْبِ قَائِمًا وَشَرِبَ مَرّةً قَائِمًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

فَقِيلَ هَذَا نَسْخٌ لِنَهْيِهِ وَقِيلَ بَلْ فَعَلَهُ لِبَيَانِ جَوَازِ الْأَمْرَيْنِ وَاَلّذِي يَظْهَرُ فِيهِ - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - أَنّهَا وَاقِعَةُ عَيْنٍ شَرِبَ فِيهَا قَائِمًا لِعُذْرٍ وَسِيَاقُ الْقِصّةِ يَدُلّ عَلَيْهِ فَإِنّهُ أَتَى زَمْزَمَ وَهُمْ يَسْتَقُونَ مِنْهَا فَأَخَذَ الدّلْوَ وَشَرِبَ قَائِمًا . وَالصّحِيحُ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ النّهْيُ عَنْ الشّرْبِ قَائِمًا وَجَوَازُهُ لِعُذْرٍ يَمْنَعُ مِنْ الْقُعُودِ وَبِهَذَا تُجْمِعُ أَحَادِيثُ الْبَابِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَكَانَ إذَا شَرِبَ نَاوَلَ مَنْ عَلَى يَمِينِهِ وَإِنْ كَانَ مَنْ عَلَى يَسَارِهِ أَكْبَرَ مِنْهُ
.
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1034.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1036.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:54 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ فِي النّكَاحِ وَمُعَاشَرَتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَهْلَهُ


صَحّ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif حُبّبَ إلَيّ مِنْ دُنْيَاكُمْ : النّسَاءُ وَالطّيبُ وَجُعِلَتْ قُرّةُ عَيْنِي فِي الصّلَاةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هَذَا لَفْظُ الْحَدِيثِ وَمَنْ رَوَاهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif حُبّبَ إلَيّ مِنْ دُنْيَاكُمْ ثَلَاثٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَقَدْ وَهِمَ وَلَمْ يَقُلْ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثَلَاثٌ وَالصّلَاةُ لَيْسَتْ مِنْ أُمُورِ الدّنْيَا الّتِي تُضَافُ إلَيْهَا . وَكَانَ النّسَاءُ وَالطّيبُ أَحَبّ شَيْءٍ إلَيْهِ وَكَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ فِي اللّيْلَةِ الْوَاحِدَةِ وَكَانَ قَدْ أُعْطِيَ قُوّةَ ثَلَاثِينَ فِي الْجِمَاعِ وَغَيْرِهِ وَأَبَاحَ اللّهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَمْ يُبِحْهُ لِأَحَدٍ مِنْ أُمّتِهِ . وَكَانَ يُقَسّمُ بَيْنَهُنّ فِي الْمَبِيتِ وَالْإِيوَاءِ وَالنّفَقَةِ وَأَمّا الْمَحَبّةُ فَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا لَا أَمْلِكُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَقِيلَ هُوَ الْحُبّ وَالْجِمَاعُ وَلَا تَجِبُ التّسْوِيَةُ فِي ذَلِكَ لِأَنّهُ مِمّا لَا يَمْلِكُ . وَهَلْ كَانَ الْقَسْمُ وَاجِبًا عَلَيْهِ أَوْ كَانَ لَهُ مُعَاشَرَتُهُنّ مِنْ غَيْرِ قَسْمٍ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ لِلْفُقَهَاءِ . فَهُوَ أَكْثَرُ الْأُمّةِ نِسَاءً قَالَ ابْنُ عَبّاسٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif تَزَوّجُوا فَإِنّ خَيْرَ هَذِهِ الْأُمّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَطَلّقَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَرَاجَعَ وَآلَى إيلَاءً مُؤَقّتًا بِشَهْرٍ وَلَمْ يُظَاهِرْ أَبَدًا وَأَخْطَأَ مَنْ قَالَ إنّهُ ظَاهَرَ خَطَأً عَظِيمًا وَإِنّمَا ذَكَرْته هُنَا تَنْبِيهًا عَلَى قُبْحِ خَطَئِهِ وَنِسْبَتِهِ إلَى مَا بَرّأَهُ اللّهُ مِنْهُ .
وَكَانَتْ سِيرَتُهُ مَعَ أَزْوَاجِهِ حُسْنَ الْمُعَاشَرَةِ وَحُسْنَ الْخُلُقِ . وَكَانَ يُسَرّبُ إلَى عَائِشَة َ بَنَاتَ الْأَنْصَارِ يَلْعَبْنَ مَعَهَا . وَكَانَ إذَا هَوِيَتْ شَيْئًا لَا مَحْذُورَ فِيهِ تَابَعَهَا عَلَيْهِ وَكَانَتْ إذَا شَرِبَتْ مِنْ الْإِنَاءِ أَخَذَهُ فَوَضَعَ فَمَهُ فِي مَوْضِعِ فَمِهَا وَشَرِبَ وَكَانَ إذَا تَعَرّقَتْ عَرْقًا - وَهُوَ الْعَظْمُ الّذِي عَلَيْهِ لَحْمٌ - أَخَذَهُ فَوَضَعَ فَمَهُ مَوْضِعَ فَمِهَا وَكَانَ يَتّكِئُ فِي حِجْرِهَا وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَرَأْسُهُ فِي حِجْرِهَا وَرُبّمَا كَانَتْ حَائِضًا وَكَانَ يَأْمُرُهَا وَهِيَ حَائِضٌ فَتَتّزِرُ ثُمّ يُبَاشِرُهَا وَكَانَ يُقَبّلُهَا وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ مِنْ لُطْفِهِ وَحُسْنِ خُلُقِهِ مَعَ أَهْلِهِ أَنّهُ يُمَكّنُهَا مِنْ اللّعِبِ وَيُرِيهَا الْحَبَشَةَ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي مَسْجِدِهِ وَهِيَ مُتّكِئَةٌ عَلَى مَنْكِبَيْهِ تَنْظُرُ وَسَابَقَهَا فِي السّفَرِ عَلَى الْأَقْدَامِ مَرّتَيْنِ وَتَدَافَعَا فِي خُرُوجِهِمَا مِنْ الْمَنْزِلِ مَرّةً . http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ إذَا أَرَادَ سَفَرًا أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ فَأَيّتُهُنّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بِهَا مَعَهُ وَلَمْ يَقْضِ لِلْبَوَاقِي شَيْئًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الْجُمْهُورُ .
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرُبّمَا مَدّ يَدَهُ إلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فِي حَضْرَةِ بَاقِيهِنّ . وَكَانَ إذَا صَلّى الْعَصْرَ دَارَ عَلَى نِسَائِهِ فَدَنَا مِنْهُنّ وَاسْتَقْرَأَ أَحْوَالَهُنّ فَإِذَا جَاءَ اللّيْلُ انْقَلَبَ إلَى بَيْتِ صَاحِبَةِ النّوْبَةِ فَخَصّهَا بِاللّيْلِ . وَقَالَتْ عَائِشَةُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لَا يُفَضّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعْضٍ فِي مُكْثِهِ عِنْدَهُنّ فِي الْقَسْمِ وَقَلّ يَوْمٌ إلّا كَانَ يَطُوفُ عَلَيْنَا جَمِيعًا فَيَدْنُو مِنْ كُلّ امْرَأَةٍ مِنْ غَيْرِ مَسِيسٍ حَتّى يَبْلُغَ الّتِي هُوَ فِي نَوْبَتِهَا فَيَبِيتُ عِنْدَهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يُقَسّمُ لِثَمَانٍ مِنْهُنّ دُونَ التّاسِعَةِ وَوَقَعَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ قَوْلِ عَطَاءٍ أَنّ الّتِي لَمْ يَكُنْ يُقْسِمُ لَهَا هِيَ صَفِيّةُ بِنْتُ حُيَيّ وَهُوَ غَلَطٌ مِنْ عَطَاءٍ رَحِمَهُ اللّهُ وَإِنّمَا هِيَ سَوْدَةُ فَإِنّهَا لَمّا كَبِرَتْ وَهَبَتْ نَوْبَتَهَا لِعَائِشَةَ . وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ وَسَبَبُ هَذَا الْوَهْمِ - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - أَنّهُ كَانَ قَدْ وَجَدَ عَلَى صَفِيّةَ فِي شَيْءٍ فَقَالَتْ لِعَائِشَةَ هَلْ لَكِ أَنْ تُرْضِيَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنّي وَأَهَبُ لَكِ يَوْمِي ؟ قَالَتْ نَعَمْ فَقَعَدَتْ عَائِشَةُ إلَى جَنْبِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي يَوْمِ صَفِيّةَ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif : إلَيْكِ عَنّي يَا عَائِشَةُ فَإِنّهُ لَيْسَ يَوْمَكِ فَقَالَتْ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَأَخْبَرَتْهُ بِالْخَبَرِ فَرَضِيَ عَنْهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَإِنّمَا كَانَتْ وَهَبَتْهَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَتِلْكَ النّوْبَةَ الْخَاصّةَ وَيَتَعَيّنُ ذَلِكَ وَإِلّا كَانَ يَكُونُ الْقَسْمُ لِسَبْعٍ مِنْهُنّ وَهُوَ خِلَافُ الْحَدِيثِ الصّحِيحِ الّذِي لَا رَيْبَ فِيهِ أَنّ الْقَسْمَ كَانَ لِثَمَانٍ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَلَوْ اتّفَقَتْ مِثْلُ هَذِهِ الْوَاقِعَةِ لِمَنْ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ زَوْجَتَيْنِ فَوَهَبَتْ إحْدَاهُنّ يَوْمَهَا لِلْأُخْرَى فَهَلْ لِلزّوْجِ أَنْ يُوَالِيَ بَيْنَ لَيْلَةِ الْمَوْهُوبَةِ وَلَيْلَتِهَا الْأَصْلِيّةِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَيْلَةُ الْوَاهِبَةِ تَلِيهَا أَوْ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَجْعَلَ لَيْلَتَهَا هِيَ اللّيْلَةَ الّتِي كَانَتْ تَسْتَحِقّهَا الْوَاهِبَةُ بِعَيْنِهَا ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ .
وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَأْتِي أَهْلَهُ آخِرَ اللّيْلِ وَأَوّلَهُ فَكَانَ إذَا جَامَعَ أَوّلَ اللّيْلِ رُبّمَا اغْتَسَلَ وَنَامَ وَرُبّمَا تَوَضّأَ وَنَامَ . وَذَكَرَ أَبُو إسْحَاقَ السّبِيعِيّ عَنْ الْأَسْوَدِ عَنْ عَائِشَةَ أَنّهُ كَانَ رُبّمَا نَامَ وَلَمْ يَمَسّ مَاءً وَهُوَ غَلَطٌ عِنْدَ أَئِمّةِ الْحَدِيثِ وَقَدْ أَشْبَعْنَا الْكَلَامَ عَلَيْهِ فِي كِتَابِ تَهْذِيبِ سُنَنِ أَبِي دَاوُد وَإِيضَاحَ عِلَلِهِ وَمُشْكِلَاتِهِ .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يَطُوفُ عَلَى نِسَائِهِ بِغُسْلٍ وَاحِدٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرُبّمَا اغْتَسَلَ عِنْدَ كُلّ وَاحِدَةٍ فَعَلَ هَذَا وَهَذَا .
وَكَانَ إذَا سَافَرَ وَقَدِمَ لَمْ يَطْرُقْ أَهْلَهُ لَيْلًا وَكَانَ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1035.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1037.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:55 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ وَسِيرَتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي نَوْمِهِ وَانْتِبَاهِهِ


كَانَ يَنَامُ عَلَى الْفِرَاشِ تَارَةً وَعَلَى النّطْعِ تَارَةً وَعَلَى الْحَصِيرِ تَارَةً وَعَلَى الْأَرْضِ تَارَةً وَعَلَى السّرِيرِ تَارَةً بَيْنَ رِمَالِهِ وَتَارَةً عَلَى كِسَاءٍ أَسْوَدَ .
قَالَ عَبّادُ بْنُ تَمِيمٍ عَنْ عَمّهِ رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ وَاضِعًا إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى . وَكَانَ فِرَاشُهُ أُدُمًا حَشْوُهُ لِيفٌ . وَكَانَ لَهُ مِسْحٌ يَنَامُ عَلَيْهِ يُثَنّى بِثَنْيَتَيْنِ وَثُنِيَ لَهُ يَوْمًا أَرْبَعُ ثَنَيَاتٍ فَنَهَاهُمْ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رُدّوهُ إلَى حَالِهِ الْأَوّلِ فَإِنّهُ مَنَعَنِي صَلَاتِي اللّيْلَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَالْمَقْصُودُ أَنّهُ نَامَ عَلَى الْفِرَاشِ وَتَغَطّى بِاللّحَافِ وَقَالَ لِنِسَائِه : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا أَتَانِي جِبْرِيلُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنّ غَيْرَ عَائِشَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَتْ وِسَادَتُهُ أُدُمًا حَشْوُهَا لِيفٌ .
وَكَانَ إذَا أَوَى إلَى فِرَاشِهِ لِلنّوْمِ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بِاسْمِكَ اللّهُمّ أَحْيَا وَأَمُوتُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يَجْمَعُ كَفّيْهِ ثُمّ يَنْفُثُ فِيهِمَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهِمَا : " قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ " " قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ " ثُمّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ .
وَكَانَ يَنَامُ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ وَيَضَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى تَحْتَ خَدّهِ الْأَيْمَنِ ثُمّ يَقُول : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ قِنِي عَذَابَك يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يَقُولُ إذَا أَوَى إلَى فِرَاشِه : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا فَكَمْ مِمّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ . وَذَكَرَ أَيْضًا أَنّهُ كَانَ يَقُولُ إذَا أَوَى إلَى فِرَاشِهِ
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ رَبّ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبّنَا وَرَبّ كُلّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبّ وَالنّوَى مُنْزِلَ التّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ كُلّ ذِي شَرّ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ أَنْتَ الْأَوّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنّا الدّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ إذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ فِي اللّيْلِ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا إلَهَ إلّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ اللّهُمّ إنّي أَسْتَغْفِرُكَ لِذَنْبِي وَأَسْأَلُكَ رَحْمَتَك اللّهُمّ زِدْنِي عِلْمًا وَلَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ إذَا انْتَبَهَ مِنْ نَوْمِه قَال : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْحَمْدُ لِلّهِ الّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النّشُورُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ثُمّ يَتَسَوّكُ وَرُبّمَا قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ مِنْ آخِرِ آلِ عِمْرَانَ مِنْ قَوْلِهِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (javascript:DisplayAyaa(3,190))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif إلَى آخِرِهَا [ آلِ عِمْرَانَ 200 ] . وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيّمُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقّ وَوَعْدُكَ الْحَقّ وَلِقَاؤُكَ حَقّ وَالْجَنّةُ حَقّ وَالنّارُ حَقّ وَالنّبِيّونَ حَقّ وَمُحَمّدٌ حَقّ وَالسّاعَةُ حَقّ اللّهُمّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْت وَعَلَيْكَ تَوَكّلْت وَإِلَيْكَ أَنَبْت وَبِكَ خَاصَمْت وَإِلَيْكَ حَاكَمْت فَاغْفِرْ لِي مَا قَدّمْت وَمَا أَخّرْت وَمَا أَسْرَرْت وَمَا أَعْلَنْت أَنْتَ إلَهِي لَا إلَهَ إلّا أَنْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَنَامُ أَوّلَ اللّيْلِ وَيَقُومُ آخِرَهُ وَرُبّمَا سَهِرَ أَوّلَ اللّيْلِ فِي مَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ وَكَانَ تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ . وَكَانَ إذَا نَامَ لَمْ يُوقِظُوهُ حَتّى يَكُونَ هُوَ الّذِي يَسْتَيْقِظُ .
وَكَانَ إذَا عَرّسَ بِلَيْلٍ اضْطَجَعَ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ وَإِذَا عَرّسَ قُبَيْلَ الصّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ وَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى كَفّهِ هَكَذَا قَالَ التّرْمِذِيّ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ فِي صَحِيحِهِ كَانَ إذَا عَرّسَ بِاللّيْلِ تَوَسّدَ يَمِينَهُ وَإِذَا عَرّسَ قُبَيْلَ الصّبْحِ نَصَبَ سَاعِدَهُ وَأَظُنّ هَذَا وَهْمًا وَالصّوَابُ حَدِيثُ التّرْمِذِيّ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالتّعْرِيسُ إنّمَا يَكُونُ قُبَيْلَ الصّبْحِ . وَكَانَ نَوْمُهُ أَعْدَلَ النّوْمِ وَهُوَ أَنْفَعُ مَا يَكُونُ مِنْ النّوْمِ وَالْأَطِبّاءُ يَقُولُونَ هُوَ ثُلُثُ اللّيْلِ وَالنّهَارِ ثَمَانُ سَاعَاتٍ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1036.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1038.htm)

قيـس
10-04-2010, 04:56 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الرّكُوبِ

رَكِبَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ وَرَكِبَ الْفَرَسَ مُسْرَجَةً تَارَةً وَعَرِيّا أُخْرَى وَكَانَ يُجْرِيهَا فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ وَكَانَ يَرْكَبُ وَحْدَهُ وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَرُبّمَا أَرْدَفَ خَلْفَهُ عَلَى الْبَعِيرِ وَرُبّمَا أَرْدَفَ خَلْفَهُ وَأَرْكَبَ أَمَامَهُ وَكَانُوا ثَلَاثَةً عَلَى بَعِيرٍ وَأَرْدَفَ الرّجَالَ وَأَرْدَفَ بَعْضَ نِسَائِهِ وَكَانَ أَكْثَرَ مَرَاكِبِهِ الْخَيْلُ وَالْإِبِلُ .
وَأَمّا الْبِغَالُ فَالْمَعْرُوفُ أَنّهُ كَانَ عِنْدَهُ مِنْهَا بَغْلَةٌ وَاحِدَةٌ أَهْدَاهَا لَهُ بَعْضُ الْمُلُوكِ وَلَمْ تَكُنْ الْبِغَالُ مَشْهُورَةً بِأَرْضِ الْعَرَبِ بَلْ لَمّا أُهْدِيَتْ لَهُ الْبَغْلَةُ قِيلَ أَلّا نُنَزّيَ الْخَيْلَ عَلَى الْحُمُرِ ؟ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ الّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1037.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1039.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:06 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ [ اتّخَاذُ الْغَنَمِ وَالرّقِيقِ ]

وَاِتّخَذَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْغَنَمَ . وَكَانَ لَهُ مِائَةُ شَاةٍ وَكَانَ لَا يُحِبّ أَنْ تَزِيدَ عَلَى مِائَةٍ فَإِذَا زَادَتْ بَهْمَةٌ ذَبَحَ مَكَانَهَا أُخْرَى عُتَقَاؤُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْعَبِيدِ أَكْثَرُ مِنْ الْإِمَاءِ وَاِتّخَذَ الرّقِيقَ مِنْ الْإِمَاءِ وَالْعَبِيدِ .

[ عُتَقَاؤُهُ مِنْ الْعَبِيدِ أَكْثَرَ مِنْ الْإِمَاءِ ]

وَكَانَ مَوَالِيهِ وَعُتَقَاؤُهُ مِنْ الْعَبِيدِ أَكْثَرَ مِنْ الْإِمَاءِ

[ الْمَوَاضِعُ الّتِي تَكُونُ فِيهَا الْأُنْثَى عَلَى النّصْفِ مِنْ الذّكَرِ ]

وَقَدْ رَوَى التّرْمِذِيّ فِي جَامِعِهِمِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَة َ وَغَيْرِهِ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَيّمَا امْرِئٍ أَعْتَقَ امْرءًا مُسْلِمًا كَانَ فِكَاكَهُ مِنْ النّارِ يُجْزِئُ كُلّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ وَأَيّمَا امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأَتَيْنِ مُسْلِمَتَيْنِ كَانَتَا فِكَاكَهُ مِنْ النّارِ يُجْزِئُ كُلّ عُضْوَيْنِ مِنْهُمَا عُضْوًا مِنْه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ . وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنّ عِتْقَ الْعَبْدِ أَفْضَلُ وَأَنّ عِتْقَ الْعَبْدِ يَعْدِلُ عِتْقَ أَمَتَيْنِ فَكَانَ أَكْثَرُ عُتَقَائِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْعَبِيدِ وَهَذَا أَحَد الْمَوَاضِعِ الْخَمْسَةِ الّتِي تَكُونُ فِيهَا الْأُنْثَى عَلَى النّصْفِ مِنْ الذّكَرِ
وَالثّانِي : الْعَقِيقَةُ فَإِنّهُ عَنْ الْأُنْثَى شَاةٌ وَعَنْ الذّكَرِ شَاتَانِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَفِيهِ عِدّةُ أَحَادِيثَ صِحَاحٍ وَحِسَانٍ . وَالثّالِثُ الشّهَادَةُ فَإِنّ شَهَادَةَ امْرَأَتَيْنِ بِشَهَادَةِ رَجُلٍ .
وَالرّابِعُ الْمِيرَاثُ .
وَالْخَامِسُ الدّيَةُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1038.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1040.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:07 AM
الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْعُقُودِ

وَبَاعَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَاشْتَرَى وَكَانَ شِرَاؤُهُ بَعْدَ أَنْ أَكْرَمَهُ اللّهُ تَعَالَى بِرِسَالَتِهِ أَكْثَرَ مِنْ بَيْعِهِ وَكَذَلِكَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ لَا يَكَادُ يُحْفَظُ عَنْهُ الْبَيْعُ إلّا فِي قَضَايَا يَسِيرَةٍ أَكْثَرُهَا لِغَيْرِهِ كَبَيْعِهِ الْقَدَحَ وَالْحِلْسَ فِيمَنْ يَزِيدُ وَبَيْعِهِ يَعْقُوبَ الْمُدَبّرَ غُلَامَ أَبِي مَذْكُورٍ وَبَيْعِهِ عَبْدًا أَسْوَدَ بِعَبْدَيْنِ .
وَأَمّا شِرَاؤُهُ فَكَثِيرٌ وَآجَرَ وَاسْتَأْجَرَ وَاسْتِئْجَارُهُ أَكْثَرُ مِنْ إيجَارِهِ وَإِنّمَا يُحْفَظُ عَنْهُ أَنّهُ أَجّرَ نَفْسَهُ قَبْلَ النّبُوّةِ فِي رِعَايَةِ الْغَنَمِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَأَجّرَ نَفْسَهُ مِنْ خَدِيجَةَ فِي سَفَرِهِ بِمَالِهَا إلَى الشّامِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَإِنْ كَانَ الْعَقْدُ مُضَارَبَةً فَالْمَضَارِبُ أَمِينٌ وَأَجِيرٌ وَوَكِيلٌ وَشَرِيكٌ فَأَمِينٌ إذَا قَبَضَ الْمَالَ وَوَكِيلٌ إذَا تَصَرّفَ فِيهِ وَأَجِيرٌ فِيمَا يُبَاشِرُهُ بِنَفْسِهِ مِنْ الْعَمَلِ وَشَرِيكٌ إذَا ظَهَرَ فِيهِ الرّبْحُ .
وَقَدْ أَخْرَجَ الْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِه ِ مِنْ حَدِيثِ الرّبِيعِ بْنِ بَدْرٍ عَنْ أَبِي الزّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif آجَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَفْسَهُ مِنْ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِد ٍ سَفْرَتَيْنِ إلَى جَرَشَ كُلّ سَفْرَةٍ بِقَلُوص ٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ . قَالَ فِي النّهَايَةِ : جُرَشُ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%cc%d1%d4)بِضَمّ الْجِيمِ وَفَتْحِ الرّاءِ مِنْ مَخَالِيفِ الْيَمَنِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%ed%e3%e4)وَهُوَ بِفَتْحِهِمَا بَلَدٌ بِالشّامِ . قُلْت : إنْ صَحّ الْحَدِيثُ فَإِنّمَا هُوَ الْمَفْتُوحُ الّذِي بِالشّامِ وَلَا يَصِحّ فَإِنّ الرّبِيعَ بْنَ بَدْرٍ هَذَا هُوَ عُلَيْلَةٌ ضَعّفَهُ أَئِمّةُ الْحَدِيثِ . قَالَ النّسَائِيّ وَالدّارَقُطْنِيّ وَالْأَزْدِيّ مَتْرُوكٌ وَكَأَنّ الْحَاكِمَ ظَنّهُ الرّبِيعَ بْنَ بَدْرٍ مَوْلَى طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ .
وَشَارَكَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّم َ وَلَمّا قَدِمَ عَلَيْهِ شَرِيكُهُ قَالَ : أَمَا تَعْرِفُنِي ؟ قَالَ أَمَا كُنْتَ شَرِيكِي ؟ فَنِعْمَ الشّرِيكُ كُنْتَ لَا تُدَارِي وَلَا تُمَارِي . وَتُدَارِئُ بِالْهَمْزَةِ مِنْ الْمُدَارَأَةِ وَهِيَ مُدَافَعَةُ الْحَقّ فَإِنْ تُرِكَ هَمْزُهَا صَارَتْ مِنْ الْمُدَارَاةِ وَهِيَ الْمُدَافَعَةُ بِاَلّتِي هِيَ أَحْسَنُ .
وَوَكّلَ وَتَوَكّلَ وَكَانَ تَوْكِيلُهُ أَكْثَرَ مِنْ تَوَكّلِهِ . وَأَهْدَى وَقَبِلَ الْهَدِيّةَ وَأَثَابَ عَلَيْهَا وَوَهَبَ وَاتّهَبَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فَقَالَ لِسَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ وَقَدْ وَقَعَ فِي سَهْمِهِ جَارِيَةٌ : هَبْهَا لِي فَوَهَبَهَا لَهُ فَفَادَى بِهَا مِنْ أَهْلِ مَكّةَ أُسَارَى مِنْ الْمُسْلِمِينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَاسْتَدَانَ بِرَهْنٍ وَبِغَيْرِ رَهْنٍ وَاسْتَعَارَ وَاشْتَرَى بِالثّمَنِ الْحَالّ وَالْمُؤَجّلِ .

[الضّمَان ]

وَضَمِنَ ضَمَانًا خَاصّا عَلَى رَبّهِ عَلَى أَعْمَالٍ مَنْ عَمِلَهَا كَانَ مَضْمُونًا لَهُ بِالْجَنّةِ وَضَمَانًا عَامّا لِدُيُونِ مَنْ تُوُفّيَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَدَعْ وَفَاءً أَنّهَا عَلَيْهِ وَهُوَ يُوفِيهَا وَقَدْ قِيلَ إنّ هَذَا الْحُكْمَ عَامّ لِلْأَئِمّةِ بَعْدَهُ فَالسّلْطَانُ ضَامِنٌ لِدُيُونِ الْمُسْلِمِينَ إذَا لَمْ يُخْلِفُوا وَفَاءً فَإِنّهَا عَلَيْهِ يُوَفّيهَا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ وَقَالُوا : كَمَا يَرِثُهُ إذَا مَاتَ وَلَمْ يَدَعْ وَارِثًا فَكَذَلِكَ يَقْضِي عَنْهُ دَيْنَهُ إذَا مَاتَ وَلَمْ يَدَعْ وَفَاءً وَكَذَلِكَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مَنْ يُنْفِقُ عَلَيْهِ .
وَوَقَفَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَرْضًا كَانَتْ لَهُ جَعَلَهَا صَدَقَةً فِي سَبِيلِ اللّهِ وَتَشَفّعَ وَشُفّعَ إلَيْهِ وَرَدّتْ بِرَيْرَةُ شَفَاعَتَهُ فِي مُرَاجَعَتِهَا مُغِيثًا فَلَمْ يَغْضَبْ عَلَيْهَا وَلَا عَتَبَ وَهُوَ الْأُسْوَةُ وَالْقُدْوَةُ وَحَلَفَ فِي أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَوْضِعًا وَأَمَرَهُ اللّهُ سُبْحَانَهُ بِالْحَلِفِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ فَقَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبّي إِنّهُ لَحَقّ (javascript:DisplayAyaa(10,53))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ يُونُسُ 53 ] وَقَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبّي لَتَأْتِيَنّكُمْ (javascript:DisplayAyaa(34,3))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ سَبَأٌ 3 ] وَقَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif زَعَمَ الّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبّي لَتُبْعَثُنّ ثُمّ لَتُنَبّؤُنّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرٌ (javascript:DisplayAyaa(64,7))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif التّغَابُنُ 7 ] وَكَانَ إسْمَاعِيلُ بْنُ إسْحَاقَ الْقَاضِي يُذَاكِرُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمّدَ بْنَ دَاوُد الظّاهِرِيّ وَلَا يُسَمّيهِ بِالْفَقِيهِ فَتَحَاكَمَ إلَيْهِ يَوْمًا هُوَ وَخَصْمٌ لَهُ فَتَوَجّهَتْ الْيَمِينُ عَلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ دَاوُد فَتَهَيّأَ لِلْحَلِفِ فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي إسْمَاعِيلُ أَوَتَحْلِفُ وَمِثْلُك يَحْلِفُ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ فَقَالَ وَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ الْحَلِفِ وَقَدْ أَمَرَ اللّهُ تَعَالَى نَبِيّهُ بِالْحَلِفِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ أَيْنَ ذَلِكَ ؟ فَسَرَدَهَا لَهُ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَحْسَنَ ذَلِكَ مِنْهُ جِدّا وَدَعَاهُ بِالْفَقِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ .

[الِاسْتِثْنَاءُ فِي الْيَمِينِ ]

وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَسْتَثْنِي فِي يَمِينِهِ تَارَةً وَيُكَفّرُهَا تَارَةً وَيَمْضِي فِيهَا تَارَةً وَالِاسْتِثْنَاءُ يَمْنَعُ عَقْدَ الْيَمِينِ وَالْكَفّارَةُ تُحِلّهَا بَعْدَ عَقْدِهَا وَلِهَذَا سَمّاهَا اللّهُ تَحِلّةً .

[الْمِزَاحُ ]

وَكَانَ يُمَازِحُ وَيَقُولُ فِي مِزَاحِهِ الْحَقّ وَيُوَرّي وَلَا يَقُولُ فِي تَوْرِيَتِهِ إلّا الْحَقّ مِثْلَ أَنْ يُرِيدَ جِهَةً يَقْصِدُهَا فَيَسْأَلُ عَنْ غَيْرِهَا كَيْفَ طَرِيقُهَا ؟ وَكَيْفَ مِيَاهُهَا وَمَسْلَكُهَا ؟ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ . وَكَانَ يُشِيرُ وَيَسْتَشِيرُ . وَكَانَ يَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجِنَازَةَ وَيُجِيبُ الدّعْوَةَ وَيَمْشِي مَعَ الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ وَالضّعِيفِ فِي حَوَائِجِهِمْ وَسَمِعَ مَدِيحَ الشّعْرِ وَأَثَابَ عَلَيْهِ وَلَكِنْ مَا قِيلَ فِيهِ مِنْ الْمَدِيحِ فَهُوَ جُزْءٌ يَسِيرٌ جِدّا مِنْ مَحَامِدِهِ وَأَثَابَ عَلَى الْحَقّ . وَأَمّا مَدْحُ غَيْرِهِ مِنْ النّاسِ فَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ بِالْكَذِبِ فَلِذَلِكَ أَمَرَ أَنْ يُحْثَى فِي وُجُوهِ الْمَدّاحِينَ التّرَابُ
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1039.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1041.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:08 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ وَسَابَقَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِنَفْسِهِ عَلَى الْأَقْدَامِ وَصَارَعَ

وَخَصَفَ نَعْلَهُ بِيَدِهِ وَرَقّعَ ثَوْبَهُ بِيَدِهِ وَرَقّعَ دَلْوهُ وَحَلَبَ شَاتَهُ وَفَلّى ثَوْبَهُ وَخَدَمَ أَهْلَهُ وَنَفْسَهُ وَحَمَلَ مَعَهُمْ اللّبِنَ فِي بِنَاءِ الْمَسْجِدِ وَرَبَطَ عَلَى بَطْنِهِ الْحَجَرَ مِنْ الْجُوعِ تَارَةً وَشَبِعَ تَارَةً وَأَضَافَ وَأُضِيفَ وَاحْتَجَمَ فِي وَسَطِ رَأْسِهِ وَعَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ وَاحْتَجَمَ فِي الْأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ وَهُوَ مَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ وَتَدَاوَى وَكَوَى وَلَمْ يَكْتَوِ وَرَقَى وَلَمْ يَسْتَرْقِ وَحَمَى الْمَرِيضَ مِمّا يُؤْذِيهِ .

[ جَمَعَ الْقُرْآنَ لِأُصُولِ الطّبّ ]

وَأُصُولُ الطّبّ ثَلَاثَةٌ : الْحِمْيَةُ وَحِفْظُ الصّحّةِ وَاسْتِفْرَاغُ الْمَادّةِ الْمُضِرّةِ وَقَدْ جَمَعَهَا اللّهُ تَعَالَى لَهُ وَلِأُمّتِهِ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ فَحَمَى الْمَرِيضَ مِنْ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ خَشْيَةً مِنْ الضّرَرِ فَقَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمّمُوا صَعِيدًا طَيّبًا (javascript:DisplayAyaa(4,43))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ النّسَاءُ 43 وَالْمَائِدَةُ 6 ] فَأَبَاحَ التّيَمّمَ لِلْمَرِيضِ حِمْيَةً لَهُ كَمَا أَبَاحَهُ لِلْعَادِمِ وَقَالَ فِي حِفْظِ الصّحّةِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ (javascript:DisplayAyaa(2,184))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْبَقَرَةُ 184 ] فَأَبَاحَ لِلْمُسَافِرِ الْفِطْرَ فِي رَمَضَانَ حِفْظًا لِصِحّتِهِ لِئَلّا يَجْتَمِعَ عَلَى قُوّتِهِ الصّوْمُ وَمَشَقّةُ السّفَرِ فَيُضْعِفُ الْقُوّةَ وَالصّحّةَ .
وَقَالَ فِي الِاسْتِفْرَاغِ فِي حَلْقِ الرّأْسِ لِلْمُحْرِمِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ (javascript:DisplayAyaa(2,196))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْبَقَرَةُ 196 ] فَأَبَاحَ لِلْمَرِيضِ وَمَنْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ وَهُوَ مُحْرِمٌ أَنْ يَحْلِقَ رَأْسَهُ وَيَسْتَفْرِغَ الْمَوَادّ الْفَاسِدَةَ وَالْأَبْخِرَةَ الرّدِيئَةَ الّتِي تَوَلّدَ عَلَيْهِ الْقَمْلُ كَمَا حَصَلَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ أَوْ تَوَلّدَ عَلَيْهِ الْمَرَضُ وَهَذِهِ الثّلَاثَةُ هِيَ قَوَاعِدُ الطّبّ وَأُصُولُهُ فَذَكَرَ مِنْ كُلّ جِنْسٍ مِنْهَا شَيْئًا وَصُورَةً تَنْبِيهًا بِهَا عَلَى نِعْمَتِهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي أَمْثَالِهَا مِنْ حِمْيَتِهِمْ وَحِفْظِ صِحّتِهِمْ وَاسْتِفْرَاغِ مَوَادّ أَذَاهُمْ رَحْمَةً لِعِبَادِهِ وَلُطْفًا بِهِمْ وَرَأْفَةً بِهِمْ . وَهُوَ الرّءُوفُ الرّحِيمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1040.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1042.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:09 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي مُعَامَلَتِهِ
[السّلَفِ فِي الْعُقُودِ ]

كَانَ أَحْسَنَ النّاسِ مُعَامَلَةً . وَكَانَ إذَا اسْتَسْلَفَ سَلَفًا قَضَى خَيْرًا مِنْهُ .http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ إذَا اسْتَسْلَفَ مِنْ رَجُلٍ سَلَفًا قَضَاهُ إيّاهُ وَدَعَا لَهُ فَقَالَ : بَارَكَ اللّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِك إنّمَا جَزَاءُ السّلَفِ الْحَمْدُ وَالْأَدَاءُhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَاسْتَسْلَفَ مِنْ رَجُلٍ أَرْبَعِينَ صَاعًا فَاحْتَاجَ الْأَنْصَارِيّ فَأَتَاهُ فَقَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : مَا جَاءَنَا مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ فَقَالَ الرّجُلُ وَأَرَادَ أَنْ يَتَكَلّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ : لَا تَقُلْ إلّا خَيْرًا فَأَنَا خَيْرُ مَنْ تَسَلّفَ فَأَعْطَاهُ أَرْبَعِينَ فَضْلًا وَأَرْبَعِينَ سُلْفَةً فَأَعْطَاهُ ثَمَانِينَhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ الْبَزّارُ .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَاقْتَرَضَ بَعِيرًا فَجَاءَ صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ فَأَغْلَظَ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَهَمّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَقَالَ : دَعُوهُ فَإِنّ لِصَاحِبِ الْحَقّ مَقَالًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/H2.GIF وَاشْتَرَى مَرّةً شَيْئًا وَلَيْسَ عِنْدَهُ ثَمَنُهُ فَأُرْبِحَ فِيهِ فَبَاعَهُ وَتَصَدّقَ بِالرّبْحِ عَلَى أَرَامِلِ بَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ وَقَالَ : لَا أَشْتَرِي بَعْدَ هَذَا شَيْئًا إلّا وَعِنْدِي ثَمَنُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ أَبُو دَاود وَهَذَا لَا يُنَاقِضُ الشّرَاءَ فِي الذّمّةِ إلَى أَجَلٍ فَهَذَا شَيْءٌ وَهَذَا شَيْءٌ .http://sirah.al-islam.com/media/H2.GIF وَتَقَاضَاهُ غَرِيمٌ لَهُ دَيْنًا فَأَغْلَظَ عَلَيْهِ فَهَمّ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ فَقَالَ : مَهْ يَا عُمَرُ كُنْت أَحْوَجَ إلَى أَنْ تَأْمُرَنِي بِالْوَفَاءِ . وَكَانَ أَحْوَجَ إلَى أَنْ تَأْمُرَهُ بِالصّبْرِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gifhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَبَاعَهُ يَهُودِيّ بَيْعًا إلَى أَجَلٍ فَجَاءَهُ قَبْلَ الْأَجَلِ يَتَقَاضَاهُ ثَمَنَهُ فَقَالَ : لَمْ يَحِلْ الْأَجَلُ فَقَالَ الْيَهُودِيّ : إنّكُمْ لَمَطْلٌ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ فَهَمّ بِهِ أَصْحَابُهُ فَنَهَاهُمْ فَلَمْ يَزِدْهُ ذَلِكَ إلّا حِلْمًا فَقَالَ الْيَهُودِيّ : كُلّ شَيْءٍ مِنْهُ قَدْ عَرَفْته مِنْ عَلَامَاتِ النّبُوّةِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ وَهِيَ أَنّهُ لَا تَزِيدُهُ شِدّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إلّا حِلْمًا فَأَرَدْتُ أَنْ أَعْرِفَهَا فَأَسْلَمَ الْيَهُودِيّhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1041.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1043.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:10 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي مَشْيِهِ وَحْدَهُ وَمَعَ أَصْحَابِهِ

كَانَ إذَا مَشَى تَكَفّأَ تَكَفّؤًا وَكَانَ أَسْرَعَ النّاسِ مِشْيَةً وَأَحْسَنَهَا وَأَسْكَنَهَا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَأَنّ الشّمْسَ تَجْرِي فِي وَجْهِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَسْرَعَ فِي مِشْيَتِهِ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَأَنّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ وَإِنّا لَنُجْهِدَ أَنْفُسَنَا وَإِنّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا مَشَى تَكَفّأَ تَكَفّؤًا كَأَنّمَا يَنْحَطّ مِنْ صَبَب http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ مَرّةً http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا مَشَى تَقَلّع http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قُلْت : وَالتّقَلّعُ الِارْتِفَاعُ مِنْ الْأَرْضِ بِجُمْلَتِهِ كَحَالِ الْمُنْحَطّ مِنْ الصّبَبِ وَهِيَ مِشْيَةُ أُولِي الْعَزْمِ وَالْهِمّةِ وَالشّجَاعَةِ وَهِيَ أَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ وَأَرْوَاحُهَا لِلْأَعْضَاءِ وَأَبْعَدُهَا مِنْ مِشْيَةِ الْهَوَجِ وَالْمَهَانَةِ وَالتّمَاوُتِ فَإِنّ الْمَاشِيَ إمّا أَنْ يَتَمَاوَتَ فِي مَشْيِهِ وَيَمْشِيَ قِطْعَةً وَاحِدَةً كَأَنّهُ خَشَبَةٌ مَحْمُولَةٌ وَهِيَ مِشْيَةٌ مَذْمُومَةٌ قَبِيحَةٌ وَإِمّا أَنْ يَمْشِيَ بِانْزِعَاجٍ وَاضْطِرَابٍ مَشْيَ الْجَمَلِ الْأَهْوَجِ وَهِيَ مِشْيَةٌ مَذْمُومَةٌ أَيْضًا وَهِيَ دَالّةٌ عَلَى خِفّةِ عَقْلِ صَاحِبِهَا وَلَا سِيّمَا إنْ كَانَ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ حَالَ مَشْيِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا وَإِمّا أَنْ يَمْشِيَ هَوْنًا وَهِيَ مِشْيَةُ عِبَادِ الرّحْمَنِ كَمَا وَصَفَهُمْ بِهَا فِي كِتَابِهِ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَعِبَادُ الرّحْمَنِ الّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (javascript:DisplayAyaa(25,63))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْفُرْقَانُ : 63 ] قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السّلَفِ بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ مِنْ غَيْرِ تَكَبّرٍ وَلَا تَمَاوُتٍ وَهِيَ مِشْيَةُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَإِنّهُ مَعَ هَذِهِ الْمِشْيَةِ كَانَ كَأَنّمَا يَنْحَطّ مِنْ صَبَبٍ وَكَأَنّمَا الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ حَتّى كَانَ الْمَاشِي مَعَهُ يُجْهِدُ نَفْسَهُ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ وَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَمْرَيْنِ أَنّ مِشْيَتَهُ لَمْ تَكُنْ مِشْيَةً بِتَمَاوُتٍ وَلَا بِمَهَانَةٍ بَلْ مِشْيَةً أَعْدَلَ الْمَشَيَاتِ .

[ أَنْوَاعُ الْمَشْيِ ]

وَالْمِشْيَاتُ عَشَرَةُ أَنْوَاعٍ هَذِهِ الثّلَاثَةُ مِنْهَا وَالرّابِعُ السّعْيُ . وَالْخَامِسُ الرّمَلُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْمَشْيِ مَعَ تَقَارُبِ الْخُطَى وَيُسَمّى : الْخَبَبَ وَفِي الصّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خَبّ فِي طَوَافِهِ ثَلَاثًا وَمَشَى أَرْبَعًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif السّادِسُ النّسَلَانُ وَهُوَ الْعَدْوُ الْخَفِيفُ الّذِي لَا يُزْعِجُ الْمَاشِيَ وَلَا يُكْرِثُهُ . وَفِي بَعْضِ الْمَسَانِيدِ أَنّ الْمُشَاةَ شَكَوْا إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الْمَشْيِ فِي حَجّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اسْتَعِينُوا بِالنّسَلَانِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَالسّابِعُ الْخَوْزَلَى وَهِيَ مِشْيَةُ التّمَايُلِ وَهِيَ مِشْيَةٌ يُقَالُ إنّ فِيهَا تَكَسّرًا وَتَخَنّثًا . وَالثّامِنُ الْقَهْقَرَى وَهِيَ الْمِشْيَةُ إلَى وَرَاءٍ . وَالتّاسِعُ الْجَمَزَى وَهِيَ مِشْيَةٌ يَثِبُ فِيهَا الْمَاشِي وَثْبًا . وَالْعَاشِرُ مِشْيَةُ التّبَخْتُرِ وَهِيَ مِشْيَةُ أُولِي الْعُجْبِ وَالتّكَبّرِ وَهِيَ الّتِي خَسَفَ اللّهُ سُبْحَانَهُ بِصَاحِبِهَا لَمّا نَظَرَ فِي عِطْفَيْهِ وَأَعْجَبَتْهُ نَفْسُهُ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الْأَرْضِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . وَأَعْدَلُ هَذِهِ الْمِشْيَاتِ مِشْيَةُ الْهَوْنِ وَالتّكَفّؤِ .

[مَشْيُهُ مَعَ أَصْحَابِهِ ]

وَأَمّا مَشْيُهُ مَعَ أَصْحَابِهِ فَكَانُوا يَمْشُونَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ خَلْفَهُمْ وَيَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif دَعُوا ظَهْرِي لِلْمَلَائِكَة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ وَكَانَ يَسُوقُ أَصْحَابَهُ . وَكَانَ يَمْشِي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا وَكَانَ يُمَاشِي أَصْحَابَهُ فُرَادَى وَجَمَاعَةً وَمَشَى فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ مَرّةً فَدَمِيَتْ أُصْبُعُهُ وَسَالَ مِنْهَا الدّمُ فَقَالَ

هَلْ أَنْتَ إلّا أُصْبُعٌ دَمِيَتْ

وَفِي سَبِيلِ اللّهِ مَا لَقِيت </SPAN>

وَكَانَ فِي السّفَرِ سَاقَهُ أَصْحَابُهُ يُزْجِي الضّعِيفَ وَيُرْدِفُهُ وَيَدْعُو لَهُمْ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1042.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1044.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:11 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي جُلُوسِهِ وَاتّكَائِهِ

كَانَ يَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ وَعَلَى الْحَصِيرِ وَالْبِسَاطِ وَقَالَتْ قَيْلَةُ بِنْتُ مَخْرَمَةَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ قَاعِدٌ الْقُرْفُصَاءَ قَالَتْ فَلَمّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَالْمُتَخَشّعِ فِي الْجِلْسَةِ أُرْعِدْتُ مِنْ الْفَرَقِ . وَلَمّا قَدِمَ عَلَيْهِ عَدِيّ بْنُ حَاتِمٍ دَعَاهُ إلَى مَنْزِلِهِ فَأَلْقَتْ إلَيْهِ الْجَارِيَةُ وِسَادَةً يَجْلِسُ عَلَيْهَا فَجَعَلَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَدِيّ وَجَلَسَ عَلَى الْأَرْضِ . قَالَ عَدِيّ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فَعَرَفْتُ أَنّهُ لَيْسَ بِمَلِكٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يَسْتَلْقِي أَحْيَانًا وَرُبّمَا وَضَعَ إحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى وَكَانَ يَتّكِئُ عَلَى الْوِسَادَةِ وَرُبّمَا اتّكَأَ عَلَى يَسَارِهِ وَرُبّمَا اتّكَأَ عَلَى يَمِينِهِ . وَكَانَ إذَا احْتَاجَ فِي خُرُوجِهِ تَوَكّأَ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1043.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1045.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:13 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عِنْدَ قَضَاءِ الْحَاجَةِ

http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ : اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِث http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الرّجْسِ النّجِسِ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ . http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ إذَا خَرَجَ يَقُولُ : غُفْرَانَكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يَسْتَنْجي بِالْمَاءِ تَارَةً وَيَسْتَجْمِرُ بِالْأَحْجَارِ تَارَةً وَيَجْمَعُ بَيْنَهُمَا تَارَةً .
وَكَانَ إذَا ذَهَبَ فِي سَفَرِهِ لِلْحَاجَةِ انْطَلَقَ حَتّى يَتَوَارَى عَنْ أَصْحَابِهِ وَرُبّمَا كَانَ يَبْعُدُ نَحْوَ الْمِيلَيْنِ .
وَكَانَ يَسْتَتِرُ لِلْحَاجَةِ بِالْهَدَفِ تَارَةً وَبِحَائِشِ النّخْلِ تَارَةً وَبِشَجَرِ الْوَادِي تَارَةً .
وَكَانَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَبُولَ فِي عَزَازٍ مِنْ الْأَرْضِ - وَهُوَ الْمَوْضِعُ الصّلْبُ - أَخَذَ عُودًا مِنْ الْأَرْضِ فَنَكّتَ بِهِ حَتّى يُثَرّى ثُمّ يَبُولُ

[ هَلْ يَجُوزُ التّبَوّلُ قَائِمًا ؟ ]

وَكَانَ يَرْتَادُ لِبَوْلِهِ الْمَوْضِعَ الدّمِثَ - وَهُوَ اللّينُ الرّخْوُ مِنْ الْأَرْضِ - وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يَبُولُ وَهُوَ قَاعِدٌ حَتّى قَالَتْ عَائِشَةُ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ حَدّثَكُمْ أَنّهُ كَانَ يَبُولُ قَائِمًا فَلَا تُصَدّقُوهُ مَا كَانَ يَبُولُ إلّا قَاعِدًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ حُذَيْفَة َ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّهُ بَالَ قَائِمًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَقِيلَ هَذَا بَيَانٌ لِلْجَوَازِ وَقِيلَ إنّمَا فَعَلَهُ مِنْ وَجَعٍ كَانَ بِمَأْبِضَيْهِ . وَقِيلَ فَعَلَهُ اسْتِشْفَاءً .
قَالَ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ : وَالْعَرَبُ تَسْتَشْفِي مِنْ وَجَعِ الصّلْبِ بِالْبَوْلِ قَائِمًا وَالصّحِيحُ أَنّهُ إنّمَا فَعَلَ ذَلِكَ تَنَزّهًا وَبُعْدًا مِنْ إصَابَةِ الْبَوْلِ فَإِنّهُ إنّمَا فَعَلَ هَذَا لَمّا أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ وَهُوَ مَلْقَى الْكُنَاسَةِ وَتُسَمّى الْمَزْبَلَةَ وَهِيَ تَكُونُ مُرْتَفِعَةً فَلَوْ بَالَ فِيهَا الرّجُلُ قَاعِدًا لَارْتَدّ عَلَيْهِ بَوْلُهُ وَهُوَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اسْتَتَرَ بِهَا وَجَعَلَهَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْحَائِطِ فَلَمْ يَكُنْ بَدّ مِنْ بَوْلِهِ قَائِمًا وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ ذَكَرَ التّرْمِذِيّ عَنْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ قَالَ رَآنِي النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَنَا أَبُولُ قَائِمًا فَقَالَ : يَا عُمَرُ لَا تَبُلْ قَائِمًا قَالَ فَمَا بُلْت قَائِمًا بَعْدُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ التّرْمِذِيّ : وَإِنّمَا رَفَعَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْمُخَارِق وَهُوَ ضَعِيفٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ .
وَفِي مُسْنَدِ الْبَزّارِ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ بُريدة عَنْ أَبِيهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ثَلَاثٌ مِنْ الْجَفَاءِ : أَنْ يَبُولَ الرّجُلُ قَائِمًا أَوْ يَمْسَحَ جَبْهَتَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ أَوْ يَنْفُخَ فِي سُجُودِه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَوَاهُ التّرْمِذِي ّ
وَقَالَ هُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ وَقَالَ الْبَزّارُ : لَا نَعْلَمُ مَنْ رَوَاهُ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ بُريدة إلّا سَعِيدَ بْنَ عُبَيْدِ اللّهِ وَلَمْ يَجْرَحْهُ بِشَيْءٍ . وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ : هُوَ بَصْرِيّ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ .
وَكَانَ يَخْرُجُ مِنْ الْخَلَاءِ فَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَكَانَ يَسْتَنْجِي وَيَسْتَجْمِرُ بِشِمَالِهِ وَلَمْ يَكُنْ يَصْنَعُ شَيْئًا مِمّا يَصْنَعُهُ الْمُبْتَلُونَ بِالْوَسْوَاسِ مِنْ نَتْرِ الذّكَرِ وَالنّحْنَحَةِ وَالْقَفْزِ وَمَسْكِ الْحَبْلِ وَطُلُوعِ الدّرَجِ وَحَشْوِ الْقُطْنِ فِي الْإِحْلِيلِ وَصَبّ الْمَاءِ فِيهِ وَتَفَقّدِهِ الْفَيْنَةَ بَعْدَ الْفَيْنَةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ بِدَعِ أَهْلِ الْوَسْوَاسِ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ كَانَ إذَا بَالَ نَتَرَ ذَكَرَهُ ثَلَاثًا . وَرُوِيَ أَنّهُ أَمَرَ بِهِ وَلَكِنْ لَا يَصِحّ مِنْ فِعْلِهِ وَلَا أَمْرِهِ . قَالَهُ أَبُو جَعْفَرٍ العُقيلي .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ إذَا سَلّمَ عَلَيْهِ أَحَدٌ وَهُوَ يَبُولُ لَمْ يَرُدّ عَلَيْه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِه ِ عَنْ ابْنِ عُمَر َ . وَرَوَى الْبَزّارُ فِي مُسْنَدِهِ فِي هَذِهِ الْقِصّةِ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَدّ عَلَيْهِ ثُمّ قَالَ : إنّمَا رَدَدْتُ عَلَيْكَ خَشْيَةَ أَنْ تَقُولَ سَلّمْتُ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدّ عَلَيّ سَلَامًا فَإِذَا رَأَيْتَنِي هَكَذَا فَلَا تُسَلّمْ عَلَيّ فَإِنّي لَا أَرُدّ عَلَيْكَ السّلَامَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَدْ قِيلَ لَعَلّ هَذَا كَانَ مَرّتَيْنِ وَقِيلَ حَدِيثُ مُسْلِمٍ أَصَحّ لِأَنّهُ مِنْ حَدِيثِ الضّحّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَن ْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَحَدِيثُ الْبَزّارِ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ رَجُلٌ مِنْ أَوْلَادِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْهُ . قِيلَ وَأَبُو بَكْرٍ هَذَا : هُوَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ رَوَى عَنْهُ مَالِك ٌ وَغَيْرُهُ وَالضّحّاكُ أَوْثَقُ مِنْهُ .
وَكَانَ إذَا اسْتَنْجَى بِالْمَاءِ ضَرَبَ يَدَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْأَرْضِ وَكَانَ إذَا جَلَسَ لِحَاجَتِهِ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتّى يَدْنُوَ مِنْ الْأَرْضِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1044.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1046.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:14 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْفِطْرَةِ وَتَوَابِعِهَا

قَدْ سَبَقَ الْخِلَافُ هَلْ وُلِدَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَخْتُونًا أَوْ خَتَنَتْهُ الْمَلَائِكَةُ يَوْمَ شُقّ صَدْرُهُ لِأَوّلِ مَرّةٍ أَوْ خَتَنَهُ جَدّهُ عَبْدُ الْمُطّلِبِ ؟
وَكَانَ يُعْجِبُهُ التّيَمّنُ فِي تَنَعّلِهِ وَتَرَجّلِهِ وَطُهُورِهِ وَأَخْذِهِ وَعَطَائِهِ وَكَانَتْ يَمِينُهُ لِطَعَامِهِ وَشَرَابِهِ وَطَهُورِهِ وَيَسَارُهُ لِخَلَائِهِ وَنَحْوِهِ مِنْ إزَالَةِ الْأَذَى .
وَكَانَ هَدْيُهُ فِي حَلْقِ الرّأْسِ تَرْكَهُ كُلّهُ أَوْ أَخْذَهُ كُلّهُ وَلَمْ يَكُنْ يَحْلِقُ بَعْضَهُ وَيَدَعُ بَعْضَهُ وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ حَلْقُهُ إلّا فِي نُسُكٍ .
وَكَانَ يُحِبّ السّوَاكَ وَكَانَ يَسْتَاكُ مُفْطِرًا وَصَائِمًا وَيَسْتَاكُ عِنْدَ الِانْتِبَاهِ مِنْ النّوْمِ وَعِنْدَ الْوُضُوءِ وَعِنْدَ الصّلَاةِ وَعِنْدَ دُخُولِ الْمَنْزِلِ وَكَانَ يَسْتَاكُ بِعُودِ الْأَرَاكِ .
وَكَانَ يُكْثِرُ التّطَيّبَ وَيُحِبّ الطّيبَ وَذُكِرَ عَنْهُ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَطّلِي بِالنّورَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ أَوّلًا يَسْدُلُ شَعْرَهُ ثُمّ فَرَقَهُ وَالْفَرْقُ أَنْ يَجْعَلَ شَعْرَهُ فِرْقَتَيْنِ كُلّ فِرْقَةٍ ذُؤَابَةٌ وَالسّدْلُ أَنْ يَسْدُلَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَلَا يَجْعَلُهُ فِرْقَتَيْنِ . وَلَمْ يَدْخُلْ حَمّامًا قَطّ وَلَعَلّهُ مَا رَآهُ بِعَيْنِهِ وَلَمْ يَصِحّ فِي الْحَمّامِ حَدِيثٌ
وَكَانَ لَهُ مُكْحُلَةٌ يَكْتَحِلُ مِنْهَا كُلّ لَيْلَة ٍ ثلَاثًا عِنْدَ النّوْمِ فِي كُلّ عَيْنٍ .
وَاخْتَلَفَ الصّحَابَةُ فِي خِضَابِهِ فَقَالَ أَنَسٌ : لَمْ يَخْضِبْ . وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : خَضّبَ وَقَدْ رَوَى حَمّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ حُمَيْد عَنْ أَنَسٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ شَعْرَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَخْضُوبًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ حَمّادٌ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْت شَعْرَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عِنْدَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مَخْضُوبًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَتْ طَائِفَةٌ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِمّا يُكْثِرُ الطّيبَ قَدْ احْمَرّ شَعْرُهُ فَكَانَ يُظَنّ مَخْضُوبًا . وَلَمْ يَخْضِبْ . وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَبُو رِمْثَة : أَتَيْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَعَ ابْنٍ لِي فَقَالَ : أَهَذَا ابْنُكَ ؟ قُلْتُ نَعَمْ أَشْهَدُ بِهِ فَقَالَ لَا تَجْنِي عَلَيْهِ وَلَا يَجْنِي عَلَيْكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَ وَرَأَيْت الشّيْبَ أَحْمَرَ .
قَالَ التّرْمِذِي ّ : هَذَا أَحْسَنُ شَيْءٍ رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَفْسَرُهُ لِأَنّ الرّوَايَاتِ الصّحِيحَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ يَبْلُغْ الشّيْبَ . قَالَ حَمّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ : قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَكَانَ فِي رَأْسِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَيْبٌ ؟ قَالَ لَمْ يَكُنْ فِي رَأْسِهِ شَيْب ٌ إلّا شَعَرَاتٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ إذَا ادّهَنَ وَارَاهُنّ الدّهْنُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ أَنَسٌ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُكْثِرُ دُهْنَ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ وَيُكْثِرُ الْقِنَاعَ كَأَنّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيّات http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يُحِبّ التّرَجّلَ وَكَانَ يُرَجّلُ نَفْسَهُ تَارَةً وَتُرَجّلُهُ عَائِشَةُ تَارَةً . http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ شَعْرُهُ فَوْقَ الْجُمّةِ وَدُونَ الْوَفْرَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَتْ جُمّتُهُ تَضْرِبُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ وَإِذَا طَالَ جَعَلَهُ غَدَائِرَ أَرْبَعًا قَالَتْ أُمّ هَانِئٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَكّةَ قَدْمَةً وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَالْغَدَائِرُ الضّفَائِرُ وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ . وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا يَرُدّ الطّيبَ وَثَبَتَ عَنْهُ فِي حَدِيثِ صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ رَيْحَانٌ فَلَا يَرُدّهُ فَإِنّهُ طَيّبُ الرّائِحَةِ خَفِيفُ الْمَحْمِلِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هَذَا لَفْظُ الْحَدِيثِ وَبَعْضُهُمْ يَرْوِيهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ عُرِضَ عَلَيْهِ طِيبٌ فَلَا يَرُدّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَيْسَ بِمَعْنَاهُ فَإِنّ الرّيْحَانَ لَا تَكْثُرُ الْمِنّةُ بِأَخْذِهِ وَقَدْ جَرَتْ الْعَادَةُ بِالتّسَامُحِ فِي بَذْلِهِ بِخِلَافِ الْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ وَالْغَالِيَةِ وَنَحْوِهَا وَلَكِنّ الّذِي ثَبَتَ عَنْهُ مِنْ حَدِيثِ عَزْرة بْنِ ثَابِتٍ عَنْ ثُمَامَةَ قَالَ أَنَسٌ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا يَرُدّ الطّيبَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَأَمّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ يَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ثَلَاثٌ لَا تُرَدّ : الْوَسَائِدُ وَالدّهْنُ وَاللّبَنُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَحَدِيثٌ مَعْلُولٌ رَوَاهُ التّرْمِذِي ّ وَذَكَرَ عِلّتَهُ وَلَا أَحْفَظُ الْآنَ مَا قِيلَ فِيهِ إلّا أَنّهُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ .
وَمِنْ مَرَاسِيلِ أَبِي عُثْمَانَ النّهْدِيّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا أُعْطِيَ أَحَدُكُمْ الرّيْحَانَ فَلَا يَرُدّهُ فَإِنّهُ خَرَجَ مِنْ الْجَنّةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سُكّةٌ يَتَطَيّبُ مِنْهَا وَكَانَ أَحَبّ الطّيبِ إلَيْهِ الْمِسْكَ وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْفَاغِيَةُ قِيلَ وَهِيَ نُورُ الْحِنّاءِ.
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1045.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1047.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:15 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي قَصّ الشّارِبِ
قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرّ : رَوَى الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَقُصّ شَارِبَه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَيُذْكَرُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّ إبْرَاهِيمَ كَانَ يَقُصّ شَارِبَه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَوَقّفَهُ طَائِفَةٌ عَلَى ابْنِ عَبّاسٍ . وَرَوَى التّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ فَلَيْسَ مِنّا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قُصّوا الشّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللّحَى خَالِفُوا الْمَجُوسَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي الصّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَوَفّرُوا اللّحَى وَأَحْفُوا الشّوَارِبَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنَسٍ قَالَ وَقّتَ لَنَا النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي قَصّ الشّارِبِ وَتَقْلِيمِ الْأَظْفَارِ أَلّا نَتْرُكَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَاخْتَلَفَ السّلَفُ فِي قَصّ الشّارِبِ وَحَلْقِهِ أَيّهُمَا أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ مَالِكٌ فِي مُوَطّئِه ِ يُؤْخَذُ مِنْ الشّارِبِ حَتّى تَبْدُوَ أَطْرَافُ الشّفَةِ وَهُوَ الْإِطَارُ وَلَا يَجُزّهُ فَيُمَثّلَ بِنَفْسِهِ . وَذَكَرَ ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ يُحْفِي الشّارِبَ وَيُعْفِي اللّحَى وَلَيْسَ إحْفَاءُ الشّارِبِ حَلْقَهُ وَأَرَى أَنْ يُؤَدّبَ مَنْ حَلَقَ شَارِبَهُ وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ عَنْهُ إحْفَاءُ الشّارِبِ وَحَلْقُهُ عِنْدِي مُثْلَةٌ قَالَ مَالِكٌ وَتَفْسِيرُ حَدِيثِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي إحْفَاءِ الشّارِبِ إنّمَا هُوَ الْإِطَارُ وَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ أَعْلَاهُ .
وَقَالَ أَشْهَدُ فِي حَلْقِ الشّارِبِ أَنّهُ بِدْعَةٌ وَأَرَى أَنْ يُوجَعَ ضَرْبًا مَنْ فَعَلَهُ قَالَ مَالِكٌ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ إذَا كَرَبَهُ أَمْرٌ نَفَخَ فَجَعَلَ رِجْلَهُ بِرِدَائِهِ وَهُوَ يَفْتِلُ شَارِبَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : السّنّةُ فِي الشّارِبِ الْإِطَارُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ الطّحَاوِيّ : وَلَمْ أَجِدْ عَنْ الشّافِعِيّ شَيْئًا مَنْصُوصًا فِي هَذَا وَأَصْحَابُهُ الّذِينَ رَأَيْنَا الْمُزَنِيّ وَالرّبِيعُ كَانَا يُحْفِيَانِ شَوَارِبَهُمَا وَيَدُلّ ذَلِكَ عَلَى أَنّهُمَا أَخَذَاهُ عَنْ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ قَالَ وَأَمّا أَبُو حَنِيفَةَ وَزُفَرُ وَأَبُو يُوسُفَ وَمُحَمّدٌ فَكَانَ مَذْهَبُهُمْ فِي شَعْرِ الرّأْسِ وَالشّوَارِبِ أَنّ الْإِحْفَاءَ أَفْضَلُ مِنْ التّقْصِيرِ وَذَكَرَ ابْنُ خُويز مَنْدَادٍ الْمَالِكِيّ عَنْ الشّافِعِيّ أَنّ مَذْهَبَهُ فِي حَلْقِ الشّارِبِ كَمَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ وَهَذَا قَوْلُ أَبِي عُمَرَ .
وَأَمّا الْإِمَامُ أَحْمَدُ فَقَالَ الْأَثْرَمُ : رَأَيْتُ الْإِمَامَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يُحْفِي شَارِبَهُ شَدِيدًا وَسَمِعْته يُسْأَلُ عَنْ السّنّةِ فِي إحْفَاءِ الشّارِبِ ؟ فَقَالَ يُحْفِي كَمَا قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَحْفُوا الشّوَارِبَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ حَنْبَلٌ قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ تَرَى الرّجُلَ يَأْخُذُ شَارِبَهُ أَوْ يُحْفِيهِ ؟ أَمْ كَيْفَ يَأْخُذُهُ ؟ قَالَ إنْ أَحْفَاهُ فَلَا بَأْسَ وَإِنْ أَخَذَهُ قَصّا فَلَا بَأْسَ .
وَقَالَ أَبُو مُحَمّدِ بْنِ قُدامة الْمَقْدِسِيّ فِي الْمُغْنِي : وَهُوَ مُخَيّرٌ بَيْنَ أَنْ يُحْفِيَهُ وَبَيْنَ أَنْ يَقُصّهُ مِنْ غَيْرِ إحْفَاءٍ . قَالَ الطّحَاوِيّ : وَرَوَى الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَخَذَ مِنْ شَارِبِهِ عَلَى سِوَاكٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا لَا يَكُونُ مَعَهُ إحْفَاءٌ .
وَاحْتَجّ مَنْ لَمْ يَرَ إحْفَاءَهُ بِحَدِيثَيْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ الْمَرْفُوعَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عَشْرٌ مِنْ الْفِطْرَة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَذَكَرَ مِنْهَا قَصّ الشّارِبِ . وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمُتّفَقِ عَلَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْفِطْرَةُ خَمْس http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذَكَرَ مِنْهَا قَصّ الشّارِبِ .
وَاحْتَجّ الْمُحْفُونَ بِأَحَادِيثِ الْأَمْرِ بِالْإِحْفَاءِ وَهِيَ صَحِيحَةٌ وَبِحَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَجُزّ شَارِبَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَ الطّحَاوِيّ : وَهَذَا الْأَغْلَبُ فِيهِ الْإِحْفَاءُ وَهُوَ يَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ . وَرَوَى الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif جُزّوا الشّوَارِبَ وَأَرْخُوا اللّحَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ وَهَذَا يَحْتَمِلُ الْإِحْفَاءَ أَيْضًا وَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنّهُمْ كَانُوا يُحْفُونَ شَوَارِبَهُمْ .
وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ حَاطِبٍ : رَأَيْت ابْنَ عُمَرَ يُحْفِي شَارِبَهُ كَأَنّهُ يَنْتِفُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ بَعْضُهُمْ حَتّى يُرَى بَيَاضُ الْجِلْدِ . قَالَ الطّحَاوِيّ : وَلَمّا كَانَ التّقْصِيرُ مَسْنُونًا عِنْدَ الْجَمِيعِ كَانَ الْحَلْقُ فِيهِ أَفْضَلَ قِيَاسًا عَلَى الرّأْسِ وَقَدْ دَعَا النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِلْمُحَلّقِينَ ثَلَاثًا وَلِلْمُقَصّرِينَ وَاحِدَةً فَجَعَلَ حَلْقَ الرّأْسِ أَفْضَلَ مِنْ تَقْصِيرِهِ فَكَذَلِكَ الشّارِبُ .

http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1046.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1048.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:15 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي كَلَامِهِ وَسُكُوتِهِ وَضَحِكِهِ وَبُكَائِهِ

كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَفْصَحَ خَلْقِ اللّهِ وَأَعْذَبَهُمْ كَلَامًا وَأَسْرَعَهُمْ أَدَاءً وَأَحْلَاهُمْ مَنْطِقًا حَتّى إنّ كَلَامَهُ لَيَأْخُذُ بِمَجَامِعِ الْقُلُوبِ وَيَسْبِي الْأَرْوَاحَ وَيَشْهَدُ لَهُ بِذَلِكَ أَعْدَاؤُهُ . وَكَانَ إذَا تَكَلّمَ تَكَلّمَ بِكَلَامٍ مُفَصّلٍ مُبَيّنٍ يَعُدّهُ الْعَادّ لَيْسَ بِهَذّ مُسْرِعٍ لَا يُحْفَظُ وَلَا مُنْقَطِعٍ تخلّلُه السّكَتَاتُ بَيْنَ أَفْرَادِ الْكَلَامِ بَلْ هَدْيُهُ فِيهِ أَكْمَلُ الْهَدْيِ قَالَتْ عَائِشَةُ مَا كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَسْرُدُ سَرْدَكُمْ هَذَا وَلَكِنْ كَانَ يَتَكَلّمُ بِكَلَامٍ بَيّنٍ فَصْلٍ يَحْفَظُهُ مَنْ جَلَسَ إلَيْهِ . وَكَانَ كَثِيرًا مَا يُعِيدُ الْكَلَامَ ثَلَاثًا لِيُعْقَلَ عَنْهُ وَكَانَ إذَا سَلّمَ سَلّمَ ثَلَاثًا . وَكَانَ طَوِيلَ السّكُوتِ لَا يَتَكَلّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ يَفْتَتِحُ الْكَلَامَ وَيَخْتَتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ وَيَتَكَلّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلَامِ فَصْل لَا فُضُولَ وَلَا تَقْصِيرَ وَكَانَ لَا يَتَكَلّمُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ وَلَا يَتَكَلّمُ إلّا فِيمَا يَرْجُو ثَوَابَهُ وَإِذَا كَرِهَ الشّيْءَ عُرِفَ فِي وَجْهِهِ وَلَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحّشًا وَلَا صَخّابًا . وَكَانَ جُلّ ضَحِكِهِ التّبَسّمُ بَلْ كُلّهُ التّبَسّمُ فَكَانَ نِهَايَةُ ضَحِكِهِ أَنْ تَبْدُوَ نَوَاجِذُهُ .
وَكَانَ يَضْحَكُ مِمّا يَضْحَكُ مِنْهُ وَهُوَ مِمّا يُتَعَجّبُ مِنْ مِثْلِهِ وَيُسْتَغْرَبُ وُقُوعُهُ وَيُسْتَنْدَرُ . أَسْبَابُ الضّحِكِ وَلِلضّحِكِ أَسْبَابٌ عَدِيدَةٌ هَذَا أَحَدُهَا . وَالثّانِي : ضَحِكُ الْفَرَحِ وَهُوَ أَنْ يَرَى مَا يَسُرّهُ أَوْ يُبَاشِرُهُ . وَالثّالِثُ ضَحِكُ الْغَضَبِ وَهُوَ كَثِيرًا مَا يَعْتَرِي الْغَضْبَانَ إذَا اشْتَدّ غَضَبُهُ وَسَبَبُهُ تَعَجّبُ الْغَضْبَانِ مِمّا أَوْرَدَ عَلَيْهِ الْغَضَبَ وَشُعُورُ نَفْسِهِ بِالْقُدْرَةِ عَلَى خَصْمِهِ وَأَنّهُ فِي قَبْضَتِهِ وَقَدْ يَكُونُ ضَحِكُهُ لِمُلْكِهِ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ وَإِعْرَاضِهِ عَمّنْ أَغْضَبَهُ وَعَدَمِ اكْتِرَاثِهِ بِهِ .

[بُكَاؤُهُ ]

صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَمّا بُكَاؤُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَكَانَ مِنْ جِنْسِ ضَحِكِهِ لَمْ يَكُنْ بِشَهِيقٍ وَرَفْعِ صَوْتٍ كَمَا لَمْ يَكُنْ ضَحِكُهُ بِقَهْقَهَةٍ وَلَكِنْ كَانَتْ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ حَتّى تُهْمَلَا وَيُسْمَعُ لِصَدْرِهِ أَزِيزٌ . وَكَانَ بُكَاؤُهُ تَارَةً رَحْمَةً لِلْمَيّتِ وَتَارَةً خَوْفًا عَلَى أُمّتِهِ وَشَفَقَةً عَلَيْهَا وَتَارَةً مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَتَارَةً عِنْدَ سَمَاعِ الْقُرْآنِ وَهُوَ بُكَاءُ اشْتِيَاقٍ وَمَحَبّةٍ وَإِجْلَالٍ مُصَاحِبٌ لِلْخَوْفِ وَالْخَشْيَةِ . وَلَمّا مَاتَ ابْنُهُ إبْرَاهِيمُ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَبَكَى رَحْمَةً لَهُ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ إلّا مَا يُرْضِي رَبّنَا وَإِنّا بِكَ يَا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَبَكَى لَمّا شَاهَدَ إحْدَى بَنَاتِهِ وَنَفْسُهَا تَفِيضُ وَبَكَى لَمّا قَرَأَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ سُورَةَ ( النّسَاءِ وَانْتَهَى فِيهَا إلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلّ أُمّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا (javascript:DisplayAyaa(4,41))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ النّسَاءُ 41 ] وَبَكَى لَمّا مَاتَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَبَكَى لَمّا كَسَفَتْ الشّمْسُ وَصَلّى صَلَاةَ الْكُسُوفِ وَجَعَلَ يَبْكِي فِي صَلَاتِهِ وَجَعَلَ يَنْفُخُ وَيَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّ أَلَمْ تَعِدْنِي أَلّا تُعَذّبَهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَنَحْنُ نَسْتَغْفِرُك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَبَكَى لَمّا جَلَسَ عَلَى قَبْرِ إحْدَى بَنَاتِهِ وَكَانَ يَبْكِي أَحْيَانًا فِي صَلَاةِ اللّيْلِ .

[أَنْوَاع الْبُكَاءِ ]

وَالْبُكَاءُ أَنْوَاعٌ . أَحَدُهَا : بُكَاءُ الرّحْمَةِ وَالرّقّةِ .
وَالثّانِي : بُكَاءُ الْخَوْفِ وَالْخَشْيَةِ .
وَالثّالِثُ بُكَاءُ الْمَحَبّةِ وَالشّوْقِ .
وَالرّابِعُ بُكَاءُ الْفَرَحِ وَالسّرُورِ .
وَالْخَامِسُ بُكَاءُ الْجَزَعِ مِنْ وُرُودِ الْمُؤْلِمِ وَعَدَمِ احْتِمَالِهِ .
وَالسّادِسُ بُكَاءُ الْحُزْنِ .

[الْفَرْقُ بَيْنَ بُكَاءِ الْحُزْنِ وَبُكَاءِ الْخَوْفِ]

وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ بُكَاءِ الْخَوْفِ أَنّ بُكَاءَ الْحُزْنِ يَكُونُ عَلَى مَا مَضَى مِنْ حُصُولِ مَكْرُوهٍ أَوْ فَوَاتِ مَحْبُوبٍ وَبُكَاءُ الْخَوْفِ يَكُونُ لِمَا يُتَوَقّعُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ مِنْ ذَلِكَ وَالْفَرْقُ بَيْنَ بُكَاءِ السّرُورِ وَالْفَرَحِ وَبُكَاءِ الْحُزْنِ أَنّ دَمْعَةَ السّرُورِ بَارِدَةٌ وَالْقَلْبُ فَرْحَانُ وَدَمْعَةُ الْحُزْنِ حَارّةٌ وَالْقَلْبُ حَزِينٌ وَلِهَذَا يُقَالُ لِمَا يُفْرَحُ بِهِ هُوَ قُرّةُ عَيْنٍ وَأَقَرّ اللّهُ بِهِ عَيْنَهُ وَلِمَا يُحْزِنُ هُوَ سَخِينَةُ الْعَيْنِ وَأَسْخَنَ اللّهُ عَيْنَهُ بِهِ .
وَالسّابِعُ بُكَاءُ الْخَوْرِ وَالضّعْفِ .
وَالثّامِنُ بُكَاءُ النّفَاقِ وَهُوَ أَنْ تَدْمَعَ الْعَيْنُ وَالْقَلْبُ قَاسٍ فَيُظْهِرُ صَاحِبُهُ الْخُشُوعَ وَهُوَ مِنْ أَقْسَى النّاسِ قَلْبًا .
وَالتّاسِعُ الْبُكَاءُ الْمُسْتَعَارُ وَالْمُسْتَأْجَرُ عَلَيْهِ كَبُكَاءِ النّائِحَةِ بِالْأُجْرَةِ فَإِنّهَا كَمَا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ : تَبِيعُ عَبْرَتَهَا وَتَبْكِي شَجْوَ غَيْرِهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَالْعَاشِرُ بُكَاءُ الْمُوَافَقَةِ وَهُوَ أَنْ يَرَى الرّجُلُ النّاسَ يَبْكُونَ لِأَمْرٍ وَرَدَ عَلَيْهِمْ فَيَبْكِي مَعَهُمْ وَلَا يَدْرِي لِأَيّ شَيْءٍ يَبْكُونَ وَلَكِنْ يَرَاهُمْ يَبْكُونَ فَيَبْكِي .

[هَيْئَاتُ الْبُكَاءِ ]

وَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ دَمْعًا بِلَا صَوْتٍ فَهُوَ بُكًى مَقْصُورٌ وَمَا كَانَ مَعَهُ صَوْتٌ فَهُوَ بُكَاءٌ مَمْدُودٌ عَلَى بِنَاءِ الْأَصْوَاتِ .
وَقَالَ الشّاعِرُ
بَكَتْ عَيْنِي وَحُقّ لَهَا بُكَاهَا

وَمَا يُغْنِي الْبُكَاءُ وَلَا الْعَوِيلُ </SPAN>

وَمَا كَانَ مِنْهُ مُسْتَدْعًى مُتَكَلّفًا فَهُوَ التّبَاكِي وَهُوَ نَوْعَانِ مَحْمُودٌ وَمَذْمُومٌ فَالْمَحْمُودُ أَنْ يُسْتَجْلَبَ لِرِقّةِ الْقَلْبِ وَلِخَشْيَةِ اللّهِ لَا لِلرّيَاءِ وَالسّمْعَةِ . وَالْمَذْمُومُ أَنْ يُجْتَلَبَ لِأَجْلِ الْخُلُقِ وَقَدْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَدْ رَآهُ يَبْكِي هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ فِي شَأْنِ أَسَارَى بَدْرٍ : أَخْبِرْنِي مَا يُبْكِيك يَا رَسُولَ اللّهِ ؟ فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْت وَإِنْ لَمْ أَجِدْ تَبَاكَيْت لِبُكَائِكُمَا وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَدْ قَالَ بَعْضُ السّلَفُ ابْكُوا مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا .

http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1047.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1049.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:16 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي خُطْبَتِهِ


خَطَبَ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَى الْأَرْضِ وَعَلَى الْمِنْبَرِ وَعَلَى الْبَعِيرِ وَعَلَى النّاقَةِ . وَكَانَ إذَا خَطَبَ احْمَرّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدّ غَضَبُهُ حَتّى كَأَنّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَبّحَكُمْ وَمَسّاكُمْhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَيَقُولُhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بُعِثْتُ أَنَا وَالسّاعَةُ كَهَاتَيْنِhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gifhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَيُقْرِنُ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السّبّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ أَمّا بَعْدُ فَإِنّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللّه وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمّدٍ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَشَرّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ لَا يَخْطُبُ خُطْبَةً إلّا افْتَتَحَهَا بِحَمْدِ اللّهِ . وَأَمّا قَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ الْفُقَهَاءِ إنّهُ يَفْتَتِحُ خُطْبَةَ الِاسْتِسْقَاءِ بِالِاسْتِغْفَارِ وَخُطْبَةَ الْعِيدَيْنِ بِالتّكْبِيرِ فَلَيْسَ مَعَهُمْ فِيهِ سُنّةٌ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْبَتّةَ وَسُنّتُهُ تَقْتَضِي خِلَافَهُ وَهُوَ افْتِتَاحُ جَمِيعِ الْخُطَبِ ب الْحَمْدِ لِلّهِ وَهُوَ أَحَدُ الْوُجُوهِ الثّلَاثَةِ لِأَصْحَابِ أَحْمَدَ وَهُوَ اخْتِيَارُ شَيْخِنَا قَدّسَ اللّهُ سِرّهُ .
وَكَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا وَفِي مَرَاسِيلِ عَطَاءٍ وَغَيْرِهِhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّهُ كَانَ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا صَعِدَ الْمِنْبَرَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى النّاسِ ثُمّ قَالَ السّلَامُ عَلَيْكُمْhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ الشّعْبِيّ : وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ يَفْعَلَانِ ذَلِكَ . وَكَانَ يَخْتِمُ خُطْبَتَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ وَكَانَ كَثِيرًا يَخْطُبُ بِالْقُرْآنِ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أُمّ هِشَامٍ بِنْتِ حَارِثَةَ قَالَتْ : مَا أَخَذْتُ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ إلّا عَنْ لِسَانِ رَسُولِ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْرَؤُهَا كُلّ يَوْمِ جُمُعَةٍ عَلَى الْمِنْبَرِ إذَا خَطَبَ النّاسَhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذَكَرَ أَبُو دَاود عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّ رَسُولَ اللّه صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ إذَا تَشَهّدَ قَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ نَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاَللّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا مَنْ يَهْدِ اللّهُ فَلَا مُضِلّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَأَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْحَقّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ السّاعَةِ مَنْ يُطِعْ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَإِنّهُ لَا يَضُرّ إلّا نَفْسَهُ وَلَا يَضُرّ اللّهَ شَيْئًاhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ أَبُو دَاود عَنْhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يُونُسَ أَنّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ تَشَهّدِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَذَكَرَ نَحْوَ هَذَا إلّا أَنّهُ قَالَ : وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ غَوَىhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ابْنُ شِهَابٍ : وَبَلَغَنَا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَقُولُ إذَا خَطَبَ : كُلّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ لَا بُعْدَ لِمَا هُوَ آتٍ وَلَا يُعَجّلُ اللّهُ لِعَجَلَةِ أَحَدٍ وَلَا يُخِفّ لِأَمْرِ النّاسِ مَا شَاءَ اللّهُ لَا مَا شَاءَ النّاسُ يُرِيدُ اللّهُ شَيْئًا وَيُرِيدُ النّاسُ شَيْئًا مَا شَاءَ اللّهُ كَانَ وَلَوْ كَرِهَ النّاسُ وَلَا مُبْعِدَ لِمَا قَرّبَ اللّهُ وَلَا مُقَرّبَ لِمَا بَعّدَ اللّهُ وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ إلّا بِإِذْنِ اللّهhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ مَدَارُ خُطَبِهِ عَلَى حَمْدِ اللّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ بِآلَائِهِ وَأَوْصَافِ كَمَالِهِ وَمَحَامِدِهِ وَتَعْلِيمِ قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ وَذِكْرِ الْجَنّةِ وَالنّارِ وَالْمَعَادِ وَالْأَمْرِ بِتَقْوَى اللّهِ وَتَبْيِينِ مَوَارِدِ غَضَبِهِ وَمَوَاقِعِ رِضَاهُ فَعَلَى هَذَا كَانَ مَدَارَ خُطَبِهِ .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يَقُولُ فِي خُطَبِهِ : أَيّهَا النّاسُ إنّكُمْ لَنْ تُطِيقُوا - أَوْ لَنْ تَفْعَلُوا - كُلّ مَا أُمِرْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ سَدّدُوا وَأَبْشِرُواhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَخْطُبُ فِي كُلّ وَقْتٍ بِمَا تَقْتَضِيهِ حَاجَةُ الْمُخَاطَبِينَ وَمَصْلَحَتُهُمْ وَلَمْ يَكُنْ يَخْطُبُ خُطْبَةً إلّا افْتَتَحَهَا بِحَمْدِ اللّهِ وَيَتَشَهّدُ فِيهَا بِكَلِمَتَيْ الشّهَادَةِ وَيَذْكُرُ فِيهَا نَفْسَهُ بِاسْمِهِ الْعَلَمِ .
وَثَبَتَ عَنْهُ أَنّهُ قَالَhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كُلّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَشَهّدٌ فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَاوِيشٌ يَخْرُجُ بَيْنَ يَدَيْهِ إذَا خَرَجَ مِنْ حُجْرَتِهِ وَلَمْ يَكُنْ يَلْبَسُ لِبَاسَ الْخُطَبَاءِ الْيَوْمَ لَا طُرْحَةً وَلَا زِيقًا وَاسِعًا .

[صِفَةُ مِنْبَرِهِ ] صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ

وَكَانَ مِنْبَرُهُ ثَلَاثَ دَرَجَاتٍ فَإِذَا اسْتَوَى عَلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ النّاسَ أَخَذَ الْمُؤَذّنُ فِي الْأَذَانِ فَقَطْ وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ فَإِذَا أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ صَوْتَهُ بِشَيْءٍ الْبَتّةَ لَا مُؤَذّنٌ وَلَا غَيْرُهُ .

[التّوَكّؤُ عَلَى الْعَصَا ]

وَكَانَ إذَا قَامَ يَخْطُبُ أَخَذَ عَصًا فَتَوَكّأَ عَلَيْهَا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ كَذَا ذَكَرَهُ عَنْهُ أَبُو دَاود عَنْ ابْنِ شِهَابٍ . وَكَانَ الْخُلَفَاءُ الثّلَاثَةُ بَعْدَهُ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ وَكَانَ أَحْيَانًا يَتَوَكّأُ عَلَى قَوْسٍ وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ أَنّهُ تَوَكّأَ عَلَى سَيْفٍ وَكَثِيرٌ مِنْ الْجَهَلَةِ يَظُنّ أَنّهُ كَانَ يَمْسِكُ السّيْفَ عَلَى الْمِنْبَرِ إشَارَةً إلَى أَنّ الدّينَ إنّمَا قَامَ بِالسّيْفِ وَهَذَا جَهْلٌ قَبِيحٌ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا : أَنّ الْمَحْفُوظَ أَنّهُ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَوَكّأَ عَلَى الْعَصَا وَعَلَى الْقَوْسِ . الثّانِي : أَنّ الدّينَ إنّمَا قَامَ بِالْوَحْيِ وَأَمّا السّيْفُ فَلِمَحْقِ أَهْلِ الضّلَالِ وَالشّرْكِ وَمَدِينَةُ النّبِيّ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّتِي كَانَ يَخْطُبُ فِيهَا إنّمَا فُتِحَتْ بِالْقُرْآنِ وَلَمْ تُفْتَحْ بِالسّيْفِ .
وَكَانَ إذَا عَرَضَ لَهُ فِي خُطْبَتِهِ عَارِضٌ اشْتَغَلَ بِهِ ثُمّ رَجَعَ إلَى خُطْبَتِهِhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يَخْطُبُ فَجَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَعْثُرَانِ فِي قَمِيصَيْنِ أَحْمَرَيْنِ فَقَطَعَ كَلَامَهُ فَنَزَلَ فَحَمَلَهُمَا ثُمّ عَادَ إلَى مِنْبَرِهِ ثُمّ قَالَ صَدَقَ اللّهُ الْعَظِيمُhttp://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (javascript:DisplayAyaa(64,15))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْأَنْفَالُ 28 ] رَأَيْتُ هَذَيْنِ يَعْثُرَانِ فِي قَمِيصَيْهِمَا فَلَمْ أَصْبِرْ حَتّى قَطَعْتُ كَلَامِي فَحَمَلْتُهُمَاhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَجَاءَ سُلَيْكٌ الْغَطَفَانِيّ وَهُوَ يَخْطُبُ فَجَلَسَ فَقَالَ لَهُ : قُمْ يَا سُلَيْكُ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَتَجَوّزْ فِيِهِما ثُمّ قَالَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ إذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجوّزْ فِيهِمَاhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يُقَصّرُ خُطْبَتَهُ أَحْيَانًا وَيُطِيلُهَا أَحْيَانًا بِحَسْبِ حَاجَةِ النّاسِ . وَكَانَتْ خُطْبَتُهُ الْعَارِضَةُ أَطْوَلَ مِنْ خُطْبَتِهِ الرّاتِبَةِ . وَكَانَ يَخْطُبُ النّسَاءَ عَلَى حِدَةٍ فِي الْأَعْيَادِ وَيُحَرّضُهُنّ عَلَى الصّدَقَةِ وّاللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1048.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1050.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:16 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فُصُولٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْعِبَادَاتِ

فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْوُضُوءِ


كَانَ صَلّى اللّه عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَتَوَضّأُ لِكُلّ صَلَاةٍ فِي غَالِبِ أَحْيَانِهِ وَرُبّمَا صَلّى الصّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ . وَكَانَ يَتَوَضّأُ بِالْمُدّ تَارَةً وَبِثُلُثَيْهِ تَارَةً وَبِأَزْيَدَ مِنْهُ تَارَةً وَذَلِكَ نَحْوُ أَرْبَعِ أَوَاقٍ بِالدّمَشْقِيّ إلَى أُوقِيّتَيْنِ وَثَلَاثٍ . وَكَانَ مِنْ أَيْسَرِ النّاسِ صَبّا لِمَاءِ الْوَضُوءِ وَكَانَ يُحَذّرُ أُمّتَهُ مِنْ الْإِسْرَافِ فِيهِ وَأَخْبَرَ أَنّهُ يَكُونُ فِي أُمّتِهِ مَنْ يَعْتَدِي فِي الطّهُورِ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانًا يُقَالُ لَهُ الْوَلْهَانُ فَاتّقُوا وَسْوَاسَ الْمَاءِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَمَرّ عَلَى سَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضّأُ فَقَالَ لَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا تُسْرِفْ فِي الْمَاءِ فَقَالَ وَهَلْ فِي الْمَاءِ مِنْ إسْرَافٍ ؟ قَالَ نَعَمْ وَإِنْ كْنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ تَوَضّأَ مَرّةً مَرّةً وَمَرّتَيْنِ مَرّتَيْنِ وَثَلَاثًا ثَلَاثًا وَفِي بَعْضِ الْأَعْضَاءِ مَرّتَيْنِ وَبَعْضِهَا ثَلَاثًا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1049.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1051.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:17 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ كَيْفِيّةُ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ ]


وَكَانَ يَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ تَارَةً بِغَرْفَةٍ وَتَارَةً بِغَرْفَتَيْنِ وَتَارَةً بِثَلَاثٍ . وَكَانَ يَصِلُ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ فَيَأْخُذُ نِصْفَ الْغَرْفَةِ لِفَمِهِ وَنِصْفَهَا لِأَنْفِهِ وَلَا يُمْكِنُ فِي الْغَرْفَةِ إلّا هَذَا وَأَمّا الْغَرْفَتَانِ وَالثّلَاثُ فَيُمْكِنُ فِيهِمَا الْفَصْلُ وَالْوَصْلُ إلّا أَنّ هَدْيَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ الْوَصْلَ بَيْنَهُمَا كَمَا فِي " الصّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ زَيْدٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفّ وَاحِدَةٍ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي لَفْظٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ بِثَلَاثِ غَرَفَات http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذَا أَصَحّ مَا رُوِيَ فِي الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ وَلَمْ يَجِئْ الْفَصْلُ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ الْبَتّةَ لَكِنْ فِي حَدِيثِ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرّفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَفْصِلُ بَيْنَ الْمَضْمَضَةِ وَالِاسْتِنْشَاقِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَكِنْ لَا يُرْوَى إلّا عَنْ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ وَلَا يُعْرَفُ لِجَدّهِ صُحْبَةٌ
[ مَسْحُ الرّأْسِ ]


وَكَانَ يَسْتَنْشِقُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَسْتَنْثِرُ بِالْيُسْرَى وَكَانَ يَمْسَحُ رَأْسَهُ كُلّهُ وَتَارَةً يُقْبِلُ بِيَدَيْهِ وَيُدْبِرُ وَعَلَيْهِ يُحْمَلُ حَدِيثُ مَنْ قَالَ مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرّتَيْنِ .
وَالصّحِيحُ أَنّهُ لَمْ يُكَرّرْ مَسْحَ رَأْسِهِ بَلْ كَانَ إذَا كَرّرَ غَسْلَ الْأَعْضَاءِ أَفْرَدَ مَسْحَ الرّأْسِ هَكَذَا جَاءَ عَنْهُ صَرِيحًا وَلَمْ يَصِحّ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خِلَافُهُ الْبَتّةَ بَلْ مَا عَدَا هَذَا إمّا صَحِيحٌ غَيْرُ صَرِيحٍ كَقَوْلِ الصّحَابِيّ تَوَضّأْ ثَلَاثًا ثَلَاثًا وَكَقَوْلِهِ مَسَحَ بِرَأْسِهِ مَرّتَيْنِ وَإِمّا صَرِيحٌ غَيْرُ صَحِيحٍ كَحَدِيثِ ابْنِ الْبَيْلَمَانِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ تَوَضّأَ فَغَسَلَ كَفّيْهِ ثَلَاثًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ثُمّ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا لَا يُحْتَجّ بِهِ وَابْنُ الْبَيْلَمَانِيّ وَأَبُوهُ مُضَعّفَانِ وَإِنْ كَانَ الْأَبُ أَحْسَنَ حَالًا وَكَحَدِيثِ عُثْمَانَ الّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَسَحَ رَأْسَهُ ثَلَاثًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ أَبُو دَاوُد َ أَحَادِيثُ عُثْمَانَ الصّحَاحُ كُلّهَا تَدُلّ عَلَى أَنّ مَسْحَ الرّأْسِ مَرّةٌ وَلَمْ يَصِحّ عَنْهُ فِي حَدِيثٍ وَاحِدٍ أَنّهُ اقْتَصَرَ عَلَى مَسْحِ بَعْضِ رَأْسِهِ الْبَتّةَ وَلَكِنْ كَانَ إذَا مَسَحَ بِنَاصِيَتِهِ كَمّلَ عَلَى الْعِمَامَةِ .
فَأَمّا حَدِيثُ أَنَسٍ الّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد َ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَتَوَضّأُ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ قُطْرِيّةٌ فَأَدْخَلَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ الْعِمَامَةِ فَمَسَحَ مُقَدّمَ رَأْسِهِ وَلَمْ يَنْقُضْ الْعِمَامَة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذَا مَقْصُودُ أَنَسٍ بِهِ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ يَنْقُضْ عِمَامَتَهُ حَتّى يَسْتَوْعِبَ مَسْحَ الشّعْرِ كُلّهِ وَلَمْ يَنْفِ التّكْمِيلَ عَلَى الْعِمَامَةِ وَقَدْ أَثْبَتَهُ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَغَيْرُهُ فَسُكُوتُ أَنَسٍ عَنْهُ لَا يَدُلّ عَلَى نَفْيِهِ .
وَلَمْ يَتَوَضّأْ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ أَنّهُ أَخَلّ بِهِ مَرّةً وَاحِدَةً وَكَذَلِكَ كَانَ وُضُوءُهُ مُرَتّبًا مُتَوَالِيًا لَمْ يُخِلّ بِهِ مَرّةً وَاحِدَةً الْبَتّةَ وَكَانَ يَمْسَحُ عَلَى رَأْسِهِ تَارَةً وَعَلَى الْعِمَامَةِ تَارَةً وَعَلَى النّاصِيَةِ وَالْعِمَامَةِ تَارَةً .
وَأَمّا اقْتِصَارُهُ عَلَى النّاصِيَةِ مُجَرّدَةً فَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ كَمَا تَقَدّمَ . وَكَانَ يَغْسِلُ رِجْلَيْهِ إذَا لَمْ يَكُونَا فِي خُفّيْنِ وَلَا جَوْرَبَيْنِ وَيَمْسَحُ عَلَيْهِمَا إذَا كَانَا فِي الْخُفّيْنِ أَوْ الْجَوْرَبَيْنِ . وَكَانَ يَمْسَحُ أُذُنَيْهِ مَعَ رَأْسِهِ وَكَانَ يَمْسَحُ ظَاهِرَهُمَا وَبَاطِنَهُمَا وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ أَنّهُ أَخَذَ لَهُمَا مَاءً جَدِيدًا وَإِنّمَا صَحّ ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عُمَر َ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1050.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1052.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:20 AM
إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
وَلَمْ يَصِحّ عَنْهُ فِي مَسْحِ الْعُنُقِ حَدِيثٌ الْبَتّةَ وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ عَلَى وُضُوئِهِ شَيْئًا غَيْرَ التّسْمِيَةِ وَكُلّ حَدِيثٍ فِي أَذْكَارِ الْوُضُوءِ الّذِي يُقَالُ عَلَيْهِ فَكَذِبٌ مُخْتَلَقٌ لَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَيْئًا مِنْهُ وَلَا عَلّمَهُ لِأُمّتِهِ وَلَا ثَبَتَ عَنْهُ غَيْرُ التّسْمِيَةِ فِي أَوّلِهِ وَقَوْلُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اللّهُمّ اجْعَلْنِي مِنْ التّوّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهّرِينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فِي آخِرِهِ .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ فِي " سُنَنِ النّسَائِيّ " مِمّا يُقَالُ بَعْدَ الْوُضُوءِ أَيْضًا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَكَ اللّهُمّ وَبِحَمْدِك أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَلَمْ يَكُنْ يَقُولُ فِي أَوّلِهِ نَوَيْت رَفْعَ الْحَدَثِ وَلَا اسْتِبَاحَةَ الصّلَاةِ لَا هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ الْبَتّةَ وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ حَرْفٌ وَاحِدٌ لَا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ وَلَمْ يَتَجَاوَزْ الثّلَاثَ قَطّ وَكَذَلِكَ لَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ أَنّهُ تَجَاوَزَ الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ وَلَكِنْ أَبُو هُرَيْرَةَ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَيَتَأَوّلُ حَدِيثَ إطَالَةِ الْغُرّةِ . وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي صِفَةِ وُضُوءِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ غَسَلَ يَدَيْهِ حَتّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدَيْنِ وَرِجْلَيْهِ حَتّى أَشْرَعَ فِي السّاقَيْنِ فَهُوَ إنّمَا يَدُلّ عَلَى إدْخَالِ الْمِرْفَقَيْنِ وَالْكَعْبَيْنِ فِي الْوُضُوءِ وَلَا يَدُلّ عَلَى مَسْأَلَةِ الْإِطَالَةِ .


[ حُكْمُ التّنْشِيفِ بَعْدَ الْوُضُوءِ ]



وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَعْتَادُ تَنْشِيفَ أَعْضَائِهِ بَعْدَ الْوُضُوءِ وَلَا صَحّ عَنْهُ فِي ذَلِكَ حَدِيثٌ الْبَتّةَ بَلْ الّذِي صَحّ عَنْهُ خِلَافُهُ وَأَمّا حَدِيثُ عَائِشَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خِرْقَةٌ يُنَشّفُ بِهَا بَعْدَ الْوُضُوءِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَحَدِيثُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا تَوَضّأَ مَسَحَ عَلَى وَجْهِهِ بِطَرَفِ ثَوْبِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَضَعِيفَانِ لَا يُحْتَجّ بِمِثْلِهِمَا فِي الْأَوّلِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَرْقَمَ مَتْرُوكٌ وَفِي الثّانِي عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ الْأَفْرِيقِيّ ضَعِيفٌ قَالَ التّرْمِذِيّ : وَلَا يَصِحّ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي هَذَا الْبَابِ شَيْءٌ .

وَلَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ يُصَبّ عَلَيْهِ الْمَاءُ كُلّمَا تَوَضّأَ وَلَكِنْ تَارَةً يَصُبّ عَلَى نَفْسِهِ وَرُبّمَا عَاوَنَهُ مَنْ يَصُبّ عَلَيْهِ أَحْيَانًا لِحَاجَةٍ كَمَا فِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنّهُ <A id="الأحاديث والآثار" name="صب المغيرة عليه في السفر17809">http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَبّ عَلَيْهِ فِي السّفَرِ لَمّا تَوَضّأ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif


[ تَخْلِيلُ اللّحْيَةِ ]



http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يُخَلّلُ لِحْيَتَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif أَحْيَانًا وَلَمْ يَكُنْ يُوَاظِبُ عَلَى ذَلِكَ . وَقَدْ اخْتَلَفَ أَئِمّةُ الْحَدِيثِ فِيهِ فَصَحّحَ التّرْمِذِيّ وَغَيْرُهُ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُخَلّلُ لِحْيَتَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ أَحْمَدُ وَأَبُو زُرْعَةَ لَا يَثْبُتُ فِي تَخْلِيلِ اللّحْيَةِ حَدِيثٌ .

[ تَخْلِيلُ الْأَصَابِعِ ]



وَكَذَلِكَ تَخْلِيلُ الْأَصَابِعِ لَمْ يَكُنْ يُحَافِظُ عَلَيْهِ وَفِي " السّنَنِ " عَنْ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدّادٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْت النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا تَوَضّأَ يُدَلّكُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ بِخِنْصَرِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا إنْ ثَبَتَ عَنْهُ فَإِنّمَا كَانَ يَفْعَلُهُ أَحْيَانًا وَلِهَذَا لَمْ يَرْوِهِ الّذِينَ اعْتَنَوْا بِضَبْطِ وُضُوئِهِ كَعُثْمَانَ وَعَلِيّ وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ زَيْدٍ وَالرّبِيعِ وَغَيْرِهِمْ عَلَى أَنّ فِي إسْنَادِهِ عَبْدَ اللّهِ بْنَ لَهِيعَةَ .

[ تَحْرِيكُ الْخَاتَم ]



وَأَمّا تَحْرِيكُ خَاتَمِهِ فَقَدْ رُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ مِنْ رِوَايَةِ مَعْمَرِ بْنِ مُحَمّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا تَوَضّأَ حَرّكَ خَاتَمَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَمَعْمَرٌ وَأَبُوهُ ضَعِيفَانِ ذَكَرَ ذَلِكَ الدّارَقُطْنِيّ .

http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1051.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1053.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:22 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفّيْنِ


صَحّ عَنْهُ أَنّهُ مَسَحَ فِي الْحَضَرِ وَالسّفَرِ وَلَمْ يُنْسَخْ ذَلِكَ حَتّى تُوُفّيَ وَوَقّتَ لِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَلِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيّامٍ وَلَيَالِيَهُنّ فِي عِدّةِ أَحَادِيثَ حِسَانٍ وَصِحَاحٍ وَكَانَ يَمْسَحُ ظَاهِرَ الْخُفّيْنِ وَلَمْ يَصِحّ عَنْهُ مَسْحُ أَسْفَلِهِمَا إلّا فِي حَدِيثٍ مُنْقَطِعٍ . وَالْأَحَادِيثُ الصّحِيحَةُ عَلَى خِلَافِهِ وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنّعْلَيْنِ وَمَسَحَ عَلَى الْعِمَامَةِ مُقْتَصِرًا عَلَيْهَا وَمَعَ النّاصِيَةِ وَثَبَتَ عَنْهُ ذَلِكَ فِعْلًا وَأَمْرًا فِي عِدّةِ أَحَادِيثَ لَكِنْ فِي قَضَايَا أَعْيَانٍ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ خَاصّةً بِحَالِ الْحَاجَةِ وَالضّرُورَةِ وَيُحْتَمَلُ الْعُمُومُ كَالْخُفّيْنِ وَهُوَ أَظْهَرُ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَلَمْ يَكُنْ يَتَكَلّفُ ضِدّ حَالِهِ الّتِي عَلَيْهَا قَدَمَاهُ بَلْ إنْ كَانَتَا فِي الْخُفّ مَسَحَ عَلَيْهِمَا وَلَمْ يَنْزِعْهُمَا وَإِنْ كَانَتَا مَكْشُوفَتَيْنِ غَسَلَ الْقَدَمَيْنِ وَلَمْ يَلْبَسْ الْخُفّ لِيَمْسَحَ عَلَيْهِ وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ فِي مَسْأَلَةِ الْأَفْضَلِ مِنْ الْمَسْحِ وَالْغَسْلِ قَالَهُ شَيْخُنَا ، وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1052.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1054.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:22 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي التّيَمّمِ


http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَتَيَمّمُ بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ لِلْوَجْهِ وَالْكَفّيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَمْ يَصِحّ عَنْهُ أَنّهُ تَيَمّمَ بِضَرْبَتَيْنِ وَلَا إلَى الْمَرْفِقَيْنِ .
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَد ُ مَنْ قَالَ إنّ التّيَمّمَ إلَى الْمَرْفِقَيْنِ فَإِنّمَا هُوَ شَيْءٌ زَادَهُ مِنْ عِنْدِهِ . وَكَذَلِكَ كَانَ يَتَيَمّمُ بِالْأَرْضِ الّتِي يُصَلّي عَلَيْهَا تُرَابًا كَانَتْ أَوْ سَبْخَةً أَوْ رَمْلًا . وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif حَيْثُمَا أَدْرَكَتْ رَجُلًا مِنْ أُمّتِي الصّلَاةُ فَعِنْدَهُ مَسْجِدُهُ وَطَهُورُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا نَصّ صَرِيحٌ فِي أَنّ مَنْ أَدْرَكَتْهُ الصّلَاةُ فِي الرّمْلِ فَالرّمْلُ لَهُ طَهُورٌ . وَلَمّا سَافَرَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ قَطَعُوا تِلْكَ الرّمَالِ فِي طَرِيقِهِمْ وَمَاؤُهُمْ فِي غَايَةِ الْقِلّةِ وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ أَنّهُ حَمَلَ مَعَهُ التّرَابَ وَلَا أَمَرَ بِهِ وَلَا فَعَلَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مَعَ الْقَطْعِ بِأَنّ فِي الْمَفَاوِزِ الرّمَالَ أَكْثَرُ مِنْ التّرَابِ وَكَذَلِكَ أَرْضُ الْحِجَازِ وَغَيْرِهِ وَمَنْ تَدَبّرَ هَذَا قَطَعَ بِأَنّهُ كَانَ يَتَيَمّمُ بِالرّمْلِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ وَهَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ .
وَأَمّا مَا ذُكِرَ فِي صِفَةِ التّيَمّمِ مِنْ وَضْعِ بُطُونِ أَصَابِعِ يَدِهِ الْيُسْرَى عَلَى ظُهُورِ الْيُمْنَى ثُمّ إمْرَارِهَا إلَى الْمِرْفَقِ ثُمّ إدَارَةِ بَطْنِ كَفّهِ عَلَى بَطْنِ الذّرَاعِ وَإِقَامَةِ إبْهَامِهِ الْيُسْرَى كَالْمُؤَذّنِ إلَى أَنْ يَصِلَ إلَى إبْهَامِهِ الْيُمْنَى فَيُطْبِقُهَا عَلَيْهَا فَهَذَا مِمّا يُعْلَمُ قَطْعًا أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ يَفْعَلْهُ وَلَا عَلّمَهُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ وَلَا أَمَرَ بِهِ وَلَا اسْتَحْسَنَهُ وَهَذَا هَدْيُهُ إلَيْهِ التّحَاكُمُ وَكَذَلِكَ لَمْ يَصِحّ عَنْهُ التّيَمّمُ لِكُلّ صَلَاةٍ وَلَا أَمَرَ بِهِ بَلْ أَطْلَقَ التّيَمّمَ وَجَعَلَهُ قَائِمًا مَقَامَ الْوُضُوءِ وَهَذَا يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ حُكْمُهُ حُكْمَهُ إلّا فِيمَا اقْتَضَى الدّلِيلُ خِلَافَهُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1053.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1055.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:22 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الصّلَاةِ


[ لَمْ يَتَلَفّظْ بِالنّيّةِ ]

كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا قَامَ إلَى الصّلَاةِ قَالَ " اللّهُ أَكْبَرُ " وَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا قَبْلَهَا وَلَا تَلَفّظَ بِالنّيّةِ الْبَتّةَ وَلَا قَالَ أُصَلّي لِلّهِ صَلَاةَ كَذَا مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ إمَامًا أَوْ مَأْمُومًا وَلَا قَالَ أَدَاءً وَلَا قَضَاءً وَلَا فَرْضَ الْوَقْتِ وَهَذِهِ عَشْرُ بِدَعٍ لَمْ يَنْقُلْ عَنْهُ أَحَدٌ قَطّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ وَلَا مُسْنَدٍ وَلَا مُرْسَلٍ لَفْظَةً وَاحِدَةً مِنْهَا الْبَتّةَ بَلْ وَلَا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَلَا اسْتَحْسَنَهُ أَحَدٌ مِنْ التّابِعِينَ وَلَا الْأَئِمّةِ الْأَرْبَعَةِ وَإِنّمَا غَرّ بَعْضَ الْمُتَأَخّرِينَ قَوْلُ الشّافِعِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فِي الصّلَاةِ إنّهَا لَيْسَتْ كَالصّيَامِ وَلَا يَدْخُلُ فِيهَا أَحَدٌ إلّا بِذِكْرٍ فَظَنّ أَنّ الذّكْرَ تَلَفّظُ الْمُصَلّي بِالنّيّةِ وَإِنّمَا أَرَادَ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ بِالذّكْرِ تَكْبِيرَةَ الْإِحْرَامِ لَيْسَ إلّا وَكَيْفَ يَسْتَحِبّ الشّافِعِيّ أَمْرًا لَمْ يَفْعَلْهُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي صَلَاةٍ وَاحِدَةٍ وَلَا أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَأَصْحَابِهِ وَهَذَا هَدْيُهُمْ وَسِيرَتُهُمْ فَإِنْ أَوْجَدَنَا أَحَدٌ حَرْفًا وَاحِدًا عَنْهُمْ فِي ذَلِكَ قَبِلْنَاهُ وَقَابَلْنَاهُ بِالتّسْلِيمِ وَالْقَبُولِ وَلَا هَدْيَ أَكْمَلُ مِنْ هَدْيِهِمْ وَلَا سُنّةَ إلّا مَا تَلَقّوْهُ عَنْ صَاحِبِ الشّرْعِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

[ الْإِحْرَام ُ ]

وَكَانَ دَأْبُهُ فِي إحْرَامِهِ لَفْظَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُ أَكْبَرُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif لَا غَيْرَهَا وَلَمْ يَنْقُلْ أَحَدٌ عَنْهُ سِوَاهَا .
[ رَفْعُ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الْإِحْرَامِ ]


http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَهَا مَمْدُودَةَ الْأَصَابِعِ مُسْتَقْبِلًا بِهَا الْقِبْلَةَ إلَى فُرُوعِ أُذُنَيْه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرُوِيَ إلَى مَنْكِبَيْهِ فَأَبُو حُمَيْدٍ السّاعِدِي ّ وَمَنْ مَعَهُ قَالُوا : حَتّى يُحَاذِيَ بِهِمَا الْمَنْكِبَيْنِ وَكَذَلِكَ قَالَ ابْنُ عُمَر َ . وَقَالَ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ : إلَى حِيَالِ أُذُنَيْهِ . وَقَالَ الْبَرَاءُ : قَرِيبًا مِنْ أُذُنَيْهِ . وَقِيلَ هُوَ مِنْ الْعَمَلِ الْمُخَيّرِ فِيهِ وَقِيلَ كَانَ أَعْلَاهَا إلَى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ وَكَفّاهُ إلَى مَنْكِبَيْهِ فَلَا يَكُونُ اخْتِلَافًا وَلَمْ يَخْتَلِفْ عَنْهُ فِي مَحَلّ هَذَا الرّفْعِ . ثُمّ يَضَعُ الْيُمْنَى عَلَى ظَهْرِ الْيُسْرَى .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1054.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1056.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:23 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ الِاسْتِفْتَاحُ ]


وَكَانَ يَسْتَفْتِحُ تَارَةً بِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللّهُمّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثّلْجِ وَالْبَرَدِ اللّهُمّ نَقّنِي مِنْ الذّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقّى الثّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدّنَسِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَتَارَةً يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَجّهْتُ وَجْهِيَ لِلّذِي فَطَرَ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ إنّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْت وَأَنَا أَوّلُ الْمُسْلِمِينَ اللّهُمّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إلَهَ إلّا أَنْتَ أَنْتَ رَبّي وَأَنَا عَبْدُك ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعَهَا إنّهُ لَا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إلّا أَنْتَ وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إلّا أَنْتَ وَاصْرِفْ عَنّي سَيّئَ الْأَخْلَاقِ لَا يَصْرِفُ عَنّي سَيّئَهَا إلّا أَنْتَ لَبّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلّهُ بِيَدَيْك وَالشّرّ لَيْسَ إلَيْك أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْت أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَكِنّ الْمَحْفُوظَ أَنّ هَذَا الِاسْتِفْتَاحَ إنّمَا كَانَ يَقُولُهُ فِي قِيَامِ اللّيْلِ .
وَتَارَةً يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ رَبّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اُخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقّ بِإِذْنِك إنّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَتَارَةً يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنّ . .. http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الْحَدِيثُ . وَسَيَأْتِي فِي بَعْضِ طُرُقِهِ الصّحِيحَةِ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا أَنّهُ كَبّرَ ثُمّ قَالَ ذَلِكَ .
وَتَارَةً يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُ أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ اللّهُ أَكْبَرُ الْحَمْدُ لِلّهِ كَثِيرًا الْحَمْدُ لِلّهِ كَثِيرًا الْحَمْدُ لِلّهِ كَثِيرًا وَسُبْحَانَ اللّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا سُبْحَانَ اللّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا سُبْحَانَ اللّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَتَارَةً يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُ أَكْبَرُ عَشْرَ مَرّاتٍ ثُمّ يُسَبّحُ عَشْرَ مَرّاتٍ ثُمّ يَحْمَدُ عَشْرًا ثُمّ يُهَلّلُ عَشْرًا ثُمّ يَسْتَغْفِرُ عَشْرًا ثُمّ يَقُولُ اللّهُمّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي وَعَافِنِي عَشْرًا ثُمّ يَقُولُ " اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيقِ الْمُقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَشْرًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . فَكُلّ هَذِهِ الْأَنْوَاعِ صَحّتْ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .
وَرُوِيَ عَنْهُ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِسُبْحَانَكَ اللّهُمّ وَبِحَمْدِك وَتَبَارَكَ اسْمُك وَتَعَالَى جَدّك وَلَا إلَهَ غَيْرُكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَ ذَلِكَ أَهْلُ السّنَنِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيّ بْنِ عَلِيّ الرّفَاعِيّ عَنْ أَبِي الْمُتَوَكّلِ النّاجِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَلَى أَنّهُ رُبّمَا أَرْسَلَ.
وَقَدْ رُوِيَ مِثْلُهُ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا وَالْأَحَادِيثُ الّتِي قَبْلَهُ أَثْبَتُ مِنْهُ وَلَكِنْ صَحّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَنّهُ كَانَ يَسْتَفْتِحُ بِهِ فِي مَقَامِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَيَجْهَرُ بِهِ وَيُعَلّمُهُ النّاسَ وَقَال َ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : أَمّا أَنَا فَأَذْهَبُ إلَى مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ وَلَوْ أَنّ رَجُلًا اسْتَفْتَحَ بِبَعْضِ مَا رُوِيَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ الِاسْتِفْتَاحِ كَانَ حَسَنًا .

[ اخْتِيَارُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ لِدُعَاءِ " سُبْحَانَك اللّهُمّ " وَالتّعْلِيلُ لَهُ ]

وَإِنّمَا اخْتَارَ الْإِمَامُ أَحْمَد ُ هَذَا لِعَشَرَةِ أَوْجُهٍ قَدْ ذَكَرْتُهَا فِي مَوَاضِعَ أُخْرَى . مِنْهَا جَهْرُ عُمَرَ بِهِ يُعَلّمُهُ الصّحَابَةَ .
وَمِنْهَا اشْتِمَالُهُ عَلَى أَفْضَلِ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ فَإِنّ أَفْضَلَ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ سُبْحَانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَاَللّهُ أَكْبَرُ وَقَدْ تَضَمّنَهَا هَذَا الِاسْتِفْتَاحُ مَعَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ .
وَمِنْهَا أَنّهُ اسْتِفْتَاحٌ أَخْلَصُ لِلثّنَاءِ عَلَى اللّهِ وَغَيْرُهُ مُتَضَمّنٌ لِلدّعَاءِ وَالثّنَاءُ أَفْضَلُ مِنْ الدّعَاءِ وَلِهَذَا كَانَتْ سُورَةُ الْإِخْلَاصِ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ لِأَنّهَا أُخْلِصَتْ لِوَصْفِ الرّحْمَنِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ وَلِهَذَا كَانَ " سُبْحَانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَاَللّهُ أَكْبَرُ " أَفْضَلُ الْكَلَامِ بَعْدَ الْقُرْآنِ فَيَلْزَمُ أَنّ مَا تَضَمّنَهَا مِنْ الِاسْتِفْتَاحَاتِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ الِاسْتِفْتَاحَاتِ .
وَمِنْهَا أَنّ غَيْرَهُ مِنْ الِاسْتِفْتَاحَاتِ عَامّتُهَا إنّمَا هِيَ فِي قِيَامِ اللّيْلِ فِي النّافِلَةِ وَهَذَا كَانَ عُمَرُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلّمُهُ النّاسَ فِي الْفَرْضِ .
وَمِنْهَا أَنّ هَذَا الِاسْتِفْتَاحَ إنْشَاءٌ لِلثّنَاءِ عَلَى الرّبّ تَعَالَى مُتَضَمّنٌ لِلْإِخْبَارِ عَنْ صِفَاتِ كَمَالِهِ وَنُعُوتِ جَلَالِهِ وَالِاسْتِفْتَاحُ بِ " وَجّهْت وَجْهِيَ " إخْبَارٌ عَنْ عُبُودِيّةِ الْعَبْدِ وَبَيْنَهُمَا مِنْ الْفَرْقِ مَا بَيْنَهُمَا .
وَمِنْهَا أَنّ مَنْ اخْتَارَ الِاسْتِفْتَاحَ بِ " وَجّهْت وَجْهِيَ " لَا يُكْمِلُهُ وَإِنّمَا يَأْخُذُ بِقِطْعَةٍ مِنْ الْحَدِيثِ وَيَذَرُ بَاقِيَهُ بِخِلَافِ الِاسْتِفْتَاحِ بِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانِك اللّهُمّ وَبِحَمْدِك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَإِنّ مَنْ ذَهَبَ إلَيْهِ يَقُولُهُ كُلّهُ إلَى آخِرِهِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1055.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1057.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:23 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ أَعُوذُ بِاَللّهِ مِنْ الشّيْطَانِ الرّجِيمِ ثُمّ يَقْرَأُ الْفَاتِحَة وَكَانَ يَجْهَرُ بِبِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ تَارَةً وَيُخْفِيهَا أَكْثَرَ مِمّا يَجْهَرُ بِهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَلَا رَيْبَ أَنّهُ لَمْ يَكُنْ يَجْهَرُ بِهَا دَائِمًا فِي كُلّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرّاتٍ أَبَدًا حَضَرًا وَسَفَرًا وَيَخْفَى ذَلِكَ عَلَى خُلَفَائِهِ الرّاشِدِينَ وَعَلَى جُمْهُورِ أَصْحَابِهِ وَأَهْلِ بَلَدِهِ فِي الْأَعْصَارِ الْفَاضِلَةِ هَذَا مِنْ أَمْحَلِ الْمُحَالِ حَتّى يَحْتَاجَ إلَى التّشَبّثِ فِيهِ بِأَلْفَاظٍ مُجْمَلَةٍ وَأَحَادِيثَ وَاهِيَةٍ فَصَحِيحُ تِلْكَ الْأَحَادِيثِ غَيْرُ صَرِيحٍ وَصَرِيحُهَا غَيْرُ صَحِيحٍ وَهَذَا مَوْضِعٌ يَسْتَدْعِي مُجَلّدًا ضَخْمًا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1056.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1058.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:24 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
وَكَانَتْ قِرَاءَتُهُ مَدّا يَقِفُ عِنْدَ كُلّ آيَةٍ وَيَمُدّ بِهَا صَوْتَهُ . فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ قَالَ " آمِينَ " فَإِنْ كَانَ يَجْهَرُ بِالْقِرَاءَةِ رَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ وَقَالَهَا مَنْ خَلْفَهُ
[ سَكَتَاتُ الْإِمَام ِ ]


وَكَانَ لَهُ سَكْتَتَانِ سَكْتَةٌ بَيْنَ التّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ وَعَنْهَا سَأَلَهُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاخْتُلِفَ فِي الثّانِيَةِ فَرُوِيَ أَنّهَا بَعْدَ الْفَاتِحَةِ . وَقِيلَ إنّهَا بَعْدَ الْقِرَاءَةِ وَقَبْلَ الرّكُوعِ . وَقِيلَ هِيَ سَكْتَتَانِ غَيْرُ الْأُولَى فَتَكُونُ ثَلَاثًا وَالظّاهِرُ إنّمَا هِيَ اثْنَتَانِ فَقَطْ وَأَمّا الثّالِثَةُ فَلَطِيفَةٌ جِدّا لِأَجْلِ تَرَادّ النّفَسِ وَلَمْ يَكُنْ يَصِلُ الْقِرَاءَةَ بِالرّكُوعِ بِخِلَافِ السّكْتَةِ الْأُولَى فَإِنّهُ كَانَ يَجْعَلُهَا بِقَدْرِ الِاسْتِفْتَاحِ وَالثّانِيَةُ قَدْ قِيلَ إنّهَا لِأَجْلِ قِرَاءَةِ الْمَأْمُومِ فَعَلَى هَذَا : يَنْبَغِي تَطْوِيلُهَا بِقَدْرِ قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ وَأَمّا الثّالِثَةُ فَلِلرّاحَةِ وَالنّفَسِ فَقَطْ وَهِيَ سَكْتَةٌ لَطِيفَةٌ فَمَنْ لَمْ يَذْكُرْهَا فَلِقِصَرِهَا وَمَنْ اعْتَبَرَهَا جَعَلَهَا سَكْتَةً ثَالِثَةً فَلَا اخْتِلَافَ بَيْنَ الرّوَايَتَيْنِ وَهَذَا أَظْهَرُ مَا يُقَالُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ .
وَقَدْ صَحّ حَدِيثُ السّكْتَتَيْنِ مِنْ رِوَايَةِ سَمُرَةَ وَأُبَيّ بْنِ كَعْبٍ وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو حَاتِمٍ فِي " صَحِيحِهِ " وَسَمُرَةُ هُوَ ابْنُ جُنْدُبٍ وَقَدْ تَبَيّنَ بِذَلِكَ أَنّ أَحَدَ مَنْ رَوَى حَدِيثَ السّكْتَتَيْنِ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ وَقَدْ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif <A id="الأحاديث والآثار" name="حفظت من رسول الله سكتتين8308">حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَكْتَتَيْنِ سَكْتَةً إذَا كَبّرَ وَسَكْتَةً إذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضّالّينَ (javascript:DisplayAyaa(1,7))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي بَعْضِ طُرُقِ الْحَدِيثِ فَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ سَكَتَ وَهَذَا كَالْمُجْمَلِ وَاللّفْظُ الْأَوّلُ مُفَسّرٌ مُبَيّنٌ وَلِهَذَا قَالَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرّحْمَنِ : لِلْإِمَامِ سَكْتَتَانِ فَاغْتَنِمُوا فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ إذَا افْتَتَحَ الصّلَاةَ وَإِذَا قَالَ " وَلَا الضّالّينَ " عَلَى أَنّ تَعْيِينَ مَحَلّ السّكْتَتَيْنِ إنّمَا هُوَ مِنْ تَفْسِيرِ قَتَادَةَ فَإِنّهُ رَوَى الْحَدِيثَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ قَالَ سَكْتَتَانِ حَفِظْتهمَا عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عِمْرَانُ فَقَالَ حَفِظْنَاهَا سَكْتَةً فَكَتَبْنَا إلَى أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ بِالْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)فَكَتَب� � أُبَيّ أَنْ قَدْ حَفِظَ سَمُرَةُ قَالَ سَعِيدٌ فَقُلْنَا لِقَتَادَةَ مَا هَاتَانِ السّكْتَتَانِ قَالَ إذَا دَخَلَ فِي الصّلَاةِ وَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ ثُمّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ وَإِذَا قَالَ وَلَا الضّالّينَ .
قَالَ وَكَانَ يُعْجِبُهُ إذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ أَنْ يَسْكُتَ حَتّى يَتَرَادّ إلَيْهِ نَفَسُهُ وَمَنْ يَحْتَجّ بِالْحَسَنِ عَنْ سَمُرَةَ يَحْتَجّ بِهَذَا . فَإِذَا فَرَغَ مِنْ الْفَاتِحَةِ أَخَذَ فِي سُورَةٍ غَيْرِهَا وَكَانَ يُطِيلُهَا تَارَة وَيُخَفّفُهَا لِعَارِضٍ مِنْ سَفَرٍ أَوْ غَيْرِهِ وَيُتَوَسّطُ فِيهَا غَالِبًا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1057.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1059.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:25 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ قِرَاءَتُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الصّلَاةِ ]


وَكَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِنَحْوِ سِتّينَ آيَةً إلَى مِائَةِ آيَةٍ وَصَلّاهَا بِسُورَةِ ( ق ) وَصَلّاهَا بِ ( الرّومِ ) وَصَلّاهَا بِ ( إذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ ) وَصَلّاهَا بِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِذَا زُلْزِلَتِ (javascript:DisplayAyaa(99,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif فِي الرّكْعَتَيْنِ كِلَيْهِمَا وَصَلّاهَا بِ ( الْمُعَوّذَتَيْنِ ) وَكَانَ فِي السّفَرِ وَصَلّاهَا فَافْتَتَحَ بِ ( سُورَةِ الْمُؤْمِنُونَ ) حَتّى إذَا بَلَغَ ذِكْرَ مُوسَى وَهَارُونَ فِي الرّكْعَةِ الْأُولَى أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ .
وَكَانَ يُصَلّيهَا يَوْمَ الْجُمْعَةِ بِ ( الم تَنْزِيلُ ) السّجْدَةِ وَسُورَةِ ( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ) كَامِلَتَيْنِ وَلَمْ يَفْعَلْ مَا يَفْعَلُهُ كَثِيرٌ مِنْ النّاسِ الْيَوْمَ مِنْ قِرَاءَةِ بَعْضِ هَذِهِ وَبَعْضِ هَذِهِ فِي الرّكْعَتَيْنِ وَقِرَاءَةِ السّجْدَةِ وَحْدَهَا فِي الرّكْعَتَيْنِ وَهُوَ خِلَافُ السّنّةِ .
وَأَمّا مَا يَظُنّهُ كَثِيرٌ مِنْ الْجُهّالِ أَنّ صُبْحَ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فُضّلَ بِسَجْدَةٍ فَجَهْلٌ عَظِيمٌ وَلِهَذَا كَرِهَ بَعْضُ الْأَئِمّةِ قِرَاءَةَ سُورَةِ السّجْدَةِ لِأَجْلِ هَذَا الظّنّ وَإِنّمَا كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْرَأُ هَاتَيْنِ السّورَتَيْنِ لِمَا اشْتَمَلَتَا عَلَيْهِ مِنْ ذِكْرِ الْمَبْدَإِ وَالْمَعَادِ وَخَلْقِ آدَمَ وَدُخُولِ الْجَنّةِ وَالنّارِ وَذَلِكَ مِمّا كَانَ وَيَكُونُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَكَانَ يَقْرَأُ فِي فَجْرِهَا مَا كَانَ وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَذْكِيرًا لِلْأُمّةِ بِحَوَادِثِ هَذَا الْيَوْمِ كَمَا كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ الْعِظَامِ كَالْأَعْيَادِ وَالْجُمُعَة بِسُورَةِ ( ق ) وَ ( اقْتَرَبَتْ ) وَ ( سَبّحْ ) وَ ( الْغَاشِيَةِ ) .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1058.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1060.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:25 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ وَأَمّا الظّهْرُ فَكَانَ يُطِيلُ قِرَاءَتَهَا أَحْيَانًا


حَتّى قَالَ أَبُو سَعِيدٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَتْ صَلَاةُ الظّهْرِ تُقَامُ فَيَذْهَبُ الذّاهِبُ إلَى الْبَقِيعِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%c8%de%ed%da)فَيَقْضِي حَاجَتَهُ ثُمّ يَأْتِي أَهْلَهُ فَيَتَوَضّأُ وَيُدْرِكُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الرّكْعَةِ الْأُولَى مِمّا يُطِيلُهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا تَارَةً بِقَدْرِ ( الم تَنْزِيلُ ) وَتَارَةً بِ ( سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الْأَعْلَى ) ( وَاللّيْلِ إِذَا يَغْشَى ) وَتَارَةً بِ ( وَالسّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ) ( وَالسّمَاءِ وَالطّارِقِ )
وَأَمّا الْعَصْرُ فَعَلَى النّصْفِ مِنْ قِرَاءَةِ صَلَاةِ الظّهْرِ إذَا طَالَتْ وَبِقَدْرِهَا إذَا قَصُرَتْ . وَأَمّا الْمَغْرِبُ فَكَانَ هَدْيُهُ فِيهَا خِلَافَ عَمَلِ النّاسِ الْيَوْمَ فَإِنّهُ صَلّاهَا مَرّةً بِ ( الْأَعْرَافِ )فَرّقَهَا فِي الرّكْعَتَيْنِ وَمَرّةً بِ ( وَالطّورِ ) وَمَرّةً بِ ( وَالْمُرْسَلَاتِ ) . قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرّ : رُوِيَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِ ( المص ) وَأَنّهُ قَرَأَ فِيهَا بِ ( الصّافّاتِ ) وَأَنّهُ قَرَأَ فِيهَا بِ ( حم الدّخَانِ ) وَأَنّهُ قَرَأَ فِيهَا بِ ( سَبّحْ اسْمَ رَبّك الْأَعْلَى ) وَأَنّهُ قَرَأَ فِيهَا بِ ( التّينِ وَالزّيْتُونِ ) وَأَنّهُ قَرَأَ فِيهَا بِ ( الْمُعَوّذَتَيْنِ ) وَأَنّهُ قَرَأَ فِيهَا بِ ( الْمُرْسَلَاتِ ) وَأَنّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِيهَا بِقِصَارِ الْمُفَصّلِ . قَالَ وَهِيَ كُلّهَا آثَارٌ صِحَاحٌ مَشْهُورَةٌ . انْتَهَى .
وَأَمّا الْمُدَاوَمَةُ فِيهَا عَلَى قِرَاءَةِ قِصَارِ الْمُفَصّلِ دَائِمًا فَهُوَ فِعْلُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَلِهَذَا أَنْكَرَ عَلَيْهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا لَكَ تَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصّلِ ؟ وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِطُولَى الطّولَيَيْنِ . قَالَ قُلْت : وَمَا طُولَى الطّولَيَيْنِ ؟ قَالَ ( الْأَعْرَافُ ) http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ أَهْلُ السّنَنِ .
وَذَكَرَ النّسَائِيّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا أَنّ النّبِيّ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِسُورَةِ ( الْأَعْرَافِ ) فَرّقَهَا فِي الرّكْعَتَيْنِ
فَالْمُحَافَظَةُ فِيهَا عَلَى الْآيَةِ الْقَصِيرَةِ وَالسّورَةِ مِنْ قِصَارِ الْمُفَصّلِ خِلَافُ السّنّةِ وَهُوَ فِعْلُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ . وَأَمّا الْعِشَاءُ الْآخِرَةُ فَقَرَأَ فِيهَا صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِ ( وَالتّينِ وَالزّيْتُونِ ) وَوَقّتَ لِمُعَاذٍ فِيهَا بِ ( وَالشّمْسِ وَضُحَاهَا ) وَ ( سَبّحْ اسْمَ رَبّك الْأَعْلَى ) ( وَاللّيْلِ إذَا يَغْشَى ) وَنَحْوِهَا وَأَنْكَرَ عَلَيْهِ قِرَاءَتَهُ فِيهَا بِ ( الْبَقَرَةِ ) بَعْدَمَا صَلّى مَعَهُ ثُمّ ذَهَبَ إلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ فَأَعَادَهَا لَهُمْ بَعْدَمَا مَضَى مِنْ اللّيْلِ مَا شَاءَ اللّهُ وَقَرَأَ بِهِمْ بِ ( الْبَقَرَةِ ) وَلِهَذَا قَالَ لَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَفَتّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَتَعَلّقَ النّقّارُونَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إلَى مَا قَبْلَهَا وَلَا مَا بَعْدَهَا .
وَأَمّا الْجُمُعَةُ فَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا بِسُورَتَيْ ( الْجُمُعَةِ ) وَ ( الْمُنَافِقِينَ ) كَامِلَتَيْنِ وَ ( سُورَةِ سَبّحْ ) وَ ( الْغَاشِيَةِ ) . وَأَمّا الِاقْتِصَارُ عَلَى قِرَاءَةِ أَوَاخِرِ السّورَتَيْنِ مِنْ يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا . .. إلَى آخِرِهَا فَلَمْ يَفْعَلْهُ قَطّ وَهُوَ مُخَالِفٌ لِهَدْيِهِ الّذِي كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهِ .
وَأَمّا قِرَاءَتُهُ فِي الْأَعْيَادِ فَتَارَةً كَانَ يَقْرَأُ سُورَتَيْ ( ق ) و ( اقْتَرَبَتْ ) كَامِلَتَيْنِ وَتَارَةً سُورَتَيْ ( سَبّحْ ) وَ ( الْغَاشِيَةِ ) وَهَذَا هُوَ الْهَدْيُ الّذِي اسْتَمَرّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهِ إلَى أَنْ لَقِيَ اللّهَ عَزّ وَجَلّ لَمْ يَنْسَخْهُ شَيْءٌ .
وَلِهَذَا أَخَذَ بِهِ خُلَفَاؤُهُ الرّاشِدُونَ مِنْ بَعْدِهِ فَقَرَأَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فِي الْفَجْرِ بِسُورَةِ ( الْبَقَرَةِ ) حَتّى سَلّمَ مِنْهَا قَرِيبًا مِنْ طُلُوعِ الشّمْسِ فَقَالُوا : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ؟ كَادَتْ الشّمْسُ تَطْلُعُ فَقَالَ لَوْ طَلَعَتْ لَمْ تَجِدْنَا غَافِلِينَ .
وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ يَقْرَأُ فِيهَا بِ ( يُوسُفَ ) وَ ( النّحْلِ ) وَبِ ( هُودٍ ) وَ ( بَنِي إسْرَائِيلَ ) وَنَحْوِهَا مِنْ السّوَرِ وَلَوْ كَانَ تَطْوِيلُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَنْسُوخًا لَمْ يَخْفَ عَلَى خُلَفَائِهِ الرّاشِدِينَ وَيَطّلِعْ عَلَيْهِ النّقّارُونَ .
وَأَمّا الْحَدِيثُ الّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif <A id="الأحاديث والآثار" name="كان يقرأ في الفجر ق والقرآن المجيد18411">كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ ( ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ) وَكَانَتْ صَلَاتُهُ بَعْدُ تَخْفِيفًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَالْمُرَادُ بِقَوْلِهِ " بَعْدُ " أَيْ بَعْدَ الْفَجْرِ أَيْ إنّهُ كَانَ يُطِيلُ قِرَاءَةَ الْفَجْرِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهَا وَصِلَاتُهُ بَعْدَهَا تَخْفِيفًا . وَيَدُلّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أُمّ الْفَضْلِ وَقَدْ سَمِعْت ابْنَ عَبّاسٍ يَقْرَأُ ( وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ) فَقَالَتْ يَا بُنَيّ لَقَدْ ذَكّرْتَنِي بِقِرَاءَةِ هَذِهِ السّورَةِ إنّهَا لَآخِرُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ فَهَذَا فِي آخِرِ الْأَمْرِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَأَيْضًا فَإِنّ قَوْلَهُ وَكَانَتْ صَلَاتُهَا بَعْدُ غَايَةٌ قَدْ حُذِفَ مَا هِيَ مُضَافَةٌ إلَيْهِ فَلَا يَجُوزُ إضْمَارُ مَا لَا يَدُلّ عَلَيْهِ السّيَاقُ وَتَرْكُ إضْمَارِ مَا يَقْتَضِيهِ السّيَاقُ وَالسّيَاقُ إنّمَا يَقْتَضِي أَنّ صَلَاتَهُ بَعْدَ الْفَجْرِ كَانَتْ تَخْفِيفًا وَلَا يَقْتَضِي أَنّ صَلَاتَهُ كُلّهَا بَعْدَ ذَلِكَ الْيَوْمِ كَانَتْ تَخْفِيفًا هَذَا مَا لَا يَدُلّ عَلَيْهِ اللّفْظُ وَلَوْ كَانَ هُوَ الْمُرَادَ لَمْ يَخْفَ عَلَى خُلَفَائِهِ الرّاشِدِينَ فَيَتَمَسّكُونَ بِالْمَنْسُوخِ وَيَدَعُونَ النّاسِخَ .

[ مَعْنَى " أَيّكُمْ أَمّ فَلْيُخَفّفْ " ]

وَأَمّا قَوْلُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَيّكُمْ أَمّ النّاسَ فَلْيُخَفّفْ " وَقَوْلُ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَخَفّ النّاسِ صَلَاةً فِي تَمَامٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَالتّخْفِيفُ أَمْرٌ نِسْبِيّ يَرْجِعُ إلَى مَا فَعَلَهُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَوَاظَبَ عَلَيْهِ لَا إلَى شَهْوَةِ الْمَأْمُومِينَ فَإِنّهُ لَمْ يَكُنْ يَأْمُرُهُمْ بِأَمْرٍ ثُمّ يُخَالِفُهُ وَقَدْ عَلِمَ أَنّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ وَالضّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ فَاَلّذِي فَعَلَهُ هُوَ التّخْفِيفُ الّذِي أَمَرَ بِهِ فَإِنّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ صَلَاتُهُ أَطْوَلَ مِنْ ذَلِكَ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ فَهِيَ خَفِيفَةٌ بِالنّسْبَةِ إلَى أَطْوَلِ مِنْهَا وَهَدْيُهُ الّذِي كَانَ وَاظَبَ عَلَيْهِ هُوَ الْحَاكِمُ عَلَى كُلّ مَا تَنَازَعَ فِيهِ الْمُتَنَازِعُونَ وَيَدُلّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ النّسَائِيّ وَغَيْرُهُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَأْمُرُنَا بِالتّخْفِيفِ وَيَؤُمّنَا بِ ( الصّافّاتِ ) http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَالْقِرَاءَةُ بِ ( الصّافّاتِ ) مِنْ التّخْفِيفِ الّذِي كَانَ يَأْمُرُ بِهِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1059.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1061.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:26 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [عَدَمُ تَعْيِينِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سُورَةً بِعَيْنِهَا ]


وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا يُعَيّنُ سُورَةً فِي الصّلَاةِ بِعَيْنِهَا لَا يَقْرَأُ إلّا بِهَا إلّا فِي الْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَأَمّا فِي سَائِرِ الصّلَوَاتِ فَقَدْ ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قَالَ مَا مِنْ الْمُفَصّلِ سُورَةٌ صَغِيرَةٌ وَلَا كَبِيرَةٌ إلّا وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَؤُمّ النّاسَ بِهَا فِي الصّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ قِرَاءَةُ السّورَةِ كَامِلَةً وَرُبّمَا قَرَأَهَا فِي الرّكْعَتَيْنِ وَرُبّمَا قَرَأَ أَوّلَ السّورَةِ . وَأَمّا قِرَاءَةُ أَوَاخِرِ السّوَرِ وَأَوْسَاطِهَا فَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ . وَأَمّا قِرَاءَةُ السّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ فَكَانَ يَفْعَلُهُ فِي النّافِلَةِ وَأَمّا فِي الْفَرْضِ فَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ . وَأَمّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّي لَأَعْرِفُ النّظَائِرَ الّتِي كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُقْرِنُ بَيْنَهُنّ السّورَتَيْنِ فِي الرّكْعَةِ ( الرّحْمَنُ )( وَالنّجْمِ ) فِي رَكْعَةٍ وَ ( اقْتَرَبَتْ ) وَ ( الْحَاقّةُ ) فِي رَكْعَةٍ ( وَالطّورِ ) وَالذّارِيَاتِ فِي رَكْعَةٍ وَ ( إذَا وَقَعَتْ ) وَ ( ن )فِي رَكْعَةٍ الْحَدِيثُ فَهَذَا حِكَايَةُ فِعْلٍ لَمْ يُعَيّنْ مَحَلّهُ هَلْ كَانَ فِي الْفَرْضِ أَوْ فِي النّفْلِ ؟ وَهُوَ مُحْتَمِلٌ . وَأَمّا قِرَاءَةُ سُورَةٍ وَاحِدَةٍ فِي رَكْعَتَيْنِ مَعًا فَقَلّمَا كَانَ يَفْعَلُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ رَجُلٍ مِنْ جُهَيْنَةَ أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْرَأُ فِي الصّبْحِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِذَا زُلْزِلَتِ (javascript:DisplayAyaa(99,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif في الركعتين كِلْتَيْهِمَا ، قَالَ فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُول اللّه صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1060.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1062.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:26 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ إطَالَتُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الرّكْعَةَ الْأُولَى عَلَى الثّانِيَة ] ِ


[ تَعْلِيلُ إطَالَتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلَاةَ الصّبْحِ ]

وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُطِيلُ الرّكْعَةَ الْأُولَى عَلَى الثّانِيَةِ مِنْ صَلَاةِ الصّبْحِ وَمِنْ كُلّ صَلَاةٍ وَرُبّمَا كَانَ يُطِيلُهَا حَتّى لَا يُسْمَعَ وَقْعُ قَدَمٍ وَكَانَ يُطِيلُ صَلَاةَ الصّبْحِ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الصّلَوَاتِ وَهَذَا لِأَنّ قُرْآنَ الْفَجْرِ مَشْهُودٌ يَشْهَدُهُ اللّهُ تَعَالَى وَمَلَائِكَتُهُ وَقِيلَ يَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللّيْلِ وَالنّهَارِ وَالْقَوْلَانِ مَبْنِيّانِ عَلَى أَنّ النّزُولَ الْإِلَهِيّ هَلْ يَدُومُ إلَى انْقِضَاءِ صَلَاةِ الصّبْحِ أَوْ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ ؟ وَقَدْ وَرَدَ فِيهِ هَذَا وَهَذَا .
وَأَيْضًا فَإِنّهَا لَمّا نَقَصَ عَدَدُ رَكَعَاتِهَا جُعِلَ تَطْوِيلُهَا عِوَضًا عَمّا نَقَصَتْهُ مِنْ الْعَدَدِ .
وَأَيْضًا فَإِنّهَا تَكُونُ عَقِيبَ النّوْمِ وَالنّاسُ مُسْتَرِيحُونَ .
وَأَيْضًا فَإِنّهُمْ لَمْ يَأْخُذُوا بَعْدُ فِي اسْتِقْبَالِ الْمَعَاشِ وَأَسْبَابِ الدّنْيَا .
وَأَيْضًا فَإِنّهَا تَكُونُ فِي وَقْتٍ تَوَاطَأَ فِيهِ السّمْعُ وَاللّسَانُ وَالْقَلْبُ لِفَرَاغِهِ وَعَدَمِ تَمَكّنِ الِاشْتِغَالِ فِيهِ فَيَفْهَمُ الْقُرْآنَ وَيَتَدَبّرُهُ .
وَأَيْضًا فَإِنّهَا أَسَاسُ الْعَمَلِ وَأَوّلُهُ فَأُعْطِيَتْ فَضْلًا مِنْ الِاهْتِمَامِ بِهَا وَتَطْوِيلِهَا وَهَذِهِ أَسْرَارٌ إنّمَا يَعْرِفُهَا مَنْ لَهُ الْتِفَاتٌ إلَى أَسْرَارِ الشّرِيعَةِ وَمَقَاصِدِهَا وَحُكْمِهَا وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1061.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1063.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:27 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ الرّكُوعُ ]


وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ سَكَتَ بِقَدْرِ مَا يَتَرَادّ إلَيْهِ نَفَسُهُ ثُمّ رَفَعَ يَدَيْهِ كَمَا تَقَدّمَ وَكَبّرَ رَاكِعًا وَوَضَعَ كَفّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَالْقَابِضِ عَلَيْهِمَا وَوَتّرَ يَدَيْهِ فَنَحّاهُمَا عَنْ جَنْبَيْهِ وَبَسَطَ ظَهْرَهُ وَمَدّهُ وَاعْتَدَلَ وَلَمْ يَنْصِبْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَخْفِضْهُ بَلْ يَجْعَلُهُ حِيَالَ ظَهْرِهِ مُعَادِلًا لَهُ .
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَ رَبّيَ الْعَظِيم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَتَارَةً يَقُولُ مَعَ ذَلِكَ أَوْ مُقْتَصِرًا عَلَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَكَ اللّهُمّ رَبّنَا وَبِحَمْدِك اللّهُمّ اغْفِرْ لِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ رُكُوعُهُ الْمُعْتَادُ مِقْدَارَ عَشْرِ تَسْبِيحَاتٍ وَسُجُودُهُ كَذَلِكَ . وَأَمّا حَدِيثُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَمَقْتُ الصّلَاةَ خَلْفَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَكَانَ قِيَامُهُ فَرُكُوعُهُ فَاعْتِدَالُهُ فَسَجْدَتُهُ فَجَلْسَتُهُ مَا بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ قَرِيبًا مِنْ السّوَاءِ . فَهَذَا قَدْ فَهِمَ مِنْهُ بَعْضُهُمْ أَنّهُ كَانَ يَرْكَعُ بِقَدْرِ قِيَامِهِ وَيَسْجُدُ بِقَدْرِهِ وَيَعْتَدِلُ كَذَلِكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي هَذَا الْفَهْمِ شَيْءٌ لِأَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصّبْحِ بِالْمِائَةِ آيَةٍ أَوْ نَحْوِهَا وَقَدْ تَقَدّمَ أَنّهُ قَرَأَ فِي الْمَغْرِبِ بِ ( الْأَعْرَافِ )( وَالطّورِ )( وَالْمُرْسَلَاتِ ) وَمَعْلُومٌ أَنّ رُكُوعَهُ وَسُجُودَهُ لَمْ يَكُنْ قَدْرَ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ وَيَدُلّ عَلَيْهِ حَدِيثُ أَنَسٍ الّذِي رَوَاهُ أَهْلُ السّنَنِ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا صَلّيْتُ وَرَاءَ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَشْبَهَ صَلَاةً بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا هَذَا الْفَتَى يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ فَحَزَرْنَا فِي رُكُوعِهِ عَشْرَ تَسْبِيحَاتٍ وَفِي سُجُودِهِ عَشْرَ تَسْبِيحَاتٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هَذَا مَعَ قَوْلِ أَنَسٍ أَنّهُ كَانَ يَؤُمّهُمْ بِ ( الصّافّاتِ ) فَمُرَادُ الْبَرَاءِ - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - أَنّ صَلَاتَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَتْ مُعْتَدِلَةً فَكَانَ إذَا أَطَالَ الْقِيَامَ أَطَالَ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ وَإِذَا خَفّفَ الْقِيَامَ خَفّفَ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ وَتَارَةً يَجْعَلُ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ بِقَدْرِ الْقِيَامِ وَلَكِنْ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَحْيَانًا فِي صَلَاةِ اللّيْلِ وَحْدَهَا وَفِعْلُهُ أَيْضًا قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ وَهَدْيُهُ الْغَالِبُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَعْدِيلُ الصّلَاةِ وَتَنَاسُبُهَا .
وَكَانَ يَقُولُ أَيْضًا فِي رُكُوعِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ الْمَلَائِكَةِ وَالرّوح http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَتَارَةً يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ لَكَ رَكَعْت وَبِك آمَنْت وَلَكَ أَسْلَمْت خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي وَمُخّي وَعَظْمِي وَعَصَبِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gifوَهَذَا إنّمَا حُفِظَ عَنْهُ فِي قِيَامِ اللّيْلِ .
[الِاعْتِدَالُ ]


ثُمّ كَانَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قَائِلًا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif كَمَا تَقَدّمَ وَرَوَى رَفْعَ الْيَدَيْنِ عَنْهُ فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ الثّلَاثَةِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِينَ نَفْسًا وَاتّفَقَ عَلَى رِوَايَتِهَا الْعَشْرَةُ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ خِلَافُ ذَلِكَ الْبَتّةَ بَلْ كَانَ ذَلِكَ هَدْيَهُ دَائِمًا إلَى أَنْ فَارَقَ الدّنْيَا وَلَمْ يَصِحّ عَنْهُ حَدِيثُ الْبَرَاءِ : ثُمّ لَا يَعُودُ بَلْ هِيَ مِنْ زِيَادَةِ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ . فَلَيْسَ تَرْكُ ابْنِ مَسْعُودٍ الرّفْعَ مِمّا يُقَدّمُ عَلَى هَدْيِهِ الْمَعْلُومِ فَقَدْ تُرِكَ مِنْ فِعْلِ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي الصّلَاةِ أَشْيَاءَ لَيْسَ مُعَارِضُهَا مُقَارِبًا وَلَا مُدَانِيًا لِلرّفْعِ فَقَدْ تَرَكَ مِنْ فِعْلِهِ التّطْبِيقَ وَالِافْتِرَاشَ فِي السّجُودِ وَوُقُوفِهِ إمَامًا بَيْنَ الِاثْنَيْنِ فِي وَسَطِهِمَا دُونَ التّقَدّمِ عَلَيْهِمَا وَصَلَاتُهُ الْفَرْضَ فِي الْبَيْتِ بِأَصْحَابِهِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إقَامَةٍ لِأَجْلِ تَأْخِيرِ الْأُمَرَاءِ وَأَيْنَ الْأَحَادِيثُ فِي خِلَافِ ذَلِكَ مِنْ الْأَحَادِيثِ الّتِي فِي الرّفْعِ كَثْرَةً وَصِحّةً وَصَرَاحَةً وَعَمَلًا وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ .
وَكَانَ دَائِمًا يُقِيمُ صُلْبَهُ إذَا رَفَعَ مِنْ الرّكُوعِ وَبَيْنَ السّجْدَتَيْنِ وَيَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقِيمُ فِيهَا الرّجُلُ صُلْبَهُ فِي الرّكُوعِ وَالسّجُودِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ ا بْنُ خُزَيْمَةَ فِي " صَحِيحِهِ " .
وَكَانَ إذَا اسْتَوَى قَائِمًا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّنَا وَلَكَ الْحَمْد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرُبّمَا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّنَا لَكَ الْحَمْدُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرُبّمَا قَالَ اللّهُمّ رَبّنَا لَكَ الْحَمْدُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif صَحّ ذَلِكَ عَنْهُ . وَأَمّا الْجَمْعُ بَيْنَ " اللّهُمّ " وَ " الْوَاوُ " فَلَمْ يَصِحّ .
وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ إطَالَةُ هَذَا الرّكْنِ بِقَدْرِ الرّكُوعِ وَالسّجُودِ فَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ اللّهُمّ رَبّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ الثّنَاءِ وَالْمَجْدِ أَحَقّ مَا قَالَ الْعَبْدُ وَكُلّنَا لَكَ عَبْدٌ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدّ مِنْكَ الْجَدّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ فِيهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثّلْجِ وَالْبَرَدِ وَنَقّنِي مِنْ الذّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقّى الثّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدّنَسِ وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ كَرّرَ فِيهِ قَوْلَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لِرَبّي الْحَمْدُ لِرَبّي الْحَمْدُ حَتّى كَانَ بِقَدْرِ الرّكُوعِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ كَانَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرّكُوعِ يَمْكُثُ حَتّى يَقُولَ الْقَائِلُ قَدْ نَسِيَ مِنْ إطَالَتِهِ لِهَذَا الرّكْنِ . وَذَكَرَ مُسْلِمٌ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَامَ حَتّى نَقُولَ قَدْ أُوهِمَ ثُمّ يَسْجُدُ ثُمّ يَقْعُدُ بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ حَتّى نَقُولَ قَدْ أُوهِمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَصَحّ عَنْهُ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ أَنّهُ أَطَالَ هَذَا الرّكْنَ بَعْدَ الرّكُوعِ حَتّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ رُكُوعِهِ وَكَانَ رُكُوعُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ . فَهَذَا هَدْيُهُ الْمَعْلُومُ الّذِي لَا مُعَارِضَ لَهُ بِوَجْهٍ .
وَأَمّا حَدِيثُ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رُكُوعُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسُجُودُهُ وَبَيْنَ السّجْدَتَيْنِ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرّكُوعِ مَا خَلَا الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ قَرِيبًا مِنْ السّوَاءِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ الْبُخَارِيّ فَقَدْ تَشَبّثَ بِهِ مَنْ ظَنّ تَقْصِيرَ هَذَيْنِ الرّكْنَيْنِ وَلَا مُتَعَلّقَ لَهُ فَإِنّ الْحَدِيثَ مُصَرّحٌ فِيهِ بِالتّسْوِيَةِ بَيْنَ هَذَيْنِ الرّكْنَيْنِ وَبَيْنَ سَائِرِ الْأَرْكَانِ فَلَوْ كَانَ الْقِيَامُ وَالْقُعُودُ الْمُسْتَثْنَيَيْنِ هُوَ الْقِيَامَ بَعْدَ الرّكُوعِ وَالْقُعُودِ بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ لَنَاقَضَ الْحَدِيثُ الْوَاحِدُ بَعْضَهُ بَعْضًا فَتَعَيّنَ قَطْعًا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْقِيَامِ وَالْقُعُودِ قِيَامَ الْقِرَاءَةِ وَقُعُودَ التّشَهّدِ وَلِهَذَا كَانَ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيهِمَا إطَالَتَهُمَا عَلَى سَائِرِ الْأَرْكَانِ كَمَا تَقَدّمَ بَيَانُهُ وَهَذَا بِحَمْدِ اللّهِ وَاضِحٌ وَهُوَ مِمّا خَفِيَ مِنْ هَدْيِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي صِلَاتِهِ عَلَى مَنْ شَاءَ اللّهُ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ .
قَالَ شَيْخُنَا : وَتَقْصِيرُ هَذَيْنِ الرّكْنَيْنِ مِمّا تَصَرّفَ فِيهِ أُمَرَاءُ بَنِي أُمَيّةَ فِي الصّلَاةِ وَأَحْدَثُوهُ فِيهَا كَمَا أَحْدَثُوا فِيهَا تَرْكَ إتْمَامِ التّكْبِيرِ وَكَمَا أَحْدَثُوا التّأْخِيرَ الشّدِيدَ وَكَمَا أَحْدَثُوا غَيْرَ ذَلِكَ مِمّا يُخَالِفُ هَدْيَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَرُبّيَ فِي ذَلِكَ مَنْ رُبّيَ حَتّى ظَنّ أَنّهُ مِنْ السّنّةِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1062.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1064.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:29 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ السّجُودُ ]


ثُمّ كَانَ يُكَبّرُ وَيَخِرّ سَاجِدًا وَلَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَنّهُ كَانَ يَرْفَعُهُمَا أَيْضًا وَصَحّحَهُ بَعْضُ الْحُفّاظِ كَأَبِي مُحَمّدِ بْنِ حَزْمٍ رَحِمَهُ اللّهُ وَهُوَ وَهْمٌ فَلَا يَصِحّ ذَلِكَ عَنْهُ الْبَتّةَ وَاَلّذِي غَرّهُ أَنّ الرّاوِيَ غَلِطَ مِنْ قَوْلِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُكَبّرُ فِي كُلّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ إلَى قَوْلِهِ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ عِنْدَ كُلّ خَفْضٍ وَرَفْعٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهُوَ ثِقَةٌ وَلَمْ يَفْطِنْ لِسَبَبِ غَلَطِ الرّاوِي وَوَهْمِهِ فَصَحّحَهُ . وَاَللّهُ أَعْلَمُ .

[ مَبْحَثٌ فِي تَرْجِيحِ وَضْعِ الرّكْبَتَيْنِ قَبْلَ الْيَدَيْنِ ]

http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَضَعُ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ ثُمّ يَدَيْهِ بَعْدَهُمَا ثُمّ جَبْهَتَهُ وَأَنْفَه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هذَا هُوَ الصّحِيحُ الّذِي رَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا سَجَدَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ وَإِذَا نَهَضَ رَفَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَمْ يُرْوَ فِي فِعْلِهِ مَا يُخَالِفُ ذَلِكَ .

[ شَرْحُ بُرُوكِ الْبَعِيرِ ]

وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَة َ يَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَالْحَدِيثُ - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - قَدْ وَقَعَ فِيهِ وَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الرّوَاةِ فَإِنّ أَوّلَهُ يُخَالِفُ آخِرَهُ فَإِنّهُ إذَا وَضَعَ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ فَقَدْ بَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ فَإِنّ الْبَعِيرَ إنّمَا يَضَعُ يَدَيْهِ أَوّلًا وَلَمّا عَلِمَ أَصْحَابُ هَذَا الْقَوْلِ ذَلِكَ قَالُوا : رُكْبَتَا الْبَعِيرِ فِي يَدَيْهِ لَا فِي رِجْلَيْهِ فَهُوَ إذَا بَرَكَ وَضَعَ رُكْبَتَيْهِ أَوّلًا فَهَذَا هُوَ الْمَنْهِيّ عَنْهُ وَهُوَ فَاسِدٌ لِوُجُوهٍ .
أَحَدُهَا : أَنّ الْبَعِيرَ إذَا بَرَكَ فَإِنّهُ يَضَعُ يَدَيْهِ أَوّلًا وَتَبْقَى رِجْلَاهُ قَائِمَتَيْنِ فَإِذَا نَهَضَ فَإِنّهُ يَنْهَضُ بِرِجْلَيْهِ أَوّلًا وَتَبْقَى يَدَاهُ عَلَى الْأَرْضِ وَهَذَا هُوَ الّذِي نَهَى عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَفَعَلَ خِلَافَهُ . وَكَانَ أَوّلُ مَا يَقَعُ مِنْهُ عَلَى الْأَرْضِ الْأَقْرَبَ مِنْهَا فَالْأَقْرَبَ وَأَوّلُ مَا يَرْتَفِعُ عَنْ الْأَرْضِ مِنْهَا الْأَعْلَى فَالْأَعْلَى .
وَكَانَ يَضَعُ رُكْبَتَيْهِ أَوّلًا ثُمّ يَدَيْهِ ثُمّ جَبْهَتَهُ . وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَ رَأْسَهُ أَوّلًا ثُمّ يَدَيْهِ ثُمّ رُكْبَتَيْهِ وَهَذَا عَكْسُ فِعْلِ الْبَعِيرِ وَهُوَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَهَى فِي الصّلَاةِ عَنْ التّشَبّهِ بِالْحَيَوَانَاتِ فَنَهَى عَنْ بُرُوكٍ كَبُرُوكِ الْبَعِيرِ وَالْتِفَاتٍ كَالْتِفَاتِ الثّعْلَبِ وَافْتِرَاشٍ كَافْتِرَاشِ السّبُعِ وَإِقْعَاءٍ كَإِقْعَاءِ الْكَلْبِ وَنَقْرٍ كَنَقْرِ الْغُرَابِ وَرَفْعِ الْأَيْدِي وَقْتَ السّلَامِ كَأَذْنَابِ الْخَيْلِ الشُمْسِ فَهَدْيُ الْمُصَلّي مُخَالِفٌ لِهَدْيِ الْحَيَوَانَاتِ .
الثّانِي : أَنّ قَوْلَهُمْ رُكْبَتَا الْبَعِيرِ فِي يَدَيْهِ كَلَامٌ لَا يُعْقَلُ وَلَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ اللّغَةِ وَإِنّمَا الرّكْبَةُ فِي الرّجْلَيْنِ وَإِنْ أُطْلِقَ عَلَى اللّتَيْنِ فِي يَدَيْهِ اسْمُ الرّكْبَةِ فَعَلَى سَبِيلِ التّغْلِيبِ .
الثّالِثُ أَنّهُ لَوْ كَانَ كَمَا قَالُوهُ لَقَالَ فَلْيَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ وَإِنّ أَوّلَ مَا يَمَسّ الْأَرْضَ مِنْ الْبَعِيرِ يَدَاهُ .
وَسِرّ الْمَسْأَلَةِ أَنّ مَنْ تَأَمّلَ بُرُوكَ الْبَعِيرِ وَعَلِمَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَهَى عَنْ بُرُوكٍ كَبُرُوكِ الْبَعِيرِ عَلِمَ أَنّ حَدِيثَ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ هُوَ الصّوَابُ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَكَانَ يَقَعُ لِي أَنّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ كَمَا ذَكَرْنَا مِمّا انْقَلَبَ عَلَى بَعْضِ الرّوَاةِ مَتْنُهُ وَأَصْلُهُ وَلَعَلّهُ " وَلْيَضَعْ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ " كَمَا انْقَلَبَ عَلَى بَعْضِهِمْ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّ بِلَالًا يُؤَذّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يُؤَذّنَ ابْنُ أُمّ مَكْتُومٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ابْنُ أُمّ مَكْتُومٍ يُؤَذّنُ بِلَيْلٍ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يُؤَذّنَ بِلَالٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَكَمَا انْقَلَبَ عَلَى بَعْضِهِمْ حَدِيثُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا يَزَالُ يُلْقَى فِي النّارِ فَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ إلَى أَنْ قَالَ وَأَمّا الْجَنّةُ فَيُنْشِئُ اللّهُ لَهَا خَلْقًا يُسْكِنُهُمْ إيّاهَا فَقَالَ وَأَمّا النّارُ فَيُنْشِئُ اللّهُ لَهَا خَلْقًا يُسْكِنُهُمْ إيّاهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif حَتّى رَأَيْتُ أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ قَدْ رَوَاهُ كَذَلِكَ فَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَدّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِرُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ وَلَا يَبْرُكْ كَبُرُوكِ الْفَحْلِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَوَاهُ الْأَثْرَمُ فِي سُنَنِهِ " أَيْضًا عَنْ أَبِي بَكْرٍ كَذَلِكَ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَا يُصَدّقُ ذَلِكَ وَيُوَافِقُ حَدِيثَ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ . قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ حَدّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَدِيّ حَدّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ هُوَ مُحَمّدٌ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جَدّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا سَجَدَ بَدَأَ بِرُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَدْ رَوَى ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي " صَحِيحِهِ " مِنْ حَدِيثِ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كُنّا نَضَعُ الْيَدَيْنِ قَبْلَ الرّكْبَتَيْنِ فَأُمِرْنَا بِالرّكْبَتَيْنِ قَبْلَ الْيَدَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَعَلَى هَذَا فَإِنْ كَانَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ مَحْفُوظًا فَإِنّهُ مَنْسُوخٌ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ صَاحِبِ " الْمُغْنِي " وَغَيْرِهِ وَلَكِنْ لِلْحَدِيثِ عِلّتَانِ .
إحْدَاهُمَا : أَنّهُ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ وَلَيْسَ مِمّنْ يُحْتَجّ بِهِ قَالَ النّسَائِيّ : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ ابْنُ حِبّانَ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ جِدّا لَا يُحْتَجّ بِهِ وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ .
الثّانِيَةُ أَنّ الْمَحْفُوظَ مِنْ رِوَايَةِ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ هَذَا إنّمَا هُوَ قِصّةُ التّطْبِيقِ وَقَوْلُ سَعْدٍ كُنّا نَصْنَعُ هَذَا فَأُمِرْنَا أَنْ نَضَعَ أَيْدِيَنَا عَلَى الرّكَبِ .
وَأَمّا قَوْلُ صَاحِبِ " الْمُغْنِي " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كُنّا نَضَعُ الْيَدَيْنِ قَبْلَ الرّكْبَتَيْنِ فَأُمِرْنَا أَنْ نَضَعَ الرّكْبَتَيْنِ قَبْلَ الْيَدَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذَا - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - وَهْمٌ فِي الِاسْمِ وَإِنّمَا هُوَ عَنْ سَعْدٍ وَهُوَ أَيْضًا وَهْمٌ فِي الْمَتْنِ كَمَا تَقَدّمَ وَإِنّمَا هُوَ فِي قِصّةِ التّطْبِيقِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمُتَقَدّمِ فَقَدْ عَلّلَهُ الْبُخَارِيّ وَاَلتّرْمِذِيّ والدّارَقُطنِيّ .
قَالَ الْبُخَارِيّ : مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَسَنٍ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ وَقَالَ لَا أَدْرِي أَسُمِعَ مِنْ أَبِي الزّنَادِ أَمْ لَا .
وَقَالَ التّرْمِذِيّ : غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزّنَادِ إلّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . وَقَالَ الدّارَقُطْنِيّ : تَفَرّدَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ الدّراوَرْدِيّ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيّ عَنْ أَبِي الزّنَادِ وَقَدْ ذَكَرَ النّسَائِيّ عَنْ قُتَيْبَةَ حَدّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ نَافِعٍ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيّ عَنْ أَبِي الزّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَيَبْرُكُ كَمَا يَبْرُكُ الْجَمَل http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَمْ يَزِدْ .
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي دَاوُدَ : وَهَذِهِ سُنّةٌ تَفَرّدَ بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)وَلَهُم� � فِيهَا إسْنَادَانِ هَذَا أَحَدُهُمَا وَالْآخَرُ عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .
قُلْت : أَرَادَ الْحَدِيثَ الّذِي رَوَاهُ أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ عَنْ الدّراوَرْدِيّ عَنْ عُبَيْدِ اللّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَيَقُولُ كَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ . رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " مِنْ طَرِيقِ مُحْرِزِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ الدّراوَرْدِيّ وَقَالَ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَقَدْ رَوَاهُ الْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ انْحَطّ بِالتّكْبِيرِ حَتّى سَبَقَتْ رُكْبَتَاهُ يَدَيْهِ قَالَ الْحَاكِمُ : عَلَى شَرْطِهِمَا وَلَا أَعْلَمُ لَهُ عِلّةً .
قُلْت : قَالَ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ : سَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ هَذَا الْحَدِيثُ مُنْكَرٌ . انْتَهَى .
وَإِنّمَا أَنْكَرَهُ - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - لِأَنّهُ مِنْ رِوَايَةِ الْعَلَاءِ بْنِ إسْمَاعِيلَ الْعَطّارِ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ وَالْعَلَاءُ هَذَا مَجْهُولٌ لَا ذِكْرَ لَهُ فِي الْكُتُبِ السّتّةِ . فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الْمَرْفُوعَةُ مِنْ الْجَانِبَيْنِ كَمَا تَرَى .
وَأَمّا الْآثَارُ الْمَحْفُوظَةُ عَنْ الصّحَابَةِ فَالْمَحْفُوظُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَنّهُ كَانَ يَضَعُ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ ذَكَرَهُ عَنْهُ عَبْدُ الرّزّاقِ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَغَيْرُهُمَا وَهُوَ الْمَرْوِيّ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ ذَكَرَهُ الطّحَاوِيّ عَنْ فَهْدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللّهِ عَلْقَمَةَ وَالْأُسُودِ قَالَا : حَفِظْنَا عَنْ عُمَرَ فِي صَلَاتِهِ أَنّهُ خَرّ بَعْدَ رُكُوعِهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَمَا يَخِرّ الْبَعِيرُ وَوَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ ثُمّ سَاقَ مِنْ طَرِيقِ الْحَجّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ قَالَ قَالَ إبْرَاهِيمُ النّخَعِيّ : حَفِظَ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنّ رُكْبَتَيْهِ كَانَتَا تَقَعَانِ عَلَى الْأَرْضِ قَبْلَ يَدَيْهِ وَذَكَرَ عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ عَنْ وَهْبٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ سَأَلْت إبْرَاهِيمَ عَنْ الرّجُلِ يَبْدَأُ بِيَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ إذَا سَجَدَ ؟ قَالَ أَوَيَصْنَعُ ذَلِكَ إلّا أَحْمَقُ أَوْ مَجْنُونٌ قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : وَقَدْ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي هَذَا الْبَابِ فَمِمّنْ رَأَى أَنْ يَضَعَ رُكْبَتَيْهِ قَبْلَ يَدَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَبِهِ قَالَ النّخَعِيّ وَمُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ وَالثّوْرِيّ وَالشّافِعِيّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ قَالَهُ مَالِكٌ وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ : أَدْرَكْنَا النّاسَ يَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ قَبْلَ رُكَبِهِمْ . قَالَ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ وَهُوَ قَوْلُ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ .
قُلْت : وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظٍ آخَرَ ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَبْرُكْ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ الْبَيْهَقِيّ : فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا كَانَ دَلِيلًا عَلَى أَنّهُ يَضَعُ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ عِنْدَ الْأَهْوَاءِ إلَى السّجُودِ .
وَحَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ أَوْلَى لِوُجُوهٍ .
أَحَدُهَا : أَنّهُ أَثْبَتُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَهُ الْخَطّابِيّ وَغَيْرُهُ .
الثّانِي : أَنّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ مُضْطَرِبُ الْمَتْنِ كَمَا تَقَدّمَ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ فِيهِ وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ قَبْلَ رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ بِالْعَكْسِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ وَلْيَضَعْ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُ هَذِهِ الْجُمْلَةَ رَأْسًا .
الثّالِثُ مَا تَقَدّمَ مِنْ تَعْلِيلِ الْبُخَارِيّ والدّارَقُطنِيّ وَغَيْرِهِمَا .
الرّابِعُ أَنّهُ عَلَى تَقْدِيرِ ثُبُوتِهِ قَدْ ادّعَى فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ النّسْخَ قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ : وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا أَنّ وَضْعَ الْيَدَيْنِ قَبْلَ الرّكْبَتَيْنِ مَنْسُوخٌ وَقَدْ تَقَدّمَ ذَلِكَ .
الْخَامِسُ أَنّهُ الْمُوَافِقُ لِنَهْيِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ بُرُوكٍ كَبُرُوكِ الْجَمَلِ فِي الصّلَاةِ بِخِلَافِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ .
السّادِسُ أَنّهُ الْمُوَافِقُ لِلْمَنْقُولِ عَنْ الصّحَابَةِ كَعُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ وَابْنِهِ وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَا يُوَافِقُ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ إلّا عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَلَى اخْتِلَافٍ عَنْهُ .
السّابِعُ أَنّ لَهُ شَوَاهِدَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَأَنَسٍ كَمَا تَقَدّمَ وَلَيْسَ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ شَاهِدٌ فَلَوْ تَقَاوَمَا لِقِدَمِ حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ مِنْ أَجَلّ شَوَاهِدِهِ فَكَيْفَ وَحَدِيثُ وَائِلٍ أَقْوَى كَمَا تَقَدّمَ .
الثّامِنُ أَنّ أَكْثَرَ النّاسِ عَلَيْهِ وَالْقَوْلُ الْآخَرُ إنّمَا يُحْفَظُ عَنْ الْأَوْزَاعِيّ وَمَالِكٍ وَأَمّا قَوْلُ ابْنِ أَبِي دَاوُدَ إنّهُ قَوْلُ أَهْلِ الْحَدِيثِ فَإِنّمَا أَرَادَ بِهِ بَعْضَهُمْ وَإِلّا فَأَحْمَدُ وَالشّافِعِيّ وَإِسْحَاقُ عَلَى خِلَافِهِ .
التّاسِعُ أَنّهُ حَدِيثٌ فِيهِ قِصّةٌ مَحْكِيّةٌ سِيقَتْ لِحِكَايَةِ فِعْلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَهُوَ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ مَحْفُوظًا لِأَنّ الْحَدِيثَ إذَا كَانَ فِيهِ قِصّةٌ مَحْكِيّةٌ دَلّ عَلَى أَنّهُ حُفِظَ .
الْعَاشِرُ أَنّ الْأَفْعَالَ الْمَحْكِيّةَ فِيهِ كُلّهَا ثَابِتَةٌ صَحِيحَةٌ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِهِ فَهِيَ أَفْعَالٌ مَعْرُوفَةٌ صَحِيحَةٌ وَهَذَا وَاحِدٌ مِنْهَا فَلَهُ حُكْمُهَا وَمُعَارِضُهُ لَيْسَ مُقَاوِمًا لَهُ فَيَتَعَيّنُ تَرْجِيحُهُ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَكَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ دُونَ كَوْرِ الْعِمَامَةِ وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ السّجُودُ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ مِنْ حَدِيثٍ صَحِيحٍ وَلَا حَسَنٍ وَلَكِنْ رَوَى عَبْدُ الرّزّاقِ فِي " الْمُصَنّف " مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَسْجُدُ عَلَى كَوْرِ عِمَامَتِهِ وَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ مُحَرّرٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ وَذَكَرَهُ أَبُو أَحْمَدَ الزّبَيْرِيّ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ وَلَكِنّهُ مِنْ رِوَايَةِ عُمَرَ بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيّ مَتْرُوكٍ عَنْ مَتْرُوكٍ وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو دَاوُدَ فِي الْمَرَاسِيلِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَأَى رَجُلًا يُصَلّي فِي الْمَسْجِدِ فَسَجَدَ بِجَبِينِهِ وَقَدْ اعْتَمّ عَلَى جَبْهَتِهِ فَحَسِرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ جَبْهَتِهِ .
وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَسْجُدُ عَلَى الْأَرْضِ كَثِيرًا وَعَلَى الْمَاءِ وَالطّينِ وَعَلَى الْخُمْرَةِ الْمُتّخَذَةِ مِنْ خُوصِ النّخْلِ وَعَلَى الْحَصِيرِ الْمُتّخَذِ مِنْهُ وَعَلَى الْفَرْوَةِ الْمَدْبُوغَةِ .
وَكَانَ إذَا سَجَدَ مَكّنَ جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ مِنْ الْأَرْضِ وَنَحّى يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ وَجَافَى بِهِمَا حَتّى يُرَى بَيَاضُ إبْطَيْهِ وَلَوْ شَاءَتْ بَهْمَةٌ - وَهِيَ الشّاةُ الصّغِيرَةُ - أَنْ تَمُرّ تَحْتَهُمَا لَمَرّتْ .
وَكَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ وَأُذُنَيْهِ وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ الْبَرَاءِ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا سَجَدْت فَضَعْ كَفّيْكَ وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَعْتَدِلُ فِي سُجُودِهِ وَيَسْتَقْبِلُ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ . وَكَانَ يَبْسُطُ كَفّيْهِ وَأَصَابِعَهُ وَلَا يُفَرّجُ بَيْنَهَا وَلَا يَقْبِضُهَا وَفِي " صَحِيحِ ابْنِ حِبّانَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا رَكَعَ فَرّجَ أَصَابِعَهُ فَإِذَا سَجَدَ ضَمّ أَصَابِعَ هُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَ رَبّيَ الْأَعْلَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَأَمَرَ بِهِ . وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَكَ اللّهُمّ رَبّنَا وَبِحَمْدِكَ اللّهُمّ اغْفِرْ لِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبّ الْمَلَائِكِ وَالرّوحِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَكَ اللّهُمّ وَبِحَمْدِك لَا إلَهَ إلّا أَنْت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِك وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِك وَأَعُوذُ بِكَ مِنْك لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْك أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ لَكَ سَجَدْت وَبِكَ آمَنْت وَلَكَ أَسْلَمْت سَجَدَ وَجْهِي لِلّذِي خَلَقَهُ وَصَوّرَهُ وَشَقّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ تَبَارَكَ اللّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلّهُ دِقّهُ وَجِلّهُ وَأَوّلَهُ وَآخِرَهُ وَعَلَانِيَتَهُ وَسِرّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ اللّهُمّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي اللّهُمّ اغْفِرْ لِي جِدّي وَهَزْلِي وَخَطَئِي وَعَمْدِي وَكُلّ ذَلِكَ عِنْدِي اللّهُمّ اغْفِرْ لِي مَا قَدّمْتُ وَمَا أَخّرْت وَمَا أَسْرَرْت وَمَا أَعْلَنْت أَنْتَ إلَهِي لَا إلَهَ إلّا أَنْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ شِمَالِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي نُورًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .

[ اسْتِحْبَابُ الدّعَاءِ فِي السّجُودِ ]

وَأَمَرَ بِالِاجْتِهَادِ فِي الدّعَاءِ فِي السّجُودِ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّهُ قَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَلْ هَذَا أَمْرٌ بِأَنْ يُكْثِرَ الدّعَاءَ فِي السّجُودِ أَوْ أَمْرٌ بِأَنّ الدّاعِيَ إذَا دَعَا فِي مَحَلّ فَلْيَكُنْ فِي السّجُودِ ؟ وَفَرْقٌ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ وَأَحْسَنُ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ أَنّ الدّعَاءَ نَوْعَانِ دُعَاءُ ثَنَاءٍ وَدُعَاءُ مَسْأَلَةٍ وَالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يُكْثِرُ فِي سُجُودِهِ مِنْ النّوْعَيْنِ وَالدّعَاءُ الّذِي أَمَرَ بِهِ فِي السّجُودِ يَتَنَاوَلُ النّوْعَيْنِ .
وَالِاسْتِجَابَةُ أَيْضًا نَوْعَانِ اسْتِجَابَةُ دُعَاءِ الطّالِبِ بِإِعْطَائِهِ سُؤَالَهُ وَاسْتِجَابَةُ دُعَاءِ الْمُثْنِي بِالثّوَابِ وَبِكُلّ وَاحِدٍ مِنْ النّوْعَيْنِ فُسّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذَا دَعَانِ (javascript:DisplayAyaa(2,186))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْبَقَرَة : 187 ] وَالصّحِيحُ أَنّهُ يَعُمّ النّوْعَيْنِ
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1063.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1065.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:30 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ أَيّهُمَا أَفْضَلُ السّجُودُ أَمْ الْقِيَامُ ]


وَقَدْ اخْتَلَفَ النّاسُ فِي الْقِيَامِ وَالسّجُود أَيّهُمَا أَفْضَلُ ؟ فَرَجّحَتْ طَائِفَةٌ الْقِيَامَ لِوُجُوهٍ .
أَحَدُهَا : أَنّ ذِكْرَهُ أَفْضَلُ الْأَذْكَارِ فَكَانَ رُكْنُهُ أَفْضَلَ الْأَرْكَانِ .
وَالثّانِي : قَوْلُهُ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ (javascript:DisplayAyaa(2,238))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْبَقَرَة : 238 ] .
الثّالِثُ قَوْلُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَفْضَلُ الصّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ السّجُودُ أَفْضَلُ وَاحْتَجّتْ بِقَوْلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . وَبِحَدِيثِ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ لَقِيتُ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقُلْتُ حَدّثَنِي بِحَدِيثٍ عَسَى اللّهُ أَنْ يَنْفَعَنِي بِهِ ؟ فَقَالَ " عَلَيْكَ بِالسّجُودِ " فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلّهِ سَجْدَةً إلّا رَفَعَ اللّهُ لَهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ مَعْدَانُ ثُمّ لَقِيتُ أَبَا الدّرْدَاءِ فَسَأَلْته فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ .
وَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِرَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الْأَسْلَمِي ّ وَقَدْ سَأَلَهُ مُرَافَقَتَهُ فِي الْجَنّةِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَعِنّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السّجُودِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَأَوّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سُورَةُ ( اقْرَأْ ) عَلَى الْأَصَحّ وَخَتَمَهَا بِقَوْلِهِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (javascript:DisplayAyaa(96,19))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْعَلَق : 19 ] .
وَبِأَنّ السّجُودَ لِلّهِ يَقَعُ مِنْ الْمَخْلُوقَاتِ كُلّهَا عُلْوِيّهَا وَسُفْلِيّهَا وَبِأَنّ السّاجِدَ أَذَلّ مَا يَكُونُ لِرَبّهِ وَأَخْضَعُ لَهُ وَذَلِكَ أَشْرَفُ حَالَاتِ الْعَبْدِ فَلِهَذَا كَانَ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ مِنْ رَبّهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ وَبِأَنّ السّجُودَ هُوَ سِرّ الْعُبُودِيّةِ فَإِنّ الْعُبُودِيّةَ هِيَ الذّلّ وَالْخُضُوعُ يُقَالُ طَرِيقٌ مُعَبّدٌ أَيْ ذَلّلَتْهُ الْأَقْدَامُ وَوَطّأَتْهُ وَأَذَلّ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ وَأَخْضَعُ إذَا كَانَ سَاجِدًا .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ طُولُ الْقِيَامِ بِاللّيْلِ أَفْضَلُ وَكَثْرَةُ الرّكُوعِ وَالسّجُودِ بِالنّهَارِ أَفْضَلُ وَاحْتَجّتْ هَذِهِ الطّائِفَةُ بِأَنّ صَلَاةَ اللّيْلِ قَدْ خُصّتْ بِاسْمِ الْقِيَامِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُمِ اللّيْلَ (javascript:DisplayAyaa(73,2))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْمُزّمّل : 1 ] وَقَوْلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلِهَذَا يُقَالُ قِيَامُ اللّيْلِ وَلَا يُقَالُ قِيَامُ النّهَارِ قَالُوا : وَهَذَا كَانَ هَدْيَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَإِنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا زَادَ فِي اللّيْلِ عَلَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يُصَلّي الرّكْعَةَ فِي بَعْضِ اللّيَالِي بِالْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَالنّسَاءِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَأَمّا بِالنّهَارِ فَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ بَلْ كَانَ يُخَفّفُ السّنَنَ .
وَقَالَ شَيْخُنَا : الصّوَابُ أَنّهُمَا سَوَاءٌ وَالْقِيَامُ أَفْضَلُ بِذِكْرِهِ وَهُوَ الْقِرَاءَةُ وَالسّجُودُ أَفْضَلُ بِهَيْئَتِهِ فَهَيْئَةُ السّجُودِ أَفْضَلُ مِنْ هَيْئَةِ الْقِيَامِ وَذِكْرُ الْقِيَامِ أَفْضَلُ مِنْ ذِكْرِ السّجُودِ وَهَكَذَا كَانَ هَدْيَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَإِنّهُ كَانَ إذَا أَطَالَ الْقِيَامَ أَطَالَ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ كَمَا فَعَلَ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ وَفِي صَلَاةِ اللّيْلِ وَكَانَ إذَا خَفّفَ الْقِيَامَ خَفّفَ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ وَكَذَلِكَ كَانَ يَفْعَلُ فِي الْفَرْضِ كَمَا قَالَهُ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ قِيَامُهُ وَرُكُوعُهُ وَسُجُودُهُ وَاعْتِدَالُهُ قَرِيبًا مِنْ السّوَاءِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَاَللّه أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1064.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1066.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:31 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ الْجُلُوسُ بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ ]


ثُمّ كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مُكَبّرًا غَيْرَ رَافِعٍ يَدَيْهِ وَيَرْفَعُ مِنْ السّجُودِ رَأْسَهُ قَبْلَ يَدَيْهِ ثُمّ يَجْلِسُ مُفْتَرِشًا يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَيَجْلِسُ عَلَيْهَا وَيَنْصِبُ الْيُمْنَى . وَذَكَرَ النّسَائِيّ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ مِنْ سُنّةِ الصّلَاةِ أَنْ يَنْصِبَ الْقَدَمَ الْيُمْنَى وَاسْتِقْبَالُهُ بِأَصَابِعِهَا الْقِبْلَةَ وَالْجُلُوسُ عَلَى الْيُسْرَى وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ جِلْسَةٌ غَيْرُ هَذِهِ .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَيَجْعَلُ مِرْفَقَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَطَرَفَ يَدِهِ عَلَى رُكْبَتِهِ وَيَقْبِضُ ثِنْتَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ وَيُحَلّقُ حَلْقَةً ثُمّ يَرْفَعُ أُصْبُعَهُ يَدْعُو بِهَا وَيُحَرّكُهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هَكَذَا قَالَ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ عَنْهُ .
وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزّبَيْرِ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُشِيرُ بِأُصْبُعِهِ إذَا دَعَا وَلَا يُحَرّكُهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذِهِ الزّيَادَةُ فِي صِحّتِهَا نَظَرٌ وَقَدْ ذَكَرَ مُسْلِمٌ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْهُ وَلَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ الزّيَادَةَ بَلْ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا قَعَدَ فِي الصّلَاةِ جَعَلَ قَدَمَهُ الْيُسْرَى بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ وَفَرَشَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ .
وَأَيْضًا فَلَيْسَ فِي حَدِيثِ أَبِي دَاوُدَ عَنْهُ أَنّ هَذَا كَانَ فِي الصّلَاةِ .
وَأَيْضًا لَوْ كَانَ فِي الصّلَاةِ لَكَانَ نَافِيًا وَحَدِيثُ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ مُثْبَتًا وَهُوَ مُقَدّمٌ وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ ذَكَرَهُ أَبُو حَاتِمٍ فِي " صَحِيحِهِ " .
ثُمّ كَانَ يَقُولُ [ بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ ] : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَذَكَرَ حُذَيْفَةُ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّ اغْفِرْ لِي رَبّ اغْفِرْ لِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إطَالَةَ هَذَا الرّكْنِ بِقَدْرِ السّجُودِ وَهَكَذَا الثّابِتُ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْأَحَادِيثِ وَفِي " الصّحِيحِ " عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْعُدُ بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ حَتّى نَقُولَ قَدْ أَوْهَمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذِهِ السّنّةُ تَرَكَهَا أَكْثَرُ النّاسِ مِنْ بَعْدِ انْقِرَاضِ عَصْرِ الصّحَابَةِ وَلِهَذَا قَالَ ثَابِتٌ وَكَانَ أَنَسٌ يَصْنَعُ شَيْئًا لَا أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ يَمْكُثُ بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ حَتّى نَقُولَ قَدْ نَسِيَ أَوْ قَدْ أَوْهَمَ . وَأَمّا مَنْ حَكّمَ السّنّةَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إلَى مَا خَالَفَهَا فَإِنّهُ لَا يَعْبَأُ بِمَا خَالَفَ هَذَا الْهَدْيَ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1065.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1067.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:35 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ جِلْسَةُ الِاسْتِرَاحَةِ ]


ثُمّ كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَنْهَضُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ مُعْتَمِدًا عَلَى فَخِذَيْهِ كَمَا ذَكَرَ عَنْهُ وَائِلٌ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَلَا يَعْتَمِدُ عَلَى الْأَرْضِ بِيَدَيْهِ وَقَدْ ذَكَرَ عَنْهُ مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لَا يَنْهَضُ حَتّى يَسْتَوِيَ جَالِسًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذِهِ هِيَ الّتِي تُسَمّى جِلْسَةَ الِاسْتِرَاحَةِ .
وَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِيهَا هَلْ هِيَ مِنْ سُنَنِ الصّلَاةِ فَيُسْتَحَبّ لِكُلّ أَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَهَا أَوْ لَيْسَتْ مِنْ السّنَنِ وَإِنّمَا يَفْعَلُهَا مَنْ احْتَاجَ إلَيْهَا ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللّهُ . قَالَ الْخَلّالُ رَجَعَ أَحْمَدُ إلَى حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ فِي جِلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ وَقَالَ أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مُوسَى أَنّ أَبَا أُمَامَةَ سُئِلَ عَنْ النّهُوضِ فَقَالَ عَلَى صُدُورِ الْقَدَمَيْنِ عَلَى حَدِيثِ رِفَاعَةَ . وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَجْلَانَ مَا يَدُلّ عَلَى أَنّهُ كَانَ يَنْهَضُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عِدّةٍ مِنْ أَصْحَابِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسَائِرُ مَنْ وَصَفَ صَلَاتَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ يَذْكُرْ هَذِهِ الْجِلْسَةَ وَإِنّمَا ذَكَرْت فِي حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ وَمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ .
وَلَوْ كَانَ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِعْلَهَا دَائِمًا لَذَكَرَهَا كُلّ مَنْ وَصَفَ صَلَاتَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَمُجَرّدُ فِعْلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَهَا لَا يَدُلّ عَلَى أَنّهَا مِنْ سُنَنِ الصّلَاةِ إلّا إِذَا عُلِمَ أَنّهُ فَعَلَهَا عَلَى أَنّهَا سُنّةٌ يُقْتَدَى بِهِ فِيهَا وَأَمّا إِذَا قُدّرَ أَنّهُ فَعَلَهَا لِلْحَاجَةِ لَمْ يَدُلّ عَلَى كَوْنِهَا سُنّةً مِنْ سُنَنِ الصّلَاةِ فَهَذَا مِنْ تَحْقِيقِ الْمَنَاطِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ .
وَكَانَ إذَا نَهَضَ افْتَتَحَ الْقِرَاءَةَ وَلَمْ يَسْكُتْ كَمَا كَانَ يَسْكُتُ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصّلَاةِ فَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ هَلْ هَذَا مَوْضِعُ اسْتِعَاذَةٍ أَمْ لَا بَعْدَ اتّفَاقِهِمْ عَلَى أَنّهُ لَيْسَ مَوْضِعَ اسْتِفْتَاحٍ ؟ وَفِي ذَلِكَ قَوْلَانِ هُمَا رِوَايَتَانِ عَنْ أَحْمَدَ وَقَدْ بَنَاهُمَا بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى أَنّ قِرَاءَةَ الصّلَاةِ هَلْ هِيَ قِرَاءَةٌ وَاحِدَةٌ ؟ فَيَكْفِي فِيهَا اسْتِعَاذَةٌ وَاحِدَةٌ أَوْ قِرَاءَةُ كُلّ رَكْعَةٍ مُسْتَقِلّةٍ بِرَأْسِهَا . وَلَا نِزَاعَ بَيْنَهُمْ أَنّ الِاسْتِفْتَاحَ لِمَجْمُوعِ الصّلَاةِ وَالِاكْتِفَاءِ بِاسْتِعَاذَةٍ وَاحِدَةٍ أَظْهَرُ لِلْحَدِيثِ الصّحِيحِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا نَهَضَ مِنْ الرّكْعَةِ <A id="الأحاديث والآثار" name="كان إذا نهض من الركعة6939">الثّانِيَةِ اسْتَفْتَحَ الْقِرَاءَةَ بِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif الْحَمْدُ لِلّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ (javascript:DisplayAyaa(1,2))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَمْ يَسْكُتْ وَإِنّمَا يَكْفِي اسْتِعَاذَةٌ وَاحِدَةٌ لِأَنّهُ لَمْ يَتَخَلّلْ الْقِرَاءَتَيْنِ سُكُوتٌ بَلْ تَخَلّلَهُمَا ذِكْرٌ فَهِيَ كَالْقِرَاءَةِ الْوَاحِدَةِ إذَا تَخَلّلَهَا حَمْدُ اللّهِ أَوْ تَسْبِيحٌ أَوْ تَهْلِيلٌ أَوْ صَلَاةٌ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَنَحْوُ ذَلِكَ .
وَكَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الثّانِيَةَ كَالْأُولَى سَوَاءٌ إلّا فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ السّكُوتِ وَالِاسْتِفْتَاحِ وَتَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ وَتَطْوِيلِهَا كَالْأُولَى فَإِنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ لَا يَسْتَفْتِحُ وَلَا يَسْكُتُ وَلَا يُكَبّرُ لِلْإِحْرَامِ فِيهَا وَيَقْصُرُهَا عَنْ الْأُولَى فَتَكُونُ الْأُولَى أَطْوَلَ مِنْهَا فِي كُلّ صَلَاةٍ كَمَا تَقَدّمَ .
[ جِلْسَةُ التّشَهّدِ الْأول ]


فَإِذَا جَلَسَ لِلتّشَهّدِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السّبّابَةِ وَكَانَ لَا يَنْصِبُهَا نَصْبًا وَلَا يُنِيمُهَا بَلْ يَحْنِيهَا شَيْئًا وَيُحَرّكُهَا شَيْئًا كَمَا تَقَدّمَ فِي حَدِيثِ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ وَكَانَ يَقْبِضُ أُصْبُعَيْنِ وَهُمَا الْخِنْصَرُ وَالْبِنْصِرُ وَيُحَلّقُ حَلْقَةً وَهِيَ الْوُسْطَى مَعَ الْإِبْهَامِ وَيَرْفَعُ السّبّابَةَ يَدْعُو بِهَا وَيَرْمِي بِبَصَرِهِ إلَيْهَا وَيَبْسُطُ الْكَفّ الْيُسْرَى عَلَى الْفَخِذِ الْيُسْرَى وَيَتَحَامَلُ عَلَيْهَا .
وَأَمّا صِفَةُ جُلُوسِهِ فَكَمَا تَقَدّمَ بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ سَوَاءٌ يَجْلِسُ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى وَيَنْصِبُ الْيُمْنَى . وَلَمْ يُرْوَ عَنْهُ فِي هَذِهِ الْجِلْسَةِ غَيْرُ هَذِهِ الصّفَةِ .
وَأَمّا حَدِيثُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزّبَيْرِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ الّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ إذَا قَعَدَ فِي الصّلَاةِ جَعَلَ قَدَمَهُ الْيُسْرَى بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ وَفَرَشَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فَهَذَا فِي التّشَهّدِ الْأَخِيرِ كَمَا يَأْتِي وَهُوَ أَحَدُ الصّفَتَيْنِ اللّتَيْنِ رُوِيَتَا عَنْهُ فَفِي " الصّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ فِي صِفَةِ صَلَاتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فَإِذَا جَلَسَ فِي الرّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْأُخْرَى وَإِذَا جَلَسَ فِي الرّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ قَدّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْيُمْنَى وَقَعَدَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَذَكَرَ أَبُو حُمَيْدٍ أَنّهُ كَانَ يَنْصِبُ الْيُمْنَى . وَذَكَرَ ابْنُ الزّبَيْرِ أَنّهُ كَانَ يَفْرِشُهَا وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّ هَذِهِ صِفَةُ جُلُوسِهِ فِي التّشَهّدِ الْأَوّلِ وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ بِهِ بَلْ مِنْ النّاسِ مَنْ قَالَ يَتَوَرّكُ فِي التّشَهّدَيْنِ وَهَذَا مَذْهَبُ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ يَفْتَرِشُ فِيهِمَا فَيَنْصِبُ الْيُمْنَى وَيَفْتَرِشُ الْيُسْرَى وَيَجْلِسُ عَلَيْهَا وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ يَتَوَرّكُ فِي كُلّ تَشَهّدٍ يَلِيه السّلَامُ وَيَفْتَرِشُ فِي غَيْرِهِ وَهُوَ قَوْلُ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ يَتَوَرّكُ فِي كُلّ صَلَاةٍ فِيهَا تَشَهّدَانِ فِي الْأَخِيرِ مِنْهُمَا فَرْقًا بَيْنَ الْجُلُوسَيْنِ وَهُوَ قَوْلُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللّهُ . وَمَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ الزّبَيْرِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَنّهُ فَرَشَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى : أَنّهُ كَانَ يَجْلِسُ فِي هَذَا الْجُلُوسِ عَلَى مَقْعَدَتِهِ فَتَكُونُ قَدَمُهُ الْيُمْنَى مَفْرُوشَةً وَقَدَمُهُ الْيُسْرَى بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ وَمَقْعَدَتُهُ عَلَى الْأَرْضِ فَوَقَعَ الِاخْتِلَافُ فِي قَدَمِهِ الْيُمْنَى فِي هَذَا الْجُلُوسِ هَلْ كَانَتْ مَفْرُوشَةً أَوْ مَنْصُوبَةً ؟ وَهَذَا - وَاَللّهُ أَعْلَمُ -
لَيْسَ اخْتِلَافًا فِي الْحَقِيقَةِ فَإِنّهُ كَانَ لَا يَجْلِسُ عَلَى قَدَمِهِ بَلْ يُخْرِجُهَا عَنْ يَمِينِهِ فَتَكُونُ بَيْنَ الْمَنْصُوبَةِ وَالْمَفْرُوشَةِ فَإِنّهَا تَكُونُ عَلَى بَاطِنِهَا الْأَيْمَنِ فَهِيَ مَفْرُوشَةٌ بِمَعْنَى أَنّهُ لَيْسَ نَاصِبًا لَهَا جَالِسًا عَلَى عَقِبِهِ وَمَنْصُوبَةٌ بِمَعْنَى أَنّهُ لَيْسَ جَالِسًا عَلَى بَاطِنِهَا وَظَهْرِهَا إلَى الْأَرْضِ فَصَحّ قَوْلُ أَبِي حُمَيْدٍ وَمَنْ مَعَهُ وَقَوْلُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزّبَيْرِ أَوْ يُقَالُ إنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَفْعَلُ هَذَا وَهَذَا فَكَانَ يَنْصِبُ قَدَمَهُ وَرُبّمَا فَرَشَهَا أَحْيَانًا وَهَذَا أَرْوَحُ لَهَا . وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
ثُمّ كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَتَشَهّدُ دَائِمًا فِي هَذِهِ الْجِلْسَةِ وَيُعَلّمُ أَصْحَابَهُ أَنْ يَقُولُوا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif التّحِيّاتُ لِلّهِ وَالصّلَوَاتُ وَالطّيّبَاتُ السّلَامُ عَلَيْكَ أَيّهَا النّبِيّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَأَشْهَدُ أَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَقَدْ ذَكَرَ النّسَائِيّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الزّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُعَلّمُنَا التّشَهّدَ كَمَا يُعَلّمُنَا السّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ بِسْمِ اللّهِ وَبِاَللّهِ التّحِيّاتُ لِلّهِ وَالصّلَوَاتُ وَالطّيّبَاتُ السّلَامُ عَلَيْكَ أَيّهَا النّبِيّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ السّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللّهِ الصّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَأَشْهَدُ أَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَسْأَلُ اللّهَ الْجَنّةَ وَأَعُوذُ بِاَللّهِ مِنْ النّارِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَلَمْ تَجِئْ التّسْمِيَةُ فِي أَوّلِ التّشَهّدِ إلّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَهُ عِلّةٌ غَيْرُ عَنْعَنَةِ أَبِي الزّبَيْرِ . وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُخَفّفُ هَذَا التّشَهّدَ جِدّا حَتّى كَأَنّهُ عَلَى الرّضْفِ - وَهِيَ الْحِجَارَةُ الْمُحْمَاةُ - وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ فِي حَدِيثٍ قَطّ أَنّهُ صَلّى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ فِي هَذَا التّشَهّدِ وَلَا كَانَ أَيْضًا يَسْتَعِيذُ فِيهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النّارِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَفِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدّجّالِ وَمَنْ اسْتَحَبّ ذَلِكَ فَإِنّمَا فَهْمُهُ مِنْ عُمُومَاتٍ وَإِطْلَاقَاتٍ قَدْ صَحّ تَبْيِينُ مَوْضِعِهَا وَتَقْيِيدُهَا بِالتّشَهّدِ الْأَخِيرِ .
[ النّهُوضُ لِلرّكْعَةِ الثّالِثَةِ ]


ثُمّ كَانَ يَنْهَضُ مُكَبّرًا عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ وَعَلَى رُكْبَتَيْهِ مُعْتَمِدًا عَلَى فَخِذِهِ كَمَا تَقَدّمَ وَقَدْ ذَكَرَ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا أَنّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ وَهِيَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْبُخَارِيّ أَيْضًا عَلَى أَنّ هَذِهِ الزّيَادَةَ لَيْسَتْ مُتّفَقًا عَلَيْهَا فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ فَأَكْثَرُ رُوَاتِهِ لَا يَذْكُرُونَهَا وَقَدْ جَاءَ ذِكْرُهَا مُصَرّحًا بِهِ فِي حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ السّاعِدِيّ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا قَامَ إلَى الصّلَاةِ كَبّرَ ثُمّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ وَيُقِيمُ كُلّ عُضْوٍ فِي مَوْضِعِهِ ثُمّ يَقْرَأُ ثُمّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتّى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ ثُمّ يَرْكَعُ وَيَضَعُ رَاحَتَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُعْتَدِلًا لَا يُصَوّبُ رَأْسَهُ وَلَا يُقْنِعُ بِهِ ثُمّ يَقُولُ سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ حَتّى يَقَرّ كُلّ عَظْمٍ إلَى مَوْضِعِهِ ثُمّ يَهْوِي إلَى الْأَرْضِ وَيُجَافِي يَدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ ثُمّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَثْنِي رِجْلَهُ فَيَقْعُدُ عَلَيْهَا وَيَفْتَخُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ إذَا سَجَدَ ثُمّ يُكَبّرُ وَيَجْلِسُ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى حَتّى يَرْجِعَ كُلّ عَظْمٍ إلَى مَوْضِعِهِ ثُمّ يَقُومُ فَيَصْنَعُ فِي الْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمّ إذَا قَامَ مِنْ الرّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَى يُحَاذِيَ بِهِمَا مَنْكِبَيْهِ كَمَا يَصْنَعُ عِنْدَ افْتِتَاحِ الصّلَاةِ ثُمّ يُصَلّي بَقِيّةَ صَلَاتِهِ هَكَذَا حَتّى إذَا كَانَتْ السّجْدَةُ الّتِي فِيهَا التّسْلِيمُ أَخْرَجَ رِجْلَيْهِ وَجَلَسَ عَلَى شِقّهِ الْأَيْسَرِ مُتَوَرّكًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
هَذَا سِيَاقُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " صَحِيحِهِ " وَهُوَ فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " أَيْضًا وَقَدْ ذَكَرَهُ التّرْمِذِيّ مُصَحّحًا لَهُ مِنْ حَدِيثِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ أَيْضًا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1066.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1068.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:36 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

[ لَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ أَنّهُ قَرَأَ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ شَيْئًا ]

ثُمّ كَانَ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ وَحْدَهَا وَلَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ أَنّهُ قَرَأَ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ شَيْئًا وَقَدْ ذَهَبَ الشّافِعِيّ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ وَغَيْرُهُ إلَى اسْتِحْبَابِ الْقِرَاءَةِ بِمَا زَادَ عَلَى الْفَاتِحَةِ فِي الْأُخْرَيَيْنِ وَاحْتَجّ لِهَذَا الْقَوْلِ بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الّذِي فِي " الصّحِيحِ " : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif حَزَرْنَا قِيَامَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الظّهْرِ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ قَدْرَ قِرَاءَةِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif الم تَنْزِيلُ (javascript:DisplayAyaa(32,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif السّجْدَة وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ قَدْرَ النّصْفِ مِنْ ذَلِكَ وَحَزَرْنَا قِيَامَهُ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ الْعَصْرِ عَلَى قَدْرِ قِيَامِهِ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الظّهْرِ وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الْعَصْرِ عَلَى النّصْفِ مِنْ ذَلِك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَحَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ الْمُتّفَقِ عَلَيْهِ ظَاهِرٌ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى فَاتِحَةِ الْكِتَابِ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ .

[ كَانَ يَفْعَلُ فِي الصّلَاةِ شَيْئًا لِعَارِضٍ لَمْ يَكُنْ يَفْعَلُهُ ]

قَالَ أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الظّهْرِ وَالْعَصْرِ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَتَيْنِ وَيُسْمِعُنَا الْآيَةَ أَحْيَانًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
زَادَ مُسْلِمٌ : وَيَقْرَأُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَالْحَدِيثَانِ غَيْرُ صَرِيحَيْنِ فِي مَحَلّ النّزَاعِ .
وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فَإِنّمَا هُوَ حَزْرٌ مِنْهُمْ وَتَخْمِينٌ لَيْسَ إخْبَارًا عَنْ تَفْسِيرِ نَفْسِ فِعْلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ فَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ بِهِ أَنّهُ كَانَ يَقْتَصِرُ عَلَى الْفَاتِحَةِ وَأَنْ يُرَادَ بِهِ أَنّهُ لَمْ يَكُنْ يُخِلّ بِهَا فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بَلْ كَانَ يَقْرَؤُهَا فِيهِمَا كَمَا كَانَ يَقْرَؤُهَا فِي الْأُولَيَيْنِ فَكَانَ يَقْرَأُ الْفَاتِحَةَ فِي كُلّ رَكْعَةٍ وَإِنْ كَانَ حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ فِي الِاقْتِصَارِ أَظْهَرَ فَإِنّهُ فِي مَعْرِضِ التّقْسِيمِ فَإِذَا قَالَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَيَيْنِ بِالْفَاتِحَةِ وَالسّورَةِ وَفِي الْأُخْرَيَيْنِ بِالْفَاتِحَةِ كَانَ كَالتّصْرِيحِ فِي اخْتِصَاصِ كُلّ قِسْمٍ بِمَا ذُكِرَ فِيهِ وَعَلَى هَذَا فَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إنّ هَذَا أَكْثَرُ فِعْلِهِ وَرُبّمَا قَرَأَ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأُخْرَيَيْنِ بِشَيْءٍ فَوْقَ الْفَاتِحَةِ كَمَا دَلّ عَلَيْهِ حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ وَهَذَا
كَمَا أَنّ هَدْيَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ تَطْوِيلَ الْقِرَاءَةِ فِي الْفَجْرِ وَكَانَ يُخَفّفُهَا أَحْيَانًا وَتَخْفِيفَ الْقِرَاءَةِ فِي الْمَغْرِبِ وَكَانَ يُطِيلُهَا أَحْيَانًا وَتَرْكَ الْقُنُوتِ فِي الْفَجْرِ وَكَانَ يَقْنُتُ فِيهَا أَحْيَانًا وَالْإِسْرَارَ فِي الظّهْرِ وَالْعَصْرِ بِالْقِرَاءَةِ ِكَانَ يُسْمِعُ الصّحَابَةَ الْآيَةَ فِيهَا أَحْيَانًا وَتَرْكَ الْجَهْرِ بِالْبَسْمَلَةِ وَكَانَ يَجْهَرُ بِهَا أَحْيَانًا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1067.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1069.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:36 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ الِالْتِفَاتُ فِي الصّلَاةِ ]


وَالْمَقْصُودُ أَنّهُ كَانَ يَفْعَلُ فِي الصّلَاةِ شَيْئًا أَحْيَانًا لِعَارِضٍ لَمْ يَكُنْ مِنْ فِعْلِهِ الرّاتِبِ وَمِنْ هَذَا لَمّا بَعَثَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَارِسًا طَلِيعَةً ثُمّ قَامَ إلَى الصّلَاةِ وَجَعَلَ يَلْتَفِتُ فِي الصّلَاةِ إلَى الشّعْبِ الّذِي يَجِيءُ مِنْهُ الطّلِيعَةُ وَلَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الِالْتِفَاتُ فِي الصّلَاةِ وَفِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيّ " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَنْ الِالْتِفَاتِ فِي الصّلَاةِ ؟ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هُوَ اخْتِلَاسٌ يَخْتَلِسُهُ الشّيْطَانُ مِنْ صَلَاةِ الْعَبْدِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي التّرْمِذِي ّ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ عَنْ أَنَس ٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يَا بُنَيّ إيّاكَ وَالِالْتِفَاتَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّ الِالْتِفَاتَ فِي الصّلَاةِ هَلَكَةٌ فَإِنْ كَانَ وَلَا بُدّ فَفِي التّطَوّعِ لَا فِي الْفَرْضِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَكِنْ لِلْحَدِيثِ عِلّتَانِ
إحْدَاهُمَا : إنّ رِوَايَةَ سَعِيدٍ عَنْ أَنَسٍ لَا تُعْرَفُ .
الثّانِيَةُ إنّ فِي طَرِيقِهِ عَلِيّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَقَدْ ذَكَرَ الْبَزّارُ فِي مُسْنَدِهِ مِنْ حَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَلَامٍ عَنْ أَبِي الدّرْدَاءِ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا صَلَاةَ لِلْمُلْتَفِتِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فَأَمّا حَدِيثُ ابْنِ عَبّاسٍ : " إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَلْحَظُ فِي الصّلَاةِ يَمِينًا وَشِمَالًا وَلَا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ " فَهَذَا حَدِيثٌ لَا يَثْبُتُ قَالَ التّرْمِذِيّ فِيهِ حَدِيثٌ غَرِيبٌ .
وَلَمْ يَزِدْ . وَقَالَ الْخَلّالُ أَخْبَرَنِي الْمَيْمُونِيّ أَنّ أَبَا عَبْدِ اللّهِ قِيلَ لَهُ إنّ بَعْضَ النّاسِ أَسْنَدَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يُلَاحِظُ فِي الصّلَاةِ . فَأَنْكَرَ ذَلِكَ إنْكَارًا شَدِيدًا حَتّى تَغَيّرَ وَجْهُهُ وَتَغَيّرَ لَوْنُهُ وَتَحَرّكَ بَدَنُهُ وَرَأَيْتُهُ فِي حَالٍ مَا رَأَيْتُهُ فِي حَالٍ قَطّ أَسْوَأَ مِنْهَا وَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يُلَاحِظُ فِي الصّلَاةِ ؟ يَعْنِي أَنّهُ أَنْكَرَ ذَلِكَ وَأَحْسَبُهُ قَالَ لَيْسَ لَهُ إسْنَادٌ وَقَالَ مَنْ رَوَى هَذَا ؟ إنّمَا هَذَا مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيّبِ ثُمّ قَالَ لِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا : إنّ أَبَا عَبْدِ اللّهِ وَهّنَ حَدِيثَ سَعِيدٍ هَذَا وَضَعّفَ إسْنَادَهُ وَقَالَ إنّمَا هُوَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ سَعِيدٍ وَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ أَحْمَدَ : حَدّثْت أَبِي بِحَدِيثِ حَسّانَ بْنِ إبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ الْكُوفِيّ قَالَ سَمِعْت الْعَلَاءَ قَالَ سَمِعْت مَكْحُولًا يُحَدّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَوَاثِلَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا قَامَ إلَى الصّلَاةِ لَمْ يَلْتَفِتْ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا وَرَمَى بِبَصَرِهِ فِي مَوْضِعِ سُجُودِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَأَنْكَرَهُ جِدّا وَقَالَ اضْرِبْ عَلَيْهِ . فَأَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ أَنْكَرَ هَذَا وَهَذَا وَكَانَ إنْكَارُهُ لِلْأَوّلِ أَشَدّ لِأَنّهُ بَاطِلٌ سَنَدًا وَمَتْنًا .
وَالثّانِي إنّمَا أُنْكِرَ سَنَدُهُ وَإِلّا فَمَتْنُهُ غَيْرُ مُنْكَرٍ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَلَوْ ثَبَتَ الْأَوّلُ لَكَانَ حِكَايَةَ فِعْلٍ فَعَلَهُ لَعَلّهُ كَانَ لِمَصْلَحَةٍ تَتَعَلّقُ بِالصّلَاةِ كَكَلَامِهِ عَلَيْهِ السّلَامُ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَر ُ وَذُو الْيَدَيْنِ فِي الصّلَاةِ لِمَصْلَحَتِهَا أَوْ لِمَصْلَحَةِ الْمُسْلِمِينَ كَالْحَدِيثِ الّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد َ عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السّلُولِيّ عَنْ سَهْلِ بْنِ الْحَنْظَلِيّةِ قَالَ ثُوّبَ بِالصّلَاةِ يَعْنِي صَلَاةَ الصّبْحِ فَجَعَلَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي وَهُوَ يَلْتَفِتُ إلَى الشّعْبِ .
قَالَ أَبُو دَاوُدَ يَعْنِي وَكَانَ أَرْسَلَ فَارِسًا إلَى الشّعْبِ مِنْ اللّيْلِ يَحْرُسُ فَهَذَا الِالْتِفَاتُ مِنْ الِاشْتِغَالِ بِالْجِهَادِ فِي الصّلَاةِ وَهُوَ يَدْخُلُ فِي مَدَاخِلِ الْعِبَادَاتِ كَصَلَاةِ الْخَوْفِ وَقَرِيبٌ مِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ إنّي لَأُجَهّزُ جَيْشِي وَأَنَا فِي الصّلَاةِ . فَهَذَا جَمْعٌ بَيْنَ الْجِهَادِ وَالصّلَاةِ . وَنَظِيرُهُ التّفَكّرُ فِي مَعَانِي الْقُرْآنِ وَاسْتِخْرَاجُ كُنُوزِ الْعِلْمِ مِنْهُ فِي الصّلَاةِ فَهَذَا جَمْعٌ بَيْنَ الصّلَاةِ وَالْعِلْمِ فَهَذَا لَوْنُ وَالْتِفَاتُ الْغَافِلِينَ اللّاهِينَ وَأَفْكَارُهُمْ لَوْنٌ آخَرُ وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ .

[ إطَالَةُ الرّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ ]

فَهَدْيُهُ الرّاتِبُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إطَالَةُ الرّكْعَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ مِنْ الرّبَاعِيّةِ عَلَى الْأُخْرَيَيْنِ وَإِطَالَةُ الْأُولَى مِنْ الْأُولَيَيْنِ عَلَى الثّانِيَةِ وَلِهَذَا قَالَ سَعْدٌ لِعُمَرَ أَمّا أَنَا فَأُطِيلُ فِي الْأُولَيَيْنِ وَأَحْذِفُ فِي الْأُخْرَيَيْنِ وَلَا آلُو أَنْ أَقْتَدِيَ بِصَلَاةِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

[ إطَالَةُ الْفَجْرِ عَلَى سَائِرِ الصّلَوَاتِ وَكَذَا قَوْلُ الصّلَاةِ عَلَى آخِرِهَا ]
[إشَارَةٌ إلَى الرّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ ]

وَكَذَلِكَ كَانَ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إطَالَةَ صَلَاةِ الْفَجْرِ عَلَى سَائِرِ الصّلَوَاتِ كَمَا تَقَدّمَ . قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فَرَضَ اللّهُ الصّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ فَلَمّا هَاجَرَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ إلّا الْفَجْرَ فَإِنّهَا أُقِرّتْ عَلَى حَالِهَا مِنْ أَجْلِ طُولِ الْقِرَاءَةِ وَالْمَغْرِبَ لِأَنّهَا وِتْرُ النّهَارِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبّانَ فِي صَحِيحِهِ " وَأَصْلُهُ فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيّ " .
وَهَذَا كَانَ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي سَائِرِ صَلَاتِهِ إطَالَةَ أَوّلِهَا عَلَى آخِرِهَا كَمَا فَعَلَ فِي الْكُسُوفِ وَفِي قِيَامِ اللّيْلِ لَمّا صَلّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ ثُمّ رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللّتَيْنِ قَبْلَهُمَا ثُمّ رَكْعَتَيْنِ وَهُمَا دُونَ اللّتَيْنِ قَبْلَهُمَا حَتّى أَتَمّ صَلَاتَهُ . وَلَا يُنَاقِضُ هَذَا افْتِتَاحَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلَاةَ اللّيْلِ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وَأَمْرَهُ بِذَلِكَ لِأَنّ هَاتَيْنِ الرّكْعَتَيْنِ مِفْتَاحُ قِيَامِ اللّيْلِ فَهُمَا بِمَنْزِلَةِ سُنّةِ الْفَجْرِ وَغَيْرِهَا وَكَذَلِكَ الرّكْعَتَانِ اللّتَانِ كَانَ يُصَلّيهِمَا أَحْيَانًا بَعْدَ وِتْرِهِ تَارَةً جَالِسًا وَتَارَةً قَائِمًا مَعَ قَوْلِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللّيْلِ وِتْرًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَإِنّ هَاتَيْنِ الرّكْعَتَيْنِ لَا تُنَافِيَانِ هَذَا الْأَمْرَ كَمَا أَنّ الْمَغْرِبَ وِتْرٌ لِلنّهَارِ وَصَلَاةُ السّنّةِ شَفْعًا بَعْدَهَا لَا يُخْرِجُهَا عَنْ كَوْنِهَا وِتْرًا لِلنّهَارِ وَكَذَلِكَ الْوِتْرُ لَمّا كَانَ عِبَادَةً مُسْتَقِلّةً وَهُوَ وِتْرُ اللّيْلِ كَانَتْ الرّكْعَتَانِ بَعْدَهُ جَارِيَتَيْنِ مَجْرَى سُنّةِ الْمَغْرِبِ مِنْ الْمَغْرِبِ وَلَمّا كَانَ الْمَغْرِبُ فَرْضًا كَانَتْ مُحَافَظَتُهُ عَلَيْهِ السّلَامُ عَلَى سُنّتِهَا أَكْثَرَ مِنْ مُحَافَظَتِهِ عَلَى سُنّةِ الْوِتْرِ وَهَذَا عَلَى أَصْلِ مَنْ يَقُولُ بِوُجُوبِ الْوِتْرِ ظَاهِرٌ جِدّا وَسَيَأْتِي مَزِيدُ كَلَامٍ فِي هَاتَيْنِ الرّكْعَتَيْنِ إنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى وَهِيَ مَسْأَلَةٌ شَرِيفَةٌ لَعَلّك لَا تَرَاهَا فِي مُصَنّفٍ وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1068.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1070.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:37 AM
إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif


فَصْلٌ [ الْجُلُوسُ لِلتّشَهّدِ الْأَخِيرِ ]



وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا جَلَسَ فِي التّشَهّدِ الْأَخِيرِ جَلَسَ مُتَوَرّكًا وَكَانَ يُفْضِي بِوَرِكِهِ إلَى الْأَرْضِ وَيُخْرِجُ قَدَمَهُ مِنْ نَاحِيَةٍ وَاحِدَةٍ .

فَهَذَا أَحَدُ الْوُجُوهِ الثّلَاثَةِ الّتِي رُوِيَتْ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي التّوَرّكِ . ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُد َ فِي حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ السّاعِدِي ّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ لَهِيعَةَ وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ فِي " صَحِيحِهِ " هَذِهِ الصّفَةُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ السّاعِدِيّ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَقَدْ تَقَدّمَ حَدِيثُهُ .
الْوَجْهُ الثّانِي : ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ فِي " صَحِيحِهِ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي حُمَيْدٍ أَيْضًا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَإِذَا جَلَسَ فِي الرّكْعَةِ الْآخِرَةِ قَدّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَنَصَبَ الْيُمْنَى وَقَعَدَ عَلَى مَقْعَدَتِه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذَا هُوَ الْمُوَافِقُ الْأَوّلُ فِي الْجُلُوسِ عَلَى الْوَرِكِ وَفِيهِ زِيَادَةُ وَصْفٍ فِي هَيْئَةِ الْقَدَمَيْنِ لَمْ تَتَعَرّضْ الرّوَايَةُ الْأُولَى لَهَا .
الْوَجْهُ الثّالِثُ مَا ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزّبَيْرِ : أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَجْعَلُ قَدَمَهُ الْيُسْرَى بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ وَيَفْرِشُ قَدَمَهُ الْيُمْنَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذِهِ هِيَ الصّفَةُ الّتِي اخْتَارَهَا أَبُو الْقَاسِمِ الْخِرَقِيّ فِي " مُخْتَصَرِهِ " وَهَذَا مُخَالِفٌ لِلصّفَتَيْنِ الْأُولَيَيْنِ فِي إخْرَاجِ الْيُسْرَى مِنْ جَانِبِهِ الْأَيْمَنِ وَفِي نَصْبِ الْيُمْنَى وَلَعَلّهُ كَانَ يَفْعَلُ هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً وَهَذَا أَظْهَرُ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ اخْتِلَافِ الرّوَاةِ وَلَمْ يُذْكَرْ عَنْهُ عَلَيْهِ السّلَامُ هَذَا التّوَرّكُ إلّا فِي التّشَهّدِ الّذِي يَلِيه السّلَامُ .
قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَمَنْ وَافَقَهُ هَذَا مَخْصُوصٌ بِالصّلَاةِ الّتِي فِيهَا تَشَهّدَانِ وَهَذَا التّوَرّكُ فِيهَا جُعِلَ فَرْقًا بَيْنَ الْجُلُوسِ فِي التّشَهّدِ الْأَوّلِ الّذِي يُسَنّ تَخْفِيفُهُ فَيَكُونُ الْجَالِسُ فِيهِ مُتَهَيّئًا لِلْقِيَامِ وَبَيْنَ الْجُلُوسِ فِي التّشَهّدِ الثّانِي الّذِي يَكُونُ الْجَالِسُ فِيهِ مُطْمَئِنّا .
وَأَيْضًا فَتَكُونُ هَيْئَةُ الْجُلُوسَيْنِ فَارِقَةً بَيْنَ التّشَهّدَيْنِ مُذَكّرَةً لِلْمُصَلّي حَالَهُ فِيهِمَا . وَأَيْضًا فَإِنّ أَبَا حُمَيْدٍ إنّمَا ذَكَرَ هَذِهِ الصّفَةَ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْجَلْسَةِ الّتِي فِي التّشَهّدِ الثّانِي فَإِنّهُ ذَكَرَ صِفَةَ جُلُوسِهِ فِي التّشَهّدِ الْأَوّلِ وَأَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَجْلِسُ مُفْتَرِشًا ثُمّ قَالَ وَإِذَا جَلَسَ فِي الرّكْعَةِ الْآخِرَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي لَفْظٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فَإِذَا جَلَسَ فِي الرّكْعَةِ الرّابِعَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَأَمّا قَوْلُهُ فِي بَعْضِ أَلْفَاظِهِ حَتّى إذَا كَانَتْ الْجِلْسَةُ الّتِي فِيهَا التّسْلِيمُ أَخْرَجَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى وَجَلَسَ عَلَى شِقّهِ مُتَوَرّكًا فَهَذَا قَدْ يَحْتَجّ بِهِ مَنْ يَرَى التّوَرّكَ يُشْرَعُ فِي كُلّ تَشَهّدٍ يَلِيه السّلَامُ فَيَتَوَرّكُ فِي الثّانِيَةِ وَهُوَ قَوْلُ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ وَلَيْسَ بِصَرِيحٍ فِي الدّلَالَةِ بَلْ سِيَاقُ الْحَدِيثِ يَدُلّ عَلَى أَنّ ذَلِكَ إنّمَا كَانَ فِي التّشَهّدِ الّذِي يَلِيه السّلَامُ مِنْ الرّبَاعِيّةِ وَالثّلَاثِيّةِ فَإِنّهُ ذَكَرَ صِفَةَ جُلُوسِهِ فِي التّشَهّدِ الْأَوّلِ وَقِيَامَهُ مِنْهُ ثُمّ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif حَتّى إذَا كَانَتْ السّجْدَةُ الّتِي فِيهَا التّسْلِيمُ جَلَسَ مُتَوَرّكًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذَا السّيَاقُ ظَاهِرٌ فِي اخْتِصَاصِ هَذَا الْجُلُوسِ بِالتّشَهّدِ الثّانِي .


فَصْلٌ [ وَضْعُ الْيَدِ فِي التّشَهّدِ ]



وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا جَلَسَ فِي التّشَهّدِ وَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَضَمّ أَصَابِعَهُ الثّلَاثَ وَنَصَبَ السّبّابَةَ . وَفِي لَفْظٍ وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ الثّلَاثَ وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى . ذَكَرَهُ مُسْلِم ٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ . وَقَالَ وَائِلُ بْنُ حُجْرٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif جَعَلَ حَدّ مِرْفَقِهِ الْأَيْمَنِ عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى ثُمّ قَبَضَ ثِنْتَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ وَحَلّقَ حَلْقَةً ثُمّ رَفَعَ أُصْبُعَهُ فَرَأَيْته يُحَرّكُهَا يَدْعُو بِهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهُوَ فِي " السّنَنِ " .

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عَقَدَ ثَلَاثَةً وَخَمْسِينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذِهِ الرّوَايَاتُ كُلّهَا وَاحِدَةٌ فَإِنّ مَنْ قَالَ قَبَضَ أَصَابِعَهُ الثّلَاثَ أَرَادَ بِهِ أَنّ الْوُسْطَى كَانَتْ مَضْمُومَةً لَمْ تَكُنْ مَنْشُورَةً كَالسّبّابَةِ وَمَنْ قَالَ قَبَضَ ثِنْتَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهِ أَرَادَ أَنّ الْوُسْطَى لَمْ تَكُنْ مَقْبُوضَةً مَعَ الْبِنْصِرِ بَلْ الْخِنْصَرُ وَالْبِنْصِرُ مُتَسَاوِيَتَانِ فِي الْقَبْضِ دُونَ الْوُسْطَى وَقَدْ صَرّحَ بِذَلِكَ مَنْ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَعَقَدَ ثَلَاثَةً وَخَمْسِينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَإِنّ الْوُسْطَى فِي هَذَا الْعَقْدِ تَكُونُ مَضْمُومَةً وَلَا تَكُونُ مَقْبُوضَةً مَعَ الْبِنْصِرِ .
وَقَدْ اسْتَشْكَلَ كَثِيرٌ مِنْ الْفُضَلَاءِ هَذَا إذْ عَقْدُ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ لَا يُلَائِمُ وَاحِدَةً مِنْ الصّفَتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ فَإِنّ الْخِنْصَرَ لَا بُدّ أَنْ تُرَكّبَ الْبِنْصِرَ فِي هَذَا الْعَقْدِ .
وَقَدْ أَجَابَ عَنْ هَذَا بَعْضُ الْفُضَلَاءِ بِأَنّ الثّلَاثَةَ لَهَا صِفَتَانِ فِي هَذَا الْعَقْدِ قَدِيمَةٌ وَهِيَ الّتِي ذُكِرَتْ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ تَكُونُ فِيهَا الْأَصَابِعُ الثّلَاثُ مَضْمُومَةً مَعَ تَحْلِيقِ الْإِبْهَامِ مَعَ الْوُسْطَى وَحَدِيثَةٌ وَهِيَ الْمَعْرُوفَةُ الْيَوْمَ بَيْنَ أَهْلِ الْحِسَابِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَكَانَ يَبْسُطُ ذِرَاعَهُ عَلَى فَخِذِهِ وَلَا يُجَافِيهَا فَيَكُونُ حَدّ مِرْفَقِهِ عِنْدَ آخِرِ فَخِذِهِ وَأَمّا الْيُسْرَى فَمَمْدُودَةُ الْأَصَابِعِ عَلَى الْفَخِذِ الْيُسْرَى .




[ مَوَاضِعُ اسْتِقْبَالِ أَصَابِعِهِ الْقِبْلَةَ ]



وَكَانَ يَسْتَقْبِلُ بِأَصَابِعِهِ الْقِبْلَةَ فِي رَفْعِ يَدَيْهِ فِي رُكُوعِهِ وَفِي سُجُودِهِ وَفِي تَشَهّدِهِ وَيَسْتَقْبِلُ أَيْضًا بِأَصَابِعِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ فِي سُجُودِهِ . وَكَانَ يَقُولُ فِي كُلّ رَكْعَتَيْنِ التّحِيّاتِ .

http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1069.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1071.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:39 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ مَوَاضِعُ الدّعَاءِ فِي الصّلَاةِ ]


وَأَمّا الْمَوَاضِعُ الّتِي كَانَ يَدْعُو فِيهَا فِي الصّلَاةِ فَسَبْعَةُ مَوَاطِنَ
أَحَدُهَا : بَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ فِي مَحَلّ الِاسْتِفْتَاحِ .
الثّانِي : قَبْلَ الرّكُوعِ وَبَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْقِرَاءَةِ فِي الْوِتْرِ وَالْقُنُوتِ الْعَارِضِ فِي الصّبْحِ قَبْلَ الرّكُوعِ إنْ صَحّ ذَلِكَ فَإِنّ فِيهِ نَظَرًا .
الثّالِثُ بَعْدَ الِاعْتِدَالِ مِنْ الرّكُوعِ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى : كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرّكُوعِ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ اللّهُمّ رَبّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ اللّهُمّ طَهّرْنِي بِالثّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ اللّهُمّ طَهّرْنِي مِنْ الذّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقّى الثّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْوَسَخِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
الرّابِعُ فِي رُكُوعِهِ كَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَكَ اللّهُمّ رَبّنَا وَبِحَمْدِك اللّهُمّ اغْفِرْ لِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
الْخَامِسُ فِي سُجُودِهِ وَكَانَ فِيهِ غَالِبُ دُعَائِهِ .
السّادِسُ بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ .
السّابِعُ بَعْدَ التّشَهّدِ وَقَبْلَ السّلَامِ وَبِذَلِكَ أَمَرَ فِي حَدِيثِ أ َبِي هُرَيْرَةَ َحَدِيثِ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَأَمَرَ أَيْضًا بِالدّعَاءِ فِي السّجُودِ .

[ رَأْيُ الْمُصَنّفِ فِي الدّعَاءِ بَعْدَ الصّلَاةِ ]

وَأَمّا الدّعَاءُ بَعْدَ السّلَامِ مِنْ الصّلَاةِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ أَوْ الْمَأْمُومِينَ فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَصْلًا وَلَا رُوِيَ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَلَا حَسَنٍ . وَأَمّا تَخْصِيصُ ذَلِكَ بِصَلَاتَيْ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ فَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَلَا أَرْشَدَ إلَيْهِ أُمّتَهُ وَإِنّمَا هُوَ اسْتِحْسَانٌ رَآهُ مَنْ رَآهُ عِوَضًا مِنْ السّنّةِ بَعْدَهُمَا وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَعَامّةُ الْأَدْعِيَةِ الْمُتَعَلّقَةِ بِالصّلَاةِ إنّمَا فَعَلَهَا فِيهَا وَأَمَرَ بِهَا فِيهَا وَهَذَا هُوَ اللّائِقُ بِحَالِ الْمُصَلّي فَإِنّهُ مُقْبِلٌ عَلَى رَبّهِ يُنَاجِيهِ مَا دَامَ فِي الصّلَاةِ فَإِذَا سَلّمَ مِنْهَا انْقَطَعَتْ تِلْكَ الْمُنَاجَاةُ وَزَالَ ذَلِكَ الْمَوْقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْقُرْبُ مِنْهُ فَكَيْفَ يَتْرُكُ سُؤَالَهُ فِي حَالِ مُنَاجَاتِهِ وَالْقُرْبِ مِنْهُ وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ ثُمّ يَسْأَلُهُ إذَا انْصَرَفَ عَنْهُ ؟ وَلَا رَيْبَ أَنّ عَكْسَ هَذَا الْحَالِ هُوَ الْأَوْلَى بِالْمُصَلّي إلّا أَنّ هَاهُنَا نُكْتَةً لَطِيفَةً وَهُوَ أَنّ الْمُصَلّيَ إذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَذَكَرَ اللّهَ وَهَلّلَهُ وَسَبّحَهُ وَحَمِدَهُ وَكَبّرَهُ بِالْأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ عَقِيبَ الصّلَاةِ اُسْتُحِبّ لَهُ أَنْ يُصَلّيَ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ وَيَكُونُ دُعَاؤُهُ عَقِيبَ هَذِهِ الْعِبَادَةِ الثّانِيَةِ لَا لِكَوْنِهِ دُبُرَ الصّلَاةِ فَإِنّ كُلّ مَنْ ذَكَرَ اللّهَ وَحَمِدَهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلّى عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اُسْتُحِبّ لَهُ الدّعَاءُ عَقِيبَ ذَلِكَ كَمَا فِي حَدِيثِ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا صَلّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِحَمْدِ اللّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمّ لِيُصَلّ عَلَى النَبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ لِيَدْعُ بِمَا شَاءَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ التّرْمِذِيّ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1070.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1072.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:39 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ التّسْلِيمُ وَبَيَانُ أَنّهُ لَمْ تَثْبُتْ عَنْهُ التّسْلِيمَةُ الْوَاحِدَةُ ]


ثُمّ كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُسَلّمُ عَنْ يَمِينِهِ السّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَعَنْ يَسَارِهِ كَذَلِكَ .
هَذَا كَانَ فِعْلَهُ الرّاتِبَ رَوَاهُ عَنْهُ خَمْسَةَ عَشَرَ صَحَابِيّا وَهُمْ عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقّاصٍ وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السّاعِدِيّ وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ وَعَمّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ عُمَرَ وَجَابِرُ بْنُ سَمُرَةَ وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَأَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيّ وَطَلْقُ بْنُ عَلِيّ وَأَوْسُ بْنُ أَوْسٍ وَأَبُو رِمْثَةَ وَعَدِيّ بْنُ عَمِيرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُسَلّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً تِلْقَاءَ وَجْهِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَكِنْ لَمْ يَثْبُتْ عَنْهُ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ وَأَجْوَدُ مَا فِيهِ حَدِيثُ عَائِشَة َ رَضِيَ اللّه عَنْهَا أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُسَلّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَة السّلَامُ عَلَيْكُمْ يَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ حَتّى يُوقِظَنَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهُوَ حَدِيثٌ مَعْلُولٌ وَهُوَ فِي السّنَنِ لَكِنّهُ كَانَ فِي قِيَامِ اللّيْلِ وَاَلّذِينَ رَوَوْا عَنْهُ التّسْلِيمَتَيْنِ رَوَوْا مَا شَاهَدُوهُ فِي الْفَرْضِ وَالنّفْلِ عَلَى أَنّ حَدِيثَ عَائِشَةَ لَيْسَ صَرِيحًا فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى التّسْلِيمَةِ الْوَاحِدَةِ بَلْ أَخْبَرَتْ أَنّهُ كَانَ يُسَلّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً يُوقِظُهُمْ بِهَا وَلَمْ تَنْفِ الْأُخْرَى بَلْ سَكَتَتْ عَنْهَا وَلَيْسَ سُكُوتُهَا عَنْهَا مُقَدّمًا عَلَى رِوَايَةِ مَنْ حَفِظَهَا وَضَبَطَهَا وَهُمْ أَكْثَرُ عَدَدًا وَأَحَادِيثُهُمْ أَصَحّ وَكَثِيرٌ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ صَحِيحٌ وَالْبَاقِي حِسَانٌ .
قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرّ : رُوِيَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ كَانَ يُسَلّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ وَمِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ وَمِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ إلّا أَنّهَا مَعْلُولَةٌ وَلَا يُصَحّحُهَا أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ ثُمّ ذَكَرَ عِلّةَ حَدِيثِ سَعْدٍ : أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يُسَلّمُ فِي الصّلَاةِ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً . قَالَ وَهَذَا وَهْمٌ وَغَلَطٌ وَإِنّمَا الْحَدِيثُ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُسَلّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ ثُمّ سَاقَ الْحَدِيثَ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ إسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُسَلّمُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ حَتّى كَأَنّي أَنْظُرُ إلَى صَفْحَةِ خَدّه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَقَالَ الزّهْرِيّ : مَا سَمِعْنَا هَذَا مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ لَهُ إسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمّدٍ : أَكُلّ حَدِيثِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَدْ سَمِعْتَهُ ؟ قَالَ لَا قَالَ فَنِصْفَهُ ؟ قَالَ لَا قَالَ فَاجْعَلْ هَذَا مِنْ النّصْفِ الّذِي لَمْ تَسْمَعْ . قَالَ وَأَمّا حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا : عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُسَلّمُ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَلَمْ يَرْفَعْهُ أَحَدٌ إلّا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمّدٍ وَحْدَهُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَوَاهُ عَنْهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ وَغَيْرُهُ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمّدٍ ضَعِيفٌ عِنْدَ الْجَمِيعِ كَثِيرُ الْخَطَأِ لَا يُحْتَجّ بِهِ وَذُكِرَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ هَذَا الْحَدِيثُ فَقَالَ حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ وَزُهَيْرٍ ضَعِيفَانِ لَا حُجّةَ فِيهِمَا
قَالَ وَأَمّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَلَمْ يَأْتِ إلّا مِنْ طَرِيقِ أَيّوبَ السّخْتِيَانِيّ عَنْ أَنَسٍ وَلَمْ يَسْمَعْ أَيّوبُ مِنْ أَنَسٍ عِنْدَهُمْ شَيْئًا قَالَ وَقَدْ رُوِيَ مُرْسَلًا عَنْ الْحَسَنِ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يُسَلّمُونَ تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً وَلَيْسَ مَعَ الْقَائِلِينَ بِالتّسْلِيمَةِ غَيْرُ عَمَلِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَالُوا : وَهُوَ عَمَلٌ قَدْ تَوَارَثُوهُ كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ وَمِثْلُهُ يَصِحّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ لِأَنّهُ لَا يَخْفَى لِوُقُوعِهِ فِي كُلّ يَوْمٍ مِرَارًا وَهَذِهِ طَرِيقَةٌ قَدْ خَالَفَهُمْ فِيهَا سَائِرُ الْفُقَهَاءِ وَالصّوَابُ مَعَهُمْ وَالسّنَنُ الثّابِتَةُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَا تُدْفَعُ وَلَا تُرَدّ بِعَمَلِ أَهْلِ بَلَدٍ كَائِنًا مَنْ كَانَ وَقَدْ أَحْدَثَ الْأُمَرَاءُ بِالْمَدِينَةِ وَغَيْرِهَا فِي الصّلَاةِ أُمُورًا اسْتَمَرّ عَلَيْهَا الْعَمَلُ وَلَمْ يُلْتَفَتْ إلَى اسْتِمْرَارِهِ وَعَمَلُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ الّذِي يُحْتَجّ بِهِ مَا كَانَ فِي زَمَنِ الْخُلَفَاءِ الرّاشِدِينَ وَأَمّا عَمَلُهُمْ بَعْدَ مَوْتِهِمْ وَبَعْدَ انْقِرَاضِ عَصْرِ مَنْ كَانَ بِهَا فِي الصّحَابَةِ فَلَا فَرْقَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ عَمَلِ غَيْرِهِمْ وَالسّنّةُ تَحْكُمُ بَيْنَ النّاسِ لَا عَمَلُ أَحَدٍ بَعْدَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَخُلَفَائِهِ وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1071.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1073.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:40 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ الدّعَاءُ قَبْلَ التّسْلِيمِ ]


وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ فَيَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدّجّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَيْضًا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَوَسّعْ لِي فِي دَارِي وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ إنّي أَسْأَلُكَ الثّبَاتَ فِي الْأَمْرِ وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرّشْدِ وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِك وَحُسْنَ عِبَادَتِك وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَلِسَانًا صَادِقًا وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّ أَعْطِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكّاهَا أَنْتَ وَلِيّهَا وَمَوْلَاهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَدْ تَقَدّمَ ذِكْرُ بَعْضِ مَا كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ وَجُلُوسِهِ وَاعْتِدَالِهِ فِي الرّكُوعِ .
فَصْلٌ [ الْمَحْفُوظُ فِي أَدْعِيَتِهِ فِي الصّلَاةِ بِلَفْظِ الْإِفْرَادِ ]


وَالْمَحْفُوظُ فِي أَدْعِيَتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الصّلَاةِ كُلّهَا بِلَفْظِ الْإِفْرَادِ كَقَوْلِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَسَائِرِ الْأَدْعِيَةِ الْمَحْفُوظَةِ عَنْهُ وَمِنْهَا قَوْلُهُ فِي دُعَاءِ الِاسْتِفْتَاحِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ اللّهُمّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الْحَدِيثُ .
وَرَوَى الْإِمَامُ أَحمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَأَهْلُ " السّنَنِ " مِنْ حَدِيثِ ثَوْبَانَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا يَؤُمّ عَبْدٌ قَوْمًا فَيَخُصّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ فِي " صَحِيحِهِ " : وَقَدْ ذَكَرَ حَدِيثَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الْحَدِيثُ قَالَ فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى رَدّ الْحَدِيثِ الْمَوْضُوعِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا يَؤُمّ عَبْدٌ قَوْمًا فَيَخُصّ نَفْسَهُ بِدَعْوَةٍ دُونَهُمْ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيّةَ يَقُولُ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدِي فِي الدّعَاءِ الّذِي يَدْعُو بِهِ الْإِمَامُ لِنَفْسِهِ وَلِلْمَأْمُومِينَ وَيَشْتَرِكُونَ فِيهِ كَدُعَاءِ الْقُنُوتِ وَنَحْوِهِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
فَصْلٌ [ كَانَ يُرَاعِي حَالَ الْمَأْمُومِينَ وَغَيْرِهِمْ ]


وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا قَامَ فِي الصّلَاةِ طَأْطَأَ رَأْسَهُ ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ وَكَانَ فِي التّشَهّدِ لَا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشَارَتَهُ وَقَدْ تَقَدّمَ . وَكَانَ قَدْ جَعَلَ اللّهُ تَعَالَى قُرّةَ عَيْنِهِ وَنَعِيمَهُ وَسُرُورَهُ وَرُوحَهُ فِي الصّلَاةِ . وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يَا بِلَالُ أَرِحْنَا بِالصّلَاةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَجُعِلَتْ قُرّةُ عَيْنِي فِي الصّلَاةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَمَعَ هَذَا لَمْ يَكُنْ يَشْغَلُهُ مَا هُوَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ عَنْ مُرَاعَاةِ أَحْوَالِ الْمَأْمُومِينَ وَغَيْرِهِمْ مَعَ كَمَالِ إقْبَالِهِ وَقُرْبِهِ مِنْ اللّهِ تَعَالَى وَحُضُورِ قَلْبِهِ بَيْنَ يَدَيْهِ وَاجْتِمَاعِهِ عَلَيْهِ .
وَكَانَ يَدْخُلُ فِي الصّلَاةِ وَهُوَ يُرِيدُ إطَالَتَهَا فَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصّبِيّ فَيُخَفّفُهَا مَخَافَةَ أَنْ يَشُقّ عَلَى أُمّهِ وَأَرْسَلَ مَرّةً فَارِسًا طَلِيعَةً لَهُ فَقَامَ يُصَلّي وَجَعَلَ يَلْتَفِتُ إلَى الشّعْبِ الّذِي يَجِيءُ مِنْهُ الْفَارِسُ وَلَمْ يَشْغَلْهُ مَا هُوَ فِيهِ عَنْ مُرَاعَاةِ حَالِ فَارِسِهِ .
وَكَذَلِكَ كَانَ يُصَلّي الْفَرْضَ وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرّبِيعِ ابْنَةَ بِنْتِهِ زَيْنَبَ عَلَى عَاتِقِهِ إذَا قَامَ حَمَلَهَا وَإِذَا رَكَعَ وَسَجَدَ وَضَعَهَا .
وَكَانَ يُصَلّي فَيَجِيءُ الْحَسَنُ أَوْ الْحُسَيْنُ فَيَرْكَبُ ظَهْرَهُ فَيُطِيلُ السّجْدَةَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يُلْقِيَهُ عَنْ ظَهْرِهِ .
وَكَانَ يُصَلّي فَتَجِيءُ عَائِشَةُ مِنْ حَاجَتِهَا وَالْبَابُ مُغْلَقٌ فَيَمْشِي فَيَفْتَحُ لَهَا الْبَابَ ثُمّ يَرْجِعُ إلَى الصّلَاةِ
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1072.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1074.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:40 AM
إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif


[ رَدّ السّلَامِ فِي الصّلَاةِ ]



وَكَانَ يَرُدّ السّلَامَ بِالْإِشَارَةِ عَلَى مَنْ يُسَلّمُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الصّلَاةِ . وَقَالَ جَابِرٌ :http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بَعَثَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِحَاجَةٍ ثُمّ أَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يُصَلّي فَسَلّمْت عَلَيْهِ فَأَشَارَ إلَيّhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " .

وَقَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُشِيرُ فِي الصّلَاةِhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ .
وَقَالَ صُهَيْب ٌ :http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَرَرْتُ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ يُصَلّي فَسَلّمْت عَلَيْهِ فَرَدّ إشَارَةًhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ الرّاوِي : لَا أَعْلَمُهُ قَالَ إلّا إشَارَةً بِأُصْبُعِهِ وَهُوَ فِي " السّنَنِ " و " الْمُسْنَدِ " .
وَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا :http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلَى قُبَاءٍ يُصَلّي فِيهِ قَالَ فَجَاءَتْهُ الْأَنْصَارُ فَسَلّمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الصّلَاةِ فَقُلْتُ لِبِلَالٍ كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَرُدّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلّي ؟ قَالَ يَقُولُ هَكَذَا وَبَسَطَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ كَفّهُ وَجَعَلَ بَطْنَهُ أَسْفَلَ وَجَعَلَ ظَهْرَهُ إلَى فَوْقُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهُوَ فِي " السّنَنِ " و " الْمُسْنَدِ " وَصَحّحَهُ التّرْمِذِيّ وَلَفْظُهُ كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ . وَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَمّا قَدِمْتُ مِنْ الْحَبَشَةِ أَتَيْت النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ يُصَلّي فَسَلّمْت عَلَيْهِ فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيّ .
وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي غَطَفَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ أَشَارَ فِي صَلَاتِهِ إشَارَةً تُفْهَمُ عَنْهُ فَلْيُعِدْ صَلَاتَهُhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَحَدِيثٌ بَاطِلٌ ذَكَرَهُ الدّارَقُطْنِيّ وَقَالَ قَالَ لَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد : أَبُو غَطَفَانَ هَذَا رَجُلٌ مَجْهُولٌ وَالصّحِيحُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ كَانَ يُشِيرُ فِي صَلَاتِهِ . رَوَاهُ أَنَسٌ وَجَابِرٌ وَغَيْرُهُمَا .
وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي وَعَائِشَةُ مُعْتَرِضَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَهَا بِيَدِهِ فَقَبَضَتْ رِجْلَيْهَا وَإِذَا قَامَ بَسَطَتْهُمَا . وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي فَجَاءَهُ الشّيْطَانُ لِيَقْطَعَ عَلَيْهِ صَلَاتَهُ فَأَخَذَهُ فَخَنَقَهُ حَتّى سَالَ لُعَابُهُ عَلَى يَدِهِ . وَكَانَ يُصَلّي عَلَى الْمِنْبَرِ وَيَرْكَعُ عَلَيْهِ فَإِذَا جَاءَتْ السّجْدَةُ نَزَلَ الْقَهْقَرَى فَسَجَدَ عَلَى الْأَرْضِ ثُمّ صَعِدَ عَلَيْهِ . وَكَانَ يُصَلّي إلَى جِدَارٍ فَجَاءَتْ بَهْمَةٌ تَمُرّ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ فَمَا زَالَ يُدَارِئُهَا حَتّى لَصِقَ بَطْنُهُ بِالْجِدَارِ وَمَرّتْ مِنْ وَرَائِهِ . يُدَارِئُهَا : يُفَاعِلُهَا مِنْ الْمُدَارَأَةِ وَهِيَ الْمُدَافَعَةُ . http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يُصَلّي فَجَاءَتْهُ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطّلِبِ قَدْ اقْتَتَلَتَا فَأَخَذَهُمَا بِيَدَيْهِ فَنَزَعَ إحْدَاهُمَا مِنْ الْأُخْرَى وَهُوَ فِي الصّلَاةِhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَفْظُ أَحْمَدَ فِيهِhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فَأَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَنَزَعَ بَيْنَهُمَا أَوْ فَرّقَ بَيْنَهُمَا وَلَمْ يَنْصَرِفْhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/H2.GIF وَكَانَ يُصَلّي فَمَرّ بَيْنَ يَدَيْهِ غُلَامٌ فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا فَرَجَعَ وَمَرّتْ بَيْنَ يَدَيْهِ جَارِيَةٌ فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا فَمَضَتْ فَلَمّا صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ هُنّ أَغْلَبُhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَهُوَ فِي " السّنَنِ " .http://sirah.al-islam.com/media/H2.GIF وَكَانَ يَنْفُخُ فِي صَلَاتِهِhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَهُوَ فِي " السّنَنِ " .
وَأَمّا حَدِيثُhttp://sirah.al-islam.com/media/H2.GIF النّفْخُ فِي الصّلَاةِ كَلَامٌhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَلَا أَصْلَ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَإِنّمَا رَوَاهُ سَعِيدٌ فِي " سُنَنِهِ " عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا مِنْ قَوْلِهِ إنْ صَحّ .


[ الْبُكَاءُ وَالنّحْنَحَةُ ]



وَكَانَ يَبْكِي فِي صَلَاتِهِ وَكَانَ يَتَنَحْنَحُ فِي صَلَاتِهِ . قَالَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَاعَةٌ آتِيهِ فِيهَا فَإِذَا أَتَيْتُهُ اسْتَأْذَنْت فَإِنْ وَجَدْتُهُ يُصَلّي فَتَنَحْنَحَ دَخَلْت وَإِنْ وَجَدْته فَارِغًا أَذِنَ لِيhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ النّسَائِيّ وَأَحْمَدُ وَلَفْظُ أَحْمَدَ :http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لِي مِنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَدْخَلَانِ بِاللّيْلِ وَالنّهَارِ وَكُنْتُ إذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلّي تَنَحْنَحَhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ أَحْمَد ُ وَعَمِلَ بِهِ فَكَانَ يَتَنَحْنَحُ فِي صَلَاتِهِ وَلَا يَرَى النّحْنَحَةَ مُبْطِلَةً لِلصّلَاةِ .

[ الْحَفْيُ وَالِانْتِعَالُ ]



http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ يُصَلّي حَافِيًا تَارَةً وَمُنْتَعِلًا أُخْرَىhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif كَذَلِك قَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْهُhttp://sirah.al-islam.com/media/H2.GIF وَأَمَرَ بِالصّلَاةِ بِالنّعْلِ مُخَالَفَةً لِلْيَهُودِhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ الصّلَاةُ بِالثّوْبِ الْوَاحِدِ ]



وَكَانَ يُصَلّي فِي الثّوْبِ الْوَاحِدِ تَارَةً وَفِي الثّوْبَيْنِ تَارَةً وَهُوَ أَكْثَرُ .

http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1073.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1075.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:43 AM
إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ الْقُنُوتُ ]


وَقَنَتَ فِي الْفَجْرِ بَعْدَ الرّكُوعِ شَهْرًا ثُمّ تَرَكَ الْقُنُوتَ . وَلَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ الْقُنُوتُ فِيهَا دَائِمًا وَمِنْ الْمُحَالِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ فِي كُلّ غَدَاةٍ بَعْدَ اعْتِدَالِهِ مِنْ الرّكُوعِ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت وَتَوَلّنِي فِيمَنْ تَوَلّيْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gifإلَخْ .
وَيَرْفَعُ بِذَلِكَ صَوْتَهُ وَيُؤَمّنُ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ دَائِمًا إلَى أَنْ فَارَقَ الدّنْيَا ثُمّ لَا يَكُونُ ذَلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ الْأُمّةِ بَلْ يُضَيّعُهُ أَكْثَرُ أُمّتِهِ وَجُمْهُورُ أَصْحَابِهِ بَلْ كُلّهُمْ حَتّى يَقُولَ مَنْ يَقُولُ مِنْهُمْ إنّهُ مُحْدَثٌ كَمَا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قَالَ سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ الْأَشْجَعِيّ : قُلْتُ لِأَبِي : يَا أَبَتِ إنّك قَدْ صَلّيْتَ خَلْفَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَبِي بَكْر ٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ هَا هُنَا وَبِالْكُوفَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%df%e6%dd%c9)مُنْذُ خَمْسِ سِنِينَ فَكَانُوا يَقْنُتُونَ فِي الْفَجْرِ ؟ فَقَالَ أَيْ بُنَيّ مُحْدَث http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ أَهْلُ السّنَنِ وَأَحْمَدُ . وَقَالَ التّرْمِذِيّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَذَكَرَ الدّارَقُطْنِيّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ أَشْهَدُ أَنّي سَمِعْت ابْنَ عَبّاسٍ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّ الْقُنُوتَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ بِدْعَة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ صَلّيْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ صَلَاةَ الصّبْحِ فَلَمْ يَقْنُت فَقُلْت لَهُ . لَا أَرَاك تَقْنُت فَقَالَ لَا أَحْفَظُهُ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا .
وَمِنْ الْمَعْلُومِ بِالضّرُورَةِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَوْ كَانَ يَقْنُتُ كُلّ غَدَاةٍ وَيَدْعُو بِهَذَا الدّعَاءِ وَيُؤَمّنُ الصّحَابَةُ لَكَانَ نَقْلُ الْأُمّةِ لِذَلِكَ كُلّهِمْ كَنَقْلِهِمْ لِجَهْرِهِ بِالْقِرَاءَةِ فِيهَا وَعَدَدِهَا وَوَقْتِهَا وَإِنْ جَازَ عَلَيْهِمْ تَضْيِيعُ أَمْرِ الْقُنُوتِ مِنْهَا جَازَ عَلَيْهِمْ تَضْيِيعُ ذَلِكَ وَلَا فَرْقَ وَبِهَذَا الطّرِيقِ عَلِمْنَا أَنّهُ لَمْ يَكُنْ هَدْيُهُ الْجَهْرَ بِالْبَسْمَلَةِ كُلّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ مَرّاتٍ دَائِمًا مُسْتَمِرّا ثُمّ يَضِيعُ أَكْثَرُ الْأُمّةِ ذَلِكَ وَيَخْفَى عَلَيْهَا وَهَذَا مِنْ أَمْحَلِ الْمُحَالِ .
بَلْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ وَاقِعًا لَكَانَ نَقْلُهُ كَنَقْلِ عَدَدِ الصّلَوَاتِ وَعَدَدِ الرّكَعَاتِ وَالْجَهْرِ وَالْإِخْفَاتِ وَعَدَدِ السّجَدَاتِ وَمَوَاضِعِ الْأَرْكَانِ وَتَرْتِيبِهَا وَاَللّهُ الْمُوَفّقُ .
وَالْإِنْصَافُ الّذِي يَرْتَضِيهِ الْعَالِمُ الْمُنْصِفُ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَهَرَ وَأَسَرّ وَقَنَتَ وَتَرَكَ وَكَانَ إسْرَارُهُ أَكْثَرَ مِنْ جَهْرِهِ وَتَرْكُهُ الْقُنُوتَ أَكْثَرَ مِنْ فِعْلِهِ فَإِنّهُ إنّمَا قَنَتَ عِنْدَ النّوَازِلِ لِلدّعَاءِ لِقَوْمٍ وَلِلدّعَاءِ عَلَى آخَرِينَ ثُمّ تَرَكَهُ لَمّا قَدِمَ مَنْ دَعَا لَهُمْ وَتَخَلّصُوا مِنْ الْأَسْرِ وَأَسْلَمَ مَنْ دَعَا عَلَيْهِمْ وَجَاءُوا تَائِبِينَ فَكَانَ قُنُوتُهُ لِعَارِضٍ فَلَمّا زَالَ تَرَكَ الْقُنُوتَ وَلَمْ يَخْتَصّ بِالْفَجْرِ بَلْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَقْنُتُ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَالْمَغْرِبِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ أَنَس ٍ . وَقَدْ ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ عَنْ الْبَرَاءِ .
وَذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قَنَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَالصّبْحِ فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ إذَا قَالَ سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنْ الرّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ يَدْعُو عَلَى حَيّ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى َرِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيّةَ وَيُؤَمّنُ مَنْ خَلْفَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد .
وَكَانَ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْقُنُوتَ فِي النّوَازِلِ خَاصّةً وَتَرَكَهُ عِنْدَ عَدِمِهَا وَلَمْ يَكُنْ يَخُصّهُ بِالْفَجْرِ بَلْ كَانَ أَكْثَرُ قُنُوتِهِ فِيهَا لِأَجْلِ مَا شُرّعَ فِيهَا مِنْ التّطْوِيلِ وَلِاتّصَالِهَا بِصَلَاةِ اللّيْلِ وَقُرْبِهَا مِنْ السّحْرِ وَسَاعَةِ الْإِجَابَةِ وَلِلتّنَزّلِ الْإِلَهِيّ وَلِأَنّهَا الصّلَاةُ الْمَشْهُودَةُ الّتِي يَشْهَدُهَا اللّهُ وَمَلَائِكَتُهُ أَوْ مَلَائِكَةُ اللّيْلِ وَالنّهَارِ كَمَا رُوِيَ هَذَا وَهَذَا فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِنّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(17,78))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْإِسْرَاءُ : 78 ] . وَأَمّا حَدِيثُ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة َ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرّكُوعِ مِنْ صَلَاةِ الصّبْحِ فِي الرّكْعَةِ الثّانِيَةِ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيهَا فَيَدْعُو بِهَذَا الدّعَاءِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت وَتَوَلّنِي فِيمَنْ تَوَلّيْت وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْت وَقِنِي شَرّ مَا قَضَيْت إنّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك إنّهُ لَا يَذِلّ مَنْ وَالَيْت تَبَارَكْتَ رَبّنَا وَتَعَالَيْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَمَا أَبْيَنُ الِاحْتِجَاجَ بِهِ لَوْ كَانَ صَحِيحًا أَوْ حَسَنًا وَلَكِنْ لَا يُحْتَجّ بِعَبْدِ اللّهِ هَذَا وَإِنْ كَانَ الْحَاكِمُ صَحّحَ حَدِيثَهُ فِي الْقُنُوتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْمُزَنِيّ : حَدّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى حَدّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ . . فَذَكَرَهُ .
نَعَمْ صَحّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّهُ قَالَ وَاَللّهِ لَأَنَا أَقْرَبُكُمْ صَلَاةً بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقْنُتُ فِي الرّكْعَةِ الْأَخِيرَةِ مِنْ صَلَاةِ الصّبْحِ بَعْدَمَا يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَلْعَنُ الْكُفّار http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَا رَيْبَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَعَلَ ذَلِكَ ثُمّ تَرَكَهُ فَأَحَبّ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنْ يُعَلّمَهُمْ أَنّ مِثْلَ هَذَا الْقُنُوتِ سُنّةٌ وَأَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَعَلَهُ وَهَذَا رَدّ عَلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ الّذِينَ يَكْرَهُونَ الْقُنُوتَ فِي الْفَجْرِ مُطْلَقًا عِنْدَ النّوَازِلِ وَغَيْرِهَا وَيَقُولُونَ هُوَ مَنْسُوخٌ وَفِعْلُهُ بِدْعَةٌ فَأَهْلُ الْحَدِيثِ مُتَوَسّطُونَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ وَبَيْنَ مَنْ اسْتَحَبّهُ عِنْدَ النّوَازِلِ وَغَيْرِهَا وَهُمْ أَسْعَدُ بِالْحَدِيثِ مِنْ الطّائِفَتَيْنِ فَإِنّهُمْ يَقْنُتُونَ حَيْثُ قَنَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَيَتْرُكُونَهُ حَيْثُ تَرَكَهُ فَيَقْتَدُونَ بِهِ فِي فِعْلِهِ وَتَرْكِهِ وَيَقُولُونَ فِعْلُهُ سُنّةٌ وَتَرْكُهُ سُنّةٌ وَمَعَ هَذَا فَلَا يُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ دَاوَمَ عَلَيْهِ وَلَا يَكْرَهُونَ فِعْلَهُ وَلَا يَرَوْنَهُ بِدْعَةً وَلَا فَاعِلَهُ مُخَالِفًا لِلسّنّةِ كَمَا لَا يُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَهُ عِنْدَ النّوَازِلِ وَلَا يَرَوْنَ تَرْكَهُ بِدْعَةً وَلَا تَارِكَهُ مُخَالِفًا لِلسّنّةِ بَلْ مَنْ قَنَتَ فَقَدْ أَحْسَنَ وَمَنْ تَرَكَهُ فَقَدْ أَحْسَنَ وَرُكْنُ الِاعْتِدَالِ مَحَلّ الدّعَاءِ وَالثّنَاءِ وَقَدْ جَمَعَهُمَا النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِيهِ .
وَدُعَاءُ الْقُنُوتِ دُعَاءٌ وَثَنَاءٌ فَهُوَ أَوْلَى بِهَذَا الْمَحَلّ وَإِذَا جَهَرَ بِهِ الْإِمَامُ أَحْيَانًا لَيُعَلّمَ الْمَأْمُومِينَ فَلَا بَأْسَ بِذَلِكَ فَقَدْ جَهَرَ عُمَرُ بِالِاسْتِفْتَاحِ لَيُعَلّمَ الْمَأْمُومِينَ وَجَهَرَ ابْنُ عَبّاسٍ بِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ فِي صَلَاةِ الْجِنَازَةِ لِيُعَلّمَهُمْ أَنّهَا سُنّةٌ وَمِنْ هَذَا أَيْضًا جَهْرُ الْإِمَامِ بِالتّأْمِينِ وَهَذَا مِنْ الِاخْتِلَافِ الْمُبَاحِ الّذِي لَا يُعَنّفُ فِيهِ مَنْ فَعَلَهُ وَلَا مَنْ تَرَكَهُ وَهَذَا كَرَفْعِ الْيَدَيْنِ فِي الصّلَاةِ وَتَرْكِهِ وَكَالْخِلَافِ فِي أَنْوَاعِ التّشَهّدَاتِ وَأَنْوَاعِ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ وَأَنْوَاعِ النّسُكِ مِنْ الْإِفْرَادِ وَالْقِرَانِ وَالتّمَتّعِ وَلَيْسَ مَقْصُودُنَا إلّا ذِكْرُ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّذِي كَانَ يَفْعَلُهُ هُوَ فَإِنّهُ قِبْلَةُ الْقَصْدِ وَإِلَيْهِ التّوَجّهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ وَعَلَيْهِ مَدَارُ التّفْتِيشِ وَالطّلَبِ وَهَذَا شَيْءٌ وَالْجَائِزُ الّذِي لَا يُنْكِرُ فِعْلَهُ وَتَرْكَهُ شَيْءٌ فَنَحْنُ لَمْ نَتَعَرّضْ فِي هَذَا الْكِتَابِ لِمَا يَجُوزُ وَلِمَا لَا يَجُوزُ وَإِنّمَا مَقْصُودُنَا فِيهِ هَدْيُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّذِي كَانَ يَخْتَارُهُ لِنَفْسِهِ فَإِنّهُ أَكْمَلُ الْهَدْيِ وَأَفْضَلُهُ فَإِذَا قُلْنَا : لَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الْقُنُوتِ فِي الْفَجْرِ وَلَا الْجَهْرُ بِالْبَسْمَلَةِ لَمْ يَدُلّ ذَلِكَ عَلَى كَرَاهِيَةِ غَيْرِهِ وَلَا أَنّهُ بِدْعَةٌ وَلَكِنْ هَدْيُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَكْمَلُ الْهَدْيِ وَأَفْضَلُهُ وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ .
وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي جَعْفَرٍ الرّازِيّ عَنْ الرّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا زَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ حَتّى فَارَقَ الدّنْيَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهُوَ فِي " الْمُسْنَدِ " وَالتّرْمِذِيّ وَغَيْرِهِمَا فَأَبُو جَعْفَرٍ قَدْ ضَعّفَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ . وَقَالَ ابْنُ الْمَدِينِيّ : كَانَ يَخْلِطُ . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ كَانَ يَهِمُ كَثِيرًا . وَقَالَ ابْنُ حِبّانَ : كَانَ يَنْفَرِدُ بِالْمَنَاكِيرِ عَنْ الْمَشَاهِيرِ .
وَقَالَ لِي شَيْخُنَا ابْنُ تَيْمِيّةَ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ وَهَذَا الْإِسْنَادُ نَفْسُهُ هُوَ إسْنَادُ حَدِيثِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(7,172))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْأَعْرَافُ 172 ] . حَدِيثُ أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ الطّوِيلِ وَفِيهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ رُوحُ عِيسَى عَلَيْهِ السّلَامُ مِنْ تِلْكَ الْأَرْوَاحِ الّتِي أَخَذَ عَلَيْهَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ فِي زَمَنِ آدَمَ فَأَرْسَلَ تِلْكَ الرّوحَ إلَى مَرْيَمَ عَلَيْهَا السّلَامُ حِينَ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيّا فَأَرْسَلَهُ اللّهُ فِي صُورَةِ بَشَرٍ فَتَمَثّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيّا قَالَ فَحَمَلَتْ الّذِي يُخَاطِبُهَا فَدَخَلَ مِنْ فِيهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا غَلَطٌ مَحْضٌ فَإِنّ الّذِي أَرْسَلَ إلَيْهَا الْمَلَكَ الّذِي قَالَ لَهَا ؟ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِنّمَا أَنَا رَسُولُ رَبّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيّا (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(19,19))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ مَرْيَمُ : 19 ] وَلَمْ يَكُنْ الّذِي خَاطَبَهَا بِهَذَا هُوَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، هَذَا مُحَالٌ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1074.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1076.htm)








إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

وَالْمَقْصُودُ أَنّ أَبَا جَعْفَرٍ الرّازِيّ صَاحِبُ مَنَاكِيرَ لَا يَحْتَجّ بِمَا تَفَرّدَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ الْبَتّةَ وَلَوْ صَحّ لَمْ يَكُنْ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى هَذَا الْقُنُوتِ الْمُعَيّنِ الْبَتّةَ فَإِنّهُ لَيْسَ فِيهِ أَنّ الْقُنُوتَ هَذَا الدّعَاءُ فَإِنّ الْقُنُوتَ يُطْلَقُ عَلَى الْقِيَامِ وَالسّكُوتِ وَدَوَامِ الْعِبَادَةِ وَالدّعَاءِ وَالتّسْبِيحِ وَالْخُشُوعِ كَمَا قَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَلَهُ مَنْ فِي السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلّ لَهُ قَانِتُونَ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(30,26))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الرّومُ : 26 ] وَقَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبّهِ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(39,9))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الزّمَرُ 9 ] وَقَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَصَدّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(66,12))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ التّحْرِيمُ 21 ] وَقَالَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَفْضَلُ الصّلَاةِ طُولُ الْقُنُوت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَم َ لَمّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَقُومُوا لِلّهِ قَانِتِينَ (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(2,238))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْبَقَرَةُ 238 ] أُمِرْنَا بِالسّكُوتِ وَنُهِينَا عَنْ الْكَلَامِ .
وَأَنَس ٌ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ لَمْ يَقُلْ لَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ بَعْدَ الرّكُوعِ رَافِعًا صَوْتَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif إلَى آخِرِهِ وَيُؤَمّنُ مَنْ خَلْفَهُ وَلَا رَيْبَ أَنّ قَوْلَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْت مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ أَهْلَ الثّنَاءِ وَالْمَجْدِ أَحَقّ مَا قَالَ الْعَبْدُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif إلَى آخِرِ الدّعَاءِ وَالثّنَاءِ الّذِي كَانَ يَقُولُهُ قُنُوتٌ وَتَطْوِيلُ هَذَا الرّكْنِ قُنُوتٌ وَتَطْوِيلُ الْقِرَاءَةِ قُنُوتٌ وَهَذَا الدّعَاءُ الْمُعَيّنُ قُنُوتٌ فَمِنْ أَيْنَ لَكُمْ أَنّ أَنَسًا إنّمَا أَرَادَ هَذَا الدّعَاءَ الْمُعَيّنَ دُونَ سَائِرِ أَقْسَامِ الْقُنُوتِ ؟ وَلَا يُقَالُ تَخْصِيصُهُ الْقُنُوتَ بِالْفَجْرِ دُونَ غَيْرِهَا مِنْ الصّلَوَاتِ دَلِيلٌ عَلَى إرَادَةِ الدّعَاءِ الْمُعَيّنِ إذْ سَائِرُ مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ أَقْسَامِ الْقُنُوتِ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْفَجْرِ وَغَيْرِهَا وَأَنَسٌ خَصّ الْفَجْرَ دُون سَائِرِ الصّلَوَاتِ بِالْقُنُوتِ وَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إنّهُ الدّعَاءُ عَلَى الْكُفّارِ وَلَا الدّعَاءُ لِلْسُمْتَضْعَفِين مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِأَنّ أَنَسًا قَدْ أَخْبَرَ أَنّهُ كَانَ قَنَتَ شَهْرًا ثُمّ تَرَكَهُ فَتَعَيّنَ أَنْ يَكُونَ هَذَا الدّعَاءُ الّذِي دَاوَمَ عَلَيْهِ هُوَ الْقُنُوتَ الْمَعْرُوفَ وَقَدْ قَنَتَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيّ وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَعَبْدُ اللّهِ بْنُ عَبّاسٍ وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَغَيْرُهُمْ .
وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ . أَحَدُهَا : أَنّ أَنَسًا قَدْ أَخْبَرَ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ وَالْمَغْرِبِ كَمَا ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ فَلَمْ يُخَصّصْ الْقُنُوتَ بِالْفَجْرِ وَكَذَلِكَ ذَكَرَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ سَوَاءٌ فَمَا بَالُ الْقُنُوتِ اخْتَصّ بِالْفَجْرِ ؟ فَإِنْ قُلْتُمْ قُنُوتُ الْمَغْرِبِ مَنْسُوخٌ قَالَ لَكُمْ مُنَازِعُوكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ : وَكَذَلِكَ قُنُوتُ الْفَجْرِ سَوَاءٌ وَلَا تَأْتُونَ بِحُجّةٍ عَلَى نَسْخِ قُنُوتِ الْمَغْرِبِ إلّا كَانَتْ دَلِيلًا عَلَى نَسْخِ قُنُوتِ الْفَجْرِ سَوَاءٌ وَلَا يُمْكِنُكُمْ أَبَدًا أَنْ تُقِيمُوا دَلِيلًا على نَسْخِ قُنُوتِ الْمَغْرِبِ وَإِحْكَامِ قُنُوتِ الْفَجْرِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1075.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1077.htm)










إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَإِنْ قُلْتُمْ قُنُوتُ الْمَغْرِبِ كَانَ قُنُوتًا لِلنّوَازِلِ لَا قُنُوتًا رَاتِبًا قَالَ مُنَازِعُوكُمْ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ نَعَمْ كَذَلِكَ هُوَ وَكَذَلِكَ قُنُوتُ الْفَجْرِ سَوَاءٌ وَمَا الْفَرْقُ ؟ قَالُوا : وَيَدُلّ عَلَى أَنّ قُنُوتَ الْفَجْرِ كَانَ قُنُوتَ نَازِلَةٍ لَا قُنُوتًا رَاتِبًا أَنّ أَنَسًا نَفْسَهُ أَخْبَرَ بِذَلِكَ وَعُمْدَتُكُمْ فِي الْقُنُوتِ الرّاتِبِ إنّمَا هُوَ أَنَسٌ وَأَنَسٌ أَخْبَرَ أَنّهُ كَانَ قُنُوتَ نَازِلَةٍ ثُمّ تَرَكَهُ فَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَنَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى حَيّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ ثُمّ تَرَكَهُ . الثّانِي : أَنّ شَبّابَةَ رَوَى عَنْ قَيْسِ بْنِ الرّبِيعِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ قُلْنَا لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ إنّ قَوْمًا يَزْعُمُونَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ بِالْفَجْرِ قَالَ كَذَبُوا وَإِنّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَهْرًا وَاحِدًا يَدْعُو عَلَى حَيّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ وَقَيْسِ بْنِ الرّبِيعِ وَإِنْ كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ضَعّفَهُ فَقَدْ وَثّقَهُ غَيْرُهُ وَلَيْسَ بِدُونِ أَبِي جَعْفَرٍ الرّازِيّ فَكَيْفَ يَكُونُ أَبُو جَعْفَرٍ حُجّةً فِي قَوْلِهِ لَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتّى فَارَقَ الدّنْيَا .
وَقَيْسٌ لَيْسَ بِحُجّةٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْهُ أَوْ مِثْلُهُ وَاَلّذِينَ ضَعّفُوا أَبَا جَعْفَرٍ أَكْثَرُ مِنْ الّذِينَ ضَعّفُوا قَيْسًا فَإِنّمَا يُعْرَفُ تَضْعِيفُ قَيْسٍ عَنْ يَحْيَى وَذَكَرَ سَبَبَ تَضْعِيفِهِ فَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ : سَأَلْت يَحْيَى عَنْ قَيْسِ بْنِ الرّبِيعِ فَقَالَ ضَعِيفٌ لَا يُكْتَبُ حَدِيثُهُ كَانَ يُحَدّثُ بِالْحَدِيثِ عَنْ عُبَيْدَةَ وَهُوَ عِنْدَهُ عَنْ مَنْصُورٍ وَمِثْلُ هَذَا لَا يُوجِبُ رَدّ حَدِيثِ الرّاوِي لِأَنّ غَايَةَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ غَلِطَ وَوَهَمَ فِي ذِكْرِ عُبَيْدَةَ بَدَلَ مَنْصُورٍ وَمَنْ الّذِي يَسْلَمُ مِنْ هَذَا مِنْ الْمُحْدَثِينَ ؟ الثّالِثُ أَنّ أَنَسًا أَخْبَرَ أَنّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَقْنُتُونَ وَأَنّ بَدْءَ الْقُنُوتِ هُوَ قُنُوتُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ فَفِي " الصّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سَبْعِينَ رَجُلًا لِحَاجَةٍ يُقَالُ لَهُمْ الْقُرّاءُ فَعَرَضَ لَهُمْ حَيّانِ مِنْ بَنِي سُلَيْم ٍ رِعْلٍ وَذَكْوَانَ عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهُ بِئْرُ مَعُونَةَ فَقَالَ الْقَوْمُ وَاَللّهِ مَا إيّاكُمْ أَرَدْنَا وَإِنّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ فِي حَاجَةٍ لِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَتَلُوهُمْ فَدَعَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهِمْ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الْغَدَاةِ فَذَلِكَ بَدْءُ الْقُنُوتِ وَمَا كُنّا نَقْنُتُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فَهَذَا يَدُلّ عَلَى أَنّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْقُنُوتُ دَائِمًا وَقَوْلُ أَنَسٍ فَذَلِكَ بَدْءُ الْقُنُوتِ مَعَ قَوْلِهِ قَنَتَ شَهْرًا ثُمّ تَرَكَهُ دَلِيلٌ عَلَى أَنّهُ أَرَادَ بِمَا أَثْبَتَهُ مِنْ الْقُنُوتِ قُنُوتَ النّوَازِلِ وَهُوَ الّذِي وَقّتَهُ بِشَهْرٍ وَهَذَا كَمَا قَنَتَ فِي صَلَاةِ الْعَتَمَةِ شَهْرًا كَمَا فِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَنَتَ فِي صَلَاةِ الْعَتَمَةِ شَهْرًا يَقُولُ فِي قُنُوتِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ اللّهُمّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللّهُمَ أَنْجِ عَيّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللّهُمّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اللّهُمّ اُشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللّهُمّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : وَأَصْبَحَ ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَدْعُ لَهُمْ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ أَوَمَا تَرَاهُمْ قَدْ قَدِمُوا فَقُنُوتُهُ فِي الْفَجْرِ كَانَ هَكَذَا سَوَاءٌ لِأَجْلِ أَمْرٍ عَارِضٍ وَنَازِلَةٍ وَلِذَلِكَ وَقّتَهُ أَنَسٌ بِشَهْرٍ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّهُ قَنَتَ لَهُمْ أَيْضًا فِي الْفَجْرِ شَهْرًا وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ وَقَدْ تَقَدّمَ ذِكْرُ حَدِيثِ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ : قَنَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَالصّبْحِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيْرُهُ وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
وَقَدْ ذَكَرَ الطّبَرَانِيّ فِي " مُعْجَمِهِ " مِنْ حَدِيثِ مُحَمّدِ بْنِ أَنَسٍ : حَدّثَنَا مُطَرّفُ بْنُ طَرِيفٍ عَنْ أَبِي الْجَهْمِ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لَا يُصَلّي صَلَاةً مَكْتُوبَةً إلّا قَنَتَ فِيهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ الطّبَرَانِيّ : لَمْ يَرْوِهِ عَنْ مُطَرّفٍ إلّا مُحَمّدُ بْنُ أَنَسٍ . انْتَهَى .
وَهَذَا الْإِسْنَادُ وَإِنْ كَانَ لَا تَقُومُ بِهِ حُجّةٌ فَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ مِنْ جِهَةٍ الْمَعْنَى لِأَنّ الْقُنُوتَ هُوَ الدّعَاءُ وَمَعْلُومٌ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . لَمْ يُصَلّ صَلَاةً مَكْتُوبَةً إلّا دَعَا فِيهَا كَمَا تَقَدّمَ وَهَذَا هُوَ الّذِي أَرَادَهُ أَنَسٌ فِي حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ الرّازِيّ إنْ صَحّ أَنّهُ لَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ حَتّى فَارَقَ الدّنْيَا وَنَحْنُ لَا نَشُكّ وَلَا نَرْتَابُ فِي صِحّةِ ذَلِكَ وَأَنّ دُعَاءَهُ اسْتَمَرّ فِي الْفَجْرِ إلَى أَنْ فَارَقَ الدّنْيَا .
الْوَجْهُ الرّابِعُ أَنّ طُرُقَ أَحَادِيثِ أَنَسٍ تُبَيّنُ الْمُرَادَ وَيُصَدّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَلَا تَتَنَاقَضُ . وَفِي " الصّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ قَالَ سَأَلْت أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ الْقُنُوتِ فِي الصّلَاةِ ؟ فَقَالَ قَدْ كَانَ الْقُنُوتُ فَقُلْتُ كَانَ قَبْلَ الرّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ ؟ قَالَ قَبْلَهُ ؟ قُلْتُ وَإِنّ فُلَانًا أَخْبَرَنِي عَنْك أَنّك قُلْت : قَنَتَ بَعْدَهُ . قَالَ كَذَبَ إنّمَا قُلْت : قَنَتَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْدَ الرّكُوعِ شَهْرًا .
وَقَدْ ظَنّ طَائِفَةٌ أَنّ هَذَا الْحَدِيثَ مَعْلُولٌ تَفَرّدَ بِهِ عَاصِمٌ وَسَائِرُ الرّوَاةِ عَنْ أَنَسٍ خَالَفُوهُ فَقَالُوا : عَاصِمٌ ثِقَةٌ جِدّا غَيْرَ أَنّهُ خَالَفَ أَصْحَابَ أَنَسٍ فِي مَوْضِعِ الْقُنُوتَيْنِ وَالْحَافِظُ قَدْ يَهِمُ وَالْجَوَادُ قَدْ يَعْثُرُ وَحَكَوْا عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَدَ تَعْلِيلَهُ فَقَالَ الْأَثْرَمُ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ - يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ - أَيَقُولُ أَحَدٌ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَنَتَ قَبْلَ الرّكُوعِ غَيْرَ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ ؟ فَقَالَ مَا عَلِمْتُ أَحَدًا يَقُولُهُ غَيْرُهُ .
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ خَالَفَهُمْ عَاصِمٌ كُلّهُمْ هِشَامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ وَالتّيْمِيّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَنَتَ بَعْدَ الرّكُوعِ وَأَيّوبُ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ سَأَلْت أَنَسًا وَحَنْظَلَةَ السّدُوسِيّ عَنْ أَنَسٍ أَرْبَعَةَ وُجُوهٍ .
وَأَمّا عَاصِمٌ فَقَالَ قُلْت لَهُ ؟ فَقَالَ كَذَبُوا إنّمَا قَنَتَ بَعْدَ الرّكُوعِ شَهْرًا . قِيلَ لَهُ مَنْ ذَكَرَهُ عَنْ عَاصِمٍ ؟ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَغَيْرُهُ قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ وَسَائِرُ الْأَحَادِيثِ أَلَيْسَ إنّمَا هِيَ بَعْدَ الرّكُوعِ ؟ فَقَالَ بَلَى كُلّهَا عَنْ خُفَافِ بْنِ إيمَاءِ بْنِ رَحْضَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ .
قُلْت لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ فَلِمَ تُرَخّصُ إذًا فِي الْقُنُوتِ قَبْلَ الرّكُوعِ وَإِنّمَا صَحّ الْحَدِيثُ بَعْدَ الرّكُوعِ ؟ فَقَالَ الْقُنُوتُ فِي الْفَجْرِ بَعْدَ الرّكُوعِ وَفِي الْوِتْرِ يَخْتَارُ بَعْدَ الرّكُوعِ وَمَنْ قَنَتَ قَبْلَ الرّكُوعِ فَلَا بَأْسَ لِفِعْلِ أَصْحَابِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَاخْتِلَافِهِمْ فَأَمّا فِي الْفَجْرِ فَبَعْدَ الرّكُوعِ .
فَيُقَالُ مِنْ الْعَجَبِ تَعْلِيلُ هَذَا الْحَدِيثِ الصّحِيحِ الْمُتّفَقِ عَلَى صِحّتِهِ وَرَوَاهُ أَئِمّةٌ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ حُفّاظٌ وَالِاحْتِجَاجُ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ الرّازِيّ وَقَيْسِ بْنِ الرّبِيعِ وَعَمْرِو بْنِ أَيّوبَ وَعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَدِينَارٍ وَجَابِرٍ الْجُعْفِيّ وَقَلّ مَنْ تَحَمّلَ مَذْهَبًا وَانْتَصَرَ لَهُ فِي كُلّ شَيْءٍ إلّا اُضْطُرّ إلَى هَذَا الْمَسْلَكِ .
فَنَقُولُ وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ أَحَادِيثُ أَنَسٍ كُلّهَا صِحَاحٌ يُصَدّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَلَا تَتَنَاقَضُ وَالْقُنُوتُ الّذِي ذَكَرَهُ قَبْلَ الرّكُوعِ غَيْرُ الْقُنُوتِ الّذِي ذَكَرَهُ بَعْدَهُ وَاَلّذِي وَقّتَهُ غَيْرُ الّذِي أَطْلَقَهُ فَاَلّذِي ذَكَرَهُ قَبْلَ الرّكُوعِ هُوَ إطَالَةُ الْقِيَامِ لِلْقِرَاءَةِ وَهُوَ الّذِي قَالَ فِيهِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَفْضَلُ الصّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَاَلّذِي ذَكَرَهُ بَعْدَهُ هُوَ إطَالَةُ الْقِيَامِ لِلدّعَاءِ فَعَلَهُ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى قَوْمٍ وَيَدْعُو لِقَوْمٍ ثُمّ اسْتَمَرّ يُطِيلُ هَذَا الرّكْنَ لِلدّعَاءِ وَالثّنَاءِ إلَى أَنْ فَارَقَ الدّنْيَا كَمَا فِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّي لَا أَزَالُ أُصَلّي بِكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي بِنَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ وَكَانَ أَنَسٌ يَصْنَعُ شَيْئًا لَا أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ كَانَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرّكُوعِ انْتَصَبَ قَائِمًا حَتّى يَقُولَ الْقَائِلُ قَدْ نَسِيَ وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ السّجْدَةِ يَمْكُثُ حَتّى يَقُولَ الْقَائِلُ قَدْ نَسِيَ .
فَهَذَا هُوَ الْقُنُوتُ الّذِي مَا زَالَ عَلَيْهِ حَتّى فَارَقَ الدّنْيَا . وَمَعْلُومٌ أَنّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْكُتُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوُقُوفِ الطّوِيلِ بَلْ كَانَ يُثْنِي عَلَى رَبّهِ وَيُمَجّدُهُ وَيَدْعُوهُ وَهَذَا غَيْرُ الْقُنُوتِ الْمُوَقّتِ بِشَهْرٍ فَإِنّ ذَلِكَ دُعَاءٌ عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيّةَ وَبَنِي لَحْيَانَ وَدُعَاءٌ لِلْمُسْتَضْعَفِينَ الّذِينَ كَانُوا بِمَكّةَ .
وَأَمّا تَخْصِيصُ هَذَا بِالْفَجْرِ فَبِحَسَبِ سُؤَالِ السّائِلِ فَإِنّمَا سَأَلَهُ عَنْ قُنُوتِ الْفَجْرِ فَأَجَابَهُ عَمّا سَأَلَهُ عَنْهُ . وَأَيْضًا فَإِنّهُ كَانَ يُطِيلُ صَلَاةَ الْفَجْرِ دُون سَائِرِ الصّلَوَاتِ وَيَقْرَأُ فِيهَا بِالسّتّينَ إلَى الْمِائَةِ وَكَانَ كَمَا قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ : رُكُوعُهُ وَاعْتِدَالُهُ وَسُجُودُهُ وَقِيَامُهُ مُتَقَارِبًا . وَكَانَ يَظْهَرُ مِنْ تَطْوِيلِهِ بَعْدَ الرّكُوعِ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ مَا لَا يَظْهَرُ فِي سَائِرِ الصّلَوَاتِ بِذَلِكَ .
وَمَعْلُومٌ أَنّهُ كَانَ يَدْعُو رَبّهُ وَيُثْنِي عَلَيْهِ وَيُمَجّدُهُ فِي هَذَا الِاعْتِدَالِ كَمَا تَقَدّمَتْ الْأَحَادِيثُ بِذَلِكَ وَهَذَا قُنُوتٌ مِنْهُ لَا رَيْبَ فَنَحْنُ لَا نَشُكّ وَلَا نَرْتَابُ أَنّهُ لَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ حَتّى فَارَقَ الدّنْيَا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1076.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1078.htm)






إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
وَلَمّا صَارَ الْقُنُوتُ فِي لِسَانِ الْفُقَهَاءِ وَأَكْثَرِ النّاسِ هُوَ هَذَا الدّعَاءَ الْمَعْرُوفَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif إلَى آخِرِهِ وَسَمِعُوا أَنّهُ لَمْ يَزَلْ يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ حَتّى فَارَقَ الدّنْيَا وَكَذَلِكَ الْخُلَفَاءُ الرّاشِدُونَ وَغَيْرُهُمْ مِنْ الصّحَابَةِ حَمَلُوا الْقُنُوتَ فِي لَفْظِ الصّحَابَةِ عَلَى الْقُنُوتِ فِي اصْطِلَاحِهِمْ وَنَشَأَ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَمْ يَشُكّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَصْحَابَهُ كَانُوا مُدَاوِمِينَ عَلَيْهِ كُلّ غَدَاةٍ وَهَذَا هُوَ الّذِي نَازَعَهُمْ فِيهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ وَقَالُوا : لَمْ يَكُنْ هَذَا مِنْ فِعْلِهِ الرّاتِبِ بَلْ وَلَا يَثْبُتُ عَنْهُ أَنّهُ فَعَلَهُ . وَغَايَةُ مَا رُوِيَ عَنْهُ فِي هَذَا الْقُنُوتِ أَنّهُ عَلّمَهُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِي ّ كَمَا فِي " الْمُسْنَدِ " و " السّنَنِ " الْأَرْبَعِ عَنْهُ قَالَ عَلّمَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت وَتَوَلّنِي فِيمَنْ تَوَلّيْت وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْت وَقِنِي شَرّ مَا قَضَيْت فَإِنّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك إنّهُ لَا يَذِلّ مَنْ وَالَيْت تَبَارَكْتَ رَبّنَا وَتَعَالَيْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ التّرْمِذِي ّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ وَلَا نَعْرِفُ فِي الْقُنُوتِ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَحْسَنَ مِنْ هَذَا وَزَادَ الْبَيْهَقِيّ بَعْدَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَلَا يَذِلّ مَنْ وَالَيْتَ وَلَا يَعِزّ مَنْ عَادَيْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَمِمّا يَدُلّ عَلَى أَنّ مُرَادَ أَنَسٍ بِالْقُنُوتِ بَعْدَ الرّكُوعِ هُوَ الْقِيَامُ لِلدّعَاءِ وَالثّنَاءِ مَا رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ : حَدّثَنَا أَبُو هِلَالٍ حَدّثْنَا حَنْظَلَةُ إمَامُ مَسْجِدِ قَتَادَةَ قُلْت : هُوَ السّدُوسِيّ قَالَ اخْتَلَفْت أَنَا وَقَتَادَةُ فِي الْقُنُوتِ فِي صَلَاةِ الصّبْحِ فَقَالَ قَتَادَةُ قَبْلَ الرّكُوعِ وَقُلْتُ أَنَا : بَعْدَ الرّكُوعِ فَأَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَذَكَرْنَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ أَتَيْتُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ فَكَبّرَ وَرَكَعَ وَرَفَعَ رَأْسَهُ ثُمّ سَجَدَ ثُمّ قَامَ فِي الثّانِيَةِ فَكَبّرَ وَرَكَعَ ثُمّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ سَاعَةً ثُمّ وَقَعَ سَاجِدًا . وَهَذَا مِثْلُ حَدِيثِ ثَابِتٍ عَنْهُ سَوَاءٌ وَهُوَ يُبَيّنُ مُرَادَ أَنَسٍ بِالْقُنُوتِ فَإِنّهُ ذَكَرَهُ دَلِيلًا لِمَنْ قَالَ إنّهُ قَنَتَ بَعْدَ الرّكُوعِ فَهَذَا الْقِيَامُ وَالتّطْوِيلُ هُوَ كَانَ مُرَادَ أَنَسٍ فَاتّفَقَتْ أَحَادِيثُهُ كُلّهَا وَبِاَللّهِ التّوْفِيقُ .
وَأَمّا الْمَرْوِيّ عَنْ الصّحَابَةِ فَنَوْعَانِ أَحَدُهُمَا : قُنُوتٌ عِنْدَ النّوَازِلِ كَقُنُوتِ الصّدّيقِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فِي مُحَارَبَةِ الصّحَابَةِ لِمُسَيْلِمَةَ وَعِنْدَ مُحَارَبَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَكَذَلِكَ قُنُوتُ عُمَرَ وَقُنُوتُ عَلِيّ عِنْدَ مُحَارَبَتِهِ لِمُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشّامِ . الثّانِي : مُطْلَقُ مُرَادِ مَنْ حَكَاهُ عَنْهُمْ بِهِ تَطْوِيلُ هَذَا الرّكْنِ لِلدّعَاءِ وَالثّنَاءِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1077.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1079.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:50 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي سُجُودِ السّهْوِ


ثَبَتَ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكّرُونِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ سَهْوُهُ فِي الصّلَاةِ مِنْ تَمَامِ نِعْمَةِ اللّهِ عَلَى أُمّتِهِ وَإِكْمَالِ دِينِهِمْ لِيَقْتَدُوا بِهِ فِيمَا يَشْرَعُهُ لَهُمْ عِنْدَ السّهْوِ وَهَذَا مَعْنَى الْحَدِيثِ الْمُنْقَطِعِ الّذِي فِي " الْمُوَطّأِ " : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّمَا أَنْسَى أَوْ أُنَسّى لِأَسُن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
[ الْمَوَاضِعُ الّتِي سَجَدَ فِيهَا لِلسّهْوِ ]


وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَنْسَى فَيَتَرَتّبُ عَلَى سَهْوِهِ أَحْكَامٌ شَرْعِيّةٌ تَجْرِي عَلَى سَهْوِ أُمّتِهِ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقَامَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ اثْنَتَيْنِ فِي الرّبَاعِيّةِ وَلَمْ يَجْلِسْ بَيْنَهُمَا فَلَمّا قَضَى صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ السّلَامِ ثُمّ سَلّمَ فَأُخِذَ مِنْ هَذَا قَاعِدَةً أَنّ مَنْ تَرَكَ شَيْئًا مِنْ أَجْزَاءِ الصّلَاةِ الّتِي لَيْسَتْ بِأَرْكَانٍ سَهْوًا سَجَدَ لَهُ قَبْلَ السّلَامِ وَأُخِذَ مِنْ بَعْضِ طُرُقِهِ أَنّهُ إذَا تَرَكَ ذَلِكَ وَشَرَعَ فِي رُكْنٍ لَمْ يَرْجِعْ إلَى الْمَتْرُوكِ لِأَنّهُ لَمّا قَامَ سَبّحُوا فَأَشَارَ إلَيْهِمْ أَنْ قُومُوا . وَاخْتُلِفَ عَنْهُ فِي مَحَلّ هَذَا السّجُودِ فَفِي " الصّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَامَ مِنْ اثْنَتَيْنِ مِنْ الظّهْرِ وَلَمْ يَجْلِسْ بَيْنَهُمَا فَلَمّا قَضَى صَلَاتَهُ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمّ سَلّمَ بَعْدَ ذَلِكَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . وَفِي رِوَايَةٍ مُتّفَقٍ عَلَيْهَا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يُكَبّرُ فِي كُلّ سَجْدَةٍ وَهُوَ جَالِسٌ قَبْلَ أَنْ يُسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " الْمُسْنَدِ " مِنْ حَدِيثِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ الْمَسْعُودِيّ عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلَاقَةَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى بِنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَلَمّا صَلّى رَكْعَتَيْنِ قَامَ وَلَمْ يَجْلِسْ فَسَبّحَ بِهِ مَنْ خَلْفَهُ فَأَشَارَ إلَيْهِمْ أَنْ قُومُوا فَلَمّا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ سَلّمَ ثُمّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَسَلّمَ ثُمّ قَالَ هَكَذَا صَنَعَ بِنَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَصَحّحَهُ التّرْمِذِي ّ .
وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيّ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى بِنَا عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ الْجُهَنِيّ فَقَامَ وَعَلَيْهِ جُلُوسٌ فَقَالَ النّاسُ سُبْحَانَ اللّهِ سُبْحَانَ اللّهِ فَلَمْ يَجْلِسْ وَمَضَى عَلَى قِيَامِهِ فَلَمّا كَانَ فِي آخِرِ صَلَاتِهِ سَجَدَ سَجْدَتَيْ السّهْوِ وَهُوَ جَالِسٌ فَلَمّا سَلّمَ قَالَ إنّي سَمِعْتُكُمْ آنِفًا تَقُولُونَ سُبْحَانَ اللّهِ لَكَيْمَا أَجْلِسَ لَكِنّ السّنّةَ الّذِي صَنَعْتُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَحَدِيثُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ أَوْلَى لِثَلَاثَةِ وُجُوهٍ . أَحَدُهَا : أَنّهُ أَصَحّ مِنْ حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ .
الثّانِي : أَنّهُ أَصْرَحُ مِنْهُ فَإِنّ قَوْلَ الْمُغِيرَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَهَكَذَا صَنَعَ بِنَا رَسُولُ اللّهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَجُوزُ أَنْ يُرْجَعَ إلَى جَمِيعِ مَا فَعَلَ الْمُغِيرَةِ وَيَكُونُ قَدْ سَجَدَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي هَذَا السّهْوِ مَرّةً قَبْلَ السّلَامِ وَمَرّةً بَعْدَهُ فَحَكَى ابْنُ بُحَيْنَةَ مَا شَاهَدَهُ وَحَكَى الْمُغِيرَةُ مَا شَاهَدَهُ فَيَكُونُ كِلَا الْأَمْرَيْنِ جَائِزًا وَيَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ الْمُغِيرَةُ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَامَ وَلَمْ يَرْجِعْ ثُمّ سَجَدَ لِلسّهْوِ .
الثّالِثُ أَنّ الْمُغِيرَةَ لَعَلّهُ نَسِيَ السّجُودَ قَبْلَ السّلَامِ وَسَجَدَهُ بَعْدَهُ وَهَذِهِ صِفَةُ السّهْوِ وَهَذَا لَا يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ فِي السّجُودِ قَبْلَ السّلَامِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .

فَصْلٌ

وَسَلّمَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَسَلّمَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ فِي إحْدَى صَلَاتَيْ الْعَشِيّ إمّا الظّهْرُ وَإِمّا الْعَصْرُ ثُمّ تَكَلّمَ ثُمّ أَتَمّهَا ثُمّ سَلّمَ ثُمّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ السّلَامِ وَالْكَلَامِ يُكَبّرُ حِينَ يَسْجُدُ ثُمّ يُكَبّرُ حِينَ يَرْفَعُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذَكَرَ أَبُو دَاوُد وَالتّرْمِذِيّ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى بِهِمْ فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمّ تَشَهّدَ ثُمّ سَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ التّرْمِذِيّ : حَسَنٌ غَرِيبٌ .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَصَلّى يَوْمًا فَسَلّمَ وَانْصَرَفَ وَقَدْ بَقِيَ مِنْ الصّلَاةِ رَكْعَةٌ فَأَدْرَكَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللّهِ فَقَالَ نَسِيت مِنْ الصّلَاةِ رَكْعَةً فَرَجَعَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَأَمَرَ بِلَالًا فَأَقَامَ الصّلَاةَ فَصَلّى لِلنّاسِ رَكْعَةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ . http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَصَلّى الظّهْرَ خَمْسًا فَقِيلَ لَهُ زِيدَ فِي الصّلَاةِ ؟ قَالَ وَمَا ذَاكَ ؟ قَالُوا : صَلّيْتَ خَمْسًا فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَمَا سَلّم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif مُتّفَقٌ عَلَيْهِ . http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَصَلّى الْعَصْرَ ثَلَاثًا ثُمّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَذَكَرَهُ النّاسُ فَخَرَجَ فَصَلّى بِهِمْ رَكْعَةً ثُمّ سَلّمَ ثُمّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ ثُمّ سَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذَا مَجْمُوعُ مَا حُفِظَ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ سَهْوِهِ فِي الصّلَاةِ وَهُوَ خَمْسَةُ مَوَاضِعَ وَقَدْ تَضَمّنَ سُجُودُهُ فِي بَعْضِهِ قَبْلَ السّلَامِ وَفِي بَعْضِهِ بَعْدَهُ . فَقَالَ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ كُلّهُ قَبْلَ السّلَامِ .
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة َ رَحِمَهُ اللّهُ كُلّهُ بَعْدَ السّلَامِ . وَقَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللّهُ كُلّ سَهْوٍ كَانَ نُقْصَانًا فِي الصّلَاةِ فَإِنّ سُجُودَهُ قَبْلَ السّلَامِ وَكُلّ سَهْوٍ كَانَ زِيَادَةً فِي الصّلَاةِ فَإِنّ سُجُودَهُ بَعْدَ السّلَامِ وَإِذَا اجْتَمَعَ سَهْوَانِ زِيَادَةٌ وَنُقْصَانٌ فَالسّجُودُ لَهُمَا قَبْلَ السّلَامِ . قَالَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَرّ : هَذَا مَذْهَبُهُ لَا خِلَافَ عَنْهُ فِيهِ وَلَوْ سَجَدَ أَحَدٌ عِنْدَهُ لِسَهْوِهِ بِخِلَافِ ذَلِكَ فَجَعَلَ السّجُودَ كُلّهُ بَعْدَ السّلَامِ أَوْ كُلّهُ قَبْلَ السّلَامِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ شَيْءٌ لِأَنّهُ عِنْدَهُ مِنْ بَابِ قَضَاءِ الْقَاضِي بِاجْتِهَادِهِ لِاخْتِلَافِ الْآثَارِ الْمَرْفُوعَةِ وَالسّلَفِ مِنْ هَذِهِ الْأُمّةِ فِي ذَلِكَ .
وَأَمّا الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ فَقَالَ الْأَثْرَمُ : سَمِعْت أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَسْأَلُ عَنْ سُجُودِ السّهْوِ قَبْلَ السّلَامِ أَمْ بَعْدَهُ ؟ فَقَالَ فِي مَوَاضِعَ قَبْلَ السّلَامِ وَفِي مَوَاضِعَ بَعْدَهُ كَمَا صَنَعَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حِينَ سَلّمَ مِنْ اثْنَتَيْنِ ثُمّ سَجَدَ بَعْدَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة َ فِي قِصّةِ ذِي الْيَدَيْنِ .
وَمَنْ سَلّمَ مِنْ ثَلَاثٍ سَجَدَ أَيْضًا بَعْدَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ . وَفِي التّحَرّي يَسْجُدُ بَعْدَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَفِي الْقِيَامِ مِنْ اثْنَتَيْنِ يَسْجُدُ قَبْلَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ بُحَيْنَةَ وَفِي الشّكّ يَبْنِي عَلَى الْيَقِينِ وَيَسْجُدُ قَبْلَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ وَحَدِيثِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ .
قَالَ الْأَثْرَمُ : فَقُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَمَا كَانَ سِوَى هَذِهِ الْمَوَاضِعِ ؟ قَالَ يَسْجُدُ فِيهَا كُلّهَا قَبْلَ السّلَامِ لِأَنّهُ يُتِمّ مَا نَقَصَ مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ وَلَوْلَا مَا رُوِيَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَرَأَيْتُ السّجُودَ كُلّهُ قَبْلَ السّلَامِ لِأَنّهُ مِنْ شَأْنِ الصّلَاةِ فَيَقْضِيهِ قَبْلَ السّلَامِ وَلَكِنْ أَقُولُ كُلّ مَا رُوِيَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ سَجَدَ فِيهِ بَعْدَ السّلَامِ فَإِنّهُ يَسْجُدُ فِيهِ بَعْدَ السّلَامِ وَسَائِرِ السّهْوِ يَسْجُدُ فِيهِ قَبْلَ السّلَامِ . وَقَالَ دَاوُد بْنُ عَلِيّ : لَا يَسْجُدُ أَحَدٌ لِلسّهْوِ إلّا فِي الْخَمْسَةِ الْمَوَاضِعِ الّتِي سَجَدَ فِيهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . انْتَهَى .
وَأَمّا الشّكّ فَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَلْ أَمَرَ فِيهِ بِالْبِنَاءِ عَلَى الْيَقِينِ وَإِسْقَاطِ الشّكّ وَالسّجُودِ قَبْلَ السّلَامِ . فَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ الشّكّ عَلَى وَجْهَيْنِ الْيَقِينُ وَالتّحَرّي فَمَنْ رَجَعَ إلَى الْيَقِينِ أَلْغَى الشّكّ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْ السّهْوِ قَبْلَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ وَإِذَا رَجَعَ إلَى التّحَرّي وَهُوَ أَكْثَرُ الْوَهْمِ سَجَدَ سَجْدَتَيْ السّهْوِ بَعْدَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ الّذِي يَرْوِيهِ مَنْصُورٌ . انْتَهَى .
وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ فَهُوَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا شَكّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلّى أَثَلَاثَا أَمْ أَرْبَعًا فَلْيَطْرَحْ الشّكّ وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ ثُمّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَأَمّا حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ فَهُوَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا شَكّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَتَحَرّ الصّوَابَ ثُمّ لِيَسْجُدْ سَجْدَتَيْن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif مُتّفَقٌ عَلَيْهِمَا .
وَفِي لَفْظِ " الصّحِيحَيْنِ " : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif تُمّ يُسَلّمُ ثُمّ يَسْجُدَ سَجْدَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا هُوَ الّذِي قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَإِذَا رَجَعَ إلَى التّحَرّي سَجَدَ بَعْدَ السّلَامِ . وَالْفَرْقُ عِنْدَهُ بَيْنَ التّحَرّي وَالْيَقِينِ أَنّ الْمُصَلّيَ إذَا كَانَ إمَامًا بَنَى عَلَى غَالِبِ ظَنّهِ وَأَكْثَرِ وَهْمِهِ وَهَذَا هُوَ التّحَرّي فَيَسْجُدُ لَهُ بَعْدَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَإِنْ كَانَ مُنْفَرِدًا بَنَى عَلَى الْيَقِينِ وَسَجَدَ قَبْلَ السّلَامِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ وَهَذِهِ طَرِيقَةُ أَكْثَرِ أَصْحَابِهِ فِي تَحْصِيلِ ظَاهِرِ مَذْهَبِهِ .
وَعَنْهُ رِوَايَتَانِ أُخْرَيَانِ إحْدَاهُمَا : أَنّهُ يَبْنِي عَلَى الْيَقِينِ مُطْلَقًا وَهُوَ مَذْهَبُ الشّافِعِيّ وَمَالِكٍ وَالْأُخْرَى : عَلَى غَالِبِ ظَنّهِ مُطْلَقًا وَظَاهِرُ نُصُوصِهِ إنّمَا يَدُلّ عَلَى الْفَرْقِ بَيْنَ الشّكّ وَبَيْنَ الظّنّ الْغَالِبِ الْقَوِيّ فَمَعَ الشّكّ يَبْنِي عَلَى الْيَقِينِ وَمَعَ أَكْثَرِ الْوَهْمِ أَوْ الظّنّ الْغَالِبِ يَتَحَرّى وَعَلَى هَذَا مَدَارُ أَجْوِبَتِهِ . وَعَلَى الْحَالَيْنِ حَمْلُ الْحَدِيثَيْنِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللّهُ فِي الشّكّ إذَا كَانَ أَوّلَ مَا عَرَضَ لَهُ اسْتَأْنَفَ الصّلَاةَ فَإِنْ عَرَضَ لَهُ كَثِيرًا فَإِنْ كَانَ لَهُ ظَنّ غَالِبٌ بَنَى عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ظَنّ بَنَى عَلَى الْيَقِينِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1078.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1080.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:50 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ <A id="الكلمات المفتاحية" name="لم يكن من هديه تغميض عينيه في الصلاة226">لَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ تَغْمِيضُ عَيْنَيْهِ فِي الصّلَاةِ


وَلَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تَغْمِيضُ عَيْنَيْهِ فِي الصّلَاةِ وَقَدْ تَقَدّمَ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ فِي التّشَهّدِ يُومِئُ بِبَصَرِهِ إلَى أُصْبُعِهِ فِي الدّعَاءِ وَلَا يُجَاوِزُ بَصَرُهُ إشَارَتَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذَكَرَ الْبُخَارِيّ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا فَقَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَمِيطِي عَنّي قِرَامَكِ هَذَا فَإِنّهُ لَا تَزَالَ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلَاتِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَوْ كَانَ يُغْمِضُ عَيْنَيْهِ فِي صَلَاتِهِ لَمَا عَرَضَتْ لَهُ فِي صَلَاتِهِ .
وَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَظَرٌ لِأَنّ الّذِي كَانَ يَعْرِضُ لَهُ فِي صَلَاتِهِ هَلْ تَذَكّرُ تِلْكَ التّصَاوِيرِ بَعْدَ رُؤْيَتِهَا أَوْ نَفْسِ رُؤْيَتِهَا ؟ هَذَا مُحْتَمَلٌ وَهَذَا مُحْتَمَلٌ وَأَبْيَنُ دَلَالَةً مِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ فَنَظَرَ إلَى أَعْلَامِهَا نَظْرَةً فَلَمّا انْصَرَفَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِإِنْبِجَانِيّةِ أَبِي جَهْمٍ فَإِنّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلَاتِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا أَيْضًا مَا فِيهِ إذْ غَايَتُهُ أَنّهُ حَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ إلَيْهَا فَشَغَلَتْهُ تِلْكَ الِالْتِفَاتَةُ وَلَا يَدُلّ حَدِيثُ الْتِفَاتِهِ إلَى الشّعْبِ لَمّا أَرْسَلَ إلَيْهِ الْفَارِسَ طَلِيعَةً لِأَنّ ذَلِكَ النّظَرَ وَالِالْتِفَاتَ مِنْهُ كَانَ لِلْحَاجَةِ لِاهْتِمَامِهِ بِأُمُورِ الْجَيْشِ وَقَدْ يَدُلّ عَلَى ذَلِكَ مَدّ يَدِهِ فِي صَلَاةِ الْكُسُوفِ لِيَتَنَاوَلَ الْعُنْقُودَ لَمّا رَأَى الْجَنّةَ وَكَذَلِكَ رُؤْيَتُهُ النّارَ وَصَاحِبَةَ الْهِرّةِ فِيهَا وَصَاحِبَ الْمِحْجَنِ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ مُدَافَعَتِهِ لِلْبَهِيمَةِ الّتِي أَرَادَتْ أَنْ تَمُرّ بَيْنَ يَدَيْهِ وَرَدّهُ الْغُلَامَ وَالْجَارِيَةَ وَحَجْزُهُ بَيْنَ الْجَارِيَتَيْنِ وَكَذَلِكَ أَحَادِيثُ رَدّ السّلَامِ بِالْإِشَارَةِ عَلَى مَنْ سَلّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي الصّلَاةِ فَإِنّهُ إنّمَا كَانَ يُشِيرُ إلَى مَنْ يَرَاهُ وَكَذَلِكَ حَدِيثُ تَعَرّضِ الشّيْطَانِ لَهُ فَأَخَذَهُ فَخَنَقَهُ وَكَانَ ذَلِكَ رُؤْيَةَ عَيْنٍ فَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَغَيْرُهَا يُسْتَفَادُ مِنْ مَجْمُوعِهَا الْعِلْمُ بِأَنّهُ لَمْ يَكُنْ يُغْمِضُ عَيْنَيْهِ فِي الصّلَاةِ .
وَقَدْ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي كَرَاهَتِهِ فَكَرِهَهُ الْإِمَامُ أَحْمَد ُ وَغَيْرُهُ وَقَالُوا : هُوَ فِعْلُ الْيَهُودِ وَأَبَاحَهُ جَمَاعَةٌ وَلَمْ يُكَرّهُوهُ وَقَالُوا : قَدْ يَكُونُ أَقْرَبَ إلَى تَحْصِيلِ الْخُشُوعِ الّذِي هُوَ رُوحُ الصّلَاةِ وَسِرّهَا وَمَقْصُودُهَا . وَالصّوَابُ أَنْ يُقَالَ إنْ كَانَ تَفْتِيحُ الْعَيْنِ لَا يُخِلّ بِالْخُشُوعِ فَهُوَ أَفَضْلُ وَإِنْ كَانَ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخُشُوعِ لِمَا فِي قِبْلَتِهِ مِنْ الزّخْرَفَةِ وَالتّزْوِيقِ أَوْ غَيْرِهِ مِمّا يُشَوّشُ عَلَيْهِ قَلْبَهُ فَهُنَالِكَ لَا يُكْرَهُ التّغْمِيضُ قَطْعًا وَالْقَوْلُ بِاسْتِحْبَابِهِ فِي هَذَا الْحَالِ أَقْرَبُ إلَى أُصُولِ الشّرْعِ وَمَقَاصِدِهِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْكَرَاهَةِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1079.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1081.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:55 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِيمَا كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُهُ بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ الصّلَاةِ


وَجُلُوسِهِ بَعْدَهَا وَسُرْعَةِ الِانْتِقَالِ مِنْهَا وَمَا شَرَعَهُ لِأُمّتِهِ مِنْ الْأَذْكَارِ وَالْقِرَاءَةِ بَعْدَهَا كَانَ إذَا سَلّمَ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ أَنْتَ السّلَامُ وَمِنْكَ السّلَامُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَمْ يَمْكُثْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ إلّا مِقْدَارَ مَا يَقُولُ ذَلِكَ بَلْ يُسْرِعُ الِانْتِقَالَ إلَى الْمَأْمُومِينَ . وَكَانَ يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ أَنَسٌ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَكْثَرُ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَنْصَرِفُ عَنْ يَمِينِه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَالْأَوّلُ فِي " الصّحِيحَيْنِ " . وَالثّانِي فِي " مُسْلِمٍ "
وَقَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرٍو : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَنْفَتِلُ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ فِي الصّلَاة . ثُمّ كَانَ يُقْبِلُ عَلَى الْمَأْمُومِينَ بِوَجْهِهِ وَلَا يَخُصّ نَاحِيَةً مِنْهُمْ دُونَ نَاحِيَةٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَكَانَ إذَا صَلّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلّاهُ حَتّى تَطْلُعَ الشّمْسُ . وَكَانَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ " لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ اللّهُمّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدّ مِنْكَ الْجَدّ " . وَكَانَ يَقُولُ " لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِاَللّهِ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَلَا نَعْبُدُ إلّا إيّاهُ لَهُ النّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثّنَاءُ الْحَسَنُ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذَكَرَ أَبُو دَاوُد عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ إذَا سَلّمَ مِنْ الصّلَاةِ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اغْفِرْ لِي مَا قَدّمْت وَمَا أَخّرْت وَمَا أَسَرَرْت وَمَا أَعْلَنْت وَمَا أَسْرَفْت وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي أَنْتَ الْمُقَدّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخّرُ لَا إلَهَ إلّا أَنْت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
هَذِهِ قِطْعَةٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيّ الطّوِيلِ الّذِي رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي اسْتِفْتَاحِهِ عَلَيْهِ الصّلَاةُ وَالسّلَامُ وَمَا كَانَ يَقُولُهُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ . وَلِمُسْلِمٍ فِيهِ لَفْظَانِ . أَحَدُهُمَا : أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَقُولُهُ بَيْنَ التّشَهّدِ وَالتّسْلِيمِ وَهَذَا هُوَ الصّوَابُ . وَالثّانِي : كَانَ يَقُولُهُ بَعْدَ السّلَامِ وَلَعَلّهُ كَانَ يَقُولُهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَذَكَرَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ رَبّنَا وَرَبّ كُلّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ أَنَا شَهِيدٌ أَنّكَ الرّبّ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَك اللّهُمّ رَبّنَا وَرَبّ كُلّ شَيْءٍ أَنَا شَهِيدٌ أَنّ مُحَمّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُك اللّهُمّ رَبّنَا وَرَبّ كُلّ شَيْءٍ ؟ أَنَا شَهِيدٌ أَنّ الْعِبَادَ كُلّهُمْ إخْوَةٌ اللّهُمّ رَبّنَا وَرَبّ كُلّ شَيْءٍ اجْعَلْنِي مُخْلِصًا لَكَ وَأَهْلِي فِي كُلّ سَاعَةٍ مِنْ الدّنْيَا وَالْآخِرَةِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ اسْمَعْ وَاسْتَجِبْ اللّهُ أَكْبَرُ الْأَكْبَرُ اللّهُ نُورُ السّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ اللّهُ أَكْبَرُ الْأَكْبَرُ حَسْبِي اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ اللّهُ أَكْبَرُ الْأَكْبَر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ أَبُو دَاوُد .
وَنَدَبَ أُمّتَهُ إلَى أَنْ يَقُولُوا فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَ اللّهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَالْحَمْدُ لِلّهِ كَذَلِكَ وَاَللّهُ أَكْبَرُ كَذَلِكَ وَتَمَامُ الْمِائَةِ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي صِفَةٍ أُخْرَى : التّكْبِيرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَتَتِمّ بِهِ الْمِائَةَ .
وَفِي صِفَةٍ أُخْرَى : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خَمْسًا وَعِشْرِينَ تَسْبِيحَةً وَمِثْلُهَا تَحْمِيدَةً وَمِثْلُهَا تَكْبِيرَةً وَمِثْلُهَا لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِير http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي صِفَةٍ أُخْرَى : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عَشْرَ تَسْبِيحَاتٍ وَعَشْرَ تَحْمِيدَاتٍ وَعَشْرَ تَكْبِيرَاتٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي صِفَةٍ أُخْرَى : " إحْدَى عَشْرَة " كَمَا فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " فِي بَعْضِ رِوَايَاتِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَيُسَبّحُونَ وَيَحْمَدُونَ وَيُكَبّرُونَ دُبُرَ كُلّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ إحْدَى عَشْرَةَ وَإِحْدَى عَشْرَةَ وَإِحْدَى عَشْرَةَ فَذَلِكَ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَاَلّذِي يَظْهَرُ فِي هَذِهِ الصّفَةِ أَنّهَا مِنْ تَصَرّفِ بَعْضِ الرّوَاةِ وَتَفْسِيرِهِ لِأَنّ لَفْظَ الْحَدِيثِ
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يُسَبّحُونَ وَيَحْمَدُونَ وَيُكَبّرُونَ دُبُرَ كُلّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَإِنّمَا مُرَادُهُ بِهَذَا أَنْ يَكُونَ الثّلَاثُ وَالثّلَاثُونَ فِي كُلّ وَاحِدَةٍ مِنْ كَلِمَاتِ التّسْبِيحِ وَالتّحْمِيدِ وَالتّكْبِيرِ أَيْ قُولُوا : " سُبْحَانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ " لِأَنّ رَاوِيَ الْحَدِيثِ سُمَيّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السّمّانِ وَبِذَلِكَ فَسّرَهُ أَبُو صَالِحٍ قَالَ " قُولُوا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَاَللّهُ أَكْبَرُ حَتّى يَكُونَ مِنْهُنّ كُلّهِنّ ثَلَاثٌ وَثَلَاثُون http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَأَمّا تَخْصِيصُهُ بِإِحْدَى عَشْرَةَ فَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْأَذْكَارِ بِخِلَافِ الْمِائَةِ فَإِنّ لَهَا نَظَائِرَ وَالْعَشْرُ لَهَا نَظَائِرُ أَيْضًا كَمَا فِي السّنَنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ قَالَ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَهُوَ ثَانٍ رِجْلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلّمَ لَا إلَهَ إلَا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرّاتٍ كُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَ عَنْهُ عَشْرُ سَيّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ كُلّهُ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلّ مَكْرُوهٍ وَحُرِسَ مِنْ الشّيْطَانِ وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إلّا الشّرْكَ بِاَللّهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ التّرْمِذِيّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَفِي " مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَد َ " مِنْ حَدِيثِ أُمّ سَلَمَةَ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عَلّمَ ابْنَتَهُ فَاطِمَةَ لَمّا جَاءَتْ تَسْأَلُهُ الْخَادِمَ فَأَمَرَهَا : أَنْ تُسَبّحَ اللّهَ عِنْدَ النّوْمِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتَحْمَدَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَتُكَبّرَهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَإِذَا صَلّتْ الصّبْحَ أَنْ تَقُولَ " لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرّاتٍ وَبَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ عَشْرَ مَرّاتٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " صَحِيحِ ابْنِ حِبّانَ " عَنْ أَبِي أَيّوبٍ الْأَنْصَارِي ّ يَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ قَالَ إذَا أَصْبَحَ لَا إلَهَ إلّا اللّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرّاتٍ كُتِبَ لَهُ بِهِنّ عَشْرُ حَسَنَاتٍ وَمُحِيَ عَنْهُ بِهِنّ عَشْرُ سَيّئَاتٍ وَرُفِعَ لَهُ بِهِنّ عَشْرُ دَرَجَاتٍ وَكُنّ لَهُ عِدْلَ عَتَاقَةِ أَرْبَعِ رِقَابٍ وَكُنّ لَهُ حَرَسًا مِنْ الشّيْطَانِ حَتّى يُمْسِي وَمَنْ قَالَهُنّ إذَا صَلّى الْمَغْرِبَ دُبُرَ صَلَاتِهِ فَمِثْلُ ذَلِكَ حَتّى يُصْبِحَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَدْ تَقَدّمَ قَوْلُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الِاسْتِفْتَاحِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُ أَكْبَرُ عَشْرًا وَالْحَمْدُ للّهِ عَشْرًا وَسُبْحَانَ اللّهِ عَشْرًا وَلَا إلَهَ إلّا اللّهُ عَشْرًا وَيَسْتَغْفِرُ اللّهَ عَشْرًا وَيَقُولُ اللّهُمّ اغْفِرْ لِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي عَشْرًا وَيَتَعَوّذُ مِنْ ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَشْرًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَالْعَشْرُ فِي الْأَذْكَارِ وَالدّعَوَاتِ كَثِيرَةٌ . وَأَمّا الْإِحْدَى عَشْرَةَ فَلَمْ يَجِئْ ذِكْرُهَا فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ الْبَتّةَ إلّا فِي بَعْضِ طُرُقِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الْمُتَقَدّمِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو حَاتِمٍ فِي " صَحِيحِهِ " أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ صَلَاتِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الّذِي جَعَلْتَهُ عِصْمَةَ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الّتِي جَعَلْتَ فِيهَا مَعَاشِي اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِك وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ نِقْمَتِك وَأَعُوذُ بِكَ مِنْك لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْت وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدّ مِنْكَ الْجَدّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي " مُسْتَدْرَكِهِ " عَنْ أَبِي أَيّوبَ أَنّهُ قَالَ مَا صَلّيْتُ وَرَاءَ نَبِيّكُمْ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إلّا سَمِعْتُهُ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاتِهِ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَذُنُوبِي كُلّهَا اللّهُمّ أَنْعِمْنِي وَأَحْيِنِي وَارْزُقْنِي وَاهْدِنِي لِصَالِحِ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ إنّهُ لَا يَهْدِي لِصَالِحِهَا إلّا أَنْتَ وَلَا يَصْرِفُ عَنْ سَيّئِهَا إلّا أَنْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذَكَرَ ابْنُ حِبّانَ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ الْحَارِثِ بْنِ مُسْلِمٍ التّمِيمِيّ قَالَ قَالَ لِي النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا صَلّيْتَ الصّبْحَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلّمَ : اللّهُمّ أَجِرْنِي مِنْ النّارِ سَبْعَ مَرّاتٍ فَإِنّكَ إنْ مُتّ مِنْ يَوْمِك كَتَبَ اللّهُ لَكَ جَوَارًا مِنْ النّارِ وَإِذَا صَلّيْتَ الْمَغْرِبَ فَقُلْ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلّمَ اللّهُمّ أَجِرْنِي مِنْ النّارِ سَبْعَ مَرّاتٍ ؟ فَإِنّكَ إنْ مُتّ مِنْ لَيْلَتِكَ كَتَبَ اللّهُ لَكَ جِوَارًا مِنْ النّارِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَدْ ذَكَرَ النّسَائِيّ فِي " السّنَنِ الْكَبِيرِ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيّ فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنّةِ إلّا أَنْ يَمُوتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا الْحَدِيثُ تَفَرّدَ بِهِ مُحَمّدُ بْنُ حِمْيَرَ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ زِيَادٍ الْأَلْهَاَنِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وَرَوَاهُ النّسَائِيّ عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ بِشْرٍ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ حِمْيَرَ
وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ النّاسِ مَنْ يُصَحّحُهُ وَيَقُولُ الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرٍ قَدْ قَالَ فِيهِ النّسَائِيّ : لَا بَأْسَ بِهِ وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ ثِقَةٌ . وَأَمّا الْمُحَمّدَانِ فَاحْتَجّ بِهِمَا الْبُخَارِيّ فِي " صَحِيحِهِ " قَالُوا : فَالْحَدِيثُ عَلَى رَسْمِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ هُوَ مَوْضُوعٌ وَأَدْخَلَهُ أَبُو الْفَرَجِ ابْنُ الْجَوْزِي ّ فِي كِتَابِهِ فِي الْمَوْضُوعَات ِ وَتَعَلّقَ عَلَى مُحَمّدِ بْنِ حِمْيَرَ وَأَنّ أَبَا حَاتِمٍ الرّازِيّ قَالَ لَا يُحْتَجّ بِهِ وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ : لَيْسَ بِقَوِيّ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ بَعْضُ الْحُفّاظِ وَوَثّقُوا مُحَمّدًا وَقَالَ هُوَ أَجَلّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَقَدْ احْتَجّ بِهِ أَجَلّ مِنْ صِنْفٍ فِي الْحَدِيثِ الصّحِيحِ وَهُوَ الْبُخَارِيّ وَوَثّقَهُ أَشَدّ النّاسِ مَقَالَةً فِي الرّجَالِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ وَقَدْ رَوَاهُ الطّبَرَانِيّ فِي " مُعْجَمِهِ " أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيّ فِي دُبُرِ الصّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ كَانَ فِي ذِمّةِ اللّهِ إلَى الصّلَاةِ الْأُخْرَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَعَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللّهِ بْن عُمَرَ وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَفِيهَا كُلّهَا ضَعْفٌ وَلَكِنْ إذَا انْضَمّ بَعْضُهَا إلَى بَعْضٍ مَعَ تَبَايُنِ طُرُقِهَا وَاخْتِلَافِ مَخَارِجِهَا دَلّتْ عَلَى أَنّ الْحَدِيثَ لَهُ أَصْلٌ وَلَيْسَ بِمَوْضُوعٍ .
وَبَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا أَبِي الْعَبّاسِ ابْنِ تَيْمِيّةَ قَدّسَ اللّهُ رُوحَهُ أَنّهُ قَالَ مَا تَرَكْتُهَا عَقِيبَ كُلّ صَلَاةٍ . وَفِي الْمُسْنَدِ وَالسّنَنِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَمَرَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنْ أَقْرَأَ بِالْمُعَوّذَاتِ فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ " . وَرَوَاهُ أَبُو حَاتِمٍ ابْنُ حِبّانَ فِي " صَحِيحِهِ " وَالْحَاكِمُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " وَقَالَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ . وَلَفْظُ التّرْمِذِيّ " بِالْمُعَوّذَتَيْنِ " .
وَفِي " مُعْجَمِ الطّبَرَانِيّ " و " مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى الْمَوْصِلِيّ " مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ نَبْهَانَ وَقَدْ تُكُلّمَ فِيهِ عَنْ جَابِرٍ يَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ثَلَاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنّ مَعَ الْإِيمَانِ دَخَلَ مِنْ أَيّ أَبْوَابِ الْجَنّةِ شَاءَ وَزُوّجَ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءَ مَنْ عَفَا عَنْ قَاتِلِهِ وَأَدّى دَيْنًا خَفِيّا وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ عَشْرَ مَرّاتٍ قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ " أَوْ إحْدَاهُنّ يَا رَسُولَ اللّهِ " : قَالَ " أَوْ إحْدَاهُنّ " .
وَأَوْصَى مُعَاذًا أَنْ يَقُولَ فِي دُبُرِ كُلّ صَلَاةٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ أَعِنّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَدُبُرُ الصّلَاةِ يَحْتَمِلُ قَبْلَ السّلَامِ وَبَعْدَهُ وَكَانَ شَيْخُنَا يُرَجّحُ أَنْ يَكُونَ قَبْلَ السّلَامِ فَرَاجَعْته فيه ، فقال : دُبُرُ كُلّ شَيْءٍ منه ، كَدُبُرِ الْحَيَوَانِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1080.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1082.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:56 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [السّتْرَةُ فِي الصّلَاةِ ]


وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا صَلّى إلَى الْجِدَارِ جَعَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ قَدْرَ مَمَرّ الشّاةِ وَلَمْ يَكُنْ يَتَبَاعَدُ مِنْهُ بَلْ أَمَرَ بِالْقُرْبِ مِنْ السّتْرَةِ وَكَانَ إذَا صَلّى إلَى عُودٍ أَوْ عَمُودٍ أَوْ شَجَرَةٍ جَعَلَهُ عَلَى حَاجِبِهِ الْأَيْمَنِ أَوْ الْأَيْسَرِ وَلَمْ يَصْمُدْ لَهُ صَمْدًا وَكَانَ يُرَكّزُ الْحَرْبَةَ فِي السّفَرِ وَالْبَرّيّةِ فَيُصَلّي إلَيْهَا فَتَكُونُ سُتْرَتُهُ وَكَانَ يُعَرّضُ رَاحِلَتَهُ فَيُصَلّي إلَيْهَا وَكَانَ يَأْخُذُ الرّحْلَ فَيَعْدِلُهُ فَيُصَلّي إلَى آخِرَتِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَأَمَرَ الْمُصَلّيَ أَنْ يَسْتَتِرَ وَلَوْ بِسَهْمٍ أَوْ عَصًا فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَخُطّ خَطّا فِي الْأَرْض http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَ أَبُو دَاوُد : سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ الْخَطّ عَرْضًا مِثْلُ الْهِلَالِ . وَقَالَ عَبْدُ اللّهِ الْخَطّ بِالطّولِ وَأَمّا الْعَصَا فَتُنْصَبُ نَصْبًا فَإِنْ لَمْ يَكُنْ سُتْرَةٌ فَإِنّهُ صَحّ عَنْهُ أَنّهُ يَقْطَعُ صَلَاتَهُ " الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ وَالْكَلْبُ الْأَسْوَدُ " .
وَثَبَتَ ذَلِكَ عَنْهُ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرّ وَأَبِي هُرَيْرَة َ وَابْنِ عَبّاسٍ وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ مُغَفّلٍ . وَمُعَارِضُ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ قِسْمَانِ صَحِيحٌ غَيْرُ صَرِيحٍ وَصَرِيحٌ غَيْرُ صَحِيحٍ فَلَا يُتْرَكُ الْعَمَلُ بِهَا لِمُعَارِضٍ هَذَا شَأْنُهُ . وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي وَعَائِشَةُ رَضِيَ اللّه عَنْهَا نَائِمَةٌ فِي قِبْلَتِه . وَكَأَنّ ذَلِكَ لَيْسَ كَالْمَارّ فَإِنّ الرّجُلَ مُحَرّمٌ عَلَيْهِ الْمُرُورُ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلّي وَلَا يُكْرَهُ لَهُ أَنْ يَكُونَ لَابِثًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهَكَذَا الْمَرْأَةُ يَقْطَعُ مُرُورُهَا الصّلَاةَ دُونَ لُبْثِهَا وَاَللّهُ أَعْلَمُ
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1081.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1083.htm)

قيـس
10-04-2010, 05:59 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي السّنَنِ الرّوَاتِبِ


كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُحَافِظُ عَلَى عَشْرِ رَكَعَاتٍ فِي الْحَضَرِ دَائِمًا وَهِيَ الّتِي قَالَ فِيهَا ابْنُ عُمَر َ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif حَفِظْتُ مِنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصّبْح ِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذِهِ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهَا فِي الْحَضَرِ أَبَدًا وَلَمّا فَاتَتْهُ الرّكْعَتَانِ بَعْدَ الظّهْرِ قَضَاهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ وَدَاوَمَ عَلَيْهِمَا لِأَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ إذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ وَقَضَاءُ السّنَنِ الرّوَاتِبِ فِي أَوْقَاتِ النّهْيِ عَامّ لَهُ وَلِأُمّتِهِ وَأَمّا الْمُدَاوَمَةُ عَلَى تِلْكَ الرّكْعَتَيْنِ فِي وَقْتِ النّهْيِ فَمُخْتَصّ بِهِ كَمَا سَيَأْتِي تَقْرِيرُ ذَلِكَ فِي ذِكْرِ خَصَائِصِهِ إنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى .
وَكَانَ يُصَلّي أَحْيَانًا قَبْلَ الظّهْرِ أَرْبَعًا كَمَا فِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيّ " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لَا يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَإِمّا أَنْ يُقَالَ إنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ إذَا صَلّى فِي بَيْتِهِ صَلّى أَرْبَعًا وَإِذَا صَلّى فِي الْمَسْجِدِ صَلّى رَكْعَتَيْنِ وَهَذَا أَظْهَرُ وَإِمّا أَنْ يُقَالَ كَانَ يَفْعَلُ هَذَا وَيَفْعَلُ هَذَا فَحَكَى كُلّ مِنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عُمَرَ مَا شَاهَدَهُ وَالْحَدِيثَانِ صَحِيحَانِ لَا مَطْعَنَ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا .
وَقَدْ يُقَالُ إنّ هَذِهِ الْأَرْبَعَ لَمْ تَكُنْ سُنّةَ الظّهْرِ بَلْ هِيَ صَلَاةٌ مُسْتَقِلّةٌ كَانَ يُصَلّيهَا بَعْدَ الزّوَالِ كَمَا ذَكَرَهُ الْإِمَامُ أَحْمَد ُ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ السّائِبِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يُصَلّي أَرْبَعًا بَعْد أَنْ تَزُولَ الشّمْسُ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السّمَاءِ فَأُحِبّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي السّنَنِ أَيْضًا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا لَمْ يُصَلّ أَرْبَعًا قَبْلَ الظّهْرِ صَلّاهُنّ بَعْدَهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ ابْنُ مَاجَهْ . http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا فَاتَتْهُ الْأَرْبَعُ قَبْلَ الظّهْرِ صَلّاهَا بَعْدَ الرّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظّهْرِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي التّرْمِذِيّ عَنْ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظّهْرِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذَكَرَ ابْنُ مَاجَهْ أَيْضًا عَنْ عَائِشَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " يُصَلّي أَرْبَعًا قَبْلَ الظّهْرِ يُطِيلُ فِيهِنّ الْقِيَامَ وَيُحْسِنُ فِيهِنّ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذِهِ - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - هِيَ الْأَرْبَعُ الّتِي أَرَادَتْ عَائِشَةُ أَنّهُ كَانَ لَا يَدَعُهُنّ .
وَأَمّا سُنّةُ الظّهْرِ فَالرّكْعَتَانِ اللّتَانِ قَالَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ عُمَرَ يُوَضّحُ ذَلِكَ أَنّ سَائِرَ الصّلَوَاتِ سُنّتُهَا رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ وَالْفَجْرُ مَعَ كَوْنِهَا رَكْعَتَيْنِ وَالنّاسُ فِي وَقْتِهَا أَفْرَغُ مَا يَكُونُونَ وَمَعَ هَذَا سُنّتُهَا رَكْعَتَانِ وَعَلَى هَذَا فَتَكُونُ هَذِهِ الْأَرْبَعُ الّتِي قَبْلَ الظّهْرِ وِرْدًا مُسْتَقِلّا سَبَبُهُ انْتِصَافُ النّهَارِ وَزَوَالُ الشّمْسِ . وَكَانَ عَبْدُ اللّهِ بْنُ مَسْعُودٍ يُصَلّي بَعْدَ الزّوَالِ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَيَقُولُ إنّهُنّ يَعْدِلْنَ بِمِثْلِهِنّ مِنْ قِيَامِ اللّيْلِ
وَسِرّ هَذَا وَاَللّهُ أَعْلَمُ - أَنّ انْتِصَافَ النّهَارِ مُقَابِلٌ لِانْتِصَافِ اللّيْلِ وَأَبْوَابُ السّمَاءِ تُفَتّحُ بَعْدَ زَوَالِ الشّمْسِ وَيَحْصُلُ النّزُولُ الْإِلَهِيّ بَعْدَ انْتِصَافِ اللّيْلِ فَهُمَا وَقْتَا قُرْبٍ وَرَحْمَةٍ هَذَا تُفَتّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السّمَاءِ وَهَذَا يَنْزِلُ فِيهِ الرّبّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إلَى سَمَاءِ الدّنْيَا . وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " مِنْ حَدِيثِ أُمّ حَبِيبَةَ قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ صَلّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بِهِنّ بَيْتٌ فِي الْجَنّة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَزَادَ النّسَائِيّ وَالتّرْمِذِيّ فِيهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَرْبَعًا قَبْلَ الظّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ النّسَائِيّ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْعَصْر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif بَدَلَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَصَحّحَهُ التّرْمِذِيّ .
وَذَكَرَ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ عَائِشَةَ تَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْ السّنّةِ بَنَى اللّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنّةِ أَرْبَعًا قَبْلَ الظّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذَكَرَ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ نَحْوَهُ وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ أَظُنّهُ قَالَ قَبْلَ الْعَصْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ أَظُنّهُ قَالَ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَهَذَا التّفْسِيرُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَلَامِ بَعْضِ الرّوَاةِ مُدْرَجًا فِي الْحَدِيثِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ كَلَامِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مَرْفُوعًا وَاَللّهُ أَعْلَمُ . وَأَمّا الْأَرْبَعُ قَبْلَ الْعَصْرِ فَلَمْ يَصِحّ عَنْهُ عَلَيْهِ السّلَامُ فِي فِعْلِهَا شَيْءٌ إلّا حَدِيثُ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ عَنْ عَلِيّ . .. الْحَدِيثُ الطّوِيلُ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُصَلّي فِي النّهَارِ سِتّ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلّي إذَا كَانَتْ الشّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا لِصَلَاةِ الظّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَكَانَ يُصَلّي قَبْلَ الظّهْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَبَعْدَ الظّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَقَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي لَفْظٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا زَالَتْ الشّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا عِنْدَ الْعَصْرِ صَلّى رَكْعَتَيْنِ وَإِذَا كَانَتْ الشّمْسُ مِنْ هَاهُنَا كَهَيْئَتِهَا مِنْ هَاهُنَا عِنْدَ الظّهْرِ صَلّى أَرْبَعًا وَيُصَلّي قَبْلَ الظّهْرِ أَرْبَعًا وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ وَقَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا وَيَفْصِلُ بَيْنَ كُلّ رَكْعَتَيْنِ بِالتّسْلِيمِ عَلَى الْمَلَائِكَةِ الْمُقَرّبِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيّةَ يُنْكِرُ هَذَا الْحَدِيثَ وَيَدْفَعُهُ جِدّا وَيَقُولُ إنّهُ مَوْضُوعٌ . وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ الْجُوزَجَانِيّ إنْكَارُهُ . وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَالتّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَحِمَ اللّهُ امْرءًا صَلّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَصَحّحَهُ ابْنُ حِبّانَ وَعَلّلَهُ غَيْرُهُ قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ سَمِعْت أَبِي يَقُولُ سَأَلْت أَبَا الْوَلِيدِ الطّيَالِسِيّ عَنْ حَدِيثِ مُحَمّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ الْمُثَنّى عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَر َ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَحِمَ اللّهُ امْرءًا صَلّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَقَالَ دَعْ ذَا . فَقُلْت : إنّ أَبَا دَاوُد قَدْ رَوَاهُ فَقَالَ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif حَفِظْتُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللّيْلَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَلَوْ كَانَ هَذَا لَعَدّهُ . قَالَ أَبِي : كَانَ يَقُولُ " حَفِظْت ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً " . وَهَذَا لَيْسَ بِعِلّةٍ أَصْلًا فَإِنّ ابْنَ عُمَرَ إنّمَا أَخْبَرَ بِمَا حَفِظَهُ مِنْ فِعْلِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَمْ يُخْبِرْ عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ فَلَا تَنَافِي بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ الْبَتّةَ .
وَأَمّا الرّكْعَتَانِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ فَإِنّهُ لَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ كَانَ يُصَلّيهِمَا وَصَحّ عَنْهُ أَنّهُ أَقَرّ أَصْحَابَهُ عَلَيْهِمَا وَكَانَ يَرَاهُمْ يُصَلّونَهُمَا فَلَمْ يَأْمُرْهُمْ وَلَمْ يَنْهَهُمْ وَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ عَبْدِ اللّهِ الْمُزَنِيّ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ صَلّوا قَبْلَ الْمَغْرِبِ " . قَالَ فِي الثّالِثَةِ " لِمَنْ شَاءَ كَرَاهَةَ أَنْ يَتّخِذَهَا النّاسُ سُنّةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا هُوَ الصّوَابُ فِي هَاتَيْنِ الرّكْعَتَيْنِ أَنّهُمَا مُسْتَحَبّتَانِ مَنْدُوبٌ إلَيْهِمَا وَلَيْسَتَا بِسُنّةٍ رَاتِبَةٍ كَسَائِرِ السّنَنِ الرّوَاتِبِ .

[ كَانَ يُصَلّي عَامّةَ السّنَنِ فِي بَيْتِهِ ]

وَكَانَ يُصَلّي عَامّةَ السّنَنِ وَالتّطَوّعَ الّذِي لَا سَبَبَ لَهُ فِي بَيْتِهِ لَا سِيّمَا سُنّةَ الْمَغْرِبِ فَإِنّهُ لَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ أَنّهُ فَعَلَهَا فِي الْمَسْجِدِ الْبَتّةَ . وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ السّنّةُ أَنْ يُصَلّيَ الرّجُلُ الرّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ كَذَا رُوِيَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَصْحَابِهِ . قَالَ السّائِبُ بْنُ يَزِيدَ : لَقَدْ رَأَيْتُ النّاسَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ إذَا انْصَرَفُوا مِنْ الْمَغْرِبِ انْصَرَفُوا جَمِيعًا حَتّى لَا يَبْقَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدٌ كَأَنّهُمْ لَا يُصَلّونَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ حَتّى يَصِيرُوا إلَى أَهْلِيهِمْ انْتَهَى كَلَامُهُ .
فَإِنْ صَلّى الرّكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ فَهَلْ يُجْزِئُ عَنْهُ وَتَقَعُ مَوْقِعُهَا ؟ اخْتَلَفَ قَوْلُهُ فَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللّهِ أَنّهُ قَالَ بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ سَمّاهُ أَنّهُ قَالَ لَوْ أَنّ رَجُلًا صَلّى الرّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي الْمَسْجِدِ مَا أَجْزَأَهُ ؟ فَقَالَ مَا أَحْسَنَ مَا قَالَ هَذَا الرّجُلُ وَمَا أَجْوَدَ مَا انْتَزَعَ قَالَ أَبُو حَفْصٍ وَوَجْهُهُ أَمْرُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِهَذِهِ الصّلَاةِ فِي الْبُيُوتِ .
وَقَالَ الْمَرْوَزِيّ : مَنْ صَلّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي الْمَسْجِدِ يَكُونُ عَاصِيًا قَالَ مَا أَعْرِفُ هَذَا قُلْتُ لَهُ يُحْكَى عَنْ أَبِي ثَوْرٍ أَنّهُ قَالَ هُوَ عَاصٍ . قَالَ لَعَلّهُ ذَهَبَ إلَى قَوْلِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اجْعَلُوهَا فِي بُيُوتِكُم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ أَبُو حَفْصٍ وَوَجْهُهُ أَنّهُ لَوْ صَلّى الْفَرْضَ فِي الْبَيْتِ وَتَرَكَ الْمَسْجِدَ أَجْزَأَهُ فَكَذَلِكَ السّنّةُ . انْتَهَى كَلَامُهُ . وَلَيْسَ هَذَا وَجْهَهُ عِنْدَ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللّهُ وَإِنّمَا وَجْهُهُ أَنّ السّنَنَ لَا يُشْتَرَطُ لَهَا مَكَانٌ مُعَيّنٌ وَلَا جَمَاعَةٌ فَيَجُوزُ فِعْلُهَا فِي الْبَيْتِ وَالْمَسْجِدِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَفِي سُنّةِ الْمَغْرِبِ سُنّتَانِ إحْدَاهُمَا : أَنّهُ لَا يُفْصَلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ بِكَلَامٍ قَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ فِي رِوَايَةِ الْمَيْمُونِيّ وَالْمَرْوَزِيّ : يُسْتَحَبّ أَلّا يَكُونَ قَبْلَ الرّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ إلَى أَنْ يُصَلّيَهُمَا كَلَامٌ . وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمّدٍ : رَأَيْت أَحْمَدَ إذَا سَلّمَ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ قَامَ وَلَمْ يَتَكَلّمْ وَلَمْ يَرْكَعْ فِي الْمَسْجِدِ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ الدّارَ قَالَ أَبُو حَفْصٍ وَوَجْهُهُ قَوْلُ مَكْحُولٍ : قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ صَلّى رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلّمَ رُفِعَتْ صَلَاتُهُ فِي عِلّيّين http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلِأَنّهُ يَتّصِلُ النّفْلُ بِالْفَرْضِ انْتَهَى كَلَامُهُ .
وَالسّنّةُ الثّانِيَةُ أَنْ تَفْعَلَ فِي الْبَيْتِ فَقَدْ رَوَى النّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ عُجَرَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَتَى مَسْجِدَ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ فَصَلّى فِيهِ الْمَغْرِبَ فَلَمّا قَضَوْا صَلَاتَهُمْ رَآهُمْ يُسَبّحُونَ بَعْدَهَا فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هَذِهِ صَلَاةُ الْبُيُوت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ وَقَالَ فِيهَا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ارْكَعُوا هَاتَيْنِ الرّكْعَتَيْنِ فِي بُيُوتِكُم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَالْمَقْصُودُ أَنّ هَدْيَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِعْلُ عَامّةِ السّنَنِ وَالتّطَوّعِ فِي بَيْتِهِ . كَمَا فِي الصّحِيحِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif حَفِظْتُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصّبْح http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ لَمْ يَكُنْ يُصَلّي فِي السّفَرِ مِنْ السّنَنِ إلّا سُنّتَيْ الْفَجْرِ وَالْوِتْرِ ]

وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا قَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي فِي بَيْتِي أَرْبَعًا قَبْلَ الظّهْرِ ثُمّ يَخْرُجُ فَيُصَلّي بِالنّاسِ ثُمّ يَدْخُلُ فَيُصَلّي رَكْعَتَيْنِ وَكَانَ يُصَلّي بِالنّاسِ الْمَغْرِبَ ثُمّ يَدْخُلُ فَيُصَلّي رَكْعَتَيْنِ وَيُصَلّي بِالنّاسِ الْعِشَاءَ ثُمّ يَدْخُلُ بَيْتِي فَيُصَلّي رَكْعَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَذَلِكَ الْمَحْفُوظُ عَنْهُ فِي سُنّةِ الْفَجْرِ إنّمَا كَانَ يُصَلّيهَا فِي بَيْتِهِ كَمَا قَالَتْ حَفْصَةُ . وَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فِي بَيْتِه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى ذِكْرِ سُنّةِ الْجُمُعَةِ بَعْدَهَا وَالصّلَاةِ قَبْلَهَا عِنْدَ ذِكْرِ هَدْيِهِ فِي الْجُمُعَةِ إنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى وَهُوَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَيّهَا النّاسُ صَلّوا فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنّ أَفْضَلَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إلّا الْمَكْتُوبَة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَكَانَ هَدْيُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِعْلَ السّنَنِ وَالتّطَوّعَ فِي الْبَيْتِ إلّا لِعَارِضٍ كَمَا أَنّ هَدْيَهُ كَانَ فِعْلَ الْفَرَائِضِ فِي الْمَسْجِدِ إلّا لِعَارِضٍ مِنْ سَفَرٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ غَيْرِهِ مِمّا يَمْنَعُهُ مِنْ الْمَسْجِدِ وَكَانَ تَعَاهُدُهُ وَمُحَافَظَتُهُ عَلَى سُنّةِ الْفَجْرِ أَشَدّ مِنْ جَمِيعِ النّوَافِلِ وَلِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهَا هِيَ وَالْوِتْرُ سَفَرًا وَحَضَرًا وَكَانَ فِي السّفَرِ يُوَاظِبُ عَلَى سُنّةِ الْفَجْرِ وَالْوِتْرِ أَشَدّ مِنْ جَمِيعِ النّوَافِلِ دُونَ سَائِرِ السّنَنِ وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ فِي السّفَرِ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلّى سُنّةً رَاتِبَةً غَيْرَهُمَا وَلِذَلِكَ كَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ وَيَقُولُ سَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا فَكَانُوا لَا يَزِيدُونَ فِي السّفَرِ عَلَى رَكْعَتَيْنِ وَهَذَا وَإِنْ احْتَمَلَ أَنّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يُرَبّعُونَ إلّا أَنّهُمْ لَمْ يُصَلّوا السّنّةَ لَكِنْ قَدْ ثَبَتَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنّهُ سُئِلَ عَنْ سُنّةِ الظّهْرِ فِي السّفَرِ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَوْ كُنْتُ مُسَبّحًا لَأَتْمَمْت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا مِنْ فِقْهِهِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فَإِنّ اللّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَفّفَ عَنْ الْمُسَافِرِ فِي الرّبَاعِيّةِ شَطْرَهَا فَلَوْ شَرَعَ لَهُ الرّكْعَتَانِ قَبْلَهَا أَوْ بَعْدَهَا لَكَانَ الْإِتْمَامُ أَوْلَى بِهِ .

[ أَيّهُمَا آكَدُ سُنّةُ الْفَجْرِ أَوْ الْوِتْرِ ]

وَقَدْ اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ أَيّ الصّلَاتَيْنِ آكَدُ سُنّةُ الْفَجْرِ أَوْ الْوِتْرِ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ وَلَا يُمْكِنُ التّرْجِيحُ بِاخْتِلَافِ الْفُقَهَاءِ فِي وُجُوبِ الْوِتْرِ فَقَدْ اخْتَلَفُوا أَيْضًا فِي وُجُوبِ سُنّةِ الْفَجْرِ وَسَمِعْت شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تيمية يَقُولُ سُنّةُ الْفَجْرِ تَجْرِي مَجْرَى بِدَايَةِ الْعَمَلِ وَالْوِتْرُ خَاتِمَتَهُ . وَلِذَلِكَ كَانَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي سُنّةَ الْفَجْرِ وَالْوِتْرِ بِسُورَتَيْ الْإِخْلَاصِ وَهُمَا الْجَامِعَتَانِ لِتَوْحِيدِ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ وَتَوْحِيدِ الْمَعْرِفَةِ وَالْإِرَادَةِ وَتَوْحِيدِ الِاعْتِقَادِ وَالْقَصْدِ انْتَهَى . تَوْضِيحٌ لِمَعْنَى : سُورَةُ الْإِخْلَاصِ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَالزّلْزَلَةِ نِصْفَهُ وَالْكَافِرُونَ رُبُعَهُ فَسُورَةُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (javascript:DisplayAyaa(112,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif مُتَضَمّنَةٌ لِتَوْحِيدِ الِاعْتِقَادِ وَالْمَعْرِفَةِ وَمَا يَجِبُ إثْبَاتُهُ لِلرّبّ تَعَالَى مِنْ الْأَحَدِيّةِ الْمُنَافِيَةِ لِمُطْلَقِ الْمُشَارَكَةِ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ وَالصّمَدِيّةِ الْمُثْبِتَةِ لَهُ جَمِيعَ صِفَاتِ الْكَمَالِ الّتِي لَا يَلْحَقُهَا نَقْصٌ بِوَجْهٍ مِنْ الْوُجُوهِ وَنَفْيِ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ الّذِي هُوَ مِنْ لَوَازِمِ الصّمَدِيّةِ وَغِنَاهُ وَأَحَدِيّتِهِ وَنَفْيِ الْكُفْءِ الْمُتَضَمّنِ لِنَفْيِ التّشْبِيهِ وَالتّمْثِيلِ وَالتّنْظِيرِ فَتَضَمّنَتْ هَذِهِ السّورَةُ إثْبَاتَ كُلّ كَمَالٍ لَهُ وَنَفْيَ كُلّ نَقْصٍ عَنْهُ وَنَفْيَ إثْبَاتِ شَبِيهٍ أَوْ مَثِيلٍ لَهُ فِي كَمَالِهِ وَنَفْيَ مُطْلَقِ الشّرِيكِ عَنْهُ وَهَذِهِ الْأُصُولُ هِيَ مَجَامِعُ التّوْحِيدِ الْعِلْمِيّ الِاعْتِقَادِيّ الّذِي يُبَايِنُ صَاحِبُهُ جَمِيعَ فِرَقِ الضّلَالِ وَالشّرْكِ وَلِذَلِكَ كَانَتْ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ فَإِنّ الْقُرْآنَ مَدَارُهُ عَلَى الْخَبَرِ وَالْإِنْشَاءِ وَالْإِنْشَاءُ ثَلَاثَةٌ أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَإِبَاحَةٌ .
وَالْخَبَرُ نَوْعَانِ خَبَرٌ عَنْ الْخَالِقِ تَعَالَى وَأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَأَحْكَامِهِ وَخَبَرٌ عَنْ خَلْقِهِ . فَأَخْلَصَتْ سُورَةُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (javascript:DisplayAyaa(112,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif الْخَبَرَ عَنْهُ وَعَنْ أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ فَعَدَلَتْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ وَخَلّصَتْ قَارِئَهَا الْمُؤْمِنَ بِهَا مِنْ الشّرْكِ الْعِلْمِيّ كَمَا خَلّصَتْ سُورَةُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ (javascript:DisplayAyaa(109,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif مِنْ الشّرْكِ الْعَمَلِيّ الْإِرَادِيّ الْقَصْدِيّ . وَلَمّا كَانَ الْعِلْمُ قَبْلَ الْعَمَلِ وَهُوَ إمَامُهُ وَقَائِدُهُ وَسَائِقُهُ وَالْحَاكِمُ عَلَيْهِ وَمُنْزِلُهُ مَنَازِلَهُ كَانَتْ سُورَةُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (javascript:DisplayAyaa(112,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ .
وَالْأَحَادِيثُ بِذَلِكَ تَكَادُ تَبْلُغُ مَبْلَغَ التّوَاتُرِ و http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ (javascript:DisplayAyaa(109,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآنِ وَالْحَدِيثُ بِذَلِكَ فِي التّرْمِذِيّ مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا يَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِذَا زُلْزِلَتِ (javascript:DisplayAyaa(99,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآن وَ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (javascript:DisplayAyaa(112,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنَ وَ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ (javascript:DisplayAyaa(109,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif تَعْدِلُ رُبُعَ الْقُرْآنِ " . رَوَاهُ الْحَاكِم فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ .
وَلَمّا كَانَ الشّرْكُ الْعَمَلِيّ الْإِرَادِيّ أَغْلَبَ عَلَى النّفُوسِ لِأَجْلِ مُتَابَعَتِهَا هَوَاهَا وَكَثِيرٌ مِنْهَا تَرْتَكِبُهُ مَعَ عِلْمِهَا بِمَضَرّتِهِ وَبُطْلَانِهِ لِمَا لَهَا فِيهِ مِنْ نَيْلِ الْأَغْرَاضِ وَإِزَالَتِهِ وَقَلْعِهِ مِنْهَا أَصْعَبُ وَأَشَدّ مِنْ قَلْعِ الشّرْكِ الْعِلْمِيّ وَإِزَالَتِهِ لِأَنّ هَذَا يَزُولُ بِالْعِلْمِ وَالْحُجّةِ وَلَا يُمْكِنُ صَاحِبُهُ أَنْ يَعْلَمَ الشّيْءَ عَلَى غَيْرِ مَا هُوَ عَلَيْهِ بِخِلَافِ شِرْكِ الْإِرَادَةِ وَالْقَصْدِ فَإِنّ صَاحِبَهُ يَرْتَكِبُ مَا يَدُلّهُ الْعِلْمُ عَلَى بُطْلَانِهِ وَضَرَرِهِ لِأَجْلِ غَلَبَةِ هَوَاهُ وَاسْتِيلَاءِ سُلْطَانِ الشّهْوَةِ وَالْغَضَبِ عَلَى نَفْسِهِ فَجَاءَ مِنْ التّأْكِيدِ وَالتّكْرَارِ فِي سُورَةِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ (javascript:DisplayAyaa(109,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif الْمُتَضَمّنَةِ لِإِزَالَةِ الشّرْكِ الْعَمَلِيّ مَا لَمْ يَجِئْ مِثْلُهُ فِي سُورَةِ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (javascript:DisplayAyaa(112,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif وَلَمّا كَانَ الْقُرْآنُ شَطْرَيْنِ شَطْرًا فِي الدّنْيَا وَأَحْكَامِهَا وَمُتَعَلّقَاتهَا وَالْأُمُورِ الْوَاقِعَةِ فِيهَا مِنْ أَفْعَالِ الْمُكَلّفِينَ وَغَيْرِهَا وَشَطْرًا فِي الْآخِرَةِ وَمَا يَقَعُ فِيهَا وَكَانَتْ سُورَةُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِذَا زُلْزِلَتِ (javascript:DisplayAyaa(99,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif قَدْ أُخْلِصَتْ مِنْ أَوّلِهَا وَآخِرِهَا لِهَذَا الشّطْرِ فَلَمْ يَذْكُرْ فِيهَا إلّا الْآخِرَةَ .
وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ أَحْوَالِ الْأَرْضِ وَسُكّانِهَا كَانَتْ تَعْدِلُ نِصْفَ الْقُرْآنِ فَأَحْرَى بِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْ يَكُونَ صَحِيحًا - وَاَللّهُ أَعْلَمُ - وَلِهَذَا كَانَ يَقْرَأُ بِهَاتَيْنِ السّورَتَيْنِ فِي رَكْعَتَيْ الطّوَافِ وَلِأَنّهُمَا سُورَتَا الْإِخْلَاصِ وَالتّوْحِيدِ كَانَ يَفْتَتِحُ بِهِمَا عَمَلَ النّهَارِ وَيَخْتِمُهُ بهما ، وَيَقْرَأُ بهما في الْحَجّ الذي هو شِعَارَ التّوْحِيدِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1082.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1084.htm)

قيـس
10-04-2010, 06:00 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ ضَجْعَتُهُ بَعْدَ سُنّةِ الْفَجْرِ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ


وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَضْطَجِعُ بَعْدَ سُنّةِ الْفَجْرِ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ هَذَا الّذِي ثَبَتَ عَنْهُ فِي " الصّحِيحَيْنِ " مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا . وَذَكَرَ التّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة َ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ " إذَا صَلّى أَحَدُكُمْ الرّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصّبْحِ فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى جَنْبِهِ الْأَيْمَنِ " . قَالَ التّرْمِذِيّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ .
وَسَمِعْت ابْنَ تيمية يَقُولُ هَذَا بَاطِلٌ وَلَيْسَ بِصَحِيحٍ وَإِنّمَا الصّحِيحُ عَنْهُ الْفِعْلُ لَا الْأَمْرُ بِهَا وَالْأَمْرُ تَفَرّدَ بِهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ وَغَلِطَ فِيهِ وَأَمّا ابْنُ حَزْمٍ وَمَنْ تَابَعَهُ فَإِنّهُمْ يُوجِبُونَ هَذِهِ الضّجْعَةَ وَيُبْطِلُ ابْنُ حَزْمٍ صَلَاةَ مَنْ لَمْ يَضْطَجِعْهَا بِهَذَا الْحَدِيثِ وَهَذَا مِمّا تَفَرّدَ بِهِ عَنْ الْأُمّةِ وَرَأَيْت مُجَلّدًا لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ قَدْ نَصَرَ فِيهِ هَذَا الْمَذْهَبَ .
وَقَدْ ذَكَرَ عَبْدُ الرّزّاقِ فِي " الْمُصَنّفِ " عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيّوبَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ أَنّ أَبَا مُوسَى وَرَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ وَأَنَسَ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانُوا يَضْطَجِعُونَ بَعْدَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ وَيَأْمُرُونَ بِذَلِك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذُكِرَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيّوبَ عَنْ نَافِعٍ أَنّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ لَا يَفْعَلُهُ وَيَقُولُ كَفَانَا بِالتّسْلِيمِ .
وَذُكِرَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ : أَخْبِرْنِي مَنْ أُصَدّقُ أَنّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا كَانَتْ تَقُولُ " إنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَمْ يَكُنْ يَضْطَجِعُ لِسُنّةٍ وَلَكِنّهُ كَانَ يَدْأَبُ لَيْلَهُ فَيَسْتَرِيحُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ وَكَانَ ابْنُ عُمَر َ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يَحْصِبُهُمْ إذَا رَآهُمْ يَضْطَجِعُونَ عَلَى أَيْمَانِهِمْ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذَكَرَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ أَبِي الصّدّيقِ النّاجِي أَنّ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ابْنَ عُمَرَ رَأَى قَوْمًا اضْطَجَعُوا بَعْدَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ فَأَرْسَلَ إلَيْهِمْ فَنَهَاهُمْ فَقَالُوا : نُرِيدُ بِذَلِكَ السّنّةَ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ ارْجِعْ إلَيْهِمْ وَأَخْبِرْهُمْ أَنّهَا بِدْعَةٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ أَبُو مِجْلَزٍ : سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ عَنْهَا فَقَالَ يَلْعَبُ بِكُمْ الشّيْطَان . قَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا بَالُ الرّجُلِ إذَا صَلّى الرّكْعَتَيْنِ يَفْعَلُ كَمَا يَفْعَلُ الْحِمَارُ إذَا تَمَعّك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَدْ غَلَا فِي هَذِهِ الضّجْعَةِ طَائِفَتَانِ وَتَوَسّطَ فِيهَا طَائِفَةٌ ثَالِثَةٌ فَأَوْجَبَهَا جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الظّاهِرِ وَأَبْطَلُوا الصّلَاةَ بِتَرْكِهَا كَابْنِ حَزْمٍ وَمَنْ وَافَقَهُ وَكَرِهَهَا جَمَاعَةٌ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَسَمّوْهَا بِدْعَةً وَتَوَسّطَ فِيهَا مَالِكٌ وَغَيْرُهُ فَلَمْ يَرَوْا بِهَا بَأْسًا لِمَنْ فَعَلَهَا رَاحَةً وَكَرِهُوهَا لِمَنْ فَعَلَهَا اسْتِنَانًا وَاسْتَحَبّهَا طَائِفَةٌ عَلَى الْإِطْلَاقِ سَوَاءٌ اسْتَرَاحَ بِهَا أَمْ لَا وَاحْتَجّوا بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ .
وَاَلّذِينَ كَرِهُوهَا مِنْهُمْ مَنْ احْتَجّ بِآثَارِ الصّحَابَةِ كَابْنِ عُمَرَ وَغَيْرِهِ حَيْثُ كَانَ يَحْصِبُ مَنْ فَعَلَهَا وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ فِعْلَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَهَا وَقَالَ الصّحِيحُ أَنّ اضْطِجَاعَهُ كَانَ بَعْدَ الْوِتْرِ وَقَبْلَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ كَمَا هُوَ مُصَرّحٌ بِهِ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ .
قَالَ وَأَمّا حَدِيثُ عَائِشَةَ فَاخْتُلِفَ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ فِيهِ فَقَالَ مَالِكٌ عَنْهُ فَإِذَا فَرَغَ يَعْنِي مِنْ قِيَامِ اللّيْلِ اضْطَجَعَ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذّنُ فَيُصَلّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وَهَذَا صَرِيحٌ أَنّ الضّجْعَةَ قَبْلَ سُنّةِ الْفَجْرِ وَقَالَ غَيْرُهُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ : فَإِذَا سَكَتَ الْمُؤَذّنُ مِنْ أَذَانِ الْفَجْرِ وَتَبَيّنَ لَهُ الْفَجْرُ وَجَاءَهُ الْمُؤَذّنُ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ .
قَالُوا : وَإِذَا اخْتَلَفَ أَصْحَابُ ابْنِ شِهَابٍ فَالْقَوْلُ مَا قَالَهُ مَالِكٌ لِأَنّهُ أَثْبَتُهُمْ فِيهِ وَأَحْفَظُهُمْ . وَقَالَ الْآخَرُونَ بَلْ الصّوَابُ فِي هَذَا مَعَ مَنْ خَالَفَ مَالِكًا وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ : رَوَى مَالِكٌ عَنْ الزّهْرِيّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي مِنْ اللّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا اضْطَجَعَ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذّنُ فَيُصَلّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَخَالَفَ مَالِكًا عُقَيْلٌ وَيُونُسُ وَشُعَيْبٌ وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ وَالْأَوْزَاعِيّ وَغَيْرُهُمْ فَرَوَوْا عَنْ الزّهْرِيّ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَرْكَعُ الرّكْعَتَيْنِ لِلْفَجْرِ ثُمّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ حَتّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذّنُ فَيَخْرُجُ مَعَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَذَكَرَ مَالِكٌ أَنّ اضْطِجَاعَهُ كَانَ قَبْلَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ . وَفِي حَدِيثِ الْجَمَاعَةِ أَنّهُ اضْطَجَعَ بَعْدَهُمَا فَحَكَمَ الْعُلَمَاءُ أَنّ مَالِكًا أَخْطَأَ وَأَصَابَ غَيْرُهُ انْتَهَى كَلَامُهُ .
وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ قُلْتُ لِأَحْمَدَ حَدّثَنَا أَبُو الصّلْتِ عَنْ أَبِي كُدَيْنَةَ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ اضْطَجَعَ بَعْدَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ قَالَ شُعْبَةُ لَا يَرْفَعُهُ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَضْطَجِعْ عَلَيْهِ شَيْءٌ ؟ قَالَ لَا عَائِشَةُ تَرْوِيهِ وَابْنُ عُمَرَ يُنْكِرُهُ . قَالَ الْخَلّالُ وَأَنْبَأَنَا الْمَرْوَزِيّ أَنّ أَبَا عَبْدِ اللّهِ قَالَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ لَيْسَ بِذَاكَ . قُلْت : إنّ الْأَعْمَشَ يُحَدّثُ بِهِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ وَحْدَهُ يُحَدّثُ بِهِ . وَقَالَ إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ : إنّ أَبَا عَبْدِ اللّهِ سُئِلَ عَنْ الِاضْطِجَاعِ بَعْدَ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ قَالَ مَا أَفْعَلُهُ وَإِنْ فَعَلَهُ رَجُلٌ فَحَسَنٌ . انْتَهَى .
فَلَوْ كَانَ حَدِيثُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ صَحِيحًا عِنْدَهُ لَكَانَ أَقَلّ دَرَجَاتِهِ عِنْدَهُ الِاسْتِحْبَابَ وَقَدْ يُقَالُ إنّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا رَوَتْ هَذَا وَرَوَتْ هَذَا فَكَانَ يَفْعَلُ هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً فَلَيْسَ فِي ذَلِكَ خِلَافٌ فَإِنّهُ مِنْ الْمُبَاحِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَفِي اضْطِجَاعِهِ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ سِرّ وَهُوَ أَنّ الْقَلْبَ مُعَلّقٌ فِي الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ فَإِذَا نَامَ الرّجُلُ عَلَى الْجَنْبِ الْأَيْسَرِ اسْتَثْقَلَ نَوْمًا لِأَنّهُ يَكُونُ فِي دَعَةٍ وَاسْتِرَاحَةٍ فَيَثْقُلُ نَوْمُهُ فَإِذَا نَامَ عَلَى شِقّهِ الْأَيْمَنِ فَإِنّهُ يَقْلَقُ وَلَا يَسْتَغْرِقُ فِي النّوْمِ لِقَلَقِ الْقَلْبِ وَطَلَبِهِ مُسْتَقَرّهُ وَمَيْلِهِ إلَيْهِ وَلِهَذَا اسْتَحَبّ الْأَطِبّاءُ النّوْمَ عَلَى الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ لِكَمَالِ الرّاحَةِ وَطِيبِ الْمَنَامِ وَصَاحِبِ الشّرْعِ يَسْتَحِبّ النّوْمَ عَلَى الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ لِئَلّا يَثْقُلَ نَوْمُهُ فَيَنَامُ عَنْ قِيَامِ اللّيْلِ فَالنّوْمُ عَلَى الْجَانِبِ الْأَيْمَنِ أَنْفَعُ لِلْقَلْبِ وَعَلَى الْجَانِبِ الْأَيْسَرِ أَنْفَعُ لِلْبَدَنِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1083.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1085.htm)

قيـس
10-04-2010, 06:02 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي قِيَامِ اللّيْلِ


[ هَلْ كَانَ قِيَامُ اللّيْلِ عَلَيْهِ فَرْضًا ]

قَدْ اخْتَلَفَ السّلَفُ وَالْخَلَفُ فِي أَنّهُ هَلْ كَانَ فَرْضًا عَلَيْهِ أَمْ لَا ؟ وَالطّائِفَتَانِ احْتَجّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَمِنَ اللّيْلِ فَتَهَجّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ (javascript:DisplayAyaa(17,79))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْإِسْرَاءُ 79 ] قَالُوا : فَهَذَا صَرِيحٌ فِي عَدَمِ الْوُجُوبِ قَالَ الْآخَرُونَ أَمَرَهُ بِالتّهَجّدِ فِي هَذِهِ السّورَةِ كَمَا أَمَرَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif يَا أَيّهَا الْمُزّمّلُ قُمِ اللّيْلَ إِلّا قَلِيلًا (javascript:DisplayAyaa(73,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْمُزّمّلُ 1 ] . وَلَمْ يَجِئْ مَا يَنْسَخُهُ عَنْهُ وَأَمّا قَوْلُهُ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif نَافِلَةً لَكَ (javascript:DisplayAyaa(17,79))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif فَلَوْ كَانَ الْمُرَادُ بِهِ التّطَوّعَ لَمْ يَخُصّهُ بِكَوْنِهِ نَافِلَةً لَهُ وَإِنّمَا الْمُرَادُ بِالنّافِلَةِ الزّيَادَةُ وَمُطْلَقُ الزّيَادَةِ لَا يَدُلّ عَلَى التّطَوّعِ قَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً (javascript:DisplayAyaa(21,72))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْأَنْبِيَاءُ 72 ] أَيْ زِيَادَةً عَلَى الْوَلَدِ وَكَذَلِكَ النّافِلَةُ فِي تَهَجّدِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ زِيَادَةً فِي دَرَجَاتِهِ وَفِي أَجْرِهِ وَلِهَذَا خَصّهُ بِهَا فَإِنّ قِيَامَ اللّيْلِ فِي حَقّ غَيْرِهِ مُبَاحٌ وَمُكَفّرٌ لِلسّيّئَاتِ وَأَمّا النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَدْ غَفَرَ اللّهُ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخّرَ فَهُوَ يَعْمَلُ فِي زِيَادَةِ الدّرَجَاتِ وَعُلُوّ الْمَرَاتِبِ وَغَيْرِهِ يَعْمَلُ فِي التّكْفِيرِ . قَالَ مُجَاهِدٌ : إنّمَا كَانَ نَافِلَةً لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِأَنّهُ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخّرَ فَكَانَتْ طَاعَتُهُ نَافِلَةً أَيْ زِيَادَةً فِي الثّوَابِ وَلِغَيْرِهِ كَفّارَةً لِذُنُوبِهِ قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ فِي تَفْسِيرِهِ حَدّثَنَا يَعْلَى بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ حَدّثَنَا الْحَجّاجُ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ مَا سِوَى الْمَكْتُوبَةِ فَهُوَ نَافِلَةٌ مِنْ أَجْلِ أَنّهُ لَا يَعْمَلُ فِي كَفّارَةِ الذّنُوبِ وَلَيْسَتْ لِلنّاسِ نَوَافِلُ إنّمَا هِيَ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَاصّةً وَالنّاسُ جَمِيعًا يَعْمَلُونَ مَا سِوَى الْمَكْتُوبَةِ لِذُنُوبِهِمْ فِي كَفّارَتِهَا . حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ نَصْرٍ حَدّثَنَا عَبْدُ اللّهِ حَدّثَنَا عَمْرٌو عَنْ سَعِيدٍ وَقَبِيصَةَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ الْحَسَنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَمِنَ اللّيْلِ فَتَهَجّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ (javascript:DisplayAyaa(17,79))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif . قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا تَكُونُ نَافِلَةَ اللّيْلِ إلّا لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذُكِرَ عَنْ الضّحّاكِ قَالَ نَافِلَةً لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ خَاصّةً . وَذَكَرَ سُلَيْمُ بْنُ حَيّانَ حَدّثَنَا أَبُو غَالِبٍ حَدّثَنَا أَبُو أُمَامَةَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا وَضَعْتَ الطّهُورَ مَوَاضِعَهُ قُمْتَ مَغْفُورًا لَك فَإِنْ قُمْتَ تُصَلّي كَانَتْ لَك فَضِيلَةً وَأَجْرًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا أَبَا أُمَامَةَ أَرَأَيْت إنْ قَامَ يُصَلّي تَكُونُ لَهُ نَافِلَةً ؟ قَالَ لَا إنّمَا النّافِلَةُ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَكَيْفَ يَكُونُ لَهُ نَافِلَةً وَهُوَ يَسْعَى فِي الذّنُوبِ وَالْخَطَايَا ؟ تَكُونُ لَهُ فَضِيلَةً وَأَجْرًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قُلْتُ وَالْمَقْصُودُ أَنّ النّافِلَةَ فِي الْآيَةِ لَمْ يُرَدْ بِهَا مَا يَجُوزُ فِعْلُهُ وَتَرْكُهُ كَالْمُسْتَحَبّ وَالْمَنْدُوبِ وَإِنّمَا الْمُرَادُ بِهَا الزّيَادَةُ فِي الدّرَجَاتِ وَهَذَا قَدْرٌ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الْفَرْضِ وَالْمُسْتَحَبّ فَلَا يَكُونُ قَوْلُهُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif نَافِلَةً لَكَ (javascript:DisplayAyaa(17,79))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif نَافِيًا لِمَا دَلّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ مِنْ الْوُجُوبِ وَسَيَأْتِي مَزِيدُ بَيَانٍ لِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ إنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى عِنْدَ ذِكْرِ خَصَائِصِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ .

[ مُثَابَرَتُهُ عَلَيْهِ سَفَرًا وَحَضَرًا ]

وَلَمْ يَكُنْ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَدَعُ قِيَامَ اللّيْلِ حَضَرًا وَلَا سَفَرًا وَكَانَ إذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ صَلّى مِنْ النّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً . فَسَمِعْت شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيّةَ يَقُولُ فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَنّ الْوِتْرَ لَا يُقْضَى لِفَوَاتِ مَحَلّهِ فَهُوَ كَتَحِيّةِ الْمَسْجِدِ وَصَلَاةِ الْكُسُوفِ وَالِاسْتِسْقَاءِ وَنَحْوِهَا لِأَنّ الْمَقْصُودَ بِهِ أَنْ يَكُونَ آخِرُ صَلَاةِ اللّيْلِ وِتْرًا كَمَا أَنّ الْمَغْرِبَ آخِرُ صَلَاةِ النّهَارِ فَإِذَا انْقَضَى اللّيْلُ وَصَلّيْت الصّبْحَ لَمْ يَقَعْ الْوِتْرُ مَوْقِعَهُ . هَذَا مَعْنَى كَلَامِهِ .
وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد وَابْنُ ماجه مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي ّ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ نَامَ عَنْ الْوِتْرِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُصَلّهِ إذَا أَصْبَحَ أَوْ ذَكَر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلَكِنْ لِهَذَا الْحَدِيثِ عِدّةُ عِلَلٍ .
أَحَدُهَا : أَنّهُ مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَهُوَ ضَعِيفٌ . الثّانِي : أَنّ الصّحِيحَ فِيهِ أَنّهُ مُرْسَلٌ لَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ التّرْمِذِيّ : هَذَا أَصَحّ يَعْنِي الْمُرْسَلَ .
الثّالِثُ أَنّ ابْنَ مَاجَهْ حَكَى عَنْ مُحَمّدِ بْنِ يَحْيَى بَعْدَ أَنْ رَوَى حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ الصّحِيحُ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ فَهَذَا الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى أَنّ حَدِيثَ عَبْدِ الرّحْمَنِ وَاهٍ .

[ عَدَدُ رَكَعَاتِهِ فِي الْقِيَامِ ]

وَكَانَ قِيَامُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِاللّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبّاسٍ وَعَائِشَةُ فَإِنّهُ ثَبَتَ عَنْهُمَا هَذَا وَهَذَا فَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْهَا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا كَانَ رَسُولُ اللّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا غَيْرِهِ عَلَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْهَا أَيْضًا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي مِنْ اللّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْ ذَلِكَ بِخَمْسٍ لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إلّا فِي آخِرِهِن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَالصّحِيحُ عَنْ عَائِشَةَ الْأَوّلُ وَالرّكْعَتَانِ فَوْقَ الْإِحْدَى عَشْرَةَ هُمَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ جَاءَ ذَلِكَ مُبَيّنًا عَنْهَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ بِعَيْنِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً بِرَكْعَتَيْ الْفَجْر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ مُسْلِمٌ فِي " صَحِيحِهِ " . وَقَالَ الْبُخَارِيّ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي بِاللّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمّ يُصَلّي إذَا سَمِعَ النّدَاءَ بِالْفَجْرِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمّدٍ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا تَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ مِنْ اللّيْلِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ وَيُوتِرُ بِسَجْدَةٍ وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْ الْفَجْرِ وَذَلِكَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَهَذَا مُفَسّرٌ مُبَيّنٌ .
وَأَمّا ابْنُ عَبّاسٍ فَقَدْ اُخْتُلِفَ عَلَيْهِ فَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ أَبِي جَمْرَةَ عَنْهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي بِاللّيْلِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif لَكِنْ قَدْ جَاءَ عَنْهُ هَذَا مُفَسّرًا أَنّهَا بِرَكْعَتَيْ الْفَجْرِ . قَالَ الشّعْبِيّ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عَبّاسٍ وَعَبْدَ اللّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِاللّيْلِ فَقَالَا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنْهَا ثَمَانٍ وَيُوتِرُ بِثَلَاثٍ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ كُرَيْبٍ عَنْهُ فِي قِصّةِ مَبِيتِهِ عِنْدَ خَالَتِهِ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً ثُمّ نَامَ حَتّى نَفَخَ فَلَمّا تَبَيّنَ لَهُ الْفَجْرُ صَلّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي لَفْظٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ ثُمّ رَكْعَتَيْنِ ثُمّ رَكْعَتَيْنِ ثُمّ رَكْعَتَيْنِ ثُمّ رَكْعَتَيْنِ ثُمّ رَكْعَتَيْنِ ثُمّ أَوْتَرَ ثُمّ اضْطَجَعَ حَتّى جَاءَهُ الْمُؤَذّنُ . فَقَامَ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمّ خَرَجَ يُصَلّي الصّبْحَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فَقَدْ حَصَلَ الِاتّفَاقُ عَلَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً .

[ مَجْمُوعُ الرّكَعَاتِ الّتِي كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا أَرْبَعُونَ رَكْعَةً
وَتَدْخُلُ فِيهَا رَكَعَاتُ فَرِيضَةِ ]

وَاخْتُلِفَ فِي الرّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ هَلْ هُمَا رَكْعَتَا الْفَجْرِ أَوْ هُمَا غَيْرُهُمَا ؟ فَإِذَا انْضَافَ ذَلِكَ إلَى عَدَدِ رَكَعَاتِ الْفَرْضِ وَالسّنَنِ الرّاتِبَةِ الّتِي كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا جَاءَ مَجْمُوعُ وِرْدِهِ الرّاتِبِ بِاللّيْلِ وَالنّهَارِ أَرْبَعِينَ رَكْعَةً كَانَ يُحَافِظُ عَلَيْهَا دَائِمًا سَبْعَةَ عَشَرَ فَرْضًا وَعَشْرُ رَكَعَاتٍ أَوْ ثِنْتَا عَشْرَةَ سُنّةً رَاتِبَةً وَإِحْدَى عَشْرَةَ أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً قِيَامُهُ بِاللّيْلِ وَالْمَجْمُوعُ أَرْبَعُونَ رَكْعَةً وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَعَارِضٌ غَيْرُ رَاتِبٍ كَصَلَاةِ الْفَتْحِ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ وَصَلَاةِ الضّحَى إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ وَصِلَاتِهِ عِنْدَ مَنْ يَزُورُهُ وَتَحِيّةِ الْمَسْجِدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَيَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يُوَاظِبَ عَلَى هَذَا الْوِرْدِ دَائِمًا إلَى الْمَمَاتِ فَمَا أَسْرَعَ الْإِجَابَةَ وَأَعْجَلَ فَتْحَ الْبَابِ لِمَنْ يَقْرَعُهُ كُلّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَرْبَعِينَ مَرّةً . وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ .
فَصْلٌ فِي سِيَاقِ صَلَاتِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِاللّيْلِ وَوِتْرِهِ وَذِكْرِ صَلَاةِ أَوّلِ اللّيْلِ


قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْعِشَاءَ قَطّ فَدَخَلَ عَلَيّ إلّا صَلّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَوْ سِتّ رَكَعَاتٍ ثُمّ يَأْوِي إلَى فِرَاشِه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ ابْنُ عَبّاسٍ لَمّا بَاتَ عِنْدَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى الْعِشَاءَ ثُمّ جَاءَ ثُمّ صَلّى ثُمّ نَامَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُمَا أَبُو دَاوُد .
وَكَانَ إذَا اسْتَيْقَظَ بَدَأَ بِالسّوَاكِ ثُمّ يَذْكُرُ اللّهَ تَعَالَى وَقَدْ تَقَدّمَ ذِكْرُ مَا كَانَ يَقُولُهُ عِنْدَ اسْتِيقَاظِهِ ثُمّ يَتَطَهّرُ ثُمّ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ كَمَا فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللَهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا قَامَ مِنْ اللّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَأَمَرَ بِذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَة َ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنْ اللّيْلِ فَلْيَفْتَتِحْ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ مُسْلِمٌ .
وَكَانَ يَقُومُ تَارَةً إذَا انْتَصَفَ اللّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ وَرُبّمَا كَانَ يَقُومُ إذَا سَمِعَ الصّارِخَ وَهُوَ الدّيكُ وَهُوَ إنّمَا يَصِيحُ فِي النّصْفِ الثّانِي وَكَانَ يَقْطَعُ وِرْدَهُ تَارَةً وَيَصِلُهُ تَارَةً وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَيَقْطَعُهُ كَمَا قَالَ ابْنُ عَبّاسٍ فِي حَدِيثِ مَبِيتِهِ عِنْدَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اسْتَيْقَظَ فَتَسَوّكَ وَتَوَضّأَ وَهُوَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللّيْلِ وَالنّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (javascript:DisplayAyaa(3,190))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif [ آلُ عِمْرَانَ 190 ] . فَقَرَأَ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ حَتّى خَتَمَ السّورَةَ ثُمّ قَامَ فَصَلّى رَكْعَتَيْنِ أَطَالَ فِيهِمَا الْقِيَامَ وَالرّكُوعَ وَالسّجُودَ ثُمّ انْصَرَفَ فَنَامَ حَتّى نَفَخَ ثُمّ فَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرّاتٍ بِسِتّ رَكَعَاتٍ كُلّ ذَلِكَ يَسْتَاكُ وَيَتَوَضّأُ وَيَقْرَأُ هَؤُلَاءِ الْآيَاتِ ثُمّ أَوْتَرَ بِثَلَاثٍ فَأَذّنَ الْمُؤَذّنُ فَخَرَجَ إلَى الصّلَاةِ وَهُوَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي سَمْعِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي بَصَرِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفِي نُورًا وَمِنْ أَمَامِي نُورًا وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا اللّهُمّ أَعْطِنِي نُورًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ مُسْلِمٌ . وَلَمْ يَذْكُرْ ابْنُ عَبّاسٍ افْتِتَاحَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ كَمَا ذَكَرَتْهُ عَائِشَةُ فَإِمّا أَنّهُ كَانَ يَفْعَلُ هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً وَإِمّا أَنْ تَكُونَ عَائِشَةُ حَفِظَتْ مَا لَمْ يَحْفَظْ ابْنُ عَبّاسٍ وَهُوَ الْأَظْهَرُ لِمُلَازَمَتِهَا لَهُ وَلِمُرَاعَاتِهَا ذَلِكَ وَلِكَوْنِهَا أَعْلَمَ الْخَلْقِ بِقِيَامِهِ بِاللّيْلِ وَابْنُ عَبّاسٍ إنّمَا شَاهَدَهُ لَيْلَةَ الْمَبِيتِ عِنْدَ خَالَتِهِ وَإِذَا اخْتَلَفَ ابْنُ عَبّاسٍ وَعَائِشَةُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ قِيَامِهِ بِاللّيْلِ فَالْقَوْلُ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ .

[ أَنْوَاعُ صَلَاةِ الْقِيَامِ ]

وَكَانَ قِيَامُهُ بِاللّيْلِ وَوِتْرُهُ أَنْوَاعًا فَمِنْهَا هَذَا الّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ عَبّاسٍ .
النّوْعُ الثّانِي : الّذِي ذَكَرَتْهُ عَائِشَةُ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ ثُمّ يُتَمّمُ وِرْدَهُ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلّمُ مِنْ كُلّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِرَكْعَة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
النّوْعُ الثّالِثُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً كَذَلِكَ .
النّوْعُ الرّابِعُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يُصَلّي ثَمَانَ رَكَعَاتٍ يُسَلّمُ مِنْ كُلّ رَكْعَتَيْنِ ثُمّ يُوتِرُ بِخَمْسٍ سَرْدًا مُتَوَالِيَةً لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ إلّا فِي آخِرِهِنّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
النّوْعُ الْخَامِسُ تِسْعُ رَكَعَاتٍ يَسْرُدُ مِنْهُنّ ثَمَانِيًا لَا يَجْلِسُ فِي شَيْءٍ مِنْهُنّ إلّا فِي الثّامِنَةِ يَجْلِسُ يَذْكُرُ اللّهَ تَعَالَى وَيَحْمَدُهُ وَيَدْعُوهُ ثُمّ يَنْهَضُ وَلَا يُسَلّمُ ثُمّ يُصَلّي التّاسِعَةَ ثُمّ يَقْعُدُ وَيَتَشَهّدُ وَيُسَلّمُ ثُمّ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ جَالِسًا بَعْدَمَا يُسَلّمُ .
النّوْعُ السّادِسُ يُصَلّي سَبْعًا كَالتّسْعِ الْمَذْكُورَةِ ثُمّ يُصَلّي بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ جَالِسًا .
النّوْعُ السّابِعُ أَنّهُ كَانَ يُصَلّي مَثْنَى مَثْنَى ثُمّ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُنّ . فَهَذَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللّهُ عَنْ عَائِشَةَ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُوتِرُ بِثَلَاثٍ لَا فَصْلَ فِيهِنّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَرَوَى النّسَائِيّ عَنْهَا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ لَا يُسَلّمُ فِي رَكْعَتَيْ الْوِتْر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذِهِ الصّفَةُ فِيهَا نَظَرٌ فَقَدْ رَوَى أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبّانَ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا تُوتِرُوا بِثَلَاثٍ أَوْتِرُوا بِخَمْسٍ أَوْ سَبْعٍ وَلَا تَشَبّهُوا بِصَلَاةِ الْمَغْرِبِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ الدّارَقُطْنِيّ : رُوَاتُهُ كُلّهُمْ ثِقَاتٌ قَالَ مُهَنّا : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ إلَى أَيّ شَيْءٍ تَذْهَبُ فِي الْوِتْرِ تُسَلّمُ فِي الرّكْعَتَيْنِ ؟ قَالَ نَعَمْ . قُلْتُ لِأَيّ شَيْءٍ ؟ قَالَ لِأَنّ الْأَحَادِيثَ فِيهِ أَقْوَى وَأَكْثَرُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الرّكْعَتَيْنِ . الزّهْرِيّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَلّمَ مِنْ الرّكْعَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ حَرْبٌ سُئِلَ أَحْمَدُ عَنْ الْوِتْرِ ؟ قَالَ يُسَلّمُ فِي الرّكْعَتَيْنِ . وَإِنْ لَمْ يُسَلّمْ رَجَوْتُ أَلّا يَضُرّهُ إلّا أَنّ التّسْلِيمَ أَثْبَتُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَالَ أَبُو طَالِبٍ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ إلَى أَيّ حَدِيثٍ تَذْهَبُ فِي الْوِتْرِ ؟ قَالَ أَذْهَبُ إلَيْهَا كُلّهَا : مَنْ صَلّى خَمْسًا لَا يَجْلِسُ إلّا فِي آخِرِهِنّ وَمَنْ صَلّى سَبْعًا لَا يَجْلِسُ إلّا فِي آخِرِهِنّ وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ زُرَارَةَ عَنْ عَائِشَةَ يُوتِرُ بِتِسْعٍ يَجْلِسُ فِي الثّامِنَة .
قَالَ وَلَكِنّ أَكْثَرَ الْحَدِيثِ وَأَقْوَاهُ رَكْعَةٌ فَأَنَا أَذْهَبُ إلَيْهَا . قُلْت : ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ ثَلَاثُ قَالَ نَعَمْ قَدْ عَابَ عَلَى سَعْدٍ رَكْعَةً فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ أَيْضًا شَيْئًا يَرُدّ عَلَيْهِ .
النّوْعُ الثّامِنُ مَا رَوَاهُ النّسَائِيّ عَنْ حُذَيْفَةَ أَنّهُ صَلّى مَعَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي رَمَضَانَ فَرَكَعَ فَقَالَ فِي رُكُوعِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَ رَبّي الْعَظِيمِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا ثُمّ جَلَسَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّ اغْفِرْ لِي رَبّ اغْفِرْ لِي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا . ثُمّ سَجَدَ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سُبْحَانَ رَبّيَ الْأَعْلَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif مِثْلَ مَا كَانَ قَائِمًا فَمَا صَلّى إلّا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ حَتّى جَاءَ بِلَالٌ يَدْعُوهُ إلَى الْغَدَاةِ وَأَوْتَرَ أَوّلَ اللّيْلِ وَوَسَطَهُ وَآخِرَهُ . وَقَامَ لَيْلَةً تَامّةً بِآيَةٍ يَتْلُوهَا وَيُرَدّدُهَا حَتّى الصّبَاحَ وَهِيَ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِنْ تُعَذّبْهُمْ فَإِنّهُمْ عِبَادُكَ (javascript:DisplayAyaa(5,118))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْمَائِدَةُ 118 ] .
وَكَانَتْ صَلَاتُهُ بِاللّيْلِ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ . أَحَدُهَا - وَهُوَ أَكْثَرُهَا : صَلَاتُهُ قَائِمًا . الثّانِي : أَنّهُ كَانَ يُصَلّي قَاعِدًا وَيَرْكَعُ قَاعِدًا .
الثّالِثُ أَنّهُ كَانَ يَقْرَأُ قَاعِدًا فَإِذَا بَقِيَ يَسِيرٌ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَامَ فَرَكَعَ قَائِمًا وَالْأَنْوَاعُ الثّلَاثَةُ صَحّتْ عَنْهُ .
وَأَمّا صِفَةُ جُلُوسِهِ فِي مَحَلّ الْقِيَامِ فَفِي " سُنَنِ النّسَائِيّ " عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي مُتَرَبّعًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ النّسَائِيّ : لَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرَ أَبِي دُوَادَ يَعْنِي الْحَفْرِيّ وَأَبُو دَاوُد ثِقَةٌ وَلَا أَحْسَبُ إلّا أَنّ هَذَا الْحَدِيثَ خَطَأٌ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1084.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1086.htm)

قيـس
10-04-2010, 06:03 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ الرّكْعَتَانِ بَعْدَ الْوِتْرِ ]


وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُصَلّي بَعْدَ الْوِتْرِ رَكْعَتَيْنِ جَالِسًا تَارَةً وَتَارَةً يَقْرَأُ فِيهِمَا جَالِسًا فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَع http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي سَلَمَة َ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُصَلّي ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلّي ثَمَانَ رَكَعَاتٍ ثُمّ يُوتِرُ ثُمّ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَرَكَعَ ثُمّ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النّدَاءِ وَالْإِقَامَةِ مِنْ صَلَاةِ الصّبْح http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي " الْمُسْنَدِ " عَنْ أُمّ سَلَمَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُصَلّي بَعْدَ الْوِتْرِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ التّرْمِذِيّ : رُوِيَ نَحْوُ هَذَا عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي أُمَامَةَ وَغَيْرِ وَاحِدٍ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . وَفِي " الْمُسْنَدِ " عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَهُوَ جَالِسٌ يَقْرَأُ فِيهِمَا ب http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِذَا زُلْزِلَتِ (javascript:DisplayAyaa(99,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif و http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ (javascript:DisplayAyaa(109,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَرَوَى الدّارَقُطْنِيّ نَحْوَهُ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ . وَقَدْ أَشْكَلَ هَذَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النّاسِ فَظَنّوهُ مُعَارِضًا لِقَوْلِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللّيْلِ وِتْرًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَأَنْكَرَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللّهُ هَاتَيْنِ الرّكْعَتَيْنِ وَقَالَ أَحْمَدُ لَا أَفْعَلُهُ وَلَا أَمْنَعُ مِنْ فِعْلِهِ قَالَ وَأَنْكَرَهُ مَالِكٌ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ إنّمَا فَعَلَ هَاتَيْنِ الرّكْعَتَيْنِ لِيُبَيّنَ جَوَازَ الصّلَاةِ بَعْدَ الْوِتْرِ وَأَنّ فِعْلَهُ لَا يَقْطَعُ التّنَفّلَ وَحَمَلُوا قَوْلَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ بِاللّيْلِ وِتْرًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif عَلَى الِاسْتِحْبَابِ وَصَلَاةَ الرّكْعَتَيْنِ بَعْدَهُ عَلَى الْجَوَازِ .
وَالصّوَابُ أَنْ يُقَالَ إنّ هَاتَيْنِ الرّكْعَتَيْنِ تَجْرِيَانِ مَجْرَى السّنّةِ وَتَكْمِيلِ الْوِتْرِ فَإِنّ الْوِتْرَ عِبَادَةٌ مُسْتَقِلّةٌ وَلَا سِيّمَا إنْ قِيلَ بِوُجُوبِهِ فَتَجْرِي الرّكْعَتَانِ بَعْدَهُ مَجْرَى سُنّةِ الْمَغْرِبِ مِنْ الْمَغْرِبِ فَإِنّهَا وِتْرُ النّهَارِ وَالرّكْعَتَانِ بَعْدَهَا تَكْمِيلٌ لَهَا ، فَكَذَلِك الرّكْعَتَانِ بَعْدَ وِتْرِ اللّيْلِ وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1085.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1087.htm)

قيـس
10-04-2010, 06:03 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ [ قُنُوتُ الْوِتْرِ ]


وَلَمْ يُحْفَظْ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَنَتَ فِي الْوِتْرِ إلّا فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ عَلِيّ بْنِ مَيْمُونٍ الرّقّيّ حَدّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُوتِرُ فَيَقْنُتُ قَبْلَ الرّكُوعِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ ابْنِهِ عَبْدِ اللّهِ أَخْتَارُ الْقُنُوتَ بَعْدَ الرّكُوعِ إنّ كُلّ شَيْءٍ ثَبَتَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْقُنُوتِ إنّمَا هُوَ فِي الْفَجْرِ لَمّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرّكُوعِ وَقُنُوتُ الْوِتْرِ أَخْتَارُهُ بَعْدَ الرّكُوعِ وَلَمْ يَصِحّ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ شَيْءٌ . وَقَالَ الْخَلّالُ أَخْبَرَنِي مُحَمّدُ بْنُ يَحْيَى الْكَحّالُ أَنّهُ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللّهِ فِي الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ ؟ فَقَالَ لَيْسَ يُرْوَى فِيهِ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ شَيْءٌ وَلَكِنْ كَانَ عُمَرُ يَقْنُتُ مِنْ السّنّةِ إلَى السّنّةِ .
أَحْمَدُ وَأَهْلُ " السّنَنِ " مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عَلّمَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنّ فِي الْوِتْرِ اللّهُمّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْت وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْت وَتَوَلّنِي فِيمَنْ تَوَلّيْت وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْت وَقِنِي شَرّ مَا قَضَيْت إنّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْك إنّهُ لَا يَذِلّ مَنْ وَالَيْت تَبَارَكْتَ رَبّنَا وَتَعَالَيْتَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
زَاد الْبَيْهَقِيّ وَالنّسَائِيّ : وَلَا يَعِزّ مَنْ عَادَيْتَ . وَزَادَ النّسَائِيّ فِي رِوَايَتِهِ " وَصَلّى اللّهُ عَلَى النّبِي " .
وَزَادَ الْحَاكِمُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " وَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عَلّمَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي وِتْرِي إذَا رَفَعْت رَأْسِي وَلَمْ يَبْقَ إلّا السّجُود http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَوَاهُ ابْنُ حِبّانَ فِي " صَحِيحِهِ " وَلَفْظُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَدْعُو http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَ التّرْمِذِيّ : وَفِي الْبَابِ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ لَا نَعْرِفُهُ إلّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْحَوْرَاءِ السّعْدِي ّ وَاسْمُهُ رَبِيعَةُ بْنُ شَيْبَانَ وَلَا نَعْرِفُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي الْقُنُوتِ فِي الْوِتْرِ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْ هَذَا انْتَهَى .
وَالْقُنُوتُ فِي الْوِتْرِ مَحْفُوظٌ عَنْ عُمَرَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَالرّوَايَةُ عَنْهُمْ أَصَحّ مِنْ الْقُنُوتِ فِي الْفَجْرِ وَالرّوَايَةُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي قُنُوتِ الْفَجْرِ أَصَحّ مِنْ الرّوَايَةِ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ . وَاَللّهُ أَعْلَمُ .

[ الدّعَاءُ فِي آخِرِ الْوِتْرِ وَبَعْدَهُ ]

وَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُد وَالتّرْمِذِيّ وَالنّسَائِيّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ إنّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِك وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِك وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا يَحْتَمِلُ أَنّهُ قَبْلَ فَرَاغِهِ مِنْهُ وَبَعَدَهُ وَفِي إحْدَى الرّوَايَاتِ عَنْ النّسَائِيّ : كَانَ يَقُولُ إذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَتَبَوّأَ مَضْجَعَهُ وَفِي هَذِهِ الرّوَايَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ وَلَوْ حَرَصْتُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَثَبَتَ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ قَالَ ذَلِكَ فِي السّجُودِ فَلَعَلّهُ قَالَهُ فِي الصّلَاةِ وَبَعْدَهَا .
وَذَكَرَ الْحَاكِمُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا فِي صَلَاةِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَوِتْرِهِ ثُمّ أَوْتَرَ فَلَمّا قَضَى صَلَاتَهُ سَمِعْته يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ شِمَالِي نُورًا وَفَوْقِي نُورًا وَتَحْتِي نُورًا وَأَمَامِي نُورًا وَخَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ لِي يَوْمَ لِقَائِكَ نُورًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَ كُرَيْبٌ : وَسَبّعَ فِي الْقُنُوتِ فَلَقِيتُ رَجُلًا مِنْ وَلَدِ الْعَبّاسِ فَحَدّثَنِي بِهِنّ فَذَكَرَ " لَحْمِي وَدَمِي وَعَصَبِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي " وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ وَفِي رِوَايَةِ النّسَائِيّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَكَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ .
لِمُسْلِمٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَخَرَجَ إلَى الصّلَاةِ يَعْنِي صَلَاةَ الصّبْحِ وَهُوَ يَقُولُ . .. فَذَكَرَ هَذَا الدّعَاءَ وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ أَيْضًا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَفِي لِسَانِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا وَأَعْظِمْ لِي نُورًا " وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ " وَاجْعَلْنِي نُورًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذَكَرَ أَبُو دَاوُد وَالنّسَائِيّ مِنْ حَدِيثِ أُبَيّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ ب http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif سَبّحِ اسْمَ رَبّكَ الْأَعْلَى (javascript:DisplayAyaa(87,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif و http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ يَا أَيّهَا الْكَافِرُونَ (javascript:DisplayAyaa(109,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif و http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ (javascript:DisplayAyaa(112,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif فَإِذَا سَلّمَ قَالَ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدّوسِ ثَلَاثَ مَرّاتٍ يَمُدّ بِهَا صَوْتَهُ فِي الثّالِثَةِ وَيَرْفَع ُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهَذَا لَفْظُ النّسَائِيّ . زَادَ الدّارَقُطْنِيّ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَبّ الْمَلَائِكَةِ وَالرّوحِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1086.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1088.htm)

قيـس
10-04-2010, 06:06 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ كَيْفِيّةُ قِرَاءَتِهِ لِلْقُرْآنِ ]


وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْطَعُ قِرَاءَتَهُ وَيَقِفُ عِنْدَ كُلّ آيَةٍ فَيَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْحَمْدُ لِلّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ وَيَقِفُ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ وَيَقِفُ مَالِكِ يَوْمِ الدّينِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذَكَرَ الزّهْرِيّ أَنّ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَتْ آيَةً آيَةً وَهَذَا هُوَ الْأَفْضَلُ الْوُقُوفُ عَلَى رُءُوسِ الْآيَاتِ وَإِنْ تَعَلّقَتْ بِمَا بَعْدَهَا وَذَهَبَ بَعْضُ الْقُرّاءِ إلَى تَتَبّعِ الْأَغْرَاضِ وَالْمَقَاصِدِ وَالْوُقُوفِ عِنْدَ انْتِهَائِهَا وَاتّبَاعُ هَدْيِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسُنّتِهِ أَوْلَى . وَمِمّنْ ذَكَرَ ذَلِكَ الْبَيْهَقِيّ فِي " شُعَبِ الْإِيمَانِ " وَغَيْرُهُ وَرَجّحَ الْوُقُوفَ عَلَى رُءُوسِ الْآيِ وَإِنْ تَعَلّقَتْ بِمَا بَعْدَهَا .
وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُرَتّلُ السّورَةَ حَتّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا وَقَامَ بِآيَةٍ يُرَدّدُهَا حَتّى الصّبَاحِ

[هَلْ الْأَفْضَلُ التّرْتِيلُ مَعَ قِلّةِ الْقِرَاءَةِ أَوْ السّرْعَةُ مَعَ كَثْرَتِهَا ؟ ]

وَقَدْ اخْتَلَفَ النّاسُ فِي الْأَفْضَلِ مِنْ التّرْتِيلِ وَقِلّةِ الْقِرَاءَةِ أَوْ السّرْعَةِ مَعَ كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ أَيّهُمَا أَفْضَلُ ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ . فَذَهَبَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا وَغَيْرُهُمَا إلَى أَنّ التّرْتِيلَ وَالتّدَبّرَ مَعَ قِلّةِ الْقِرَاءَةِ أَفْضَلُ مِنْ سُرْعَةِ الْقِرَاءَةِ مَعَ كَثْرَتِهَا . وَاحْتَجّ أَرْبَابُ هَذَا الْقَوْلِ بِأَنّ الْمَقْصُودَ مِنْ الْقِرَاءَةِ فَهْمُهُ وَتَدَبّرُهُ وَالْفِقْهُ فِيهِ وَالْعَمَلُ بِهِ وَتِلَاوَتُهُ وَحِفْظُهُ وَسِيلَةٌ إلَى مَعَانِيهِ كَمَا قَالَ بَعْضُ السّلَفِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif نَزَلَ الْقُرْآنُ لِيُعْمَلَ بِهِ فَاِتّخِذُوا تِلَاوَتَهُ عَمَلًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَلِهَذَا كَانَ أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ الْعَالِمُونَ بِهِ وَالْعَامِلُونَ بِمَا فِيهِ وَإِنْ لَمْ يَحْفَظُوهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ .
وَأَمّا مَنْ حَفِظَهُ وَلَمْ يَفْهَمْهُ وَلَمْ يَعْمَلْ بِمَا فِيهِ فَلَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ وَإِنْ أَقَامَ حُرُوفَهُ إقَامَةَ السّهْمِ . قَالُوا : وَلِأَنّ الْإِيمَانَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ وَفَهْمُ الْقُرْآنِ وَتَدَبّرُهُ هُوَ الّذِي يُثْمِرُ الْإِيمَانَ وَأَمّا مُجَرّدُ التّلَاوَةِ مِنْ غَيْرِ فَهْمٍ وَلَا تَدَبّرٍ فَيَفْعَلُهَا الْبَرّ وَالْفَاجِرُ وَالْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ كَمَا قَالَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرّيْحَانَةِ رِيحُهَا طَيّبٌ وَطَعْمُهَا مُرّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَالنّاسُ فِي هَذَا أَرْبَعُ طَبَقَاتٍ أَهْلُ الْقُرْآنِ وَالْإِيمَانِ وَهُمْ أَفْضَلُ النّاسِ . وَالثّانِيَةُ مَنْ عَدِمَ الْقُرْآنَ وَالْإِيمَانَ . الثّالِثَةُ مَنْ أُوتِيَ قُرْآنًا وَلَمْ يُؤْتَ إيمَانًا الرّابِعَةُ مَنْ أُوتِيَ إيمَانًا وَلَمْ يُؤْتَ قُرْآنًا .
قَالُوا : فَكَمَا أَنّ مَنْ أُوتِيَ إيمَانًا بِلَا قُرْآنٍ أَفْضَلُ مِمّنْ أُوتِيَ قُرْآنًا بِلَا إيمَانٍ فَكَذَلِكَ مَنْ أُوتِيَ تَدَبّرًا وَفَهْمًا فِي التّلَاوَةِ أَفْضَلُ مِمّنْ أُوتِيَ كَثْرَةَ قِرَاءَةٍ وَسُرْعَتَهَا بِلَا تَدَبّرٍ . قَالُوا : وَهَذَا هَدْيُ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَإِنّهُ كَانَ يُرَتّلُ السّورَةَ حَتّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلِ مِنْهَا وَقَامَ بِآيَةٍ حَتّى الصّبَاحِ .
وَقَالَ أَصْحَابُ الشّافِعِيّ رَحِمَهُ اللّهُ كَثْرَةُ الْقِرَاءَةِ أَفَضْلُ وَاحْتَجّوا بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْف http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ التّرْمِذِيّ وَصَحّحَهُ .
قَالُوا : وَلِأَنّ عُثْمَانَ بْنَ عَفّانَ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ وَذَكَرُوا آثَارًا عَنْ كَثِيرٍ مِنْ السّلَفِ فِي كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ .
وَالصّوَابُ فِي الْمَسْأَلَةِ أَنْ يُقَالَ إنّ ثَوَابَ قِرَاءَةِ التّرْتِيلِ وَالتّدَبّرِ أَجَلّ وَأَرْفَعُ قَدَرًا وَثَوَابَ كَثْرَةِ الْقِرَاءَةِ أَكْثَرُ عَدَدًا فَالْأَوّلُ كَمَنْ تَصَدّقَ بِجَوْهَرَةٍ عَظِيمَةٍ أَوْ أَعْتَقَ عَبْدًا قِيمَتُهُ نَفِيسَةٌ جِدّا وَالثّانِي : كَمَنْ تَصَدّقَ بِعَدَدٍ كَثِيرٍ مِنْ الدّرَاهِمِ أَوْ أَعْتَقَ عَدَدًا مِنْ الْعَبِيدِ قِيمَتُهُمْ رَخِيصَةٌ .
وَفِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيّ " عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَأَلْت أَنَسًا عَنْ قِرَاءَةِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يَمُدّ مَدّا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ شُعْبَةُ : حَدّثَنَا أَبُو جَمْرَةَ قَالَ قُلْت لِابْنِ عَبّاسٍ إنّي رَجُلٌ سَرِيعُ الْقِرَاءَةَ وَرُبّمَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ مَرّةً أَوْ مِرّتَيْنِ فَقَالَ ابْنُ عَبّاسٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَأَنْ أَقْرَأَ سُورَةً وَاحِدَةً أَعْجَبُ إلَيّ مِنْ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ الّذِي تَفْعَلُ فَإِنْ كُنْت فَاعِلًا وَلَا بُدّ فَاقْرَأْ قِرَاءَةً تُسْمِعُ أُذُنَيْكُ وَيَعِيهَا قَلْبُك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ إبْرَاهِيمُ قَرَأَ عَلْقَمَةُ عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ وَكَانَ حَسَنَ الصّوْتِ فَقَالَ رَتّلْ فِدَاك أَبِي وَأُمّي فَإِنّهُ زَيْنُ الْقُرْآنِ .
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا تَهُذّوا الْقُرْآنَ هَذّ الشّعْرِ وَلَا تَنْثُرُوهُ نَثْرَ الدّقَلِ وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائِبِهِ وَحَرّكُوا بِهِ الْقُلُوبَ وَلَا يَكُنْ هَمّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السّورَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ عَبْدُ اللّهِ أَيْضًا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذَا سَمِعْتَ اللّهَ يَقُولُ يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا فَأَصْغِ لَهَا سَمْعَك فَإِنّهُ خَيْرٌ تُؤْمَرُ بِهِ أَوْ شَرّ تُصْرَفُ عَنْه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ عَبْدُ الرّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى : دَخَلَتْ عَلَيّ امْرَأَةٌ وَأَنَا أَقْرَأُ ( سُورَةَ هُودٍ فَقَالَتْ يَا عَبْدَ الرّحْمَنِ هَكَذَا تَقْرَأُ سُورَةَ هُودٍ ؟ وَاَللّهِ إنّي فِيهَا مُنْذُ سِتّةِ أَشْهُرٍ وَمَا فَرَغْتُ مِنْ قِرَاءَتِهَا .
وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُسِرّ بِالْقِرَاءَةِ فِي صَلَاةِ اللّيْلِ تَارَةً وَيَجْهَرُ بِهَا تَارَةً وَيُطِيلُ الْقِيَامَ تَارَةً وَيُخَفّفُهُ تَارَةً وَيُوتِرُ آخِرَ اللّيْلِ - وَهُوَ الْأَكْثَرُ - وَأَوّلُهُ تَارَةً وَأَوْسَطَهُ تَارَةً .
[ صَلَاةُ التّطَوّعِ عَلَى الرّاحِلَةِ ]


وَكَانَ يُصَلّي التّطَوّعَ بِاللّيْلِ وَالنّهَارِ عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السّفَرِ قِبَلَ أَيّ جِهَةٍ تَوَجّهَتْ بِهِ فَيَرْكَعُ وَيَسْجُدُ عَلَيْهَا إيمَاءً وَيَجْعَلُ سُجُودَهُ أَخْفَضَ مِنْ رُكُوعِهِ وَقَدْ رَوَى أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلّيَ عَلَى رَاحِلَتِهِ تَطَوّعًا اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَكَبّرَ لِلصّلَاةِ ثُمّ خَلّى عَنْ رَاحِلَتِهِ ثُمّ صَلّى أَيْنَمَا تَوَجّهَتْ بِه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَاخْتَلَفَ الرّوَاةُ عَنْ أَحْمَدَ هَلْ يَلْزَمُهُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ إذَا قَدَرَ عَلَيْهِ ؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ فَإِنْ أَمْكَنَهُ الِاسْتِدَارَةُ إلَى الْقِبْلَةِ فِي صَلَاتِهِ كُلّهَا مِثْلَ أَنْ يَكُونَ فِي مَحْمِلٍ أَوْ عمارية وَنَحْوِهَا فَهَلْ يَلْزَمُهُ أَوْ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُصَلّيَ حَيْثُ تَوَجّهَتْ بِهِ الرّاحِلَةُ ؟ فَرَوَى مُحَمّدُ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ أَحْمَدَ فِيمَنْ صَلّى فِي مَحْمِلٍ أَنّهُ لَا يُجْزِئُهُ إلّا أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ لِأَنّهُ يُمْكِنُهُ أَنْ يَدُورَ وَصَاحِبُ الرّاحِلَةِ وَالدّابّةِ لَا يُمْكِنُهُ . وَرَوَى عَنْهُ أَبُو طَالِبٍ أَنّهُ قَالَ الِاسْتِدَارَةُ فِي الْمَحْمِلِ شَدِيدَةٌ يُصَلّي حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ .
وَاخْتَلَفَتْ الرّوَايَةُ عَنْهُ فِي السّجُودِ فِي الْمَحْمِلِ فَرَوَى عَنْهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللّهِ أَنّهُ قَالَ وَإِنْ كَانَ مَحْمِلًا فَقَدَرَ أَنْ يَسْجُدَ فِي الْمَحْمِلِ فَيَسْجُدُ . وَرَوَى عَنْهُ الْمَيْمُونِيّ إذَا صَلّى فِي الْمَحْمِلِ أَحَبّ إلَيّ أَنْ يَسْجُدَ لِأَنّهُ يُمْكِنُهُ . وَرَوَى عَنْهُ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ : يَسْجُدُ فِي الْمَحْمِلِ إذَا أَمْكَنَهُ . وَرَوَى عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمّدٍ : السّجُودُ عَلَى الْمِرْفَقَةِ إذَا كَانَ فِي الْمَحْمِلِ وَرُبّمَا أَسْنَدَ عَلَى الْبَعِيرِ وَلَكِنْ يُومِئُ وَيَجْعَلُ السّجُودَ أَخْفَضَ مِنْ الرّكُوعِ وَكَذَا رَوَى عَنْهُ أَبُو دَاوُد .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1087.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1089.htm)

قيـس
10-04-2010, 06:08 AM
إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي صَلَاةِ الضّحَى


[ مَنْ رَوَى تَرْكَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِعْلَهَا ]

رَوَى الْبُخَارِيّ فِي " صَحِيحِهِ " عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا قَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي سُبْحَةَ الضّحَى وَإِنّي لَأُسَبّحُهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَوَى أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مُوَرّقٍ الْعِجْلِيّ قُلْتُ لِابْنِ عُمَر َ أَتُصَلّي الضّحَى ؟ قَالَ لَا قُلْتُ فَعُمَرُ ؟ قَالَ لَا قُلْتُ فَأَبُو بَكْرٍ ؟ قَالَ لَا . قُلْت : فَالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ؟ قَالَ لَا . إخَالُه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذُكِرَ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ مَا حَدّثَنَا أَحَدٌ أَنّهُ رَأَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضّحَى غَيْرَ أُمّ هَانِئٍ فَإِنّهَا قَالَتْ إنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif دَخَلَ بَيْتَهَا يَوْمَ فَتْحِ مَكّةَ فَاغْتَسَلَ وَصَلّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فَلَمْ أَرَ صَلَاةً قَطّ أَخَفّ مِنْهَا غَيْرَ أَنّهُ يُتِمّ الرّكُوعَ وَالسّجُودَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَأَلْت عَائِشَةَ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضّحَى ؟ قَالَتْ لَا إلّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِهِ . قُلْتُ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقْرُنُ بَيْنَ السّوَرِ ؟ قَالَتْ مِنْ الْمُفَصّل http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ مَنْ رَوَى صَلَاةَ النّبِيّ لَهَا وَعَدَدَ رَكَعَاتِهَا ]

وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضّحَى أَرْبَعًا وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ أُمّ هَانِئ ٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى يَوْمَ الْفَتْحِ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَذَلِكَ ضُحًى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ الْحَاكِم ُ فِي " الْمُسْتَدْرَكِ " : حَدّثَنَا الْأَصَمّ حَدّثَنَا الصّغَانِيّ حَدّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ حَدّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ بَكْرِ بْنِ الْأَشَجّ عَنْ الضّحّاكِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلّى فِي سَفَرٍ سُبْحَةَ الضّحَى صَلّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ فَلَمّا انْصَرَفَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّي صَلّيْتُ صَلَاةَ رَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ فَسَأَلْتُ رَبّي ثَلَاثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً سَأَلْتُهُ أَلّا يَقْتُلَ أُمّتِي بِالسّنِينَ فَفَعَلَ وَسَأَلْتُهُ أَلّا يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوّا فَفَعَلَ وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُلْبِسَهُمْ شِيَعًا فَأَبَى عَلَيّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ الْحَاكِمُ صَحِيحٌ . قُلْت : الضّحّاكُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ هَذَا يُنْظَرُ مَنْ هُوَ وَمَا حَالُهُ ؟ وَقَالَ الْحَاكِمُ : فِي كِتَابِ " فَضْلِ الضّحَى " : حَدّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا بِشْرُ بْنُ يَحْيَى حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ صَالِحٍ الدّولَابِيّ حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا قَالَتْ صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الضّحَى ثُمّ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيّ إنّكَ أَنْتَ التّوَابُ الرّحِيمُ الْغَفُورُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif حَتّى قَالَهَا مِائَةَ مَرّةٍ
حَدّثَنَا أَبُو الْعَبّاسِ الْأَصَمّ حَدّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَاصِمٍ حَدّثَنَا الْحُصَيْنُ بْنُ حَفْصٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عُمَرَ بْنَ ذَرّ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى الضّحَى رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعًا وَسِتّا وَثَمَانِيًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : حَدّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ حَدّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعُمَرِيّ حَدّثَتْنَا عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ عَنْ أُمّ ذَرّةَ قَالَتْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا تُصَلّي الضّحَى وَتَقُولُ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي إلّا أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ .
وَقَالَ الْحَاكِمُ أَيْضًا : أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمّدٍ الْمَرْوَزِيّ حَدّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ حَدّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرّةَ عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَنّهُ رَأَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي صَلَاةَ الضّحَى . قَالَ الْحَاكِمُ أَيْضًا : حَدّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمّدٍ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ عُدَيّ بْنِ كَامِلٍ حَدّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيّةَ الْوَاسِطِيّ حَدّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى الضّحَى سِتَ رَكَعَات http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ثُمّ رَوَى الْحَاكِمُ عَنْ إسْحَاقَ بْنِ بَشِيرٍ الْمَحَامِلِيّ حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى عَنْ جَابِرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ وَأُمّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا قَالَتَا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي صَلَاةَ الضّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا .
وَقَالَ الْحَاكِمُ : أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ مُحَمّدٍ الصّيْرَفِيّ حَدّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ الرّقَاشِيّ حَدّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إسْحَاقَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضُمْرَةَ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُصَلّي الضّحَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَبِهِ إلَى أَبِي الْوَلِيدِ . حَدّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرّةَ عَنْ عِمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ الْعَبْدِيّ عَنْ ابْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِم عَنْ أَبِيهِ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif رَأَى رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضّحَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَ الْحَاكِمُ : وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ وَأَبِي ذَرّ الْغِفَارِيّ وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَبُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيّ وَأَبِي الدّرْدَاءِ وَعَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ السّلَمِيّ وَنُعَيْمِ بْنِ هَمّارٍ الْغَطَفَانِيّ وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَمِنْ النّسَاءِ عَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَأُمّ هَانِئٍ وَأُمّ سَلَمَة َ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُنّ كُلّهِمْ شَهِدُوا أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَانَ يُصَلّيهَا .
وَذَكَرَ الطّبَرَانِيّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيّ وَأَنَسٍ وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ يُصَلّي الضّحَى سِتّ رَكَعَاتٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ بَيَانُ أَدِلّةِ مَنْ رَجّحَ الْفِعْلَ عَلَى التّرْكِ مَعَ بَيَانِ الْعَدَدِ ]

فَاخْتَلَفَ النّاسُ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ عَلَى طَرْقٍ مِنْهُمْ مَنْ رَجّحَ رِوَايَةَ الْفِعْلِ عَلَى التّرْكِ بِأَنّهَا مُثْبِتَةٌ تَتَضَمّنُ زِيَادَةَ عِلْمٍ خَفِيَتْ عَلَى النّافِي . قَالُوا : وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَذْهَبَ عِلْمُ مِثْلِ هَذَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النّاسِ وَيُوجَدُ عِنْدَ الْأَقَلّ . قَالُوا : وَقَدْ أَخْبَرَتْ عَائِشَةُ وَأَنَسٌ وَجَابِرٌ وَأُمّ هَانِئٍ وَعَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنّهُ صَلّاهَا . قَالُوا : وَيُؤَيّدُ هَذَا الْأَحَادِيثُ الصّحِيحَةُ الْمُتَضَمّنَةُ لِلْوَصِيّةِ بِهَا وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا وَمَدْحِ فَاعِلِهَا وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ فَفِي " الصّحِيحَيْنِ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَوْصَانِي خَلِيلِي مُحَمّدٌ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيّامٍ مِنْ كُلّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " نَحْوُهُ عَنْ أَبِي الدّرْدَاءِ . وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ أَبِي ذَرّ يَرْفَعُهُ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يُصْبِحُ عَلَى كُلّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلّ تَحْمِيْدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضّحَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ " عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ قَعَدَ فِي مُصَلّاهُ حِينَ يَنْصَرِفُ مِنْ صَلَاةِ الصّبْحِ حَتّى يُسَبّحَ رَكْعَتَيْ الضّحَى لَا يَقُولُ إلّا خَيْرًا غَفَرَ اللّهُ لَهُ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي التّرْمِذِيّ و " سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ حَافَظَ عَلَى سَبْحَةِ الضّحَى غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " الْمُسْنَدِ " وَالسّنَنِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمّارٍ قَالَ سَمِعْت رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قَالَ اللّهُ عَزّ وَجَلّ يَا ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزَنّ عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي أَوّلِ النّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَوَاهُ التّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الدّرْدَاءِ وَأَبِي ذَرّ .
وَفِي " جَامِعِ التّرْمِذِيّ " و " سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ " عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ صَلّى الضّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنّةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ أَنّهُ رَأَى قَوْمًا يُصَلّونَ مِنْ الضّحَى فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ فَقَالَ أَمَا لَقَدْ عَلِمُوا أَنّ الصّلَاةَ فِي غَيْرِ هَذِهِ السّاعَةِ أَفْضَلُ إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ " http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلَاةُ الْأَوّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الْفِصَال http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif " . وَقَوْلُهُ تَرْمَضُ الْفِصَالُ أَيْ يَشْتَدّ حَرّ النّهَارِ فَتَجِدُ الْفِصَالَ حَرَارَةَ الرّمْضَاءِ . وَفِي " الصّحِيحِ " أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى الضّحَى فِي بَيْتِ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ رَكْعَتَيْنِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1088.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1090.htm)





إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

وَفِي " مُسْتَدْرَكِ " الْحَاكِمِ مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ الْوَاسِطِيّ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَا يُحَافِظُ عَلَى صَلَاةِ الضّحَى إلّا أَوّاب http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ " هَذَا إسْنَادٌ قَدْ احْتَجّ بِمِثْلِهِ مُسْلِمُ بْنُ الْحَجّاجِ وَأَنّهُ حَدّثَ عَنْ شُيُوخِهِ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا أَذِنَ اللّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيّ يَتَغَنّى بِالْقُرْآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ وَلَعَلّ قَائِلًا يَقُولُ قَدْ أَرْسَلَهُ حَمّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمّدٍ الدّرَاوَرْدِيّ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ عَمْرٍو فَيُقَالُ لَهُ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ ثِقَةٌ وَالزّيَادَةُ مِنْ الثّقَةِ مَقْبُولَةٌ .
ثُمّ رَوَى الْحَاكِمُ : حَدّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السّكّرِيّ حَدّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيّ حَدّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُد الْيَمَامِيّ حَدّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ " إنّ لِلْجَنّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ بَابُ الضّحَى فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ الّذِينَ كَانُوا يُدَاوِمُونَ عَلَى صَلَاةِ الضّحَى هَذَا بَابُكُمْ فَادْخُلُوهُ بِرَحْمَةِ اللّهِ " .
وَقَالَ التّرْمِذِيّ فِي " الْجَامِعِ " : حَدّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ مُحَمّدِ بْنِ إسْحَاقَ قَالَ حَدّثَنِي مُوسَى بْنُ فُلَانٍ عَنْ عَمّهِ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ صَلّى الضّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بَنَى اللّهُ لَهُ قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ فِي الْجَنّةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَ التّرْمِذِيّ : حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إلّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ . وَكَانَ أَحْمَدُ يَرَى أَصَحّ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ حَدِيثَ أُمّ هَانِئٍ . قُلْت : وَمُوسَى ابْنُ فُلَانٍ هَذَا هُوَ مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُثَنّى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ .
وَفِي " جَامِعِهِ " أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ عَطِيّةَ الْعَوْفِيّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي ّ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضُحَى حَتّى نَقُولَ لَا يَدَعُهَا وَيَدَعُهَا حَتّى نَقُولَ لَا يُصَلّيهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
وَقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي " مُسْنَدِهِ " حَدّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدّثَنَا إسْمَاعِيلُ بْنُ عَيّاشٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذّمَارِيّ عَنْ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ مَشَى إلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ وَهُوَ مُتَطَهّرٌ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْحَاجّ الْمُحْرِمِ وَمَنْ مَشَى إلَى سُبْحَةِ الضّحَى كَانَ لَهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ وَصَلَاةٌ عَلَى إثْرِ صَلَاةٍ لَا لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلّيّينَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالَ أَبُو أُمَامَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الْغُدُوّ وَالرّوَاحُ إلَى هَذِهِ الْمَسَاجِدِ مِنْ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ الْحَاكِمُ : حَدّثَنَا أَبُو الْعَبّاسِ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ إسْحَاقَ الصّغَانِيّ حَدّثَنَا أَبُو الْمُوَرّعِ مُحَاضِرُ بْنُ الْمُوَرّعِ حَدّثَنَا الْأَحْوَصُ بْنُ حَكِيمٍ حَدّثَنِي عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَامِرٍ الْأَلْهَانِيّ عَنْ مُنِيبِ بْنِ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ اللّهِ السّلَمِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنْ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ كَانَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ صَلّى الصّبْحَ فِي مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ ثُمّ ثَبَتَ فِيهِ حَتّى الضّحَى ثُمّ يُصَلّي سُبْحَةَ الضّحَى كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجّ أَوْ مُعْتَمِرٍ تَامّ لَهُ حَجّتُهُ وَعُمْرَتُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ : حَدّثَنِي حَاتِمُ بْنُ إسْمَاعِيلَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ عَنْ الْمَقْبُرِيّ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ بَعَثَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَيْشًا فَأَعْظِمُوا الْغَنِيمَةَ وَأَسْرِعُوا الْكَرّةَ . فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللّهِ مَا رَأَيْنَا بَعْثًا قَطّ أَسْرَعَ كَرّةً وَلَا أَعْظَمَ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْرَعَ كَرّةً وَأَعْظَمَ غَنِيمَةً رَجُلٌ تَوَضّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمّ عَمَدَ إلَى الْمَسْجِدِ فَصَلّى فِيهِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ ثُمّ أَعْقَبَ بِصَلَاةِ الضّحَى فَقَدْ أَسْرَعَ الْكَرّةَ وَأَعْظَمَ الْغَنِيمَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَفِي الْبَابِ أَحَادِيثُ سِوَى هَذِهِ لَكِنّ هَذِهِ أَمْثَلُهَا . قَالَ الْحَاكِمُ : صَحِبْتُ جَمَاعَةً مِنْ أَئِمّةِ الْحَدِيثِ الْحُفّاظِ الْأَثْبَاتِ فَوَجَدْتهمْ يَخْتَارُونَ هَذَا الْعَدَدَ يَعْنِي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيُصَلّونَ هَذِهِ الصّلَاةَ أَرْبَعًا لِتَوَاتُرِ الْأَخْبَارِ الصّحِيحَةِ فِيهِ وَإِلَيْهِ أَذْهَبُ وَإِلَيْهِ أَدْعُو اتّبَاعًا لِلْأَخْبَارِ الْمَأْثُورَةِ وَاقْتِدَاءً بِمَشَايِخِ الْحَدِيثِ فِيهِ .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1089.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1091.htm)

قيـس
10-04-2010, 06:26 AM
إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ الطّبَرِيّ - وَقَدْ ذَكَرَ الْأَخْبَارَ الْمَرْفُوعَةَ فِي صَلَاةِ الضّحَى وَاخْتِلَافِ عَدَدِهَا : وَلَيْسَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ حَدِيثٌ يَدْفَعُ صَاحِبَهُ وَذَلِكَ أَنّ مَنْ حَكَى أَنّهُ صَلّى الضّحَى أَرْبَعًا جَائِزٌ أَنْ يَكُونَ رَآهُ فِي حَالِ فِعْلِهِ ذَلِكَ وَرَآهُ غَيْرُهُ فِي حَالٍ أُخْرَى صَلّى رَكْعَتَيْنِ وَرَآهُ آخَرُ فِي حَالٍ أُخْرَى صَلّاهَا ثَمَانِيًا وَسَمِعَهُ آخَرُ يُحِثّ عَلَى أَنْ يُصَلّيَ سِتّا وَآخَرُ يُحِثّ عَلَى أَنْ يُصَلّيَ رَكْعَتَيْنِ وَآخَرُ عَلَى عَشْرٍ وَآخَرُ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ فَأَخْبَرَ كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَمّا رَأَى وَسَمِعَ . قَالَ وَالدّلِيلُ عَلَى صِحّةِ قَوْلِنَا مَا رُوِيَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم َ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ اللّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ لِأَبِي ذَرّ أَوْصِنِي يَا عَمّ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ كَمَا سَأَلْتنِي فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ صَلّى الضّحَى رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ وَمَنْ صَلّى أَرْبَعًا كُتِبَ مِنْ الْعَابِدِينَ وَمَنْ صَلّى سِتّا لَمْ يَلْحَقْهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ذَنْبٌ وَمَنْ صَلّى ثَمَانِيًا كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ وَمَنْ صَلّى عَشْرًا بَنَى اللّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنّةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمًا الضّحَى رَكْعَتَيْنِ ثُمّ يَوْمًا أَرْبَعًا ثُمّ يَوْمًا سِتّا ثُمّ يَوْمًا ثَمَانِيًا ثُمّ تَرَك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَأَبَانَ هَذَا الْخَبَرَ عَنْ صِحّةِ مَا قُلْنَا مِنْ احْتِمَالِ خَبَرِ كُلّ مُخْبِرٍ مِمّنْ تَقَدّمَ أَنْ يَكُونَ إخْبَارُهُ لِمَا أَخْبَرَ عَنْهُ فِي صَلَاةِ الضّحَى عَلَى قَدْرِ مَا شَاهَدَهُ وَعَايَنَهُ .
وَالصّوَابُ إذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ أَنْ يُصَلّيَهَا مَنْ أَرَادَ عَلَى مَا شَاءَ مِنْ الْعَدَدِ . وَقَدْ رُوِيَ هَذَا عَنْ قَوْمٍ مِنْ السّلَفِ حَدّثَنَا ابْنُ حُمَيْدِ حَدّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ إبْرَاهِيمَ سَأَلَ رَجُلٌ الْأَسْوَدَ كَمْ أُصَلّي الضّحَى ؟ قَالَ كَمْ شِئْت .

[ بَيَانُ مَنْ رَجّحَ تَرْكَ الضّحَى ]

وَطَائِفَةٌ ثَانِيَةٌ ذَهَبَتْ إلَى أَحَادِيثِ التّرْكِ وَرَجّحَتْهَا مِنْ جِهَةِ صِحّةِ إسْنَادِهَا وَعَمَلِ الصّحَابَةِ بِمُوجَبِهَا فَرَوَى الْبُخَارِيّ عَنْ ابْنِ عُمَر َ أَنّهُ لَمْ يَكُنْ يُصَلّيهَا وَلَا أَبُو بَكْر ٍ وَلَا عُمَر ُ . قُلْت : فَالنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ لَا إِخَالُهُ . وَقَالَ وَكِيعٌ : حَدّثَنَا سُفْيَانُ الثّوْرِيّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلّى صَلَاةَ الضّحَى إلّا يَوْمًا وَاحِدًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَالَ عَلِيّ بْنُ الْمَدِينِيّ : حَدّثَنَا مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ حَدّثْنَا شُعْبَةُ حَدّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ رَأَى أَبُو بَكْرَةَ نَاسًا يُصَلّونَ الضّحَى قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّكُمْ لَتُصَلّونَ صَلَاةً مَا صَلّاهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَلَا عَامّةُ أَصْحَابِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي " الْمُوَطّأِ " : عَنْ مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا سَبّحَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سُبْحَةَ الضّحَى قَطّ وَإِنّي لَأُسَبّحُهَا وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النّاسُ فَيُفْرَضُ عَلَيْهِم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْنُ بَطّالٍ : فَأَخَذَ قَوْمٌ مِنْ السّلَفِ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ وَلَمْ يَرَوْا صَلَاةَ الضّحَى وَقَالَ قَوْمٌ إنّهَا بِدْعَةٌ رَوَى الشّعْبِيّ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ كُنْت أَخْتَلِفُ إلَى ابْنِ مَسْعُودٍ السّنَةَ كُلّهَا فَمَا رَأَيْتُهُ مُصَلّيًا الضّحَى . وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ أَنّ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عَبْدَ الرّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ لَا يُصَلّي الضّحَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ دَخَلْت أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزّبَيْرِ الْمَسْجِدَ فَإِذَا ابْنُ عُمَرَ جَالِسٌ عِنْدَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ وَإِذَا النّاسُ فِي الْمَسْجِدِ يُصَلّونَ صَلَاةَ الضّحَى فَسَأَلْنَاهُ عَنْ صِلَاتِهِمْ فَقَالَ بِدْعَةٌ وَقَالَ مَرّةً وَنِعْمَتْ الْبِدْعَةُ .

[ بَيَانُ مَنْ اسْتَحَبّ فِعْلَهَا غَبّا ]

وَقَالَ الشّعْبِيّ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا ابْتَدَعَ الْمُسْلِمُونَ أَفْضَلَ صَلَاةٍ مِنْ الضّحَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَسُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ صَلَاةِ الضّحَى فَقَالَ الصّلَوَاتُ خَمْسٌ . وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ ثَالِثَةٌ إلَى اسْتِحْبَابِ فِعْلِهَا غِبّا فَتُصَلّى فِي بَعْضِ الْأَيّامِ دُونَ بَعْضٍ وَهَذَا أَحَدُ الرّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَدَ وَحَكَاهُ الطّبَرِيّ عَنْ جَمَاعَةٍ قَالَ وَاحْتَجّوا بِمَا رَوَى الْجُرَيْرِيّ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ قُلْتُ لِعَائِشَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضّحَى ؟ قَالَت : لَا إلّا أَنْ يَجِيءَ مِنْ مَغِيبِه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ثُمّ ذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي سَعِيدٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضّحَى حَتّى نَقُولَ لَا يَدَعُهَا وَيَدَعُهَا حَتّى نَقُولَ لَا يُصَلّيهَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَقَدْ تَقَدّمَ . ثُمّ قَالَ كَذَا ذَكَرَ مَنْ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْ السّلَفِ .
وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشّهِيدِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ ابْنُ عَبّاسٍ يُصَلّيهَا يَوْمًا وَيَدَعُهَا عَشَرَةَ أَيّامٍ يَعْنِي صَلَاةَ الضّحَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ابْنِ عُمَرَ أَنّهُ كَانَ لَا يُصَلّي الضّحَى فَإِذَا أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ صَلّى وَكَانَ يَأْتِيهِ كُلّ سَبْت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَرَوَى سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَيْهَا كَالْمَكْتُوبَةِ وَيُصَلّونَ وَيَدَعُونَ يَعْنِي صَلَاةَ الضّحَى . وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّي لَأَدَعُ صَلَاةَ الضّحَى وَأَنَا أَشْتَهِيهَا مَخَافَةَ أَنْ أَرَاهَا حَتْمًا عَلَي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ مَسْرُوقٌ : كُنّا نَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ فَنَبْقَى بَعْدَ قِيَامِ ابْنِ مَسْعُودٍ ثُمّ نَقُومُ فَنُصَلّي الضّحَى فَبَلَغَ ابْنُ مَسْعُودٍ ذَلِكَ فَقَالَ لِمَ تُحَمّلُونَ عِبَادَ اللّهِ مَا لَمْ يُحَمّلْهُمْ اللّهُ ؟ إنْ كُنْتُمْ لَا بُدّ فَاعِلِينَ فَفِي بُيُوتِكُمْ . وَكَانَ أَبُو مِجْلَزٍ يُصَلّي الضّحَى فِي مَنْزِلِهِ . قَالَ هَؤُلَاءِ وَهَذَا أَوْلَى لِئَلّا يَتَوَهّمَ مُتَوَهّمٌ وُجُوبَهَا بِالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا أَوْ كَوْنِهَا سُنّةً رَاتِبَةً وَلِهَذَا قَالَتْ عَائِشَةُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَوْ نُشِرَ لِي أَبَوَايَ مَا تَرَكْتُهَا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَإِنّهَا كَانَتْ تُصَلّيهَا فِي الْبَيْتِ حَيْثُ لَا يَرَاهَا النّاسُ .

[ تَفْعَلُ الضّحَى لِسَبَبٍ ]

وَذَهَبَتْ طَائِفَةٌ رَابِعَةٌ إلَى أَنّهَا تَفْعَلُ بِسَبَبٍ مِنْ الْأَسْبَابِ وَأَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّمَا فَعَلَهَا بِسَبَبٍ قَالُوا : وَصَلَاتُهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ ثَمَانُ رَكَعَاتٍ ضُحًى إنّمَا كَانَتْ مِنْ أَجْلِ الْفَتْحِ وَأَنّ سُنّةَ الْفَتْحِ أَنْ تُصَلّى عِنْدَهُ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ وَكَانَ الْأُمَرَاءُ يُسَمّونَهَا صَلَاةَ الْفَتْحِ .
وَذَكَرَ الطّبَرِيّ فِي " تَارِيخِهِ " عَنْ الشّعْبِيّ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَمّا فَتَحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْحِيرَةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%cd%ed%d1%c9)صَلّى صَلَاةَ الْفَتْحِ ثَمَانَ رَكَعَاتٍ لَمْ يُسَلّمْ فِيهِنّ ثُمّ انْصَرَف http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالُوا : وَقَوْلُ أُمّ هَانِئٍ " وَذَلِكَ ضُحًى " . تُرِيدُ أَنّ فِعْلَهُ لِهَذِهِ الصّلَاةَ كَانَ ضُحًى لَا أَنّ الضّحَى اسْمٌ لِتِلْكَ الصّلَاةِ . قَالُوا : وَأَمّا صَلَاتُهُ فِي بَيْتِ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ فَإِنّمَا كَانَتْ لِسَبَبٍ أَيْضًا فَإِنّ عِتْبَانَ قَالَ لَهُ إنّي أَنْكَرْتُ بَصَرِي وَإِنّ السّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي فَوَدِدْتُ أَنّك جِئْت فَصَلّيْت فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتّخِذُهُ مَسْجِدًا فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَفْعَلُ إنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَى " قَالَ فَغَدَا عَلَيّ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ بَعْدَمَا اشْتَدّ النّهَارُ فَاسْتَأْذَنَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَأَذِنْت لَهُ فَلَمْ يَجْلِسْ حَتّى قَالَ " أَيْنَ تُحِبّ أَنْ أُصَلّيَ مِنْ بَيْتِكَ " ؟ فَأَشَرْت إلَيْهِ مِنْ الْمَكَانِ الّذِي أُحِبّ أَنْ يُصَلّيَ فِيهِ فَقَامَ وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ وَصَلّى ثُمّ سَلّمَ وَسَلّمْنَا حِينَ سَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif مُتّفَقٌ عَلَيْهِ .
فَهَذَا أَصْلُ هَذِهِ الصّلَاةِ وَقِصّتُهَا وَلَفْظُ الْبُخَارِيّ فِيهَا فَاخْتَصَرَهُ بَعْضُ الرّوَاةِ عَنْ عِتْبَانَ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلّى فِي بَيْتِي سُبْحَةَ الضّحَى فَقَامُوا وَرَاءَهُ فَصَلّوْا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1090.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1092.htm)





إخفاء التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
وَأَمّا قَوْلُ عَائِشَةَ لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضّحَى إلّا أَنْ يَقْدُمَ مِنْ مَغِيبِهِ فَهَذَا مِنْ أَبْيَنِ الْأُمُورِ أَنّ صَلَاتَهُ لَهَا إنّمَا كَانَتْ لِسَبَبٍ فَإِنّهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ فَصَلّى فِيهِ رَكْعَتَيْن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فَهَذَا كَانَ هَدْيُهُ وَعَائِشَةُ أَخْبَرَتْ بِهَذَا وَهَذَا وَهِيَ الْقَائِلَةُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا صَلّى رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ صَلَاةَ الضّحَى قَطّ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فَاَلّذِي أَثْبَتَتْهُ فِعْلُهَا بِسَبَبٍ كَقُدُومِهِ مِنْ سَفَرٍ وَفَتْحِهِ وَزِيَارَتِهِ لِقَوْمٍ وَنَحْوِهِ وَكَذَلِكَ إتْيَانُهُ مَسْجِدَ قُبَاءٍ لِلصّلَاةِ فِيهِ وَكَذَلِكَ مَا رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدّثْنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ حَدّثْنَا الشّعْثَاءُ قَالَتْ رَأَيْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى صَلّى الضّحَى رَكْعَتَيْنِ يَوْمَ بُشّرَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ . فَهَذَا إنْ صَحّ فَهِيَ صَلَاةُ شُكْرٍ وَقَعَتْ وَقْتَ الضّحَى كَشُكْرِ الْفَتْحِ .
وَاَلّذِي نَفَتْهُ هُوَ مَا كَانَ يَفْعَلُهُ النّاسُ يُصَلّونَهَا لِغَيْرِ سَبَبٍ وَهِيَ لَمْ تَقُلْ إنّ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ وَلَا مُخَالِفٌ لِسُنّتِهِ وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ فِعْلُهَا لِغَيْرِ سَبَبٍ . وَقَدْ أَوْصَى بِهَا وَنَدَبَ إلَيْهَا وَحَضّ عَلَيْهَا وَكَانَ يَسْتَغْنِي عَنْهَا بِقِيَامِ اللّيْلِ فَإِنّ فِيهِ غُنْيَةً عَنْهَا وَهِيَ كَالْبَدَلِ مِنْهُ قَالَ تَعَالَى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وَهُوَ الّذِي جَعَلَ اللّيْلَ وَالنّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذّكّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(25,62))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الْفُرْقَانُ : 62 ] قَالَ ابْنُ عَبّاسٍ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عِوَضًا وَخَلَفًا يَقُومُ أَحَدُهُمَا مَقَامَ صَاحِبِهِ فَمَنْ فَاتَهُ عَمَلٌ فِي أَحَدِهِمَا قَضَاهُ فِي الْآخَر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قَالَ قَتَادَةُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فَأَدّوْا لِلّهِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ خَيْرًا فِي هَذَا اللّيْلِ وَالنّهَارِ فَإِنّهُمَا مَطِيّتَانِ يُقْحِمَانِ النّاسَ إلَى آجَالِهِمْ وَيُقَرّبَانِ كُلّ بَعِيدٍ وَيُبْلِيَانِ كُلّ جَدِيدٍ وَيَجِيئَانِ بِكُلّ مَوْعُودٍ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَقَالَ شَقِيقٌ : جَاءَ رَجُلٌ إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ فَقَالَ فَاتَتْنِي الصّلَاةُ اللّيْلَةَ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَدْرِكْ مَا فَاتَك مِنْ لَيْلَتِك فِي نَهَارِك فَإِنّ اللّهَ عَزّ وَجَلّ جَعَلَ اللّيْلَ وَالنّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذّكّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قَالُوا : وَفِعْلُ الصّحَابَةِ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ يَدُلّ عَلَى هَذَا فَإِنّ ابْنَ عَبّاسٍ كَانَ يُصَلّيهَا يَوْمًا وَيَدَعُهَا عَشَرَةً وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ لَا يُصَلّيهَا فَإِذَا أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ صَلّاهَا وَكَانَ يَأْتِيهِ كُلّ سَبْتٍ .
وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَيْهَا كَالْمَكْتُوبَةِ وَيُصَلّونَ وَيَدَعُونَ قَالُوا : وَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الصّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ أَنّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ كَانَ ضَخْمًا فَقَالَ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إنّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلّيَ مَعَك فَصَنَعَ لِلنّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ طَعَامًا وَدَعَاهُ إلَى بَيْتِهِ وَنَضَحَ لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ بِمَاءٍ فَصَلّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ . قَالَ أَنَسٌ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَا رَأَيْتُهُ صَلّى الضّحَى غَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ الْبُخَارِيّ .




[ تَرْجِيحُ الْمُصَنّفِ لِفِعْلِهَا بِسَبَبٍ ]



وَمَنْ تَأَمّلَ الْأَحَادِيثَ الْمَرْفُوعَةَ وَآثَارَ الصّحَابَةِ وَجَدَهَا لَا تَدُلّ إلّا عَلَى هَذَا الْقَوْلِ وَأَمّا أَحَادِيثُ التّرْغِيبِ فِيهَا وَالْوَصِيّةُ بِهَا فَالصّحِيحُ مِنْهَا كَحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي ذَرّ لَا يَدُلّ عَلَى أَنّهَا سُنّةٌ رَاتِبَةٌ لِكُلّ أَحَدٍ وَإِنّمَا أَوْصَى أَبَا هُرَيْرَةَ بِذَلِكَ لِأَنّهُ قَدْ رُوِيَ أَنّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَخْتَارُ دَرْسَ الْحَدِيثِ بِاللّيْلِ عَلَى الصّلَاةِ فَأَمَرَهُ بِالضّحَى بَدَلًا مِنْ قِيَامِ اللّيْلِ وَلِهَذَا أَمَرَهُ أَلّا يَنَامَ حَتّى يُوتِرَ وَلَمْ يَأْمُرْ بِذَلِكَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَسَائِرَ الصّحَابَةِ . وَعَامّةُ أَحَادِيثِ الْبَابِ فِي أَسَانِيدِهَا مَقَالٌ وَبَعْضُهَا مُنْقَطِعٌ وَبَعْضُهَا مَوْضُوعٌ لَا يَحِلّ الِاحْتِجَاجُ بِهِ كَحَدِيثٍ يُرْوَى عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ دَاوَمَ عَلَى صَلَاةِ الضّحَى وَلَمْ يَقْطَعْهَا إلّا عَنْ عِلّةٍ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي زَوْرَقٍ مِنْ نُورٍ فِي بَحْرٍ مِنْ نُور http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَضَعَهُ زَكَرِيّا بْنُ دُوَيْدٍ الْكِنْدِيّ عَنْ حُمَيْدٍ . وَأَمّا حَدِيثُ يَعْلَى بْنِ أَشْدَقَ عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَرَادٍ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ صَلّى مِنْكُمْ صَلَاةَ الضّحَى فَلْيُصَلّهَا مُتَعَبّدًا فَإِنّ الرّجُلَ لَيُصَلّيهَا السّنَةَ مِنْ الدّهْرِ ثُمّ يَنْسَاهَا وَيَدَعُهَا فَتَحِنّ إلَيْهِ كَمَا تَحِنّ النّاقَةُ إلَى وَلَدِهَا إذَا فَقَدَتْه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَيَا عَجَبًا لِلْحَاكِمِ كَيْفَ يَحْتَجّ بِهَذَا وَأَمْثَالِهِ فَإِنّهُ يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ فِي كِتَابٍ أَفْرَدَهُ لِلضّحَى وَهَذِهِ نُسْخَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَعْنِي نُسْخَةَ يَعْلَى بْنِ الْأَشْدَقِ .

وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ : رَوَى يَعْلَى بْنُ الْأَشْدَقِ عَنْ عَمّهِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَرَادٍ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً مُنْكَرَةً وَهُوَ وَعَمّهُ غَيْرُ مَعْرُوفِينَ وَبَلَغَنِي عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ قُلْت لِيَعْلَى بْنِ الْأَشْدَقِ مَا سَمِعَ عَمّك مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ؟ فَقَالَ جَامِعَ سُفْيَانَ وَمُوَطّأَ مَالِك ٍ وَشَيْئًا مِنْ الْفَوَائِدِ .
وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبّانَ لَقِيَ يَعْلَى عَبْدَ اللّهِ بْنَ جَرَادٍ فَلَمّا كَبِرَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ مَنْ لَا دِينَ لَهُ فَوَضَعُوا لَهُ شُهُبًا بِمِائَتَيْ حَدِيثٍ فَجَعَلَ يُحَدّثُ بِهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَهُوَ الّذِي قَالَ لَهُ بَعْضُ مَشَايِخِ أَصْحَابِنَا : أَيّ شَيْءٍ سَمِعْته مِنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَرَادٍ ؟ فَقَالَ هَذِهِ النّسْخَةُ وَجَامِعُ سُفْيَانَ - لَا تَحِلّ الرّوَايَةُ عَنْهُ بِحَالٍ .
وَكَذَلِكَ حَدِيثُ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيّانَ حَدِيثُ عَائِشَةَ الْمُتَقَدّمُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي الضّحَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَهُوَ حَدِيثٌ طَوِيلٌ ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ فِي " صَلَاةِ الضّحَى " وَهُوَ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ الْمُتّهَمُ بِهِ عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ قَالَ الْبُخَارِيّ : حَدّثَنِي يَحْيَى عَنْ عَلِيّ بْنِ جَرِيرٍ قَالَ سَمِعْت عُمَرَ بْنَ صُبْحٍ يَقُولُ أَنَا وَضَعْتُ خُطْبَةَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ : مُنْكَرُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ ابْنُ حِبّانَ : يَضَعُ الْحَدِيثَ عَلَى الثّقَاتِ لَا يَحِلّ كُتُبُ حَدِيثِهِ إلّا عَلَى جِهَةِ التّعَجّبِ مِنْهُ وَقَالَ الدّارَقُطْنِيّ : مَتْرُوكٌ وَقَالَ الْأَزْدِيّ : كَذّابٌ .
وَكَذَلِكَ حَدِيثُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبَانَ عَنْ الثّوْرِيّ عَنْ حَجّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ عَنْ مَكْحُولٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ حَافَظَ عَلَى سُبْحَةِ الضّحَى غَفَرْت ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ بِعَدَدِ الْجَرَادِ وَأَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا . وَعَبْدُ الْعَزِيزِ هَذَا قَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ : هُوَ كَذّابٌ وَقَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِشَيْءٍ كَذّابٌ خَبِيثٌ يَضَعُ الْحَدِيثَ وَقَالَ الْبُخَارِيّ وَالنّسَائِيّ وَالدّارَقُطْنِيّ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ .
وَكَذَلِكَ حَدِيثُ النّهّاسِ بْنِ قهم عَنْ شَدّادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ حَافَظَ عَلَى شُفْعَةِ الضّحَى غَفَرْت ذُنُوبَهُ وَإِنْ كَانَتْ أَكْثَرَ مِنْ زَبَدِ الْبَحْر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَالنّهّاسُ قَالَ يَحْيَى : لَيْسَ بِشَيْءٍ ضَعِيفٌ كَانَ يَرْوِي عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ أَشْيَاءَ مُنْكَرَةً وَقَالَ النّسَائِيّ : ضَعِيفٌ وَقَالَ ابْنُ عَدِيّ : لَا يُسَاوِي شَيْئًا وَقَالَ ابْنُ حِبّانَ : كَانَ يَرْوِي الْمَنَاكِيرَ عَنْ الْمَشَاهِيرِ وَيُخَالِفُ الثّقَاتِ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ وَقَالَ الدّارَقُطْنِيّ : مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ تَرَكَهُ يَحْيَى الْقَطّانُ .
وَأَمّا حَدِيثُ حُمَيْدِ بْنِ صَخْرٍ عَنْ الْمَقْبُرِيّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بَعَثَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْثًا الْحَدِيثُ وَقَدْ تَقَدّمَ . فَحُمَيْدٌ هَذَا ضَعّفَهُ النّسَائِيّ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَوَثّقَهُ آخَرُونَ وَأُنْكِرَ عَلَيْهِ بَعْضُ حَدِيثِهِ وَهُوَ مِمّنْ لَا يُحْتَجّ بِهِ إذَا انْفَرَدَ . وَاَللّهُ أَعْلَمُ .
وَأَمّا حَدِيثُ مُحَمّدِ بْنِ إسْحَاقَ عَنْ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الْمُثَنّى عَنْ أَنَسٍ عَنْ عَمّهِ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ يَرْفَعُهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مَنْ صَلّى الضّحَى بَنَى اللّهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنّةِ مِنْ ذَهَبٍ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فَمِنْ الْأَحَادِيثِ الْغَرَائِبِ وَقَالَ التّرْمِذِيّ : غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إلّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ .
وَأَمّا حَدِيثُ نُعَيْمِ بْنِ هَمّارٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ابْنَ آدَمَ لَا تَعْجِزْ لِي عَنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي أَوّلِ النّهَارِ أَكْفِكَ آخِرَهُ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَكَذَلِكَ حَدِيثُ أَبِي الدّرْدَاءِ وَأَبِي ذَرّ فَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيّةَ يَقُولُ هَذِهِ الْأَرْبَعُ عِنْدِي هِيَ الْفَجْرُ وَسُنّتُهَا .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1091.htm)

http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1093.htm)

قيـس
10-04-2010, 06:29 AM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ سُجُودُ الشّكْرِ


وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهَدْي أَصْحَابِهِ سُجُودَ الشّكْرِ عِنْدَ تَجَدّدِ نِعْمَةٍ تَسُرّ أَوْ انْدِفَاعِ نِقْمَةٍ كَمَا فِي " الْمُسْنَدِ " عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كَانَ إذَا أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرّهُ خَرّ لِلّهِ سَاجِدًا شُكْرًا لِلّهِ تَعَالَى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَذَكَرَ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَنَسٍ أَنّ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بُشّرَ بِحَاجَةٍ فَخَرّ لِلّهِ سَاجِدًا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيّ أَنّ عَلِيّا رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ لَمّا كَتَبَ إلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِإِسْلَامِ هَمْدَانَ خَرّ سَاجِدًا ثُمّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif السّلَامُ عَلَى هَمْدَانَ السّلَامُ عَلَى هَمْدَان http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وَصَدْرُ الْحَدِيثِ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيّ وَهَذَا تَمَامُهُ بِإِسْنَادِهِ عِنْدَ الْبَيْهَقِيّ . وَفِي " الْمُسْنَدِ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَجَدَ شُكْرًا لَمّا جَاءَتْهُ الْبُشْرَى مِنْ رَبّهِ أَنّهُ مَنْ صَلّى عَلَيْك صَلّيْتُ عَلَيْهِ وَمَنْ سَلّمَ عَلَيْك سَلّمْتُ عَلَيْه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَفِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد مِنْ حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقّاصٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ رَفَعَ يَدَيْهِ فَسَأَلَ اللّهَ سَاعَةً ثُمّ خَرّ سَاجِدًا ثَلَاثَ مَرّاتٍ ثُمّ قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنّي سَأَلْتُ رَبّي وَشَفَعْتُ لِأُمّتِي فَأَعْطَانِي ثُلُثَ أُمّتِي فَخَرَرْتُ سَاجِدًا شُكْرًا لِرَبّي ثُمّ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبّي لِأُمّتِي فَأَعْطَانِي الثّلُثَ الثّانِيَ فَخَرَرْت سَاجِدًا شُكْرًا لِرَبّي ثُمَ رَفَعْتُ رَأْسِي فَسَأَلْتُ رَبّي لِأُمّتِي فَأَعْطَانِي الثّلُثَ الْآخَرَ فَخَرَرْتُ سَاجِدًا لِرَبّي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَسَجَدَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ لَمّا جَاءَتْهُ الْبُشْرَى بِتَوْبَةِ اللّهِ عَلَيْهِ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيّ .
وَذَكَرَ أَحْمَدُ عَنْ عَلِيّ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَنّهُ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَجَدَ حِينَ وَجَدَ ذَا الثّدَيّةِ فِي قَتْلَى الْخَوَارِجِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وَذَكَرَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَنّ أَبَا بَكْرٍ الصّدّيق َ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ سَجَدَ حِينَ جَاءَهُ قَتْلُ مُسَيْلِمَةَ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1092.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1094.htm)

قيـس
10-04-2010, 08:38 PM
إخفاء التشكيل (javascript:Check_Diacretic(0);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فَصْلٌ فِي هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي سُجُودِ الْقُرْآنِ


كَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا مَرّ بِسَجْدَةٍ كَبّرَ وَسَجَدَ وَرُبّمَا قَالَ فِي سُجُودِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سَجَدَ وَجْهِي لِلّذِي خَلَقَهُ وَصَوّرَهُ وَشَقّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَوْلِهِ وَقُوّتِهِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَرُبّمَا قَالَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللّهُمّ اُحْطُطْ عَنّي بِهَا وِزْرًا وَاكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا وَتَقَبّلْهَا مِنّي كَمَا تَقَبّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذَكَرَهُمَا أَهْلُ السّنَنِ .
وَلَمْ يُذْكَرْ عَنْهُ أَنّهُ كَانَ يُكَبّرُ لِلرّفْعِ مِنْ هَذَا السّجُودِ وَلِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْهُ الْخِرَقِيّ وَمُتَقَدّمُو الْأَصْحَابِ وَلَا نُقِلَ فِيهِ عَنْهُ تَشَهّدٌ وَلَا سَلَامٌ الْبَتّةَ . وَأَنْكَرَ أَحْمَدُ وَالشّافِعِيّ السّلَامَ فِيهِ فَالْمَنْصُوصُ عَنْ الشّافِعِيّ : إنّهُ لَا تَشَهّدٌ فِيهِ وَلَا تَسْلِيمٌ وَقَالَ أَحْمَدُ : أَمّا التّسْلِيمُ فَلَا أَدْرِي مَا هُوَ وَهَذَا هُوَ الصّوَابُ الّذِي لَا يَنْبَغِي غَيْرُهُ .
وَصَحّ عَنْهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَنّهُ سَجَدَ فِي ( الم تَنْزِيلُ ) وَفِي ( ص ) وَفِي ( النّجْمِ ) وَفِي http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِذَا السّمَاءُ انْشَقّتْ (javascript:DisplayAyaa(84,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif وَفِي http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ (javascript:DisplayAyaa(96,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif
وَذَكَرَ أَبُو دَاوُد عَنْ عَمْرِو بْنِ العَاصِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أَقْرَأَهُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَجْدَةً مِنْهَا ثَلَاثٌ فِي الْمُفَصّلِ وَفِي سُورَةِ الْحَجّ سَجْدَتَانِ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وَأَمّا حَدِيثُ أَبِي الدّرْدَاءِ سَجَدْت مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً لَيْسَ فِيهَا مِنْ الْمُفَصّلِ شَيْءٌ ( الْأَعْرَافُ) وَ ( الرّعْدُ) وَ ( النّحْلُ) وَ ( بَنِي إسْرَائِيلَ وَ ( مَرْيَمُ ) وَ ( الْحَجّ ) وَ ( سَجْدَةُ الْفُرْقَانِ ) وَ ( النّمْلُ ) وَ ( السّجْدَةُ ) وَ ( ص وَ ( سَجْدَةُ الْحَوَامِيمِ ) فَقَالَ أَبُو دَاوُد : رَوَى أَبُو الدّرْدَاءِ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إحْدَى عَشْرَةَ سَجْدَةً وَإِسْنَادَهُ وَاهٍ .
وَأَمّا حَدِيثُ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لَمْ يَسْجُدْ فِي الْمُفَصّلِ مُنْذُ تَحَوّلَ إلَى الْمَدِينَةِ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فَهُوَ حَدِيثٌ ضَعِيفٌ فِي إسْنَادِهِ أَبُو قَدَامَةَ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ لَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ . قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ : أَبُو قُدامة مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ . وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : ضَعِيفٌ وَقَالَ النّسَائِيّ : صَدُوقٌ عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ وَقَالَ أَبُو حَاتِم الْبُسْتِيّ : كَانَ شَيْخًا صَالِحًا مِمّنْ كَثُرَ وَهْمُهُ . وَعَلّلَهُ ابْنُ الْقَطّانِ بِمَطَرٍ الْوَرّاقِ وَقَالَ كَانَ يُشْبِهُهُ فِي سُوءِ الْحِفْظِ مُحَمّدَ بْنَ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَعِيبَ عَلَى مُسْلِمٍ إخْرَاجُ حَدِيثِهِ . انْتَهَى كَلَامُهُ .
وَلَا عَيْبَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي إخْرَاجِ حَدِيثِهِ لِأَنّهُ يَنْتَقِي مِنْ أَحَادِيثِ هَذَا الضّرْبِ مَا يَعْلَمُ أَنّهُ حَفِظَهُ كَمَا يَطْرَحُ مِنْ أَحَادِيثِ الثّقَةِ مَا يَعْلَمُ أَنّهُ غَلِطَ فِيهِ فَغَلِطَ فِي هَذَا الْمَقَامِ مَنْ اسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ إخْرَاجَ جَمِيعِ حَدِيثِ الثّقَةِ وَمَنْ ضَعّفَ جَمِيعَ حَدِيثِ سَيّئِ الْحِفْظِ فَالْأُولَى : طَرِيقَةُ الْحَاكِمِ وَأَمْثَالِهِ وَالثّانِيَةُ طَرِيقَةُ أَبِي مُحَمّدِ بْنِ حَزْم ٍ وَأَشْكَالِهِ وَطَرِيقَةُ مُسْلِمٍ هِيَ طَرِيقَةُ أَئِمّةِ هَذَا الشّأْنِ وَاَللّهُ الْمُسْتَعَانُ .
وَقَدْ صَحّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّهُ سَجَدَ مَعَ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فِي http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ (javascript:DisplayAyaa(96,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif وَفِي http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إِذَا السّمَاءُ انْشَقّتْ (javascript:DisplayAyaa(84,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif وَهُوَ إنّمَا أَسْلَمَ بَعْدَ مَقْدِمِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الْمَدِينَةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)بِسِتّ سِنِينَ أَوْ سَبْعٍ فَلَوْ تَعَارَضَ الْحَدِيثَانِ مِنْ كُلّ وَجْهٍ وَتَقَاوَمَا فِي الصّحّةِ لَتَعَيّنَ تَقْدِيمُ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لِأَنّهُ مُثْبِتٌ مَعَهُ زِيَادَةَ عِلْمٍ خَفِيَتْ عَلَى ابْنِ عَبّاسٍ فَكَيْفَ وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي غَايَةِ الصّحّةِ مُتّفَقٌ عَلَى صِحّتِهِ وَحَدِيثُ ابْنِ عَبّاسٍ فِيهِ مِنْ الضّعْفِ مَا فِيهِ وَاللّهُ أَعْلَمُ.
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1093.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1095.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:11 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الجمعة وذكر خصائص يومها


[هدي الله هذه الأمة له ]

ثبت في " الصحيحين " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له والناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت وكان للنصارى يوم الأحد فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة فجعل الجمعة والسبت والأحد وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " المسند " والسنن من حديث أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ ( يعني : قد بليت قال إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ورواه الحاكم في " المستدرك " وابن حبان في " صحيحه " .
وفي " جامع الترمذي " من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال حديث حسن صحيح وصححه الحاكم .
وفي " المستدرك " أيضا عن أبي هريرة مرفوعا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سيد الأيام يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وروى مالك في " الموطأ " عن أبي هريرة مرفوعا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال كعب : ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . قال أبو هريرة ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب قال قد علمت أية ساعة هي قلت فأخبرني بها قال هي آخر ساعة في يوم الجمعة فقلت كيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي " وتلك الساعة لا يصلى فيها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ؟ فقال ابن سلام : ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي " ؟
وفي " صحيح ابن حبان " مرفوعا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا تطلع الشمس على يوم خير من يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " مسند الشافعي " من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرآة بيضاء فيها نكتة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه ؟ فقال " هذه يوم الجمعة فضلت بها أنت وأمتك والناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى ولكم فيها خير وفيها ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجيب له وهو عندنا يوم المزيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا جبريل ما يوم المزيد ؟ قال إن ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثب من مسك فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله سبحانه ما شاء من ملائكته وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب " فيقول الله عز وجل " أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم فيقولون ربنا نسألك رضوانك فيقول قد رضيت عنكم ولكم ما تمنيتم ولدي مزيد فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير وهو اليوم الذي استوى فيه ربك تبارك وتعالى على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد حدثني موسى بن عبيدة قال حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة عن عبد الله بن عبيد عن عمير بن أنس .
ثم قال وأخبرنا إبراهيم قال حدثني أبو عمران إبراهيم بن الجعد عن أنس شبيها به .
وكان الشافعي حسن الرأي في شيخه إبراهيم هذا لكن قال فيه الإمام أحمد رحمه الله معتزلي جهمي قدري كل بلاء فيه .
ورواه أبو اليمان الحكم بن نافع حدثنا صفوان قال قال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم " أتاني جبريل فذكره " ورواه محمد بن شعيب عن عمر مولى غفرة عن أنس . ورواه أبو ظبية عن عثمان بن عمير عن أنس . وجمع أبو بكر بن أبي داود طرقه .
وفي " مسند أحمد " من حديث علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لأي شيء سمي يوم الجمعة ؟ قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لأن فيه طبعت طينة أبيك آدم وفيه الصعقة والبعثة وفيه البطشة وفي آخره ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وقال الحسن بن سفيان النسوي في " مسنده " حدثنا أبو مروان هشام بن خالد الأزرق حدثنا الحسن بن يحيى الخشني حدثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة حدثني أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أتاني جبريل وفي يده كهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء فقلت : ما هذه يا جبريل ؟ فقال هذه الجمعة بعثت بها إليك تكون عيدا لك ولأمتك من بعدك . فقلت : وما لنا فيها يا جبريل ؟ قال لكم فيها خير كثير أنتم الآخرون السابقون يوم القيامة وفيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه . قلت فما هذه النكتة السوداء يا جبريل ؟ قال هذه الساعة تكون في يوم الجمعة وهو سيد الأيام ونحن نسميه عندنا يوم المزيد . قلت وما يوم المزيد يا جبريل ؟ قال ذلك بأن ربك اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة من أيام الآخرة هبط الرب عز وجل من عرشه إلى كرسيه ويحف الكرسي بمنابر من النور فيجلس عليها النبيون وتحف المنابر بكراسي من ذهب فيجلس عليها الصديقون والشهداء ويهبط أهل الغرف من غرفهم فيجلسون على كثبان المسك لا يرون لأهل المنابر والكراسي فضلا في المجلس ثم يتبدى لهم ذو الجلال والإكرام تبارك وتعالى فيقول سلوني فيقولون بأجمعهم نسألك الرضى يا رب فيشهد لهم على الرضى ثم يقول سلوني فيسألونه حتى تنتهي نهمة كل عبد منهم قال ثم يسعى عليهم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ثم يرتفع الجبار من كرسيه إلى عرشه ويرتفع أهل الغرف إلى غرفهم وهي غرفة من لؤلؤة بيضاء أو ياقوتة حمراء أو زمردة خضراء ليس فيها فصم ولا وصم منورة فيها أنهارها أو قال مطردة متدلية فيها ثمارها فيها أزواجها وخدمها ومساكنها قال فأهل الجنة يتباشرون في الجنة بيوم الجمعة كما يتباشر أهل الدنيا في الدنيا بالمطر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وقال ابن أبي الدنيا في كتاب " صفة الجنة " : حدثني أزهر بن مروان الرقاشي حدثني عبد الله بن عرادة الشيباني حدثنا القاسم بن مطيب عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أتاني جب ريل وفي كفه مرآة كأحسن المرائي وأضوئها وإذا في وسطها لمعة سوداء فقلت : ما هذه اللمعة التي أرى فيها ؟ قال هذه الجمعة قلت : وما الجمعة ؟ قال يوم من أيام ربك عظيم وسأخبرك بشرفه وفضله في الدنيا وما يرجى فيه لأهله وأخبرك باسمه في الآخرة فأما شرفه وفضله في الدنيا فإن الله عز وجل جمع فيه أمر الخلق وأما ما يرجى فيه لأهله فإن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم أو أمة مسلمة يسألان الله تعالى فيها خيرا إلا أعطاهما إياه وأما شرفه وفضله في الآخرة واسمه فإن الله تبارك وتعالى إذا صير أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار جرت عليهم هذه الأيام وهذه الليالي ليس فيها ليل ولا نهار إلا قد علم الله عز وجل مقدار ذلك وساعاته فإذا كان يوم الجمعة حين يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم نادى أهل الجنة مناد يا أهل الجنة اخرجوا إلى وادي المزيد ووادي المزيد لا يعلم سعة طوله وعرضه إلا الله فيه كثبان المسك رءوسها في السماء قال فيخرج غلمان الأنبياء بمنابر من نور ويخرج غلمان المؤمنين بكراسي من ياقوت فإذا وضعت لهم وأخذ القوم مجالسهم بعث الله عليهم ريحا تدعى المثيرة تثير ذلك المسك وتدخله من تحت ثيابهم وتخرجه في وجوههم وأشعارهم تلك الريح أعلم كيف تصنع بذلك المسك من امرأة أحدكم لو دفع إليها كل طيب على وجه الأرض . قال ثم يوحي الله تبارك وتعالى إلى حملة عرشه ضعوه بين أظهرهم فيكون أول ما يسمعونه منه إلي يا عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني وصدقوا رسلي واتبعوا أمري سلوني فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة رضينا عنك فارض عنا فيرجع الله إليهم أن يا أهل الجنة إني لو لم أرض عنكم لم أسكنكم داري فسلوني فهذا يوم المزيد فيجتمعون على كلمة واحدة يا ربنا وجهك ننظر إليه فيكشف تلك الحجب فيتجلى لهم عز وجل فيغشاهم من نوره شيء لولا أنه قضى ألا يحترقوا لاحترقوا لما يغشاهم من نوره ثم يقال لهم ارجعوا إلى منازلكم فيرجعون إلى منازلهم وقد أعطى كل واحد منهم الضعف على ما كانوا فيه فيرجعون إلى أزواجهم وقد خفوا عليهن وخفين عليهم مما غشيهم من نوره فإذا رجعوا تراد النور حتى يرجعوا إلى صورهم التي كانوا عليها فتقول لهم أزواجهم لقد خرجتم من عندنا على صورة ورجعتم على غيرها فيقولون ذلك لأن الله عز وجل تجلى لنا فنظرنا منه قال وإنه والله ما أحاط به خلق ولكنه قد أراهم من عظمته وجلاله ما شاء أن يريهم قال فذلك قولهم فنظرنا منه قال فهم يتقلبون في مسك الجنة ونعيمها في كل سبعة أيام الضعف على ما كانوا فيه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك قوله تعالى http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون (javascript:DisplayAyaa(32,17))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif [ السجدة 17 ] .
ورواه أبو نعيم في " صفة الجنة " من حديث عصمة بن محمد حدثنا موسى بن عقبة عن أبي صالح عن أنس شبيها به .
وذكر أبو نعيم في " صفة الجنة " من حديث المسعودي عن المنهال عن أبي عبيدة عن عبد الله قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سارعوا إلى الجمعة في الدنيا فإن الله تبارك وتعالى يبرز لأهل الجنة في كل جمعة على كثيب من كافور أبيض فيكونون منه سبحانه بالقرب على قدر سرعتهم إلى الجمعة ويحدث لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا رأوه قبل ذلك فيرجعون إلى أهليهم وقد أحدث لهم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1094.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1096.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:12 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل في مبدإ الجمعة


قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه قال حدثني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال كنت قائد أبي حين كف بصره فإذا خرجت به إلى الجمعة فسمع الأذان بها استغفر لأبي أمامة أسعد بن زرارة فمكث حينا على ذلك فقلت : إن هذا لعجز ألا أسأله عن هذا فخرجت به كما كنت أخرج فلما سمع الأذان للجمعة استغفر له فقلت : يا أبتاه أرأيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان يوم الجمعة ؟ قال أي بني كان أسعد أول من جمع بنا بالمدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)قبل مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في هزم النبيت من حرة بني بياضة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%cd%d1%c9% %c8%e4%ed% %c8%ed%c7%d6%c9)في نقيع يقال له : نقيع الخضمات . قلت فكم كنتم يومئذ ؟ قال أربعون رجلا .
قال البيهقي ومحمد بن إسحاق إذا ذكر سماعه من الراوي وكان الراوي ثقة استقام الإسناد وهذا حديث حسن صحيح الإسناد انتهى .
قلت : وهذا كان مبدأ الجمعة . ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)فأقام بقباء (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%de%c8%c7%c1)في بني عمرو بن عوف كما قاله ابن إسحاق يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي وكانت أول جمعة صلاها بالمدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)وذلك قبل تأسيس مسجده .
قال ابن إسحاق : وكانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن - ونعوذ بالله أن نقول على رسول الله ما لم يقل - أنه قام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها تجزى الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال ابن إسحاق : ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة أخرى فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن الحمد لله أحمده وأستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إن أحسن الحديث كتاب الله قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في الإسلام بعد الكفر فاختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أحسن الحديث وأبلغه أحبوا ما أحب الله أحبوا الله من كل قلوبكم ولا تملوا كلام الله وذكره ولا تقس عنه قلوبكم فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي قد سماه الله خيرته من الأعمال ومصطفاه من العباد والصالح من الحديث ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا واتقوه حق تقاته واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم وتحابوا بروح الله بينكم إن الله يغضب أن ينكث عهده والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وقد تقدم طرف من خطبته عليه السلام عند ذكر هديه في الخطب .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1095.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1097.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:14 PM
إظهار التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل [خواص يوم الجمعة وهي ثلاث وثلاثون ]


وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره .وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة ؟ على قولين هما وجهان لأصحاب الشافعي . وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجره بسورتي ( الم تنزيل ) و ( هل أتى على الإنسان ) . ويظن كثير ممن لا علم عنده أن المراد تخصيص هذه الصلاة بسجدة زائدة ويسمونها سجدة الجمعة وإذا لم يقرأ أحدهم هذه السورة استحب قراءة سورة أخرى فيها سجدة ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة دفعا لتوهم الجاهلين وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها فإنهما اشتملتا على خلق آدم وعلى ذكر المعاد وحشر العباد وذلك يكون يوم الجمعة وكان في قراءتهما في هذا اليوم تذكير للأمة بما كان فيه ويكون والسجدة جاءت تبعا ليست مقصودة حتى يقصد المصلي قراءتها حيث اتفقت . فهذه خاصة من خواص يوم الجمعة . الخاصة الثانية استحباب كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي ليلته لقوله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ورسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام ويوم الجمعة سيد الأيام فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره مع حكمة أخرى وهي أن كل خير نالته أمته في الدنيا والآخرة فإنما نالته على يده فجمع الله لأمته به بين خيري الدنيا والآخرة فأعظم كرامة تحصل لهم فإنما تحصل يوم الجمعة فإن فيه بعثهم إلى منازلهم وقصورهم في الجنة وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة وهو يوم عيد لهم في الدنيا ويوم فيه يسعفهم الله تعالى بطلباتهم وحوائجهم ولا يرد سائلهم وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسببه وعلى يده فمن شكره وحمده وأداء القليل من حقه صلى الله عليه وسلم أن نكثر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته . الخاصة الثالثة صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإسلام ومن أعظم مجامع المسلمين وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عرفة ومن تركها تهاونا بها طبع الله على قلبه وقرب أهل الجنة يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم الجمعة وتبكيرهم . الخاصة الرابعة الأمر بالاغتسال في يومها وهو أمر مؤكد جدا ووجوبه أقوى من وجوب الوتر وقراءة البسملة في الصلاة ووجوب الوضوء من مس النساء ووجوب الوضوء من مس الذكر ووجوب الوضوء من القهقهة في الصلاة ووجوب الوضوء من الرعاف والحجامة والقيء ووجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير ووجوب القراءة على المأموم . وللناس في وجوبه ثلاثة أقوال النفي والإثبات والتفصيل بين من به رائحة يحتاج إلى إزالتها فيجب عليه ومن هو مستغن عنه فيستحب له والثلاثة لأصحاب أحمد . الخاصة الخامسة التطيب فيه وهو أفضل من التطيب في غيره من أيام الأسبوع . الخاصة السادسة السواك فيه وله مزية على السواك في غيره . الخاصة السابعة التبكير للصلاة .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1096.htm)

http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1098.htm)





إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
الخاصة الثامنة أن يشتغل بالصلاة والذكر والقراءة حتى يخرج الإمام .
الخاصة التاسعة الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوبا في أصح القولين فإن تركه كان لاغيا ومن لغا فلا جمعة له وفي " المسند " مرفوعا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif والذي يقول لصاحبه أنصت فلا جمعة له http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
الخاصة العاشرة قراءة سورة الكهف في يومها فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء به يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وذكره سعيد بن منصور من قول أبي سعيد الخدري وهو أشبه .
الحادية عشرة إنه لا يكره فعل الصلاة فيه وقت الزوال عند الشافعي رحمه الله ومن وافقه وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية ولم يكن اعتماده على حديث ليث عن مجاهد عن أبي الخليل عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة . وقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif - وإنما كان اعتماده على أن من جاء إلى الجمعة يستحب له أن يصلي حتى يخرج الإمام وفي الحديث الصحيح http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رواه البخاري فندبه إلى الصلاة ما كتب له ولم يمنعه عنها إلا في وقت خروج الإمام ولهذا قال غير واحد من السلف منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتبعه عليه الإمام أحمد بن حنبل : خروج الإمام يمنع الصلاة وخطبته تمنع الكلام فجعلوا المانع من الصلاة خروج الإمام لا انتصاف النهار .
وأيضا فإن الناس يكونون في المسجد تحت السقوف ولا يشعرون بوقت الزوال والرجل يكون متشاغلا بالصلاة لا يدري بوقت الزوال ولا يمكنه أن يخرج ويتخطى رقاب الناس وينظر إلى الشمس ويرجع ولا يشرع له ذلك .
وحديث أبي قتادة هذا قال أبو داود : هو مرسل لأن أبا الخليل لم يسمع من أبي قتادة والمرسل إذا اتصل به عمل وعضده قياس أو قول صحابي أو كان مرسله معروفا باختيار الشيوخ ورغبته عن الرواية عن الضعفاء والمتروكين ونحو ذلك مما يقتضي قوته عمل به . وأيضا فقد عضده شواهد أخر منها ما ذكره الشافعي في كتابه فقال روي عن إسحاق بن عبد الله عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif نهى عن الصلاة نصف النهار حتى تزول الشمس إلا يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هكذا رواه رحمه الله في كتاب " اختلاف الحديث " ورواه في " كتاب الجمعة " : حدثنا إبراهيم بن محمد عن إسحاق ورواه أبو خالد الأحمر عن شيخ من أهل المدينة يقال له : عبد الله بن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم . وقد رواه البيهقي في " المعرفة " من حديث عطاء بن عجلان عن أبي نضرة عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا : كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة . ولكن إسناده فيه من لا يحتج به قاله البيهقي قال ولكن إذا انضمت هذه الأحاديث إلى حديث أبي قتادة أحدثت بعض القوة .
قال الشافعي : من شأن الناس التهجير إلى الجمعة والصلاة إلى خروج الإمام قال البيهقي : الذي أشار إليه الشافعي موجود في الأحاديث الصحيحة وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في التبكير إلى الجمعة وفي الصلاة إلى خروج الإمام من غير استثناء وذلك يوافق هذه الأحاديث التي أبيحت فيها الصلاة نصف النهار يوم الجمعة وروينا الرخصة في ذلك عن عطاء و طاووس و الحسن ومكحول .
قلت : اختلف الناس في كراهة الصلاة نصف النهار على ثلاثة أقوال أحدها : أنه ليس وقت كراهة بحال وهو مذهب مالك . الثاني : أنه وقت كراهة في يوم الجمعة وغيرها وهو مذهب أبي حنيفة والمشهور من مذهب أحمد . والثالث أنه وقت كراهة إلا يوم الجمعة فليس بوقت كراهة وهذا مذهب الشافعي .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1097.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1099.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:18 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
الثانية عشرة قراءة ( سورة الجمعة و ( المنافقين أو ( سبح والغاشية في صلاة الجمعة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهن في الجمعة ذكره مسلم في " صحيحه " . وفيه أيضا : أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها ب ( الجمعة و ( هل أتاك حديث الغاشية ثبت عنه ذلك كله . ولا يستحب أن يقرأ من كل سورة بعضها أو يقرأ إحداهما في الركعتين فإنه خلاف السنة وجهال الأئمة يداومون على ذلك .
الثالثة عشرة أنه يوم عيد متكرر في الأسبوع وقد روى أبو عبد الله بن ماجه في " سننه " من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر فيه خمس خلال خلق الله فيه آدم وأهبط فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله آدم وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا أعطاه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا شجر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
الرابعة عشرة إنه يستحب أن يلبس فيه أحسن الثياب التي يقدر عليها فقد روى الإمام أحمد في " مسنده " من حديث أبي أيوب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب إن كان له ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج وعليه السكينة حتى يأتي المسجد ثم يركع إن بدا له ولم يؤذ أحدا ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة لما بينهما http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي" سنن أبي داود " عن عبد الله بن سلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر في يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " سنن ابن ماجه " عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم الجمعة فرأى عليهم ثياب النمار فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
الخامسة عشرة أنه يستحب فيه تجمير المسجد فقد ذكر سعيد بن منصور عن نعيم بن عبد الله المجمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر أن يجمر مسجد المدينة كل جمعة حين ينتصف النهار قلت ولذلك سمي نعيم المجمر .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1098.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1100.htm)


إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
السادسة عشرة أنه لا يجوز السفر في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها وأما قبله فللعلماء ثلاثة أقوال وهي روايات منصوصات عن أحمد أحدها : لا يجوز والثاني : يجوز والثالث يجوز للجهاد خاصة .
وأما مذهب الشافعي رحمه الله فيحرم عنده إنشاء السفر يوم الجمعة بعد الزوال ولهم في سفر الطاعة وجهان أحدهما : تحريمه وهو اختيار النووي
والثاني : جوازه وهو اختيار الرافعي
وأما السفر قبل الزوال فللشافعي فيه قولان القديم جوازه والجديد أنه كالسفر بعد زوال . وأما مذهب مالك فقال صاحب " التفريع " : ولا يسافر أحد يوم الجمعة بعد الزوال حتى يصلي الجمعة ولا بأس أن يسافر قبل الزوال والاختيار أن لا يسافر إذا طلع الفجر وهو حاضر حتى يصلي الجمعة .
وذهب أبو حنيفة إلى جواز السفر مطلقا وقد روى الدارقطني في " الإفراد " من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة ألا يصحب في سفره http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهو من حديث ابن لهيعة . وفي " مسند الإمام أحمد " من حديث الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة في سرية فوافق ذلك يوم الجمعة قال فغدا أصحابه وقال أتخلف وأصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ألحقهم فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم رآه فقال: ما منعك أن تغدو مع أصحابك ؟ فقال أردت أن أصلي معك ثم ألحقهم فقال " لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم " http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وأعل هذا الحديث بأن الحكم لم يسمع من مقسم
هذا إذا لم يخف المسافر فوت رفقته فإن خاف فوت رفقته وانقطاعه بعدهم جاز له السفر مطلقا لأن هذا عذر يسقط الجمعة والجماعة . ولعل ما روي عن الأوزاعي - أنه سئل عن مسافر سمع أذان الجمعة وقد أسرج دابته فقال ليمض على سفره - محمول على هذا وكذلك قول ابن عمر رضي الله عنه الجمعة لا تحبس عن السفر .
وإن كان مرادهم جواز السفر مطلقا فهي مسألة نزاع . والدليل هو الفاصل على أن عبد الرزاق قد روى في " مصنفه " عن معمر عن خالد الحذاء عن ابن سيرين أو غيره http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن عمر بن الخطاب رأى رجلا عليه ثياب سفر بعد ما قضى الجمعة فقال: ما شأنك ؟ قال أردت سفرا فكرهت أن أخرج حتى أصلي فقال عمر إن الجمعة لا تمنعك السفر ما لم يحضر وقتها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فهذا قول من يمنع السفر بعد الزوال ولا يمنع منه قبله .
وذكره عبد الرزاق أيضا عن الثوري عن الأسود بن قيس عن أبيه قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أبصر عمر بن الخطاب رجلا عليه هيئة السفر وقال الرجل إن اليوم يوم جمعة ولولا ذلك لخرجت فقال عمر : إن الجمعة لا تحبس مسافرا فاخرج ما لم يحن الرواح http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وذكر أيضا عن الثوري عن ابن أبي ذئب عن صالح بن كثير عن الزهري قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مسافرا يوم الجمعة ضحى قبل الصلاة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وذكر عن معمر قال سألت يحيى بن أبي كثير : هل يخرج الرجل يوم الجمعة ؟ فكرهه فجعلت أحدثه بالرخصة فيه فقال لي : قلما يخرج رجل في يوم الجمعة إلا رأى ما يكرهه لو نظرت في ذلك وجدته كذلك .
وذكر ابن المبارك عن الأوزاعي عن حسان بن أبي عطية قال إذا سافر الرجل يوم الجمعة دعا عليه النهار أن لا يعان على حاجته ولا يصاحب في سفره .
وذكر الأوزاعي عن ابن المسيب أنه قال السفر يوم الجمعة بعد الصلاة . قال ابن جريج : قلت لعطاء أبلغك أنه كان يقال إذا أمسى في قرية جامعة من ليلة الجمعة فلا يذهب حتى يجمع ؟ قال إن ذلك ليكره .
قلت فمن يوم الخميس ؟ قال لا ، ذلك النهار فلا يضره .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1099.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1101.htm)



إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
السادسة عشرة أنه لا يجوز السفر في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها بعد دخول وقتها وأما قبله فللعلماء ثلاثة أقوال وهي روايات منصوصات عن أحمد أحدها : لا يجوز والثاني : يجوز والثالث يجوز للجهاد خاصة .
وأما مذهب الشافعي رحمه الله فيحرم عنده إنشاء السفر يوم الجمعة بعد الزوال ولهم في سفر الطاعة وجهان أحدهما : تحريمه وهو اختيار النووي
والثاني : جوازه وهو اختيار الرافعي
وأما السفر قبل الزوال فللشافعي فيه قولان القديم جوازه والجديد أنه كالسفر بعد زوال . وأما مذهب مالك فقال صاحب " التفريع " : ولا يسافر أحد يوم الجمعة بعد الزوال حتى يصلي الجمعة ولا بأس أن يسافر قبل الزوال والاختيار أن لا يسافر إذا طلع الفجر وهو حاضر حتى يصلي الجمعة .
وذهب أبو حنيفة إلى جواز السفر مطلقا وقد روى الدارقطني في " الإفراد " من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من سافر من دار إقامته يوم الجمعة دعت عليه الملائكة ألا يصحب في سفره http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهو من حديث ابن لهيعة . وفي " مسند الإمام أحمد " من حديث الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة في سرية فوافق ذلك يوم الجمعة قال فغدا أصحابه وقال أتخلف وأصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ألحقهم فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم رآه فقال: ما منعك أن تغدو مع أصحابك ؟ فقال أردت أن أصلي معك ثم ألحقهم فقال " لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم " http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وأعل هذا الحديث بأن الحكم لم يسمع من مقسم
هذا إذا لم يخف المسافر فوت رفقته فإن خاف فوت رفقته وانقطاعه بعدهم جاز له السفر مطلقا لأن هذا عذر يسقط الجمعة والجماعة . ولعل ما روي عن الأوزاعي - أنه سئل عن مسافر سمع أذان الجمعة وقد أسرج دابته فقال ليمض على سفره - محمول على هذا وكذلك قول ابن عمر رضي الله عنه الجمعة لا تحبس عن السفر .
وإن كان مرادهم جواز السفر مطلقا فهي مسألة نزاع . والدليل هو الفاصل على أن عبد الرزاق قد روى في " مصنفه " عن معمر عن خالد الحذاء عن ابن سيرين أو غيره http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن عمر بن الخطاب رأى رجلا عليه ثياب سفر بعد ما قضى الجمعة فقال: ما شأنك ؟ قال أردت سفرا فكرهت أن أخرج حتى أصلي فقال عمر إن الجمعة لا تمنعك السفر ما لم يحضر وقتها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فهذا قول من يمنع السفر بعد الزوال ولا يمنع منه قبله .
وذكره عبد الرزاق أيضا عن الثوري عن الأسود بن قيس عن أبيه قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أبصر عمر بن الخطاب رجلا عليه هيئة السفر وقال الرجل إن اليوم يوم جمعة ولولا ذلك لخرجت فقال عمر : إن الجمعة لا تحبس مسافرا فاخرج ما لم يحن الرواح http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وذكر أيضا عن الثوري عن ابن أبي ذئب عن صالح بن كثير عن الزهري قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مسافرا يوم الجمعة ضحى قبل الصلاة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وذكر عن معمر قال سألت يحيى بن أبي كثير : هل يخرج الرجل يوم الجمعة ؟ فكرهه فجعلت أحدثه بالرخصة فيه فقال لي : قلما يخرج رجل في يوم الجمعة إلا رأى ما يكرهه لو نظرت في ذلك وجدته كذلك .
وذكر ابن المبارك عن الأوزاعي عن حسان بن أبي عطية قال إذا سافر الرجل يوم الجمعة دعا عليه النهار أن لا يعان على حاجته ولا يصاحب في سفره .
وذكر الأوزاعي عن ابن المسيب أنه قال السفر يوم الجمعة بعد الصلاة . قال ابن جريج : قلت لعطاء أبلغك أنه كان يقال إذا أمسى في قرية جامعة من ليلة الجمعة فلا يذهب حتى يجمع ؟ قال إن ذلك ليكره .
قلت فمن يوم الخميس ؟ قال لا ، ذلك النهار فلا يضره .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1099.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1101.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:23 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
السابعة عشرة أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها قال عبد الرزاق : عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ودنا من الإمام فأنصت كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها وذلك على الله يسير http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ورواه الإمام أحمد في " مسنده " . وقال الإمام أحمد غسل بالتشديد جامع أهله وكذلك فسره وكيع .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1100.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1102.htm)




إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
الثامنة عشرة أنه يوم تكفير السيئات فقد روى الإمام أحمد في " مسنده " عن سلمان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أتدري ما يوم الجمعة ؟ " قلت : هو اليوم الذي جمع الله فيه أباكم آدم قال " ولكني أدري ما يوم الجمعة لا يتطهر الرجل فيحسن طهوره ثم يأتي الجمعة فينصت حتى يقضي الإمام صلاته إلا كانت كقارة لما بينه وبين الجمعة المقبلة ما اجتنبت المقتلة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وفي " المسند " أيضا من حديث عطاء الخراساني عن نبيشة الهذلي أنه كان يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أقبل إلى المسجد لا يؤذي أحدا فإن لم يجد الإمام خرج صلى ما بدا له وإن وجد الإمام قد خرج جلس فاستمع وأنصت حتى يقضي الإمام جمعته وكلامه إن لم يغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلها أن تكون كفارة للجمعة التي تليها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وفي " صحيح البخاري " عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وفي " مسند أحمد " من حديث أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من اغتسل يوم الجمعة ثم لبس ثيابه ومس طيبا إن كان عنده ثم مشى إلى الجمعة وعليه السكينة ولم يتخط أحدا ولم يؤذه وركع ما قضي له ثم انتظر حتى ينصرف الإمام غفر له ما بين الجمعتين http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
التاسعة عشرة أن جهنم تسجر كل يوم إلا يوم الجمعة . وقد تقدم حديث أبي قتادة فى ذلك وسر ذلك - والله أعلم - أنه أفضل الأيام عند الله ويقع فيه من الطاعات والعبادات والدعوات والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى ما يمنع من تسجير جهنم فيه . ولذلك تكون معاصي أهل الإيمان فيه أقل من معاصيهم في غيره حتى إن أهل الفجور ليمتنعون فيه مما لا يمتنعون منه في يوم السبت وغيره .
وهذا الحديث الظاهر منه أن المراد سجر جهنم في الدنيا وأنها توقد كل يوم إلا يوم الجمعة وأما يوم القيامة فإنه لا يفتر عذابها ولا يخفف عن أهلها الذين هم أهلها يوما من الأيام ولذلك يدعون الخزنة أن يدعوا ربهم ليخفف عنهم يوما من العذاب فلا يجيبونهم إلى ذلك .
العشرون أن فيه ساعة الإجابة وهي الساعة التي لا يسأل الله عبد مسلم فيها شيئا إلا أعطاه ففي " الصحيحين " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه وقال بيده يقللها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وفي المسند من حديث أبي لبابة بن عبد المنذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمها عند الله وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى وفيه خمس خصال خلق الله فيه آدم وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض وفيه توفى الله عز وجل آدم وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه ما لم يسأل حراما وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب ولا أرض ولا رياح ولا بحر ولا جبال ولا شجر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

فصل [ بيان اختلاف الناس في ساعة الإجابة ]

وقد اختلف الناس في هذه الساعة هل هي باقية أو قد رفعت ؟ على قولين حكاهما ابن عبد البر وغيره والذين قالوا : هي باقية ولم ترفع اختلفوا هل هي في وقت من اليوم بعينه أم هي غير معينة ؟ على قولين . ثم اختلف من قال بعدم تعيينها : هل هي تنتقل في ساعات اليوم أو لا ؟ على قولين أيضا والذين قالوا بتعيينها اختلفوا على أحد عشر قولا .
قال ابن المنذر روينا عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال هي من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وبعد صلاة العصر إلى غروب الشمس .
الثاني : أنها عند الزوال ذكره ابن المنذر عن الحسن البصري وأبي العالية .
الثالث أنها إذا أذن المؤذن بصلاة الجمعة قال ابن المنذر روينا ذلك عن عائشة رضي الله عنها .
الرابع أنها إذا جلس الإمام على المنبر يخطب حتى يفرغ قال ابن المنذر رويناه عن الحسن البصري .
الخامس قاله أبو بردة هي الساعة التي اختار الله وقتها للصلاة .
السادس قاله أبو السوار العدوي وقال كانوا يرون أن الدعاء مستجاب ما بين زوال الشمس إلى أن تدخل الصلاة .
السابع قاله أبو ذر إنها ما بين أن ترتفع الشمس شبرا إلى ذراع .
الثامن أنها ما بين العصر إلى غروب الشمس قاله أبو هريرة وعطاء وعبد الله بن سلام وطاووس حكى ذلك كله ابن المنذر .
التاسع أنها آخر ساعة بعد العصر وهو قول أحمد وجمهور الصحابة والتابعين .
العاشر أنها من حين خروج الإمام إلى فراغ الصلاة حكاه النووي وغيره .
الحادي عشر أنها الساعة الثالثة من النهار حكاه صاحب " المغني " فيه . وقال كعب لو قسم الإنسان جمعة في جمع أتى على تلك الساعة . وقال عمر إن طلب حاجة في يوم ليسير .
وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة وأحدهما أرجح من الآخر.


[ دليل من قال بأن ساعة الإجابة من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة ]


الأول أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة وحجة هذا القول ما روى مسلم في " صحيحه " من حديث أبي بردة بن أبي موسى أن عبد الله بن عمر قال له أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة شيئا ؟ قال نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif " .
وروى ابن ماجه والترمذي من حديث عمرو بن عوف المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه " قالوا : يا رسول الله أية ساعة هي ؟ قال " حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .


[ ترجيح المصنف بأنها بعد العصر مع أدلته ]

والقول الثاني : أنها بعد العصر وهذا أرجح القولين وهو قول عبد الله بن سلام
وأبي هريرة والإمام أحمد وخلق . وحجة هذا القول ما رواه أحمد في " مسنده " من حديث أبي سعيد وأبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

وروى أبو داود والنسائي عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يوم الجمعة اثنا عشر ساعة فيها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وروى سعيد بن منصور في " سننه " عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمعوا فتذاكروا الساعة التي في يوم الجمعة فتفرقوا ولم يختلفوا أنها آخر ساعة من يوم الجمعة .
وفي " سنن ابن ماجه " : عن عبد الله بن سلام قال قلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إنا لنجد في كتاب الله ( يعني التوراة في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يصلي يسأل الله عز وجل شيئا إلا قضى الله له حاجته قال عبد الله فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعض ساعة . قلت : صدقت يا رسول الله أو بعض ساعة . قلت : أي ساعة هي ؟ قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هي آخر ساعة من ساعات النهار " . قلت إنها ليست ساعة صلاة قال بلى إن العبد المؤمن إذا صلى ثم جلس لا يجلسه إلا الصلاة فهو في صلاة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " مسند أحمد " من حديث أبي هريرة قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم لأي شيء سمي يوم الجمعة ؟ قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لأن فيها طبعتطينة أبيك آدم وفيها الصعقة والبعثة وفيها البطشة وفي آخر ثلاث ساعات منها ساعة من دعا الله فيها استجيب له http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وفي " سنن أبي داود " والترمذي والنسائي من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة وما من دابة إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله عز وجل حاجة إلا أعطاه إياه ا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال كعب ذلك في كل سنة يوم ؟ فقلت بل في كل جمعة قال فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو هريرة ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب فقال عبد الله بن سلام وقد علمت أية ساعة هي . قال أبو هريرة فقلت أخبرني بها فقال عبد الله بن سلام هي آخر ساعة من يوم الجمعة فقلت : كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي " وتلك الساعة لا يصلى فيها ؟ فقال عبد الله بن سلام ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم " من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي " ؟ قال فقلت : بلى . فقال هو ذاك . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . وفي " الصحيحين " بعضه

[ رد المصنف على بقية الأقوال ]

وأما من قال إنها من حين يفتتح الإمام الخطبة إلى فراغه من الصلاة فاحتج بما رواه مسلم في " صحيحه " عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال قال عبد الله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فى شأن ساعة الجمعة ؟ قال قلت : نعم سمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن يقضي الإمام الصلاة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . وأما من قال هي ساعة الصلاة فاحتج بما رواه الترمذي وابن ماجه من حديث عمرو بن عوف المزني قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئا إلا آتاه الله إياه " . قالوا : يا رسول الله أية ساعة هي ؟ قال " حين تقام الصلاة إلى الانصراف منها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . ولكن هذا الحديث ضعيف قال أبو عمر بن عبد البر هو حديث لم يروه فيما علمت إلا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده وليس هو ممن يحتج بحديثه .
وقد روى روح بن عبادة عن عوف عن معاوية بن قرة عن أبي بردة عن أبي موسى أنه قال لعبد الله بن عمر هي الساعة التي يخرج فيها الإمام إلى أن تقضى الصلاة . فقال ابن عمر أصاب الله بك .
وروى عبد الرحمن بن حجيرة عن أبي ذر أن امرأته سألته عن الساعة التي يستجاب فيها يوم الجمعة للعبد المؤمن فقال لها : هي مع رفع الشمس بيسير فإن سألتني بعدها فأنت طالق .
واحتج هؤلاء أيضا بقوله في حديث أبي هريرة " وهو قائم يصلي " وبعد العصر لا صلاة في ذلك الوقت والأخذ بظاهر الحديث أولى . قال أبو عمر يحتج أيضا من ذهب إلى هذا بحديث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif "إذا زالت الشمس وفاءت الأفياء وراحت الأرواح فاطلبوا إلى الله حوائجكم فإنها ساعة الأوابين ثم تلا : فإنه كان للأواببن غفورا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الإسراء : 25 "
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الساعة التي تذكر يوم الجمعة ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس .
وكان سعيد بن جبير إذا صلى العصر لم يكلم أحدا حتى تغرب الشمس وهذا هو قول أكثر السلف وعليه أكثر الأحاديث . ويليه القول بأنها ساعة الصلاة وبقية الأقوال لا دليل عليها .

[ ساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة ولكنها ليست الساعة المخصوصة ]

وعندي أن ساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة أيضا فكلاهما ساعة إجابة وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر فهي ساعة معينة من اليوم لا تتقدم ولا تتأخر وأما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة تقدمت أو تأخرت لأن لاجتماع المسلمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم إلى الله تعالى تأثيرا في الإجابة فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الإجابة وعلى هذا تتفق الأحاديث كلها ويكون النبي صلى الله عليه وسلم قد حض أمته على الدعاء والابتهال إلى الله تعالى في هاتين الساعتين .
ونظير هذا قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هو مسجدكم هذا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وأشار إلى مسجد المدينة . وهذا لا ينفي أن يكون مسجد قباء الذي نزلت فيه الآية مؤسسا على التقوى بل كل منهما مؤسس على التقوى
وكذلك قوله في ساعة الجمعة " هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تنقضي الصلاة " لا ينافي قوله في الحديث الآخر http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
ويشبه هذا في الأسماء قوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما تعدون الرقوب فيكم ؟ قالوا : من لم يولد له قال " الرقوب من لم يقدم من ولده شيئا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
فأخبر أن هذا هو الرقوب إذ لم يحصل له من ولده من الأجر ما حصل لمن قدم منهم فرطا وهذا لا ينافي أن يسمى من لم يولد له رقوبا .
ومثله قوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما تعدون المفلس فيكم ؟ قالوا : من لا درهم له ولا متاع . قال " المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال ويأتي وقد لطم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الحديث .
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس ولا يتفطن له . فيتصدق عليه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ آخر ساعة من يوم الجمعة يعظمها جميع أهل الملل ]

وهذه الساعة هي آخر ساعة بعد العصر يعظمها جميع أهل الملل . وعند أهل الكتاب هي ساعة الإجابة وهذا مما لا غرض لهم في تبديله وتحريفه وقد اعترف به مؤمنهم .

[ متابعة المصنف لرد بقية الأقوال ]

وأما من قال بتنقلها فرام الجمع بذلك بين الأحاديث كما قيل ذلك في ليلة القدر وهذا ليس بقوي فإن ليلة القدر قد قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فالتمسوها في خامسة تبقى في سابعة تبقى في تاسعة تبقى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . ولم يجئ مثل ذلك في ساعة الجمعة .
وأيضا فالأحاديث التي في ليلة القدر ليس فيها حديث صريح بأنها ليلة كذا وكذا بخلاف أحاديث ساعة الجمعة فظهر الفرق بينهما .
وأما قول من قال إنها رفعت فهو نظير قول من قال إن ليلة القدر رفعت وهذا القائل إن أراد أنها كانت معلومة فرفع علمها عن الأمة فيقال له لم يرفع علمها عن كل الأمة وإن رفع عن بعضهم وإن أراد أن حقيقتها وكونها ساعة إجابة رفعت فقول باطل مخالف للأحاديث الصحيحة الصريحة فلا يعول عليه والله أعلم .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1101.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1103.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:27 PM
إظهار التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
الحادية والعشرون أن فيه صلاة الجمعة التي خصت من بين سائر الصلوات المفروضات بخصائص لا توجد في غيرها من الاجتماع والعدد المخصوص واشتراط الإقامة والاستيطان والجهر بالقراءة . وقد جاء من التشديد فيها ما لم يأت نظيره إلا في صلاة العصر ففي السنن الأربعة من حديث أبي الجعد الضمري - وكانت له صحبة - إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال الترمذي : حديث حسن وسألت محمد بن إسماعيل عن اسم أبي الجعد الضمري فقال لم يعرف اسمه وقال لا أعرف له عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث . وقد جاء في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر لمن تركها أن يتصدق بدينار فإن لم يجد فنصف دينار . رواه أبو داود والنسائي من رواية قدامة بن وبرة عن سمرة بن جندب . ولكن قال أحمد : قدامة بن وبرة لا يعرف . وقال يحيى بن معين : ثقة وحكي عن البخاري أنه لا يصح سماعه من سمرة .
وأجمع المسلمون على أن الجمعة فرض عين إلا قولا يحكى عن الشافعي أنها فرض كفاية وهذا غلط عليه منشؤه أنه قال وأما صلاة العيد فتجب على كل من تجب عليه صلاة الجمعة فظن هذا القائل أن العيد لما كانت فرض كفاية كانت الجمعة كذلك . وهذا فاسد بل هذا نص من الشافعي أن العيد واجب على الجميع وهذا يحتمل أمرين أحدهما : أن يكون فرض عين كالجمعة وأن يكون فرض كفاية فإن فرض الكفاية يجب على الجميع كفرض الأعيان سواء وإنما يختلفان بسقوطه عن البعض بعد وجوبه بفعل الآخرين .
الثانية والعشرون أن فيه الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده والشهادة له بالوحدانية ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة وتذكير العباد بأيامه وتحذيرهم من بأسه ونقمته ووصيتهم بما يقربهم إليه وإلى جنانه ونهيهم عما يقربهم من سخطه وناره فهذا هو مقصود الخطبة والاجتماع لها .
الثالثة والعشرون أنه اليوم الذي يستحب أن يتفرغ فيه للعبادة وله على سائر الأيام مزية بأنواع من العبادات واجبة ومستحبة فالله سبحانه جعل لأهل كل ملة يوما يتفرغون فيه للعبادة ويتخلون فيه عن أشغال الدنيا فيوم الجمعة يوم عبادة وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان . ولهذا من صح له يوم جمعته وسلم سلمت له سائر جمعته ومن صح له رمضان وسلم سلمت له سائر سنته ومن صحت له حجته وسلمت له صح له سائر عمره فيوم الجمعة ميزان الأسبوع ورمضان ميزان العام والحج ميزان العمر . وبالله التوفيق .
الرابعة والعشرون أنه لما كان في الأسبوع كالعيد في العام وكان العيد مشتملا على صلاة وقربان وكان يوم الجمعة يوم صلاة جعل الله سبحانه التعجيل فيه إلى المسجد بدلا من القربان وقائما مقامه فيجتمع للرائح فيه إلى المسجد الصلاة والقربان كما في " الصحيحين " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ المقصود بالساعة في قوله من راح في الساعة الأولى]

وقد اختلف الفقهاء في هذه الساعة على قولين أحدهما : أنها من أول النهار وهذا هو المعروف في مذهب الشافعي وأحمد وغيرهما .
والثاني : أنها أجزاء من الساعة السادسة بعد الزوال وهذا هو المعروف في مذهب مالك واختاره بعض الشافعية واحتجوا عليه بحجتين . إحداهما : أن الرواح لا يكون إلا بعد الزوال وهو مقابل الغدو الذي لا يكون إلا قبل الزوال قال تعالى :
http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif ورواحها شهر (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(34,12))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ سبأ 12 ] . قال الجوهري : ولا يكون إلا بعد الزوال .
الحجة الثانية أن السلف كانوا أحرص شيء على الخير ولم يكونوا يغدون إلى الجمعة من وقت طلوع الشمس وأنكر مالك التبكير إليها في أول النهار وقال لم ندرك عليه أهل المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9).

[أدلة من قال بأن الساعة الأولى من أول النهار وترجيح المصنف له ]

واحتج أصحاب القول الأول بحديث جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif " .
قالوا : والساعات المعهودة هي الساعات التي هي ثنتا عشرة ساعة وهي نوعان ساعات تعديلية وساعات زمانية قالوا : ويدل على هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بلغ بالساعات إلى ست ولم يزد عليها ولو كانت الساعة أجزاء صغارا من الساعة التي تفعل فيها الجمعة لم تنحصر في ستة أجزاء بخلاف ما إذا كان المراد بها الساعات المعهودة فإن الساعة السادسة متى خرجت ودخلت السابعة خرج الإمام وطويت الصحف ولم يكتب لأحد قربان بعد ذلك كما جاء مصرحا به في " سنن أبي داود " من حديث علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالترابيث أو الربائث ويثبطونهم عن الجمعة وتغدو الملائكة فتجلس على أبواب المساجد فيكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإمام http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال أبو عمر بن عبد البر : اختلف أهل العلم في تلك الساعات فقالت طائفة منهم أراد الساعات من طلوع الشمس وصفائها والأفضل عندهم التبكير في ذلك الوقت إلى الجمعة وهو قول الثوري وأبي حنيفة والشافعي وأكثر العلماء بل كلهم يستحب البكور إليها .
قال الشافعي رحمه الله ولو بكر إليها بعد الفجر وقبل طلوع الشمس كان حسنا . وذكر الأثرم قال قيل لأحمد بن حنبل كان مالك بن أنس يقول لا ينبغي التهجير يوم الجمعة باكرا فقال هذا خلاف حديث النبي صلى الله عليه وسلم . وقال سبحان الله إلى أي شيء ذهب في هذا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول " كالمهدي جزورا " . قال وأما مالك فذكر يحيى بن عمر عن حرملة أنه سأل ابن وهب عن تفسير هذه الساعات أهو الغدو من أول ساعات النهار أو إنما أراد بهذا القول ساعات الرواح ؟ فقال ابن وهب : سألت مالكا عن هذا فقال أما الذي يقع بقلبي فإنه إنما أراد ساعة واحدة تكون فيها هذه الساعات من راح من أول تلك الساعة أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة أو السادسة . ولو لم يكن كذلك ما صليت الجمعة حتى يكون النهار تسع ساعات في وقت العصر أو قريبا من ذلك .
وكان ابن حبيب ينكر مالك هذا ويميل إلى القول الأول وقال قول مالك هذا تحريف في تأويل الحديث ومحال من وجوه . وقال يدلك أنه لا يجوز ساعات في ساعة واحدة أن الشمس إنما تزول في الساعة السادسة من النهار وهو وقت الأذان وخروج الإمام إلى الخطبة فدل ذلك على أن الساعات في هذا الحديث هي ساعات النهار المعروفات فبدأ بأول ساعات النهار فقال : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ثم قال في الساعة الخامسة بيضة ثم انقطع التهجير وحان وقت الأذان فشرح الحديث بين في لفظه ولكنه حرف عن موضعه وشرح بالخلف من القول وما لا يكون وزهد شارحه الناس فيما رغبهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من التهجير من أول النهار وزعم أن ذلك كله إنما يجتمع في ساعة واحدة قرب زوال الشمس قال وقد جاءت الآثار بالتهجير إلى الجمعة في أول النهار وقد سقنا ذلك في موضعه من كتاب واضح السنن بما فيه بيان وكفاية .
هذا كله قول عبد الملك بن حبيب ثم رد عليه أبو عمر وقال هذا تحامل منه على مالك رحمه الله تعالى فهو الذي قال القول الذي أنكره وجعله خلفا وتحريفا من التأويل والذي قاله مالك تشهد له الآثار الصحاح من رواية الأئمة ويشهد له أيضا العمل بالمدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)عنده وهذا مما يصح فيه الاحتجاج بالعمل لأنه أمر يتردد كل جمعة لا يخفى على عامة العلماء .
فمن الآثار التي يحتج بها مالك ما رواه الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذا كان يوم الجمعة قام على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس الأول فالأول فالمهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة ثم الذي يليه كالمهدي بقرة ثم الذي يليه كالمهدي كبشا حتى ذكر الدجاجة والبيضة فإذا جلس الإمام طويت الصحف واستمعوا الخطبة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال ألا ترى إلى ما في هذا الحديث فإنه قال يكتبون الناس الأول فالأول فالمهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة ثم الذي يليه فجعل الأول مهجرا وهذه اللفظة إنما هي مأخوذة من الهاجرة والتهجير وذلك وقت النهوض إلى الجمعة وليس ذلك وقت طلوع الشمس لأن ذلك الوقت ليس بهاجرة ولا تهجير وفي الحديث " ثم الذي يليه ثم الذي يليه " . ولم يذكر الساعة . قال والطرق بهذا اللفظ كثيرة مذكورة في " التمهيد " وفي بعضها http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif " المتعجل إلى الجمعة كالمهدي بدنة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif " .
وفي أكثرها " المهجر كالمهدي جزورا " الحديث . وفي بعضها ما يدل على أنه جعل الرائح إلى الجمعة في أول الساعة كالمهدي بدنة وفي آخرها كذلك وفي أول الساعة الثانية كالمهدي بقرة وفي آخرها كذلك . وقال بعض أصحاب الشافعي لم يرد صلى الله عليه وسلم بقوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الناهض إليها في الهجير والهاجرة وإنما أراد التارك لأشغاله وأعماله من أغراض أهل الدنيا للنهوض إلى الجمعة كالمهدي بدنة وذلك مأخوذ من الهجرة وهو ترك الوطن والنهوض إلى غيره ومنه سمي المهاجرون
وقال الشافعي رحمه الله أحب التبكير إلى الجمعة ولا تؤتى إلا مشيا .
هذا كله كلام أبي عمر . قلت : ومدار إنكار التبكير أول النهار على ثلاثة أمور أحدها : على لفظة الرواح وإنها لا تكون إلا بعد الزوال والثاني : لفظة التهجير وهي إنما تكون بالهاجرة وقت شدة الحر والثالث عمل أهل المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)فإنهم لم يكونوا يأتون من أول النهار.

قد يأتي الرواح بمعنى الذهاب

فأما لفظة الرواح فلا ريب أنها تطلق على المضي بعد الزوال وهذا إنما يكون في الأكثر إذا قرنت بالغدو كقوله تعالى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif غدوها شهر ورواحها شهر (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(34,12))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ سبأ 12 ] وقوله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من غدا إلى المسجد وراح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وقول الشاعر .
نروح ونغدو لحاجاتنا

</SPAN>وحاجة من عاش لا تنقضي

وقد يطلق الرواح بمعنى الذهاب والمضي وهذا إنما يجيء إذا كانت مجردة عن الاقتران بالغدو .
وقال الأزهري في " التهذيب " : سمعت بعض العرب يستعمل الرواح في السير في كل وقت يقال راح القوم إذا ساروا وغدوا كذلك ويقول أحدهم لصاحبه تروح ويخاطب أصحابه فيقول روحوا أي سيروا ويقول الآخر ألا تروحون ؟ ومن ذلك ما جاء في الأخبار الصحيحة الثابتة وهو بمعنى المضي إلى الجمعة والخفة إليها لا بمعنى الرواح بالعشي .
قد يأتي التهجير بمعنى التبكير وأما لفظ التهجير والمهجر فمن الهجير والهاجرة قال الجوهري : هي نصف النهار عند اشتداد الحر تقول منه : هجر النهار قال امرؤ القيس
فدعها وسل الهم عنها بجسرة

ذمول إذا صام النهار وهجرا </SPAN>

ويقال أتينا أهلنا مهجرين أي في وقت الهاجرة والتهجير والتهجر السير في الهاجرة فهذا ما يقرر به قول أهل المدينة .
قال الآخرون الكلام في لفظ التهجير كالكلام في لفظ الرواح فإنه يطلق ويراد به التبكير .
قال الأزهري في " التهذيب " : روى مالك عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لو يعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي حديث آخر مرفوع http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال ويذهب كثير من الناس إلى أن التهجير في هذه الأحاديث تفعيل من الهاجرة وقت الزوال وهو غلط والصواب فيه ما روى أبو داود المصاحفي عن النضر بن شميل أنه قال التهجير إلى الجمعة وغيرها : التبكير والمبادرة إلى كل شيء قال سمعت الخليل يقول ذلك قاله في تفسير هذا الحديث .
قال الأزهري : وهذا صحيح وهي لغة أهل الحجاز ومن جاورهم من قيس قال لبيد :
راح القطين بهجر بعد ما ابتكروا

فما تواصله سلمى وما تذر

فقرن الهجر بالابتكار والرواح عندهم الذهاب والمضي يقال راح القوم إذا خفوا ومروا أي وقت كان .
وقوله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لو يعلم الناس ما في التهجير لاستبقوا إليه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif أراد به التبكير إلى جميع الصلوات وهو المضي إليها في أول أوقاتها قال الأزهري وسائر العرب يقولون : هجر الرجل إذا خرج وقت الهاجرة وروى عن أبي زيد : هجر الرجل إذا خرج بالهاجرة . قال وهي نصف النهار .
ثم قال الأزهري : أنشدني المنذري فيما روى لثعلب عن ابن الأعرابي في " نوادره " قال قال جعثنة بن جواس الربعي في ناقته :
هل تذكرين قسمي ونذري


</SPAN>أزمان أنت بعروض الجفر
إذ أنت مضرار جواد الحضر


علي إن لم تنهضي بوقري
بأربعين قدرت بقدر


بالخالدي لا بصاع حجر
وتصحبي أيانقا في سفر

يهجرون بهجير الفجر
ثمت تمشي ليلهم فتسري

يطوون أعراض الفجاج الغبر

طي أخي التجر برود التجر

قال الأزهري يهجرون بهجير الفجر أي يبكرون بوقت السحر .
وأما كون أهل المدينة لم يكونوا يروحون إلى الجمعة أول النهار فهذا غاية عملهم في زمان مالك رحمه الله وهذا ليس بحجة ولا عند من يقول إجماع أهل المدينة حجة فإن هذا ليس فيه إلا ترك الرواح إلى الجمعة من أول النهار وهذا جائز بالضرورة .
وقد يكون اشتغال الرجل بمصالحه ومصالح أهله ومعاشه وغير ذلك من أمور دينه ودنياه أفضل من رواحه إلى الجمعة من أول النهار ولا ريب أن انتظار الصلاة بعد الصلاة وجلوس الرجل في مصلاه حتى يصلي الصلاة الأخرى أفضل من ذهابه وعوده في وقت آخر للثانية كما قال صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif والذي ينتظر الصلاة ثم يصليها مع الإمام أفضل من الذي يصلي ثم يروح إلى أهله http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وأخبر " أن الملائكة لم تزل تصلي عليه ما دام في مصلاه " وأخبر " http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن انتظار الصلاة بعد الصلاة مما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات وأنه الرباط http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif " وأخبر " أن الله يباهي ملائكته بمن قضى فريضة وجلس ينتظر أخرى " وهذا يدل على أن من صلى الصبح ثم جلس ينتظر الجمعة فهو أفضل ممن يذهب ثم يجيء في وقتها وكون أهل المدينة وغيرهم لا يفعلون ذلك لا يدل على أنه مكروه فهكذا المجيء إليها والتبكير في أول النهار والله أعلم .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1102.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1104.htm)





إظهار التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
الخامسة والعشرون أن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور .
وشاهدت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز أو غيره فيتصدق به في طريقه سرا وسمعته يقول إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة .
وقال أحمد بن زهير بن حرب : حدثنا أبي حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال اجتمع أبو هريرة وكعب فقال أبو هريرة : إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم في صلاة يسأل الله عز وجل شيئا إلا آتاه إياه فقال كعب : أنا أحدثكم عن يوم الجمعة إنه إذا كان يوم الجمعة فزعت له السموات والأرض والبر والبحر والجبال والشجر والخلائق كلها إلا ابن آدم والشياطين وحفت الملائكة بأبواب المسجد فيكتبون من جاء الأول فالأول حتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام طووا صحفهم فمن جاء بعد جاء لحق الله لما كتب عليه وحق على كل حالم أن يغتسل يومئذ كاغتساله من الجنابة والصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر الأيام ولم تطلع الشمس ولم تغرب على مثل يوم الجمعة فقال ابن عباس : هذا حديث كعب وأبي هريرة وأنا أرى إن كان لأهله طيب يمس منه .




[ يوم تجلى الله فيه لأوليائه في الجنة ]



السادسة والعشرون أنه يوم يتجلى الله عز وجل فيه لأوليائه المؤمنين في الجنة وزيارتهم له فيكون أقربهم منهم أقربهم من الإمام وأسبقهم إلى الزيارة أسبقهم إلى الجمعة . وروى يحيى بن يمان عن شريك عن أبي اليقظان عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله عز وجل http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif ولدينا مزيد (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(50,35))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ ق : 35 ] قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يتجلى لهم في كل جمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

وذكر الطبراني في " معجمه " من حديث أبي نعيم المسعودي عن المنهال بن عمرو عن أبي عبيدة قال قال عبد الله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سارعوا إلى الجمعة فإن الله عز وجل يبرز لأهل الجنة في كل جمعة في كثيب من كافور فيكونون منه في القرب على قدر تسارعهم إلى الجمعة فيحدث الله سبحانه لهم من الكرامة شيئا لم يكونوا قد رأوه قبل ذلك ثم يرجعون إلى أهليهم فيحدثونهم بما أحدث الله لهم . قال ثم دخل عبد الله المسجد فإذا هو برجلين فقال عبد الله رجلان وأنا الثالث إن يشأ الله يبارك في الثالث http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وذكر البيهقي في " الشعب " عن علقمة بن قيس قال رحت مع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلى جمعة فوجد ثلاثة قد سبقوه فقال رابع أربعة وما رابع أربعة ببعيد . ثم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول" http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن الناس يجلسون يوم القيامة من الله على قدر رواحهم إلى الجمعة الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع . ثم قال وما أربع أربعة ببعيد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال الدارقطني في كتاب " الرؤية " : حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن حدثنا محمد بن عثمان بن محمد حدثنا مروان بن جعفر حدثنا نافع أبو الحسن مولى بني هاشم حدثنا عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربهم فأحدثهم عهدا بالنظر إليه من بكر في كل جمعة وتراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
حدثنا محمد بن نوح حدثنا محمد بن موسى بن سفيان السكري حدثنا عبد الله بن الجهم الرازي حدثنا عمرو بن أبي قيس عن أبي طيبة عن عاصم عن عثمان بن عمير أبي اليقظان عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أتاني جبريل وفي يده كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة السوداء فقلت ما هذا يا جبريل ؟ قال هذه الجمعة يعرضها الله عليك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك قلت وما لنا فيها ؟ قال لكم فيها خير أنت فيها الأول واليهود والنصارى من بعدك ولك فيها ساعة لا يسأل الله عز وجل عبد فيها شيئا هو له قسم إلا أعطاه أو ليس له قسم إلا أعطاه أفضل منه وأعاذه الله من شر ما هو مكتوب عليه وإلا دفع عنه ما هو أعظم من ذلك . قال قلت وما هذه النكتة السوداء ؟ قال هي الساعة تقوم يوم الجمعة وهو عندنا سيد الأيام ويدعوه أهل الآخرة يوم المزيد . قال قلت يا جبريل وما يوم المزيد ؟ قال ذلك أن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور فيجيء النبيون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بمنابر من ذهب فيجيء الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ويجيء أهل الغرف حتى يجلسوا على الكثب قال ثم يتجلى لهم ربهم عز وجل قال فينظرون إليه فيقول أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي وهذا محل كرامتي فسلوني فيسألونه الرضى . قال رضاي أنزلكم داري وأنا لكم كرامتي فسلوني فيسألونه الرضى . قال فيشهد لهم بالرضى ثم يسألونه حتى تنتهي رغبتهم ثم يفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . قال ثم يرتفع رب العزة ويرتفع معه النبيون والشهداء ويجيء أهل الغرف إلى غرفهم . قال كل غرفة من لؤلؤة لا وصل فيها ولا فصم ياقوتة حمراء وغرفة من زبرجدة خضراء أبوابها وعلاليها وسقائفها وأغلاقها منها أنهارها مطردة متدلية فيها أثمارها فيها أزواجها وخدمها . قال فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا من كرامة الله عز وجل والنظر إلى وجهه الكريم فذلك يوم المزيد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
ولهذا الحديث عدة طرق ذكرها أبو الحسن الدارقطني في كتاب " الرؤية " .




<A id="الكلمات المفتاحية" name="هو الشاهد في قوله تعالى: وشاهد ومشهود115">[ هو الشاهد في قوله تعالى http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وشاهد ومشهود (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(85,3))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif ]



السابعة والعشرون أنه قد فسر الشاهد الذي أقسم الله به في كتابه بيوم الجمعة قال حميد بن زنجويه : حدثنا عبد الله بن موسى أنبأنا موسى بن عبيدة عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود هو يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة ما طلعت شمس ولا غربت على أفضل من يوم الجمعة فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها بخير إلا استجاب له أو يستعيذه من شر إلا أعاذه منه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

ورواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " عن روح عن موسى بن عبيدة .
وفي " معجم الطبراني " من حديث محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ويوم الجمعة ذخره الله لنا وصلاة الوسطى صلاة العصر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وقد روي من حديث جبير بن مطعم . قلت : والظاهر - والله أعلم - أنه من تفسير أبي هريرة فقد قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن عمار مولى بني هاشم عن أبي هريرة أما علي بن زيد فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأما يونس فلم يعد أبا هريرة أنه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قال في هذه الآية http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وشاهد ومشهود (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(85,3))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1105.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:38 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

[ هو اليوم الذي تفزع فيه الخلائق إلا الإنس والجن ]

الثامنة والعشرون أنه اليوم الذي تفزع منه السموات والأرض والجبال والبحار والخلائق كلها إلا الإنس والجن فروى أبو الجواب عن عمار بن زريق عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال اجتمع كعب وأبو هريرة فقال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فقال كعب : ألا أحدثكم عن يوم الجمعة إنه إذا كان يوم الجمعة فزعت له السموات والأرض والجبال والبحار والخلائق كلها إلا ابن آدم والشياطين وحفت الملائكة بأبواب المساجد فيكتبون الأول فالأول حتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ومن جاء بعد جاء لحق الله ولما كتب عليه ويحق على كل حالم أن يغتسل فيه كاغتساله من الجنابة والصدقة فيه أفضل من الصدقة في سائر الأيام ولم تطلع الشمس ولم تغرب على يوم كيوم الجمعة .
قال ابن عباس : هذا حديث كعب وأبي هريرة وأنا أرى من كان لأهله طيب أن يمس منه يومئذ .
وفي حديث أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة وما من دابة إلا وهي تفزع ليوم الجمعة إلا هذين الثقلين من الجن والإنس http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهذا حديث صحيح .
وذلك أنه اليوم الذي تقوم فيه الساعة ويطوى العالم وتخرب فيه الدنيا ويبعث فيه الناس إلى منازلهم من الجنة والنار .

[ هو اليوم الذي هدى الله هذه الأمة له ]

التاسعة والعشرون أنه اليوم الذي ادخره الله لهذه الأمة وأضل عنه أهل الكتاب قبلهم كما في " الصحيح " من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة هدانا الله له وضل الناس عنه فالناس لنا فيه تبع هو لنا ولليهود يوم السبت وللنصارى يوم الأحد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وفي حديث آخر " ذخره الله لنا " .
وقال الإمام أحمد : حدثنا علي بن عاصم عن حصين بن عبد الرحمن عن عمر بن قيس عن محمد بن الأشعث عن عائشة قالت http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود فأذن له فقال السام عليك قال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك . قالت فهممت أن أتكلم قالت ثم دخل الثانية فقال مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك قالت فهممت أن أتكلم ثم دخل الثالثة فقال السام عليكم قالت فقلت بل السام عليكم وغضب الله إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله بما لم يحيه به الله عز وجل . قالت فنظر إلي فقال : مه إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددناه عليهم فلم يضرنا شيئا ولزمهم إلى يوم القيامة إنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى قولنا خلف الإمام آمين http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " الصحيحين " من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " بيد " لغتان بالباء وهي المشهورة وميد بالميم حكاها أبو عبيد . وفي هذه الكلمة قولان أحدهما : أنها بمعنى " غير " وهو أشهر معنييها والثاني : بمعنى " على " وأنشد أبو عبيد شاهدا له
عمدا فعلت ذاك بيد أني


إخال لو هلكت لم ترني </SPAN>

ترني : تفعلي من الرنين
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1104.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1106.htm)





إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

[خيرة الله من أيام الأسبوع ]

الثلاثون أنه خيرة الله من أيام الأسبوع كما أن شهر رمضان خيرته من شهور العام وليلة القدر خيرته من الليالي ومكة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)خيرته من الأرض ومحمد صلى الله عليه وسلم خيرته من خلقه .
قال آدم بن أبي إياس : حدثنا شيبان أبو معاوية عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن كعب الأحبار . قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن الله عز وجل اختار الشهور واختار شهر رمضان واختار الأيام واختار يوم الجمعة واختار الليالي واختار ليلة القدر واختار الساعات واختار ساعة الصلاة والجمعة تكفر ما بينها وبين الجمعة الأخرى وتزيد ثلاثا ورمضان يكفر ما بينه وبين رمضان والحج يكفر ما بينه وبين الحج والعمرة تكفر ما بينها وبين العمرة ويموت الرجل بين حسنتين حسنة قضاها وحسنة ينتظرها يعني صلاتين وتصفد الشياطين في رمضان وتغلق أبواب النار وتفتح فيه أبواب الجنة ويقال فيه يا باغي الخير هلم . رمضان أجمع وما من ليال أحب إلى الله العمل فيهن من ليالي العشر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ فيه تدنو أرواح الموتى من قبورهم ]

الحادية والثلاثون إن الموتى تدنو أرواحهم من قبورهم وتوافيها في يوم الجمعة فيعرفون زوارهم ومن يمر بهم ويسلم عليهم ويلقاهم في ذلك اليوم أكثر من معرفتهم بهم في غيره من الأيام فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات فإذا قامت فيه الساعة التقى الأولون والآخرون وأهل الأرض وأهل السماء والرب والعبد والعامل وعمله والمظلوم وظالمه والشمس والقمر ولم تلتقيا قبل ذلك قط وهو يوم الجمع واللقاء ولهذا يلتقي الناس فيه في الدنيا أكثر من التقائهم في غيره فهو يوم التلاق . قال أبو التياح يزيد بن حميد : كان مطرف بن عبد الله يبادر فيدخل كل جمعة فأدلج حتى إذا كان عند المقابر يوم الجمعة قال فرأيت صاحب كل قبر جالسا على قبره فقالوا : هذا مطرف يأتي الجمعة قال فقلت لهم وتعلمون عندكم الجمعة ؟ قالوا : نعم ونعلم ما تقول فيه الطير قلت : وما تقول فيه الطير ؟ قالوا : تقول رب سلم سلم يوم صالح .
وذكر ابن أبي الدنيا في كتاب " المنامات " وغيره عن بعض أهل عاصم الجحدري قال رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته لسنتين فقلت أليس قد مت ؟ قال بلى قلت فأين أنت ؟ قال أنا والله في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم . قلت : أجسامكم أم أرواحكم ؟ قال هيهات بليت الأجسام وإنما تتلاقى الأرواح قال قلت فهل تعلمون بزيارتنا لكم ؟ قال نعلم بها عشية الجمعة ويوم الجمعة كله وليلة السبت إلى طلوع الشمس . قال قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها ؟ قال لفضل يوم الجمعة وعظمته .
وذكر ابن أبي الدنيا أيضا عن محمد بن واسع أنه كان يذهب كل غداة سبت حتى يأتي الجبانة فيقف على القبور فيسلم عليهم ويدعو لهم ثم ينصرف . فقيل له لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين . قال بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده .
وذكر عن سفيان الثوري قال بلغني عن الضحاك أنه قال من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علم الميت بزيارته . فقيل له كيف ذلك ؟ قال لمكان يوم الجمعة .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1105.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1107.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:41 PM
إظهار التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

[ يكره إفراده بالصوم ]

الثانية والثلاثون أنه يكره إفراد يوم الجمعة بالصوم هذا منصوص أحمد قال الأثرم : قيل لأبي عبد الله صيام يوم الجمعة ؟ فذكر حديث النهي عن أن يفرد ثم قال إلا أن يكون في صيام كان يصومه وأما أن يفرد فلا . قلت رجل كان يصوم يوما ويفطر يوما فوقع فطره يوم الخميس وصومه يوم الجمعة وفطره يوم السبت فصار الجمعة مفردا ؟ قال هذا إلا أن يتعمد صومه خاصة إنما كره أن يتعمد الجمعة .
وأباح مالك وأبو حنيفة صومه كسائر الأيام قال مالك : لم أسمع أحدا من أهل العلم والفقه ومن يقتدى به ينهى عن صيام يوم الجمعة وصيامه حسن وقد رأيت بعض أهل العلم يصومه وأراه كان يتحراه . قال ابن عبد البر : اختلفت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم في صيام يوم الجمعة فروى ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وقال قلما رأيته مفطرا يوم الجمعة وهذا حديث صحيح . وقد روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر يوم الجمعة قط . ذكره ابن أبي شيبة عن حفص بن غياث عن ليث بن أبي سليم عن عمير بن أبي عمير عن ابن عمر .
وروى ابن عباس أنه كان يصومه ويواظب عليه . وأما الذي ذكره مالك فيقولون إنه محمد بن المنكدر . وقيل : صفوان بن سليم .
وروى الدراوردي عن صفوان بن سليم عن رجل من بني جشم أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من صام يوم الجمعة كتب له عشرة أيام غرر زهر من أيام الآخرة لا يشاكلهن أيام الدنيا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
والأصل في صوم يوم الجمعة أنه عمل بر لا يمنع منه إلا بدليل لا معارض له .
قلت قد صح المعارض صحة لا مطعن فيها البتة ففي " الصحيحين " عن محمد بن عباد قال سألت جابرا : أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة ؟ قال نعم . وفي " صحيح مسلم " عن محمد بن عباد قال سألت جابر بن عبد الله وهو يطوف بالبيت (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%c8%ed%ca% %c7%e1%cd%d1%c7%e3): http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة ؟ قال نعم ورب هذه البنية http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " الصحيحين " من حديث أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif واللفظ للبخاري .
وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين سائر الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " صحيح البخاري " عن جويرية بنت الحارث " أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أصمت أمس ؟ قالت لا . قال فتريدين أن تصومي غدا ؟ قالت لا . قال فأفطري http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وفي " مسند أحمد " عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا تصوموا يوم الجمعة وحده http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " مسنده " أيضا عن جنادة الأزدي http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة في سبعة من الأزد أنا ثامنهم وهو يتغدى فقال " هلموا إلى الغداء " فقلنا : يا رسول الله إنا صيام . فقال أصمتم أمس ؟ قلنا : لا . قال فتصومون غدا ؟ قلنا : لا . قال فأفطروا . قال فأكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال فلما خرج وجلس على المنبر دعا بإناء ماء فشرب وهو على المنبر والناس ينظرون إليه يريهم أنه لا يصوم يوم الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " مسنده " أيضا عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وذكر ابن أبي شيبة عن سفيان بن عيينة عن عمران بن ظبيان عن حكيم بن سعد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من كان منكم متطوعا من الشهر أياما فليكن في صومه يوم الخميس ولا يصم يوم الجمعة فإنه يوم طعام وشراب وذكر فيجمع الله له يومين صالحين يوم صيامه ويوم نسكه مع المسلمين http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ علة كراهة صوم يوم الجمعة ]

وذكر ابن جرير عن مغيرة عن إبراهيم إنهم كرهوا صوم الجمعة ليقووا على الصلاة .
قلت المأخذ في كراهته ثلاثة أمور هذا أحدها ولكن يشكل عليه زوال الكراهية بضم يوم قبله أو بعده إليه .
والثاني : أنه يوم عيد وهو الذي أشار إليه صلى الله عليه وسلم وقد أورد على هذا التعليل إشكالان . أحدهما : أن صومه ليس بحرام وصوم يوم العيد حرام . والثاني : إن الكراهة تزول بعدم إفراده وأجيب عن الإشكالين بأنه ليس عيد العام بل عيد الأسبوع والتحريم إنما هو لصوم عيد العام .
وأما إذا صام يوما قبله أو يوما بعده فلا يكون قد صامه لأجل كونه جمعة وعيدا فتزول المفسدة الناشئة من تخصيصه بل يكون داخلا في صيامه تبعا وعلى هذا يحمل ما رواه الإمام أحمد رحمه الله في " مسنده " والنسائي والترمذي من حديث عبد الله بن مسعود إن صح قال قلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر يوم جمعه " . فإن صح هذا تعين حمله على أنه كان يدخل في صيامه تبعا لا أنه كان يفرده لصحة النهي عنه .
وأين أحاديث النهي الثابتة في " الصحيحين " من حديث الجواز الذي لم يروه أحد من أهل الصحيح وقد حكم الترمذي بغرابته فكيف تعارض به الأحاديث الصحيحة الصريحة ثم يقدم عليها ؟
والمأخذ الثالث سد الذريعة من أن يلحق بالدين ما ليس فيه ويوجب التشبه بأهل الكتاب في تخصيص بعض الأيام بالتجرد عن الأعمال الدنيوية وينضم إلى هذا المعنى : أن هذا اليوم لما كان ظاهر الفضل على الأيام كان الداعي إلى صومه قويا فهو في مظنة تتابع الناس في صومه واحتفالهم به ما لا يحتفلون بصوم يوم غيره وفي ذلك إلحاق بالشرع ما ليس منه . ولهذا المعنى - والله أعلم - نهي عن تخصيص ليلة الجمعة بالقيام من بين الليالي لأنها من أفضل الليالي حتى فضلها بعضهم على ليلة القدر وحكيت رواية عن أحمد فهي في مظنة تخصيصها بالعبادة فحسم الشارع الذريعة وسدها بالنهي عن تخصيصها بالقيام . والله أعلم .
فإن قيل ما تقولون في تخصيص يوم غيره بالصيام ؟ قيل أما تخصيص ما خصصه الشارع كيوم الاثنين ويوم عرفة ويوم عاشوراء فسنة وأما تخصيص غيره كيوم السبت والثلاثاء والأحد والأربعاء فمكروه . وما كان منها أقرب إلى التشبه بالكفار لتخصيص أيام أعيادهم بالتعظيم والصيام فأشد كراهة وأقرب إلى التحريم
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1106.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1108.htm)





إظهار التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif




[ يوم اجتماع الناس ]



الثالثة والثلاثون إنه يوم اجتماع الناس وتذكيرهم بالمبدإ والمعاد وقد شرع الله سبحانه وتعالى لكل أمة في الأسبوع يوما يتفرغون فيه للعبادة ويجتمعون فيه لتذكر المبدإ والمعاد والثواب والعقاب ويتذكرون به اجتماعهم يوم الجمع الأكبر قياما بين يدي رب العالمين وكان أحق الأيام بهذا الغرض المطلوب اليوم الذي يجمع الله فيه الخلائق وذلك يوم الجمعة فادخره الله لهذه الأمة لفضلها وشرفها فشرع اجتماعهم في هذا اليوم لطاعته وقدر اجتماعهم فيه مع الأمم لنيل كرامته فهو يوم الاجتماع شرعا في الدنيا وقدرا في الآخرة وفي مقدار انتصافه وقت الخطبة والصلاة يكون أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم كما ثبت عن ابن مسعود من غير وجه أنه قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا ينتصف النهار يوم القيامة حتى يقيل أهل الجنة في منازلهم وأهل النار في منازلهم وقرأ http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(25,24))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif [ الفرقان : 24 ] وقرأ ثم إن مقيلهم لإلى الجحيم وكذلك هي في قراءته .

ولهذا كون الأيام سبعة إنما تعرفه الأمم التي لها كتاب فأما أمة لا كتاب لها فلا تعرف ذلك إلا من تلقاه منهم عن أمم الأنبياء فإنه ليس هنا علامة حسية يعرف بها كون الأيام سبعة بخلاف الشهر والسنة وفصولها ولما خلق الله السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام




[علة قراءة سورتي السجدة والدهر في صلاة فجر يوم الجمعة ]



وتعرف بذلك إلى عباده على ألسنة رسله وأنبيائه شرع لهم في الأسبوع يوما يذكرهم فيه بذلك وحكمة الخلق وما خلقوا له وبأجل العالم وطي السموات والأرض وعود الأمر كما بدأه سبحانه وعدا عليه حقا وقولا صدقا ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجر يوم الجمعة سورتي ( الم تنزيل ) و ( هل أتى على الإنسان ) لما اشتملت عليه هاتان السورتان مما كان ويكون من المبدإ والمعاد وحشر الخلائق وبعثهم من القبور إلى الجنة والنار لا لأجل السجدة كما يظنه من نقص علمه ومعرفته فيأتي بسجدة من سورة أخرى ويعتقد أن فجر يوم الجمعة فضل بسجدة وينكر على من لم يفعلها.

وهكذا كانت قراءته صلى الله عليه وسلم في المجامع الكبار كالأعياد ونحوها بالسورة المشتملة على التوحيد والمبدإ والمعاد وقصص الأنبياء مع أممهم وما عامل الله به من كذبهم وكفر بهم من الهلاك والشقاء ومن آمن منهم وصدقهم من النجاة والعافية .
كما كان يقرأ في العيدين بسورتي ( ق والقرآن المجيد) و ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) وتارة ب ( سبح اسم ربك الأعلى ) و ( هل أتاك حديث الغاشية ) وتارة يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة لما تضمنت من الأمر بهذه الصلاة وإيجاب السعي إليها وترك العلم العائق عنها والأمر بإكثار ذكر الله ليحصل لهم الفلاح في الدارين فإن في نسيان ذكره تعالى العطب والهلاك في الدارين ويقرأ في الثانية بسورة ( إذا جاءك المنافقون ) تحذيرا للأمة من النفاق المردي وتحذيرا لهم أن تشغلهم أموالهم وأولادهم عن صلاة الجمعة وعن ذكر الله وأنهم إن فعلوا ذلك خسروا ولا بد وحضا لهم على الإنفاق الذي هو من أكبر أسباب سعادتهم وتحذيرا لهم من هجوم الموت وهم على حالة يطلبون الإقالة ويتمنون الرجعة ولا يجابون إليها وكذلك كان صلى الله عليه وسلم يفعل عند قدوم وفد يريد أن يسمعهم القرآن
وكان يطيل قراءة الصلاة الجهرية لذلك كما صلى المغرب ب ( الأعراف ) وب ( الطور ) و ( ق ) . وكان يصلي الفجر بنحو مائة آية .




[ كانت خطبته تقريرا لأصول الإيمان ]



وكذلك كانت خطبته صلى الله عليه وسلم إنما هي تقرير لأصول الإيمان من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه وذكر الجنة والنار وما أعد الله لأوليائه وأهل طاعته وما أعد لأعدائه وأهل معصيته فيملأ القلوب من خطبته إيمانا وتوحيدا ومعرفة بالله وأيامه لا كخطب غيره التي إنما تفيد أمورا مشتركة بين الخلائق وهي النوح على الحياة والتخويف بالموت فإن هذا أمر لا يحصل في القلب إيمانا بالله ولا توحيدا له ولا معرفة خاصة به ولا تذكيرا بأيامه ولا بعثا للنفوس على محبته والشوق إلى لقائه فيخرج السامعون ولم يستفيدوا فائدة غير أنهم يموتون وتقسم أموالهم ويبلي التراب أجسامهم فيا ليت شعري أي إيمان حصل بهذا ؟ وأي توحيد ومعرفة وعلم نافع حصل به ؟

ومن تأمل خطب النبي صلى الله عليه وسلم وخطب أصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدى والتوحيد وذكر صفات الرب جل جلاله وأصول الإيمان الكلية والدعوة إلى الله وذكر آلائه تعالى التي تحببه إلى خلقه وأيامه التي تخوفهم من بأسه والأمر بذكره وشكره الذي يحببهم إليه فيذكرون من عظمة الله وصفاته وأسمائه ما يحببه إلى خلقه ويأمرون من طاعته وشكره وذكره ما يحببهم إليه فينصرف السامعون وقد أحبوه وأحبهم ثم طال العهد وخفي نور النبوة وصارت الشرائع والأوامر رسوما تقام من غير مراعاة حقائقها ومقاصدها فأعطوها صورها وزينوها بما زينوها به فجعلوا الرسوم والأوضاع سننا لا ينبغي الإخلال بها وأخلوا بالمقاصد التي لا ينبغي الإخلال بها فرصعوا الخطب بالتسجيع والفقر وعلم البديع فنقص بل عدم حظ القلوب منها وفات المقصود بها .
فمما حفظ من خطبه صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر أن يخطب بالقرآن وسورة ( ق) . قالت أم هشام بنت الحارث بن النعمان : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما حفظت ( ق ) إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يخطب بها على المنبر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وحفظ من خطبته صلى الله عليه وسلم من رواية علي بن زيد بن جدعان وفيها ضعف " http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يا أيها الناس توبوا إلى الله عز وجل قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكثرة الصدقة في السر والعلانية تؤجروا وتحمدوا وترزقوا . واعلموا أن الله عز وجل قد فرض عليكم الجمعة فريضة مكتوبة في مقامي هذا في شهري هذا في عامي هذا إلى يوم القيامة من وجد إليها سبيلا فمن تركها في حياتي أو بعد مماتي جحودا بها أو استخفافا بها وله إمام جائر أو عادل فلا جمع الله شمله ولا بارك له في أمره ألا ولا صلاة له ألا ولا وضوء له ألا ولا صوم له ألا ولا زكاة له ألا ولا حج له ألا ولا بركة له حتى يتوب فإن تاب تاب الله عليه ألا ولا تؤمن امرأة رجلا ألا ولا يؤمن أعرابي مهاجرا ألا ولا يؤمن فاجر مؤمنا إلا أن يقهره سلطان فيخاف سيفه وسوطه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وحفظ من خطبته أيضا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
رواه أبو داود وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكر خطبه في الحج
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1107.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1109.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:44 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في خطبه


http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ويقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
ويقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
ثم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رواه مسلم . وفي لفظ كانت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة يحمد الله ويثني عليه ثم يقول على أثر ذلك وقد علا صوته فذكره .
وفي لفظ يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله ثم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وخير الحديث كتاب الله http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وفي لفظ للنسائي http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يقول في خطبته بعد التحميد والثناء والتشهد " أما بعد " . وكان يقصر الخطبة ويطيل الصلاة ويكثر الذكر ويقصد الكلمات الجوامع
وكان يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يعلم أصحابه في خطبته قواعد الإسلام وشرائعه ويأمرهم وينهاهم في خطبته إذا عرض له أمر أو نهي كما أمر الداخل وهو يخطب أن يصلي ركعتين . ونهى المتخطي رقاب الناس عن ذلك وأمره بالجلوس .
وكان يقطع خطبته للحاجة تعرض أو السؤال من أحد من أصحابه فيجيبه ثم يعود إلى خطبته فيتمها . وكان ربما نزل عن المنبر للحاجة ثم يعود فيتمها كما http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif نزل لأخذ الحسن والحسين رضي الله عنهما فأخذهما ثم رقي بهما المنبر فأتم خطبته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يدعو الرجل في خطبته تعال يا فلان اجلس يا فلان صل يا فلان . وكان يأمرهم بمقتضى الحال في خطبته فإذا رأى منهم ذا فاقة وحاجة أمرهم بالصدقة وحضهم عليها .
وكان يشير بأصبعه السبابة في خطبته عند ذكر الله تعالى ودعائه.
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وكان يستسقي بهم إذا قحط المطر في خطبته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يمهل يوم الجمعة حتى يجتمع الناس فإذا اجتمعوا خرج إليهم وحده من غير شاويش يصيح بين يديه ولا لبس طيلسانا ولا طرحة ولا سوادا فإذا دخل المسجد سلم عليهم فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه وسلم عليهم ولم يدع مستقبل القبلة ثم يجلس ويأخذ بلال في الأذان فإذا فرغ منه قام النبي صلى الله عليه وسلم فخطب من غير فصل بين الأذان والخطبة لا بإيراد خبر ولا غيره .
ولم يكن يأخذ بيده سيفا ولا غيره وإنما http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يعتمد على قوس أو عصا قبل أن يتخذ المنبر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان في الحرب يعتمد على قوس وفي الجمعة يعتمد على عصا . ولم يحفظ عنه أنه اعتمد على سيف وما يظنه بعض الجهال أنه كان يعتمد على السيف دائما وأن ذلك إشارة إلى أن الدين قام بالسيف فمن فرط جهله فإنه لا يحفظ عنه بعد اتخاذ المنبر أنه كان يرقاه بسيف ولا قوس ولا غيره ولا قبل اتخاذه أنه أخذ بيده سيفا البتة وإنما كان يعتمد على عصا أو قوس .
وكان منبره ثلاث درجات وكان قبل اتخاذه يخطب إلى جذع يستند إليه فلما تحول إلى المنبر حن الجذع حنينا سمعه أهل المسجد فنزل إليه صلى الله عليه وسلم وضمه قال أنس : حن لما فقد ما كان يسمع من الوحي وفقده التصاق النبي صلى الله عليه وسلم . ولم يوضع المنبر في وسط المسجد وإنما وضع في جانبه الغربي قريبا من الحائط وكان بينه وبين الحائط قدر ممر الشاة .
وكان إذا جلس عليه النبي صلى الله عليه وسلم في غير الجمعة أو خطب قائما في الجمعة استدار أصحابه إليه بوجوههم وكان وجهه صلى الله عليه وسلم قبلهم في وقت الخطبة .

[ الأمر بالإنصات للخطبة ]

وكان يقوم فيخطب ثم يجلس جلسة خفيفة ثم يقوم فيخطب الثانية فإذا فرغ منها أخذ بلال في الإقامة . وكان يأمر الناس بالدنو منه ويأمرهم بالإنصات ويخبرهم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن الرجل إذا قال لصاحبه أنصت فقد لغا . ويقول من لغا فلا جمعة له http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا والذي يقول له أنصت ليست له جمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رواه الإمام أحمد .
وقال أبي بن كعب : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ( تبارك وهو قائم فذكرنا بأيام الله وأبو الدرداء أو أبو ذر يغمزني فقال متى أنزلت هذه السورة ؟ فإني لم أسمعها إلى الآن فأشار إليه أن اسكت فلما انصرفوا قال سألتك متى أنزلت هذه السورة فلم تخبرني فقال إنه ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت فذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك وأخبره بالذي قال له أبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صدق أبي " . ذكره ابن ماجه وسعيد بن منصور وأصله في " مسند أحمد " .
وقال صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يحضر الجمعة ثلاثة نفر : رجل حضرها يلغو وهو حظه منها ورجل حضرها يدعو فهو رجل دعا الله عز وجل إن شاء أعطاه وإن شاء منعه ورجل حضرها بإنصات وسكوت ولم يتخط رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهي كفارة له إلى يوم الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك أن الله عز وجل يقول http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها (javascript:DisplayAyaa(6,160))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
ذكره أحمد وأبو داود .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1108.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1110.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:48 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ لا سنة قبل الخطبة ]


وكان إذا فرغ بلال من الأذان أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة ولم يقم أحد يركع ركعتين البتة ولم يكن الأذان إلا واحدا وهذا يدل على أن الجمعة كالعيد لا سنة لها قبلها وهذا أصح قولي العلماء وعليه تدل السنة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج من بيته فإذا رقي المنبر أخذ بلال في أذان الجمعة فإذا أكمله أخذ النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة من غير فصل وهذا كان رأي عين فمتى كانوا يصلون السنة ؟ ومن ظن أنهم كانوا إذا فرغ بلال رضي الله عنه من الأذان قاموا كلهم فركعوا ركعتين فهو أجهل الناس بالسنة وهذا الذي ذكرناه من أنه لا سنة قبلها هو مذهب مالك وأحمد في المشهور عنه وأحد الوجهين لأصحاب الشافعي .
والذين قالوا : إن لها سنة منهم من احتج أنها ظهر مقصورة فيثبت لها أحكام الظهر وهذه حجة ضعيفة جدا فإن الجمعة صلاة مستقلة بنفسها تخالف الظهر في الجهر والعدد والخطبة والشروط المعتبرة لها وتوافقها في الوقت وليس إلحاق مسألة النزاع بموارد الاتفاق أولى من إلحاقها بموارد الافتراق بل إلحاقها بموارد الافتراق أولى لأنها أكثر مما اتفقا فيه .
ومنهم من أثبت السنة لها هنا بالقياس على الظهر وهو أيضا قياس فاسد فإن السنة ما كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو سنة خلفائه الراشدين وليس في مسألتنا شيء من ذلك ولا يجوز إثبات السنن في مثل هذا بالقياس لأن هذا مما انعقد سبب فعله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فإذا لم يفعله ولم يشرعه كان تركه هو السنة ونظير هذا أن يشرع لصلاة العيد سنة قبلها أو بعدها بالقياس فلذلك كان الصحيح أنه لا يسن الغسل للمبيت بمزدلفة ولا لرمي الجمار ولا للطواف ولا للكسوف ولا للاستسقاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يغتسلوا لذلك مع فعلهم لهذه العبادات .
ومنهم من احتج بما ذكره البخاري في " صحيحه " فقال باب الصلاة قبل الجمعة وبعدها : حدثنا عبد الله بن يوسف أنبأنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين في بيته وقبل العشاء ركعتين وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهذا لا حجة فيه ولم يرد به البخاري إثبات السنة قبل الجمعة وإنما مراده أنه هل ورد في الصلاة قبلها أو بعدها شيء ؟ ثم ذكر هذا الحديث أي أنه لم يرو عنه فعل السنة إلا بعدها ولم يرد قبلها شيء .
وهذا نظير ما فعل في كتاب العيدين فإنه قال باب الصلاة قبل العيد وبعدها وقال أبو المعلى : سمعت سعيدا عن ابن عباس أنه كره الصلاة قبل العيد . ثم ذكر حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خرج يوم الفطر فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما ومعه بلال http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الحديث . فترجم للعيد مثل ما ترجم للجمعة وذكر للعيد حديثا دالا على أنه لا تشرع الصلاة قبلها ولا بعدها فدل على أن مراده من الجمعة كذلك .
وقد ظن بعضهم أن الجمعة لما كانت بدلا عن الظهر - وقد ذكر في الحديث السنة قبل الظهر وبعدها - دل على أن الجمعة كذلك وإنما قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif بيانا لموضع صلاة السنة بعد الجمعة وأنه بعد الانصراف وهذا الظن غلط منه لأن البخاري قد ذكر في باب التطوع بعد المكتوبة حديث ابن عمر رضي الله عنه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدتين قبل الظهر وسجدتين بعد الظهر وسجدتين بعد المغرب وسجدتين بعد العشاء وسجدتين بعد الجمعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فهذا صريح في أن الجمعة عند الصحابة صلاة مستقلة بنفسها غير الظهر وإلا لم يحتج إلى ذكرها لدخولها تحت اسم الظهر فلما لم يذكر لها سنة إلا بعدها علم أنه لا سنة لها قبلها .
ومنهم من احتج بما رواه ابن ماجه في " سننه " عن أبي هريرة وجابر قال جاء سليك الغطفاني ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أصليت ركعتين قبل أن تجيء ؟ " قال لا . قال " فصل ركعتين وتجوز فيهما http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وإسناده ثقات .
قال أبو البركات ابن تيمية : وقوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قبل أن تجيء http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif يدل عن أن هاتين الركعتين سنة الجمعة وليستا تحية المسجد . قال شيخنا حفيده أبو العباس وهذا غلط والحديث المعروف في " الصحيحين " عن جابر قال دخل رجل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أصليت قال لا . قال فصل ركعتين http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذا جاء أحدكم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فهذا هو المحفوظ في هذا الحديث وأفراد ابن ماجه في الغالب غير صحيحة هذا معنى كلامه .
وقال شيخنا أبو الحجاج الحافظ المزي : هذا تصحيف من الرواة إنما هو http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أصليت قبل أن تجلس http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فغلط فيه الناسخ .
وقال وكتاب ابن ماجه إنما تداولته شيوخ لم يعتنوا به بخلاف صحيحي البخاري ومسلم فإن الحفاظ تداولوهما واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما قال ولذلك وقع فيه أغلاط وتصحيف .
قلت : ويدل على صحة هذا أن الذين اعتنوا بضبط سنن الصلاة قبلها وبعدها وصنفوا في ذلك من أهل الأحكام والسنن وغيرها لم يذكر واحد منهم هذا الحديث في سنة الجمعة قبلها وإنما ذكروه في استحباب فعل تحية المسجد والإمام على المنبر واحتجوا به على من منع من فعلها في هذه الحال فلو كانت هي سنة الجمعة لكان ذكرها هناك والترجمة عليها وحفظها وشهرتها أولى من تحية المسجد .
ويدل عليه أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر بهاتين الركعتين إلا الداخل لأجل أنها تحية المسجد .
ولو كانت سنة الجمعة لأمر بها القاعدين أيضا ولم يخص بها الداخل وحده . ومنهم من احتج بما رواه أبو داود في " سننه " قال حدثنا مسدد قال حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع قال كان ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة ويصلي بعدها ركعتين في بيته وحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك .
وهذا لا حجة فيه على أن للجمعة سنة قبلها وإنما أراد بقوله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك أنه كان يصلي الركعتين بعد الجمعة في بيته لا يصليهما في المسجد وهذا هو الأفضل فيهما كما ثبت في " الصحيحين " عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " السنن " عن ابن عمر أنه إذا كان بمكة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)فصلى الجمعة تقدم فصلى ركعتين ثم تقدم فصلى أربعا وإذا كان بالمدينة صلى الجمعة ثم رجع إلى بيته فصلى ركعتين ولم يصل بالمسجد فقيل له فقال كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعل ذلك .
وأما إطالة ابن عمر الصلاة قبل الجمعة فإنه تطوع مطلق وهذا هو الأولى لمن جاء إلى الجمعة أن يشتغل بالصلاة حتى يخرج الإمام كما تقدم من حديث أبي هريرة ونبيشة الهذلي عن النبي صلى الله عليه وسلم . قال أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من اغتسل يوم الجمعة ثم أتى المسجد فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي حديث نبيشة الهذلي : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أقبل إلى المسجد لا يؤذي أحدا فإن لم يجد الإمام خرج صلى ما بدا له وإن وجد الإمام خرج جلس فاستمع وأنصت حتى يقضي الإمام جمعته وكلامه إن لم يغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلها أن تكون كفارة للجمعة التي تليها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هكذا كان هدي الصحابة رضي الله عنهم .
قال ابن المنذر : روينا عن ابن عمر : أنه كان يصلي قبل الجمعة ثنتي عشرة ركعة . وعن ابن عباس أنه كان يصلي ثمان ركعات .
وهذا دليل على أن ذلك كان منهم من باب التطوع المطلق ولذلك اختلف في العدد المروي عنهم في ذلك وقال الترمذي في " الجامع " : وروي عن ابن مسعود أنه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يصلي قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وإليه ذهب ابن المبارك والثوري .
وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري : رأيت أبا عبد الله إذا كان يوم الجمعة يصلي إلى أن يعلم أن الشمس قد قاربت أن تزول فإذا قاربت أمسك عن الصلاة حتى يؤذن المؤذن فإذا أخذ في الأذان قام فصلى ركعتين أو أربعا يفصل بينهما بالسلام فإذا صلى الفريضة انتظر في المسجد ثم يخرج منه فيأتي بعض المساجد التي بحضرة الجامع فيصلي فيه ركعتين ثم يجلس وربما صلى أربعا ثم يجلس ثم يقوم فيصلي ركعتين أخريين فتلك ست ركعات على حديث علي وربما صلى بعد الست ستا أخر أو أقل أو أكثر .
وقد أخذ من هذا بعض أصحابه رواية أن للجمعة قبلها سنة ركعتين أو أربعا وليس هذا بصريح بل ولا ظاهر فإن أحمد كان يمسك عن الصلاة في وقت النهي فإذا زال وقت النهي قام فأتم تطوعه إلى خروج الإمام فربما أدرك أربعا وربما لم يدرك إلا ركعتين . ومنهم من احتج على ثبوت السنة قبلها بما رواه ابن ماجه في " سننه " حدثنا محمد بن يحيى حدثنا يزيد بن عبد ربه حدثنا بقية عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطأة عن عطية العوفي عن ابن عباس قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان النبي صلى الله عليه وسلم يركع قبل الجمعة أربعا لا يفصل بينها في شيء منها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال ابن ماجه باب الصلاة قبل الجمعة فذكره . وهذا الحديث فيه عدة بلايا إحداها : بقية بن الوليد : إمام المدلسين وقد عنعنه ولم يصرح بالسماع .
الثانية مبشر بن عبيد المنكر الحديث . وقال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي يقول شيخ كان يقال له مبشر بن عبيد كان بحمص أظنه كوفيا روى عنه بقية وأبو المغيرة أحاديثه أحاديث موضوعة كذب . وقال الدارقطني : مبشر بن عبيد متروك الحديث أحاديثه لا يتابع عليها .
الثالثة : الحجاج بن أرطأة الضعيف المدلس .
الرابعة عطية العوفي قال البخاري : كان هشيم يتكلم فيه وضعفه أحمد وغيره .

ذكر بعض الأحاديث المقلوبة

وقال البيهقي : عطية العوفي لا يحتج به ومبشر بن عبيد الحمصي منسوب إلى وضع الحديث والحجاج بن أرطأة لا يحتج به .
قال بعضهم ولعل الحديث انقلب على بعض هؤلاء الثلاثة الضعفاء لعدم ضبطهم وإتقانهم فقال قبل الجمعة أربعا وإنما هو بعد الجمعة فيكون موافقا لما ثبت في الصحيح " ونظير هذا : قول الشافعي في رواية عبد الله بن عمر العمري : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif للفارس سهمان وللراجل سهم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال الشافعي : كأنه سمع نافعا يقول للفرس سهمان وللراجل سهم فقال للفارس سهمان وللراجل سهم . حتى يكون موافقا لحديث أخيه عبيد الله قال وليس يشك أحد من أهل العلم في تقديم عبيد الله بن عمر على أخيه عبد الله في الحفظ .
قلت : ونظير هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في حديث أبي هريرة http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد ؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول قط قط . وأما الجنة فينشئ الله لها خلقا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فانقلب على بعض الرواة فقال أما النار فينشئ الله لها خلقا .
قلت : ونظير هذا حديث عائشة http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهو في " الصحيحين " فانقلب على بعض الرواة فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ابن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
ونظيره أيضا عندي حديث أبي هريرة http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذا صلى أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وأظنه وهم - والله أعلم - فيما قاله رسوله الصادق المصدوق " وليضع ركبتيه قبل يديه " . كما قال وائل بن حجر : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وقال الخطابي وغيره وحديث وائل بن حجر أصح من حديث أبي هريرة . وقد سبقت المسألة مستوفاة في هذا الكتاب والحمد لله .

[ السنة بعد الجمعة ]

وكان صلى الله عليه وسلم إذا صلى الجمعة دخل إلى منزله فصلى ركعتين سنتها وأمر من صلاها أن يصلي بعدها أربعا .
قال شيخنا أبو العباس ابن تيمية : إن صلى في المسجد صلى أربعا وإن صلى في بيته صلى ركعتين . قلت وعلى هذا تدل الأحاديث وقد ذكر أبو داود عن ابن عمر أنه كان إذا صلى في المسجد صلى أربعا وإذا صلى في بيته صلى ركعتين .
وفي " الصحيحين " : عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربع ركعات http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif والله أعلم .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1109.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1111.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:51 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في العيدين


كان صلى الله عليه وسلم يصلي العيدين في المصلى وهو المصلى الذي على باب المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)الشرقي وهو المصلى الذي يوضع فيه محمل الحاج ولم يصل العيد بمسجده إلا مرة واحدة أصابهم مطر فصلى بهم العيد في المسجد إن ثبت الحديث وهو في سنن أبي داود وابن ماجه وهديه كان فعلهما في المصلى دائما .
وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة ومرة كان يلبس بردين أخضرين ومرة بردا أحمر وليس هو أحمر مصمتا كما يظنه بعض الناس فإنه لو كان كذلك لم يكن بردا وإنما فيه خطوط حمر كالبرود اليمنية فسمي أحمر باعتبار ما فيه من ذلك .
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض النهي عن لبس المعصفر والأحمر وأمر عبد الله بن عمرو لما رأى عليه ثوبين أحمرين أن يحرقهما فلم يكن ليكره الأحمر هذه الكراهة الشديدة ثم يلبسه والذي يقوم عليه الدليل تحريم لباس الأحمر أو كراهيته كراهية شديدة .
وكان صلى الله عليه وسلم يأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمرات ويأكلهن وترا وأما في عيد الأضحى فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته . وكان يغتسل للعيدين صح الحديث فيه وفيه حديثان ضعيفان حديث ابن عباس من رواية جبارة بن مغلس وحديث الفاكه بن سعد من رواية يوسف بن خالد السمتي .
ولكن ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان صلى الله عليه وسلم يخرج ماشيا والعنزة تحمل بين يديه فإذا وصل إلى المصلى نصبت بين يديه ليصلي إليها فإن المصلى كان إذ ذاك فضاء لم يكن فيه بناء ولا حائط وكانت الحربة سترته .
وكان يؤخر صلاة عيد الفطر ويعجل الأضحى وكان ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة لا يخرج حتى تطلع الشمس ويكبر من بيته إلى المصلى .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة والسنة أنه لا يفعل شيء من ذلك . ولم يكن هو ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلى شيئا قبل الصلاة ولا بعدها .
وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة فيصلي ركعتين يكبر في الأولى سبع تكبيرات متوالية بتكبيرة الافتتاح يسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة ولم يحفظ عنه ذكر معين بين التكبيرات ولكن ذكر عن ابن مسعود أنه قال يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ذكره الخلال . وكان ابن عمر مع تحريه للاتباع يرفع يديه مع كل تكبيرة .
وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتم التكبير أخذ في القراءة فقرأ فاتحة الكتاب ثم قرأ بعدها http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif ق والقرآن المجيد (javascript:DisplayAyaa(50,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif في إحدى الركعتين وفي الأخرى http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif اقتربت الساعة وانشق القمر (javascript:DisplayAyaa(54,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif وربما قرأ فيهما http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif سبح اسم ربك الأعلى (javascript:DisplayAyaa(87,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif و http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif هل أتاك حديث الغاشية (javascript:DisplayAyaa(88,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif صح عنه هذا وهذا ولم يصح عنه غير ذلك . فإذا فرغ من القراءة كبر وركع ثم إذا أكمل الركعة وقام من السجود كبر خمسا متوالية فإذا أكمل التكبير أخذ في القراءة فيكون التكبير أول ما يبدأ به في الركعتين والقراءة يليها الركوع وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه والى بين القراءتين فكبر أولا ثم قرأ وركع فلما قام في الثانية قرأ وجعل التكبير بعد القراءة ولكن لم يثبت هذا عنه فإنه من رواية محمد بن معاوية النيسابوري . قال البيهقي : رماه غير واحد بالكذب .
وقد روى الترمذي من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة وفي الآخرة خمسا قبل القراءة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال الترمذي : سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث قال ليس في الباب شيء أصح من هذا وبه أقول وقال وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في هذا الباب هو صحيح أيضا .
قلت : يريد حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة سبعا في الأولى وخمسا في الآخرة ولم يصل قبلها ولا بعدها . قال أحمد : وأنا أذهب إلى هذا . قلت : وكثير بن عبد الله بن عمرو هذا ضرب أحمد على حديثه في " المسند " وقال لا يساوي حديثه شيئا والترمذي تارة يصحح حديثه وتارة يحسنه وقد صرح البخاري بأنه أصح شيء في الباب مع حكمه بصحة حديث عمرو بن شعيب وأخبر أنه يذهب إليه . والله أعلم

[ كان يخطبهم في العيد قائما على الأرض ]

وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكمل الصلاة انصرف فقام مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم وينهاهم وإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به . ولم يكن هنالك منبر يرقى عليه ولم يكن يخرج منبر المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)وإنما كان يخطبهم قائما على الأرض قال جابر : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بلا أذان ولا إقامة ثم قام متوكئا على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس وذكرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif متفق عليه . وقال أبو سعيد الخدري : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول ما يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم . . . الحديث . رواه مسلم .
وذكر أبو سعيد الخدري : أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم العيد فيصلي بالناس ركعتين ثم يسلم فيقف على راحلته مستقبل الناس وهم صفوف جلوس فيقول " تصدقوا " فأكثر من يتصدق النساء بالقرط والخاتم والشيء . فإن كانت له حاجة يريد أن يبعث بعثا يذكره لهم وإلا انصرف . وقد كان يقع لي أن هذا وهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يخرج إلى العيد ماشيا والعنزة بين يديه وإنما خطب على راحلته يوم النحر بمنى إلى أن رأيت بقي بن مخلد الحافظ قد ذكر هذا الحديث في " مسنده " عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا داود بن قيس حدثنا عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن أبي سعيد الخدري قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم العيد من يوم الفطر فيصلي بالناس تينك الركعتين ثم يسلم فيستقبل الناس فيقول تصدقوا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان أكثر من يتصدق النساء وذكر الحديث .
ثم قال حدثنا أبو بكر بن خلاد حدثنا أبو عامر حدثنا داود عن عياض عن أبي سعيد http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج في يوم الفطر فيصلي بالناس فيبدأ بالركعتين ثم يستقبلهم وهم جلوس فيقول تصدقوا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فذكر مثله وهذا إسناد ابن ماجه إلا أنه رواه عن أبي كريب عن أبي أسامة عن داود . ولعله ثم يقوم على رجليه كما قال جابر قام متوكئا على بلال فتصحف على الكاتب براحلته . والله أعلم .
فإن قيل فقد أخرجا في " الصحيحين " عن ابن عباس قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif شهدت صلاة الفطر مع نبي الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكلهم يصليها قبل الخطبة ثم يخطب قال فنزل نبي الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه حين يجلس الرجال بيده ثم أقبل يشقهم حتى جاء إلى النساء ومعه بلال فقال http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا (javascript:DisplayAyaa(60,12))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif [ الممتحنة 12 ] . فتلا الآية حتى فرغ منها الحديث .
وفي " الصحيحين " أيضا عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فبدأ بالصلاة ثم خطب الناس بعد فلما فرغ نبي الله صلى الله عليه وسلم نزل فأتى النساء فذكرهن الحديث . وهو يدل على أنه كان يخطب على منبر أو على راحلته ولعله كان قد بني له منبر من لبن أو طين أو نحوه ؟ قيل لا ريب في صحة هذين الحديثين ولا ريب أن المنبر لم يكن يخرج من المسجد وأول من أخرجه مروان بن الحكم فأنكر عليه وأما منبر اللبن والطين فأول من بناه كثير بن الصلت في إمارة مروان على المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)كما هو في " الصحيحين " فلعله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في المصلى على مكان مرتفع أو دكان وهي التي تسمى مصطبة ثم ينحدر منه إلى النساء فيقف عليهن فيخطبهن فيعظهن ويذكرهن . والله أعلم .

[ كان يفتتح خطبه بالحمدلة ]

وكان يفتتح خطبه كلها بالحمد لله ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتي العيدين بالتكبير وإنما روى ابن ماجه في " سننه " عن سعد القرظ مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكثر التكبير بين أضعاف الخطبة ويكثر التكبير في خطبتي العيدين . وهذا لا يدل على أنه كان يفتتحها به .
وقد اختلف الناس في افتتاح خطبة العيدين والاستسقاء فقيل يفتتحان بالتكبير وقيل تفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار وقيل يفتتحان بالحمد . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهو الصواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يفتتح خطبه كلها بالحمد لله . ورخص صلى الله عليه وسلم لمن شهد العيد أن يجلس للخطبة وأن يذهب ورخص لهم إذا وقع العيد يوم الجمعة أن يجتزئوا بصلاة العيد عن حضور الجمعة .
وكان صلى الله عليه وسلم يخالف الطريق يوم العيد فيذهب في طريق ويرجع في آخر فقيل ليسلم على أهل الطريقين وقيل لينال بركته الفريقان وقيل ليقضي حاجة من له حاجة منهما وقيل ليظهر شعائر الإسلام في سائر الفجاج والطرق وقيل ليغيظ المنافقين برؤيتهم عزة الإسلام وأهله وقيام شعائره وقيل لتكثر شهادة البقاع فإن الذاهب إلى المسجد والمصلى إحدى خطوتيه ترفع درجة والأخرى تحط خطيئة حتى يرجع إلى منزله وقيل وهو الأصح : إنه لذلك كله ولغيره من الحكم التي لا يخلو فعله عنها .

[ التكبير من فجر يوم عرفة ]

وروي عنه أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1110.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1112.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:53 PM
إظهار التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif


فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف



لما كسفت الشمس خرج صلى الله عليه وسلم إلى المسجد مسرعا فزعا يجر رداءه وكان كسوفها في أول النهار على مقدار رمحين أو ثلاثة من طلوعها فتقدم فصلى ركعتين قرأ في الأولى بفاتحة الكتاب وسورة طويلة جهر بالقراءة ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع فأطال القيام وهو دون القيام الأول وقال لما رفع رأسه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ثم أخذ في القراءة ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه من الركوع ثم سجد سجدة طويلة فأطال السجود ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في الأولى فكان في كل ركعة ركوعان وسجودان فاستكمل في الركعتين أربع ركعات وأربع سجدات ورأى في صلاته تلك الجنة والنار وهم أن يأخذ عنقودا من الجنة فيريهم إياه ورأى أهل العذاب في النار فرأى امرأة تخدشها هرة ربطتها حتى ماتت جوعا وعطشا ورأى عمرو بن مالك يجر أمعاءه في النار وكان أول من غير دين إبراهيم ورأى فيها سارق الحاج يعذب ثم انصرف فخطب بهم خطبة بليغة حفظ منها قوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد والله ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

وقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لقد رأيت في مقامي هذا كل شيء وعدتم به حتى لقد رأيتني أريد أن آخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي لفظ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط أفظع منها ورأيت أكثر أهل النار النساء . قالوا : وبم يا رسول الله ؟ قال بكفرهن . قيل أيكفرن بالله ؟ قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
ومنها : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو قال الموقن فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحا فقد علمنا إن كنت لمؤمنا وأما المنافق أو قال المرتاب فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وفي طريق أخرى لأحمد بن حنبل رحمه الله أنه صلى الله عليه وسلم لما سلم حمد الله وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله ثم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أيها الناس أنشدكم بالله هل تعلمون أني قصرت في شيء من تبليغ رسالات ربي لما أخبرتموني بذلك ؟ فقام رجل فقال نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك . ثم قال أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض وإنهم قد كذبوا ولكنها آيات من آيات الله تبارك وتعالى يعتبر بها عباده فينظر من يحدث منهم توبة وايم الله لقد رأيت منذ قمت أصلي ما أنتم لاقوه من أمر دنياكم وآخرتكم وإنه - والله أعلم - لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي يحيى لشيخ حينئذ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة وإنه متى يخرج فسوف يزعم أنه الله فمن آمن به وصدقه واتبعه لم ينفعه صالح من عمله سلف ومن كفر به وكذبه لم يعاقب بشيء من عمله سلف وإنه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيت المقدس وإنه يحصر المؤمنين في بيت المقدس فيزلزلون زلزالا شديدا ثم يهلكه الله عز وجل وجنوده حتى إن جذم الحائط أو قال أصل الحائط وأصل الشجرة لينادي : يا مسلم يا مؤمن هذا يهودي أو قال هذا كافر فتعال فاقتله قال ولن يكون ذلك حتى تروا أمورا يتفاقم بينكم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا : وحتى تزول جبال عن مراتبها ثم على أثر ذلك القبض http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .




[ بيان الاختلاف في صفة صلاة الكسوف ]



فهذا الذي صح عنه صلى الله عليه وسلم من صفة صلاة الكسوف وخطبتها . وقد روي عنه أنه صلاها على صفات أخر . منها : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كل ركعة بثلاث ركوعات http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ومنها: http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كل ركعة بأربع ركوعات http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ومنها : إنها كإحدى صلاة صليت كل ركعة بركوع واحد ولكن كبار الأئمة لا يصححون ذلك كالإمام أحمد والبخاري والشافعي ويرونه غلطا .

قال الشافعي وقد سأله سائل فقال روى بعضهم أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بثلاث ركعات في كل ركعة قال الشافعي : فقلت له أتقول به أنت ؟ قال لا ولكن لم لم تقل به أنت وهو زيادة على حديثكم ؟ يعني حديث الركوعين في الركعة فقلت هو من وجه منقطع ونحن لا نثبت المنقطع على الانفراد ووجه نراه - والله أعلم - غلطا قال البيهقي : أراد بالمنقطع قول عبيد بن عمير : حدثني من أصدق قال عطاء : حسبته يريد عائشة . . . الحديث وفيه فركع في كل ركعة ثلاث ركوعات وأربع سجدات .
وقال قتادة : عن عطاء عن عبيد بن عمير عنها : ست ركعات في أربع سجدات . فعطاء إنما أسنده عن عائشة بالظن والحسبان لا باليقين وكيف يكون ذلك محفوظا عن عائشة وقد ثبت عن عروة وعمرة عن عائشة خلافه وعروة وعمرة أخص بعائشة وألزم لها من عبيد بن عمير وهما اثنان فروايتهما أولى أن تكون هي المحفوظة .
قال وأما الذي يراه الشافعي غلطا فأحسبه حديث عطاء عن جابر http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif انكسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم فقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ست ركعات في أربع سجدات http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الحديث .
قال البيهقي : من نظر في قصة هذا الحديث وقصة حديث أبي الزبير علم أنهما قصة واحدة وأن الصلاة التي أخبر عنها إنما فعلها مرة واحدة وذلك في يوم توفي ابنه إبراهيم عليه السلام .
قال ثم وقع الخلاف بين عبد الملك يعني ابن أبي سليمان عن عطاء عن جابر وبين هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر في عدد الركوع في كل ركعة فوجدنا رواية هشام أولى يعني أن في كل ركعة ركوعين فقط لكونه مع أبي الزبير أحفظ من عبد الملك ولموافقة روايته في عدد الركوع رواية عمرة وعروة عن عائشة ورواية كثير بن عباس وعطاء بن يسار عن ابن عباس ورواية أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو ثم رواية يحيى بن سليم وغيره وقد خولف عبد الملك في روايته عن عطاء فرواه ابن جريج وقتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير : ست ركعات في أربع سجدات فرواية هشام عن أبي الزبير عن جابر التي لم يقع فيها الخلاف ويوافقها عدد كثير أولى من روايتي عطاء اللتين إنما إسناد أحدهما بالتوهم والأخرى يتفرد بها عنه عبد الملك بن أبي سليمان الذي قد أخذ عليه الغلط في غير حديث .
قال وأما حديث حبيب بن أبي ثابت عن طاووس عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صلى في كسوف فقرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم قرأ ثم ركع ثم سجد http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال والأخرى مثلها فرواه مسلم في " صحيحه " وهو مما تفرد به حبيب بن أبي ثابت وحبيب وإن كان ثقة فكان يدلس ولم يبين فيه سماعه من طاووس فيشبه أن يكون حمله عن غير موثوق به وقد خالفه في رفعه ومتنه سليمان المكي الأحول فرواه عن طاووس عن ابن عباس من فعله ثلاث ركعات في ركعة .
وقد خولف سليمان أيضا في عدد الركوع فرواه جماعة عن ابن عباس من فعله كما رواه عطاء بن يسار وغيره عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني في كل ركعة ركوعان .
قال وقد أعرض محمد بن إسماعيل البخاري عن هذه الروايات الثلاث فلم يخرج شيئا منها في " الصحيح " لمخالفتهن ما هو أصح إسنادا وأكثر عددا وأوثق رجالا وقال البخاري في رواية أبي عيسى الترمذي عنه أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربع ركعات في أربع سجدات .
قال البيهقي : وروي عن حذيفة مرفوعا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أربع ركعات في كل ركعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وإسناده ضعيف . وروي عن أبي بن كعب مرفوعا http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خمس ركوعات في كل ركعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وصاحبا الصحيح لم يحتجا بمثل إسناد حديثه .
قال وذهب جماعة من أهل الحديث إلى تصحيح الروايات في عدد الركعات وحملوها على أن النبي صلى الله عليه وسلم فعلها مرارا وأن الجميع جائز فممن ذهب إليه إسحاق بن راهويه ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو بكر بن إسحاق الضبعي وأبو سليمان الخطابي واستحسنه ابن المنذر .
والذي ذهب إليه البخاري والشافعي من ترجيح الأخبار أولى لما ذكرنا من رجوع الأخبار إلى حكاية صلاته صلى الله عليه وسلم يوم توفي ابنه .
قلت : والمنصوص عن أحمد أيضا أخذه بحديث عائشة وحده في كل ركعة ركوعان وسجودان .
قال في رواية المروزي : وأذهب إلى أن صلاة الكسوف أربع ركعات وأربع سجدات في كل ركعة ركعتان وسجدتان وأذهب إلى حديث عائشة أكثر الأحاديث على هذا . وهذا اختيار أبي بكر وقدماء الأصحاب وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية . وكان يضعف كل ما خالفه من الأحاديث ويقول هي غلط وإنما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الكسوف مرة واحدة يوم مات ابنه إبراهيم . والله أعلم .
وأمر صلى الله عليه وسلم في الكسوف بذكر الله والصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة والعتاقة والله أعلم .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1111.htm)

http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1113.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:56 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء


ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استسقى على وجوه . أحدها : يوم الجمعة على المنبر في أثناء خطبته وقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif الوجه الثاني : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أنه صلى الله عليه وسلم وعد الناس يوما يخرجون فيه إلى المصلى فخرج لما طلعت الشمس متواضعا متبذلا متخشعا مترسلا متضرعا فلما وافى المصلى صعد المنبر - إن صح وإلا ففي القلب منه شيء - فحمد الله وأثنى عليه وكبره وكان مما حفظ من خطبته ودعائه الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين لا إله إلا الله يفعل ما يريد اللهم أنت الله لا إله إلا أنت تفعل ما تريد اللهم لا إلا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما أنزلته علينا قوة لنا وبلاغا إلى حين http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ثم رفع يديه وأخذ في التضرع والابتهال والدعاء وبالغ في الرفع حتى بدا بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره واستقبل القبلة وحول إذ ذاك رداءه وهو مستقبل القبلة فجعل الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن وظهر الرداء لبطنه وبطنه لظهره وكان الرداء خميصة سوداء وأخذ في الدعاء مستقبل القبلة والناس كذلك ثم نزل فصلى بهم ركعتين كصلاة العيد من غير أذان ولا إقامة ولا نداء البتة جهر فيهما بالقراءة وقرأ في الأولى بعد فاتحة الكتاب سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية هل أتاك حديث الغاشية .
الوجه الثالث أنه صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif استسقى على منبر المدينة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif استسقاء مجردا في غير يوم جمعة ولم يحفظ عنه صلى الله عليه وسلم في هذا الاستسقاء صلاة .
الوجه الرابع أنه صلى الله عليه وسلم استسقى وهو جالس في المسجد فرفع يديه ودعا الله عز وجل فحفظ من دعائه حينئذ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا طبقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
الوجه الخامس أنه صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif استسقى عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهي خارج باب المسجد الذي يدعى اليوم باب السلام نحو قذفة حجر ينعطف عن يمين الخارج من المسجد .
الوجه السادس أنه صلى الله عليه وسلم استسقى في بعض غزواته لما سبقه المشركون إلى الماء فأصاب المسلمين العطش فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال بعض المنافقين لو كان نبيا لاستسقى لقومه كما استسقى موسى لقومه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أوقد قالوها ؟ عسى ربكم أن يسقيكم ثم بسط يديه ودعا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فما رد يديه من دعائه حتى أظلهم السحاب وأمطروا فأفعم السيل الوادي فشرب الناس فارتووا .
وحفظ من دعائه في الاستسقاء http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك وأحي بلدك الميت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif . وأغيث صلى الله عليه وسلم في كل مرة استسقى فيها .
واستسقى مرة فقام إليه أبو لبابة فقال يا رسول الله إن التمر في المرابد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة عريانا فيسد ثعلب مربده بإزاره فأمطرت فاجتمعوا إلى أبي لبابة فقالوا : إنها لن تقلع حتى تقوم عريانا فتسد ثعلب مربدك بإزارك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل فاستهلت السماء http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
ولما كثر المطر سألوه الاستصحاء فاستصحى لهم وقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى مطرا قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم صيبا نافعا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان يحسر ثوبه حتى يصيبه من المطر فسئل عن ذلك فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لأنه حديث عهد بربه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال الشافعي رحمه الله أخبرني من لا أتهم عن يزيد بن الهاد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سال السيل قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طهورا فنتطهر منه ونحمد الله عليه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وأخبرني من لا أتهم عن إسحاق بن عبد الله أن عمر كان إذا سال السيل ذهب بأصحابه إليه وقال ما كان ليجيء من مجيئه أحد إلا تمسحنا وكان صلى الله عليه وسلم إذا رأى الغيم والريح عرف ذلك في وجهه فأقبل وأدبر فإذا أمطرت سري عنه وذهب عنه ذلك وكان يخشى أن يكون فيه العذاب .
قال الشافعي : وروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا أنه كان إذا استسقى قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مجللا عاما طبقا سحا دائما اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخلق من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء وأنبت لنا من بركات الأرض اللهم ارفع عنا الجهد والجوع والعري واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال الشافعي رحمه الله وأحب أن يدعو الإمام بهذا قال وبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا في الاستسقاء رفع يديه وبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمطر في أول مطرة حتى يصيب جسده .
قال وبلغني أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح وقد مطر الناس قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif مطرنا بنوء الفتح ثم يقرأ <A id=الآيات name="ما يفتح الله للناس من رحمة85">http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها (javascript:DisplayAyaa(35,2))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif [ فاطر 2 ] .

[ طلب الإجابة عند نزول الغيث ]

قال وأخبرني من لا أتهم عن عبد العزيز بن عمر عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول الغيث http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وقد حفظت عن غير واحد طلب الإجابة عند : نزول الغيث وإقامة الصلاة .
قال البيهقي : وقد روينا في حديث موصول عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الدعاء لا يرد عند النداء وعند البأس وتحت المطر . http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وروينا عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن عند التقاء الصفوف وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلاة وعند رؤية الكعبة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1112.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1114.htm)

قيـس
10-04-2010, 09:58 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في سفره وعبادته فيه


كانت أسفاره صلى الله عليه وسلم دائرة بين أربعة أسفار سفره لهجرته وسفره للجهاد وهو أكثرها وسفره للعمرة وسفره للحج .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وكان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها سافر بها معه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ولما حج سافر بهن جميعا .
وكان إذا سافر خرج من أول النهار وكان يستحب الخروج يوم الخميس http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ودعا الله تبارك وتعالى أن يبارك لأمته في بكورها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمروا أحدهم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ونهى أن يسافر الرجل وحده http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وأخبر أن http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وذكر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم إليك توجهت وبك اعتصمت اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم به اللهم زودني التقوى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير أينما توجهت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وكان إذا قدمت إليه دابته ليركبها يقول بسم الله حين يضع رجله في الركاب وإذا استوى على ظهرها قال الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم يقول الحمد لله الحمد لله الحمد لله ثم يقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر ثم يقول سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يقول ( http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان هو وأصحابه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا الأودية سبحوا .
وكان إذا أشرف على قرية يريد دخولها يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
وذكر عنه أنه كان يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم إني أسألك من خير هذه القرية . وخير ما جمعت فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما جمعت فيها اللهم ارزقنا جناها وأعذنا من وباها وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
[ مبحث في قصر الصلاة ]


وكان يقصر الرباعية فيصليها ركعتين من حين يخرج مسافرا إلى أن يرجع إلى المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)ولم يثبت عنه أنه أتم الرباعية في سفره ألبتة وأما حديث عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فلا يصح . وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هو كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى وقد روي كان يقصر وتتم الأول بالياء آخر الحروف والثاني بالتاء المثناة من فوق وكذلك يفطر وتصوم أي تأخذ هي بالعزيمة في الموضعين قال شيخنا ابن تيمية : وهذا باطل ما كانت أم المؤمنين لتخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع أصحابه فتصلي خلاف صلاتهم كيف والصحيح عنها أنها قالت http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن الله فرض الصلاة ركعتين ركعتين فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)زيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فكيف يظن بها مع ذلك أن تصلي بخلاف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه . قلت : وقد أتمت عائشة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس وغيره إنها تأولت كما تأول عثمان وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر دائما فركب بعض الرواة من الحديثين حديثا وقال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصر وتتم هي فغلط بعض الرواة فقال كان يقصر ويتم أي هو . والتأويل الذي تأولته قد اختلف فيه فقيل ظنت أن القصر مشروط بالخوف في السفر فإذا زال الخوف زال سبب القصر وهذا التأويل غير صحيح فإن النبي صلى الله عليه وسلم سافر آمنا وكان يقصر الصلاة والآية قد أشكلت على عمر وعلى غيره فسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابه بالشفاء وأن هذا صدقة من الله وشرع شرعه للأمة وكان هذا بيان أن حكم المفهوم غير مراد وأن الجناح مرتفع في قصر الصلاة عن الآمن والخائف وغايته أنه نوع تخصيص للمفهوم أو رفع له وقد يقال إن الآية اقتضت قصرا يتناول قصر الأركان بالتخفيف وقصر العدد بنقصان ركعتين وقيد ذلك بأمرين الضرب في الأرض والخوف فإذا وجد الأمران أبيح القصران فيصلون صلاة الخوف مقصورة عددها وأركانها وإن انتفى الأمران فكانوا آمنين مقيمين انتفى القصران فيصلون صلاة تامة كاملة وإن وجد أحد السببين ترتب عليه قصره وحده فإذا وجد الخوف والإقامة قصرت الأركان واستوفي العدد وهذا نوع قصر وليس بالقصر المطلق في الآية فإن وجد السفر والأمن قصر العدد واستوفي الأركان وسميت صلاة أمن وهذا نوع قصر وليس بالقصر المطلق وقد تسمى هذه الصلاة مقصورة باعتبار نقصان العدد وقد تسمى تامة باعتبار إتمام أركانها وأنها لم تدخل في قصر الآية والأول اصطلاح كثير من الفقهاء المتأخرين والثاني يدل عليه كلام الصحابة كعائشة وابن عباس وغيرهما قالت عائشة : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)زيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فهذا يدل على أن صلاة السفر عندها غير مقصورة من أربع وإنما هي مفروضة كذلك وأن فرض المسافر ركعتان .
وقال ابن عباس : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فرض الله الصلاة على لسان نبيكم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif متفق على حديث عائشة وانفرد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى ركعتين وصليت مع أبي بكر بمنى ركعتين وصليت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان </SPAN>http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif متفق عليه . ولم يكن ابن مسعود ليسترجع من فعل عثمان أحد الجائزين المخير بينهما بل الأولى على قول وإنما استرجع لما شاهده من مداومة النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه على صلاة ركعتين في السفر . وفي " صحيح البخاري " عن ابن عمر رضي الله عنه قال صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان في السفر لا يزيد على ركعتين وأبا بكر وعمر وعثمان . يعني في صدر خلافة عثمان وإلا فعثمان قد أتم في آخر خلافته وكان ذلك أحد الأسباب التي أنكرت عليه . وقد خرج لفعله تأويلات
أحدها : أن الأعراب كانوا قد حجوا تلك السنة فأراد أن يعلمهم أن فرض الصلاة أربع لئلا يتوهموا أنها ركعتان في الحضر والسفر ورد هذا التأويل بأنهم كانوا أحرى بذلك في حج النبي صلى الله عليه وسلم فكانوا حديثي عهد بالإسلام والعهد بالصلاة قريب ومع هذا فلم يربع بهم النبي صلى الله عليه وسلم .
التأويل الثاني : أنه كان إماما للناس والإمام حيث نزل فهو عمله ومحل ولايته فكأنه وطنه ورد هذا التأويل بأن إمام الخلائق على الإطلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان هو أولى بذلك وكان هو الإمام المطلق ولم يربع .
التأويل الثالث أن منى كانت قد بنيت وصارت قرية كثر فيها المساكن في عهده ولم يكن ذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل كانت فضاء ولهذا قيل له يا رسول الله ألا نبني لك بمنى بيتا يظلك من الحر ؟ فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا . منى مناخ من سبق http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فتأول عثمان أن القصر إنما يكون في حال السفر . ورد هذا التأويل بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عشرا يقصر الصلاة .
التأويل الرابع أنه أقام بها ثلاثا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يقيم المهاجر بعد قضاء نسكه ثلاثا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فسماه مقيما والمقيم غير مسافر ورد هذا التأويل بأن هذه إقامة مقيدة في أثناء السفر ليست بالإقامة التي هي قسيم السفر وقد أقام صلى الله عليه وسلم بمكة عشرا يقصر الصلاة وأقام بمنى بعد نسكه أيام الجمار الثلاث يقصر الصلاة .
التأويل الخامس أنه كان قد عزم على الإقامة والاستيطان بمنى واتخاذها دار الخلافة فلهذا أتم ثم بدا له أن يرجع إلى المدينة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)وهذا التأويل أيضا مما لا يقوى فإن عثمان رضي الله عنه من المهاجرين الأولين وقد منع صلى الله عليه وسلم المهاجرين من الإقامة بمكة بعد نسكهم ورخص لهم فيها ثلاثة أيام فقط فلم يكن عثمان ليقيم بها وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك وإنما رخص فيها ثلاثا وذلك لأنهم تركوها لله وما ترك لله فإنه لا يعاد فيه ولا يسترجع ولهذا منع النبي صلى الله عليه وسلم من شراء المتصدق لصدقته وقال لعمر : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا تشترها ولا تعد في صدقتك http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فجعله عائدا في صدقته مع أخذها بالثمن .
التأويل السادس أنه كان قد تأهل بمنى والمسافر إذا أقام في موضع وتزوج فيه أو كان له به زوجة أتم ويروى في ذلك حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم . فروى عكرمة بن إبراهيم الأزدي عن ابن أبي ذباب عن أبيه قال صلى عثمان بأهل منى أربعا وقال يا أيها الناس لما قدمت تأهلت بها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذا تأهل الرجل ببلدة فإنه يصلي بها صلاة مقيم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رواه الإمام أحمد رحمه الله في " مسنده " وعبد الله بن الزبير الحميدي في " مسنده " أيضا وقد أعله البيهقي بانقطاعه وتضعيفه عكرمة بن إبراهيم . قال أبو البركات بن تيمية : ويمكن المطالبة بسبب الضعف فإن البخاري ذكره في " تاريخه " ولم يطعن فيه وعادته ذكر الجرح والمجروحين وقد نص أحمد وابن عباس قبله أن المسافر إذا تزوج لزمه الإتمام وهذا قول أبي حنيفة ومالك وأصحابهما وهذا أحسن ما اعتذر به عن عثمان .
وقد اعتذر عن عائشة أنها كانت أم المؤمنين فحيث نزلت كان وطنها وهو أيضا اعتذار ضعيف فإن النبي صلى الله عليه وسلم أبو المؤمنين أيضا وأمومة أزواجه فرع عن أبوته ولم يكن يتم لهذا السبب . وقد روى هشام بن عروة عن أبيه أنها كانت تصلي في السفر أربعا فقلت لها : لو صليت ركعتين فقالت http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يا ابن أختي إنه لا يشق علي http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال الشافعي رحمه الله لو كان فرض المسافر ركعتين لما أتمها عثمان ولا عائشة ولا ابن مسعود ولم يجز أن يتمها مسافر مع مقيم وقد قالت عائشة : كل ذلك قد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتم وقصر ثم روي عن إبراهيم بن محمد عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة قالت كل ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم قصر الصلاة في السفر وأتم .
قال البيهقي : وكذلك رواه المغيرة بن زياد عن عطاء وأصح إسناد فيه ما أخبرنا أبو بكر الحارثي عن الدارقطني عن المحاملي حدثنا سعيد بن محمد بن ثواب حدثنا أبو عاصم حدثنا عمر بن سعيد عن عطاء عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان يقصر في الصلاة ويتم ويفطر ويصوم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قال الدارقطني : وهذا إسناد صحيح . ثم ساق من طريق أبي بكر النيسابوري عن عباس الدوري أنبأنا أبو نعيم حدثنا العلاء بن زهير حدثني عبد الرحمن بن الأسود عن http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif عائشة أنها اعتمرت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)مكة حتى إذا قدمت مكة قالت يا رسول الله بأبي أنت وأمي قصرت وأتممت وصمت وأفطرت . قال أحسنت يا عائشة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هذا الحديث كذب على عائشة ولم تكن عائشة لتصلي بخلاف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسائر الصحابة وهي تشاهدهم يقصرون ثم تتم هي وحدها بلا موجب . كيف وهي القائلة http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فرضت الصلاة ركعتين ركعتين فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فكيف يظن أنها تزيد على ما فرض الله وتخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
قال الزهري لعروة لما حدثه عنها بذلك فما شأنها كانت تتم الصلاة ؟ فقال تأولت كما تأول عثمان . فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حسن فعلها وأقرها عليه فما للتأويل حينئذ وجه ولا يصح أن يضاف إتمامها إلى التأويل على هذا التقدير وقد أخبر ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يزيد في السفر على ركعتين ولا أبو بكر ولا عمر . أفيظن بعائشة أم المؤمنين مخالفتهم وهي تراهم يقصرون ؟ وأما بعد موته صلى الله عليه وسلم فإنها أتمت كما أتم عثمان وكلاهما تأول تأويلا والحجة في روايتهم لا في تأويل الواحد منهم مع مخالفة غيره له والله أعلم .
وقد http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قال أمية بن خالد لعبد الله بن عمر إنا نجد صلاة الحضر وصلاة الخوف في القرآن ولا نجد صلاة السفر في القرآن ؟ فقال له ابن عمر يا أخي إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأينا محمدا صلى الله عليه وسلم يفعل http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وقد قال أنس http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة [/URL]http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وقال ابن عمر : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان لا يزيد في السفر على ركعتين وأبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهذه كلها أحاديث صحيحة .
[URL="http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1113.htm"]http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%e3%cf%ed%e4%c9)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1115.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:01 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن واستماعه


وخشوعه وبكائه عند قراءته واستماعه وتحسين صوته به وتوابع ذلك
كان له صلى الله عليه وسلم حزب يقرؤه ولا يخل به وكانت قراءته ترتيلا لا هذا ولا عجلة بل قراءة مفسرة حرفا حرفا . وكان يقطع قراءته آية آية وكان يمد عند حروف المد فيمد الرحمن ويمد الرحيم وكان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في أول قراءته فيقول " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وربما كان يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان تعوذه قبل القراءة .
وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره وأمر عبد الله بن مسعود فقرأ عليه وهو يسمع . وخشع صلى الله عليه وسلم لسماع القرآن منه حتى ذرفت عيناه .
وكان يقرأ القرآن قائما وقاعدا ومضطجعا ومتوضئا ومحدثا ولم يكن يمنعه من قراءته إلا الجنابة .
وكان صلى الله عليه وسلم يتغنى به ويرجع صوته به أحيانا كما رجع يوم الفتح في قراءته http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif إنا فتحنا لك فتحا مبينا (javascript:DisplayAyaa(48,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif وحكى عبد الله بن مغفل ترجيعه آ آ آ ثلاث مرات ذكره البخاري .
وإذا جمعت هذه الأحاديث إلى قوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif زينوا القرآن بأصواتكم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وقوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ليس منا من لم يتغن بالقرآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وقوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif علمت أن هذا الترجيع منه صلى الله عليه وسلم كان اختيارا لا اضطرارا لهز الناقة له فإن هذا لو كان لأجل هز الناقة لما كان داخلا تحت الاختيار فلم يكن عبد الله بن مغفل يحكيه ويفعله اختيارا ليؤتسى به وهو يرى هز الراحلة له حتى ينقطع صوته ثم يقول كان يرجع في قراءته فنسب الترجيع إلى فعله . ولو كان من هز الراحلة لم يكن منه فعل يسمى ترجيعا .
وقد استمع ليلة لقراءة أبي موسى الأشعري فلما أخبره بذلك قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لو كنت أعلم أنك تسمعه لحبرته لك تحبيرا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif أي حسنته وزينته بصوتي تزيينا وروى أبو داود في " سننه " عن عبد الجبار بن الورد قال سمعت ابن أبي مليكة يقول قال عبد الله بن أبي يزيد : مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فإذا رجل رث الهيئة فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ليس منا من لم يتغن بالقرآن . قال فقلت لابن أبي مليكة يا أبا محمد أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت قال يحسنه ما استطاع http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1116.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1118.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:03 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ اختلاف الناس في معنى التغني بالقرآن ]


قلت : لا بد من كشف هذه المسألة وذكر اختلاف الناس فيها واحتجاج كل فريق وما لهم وعليهم في احتجاجهم وذكر الصواب في ذلك بحول الله تبارك وتعالى ومعونته فقالت طائفة تكره قراءة الألحان وممن نص على ذلك أحمد ومالك وغيرهما فقال أحمد في رواية علي بن سعيد في قراءة الألحان ما تعجبني وهو محدث . وقال في رواية المروزي : القراءة بالألحان بدعة لا تسمع وقال في رواية عبد الرحمن المتطبب : قراءة الألحان بدعة وقال في رواية ابنه عبد الله ويوسف بن موسى ويعقوب بن بختان والأثرم وإبراهيم بن الحارث : القراءة بالألحان لا تعجبني إلا أن يكون ذلك حزنا فيقرأ بحزن مثل صوت أبي موسى وقال في رواية صالح http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif زينوا القرآن بأصواتكم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif معناه أن يحسنه وقال في رواية المروزي : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وفي رواية قوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ليس منا من لم يتغن بالقرآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فقال كان ابن عيينة يقول يستغني به . وقال الشافعي : يرفع صوته وذكر له حديث معاوية بن قرة في قصة قراءة سورة الفتح والترجيع فيها فأنكر أبو عبد الله أن يكون على معنى الألحان وأنكر الأحاديث التي يحتج بها في الرخصة في الألحان .
وروى ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن الألحان في الصلاة فقال لا تعجبني وقال إنما هو غناء يتغنون به ليأخذوا عليه الدراهم وممن رويت عنه الكراهة أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والقاسم بن محمد والحسن وابن سيرين وإبراهيم النخعي . وقال عبد الله بن يزيد العكبري : سمعت رجلا يسأل أحمد ما تقول في القراءة بالألحان ؟ فقال ما اسمك ؟ قال محمد قال أيسرك أن يقال لك : يا موحمد ممدودا قال القاضي أبو يعلى : هذه مبالغة في الكراهة . وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي : أوصى إلي رجل بوصية وكان فيما خلف جارية تقرأ بالألحان وكانت أكثر تركته أو عامتها فسألت أحمد بن حنبل والحارث بن مسكين وأبا عبيد كيف أبيعها ؟ فقالوا : بعها ساذجة فأخبرتهم بما في بيعها من النقصان فقالوا : بعها ساذجة قال القاضي : وإنما قالوا ذلك لأن سماع ذلك منها مكروه فلا يجوز أن يعاوض عليه كالغناء .
قال ابن بطال : وقالت طائفة التغني بالقرآن هو تحسين الصوت به والترجيع بقراءته قال والتغني بما شاء من الأصوات واللحون هو قول ابن المبارك والنضر بن شميل قال وممن أجاز الألحان في القرآن ذكر الطبري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول لأبي موسى : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ذكرنا ربنا فيقرأ أبو موسى ويتلاحن وقال من استطاع أن يتغنى بالقرآن غناء أبي موسى فليفعل http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان عقبة بن عامر من أحسن الناس صوتا بالقرآن فقال له عمر : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اعرض علي سورة كذا فعرض عليه فبكى عمر وقال ما كنت أظن أنها نزلت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال وأجازه ابن عباس وابن مسعود وروي عن عطاء بن أبي رباح قال وكان عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد يتتبع الصوت الحسن في المساجد في شهر رمضان . وذكر الطحاوي عن أبي حنيفة وأصحابه أنهم كانوا يستمعون القرآن بالألحان . وقال محمد بن عبد الحكم : رأيت أبي والشافعي ويوسف بن عمر يستمعون القرآن بالألحان وهذا اختيار ابن جرير الطبري .
قال المجوزون - واللفظ لابن جرير - الدليل على أن معنى الحديث تحسين الصوت والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامع قراءته كما أن الغناء بالشعر هو الغناء المعقول الذي يطرب سامعه - ما روى سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الترنم بالقرآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ومعقول عند ذوي الحجا أن الترنم لا يكون إلا بالصوت إذا حسنه المترنم وطرب به . وروي في هذا الحديث http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال الطبري : وهذا الحديث من أبين البيان أن ذلك كما قلنا قال ولو كان كما قال ابن عيينة يعني : يستغني به عن غيره لم يكن لذكر حسن الصوت والجهر به معنى والمعروف في كلام العرب أن التغني إنما هو الغناء الذي هو حسن الصوت بالترجيع قال الشاعر
تغن بالشعر إما كنت قائله


إن الغناء لهذا الشعر مضمار </SPAN>

قال وأما ادعاء الزاعم أن تغنيت بمعنى استغنيت فاش في كلام العرب فلم نعلم أحدا قال به من أهل العلم بكلام العرب .
وأما احتجاجه لتصحيح قوله بقول الأعشى :
وكنت امرءا زمنا بالعراق


عفيف المناخ طويل التغن </SPAN>

وزعم أنه أراد بقوله طويل التغني : طويل الاستغناء فإنه غلط منه وإنما عنى الأعشى بالتغني في هذا الموضع الإقامة من قول العرب : غنى فلان بمكان كذا : إذا أقام به ومنه قوله تعالى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif كأن لم يغنوا فيها (javascript:DisplayAyaa(7,92))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الأعراف 92 ] واستشهاده بقول الآخر
كلانا غني عن أخيه حياته


ونحن إذا متنا أشد تغانيا </SPAN>

فإنه إغفال منه وذلك لأن التغاني تفاعل من تغنى : إذا استغنى كل واحد منهما عن صاحبه كما يقال تضارب الرجلان إذا ضرب كل واحد منهما صاحبه وتشاتما وتقاتلا . ومن قال هذا في فعل اثنين لم يجز أن يقول مثله في فعل الواحد فيقول تغانى زيد وتضارب عمرو وذلك غير جائز أن يقول تغنى زيد بمعنى استغنى إلا أن يريد به قائله إنه أظهر الاستغناء وهو غير مستغن كما يقال تجلد فلان إذا أظهر جلدا من نفسه وهو غير جليد وتشجع وتكرم فإن وجه موجه التغني بالقرآن إلى هذا المعنى على بعده من مفهوم كلام العرب كانت المصيبة في خطئه في ذلك أعظم لأنه يوجب على من تأوله أن يكون الله تعالى ذكره لم يأذن لنبيه أن يستغني بالقرآن وإنما أذن له أن يظهر من نفسه لنفسه خلاف ما هو به من الحال وهذا لا يخفى فساده . قال ومما يبين فساد تأويل ابن عيينة أيضا أن الاستغناء عن الناس بالقرآن من المحال أن يوصف أحد به أنه يؤذن له فيه أو لا يؤذن إلا أن يكون الأذن عند ابن عيينة بمعنى الإذن الذي هو إطلاق وإباحة وإن كان كذاك فهو غلط من وجهين أحدهما : من اللغة والثاني : من إحالة المعنى عن وجهه . أما اللغة فإن الأذن مصدر قوله أذن فلان لكلام فلان فهو يأذن له إذا استمع له وأنصت كما قال تعالى : http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وأذنت لربها وحقت (javascript:DisplayAyaa(84,2))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الانشقاق 2 ] بمعنى سمعت لربها وحق لها ذلك كما قال عدي بن زيد :

إن همي في سماع وأذن

بمعنى في سماع واستماع . فمعنى قوله ما أذن الله لشيء إنما هو ما استمع الله لشيء من كلام الناس ما استمع لنبي يتغنى بالقرآن . وأما الإحالة في المعنى فلأن الاستغناء بالقرآن عن الناس غير جائز وصفه بأنه مسموع ومأذون له انتهى كلام الطبري
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1117.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1119.htm)




إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
قال أبو الحسن بن بطال : وقد وقع الإشكال في هذه المسألة أيضا بما رواه ابن أبي شيبة حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif تعلموا القرآن وتغنوا به واكتبوه فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من المخاض من العقل http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif قال وذكر عمر بن شبة قال ذكر لأبي عاصم النبيل تأويل ابن عيينة في قوله http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يتغنى بالقرآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif يستغني به فقال لم يصنع ابن عيينة شيئا حدثنا ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير قال كانت ل داود نبي الله صلى الله عليه وسلم معزفة يتغنى عليها يبكي ويبكي . وقال ابن عباس : إنه كان يقرأ الزبور بسبعين لحنا تكون فيهن ويقرأ قراءة يطرب منها الجموع .
وسئل الشافعي رحمه الله عن تأويل ابن عيينة فقال نحن أعلم بهذا لو أراد به الاستغناء لقال " من لم يستغن بالقرآن " ولكن لما قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يتغنى بالقرآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif علمنا أنه أراد به التغني .
قالوا : ولأن تزيينه وتحسين الصوت به والتطريب بقراءته أوقع في النفوس وأدعى إلى الاستماع والإصغاء إليه ففيه تنفيذ للفظه إلى الأسماع ومعانيه إلى القلوب وذلك عون على المقصود وهو بمنزلة الحلاوة التي تجعل في الدواء لتنفذه إلى موضع الداء وبمنزلة الأفاويه والطيب الذي يجعل في الطعام لتكون الطبيعة أدعى له قبولا وبمنزلة الطيب والتحلي وتجمل المرأة لبعلها ليكون أدعى إلى مقاصد النكاح . قالوا : ولا بد للنفس من طرب واشتياق إلى الغناء فعوضت عن طرب الغناء بطرب القرآن كما عوضت عن كل محرم ومكروه بما هو خير لها منه وكما عوضت عن الاستقسام بالأزلام بالاستخارة التي هي محض التوحيد والتوكل وعن السفاح بالنكاح وعن القمار بالمراهنة بالنصال وسباق الخيل وعن السماع الشيطاني بالسماع الرحماني القرآني ونظائره كثيرة جدا .
قالوا : والمحرم لا بد أن يشتمل على مفسدة راجحة أو خالصة وقراءة التطريب والألحان لا تتضمن شيئا من ذلك فإنها لا تخرج الكلام عن وضعه ولا تحول بين السامع وبين فهمه ولو كانت متضمنة لزيادة الحروف كما ظن المانع منها لأخرجت الكلمة عن موضعها وحالت بين السامع وبين فهمها ولم يدر ما معناها والواقع بخلاف ذلك .
قالوا : وهذا التطريب والتلحين أمر راجع إلى كيفية الأداء وتارة يكون سليقة وطبيعة وتارة يكون تكلفا وتعملا وكيفيات الأداء لا تخرج الكلام عن وضع مفرداته بل هي صفات لصوت المؤدي جارية مجرى ترقيقه وتفخيمه وإمالته وجارية مجرى مدود القراء الطويلة والمتوسطة لكن تلك الكيفيات متعلقة بالحروف وكيفيات الألحان والتطريب متعلقة بالأصوات والآثار في هذه الكيفيات لا يمكن نقلها بخلاف كيفيات أداء الحروف فلهذا نقلت تلك بألفاظها ولم يمكن نقل هذه بألفاظها بل نقل منها ما أمكن نقله كترجيع النبي صلى الله عليه وسلم في سورة الفتح بقوله " آ آ آ " . قالوا : والتطريب والتلحين راجع إلى أمرين مد وترجيع وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمد صوته بالقراءة يمد " الرحمن " ويمد " الرحيم " وثبت عنه الترجيع كما تقدم .
قال المانعون من ذلك الحجة لنا من وجوه . أحدها : ما رواه حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكتاب والفسق فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رواه أبو الحسن رزين في " تجريد الصحاح " ورواه أبو عبد الله الحكيم الترمذي في " نوادر الأصول " . واحتج به القاضي أبو يعلى في " الجامع " واحتج معه بحديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم ذكر شرائط الساعة وذكر أشياء منها : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن يتخذ القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم غناء http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قالوا : وقد http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif جاء زياد النهدي إلى أنس رضي الله عنه مع القراء فقيل له اقرأ فرفع صوته وطرب وكان رفيع الصوت فكشف أنس عن وجهه وكان على وجهه خرقة سوداء وقال يا هذا ما هكذا كانوا يفعلون وكان إذا رأى شيئا ينكره رفع الخرقة عن وجهه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
قالوا : وقد منع النبي صلى الله عليه وسلم المؤذن المطرب في أذانه من التطريب كما روى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن يطرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن الأذان سهل سمح فإن كان أذانك سهلا سمحا وإلا فلا تؤذن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif رواه الدارقطني .
وروى عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم المد ليس فيها ترجيع . قالوا : والترجيع والتطريب يتضمن همز ما ليس بمهموز ومد ما ليس بممدود وترجيع الألف الواحد ألفات والواو واوات والياء ياءات فيؤدي ذلك إلى زيادة في القرآن وذلك غير جائز قالوا : ولا حد لما يجوز من ذلك وما لا يجوز منه فإن حد بحد معين كان تحكما في كتاب الله تعالى ودينه وإن لم يحد بحد أفضى إلى أن يطلق لفاعله ترديد الأصوات وكثرة الترجيعات والتنويع في أصناف الإيقاعات والألحان المشبهة للغناء كما يفعل أهل الغناء بالأبيات وكما يفعله كثير من القراء أمام الجنائز ويفعله كثير من قراء الأصوات مما يتضمن تغيير كتاب الله والغناء به على نحو ألحان الشعر والغناء ويوقعون الإيقاعات عليه مثل الغناء سواء اجتراء على الله وكتابه وتلاعبا بالقرآن وركونا إلى تزيين الشيطان ولا يجيز ذلك أحد من علماء الإسلام ومعلوم أن التطريب والتلحين ذريعة مفضية إلى هذا إفضاء قريبا فالمنع منه كالمنع من الذرائع الموصلة إلى الحرام فهذا نهاية إقدام الفريقين ومنتهى احتجاج الطائفتين .
وفصل النزاع أن يقال التطريب والتغني على وجهين أحدهما : ما اقتضته الطبيعة وسمحت به من غير تكلف ولا تمرين ولا تعليم بل إذا خلي وطبعه واسترسلت طبيعته جاءت بذلك التطريب والتلحين فذلك جائز وإن أعان طبيعته بفضل تزيين وتحسين كما قال أبو موسى الأشعري للنبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif والحزين ومن هاجه الطرب والحب والشوق لا يملك من نفسه دفع التحزين والتطريب في القراءة ولكن النفوس تقبله وتستحليه لموافقته الطبع وعدم التكلف والتصنع فيه فهو مطبوع لا متطبع وكلف لا متكلف فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويستمعونه وهو التغني الممدوح المحمود وهو الذي يتأثر به التالي والسامع وعلى هذا الوجه تحمل أدلة أرباب هذا القول كلها .
الوجه الثاني : ما كان من ذلك صناعة من الصنائع وليس في الطبع السماحة به بل لا يحصل إلا بتكلف وتصنع وتمرن كما يتعلم أصوات الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان مخترعة لا تحصل إلا بالتعلم والتكلف فهذه هي التي كرهها السلف وعابوها وذموها ومنعوا القراءة بها وأنكروا على من قرأ بها وأدلة أرباب هذا القول إنما تتناول هذا الوجه وبهذا التفصيل يزول الاشتباه ويتبين الصواب من غيره وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة وأنهم أتقى لله من أن يقرءوا بها ويسوغوها ويعلم قطعا أنهم كانوا يقرءون بالتحزين والتطريب ويحسنون أصواتهم بالقرآن ويقرءونه بشجى تارة وبطرب تارة وبشوق تارة وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له بل أرشد إليه وندب إليه وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به وقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ليس منا من لم يتغن بالقرآن http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وفيه وجهان أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1118.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1120.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:05 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في عيادة المرضى


كان صلى الله عليه وسلم يعود من مرض من أصحابه وعاد غلاما كان يخدمه من أهل الكتاب وعاد عمه وهو مشرك وعرض عليهما الإسلام فأسلم اليهودي ولم يسلم عمه .
وكان يدنو من المريض ويجلس عند رأسه ويسأله عن حاله فيقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كيف تجدك ؟ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وذكر أنه كان يسأل المريض عما يشتهيه فيقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif هل تشتهي شيئا ؟ http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فإن اشتهى شيئا وعلم أنه لا يضره أمر له به .
وكان يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم رب الناس أذهب البأس واشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان يدعو للمريض ثلاثا كما قاله لسعد : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اشف سعدا اللهم اشف سعدا اللهم اشف سعدا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان إذا دخل على المريض يقول له http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لا بأس طهور إن شاء الله http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
[ الرقية والاسترقاء ]


وربما كان يقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كفارة وطهور http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان يرقي من به قرحة أو جرح أو شكوى فيضع سبابته بالأرض ثم يرفعها ويقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن ربنا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif هذا في " الصحيحين " وهو يبطل اللفظة التي جاءت في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب وأنهم لا يرقون ولا يسترقون . فقوله في الحديث " لا يرقون " غلط من الراوي سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول ذلك . قال وإنما الحديث " هم الذين لا يسترقون " . قلت : وذلك لأن هؤلاء دخلوا الجنة بغير حساب لكمال توحيدهم ولهذا نفى عنهم الاسترقاء وهو سؤال الناس أن يرقوهم . ولهذا قال http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وعلى ربهم يتوكلون (javascript:DisplayAyaa(8,2))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif فلكمال توكلهم على ربهم وسكونهم إليه وثقتهم به ورضاهم عنه وإنزال حوائجهم به لا يسألون الناس شيئا لا رقية ولا غيرها ولا يحصل لهم طيرة تصدهم عما يقصدونه فإن الطيرة تنقص التوحيد وتضعفه .
قال والراقي متصدق محسن والمسترقي سائل والنبي صلى الله عليه وسلم رقى ولم يسترق وقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فإن قيل فما تصنعون بالحديث الذي في " الصحيحين " عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif كان إذا أوى إلى فراشه جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ <A id=الآيات name="قل هو الله أحد131">http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قل هو الله أحد (javascript:DisplayAyaa(112,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif و <A id=الآيات name="قل أعوذ برب الفلق129">http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قل أعوذ برب الفلق (javascript:DisplayAyaa(113,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif و <A id=الآيات name="قل أعوذ برب الناس130">http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif قل أعوذ برب الناس (javascript:DisplayAyaa(114,1))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif ويمسح بهما ما استطاع من جسده ويبدأ بهما على رأسه ووجهه ما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات قالت عائشة : فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرني أن أفعل ذلك به http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
فالجواب أن هذا الحديث قد روي بثلاثة ألفاظ . أحدها : هذا .
والثاني : أنه كان ينفث على نفسه .
والثالث قالت كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها وفي لفظ رابع كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث وهذه الألفاظ يفسر بعضها بعضا . وكان صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه وضعفه ووجعه يمنعه من إمرار يده على جسده كله . فكان يأمر عائشة أن تمر يده على جسده بعد نفثه هو وليس ذلك من الاسترقاء في شيء وهي لم تقل كان يأمرني أن أرقيه وإنما ذكرت المسح بيده بعد النفث على جسده ثم قالت كان يأمرني أن أفعل ذلك به أي أن أمسح جسده بيده كما كان هو يفعل .
ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام أن يخص يوما من الأيام بعيادة المريض ولا وقتا من الأوقات بل شرع لأمته عيادة المرضى ليلا ونهارا وفي سائر الأوقات . وفي " المسند " عنه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرفة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وفي لفظ http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما من مسلم يعود مسلما إلا بعث الله له سبعين ألف ملك يصلون عليه أي ساعة من النهار كانت حتى يمسي وأي ساعة من الليل كانت حتى يصبح http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وكان يعود من الرمد وغيره وكان أحيانا يضع يده على جبهة المريض ثم يمسح صدره وبطنه ويقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اشفه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان يمسح وجهه أيضا . http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وكان إذا يئس من المريض قال إنا لله وإنا إليه راجعون http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1119.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1121.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:07 PM
إظهار التشكيل (http://javascript<b></b>:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (http://javascript<b></b>:Check_PageNum(1);)




الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول

http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif


فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الجنائز والصلاة عليها واتباعها ودفنها
وما كان يدعو به للميت في صلاة الجنازة وبعد الدفن وتوابع ذلك




كان هديه صلى الله عليه وسلم في الجنائز أكمل الهدي مخالفا لهدي سائر الأمم مشتملا على الإحسان إلى الميت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاده وعلى الإحسان إلى أهله وأقاربه وعلى إقامة عبودية الحي لله وحده فيما يعامل به الميت . وكان من هديه في الجنائز إقامة العبودية للرب تبارك وتعالى على أكمل الأحوال والإحسان إلى الميت وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله وأفضلها ووقوفه ووقوف أصحابه صفوفا يحمدون الله ويستغفرون له ويسألون له المغفرة والرحمة والتجاوز عنه ثم المشي بين يديه إلى أن يودعوه حفرته ثم يقوم هو وأصحابه بين يديه على قبره سائلين له التثبيت أحوج ما كان إليه ثم يتعاهده بالزيارة له في قبره والسلام عليه والدعاء له كما يتعاهد الحي صاحبه في دار الدنيا .

فأول ذلك تعاهده في مرضه وتذكيره الآخرة وأمره بالوصية والتوبة وأمر من حضره بتلقينه شهادة أن لا إله إلا الله لتكون آخر كلامه ثم النهي عن عادة الأمم التي لا تؤمن بالبعث والنشور من لطم الخدود وشق الثياب وحلق الرءوس ورفع الصوت بالندب والنياحة وتوابع ذلك .
وسن الخشوع للميت والبكاء الذي لا صوت معه وحزن القلب وكان يفعل ذلك ويقول http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وسن لأمته الحمد والاسترجاع والرضى عن الله ولم يكن ذلك منافيا لدمع العين وحزن القلب ولذلك كان أرضى الخلق عن الله في قضائه وأعظمهم له حمدا وبكى مع ذلك يوم موت ابنه إبراهيم رأفة منه ورحمة للولد ورقة عليه والقلب ممتلئ بالرضى عن الله عز وجل وشكره واللسان مشتغل بذكره وحمده .
ولما ضاق هذا المشهد والجمع بين الأمرين على بعض العارفين يوم مات ولده جعل يضحك فقيل له أتضحك في هذه الحالة ؟ قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن الله تعالى قضى بقضاء فأحببت أن أرضى بقضائه http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فأشكل هذا على جماعة من أهل العلم فقالوا : كيف يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات ابنه إبراهيم وهو أرضى الخلق عن الله ويبلغ الرضى بهذا العارف إلى أن يضحك فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول هدي نبينا صلى الله عليه وسلم كان أكمل من هدي هذا العارف فإنه أعطى العبودية حقها فاتسع قلبه للرضى عن الله ولرحمة الولد والرقة عليه فحمد الله ورضي عنه في قضائه وبكى رحمة ورأفة فحملته الرأفة على البكاء وعبوديته لله ومحبته له على الرضى والحمد وهذا العارف ضاق قلبه عن اجتماع الأمرين ولم يتسع باطنه لشهودهما والقيام بهما فشغلته عبودية الرضى عن عبودية الرحمة والرأفة
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1120.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1122.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:09 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
[ الإسراع بتجهيز الميت ]


وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الإسراع بتجهيز الميت إلى الله وتطهيره وتنظيفه وتطييبه وتكفينه في الثياب البيض ثم يؤتى به إليه فيصلي عليه بعد أن كان يدعى إلى الميت عند احتضاره فيقيم عنده حتى يقضي ثم يحضر تجهيزه ثم يصلي عليه ويشيعه إلى قبره ثم رأى الصحابة أن ذلك يشق عليه فكانوا إذا قضى الميت دعوه فحضر تجهيزه وغسله وتكفينه . ثم رأوا أن ذلك يشق عليه فكانوا هم يجهزون ميتهم ويحملونه إليه صلى الله عليه وسلم على سريره فيصلي عليه خارج المسجد .
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1121.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1123.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:10 PM
[ حكم الصلاة على الميت في المسجد ]


ولم يكن من هديه الراتب الصلاة عليه في المسجد وإنما كان يصلي على الجنازة خارج المسجد وربما كان يصلي أحيانا على الميت في المسجد كماhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif صلى على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجدhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ولكن لم يكن ذلك سنته وعادته وقد روى أبو داود في " سننه " من حديث صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء لهhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وقد اختلف في لفظ الحديث فقال الخطيب في روايته لكتاب السنن في الأصل " فلا شيء عليه " وغيره يرويهhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فلا شيء لهhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وقد رواه ابن ماجه في " سننه " ولفظهhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فليس له شيءhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ولكن قد ضعف الإمام أحمد وغيره هذا الحديث قال الإمام أحمد : هو مما تفرد به صالح مولى التوأمة وقال البيهقي : هذا حديث يعد في أفراد صالح وحديث عائشة أصح منه وصالح مختلف في عدالته كان مالك يجرحه ثم ذكر عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما أنه صلى عليهما في المسجد .
قلت : وصالح ثقة في نفسه كما قال عباس الدوري عن ابن معين : هو ثقة في نفسه . وقال ابن أبي مريم ويحيى : ثقة حجة فقلت له إن مالكا تركه فقال إن مالكا أدركه بعد أن خرف والثوري إنما أدركه بعد أن خرف فسمع منه لكن ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرف . وقال علي بن المديني : هو ثقة إلا أنه خرف وكبر فسمع منه الثوري بعد الخرف وسماع ابن أبي ذئب منه قبل ذلك . وقال ابن حبان : تغير في سنة خمس وعشرين ومائة وجعل يأتي بما يشبه الموضوعات عن الثقات فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك انتهى كلامه .
وهذا الحديث حسن فإنه من رواية ابن أبي ذئب عنه وسماعه منه قديم قبل اختلاطه فلا يكون اختلاطه موجبا لرد ما حدث به قبل الاختلاط . وقد سلك الطحاوي في حديث أبي هريرة هذا وحديث عائشة مسلكا آخر فقال صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء في المسجد منسوخة وترك ذلك آخر الفعلين من رسول الله صلى الله عليه وسلم بدليل إنكار عامة الصحابة ذلك على عائشة وما كانوا ليفعلوه إلا لما علموا خلاف ما نقلت . ورد ذلك على الطحاوي جماعة منهم البيهقي وغيره . قال البيهقي : ولو كان عند أبي هريرة نسخ ما روته عائشة لذكره يوم صلي على أبي بكر الصديق في المسجد ويوم صلي على عمر بن الخطاب في المسجد ولذكره من أنكر على عائشة أمرها بإدخاله المسجد ولذكره أبو هريرة حين روت فيه الخبر وإنما أنكره من لم يكن له معرفة بالجواز فلما روت فيه الخبر سكتوا ولم ينكروه ولا عارضوه بغيره .
قال الخطابي : وقد ثبت أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما صلى عليهما في المسجد ومعلوم أن عامة المهاجرين والأنصار شهدوا الصلاة عليهما وفي تركهم الإنكار الدليل على جوازه قال ويحتمل أن يكون معنى حديث أبي هريرة إن ثبت متأولا على نقصان الأجر وذلك أن من صلى عليها في المسجد فالغالب أنه ينصرف إلى أهله ولا يشهد دفنه وأن من سعى إلى الجنازة فصلى عليها بحضرة المقابر شهد دفنه وأحرز أجر القيراطين وقد يؤجر أيضا على كثرة خطاه وصار الذي يصلي عليه في المسجد منقوص الأجر بالإضافة إلى من يصلي عليه خارج المسجد .
وتأولت طائفة معنى قولهhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فلا شيء لهhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif أي فلا شيء عليه ليتحد معنى اللفظين ولا يتناقضان كما قال تعالى :http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وإن أسأتم فلها (javascript:DisplayAyaa(17,7))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الإسراء 7 ] أي فعليها فهذه طرق الناس في هذين الحديثين .
والصواب ما ذكرناه أولا وأن سنته وهديه الصلاة على الجنازة خارج المسجد إلا لعذر وكلا الأمرين جائز والأفضل الصلاة عليها خارج المسجد . والله أعلم
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1122.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1124.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:11 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif

فصل

وكان من هديه صلى الله عليه وسلم تسجية الميت إذا مات وتغميض عينيه وتغطية وجهه وبدنه
وكان ربما يقبل الميت كما http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قبل عثمان بن مظعون وبكى http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكذلك http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif الصديق أكب عليه فقبله بعد موته صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكان يأمر بغسل الميت ثلاثا أو خمسا أو أكثر بحسب ما يراه الغاسل ويأمر بالكافور في الغسلة الأخيرة وكان لا يغسل الشهداء قتلى المعركة وذكر الإمام أحمد أنه نهى عن تغسيلهم وكان ينزع عنهم الجلود والحديد ويدفنهم في ثيابهم ولم يصل عليهم .
وكان إذا مات المحرم أمر أن يغسل بماء وسدر ويكفن في ثوبيه وهما ثوبا حرامه إزاره ورداؤه وينهى عن تطييبه وتغطية رأسه وكان يأمر من ولي الميت أن يحسن كفنه ويكفنه في البياض وينهى عن المغالاة في الكفن وكان إذا قصر الكفن عن ستر جميع البدن غطى رأسه وجعل على رجليه من العشب
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1123.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1125.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:12 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل [ لم يكن يصلي على المدين ]


وكان إذا قدم إليه ميت يصلي عليه سأل هل عليه دين أم لا ؟ فإن لم يكن عليه دين صلى عليه وإن كان عليه دين لم يصل عليه وأذن لأصحابه أن يصلوا عليه فإن صلاته شفاعة وشفاعته موجبة والعبد مرتهن بدينه ولا يدخل الجنة حتى يقضى عنه فلما فتح الله عليه كان يصلي على المدين ويتحمل دينه ويدع ماله لورثته .
فإذا أخذ في الصلاة عليه كبر وحمد الله وأثنى عليه وصلى ابن عباس على جنازة فقرأ بعد التكبيرة الأولى بفاتحة الكتاب جهرا وقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لتعلموا أنها سنة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وكذلك قال أبو أمامة بن سهل : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن قراءة الفاتحة في الأولى سنة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر أن يقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب . ولا يصح إسناده . قال شيخنا : لا تجب قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة بل هي سنة وذكر أبو أمامة بن سهل عن جماعة من الصحابة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الجنازة .
وروى يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه سأل عبادة بن الصامت عن الصلاة على الجنازة فقال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أنا والله أخبرك : تبدأ فتكبر ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وتقول اللهم إن عبدك فلانا كان لا يشرك بك وأنت أعلم به إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1124.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1126.htm)

قيـس
10-04-2010, 10:14 PM
إظهار التشكيل (javascript:Check_Diacretic(1);) / إظهار رقم الصفحة (javascript:Check_PageNum(1);)


الصفحة الرئيسة (http://www.al-islam.com/) >السيرة (http://sirah.al-islam.com/default.asp) > زاد المعاد (http://sirah.al-islam.com/tree.asp?ID=1&t=book4)> الجزء الأول
http://sirah.al-islam.com/Images/spr1.gif
فصل [ الدعاء للميت في الصلاة عليه ]


ومقصود الصلاة على الجنازة هو الدعاء للميت لذلك حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ونقل عنه ما لم ينقل من قراءة الفاتحة والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم . فحفظ من دعائه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وحفظ من دعائه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا وشاهدنا وغائبنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وحفظ من دعائه http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر ومن عذاب النار فأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
وحفظ من دعائه أيضا : http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif اللهم أنت ربها وأنت خلقتها وأنت رزقتها وأنت هديتها للإسلام وأنت قبضت روحها وتعلم سرها وعلانيتها جئنا شفعاء فاغفر لها http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

[ التكبير في الصلاة على الجنازة ]

وكان صلى الله عليه وسلم يأمر بإخلاص الدعاء للميت وكان يكبر أربع تكبيرات وصح عنه أنه كبر خمسا وكان الصحابة بعده يكبرون أربعا وخمسا وستا فكبر زيد بن أرقم خمسا وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كبرها ذكره مسلم .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وكبر علي بن أبي طالب رضي الله عنه على سهل بن حنيف ستا وكان يكبر على أهل بدر ستا وعلى غيرهم من الصحابة خمسا وعلى سائر الناس أربعا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ذكره الدارقطني .
وذكر سعيد بن منصور عن الحكم بن عتيبة أنه قال كانوا يكبرون على أهل بدر خمسا وستا وسبعا . وهذه آثار صحيحة فلا موجب للمنع منها والنبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع مما زاد على الأربع بل فعله هو وأصحابه من بعده .
والذين منعوا من الزيادة على الأربع منهم من احتج بحديث ابن عباس أن آخر جنازة صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم كبر أربعا . قالوا : وهذا آخر الأمرين وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من فعله صلى الله عليه وسلم هذا . وهذا الحديث قد قال الخلال في " العلل " : أخبرني حرب قال سئل الإمام أحمد عن حديث أبي المليح عن ميمون عن ابن عباس فذكر الحديث . فقال أحمد هذا كذب ليس له أصل إنما رواه محمد بن زياد الطحان وكان يضع الحديث .
واحتجوا بأن ميمون بن مهران روى عن ابن عباس http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن الملائكة لما صلت على آدم عليه الصلاة والسلام كبرت عليه أربعا وقالوا : تلك سنتكم يا بني آدم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهذا الحديث قد قال في الأثرم : جرى ذكر محمد بن معاوية النيسابوري الذي كان بمكة فسمعت أبا عبد الله قال رأيت أحاديثه موضوعة فذكر منها عن أبي المليح عن ميمون بن مهران عن ابن عباس http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن الملائكة لما صلت على آدم كبرت عليه أربعا http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif واستعظمه أبو عبد الله وقال أبو المليح كان أصح حديثا وأتقى لله من أن يروي مثل هذا .
واحتجوا بما رواه البيهقي من حديث يحيى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن الملائكة لما صلت على آدم فكبرت عليه أربعا وقالت هذه سنتكم يا بني آدم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وهذا لا يصح . وقد روي مرفوعا وموقوفا . وكان أصحاب معاذ يكبرون خمسا قال علقمة قلت لعبد الله إن ناسا من أصحاب معاذ قدموا من الشام (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%d4%c7%e3)فكبروا على ميت لهم خمسا فقال عبد الله ليس على الميت في التكبير وقت كبر ما كبر الإمام فإذا انصرف الإمام فانصرف
http://sirah.al-islam.com/media/prev.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1125.htm)
http://sirah.al-islam.com/media/next.gif (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=zad1127.htm)

m!do
10-04-2010, 11:25 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مشعل الثبيتي
11-04-2010, 07:39 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



جزاك الله خير ,,



مع تحيات ..



أخوك



مشعل @@

ام الجنان ***
11-04-2010, 09:07 PM
اللهم صلِ على نبينا محمد وآله وسلم
يعطيك العافيه على طرحك المميز ^_^

حنونه
12-04-2010, 08:18 PM
جزاكم المولى خير الجزاء

قيـس
16-04-2010, 12:18 AM
جزاكم الله خير جميعاً

نجم العتيبــــــي
16-04-2010, 12:57 AM
اللهم اصلي علئ محمد





قيس






جزاك الله خير

قيـس
17-04-2010, 06:37 PM
اللهم اصلي علئ محمد





قيس






جزاك الله خير


وجزاك مثله يانجم

حياك الله ياأخي العزيز

قيـس
17-04-2010, 06:48 PM
موقع المقالات > (http://www.islamweb.net/media/index.php) الحديث الشريف > (http://www.islamweb.net/media/index.php?page=maincategory&lang=A&vPart=172)شرح الأربعين النووية > (http://www.islamweb.net/media/index.php?page=maincategory&lang=A&vPart=523)
حديث: {وكونوا عباد الله إخوانا}
الثلاثاء 12/12/2006

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا..
http://www.islamweb.net/cachepic/76489.gif

http://www.islamweb.net/media/images/EmptyRate.gif
تقييم
أرسل لصديقhttp://www.islamweb.net/media/images/friend.jpg طباعةhttp://www.islamweb.net/media/images/bul_Print.gif

قراءة : 364 | طباعة : 45 | إرسال لصديق : 0 | عدد المقيمين : 0



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .

الشرح
الأخوة الإسلامية شجرة وارفة الظلال ، يستظل بفيئها من أراد السعادة ، إنها شجرة تؤتي أكلها كل حين ، شهيّة ثمارها ، طيّبة ريحها ، تأوي إليها النفوس الظمأى ، لترتوي منها معاني الود والمحبة ، والألفة والرحمة .



إنها ليست مجرد علاقة شخصية ، ولكنها رابطة متينة ، قائمة على أساس من التقوى وحسن الخلق ، والتعامل بأرقى صوره ، وهي في الوقت ذاته معلم بارز ، ودليل واضح على تلاحم لبنات المجتمع ووحدة صفوفه ، وحسبك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ربط الأخوة بالإيمان ، وجعل رعايتها من دلائل قوته وكماله ، ولا عجب حينئذٍ أن يأتي الإسلام بالتدابير الكافية التي تحول دون تزعزع أركان هذه الأخوّة .



وفي ضوء ذلك ، جاء هذا الحديث العظيم لينهى المؤمنين عن جملة من الأخلاق الذميمة ، والتي من شأنها أن تعكر صفو الأخوة الإسلاميّة ، وتزرع الشحناء والبغضاء في نفوس أهلها ، وتثير الحسد والتدابر ، والغش والخداع ، وأخلاقاً سيئة أخرى جاء ذكرها في الحديث .



فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحسد ، ولا عجب في ذلك ! ، فإنه أول معصية وقعت على الأرض ، وهو الداء العضال الذي تسلل إلينا من الأمم الغابرة ، فأثمر ثماره النتنة في القلوب ، وأي حقد أعظم من تمني زوال النعمة عن الآخرين ؟ ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( دب إليكم داء الأمم : الحسد والبغضاء ، ألا إنها هي الحالقة ، لا أقول تحلق الشعر ، ولكن تحلق الدين ) رواه الترمذي .



وعلاوة على ذلك ، فإن الحسد في حقيقته تسخّط على قضاء الله وقدره ، واعتراضٌ على تدبير الله وقسمته للأرزاق والأقوات ، وهذه جناية عظيمة في حق الباري تبارك وتعالى ، وقد قال بعضهم :
ألا قل لمن ظل لي حاسـد أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه لأنك لم ترض لي مــا وهب


ومما جاء النهي عنه في الحديث : النجش ، وأصل النجش : استخدام المكر والحيلة ، والسعي بالخديعة لنيل المقصود والمراد ، ولا شك أن هذا لون من ألوان الغش المحرم في الشرع ، والمذموم في الطبع ، إذ هو مناف لنقاء السريرة التي هي عنوان المسلم الصادق ، وزد على ذلك أن في التعامل بها كسرٌ لحاجز الثقة بين المؤمنين .



والنجش لفظة عامة ، تشمل كل صور المخادعة والتحايل ، لكن أشهر صورها النجش في البيع ، ويكون ذلك إذا أراد شخص أن يعرض سلعة في السوق رغبةً في بيعها ، فيتفق مع أشخاص آخرين ، بحيث يُظهرون للمشتري رغبتهم في شراء هذه السلعة من البائع بسعر أكبر ، مما يضطر المشتري إلى أن يزيد في سعر السلعة ، فهذا وإن كان فيه منفعة للبائع فهو إضرار بالمشتري وخداع له .



ومن الآفات التي جاء ذمها في الحديث ، البغضاء بين المؤمنين ، والتدابر والتهاجر ، والاحتقار ونظرات الكبر ، وغيرها من الأخلاق المولّدة للشحناء ، والمسبّبة للتنافر .



والإسلام إذ ينهى عن مثل هذه المسالك المذمومة ؛ فإنه يهدف إلى رعاية الإخاء الإسلامي ، وإشاعة معاني الألفة والمحبة ؛ حتى يسلم أفراد المجتمع من عوامل التفكك وأسباب التمزق ، فتقوى شوكتهم ، ويصبحوا يدا واحدة على أعدائهم ؛ فالمؤمن ضعيف بنفسه ، قوي بإخوانه ، ومن هنا جاء التوجيه في محكم التنزيل بالاعتصام بحبل الله ، والوحدة على منهجه ، ونبذ كل مظاهر الفرقة والاختلاف ، يقول الله عزوجل في كتابه : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } ( آل عمران : 103 ) .



ولن تبلغ هذه الوحدة مداها حتى يرعى المسلم حقوق إخوانه المسلمين ، ويؤدي ما أوجبه الله عليه تجاههم ، ولتحقيق ذلك لابد من مراعاة جملة من الأمور ، فمن ذلك : العدل معهم ، والمسارعة في نصرتهم ونجدتهم بالحقّ في مواطن الحاجة ، كما قال الله عزوجل في كتابه : { وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر } ( الأنفال : 72 ) ، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ، ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ، فقال رجل : يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما ، أفرأيت إذا كان ظالماً ، كيف أنصره ؟ ، قال : تمنعه من الظلم ؛ فإن ذلك نصره ) .



ثم توّج النبي صلى الله عليه وسلم حديثه بالتذكير بحرمة المؤمن فقال : ( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) فالمسلم مأمور بالحفاظ على حرمات المسلمين ، وصيانة أعراضهم وأموالهم وأعراضهم ، فلا يحل له أن يصيب من ذلك شيئا بغير حق ، وحسبك أن النبي صلى الله عليه وسلم اختار أشرف البقاع وأشرف الأيام ، وتحيّن موقف الحاجة إلى الموعظة ، لينبّه الناس إلى ذلك الأمر العظيم ، لقد خطب الناس يوم النحر فقال : ( يا أيها الناس ، أي يوم هذا ؟ ) ، قالوا : يوم حرام ، قال : ( فأي بلد هذا ؟ ) ، قالوا : بلد حرام ، قال : ( فأي شهر هذا ؟ ) ، قالوا : شهر حرام ، قال : ( فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ) .



فإذا رعى المسلمون تلك المباديء التي أصلها هذا الحديث ، وصارت أخوّتهم واقعا ملموسا ، فسوف نشهد أيّاما من العزة والرفعة لهذه الأمة ، وسوف يصبح التمكين لها قاب قوسين أو أدنى ، بإذن الله تعالى .

http://www.islamweb.net/cachepic/76489.gif

قيـس
22-04-2010, 06:46 AM
الكتب (http://www.g111g.com/vb/Bookslist.php) » [/URL][U]تفسير الطبري (http://www.g111g.com/vb/display_book.php?idfrom=1&idto=5117&bk_no=50&ID=&lang=) » تفسير سورة الحشر (http://www.g111g.com/vb/display_book.php?idfrom=4782&idto=4801&lang=&bk_no=50&ID=4841) » القول في تأويل قوله تعالى " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان "










http://www.g111g.com/vb/images/but_SearchInBook.gif http://www.g111g.com/vb/images/but_Add.gif


مد النافذة لإظهار كل الأبواب بالجزء المختار | نتائج البحث

التالى






إظهار التشكيل (javascript:Tashkeel(0);) | إخفاء التشكيل (javascript:Tashkeel(1);)

.navtext { text-align:right; width:200px; font:bold 9pt sans-serif; border-width:2px; border-style:outset; border-color:white; background-color:#FFFFDF; layer-background-color:tan; color:black; } مسألة: الجزء الثالث والعشرونالتحليل الموضوعيالقول في تأويل قوله تعالى : ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (http://www.g111g.com/vb/#docu)( 10 ) )

يقول - تعالى ذكره - : والذين جاءوا من بعد الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبل المهاجرين الأولين ( يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان (http://www.g111g.com/vb/#docu)) من الأنصار . وعني بالذين جاءوا من بعدهم المهاجرون أنهم يستغفرون لإخوانهم من الأنصار .

وقوله : ( ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا (http://www.g111g.com/vb/#docu)) يعني غمزا وضغنا .

وقيل : عني بالذين جاءوا من بعدهم : الذين أسلموا من بعد الذين تبوءوا الدار .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى [ ص: 288 ] وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله : ( والذين جاءوا من بعدهم (http://www.g111g.com/vb/#docu)) قال : الذين أسلموا نعتوا أيضا .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قال : ثم ذكر الله الطائفة الثالثة ، فقال : ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا (http://www.g111g.com/vb/#docu)) حتى بلغ ( إنك رءوف رحيم ) إنما أمروا أن يستغفروا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يؤمروا بسبهم .

وذكر لنا أن غلاما لحاطب بن أبي بلتعة جاء نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا نبي الله ليدخلن حاطب في حي النار قال : " كذبت إنه شهد بدرا والحديبية " وذكر لنا أن عمر بن الخطاب (http://www.g111g.com/vb/showalam.php?ids=2)رضي الله عنه أغلظ لرجل من أهل بدر ، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " وما يدريك يا عمر لعله قد شهد مشهدا اطلع الله فيه إلى أهله ، فأشهد ملائكته أني قد رضيت عن عبادي هؤلاء ، فليعملوا ما شاءوا " فما زال بعضنا منقبضا من أهل بدر ، هائبا لهم . وكان عمر - رضي الله عنه - يقول : وإلى أهل بدر تهالك المتهالكون ، وهذا الحي من الأنصار ، أحسن الله عليهم الثناء .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله : ( ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا (http://www.g111g.com/vb/#docu)) قال : لا تورث قلوبنا غلا لأحد من أهل دينك .

حدثنا ابن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن قيس بن مسلم (http://www.g111g.com/vb/showalam.php?ids=16836)، عن ابن أبي ليلى (http://www.g111g.com/vb/showalam.php?ids=12526)قال : كان الناس على ثلاث منازل : المهاجرون الأولون : ( والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (http://www.g111g.com/vb/#docu)) وأحسن ما يكون أن يكون بهذه المنزلة .

وقوله : ( للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (http://www.g111g.com/vb/#docu)) يقول - جل ثناؤه - مخبرا عن قيل الذين جاءوا من بعد الذين تبوءوا الدار والإيمان أنهم قالوا : لا تجعل [ ص: 289 ] في قلوبنا غلا لأحد من أهل الإيمان بك يا ربنا .

قوله : ( إنك رءوف رحيم ) يقول : إنك ذو رأفة بخلقك ، وذو رحمة بمن تاب واستغفر من ذنوبه .

قيـس
22-04-2010, 06:47 AM
الكتب (http://www.g111g.com/vb/Bookslist.php) » [/URL][U]الجامع لأحكام القرآن (http://www.g111g.com/vb/display_book.php?idfrom=1&idto=3879&bk_no=48&ID=&lang=) » سورة الحشر (http://www.g111g.com/vb/display_book.php?idfrom=3413&idto=3433&lang=&bk_no=48&ID=2869) » قوله تعالى والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان










http://www.g111g.com/vb/images/but_SearchInBook.gif http://www.g111g.com/vb/images/but_Add.gif


مد النافذة لإظهار كل الأبواب بالجزء المختار | نتائج البحث

التالى






إظهار التشكيل (javascript:Tashkeel(0);) | إخفاء التشكيل (javascript:Tashkeel(1);)

.navtext { text-align:right; width:200px; font:bold 9pt sans-serif; border-width:2px; border-style:outset; border-color:white; background-color:#FFFFDF; layer-background-color:tan; color:black; } مسألة: الجزء الثامن عشرالتحليل الموضوعيقوله تعالى : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (http://www.g111g.com/vb/#docu)

فيه أربع مسائل :

الأولى : قوله تعالى : والذين جاءوا من بعدهم (http://www.g111g.com/vb/#docu)يعني التابعين ومن دخل في الإسلام إلى يوم القيامة . قال ابن أبي ليلى (http://www.g111g.com/vb/showalam.php?ids=12526): الناس على ثلاثة منازل : المهاجرون ، والذين تبوءوا الدار والإيمان ، والذين جاءوا من بعدهم . فاجهد ألا تخرج من هذه المنازل . وقال بعضهم : كن شمسا ، فإن لم تستطع فكن قمرا ، فإن لم تستطع فكن كوكبا مضيئا ، فإن لم تستطع فكن كوكبا صغيرا ، ومن جهة النور لا تنقطع . ومعنى هذا : كن مهاجريا . فإن قلت : لا أجد ، فكن أنصاريا . فإن لم تجد فاعمل كأعمالهم ، فإن لم تستطع فأحبهم واستغفر لهم كما أمرك الله . وروى مصعب بن سعد قال : الناس على ثلاثة منازل ، فمضت منزلتان وبقيت منزلة ; فأحسن ما أنتم عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت . وعن جعفر بن محمد بن علي (http://www.g111g.com/vb/showalam.php?ids=15639)عن أبيه عن جده علي بن الحسين رضي الله عنه ، أنه جاءه رجل فقال له : يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما تقول في عثمان ؟ فقال له : يا أخي أنت من قوم قال الله فيهم : للفقراء المهاجرين (http://www.g111g.com/vb/#docu)الآية . قال : لا . قال : فوالله لئن لم تكن من أهل الآية فأنت من قوم قال الله فيهم : والذين تبوءوا الدار والإيمان (http://www.g111g.com/vb/#docu)الآية . قال : لا . قال : فوالله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام وهي قوله تعالى : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان (http://www.g111g.com/vb/#docu)الآية . وقد قيل : إن محمد بن علي بن الحسين ، رضي الله عنهم ، روى عن أبيه : أن نفرا من أهل العراق جاءوا إليه ، فسبوا أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - ثم عثمان [ ص: 30 ] - رضي الله عنه - فأكثروا ; فقال لهم : أمن المهاجرين الأولين أنتم ؟ قالوا : لا . فقال : أفمن الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم ؟ فقالوا : لا . فقال : قد تبرأتم من هذين الفريقين ! أنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله عز وجل : والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (http://www.g111g.com/vb/#docu)قوموا ، فعل الله بكم وفعل ذكره النحاس .

الثانية : هذه الآية دليل على وجوب محبة الصحابة ; لأنه جعل لمن بعدهم حظا في الفيء ما أقاموا على محبتهم وموالاتهم والاستغفار لهم ، وأن من سبهم أو واحدا منهم أو اعتقد فيه شرا أنه لا حق له في الفيء ; روي ذلك عن مالك وغيره . قال مالك : من كان يبغض أحدا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، أو كان في قلبه عليهم غل ، فليس له حق في فيء المسلمين ; ثم قرأ : والذين جاءوا من بعدهم (http://www.g111g.com/vb/#docu)الآية .

الثالثة : هذه الآية تدل على أن الصحيح من أقوال العلماء قسمة المنقول ، وإبقاء العقار والأرض شملا بين المسلمين أجمعين ; كما فعل عمر رضي الله عنه ; إلا أن يجتهد الوالي فينفذ أمرا فيمضي عمله فيه لاختلاف الناس عليه وأن هذه الآية قاضية بذلك ; لأن الله تعالى أخبر عن الفيء وجعله لثلاث طوائف : المهاجرين والأنصار - وهم معلومون - والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان (http://www.g111g.com/vb/#docu). فهي عامة في جميع التابعين والآتين بعدهم إلى يوم الدين . وفي الحديث الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، وددت أن رأيت إخواننا " . قالوا : يا رسول الله ، ألسنا بإخوانك ؟ فقال : " بل أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد ، وأنا فرطهم على الحوض " . فبين صلى الله عليه وسلم أن إخوانهم كل من يأتي بعدهم ; لا كما قال السدي (http://www.g111g.com/vb/showalam.php?ids=14468)والكلبي : إنهم الذين هاجروا بعد ذلك . وعن الحسن أيضا والذين جاءوا من بعدهم (http://www.g111g.com/vb/#docu)من قصد إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد انقطاع الهجرة .

الرابعة : قوله تعالى : يقولون نصب في موضع الحال ; أي قائلين .

ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان (http://www.g111g.com/vb/#docu)فيه وجهان : أحدهما : أمروا أن يستغفروا لمن سبق هذه الأمة من مؤمني أهل الكتاب . قالت عائشة رضي الله عنها : فأمروا أن يستغفروا لهم فسبوهم . الثاني : أمروا أن يستغفروا للسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار . قال ابن عباس : أمر [ ص: 31 ] الله تعالى بالاستغفار لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو يعلم أنهم سيفتنون . وقالت عائشة : أمرتم بالاستغفار لأصحاب محمد فسببتموهم ، سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تذهب هذه الأمة حتى يلعن آخرها أولها " وقال ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا لعن الله أشركم " . وقال العوام بن حوشب : أدركت صدر هذه الأمة يقولون : اذكروا محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تألف عليهم القلوب ، ولا تذكروا ما شجر بينهم فتجسروا الناس عليهم . وقال الشعبي : تفاضلت اليهود والنصارى على الرافضة بخصلة ، سئلت اليهود : من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب موسى . وسئلت النصارى : من خير أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب عيسى . وسئلت الرافضة من شر أهل ملتكم ؟ فقالوا : أصحاب محمد ، أمروا بالاستغفار لهم فسبوهم ، فالسيف عليهم مسلول إلى يوم القيامة ، لا تقوم لهم راية ، ولا تثبت لهم قدم ، ولا تجتمع لهم كلمة ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله بسفك دمائهم وإدحاض حجتهم . أعاذنا الله وإياكم من الأهواء المضلة . ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم (http://www.g111g.com/vb/#docu)أي حقدا وحسدا ربنا إنك رءوف رحيم (http://www.g111g.com/vb/#docu)

قيـس
22-04-2010, 09:53 PM
المقالات والمطويات (http://www.islamway.com/?iw_s=Article) http://www.islamway.com/images/arrow.gif الحث على الطاعات (http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=search&con=cat&&category_id=75) http://www.islamway.com/images/arrow.gif المقالة المختارةأحب الأعمال إلى الله

ملفات متنوعة (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=articles&scholar_id=82) أضيفت بتاريخ : 22 - 12 - 2003 نقلا عن : دار الوطن http://www.islamway.com/images/print2.gif (http://www.islamway.com/?iw_s=outdoor&iw_a=print_articles&article_id=568)نسخة للطباعة (http://www.islamway.com/?iw_s=outdoor&iw_a=print_articles&article_id=568)http://www.islamway.com/images/envelope2.gif (http://javascript<b></b>:popUpAll('?iw_s=outdoor&iw_a=sendToFriend&type=article&id=568&lang=1'))أرسل لصديق (http://javascript<b></b>:popUpAll('?iw_s=outdoor&iw_a=sendToFriend&type=article&id=568&lang=1'))القراء: 24302الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَّ بعده ، أما بعد :

فمِن أحب الأشياء إلى الله تعالى :

1- الحنيفية السمحة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الأديان إلى الله تعالى : الحنيفية السَمْحَة » [ رواه أحمد وحسَّنه الألباني ] .

2- الصلاة وبر الوالدين والجهاد ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله : الصلاة لوقتها ، ثم بر الوالدين ، ثم الجهاد في سبيل الله » [ متفق عليه ] .

3- الإيمان وصلة الرحم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الأعمال إلى الله : إيمان بالله ، ثم صِلَة الرَّحم ، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » [ رواه أبو يعلى وحسَّنه الألباني ] .

4- المداومة على الطاعات ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ » [ متفق عليه ] .

5- ذكر الله عز وجل ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأعمال إلى الله ، أن تموت ولسانك رطب من ذِكْر الله » [ رواه الطبراني وحسَّنه الألباني ] .

6- المساجد ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحبّ البلاد إلى الله مساجدها ؛ وأبغض البلاد إلى الله أسواقها » [ رواه مسلم ] .

7- كلمة الحق عند سلطانٍ جائر ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الجهاد إلى الله كلمةُ الحق تقال لإمامٍ جائر » [ رواه أحمد وحسَّنه الألباني ] .

8- صدق الحديث ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الحديث إليّ أصْدقه » [ رواه البخاري ] .

9- صيام وصلاة داود عليه السلام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، وأحبّ الصلاة إلى الله صلاة داود ، كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه ، وينام سدسه » [ متفق عليه ] .

10- تكاثر الأيدي على الطعام ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبُّ الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي » [ رواه ابن حبان وحسَّنه الألباني ] .

11- قول سبحان الله وبحمده ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الكلام إلى الله أن يقول العبد : سبحان الله وبحمده » [ رواه مسلم ] .

12- قول : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : « أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر . لا يضرُّك بأيِّهن بدأت » [ رواه مسلم ] .

13- حَسَنُ الخُلُق ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلُقاً » [ رواه الطبراني وصحَّحه الألباني ] .

14- التسمية بعبدالله وعبدالرحمن ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن » [ رواه مسلم ] .

15- نَفْع الناس وإدخال السرور على المسلمين وكَشْف الكُرُبات ، وقضاء دَيْن المَدِين ، وإطعام الجائع ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربةً ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعاً ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً ، ومن كفَّ غضبه سَتَرَ الله عورته ، ومن كَظَمَ غيظاً ولو شاء أن يُمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة ، ومَن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزلُّ الأقدام ، وإن سوء الخُلُق ليُفْسد العمل كما يُفْسد الخلُّ العَسَل » [ رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني ] .

قيـس
24-04-2010, 06:35 AM
موقع المقالات > (http://www.g111g.com/vb/index.php) العقيدة الإسلامية > (http://www.g111g.com/vb/index.php?page=maincategory&lang=A&vPart=174)مقدمات عامة > (http://www.g111g.com/vb/index.php?page=maincategory&lang=A&vPart=175)

السبت 26/07/2003

يكتسب التدين أهميته من كونه فطرة فطر الله عباده عليها ، وركزها في نفوسهم ، فما من أحد من العالمين إلا ويجد ذلك من نفسه ،بحيث لا يستطيع العيش بدونه إلا مع حرج وضنك ، وحاجة الإنسان







يكتسب التدين أهميته من كونه فطرة فطر الله عباده عليها ، وركزها في نفوسهم ، فما من أحد من العالمين إلا ويجد ذلك من نفسه ،بحيث لا يستطيع العيش بدونه إلا مع حرج وضنك ، وحاجة الإنسان إلى التدين أعظم من حاجته إلى الطعام والشراب . ويكتسب التدين أهميته أيضا بالنظر إلى آثاره الإيجابية، على الفرد والجماعة على حد سواء .
وقد تضافرت الدلائل الشرعية والحسية على أن التدين فطرة فطر الله الناس عليها ، فمن أدلة الكتاب قول الحق سبحانه: { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين } (الأعراف:172) قال جمع من المفسرين في معنى الآية : إن الله أخرج ذرية آدم من صلبه ، وأمرهم بعبادته وأخذ عليهم الميثاق بذلك ، فهم وإن نسوا قصة أخذه إلا أن حقيقته باقية في نفوسهم ، وهي ما يعبر عنه القرآن بالفطرة ، كقوله سبحانه : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } (الروم:30) ومن أدلة السنة ما ثبت في " الصحيحين " عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل مولود يولد على الفطرة ) وفي صحيح مسلم عنعياض بن حمار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله : .. إني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا ) . ومعنى " الفطرة " في الآية وفي حديث أبي هريرة هو التوحيد ، ومعنى " الحنفاء " في حديث عياض رضي الله عنه : أي المائلين عن الشرك إلى التوحيد ، فقد اتفقت أدلة الكتاب والسنة على أن التدين جِبِلَّةٌ إنسانية خُلقت مع الإنسان ووجدت بوجوده ، إلا أن تنشئة الإنسان وتربيته - إن كانت على خلاف منهج الله وشرعه - تؤثر سلبا على جبلة التدين وتنحرف بها عن مسارها الصحيح .
أما الشواهد الحسية على ذلك ، فنلمسها من خلال : حاجة الإنسان إلى قوانين وأخلاق تنظم حياته ، وتضبط سلوكه ، ليتميز بذلك عن سائر الحيوان، فإن الناس إما أن يعيشوا من غير دين ينظم حياتهم ، ويضبط سلوكهم، وإما أن يتخذوا لهم من يشرّع لهم دينا ، وإما أن يكونوا على الدين الحق الذي جاءهم بالبينات والهدى ، فيكونوا بذلك على وفاق مع فطرتهم التي فطروا عليها ، فتنتظم أمور حياتهم خير انتظام ، فإن اختاروا الأول عاشوا في بهيمية نكراء يأكل الضعيف منهم القوي ، وكان اختلافهم عن سائر الحيوان بالشكل والصورة فحسب ، وإن اختاروا الثاني فقد اختاروا العبودية لطائفة من البشر ، تتسلط عليهم، وتذيقهم من ظلمها سوء العذاب ، فلم يبق إلا أن يحتكموا إلى الدين الحق ليأخذوا منه شرائعهم ، ويبين لهم ما يحل لهم فيأتوه ، وما يحرم عليهم فيجتنبوه ، وهنا تكمن قمة السعادة ، ولا سعادة حقيقية للإنسان - أي إنسان - إلا باتباع الدين الذي ارتضاه الله لعباده بقوله : { إن الدين عند الله الإسلام } (آل عمران: 19) فهو سبب فوزه وسعادته في الدنيا والآخرة ، وفي الإعراض عنه خسران الدنيا والآخرة، قال تعالى: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } (آل عمران:85).
ومن الأمور الحسية التي تدل على أن التدين ضرورة إنسانية ، ما يحسه الإنسان في نفسه من ضعف أمام بعض مظاهر الكون ، كالرياح العاتية ، والبحار الهائجة ، والزلازل ، والبراكين ، فإن الإنسان مهما عظمت قوته ، وعظم ذكاؤه ، فإنه يبقى ضعيفا أمام هذه الظواهر التي ابتلى الله بها عباده ، فيعلم الإنسان من نفسه أن لا قدرة له على دفعها ، أو الاحتراز منها ، فمن هنا عظمت حاجة الإنسان إلى إله يلجأ إليه ويتوكل عليه . وقد دأب البشر منذ القدم على تلمس الآلهة لتحميهم من هذه الظواهر ولتدفع عنهم شرها ، فعبد قوم الشمس ظنا منهم أنها الأقوى ، وعبد آخرون القمر،كما قال تعالى : { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون } (يونس:18) وقال أيضا : { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون } (النحل:73) وهكذا تنقل الإنسان بين مظاهر الطبيعة يعبد بعضها خوفا من البعض الآخر . ولعل مما يدل على هذه الحقيقة - حقيقة حاجة النفس البشرية إلى إله يحميها ويدفع الشر عنها - قوله تعالى : { وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا } (الإسراء:67) فهؤلاء قوم مشركون ، عاينوا الأهوال والمحن ، فانكشفت عنهم شبه الضلال ، وتساقطت آلهة الزيف ، وتجلت في نفوسهم حقيقة الإله الحق ، فتقربوا إليه ، وسألوه النجاة والرحمة .
وينضم إلى تلك الدلائل الشرعية والحسية ، في تقرير هذه القضية ما نشهده واقعاً من الحياة التعيسة التي يحياها الملحدون ، فهم وإن تنعموا بملذات الدنيا ونعيمها إلا أنهم فقدوا أغلى ما فيها وهو الإيمان بالله عز وجل ، فهم يتقلبون في ظلمات الشك وبحار التيه النفسي ، ما يدفع بالكثيرين منهم إلى التخلص من حياتهم - رغم بذخ عيشهم - وذلك بسبب ما يعيشونه من خواء روحي مرير ، يجعل من الحياة - مهما توفرت لهم فيها سبل الراحة - أمرا لا يطاق ، وصدق الله إذ يقول : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى () قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً () قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى } ( طه : 124 - 126 ) .
وبهذا يتضح لك - أخي الكريم - مدى التضافر والتآزر بين الأدلة الشرعية والنفسية والحسية على أهمية التدين في حياة الإنسان ، والأمر إذا عظم شأنه، كثرت أدلته ، وظهرت حججه ، واستعصت أن يدفعها دافع ، أو ينازع فيها منازع ، إمعانا في إقامة الحجة على العباد ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.

قيـس
24-04-2010, 06:51 AM
موقع المقالات > (http://www.g111g.com/vb/index.php) العقيدة الإسلامية > (http://www.g111g.com/vb/index.php?page=maincategory&lang=A&vPart=174)مقدمات عامة > (http://www.g111g.com/vb/index.php?page=maincategory&lang=A&vPart=175)
آثار التدين بالإسلام في حياة المسلم
السبت 26/07/2003

إذا كان التدين عموماً حاجة إنسانية، وفطرة فطر الله الناس عليها، فإن التدين بدين الإسلام هو الذي لا يقبل الله من عباده غيره، ولا يرضى الله لعباده سواه،..
http://www.islamweb.net/cachepic/10396.gif

http://www.g111g.com/vb/images/FullRate.gif
تقييم
أرسل لصديقhttp://www.g111g.com/vb/images/friend.jpg طباعةhttp://www.g111g.com/vb/images/bul_Print.gif

قراءة : 290 | طباعة : 50 | إرسال لصديق : 0 | عدد المقيمين : 4









إذا كان التدين عموماً حاجة إنسانية، وفطرة فطر الله الناس عليها، فإن التدين بدين الإسلام هو الذي لا يقبل الله من عباده غيره، ولا يرضى الله لعباده سواه، قال تعالى:{ إن الدين عند الله الإسلام }(آل عمران:19) وقال أيضاً :{ ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( آل عمران: 85) .
والاستسلام لله سبحانه هو جوهر الرسالات السماوية، فبه جاءت وإليه دعت أقوامها، ثم طرأ على الكتب السابقة من التبديل والتحريف ما جعلها تخرج عن الطريق القويم، وكان دين الإسلام هو الدين الخاتم الذي حفظه الله سبحانه من أي تبديل أو تحريف، وجعله مهيمناً على ما سبقه من الأديان، قال تعالى :{ وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه }(المائدة:48) فهو الدين الخاتم، وهو الدين الحق، وهو الدين الذي رضيه الله لعباده .
وما دام دين الإسلام هو الدين الذي رضيه الله لعباده، فهذا يعني أن الخير فيه، وسعادة الإنسان مرتبطة به، لأنه سبحانه لا يرضى لعباده إلا ما فيه خيرهم وصلاحهم .
وإذ ثبت أن دين الإسلام هو الدين الحق، فإن للتدين به آثاراً على حياة الإنسان، نحاول في مقالنا التالي أن نتعرف على أهمها .
أول تلك الآثار أن التدين بدين الإسلام يُعرِّفُ الإنسان بحقيقة نفسه، ومكانته في هذا الوجود، فهو أولاً وآخراً مخلوق لله، خلقه سبحانه في أحسن تقويم، وكرَّمه الله على سائر مخلوقاته، كما أخبرنا بذلك تعالى:{ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا }(الإسراء:70) فإذا عرف الإنسان حقيقة نفسه سار في حياته على هدى ونور من ربه، قال تعالى:{ أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيمٍ }(الملك:22) وهذا الاهتداء لا يحصل إلا لمن كان على دين قويم .
ومن أهم آثار التدين بدين الإسلام أنه يُعرِّف الإنسان أن لهذا الكون خالقاً ومدبراً، وأن ما من شيء في هذا الكون إلا بأمره سبحانه، كما قال سبحانه:{ ألا له الخلق والأمر }(الأعراف:54).
ثم إن من آثار التدين بدين الإسلام معرفة الإنسان للغاية من وجوده في هذه الحياة، وهي عبادة الله وحده، وأنه لم يُخلق عبثاً ليلعب ويلهو، ويأكل ويشرب، بل خُلق للعبادة قبل كل شيء، قال سبحانه:{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }( الذاريات:56) فلفظ ( إلا ) في الآية يفيد الحصر، أي إن الغاية من إيجاد الخلق عبادة الله وحده، وليس من غاية أخرى وراء هذه الغاية. وقال تعالى:{ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً }(المؤمنون:115). فإذا عرف المؤمن الغاية التي لأجلها خُلق، والهدف الذي يحيا له، عاش حياة مطمئنة ومستقرة، مصداق ذلك قوله تعالى:{ ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين أمنوا وكانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة }( يونس:62-64).
ومن آثار التدين بدين الإسلام - إضافة لما سبق - أنه يقيم التوازن بين مطالب الروح ومطالب الجسد، فلا يطغى جانب على آخر، ولا يهمل جانب لمصلحة آخر، بل هو الوفاق والوئام والوسط الذي جاء به الإسلام، قال تعالى:{ وكذلك جعلناكم أمة وسطاً }(البقرة:143). وقد ذم سبحانه اليهود لتغليبهم مطالب الجسد على مطالب الروح - وبالمقابل - ذم النصارى لتغليبهم مطالب الروح على مطالب الجسد، بينما جاء الإسلام بالوسط بينهما، فلا إفراط ولا تفريط. وقد ثبت العديد من الأحاديث التي تؤكد هذه الحقيقة، من ذلك ما البخاري ومسلم أن ثلاثة نفر جاؤوا إلى عائشة رضي الله عنها فسألوا عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرتهم بها، فتقالُّوها - أي رأوها قليلة - فبدا لهم أن يأتوا من العبادات ما هو أكثر، فعلم رسول بأمرهم، فقال: ( أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم المنهج الوسط، والطريق الأرشد في العبادة، حفاظاً على هذا التوازن بين مطالب الجسد ومطالب الروح، الذي لا يمكن لحياة الإنسان أن تستقيم إلا به.
ومن أمعن النظر فيما سبق من آثار التدين بدين الإسلام علم أن مجموع تلك الآثار تؤدي إلى سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، السعادة التي يبحث عنها كثير من الناس فلا يجدونها إلا في هذا الدين - وهذا باعتراف من أسلم منهم - مع الإشارة إلى أن مفهوم السعادة لا يعني التفوق المادي ونحوه، وإنما السعادة الحقيقة يحياها من التزام دين الإسلام حق الالتزام. يشهد لهذا واقع الناس اليوم، فإن كثيراً ممن لا يدين بهذا الدين يشعر بالفراغ الروحي، وبفقدان الأمن والاستقرار النفسي، وقد ذكر سبحانه في كتابه الكريم أن حصول الأمن إنما يحصل لعباده الذين أمنوا به واتبعوا سبيله، فقال:{ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئلك لهم الأمن وهم مهتدون }(الأنعام:82) فمع الإيمان الحق يكون الأمن والاطمئنان، ومع الأعراض يكون الضنك والشقاء، قال تعالى:{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }(طـه:124) ويجمع هذا وذاك قوله تعالى:{ ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون }(لأعراف:96).
ولْتَعلم - أخي الكريم - أن آثار التدين إذا تمثَّلها الأفراد واقعاً في حياتهم، وسلوكاً في نشاطهم، انعكس ذلك على مجموع الأمة، ولك بعد ذلك أن تتصور مدى ما يحققه التدين بالإسلام من استقرار وطمأنينة للمجتمع بأكمله، ذاك المجتمع الذي يأمن الإنسان فيه على دينه ونفسه وعرضه وماله، وهذا أسمى ما تتطلع إليه الإنسانية من الحياة الآمنة المكلوءة بالأمن والعدل .

قيـس
24-04-2010, 06:54 AM
إذا ذُكرت الجاهلية ، سرعان ما تقفز إلى الأذهان تلك الصورة السوداء ، والمليئة بمشاهد الاستضعاف للطبقة العاملة والمملوكة ، والهضم المستمر لحقوقها ، والنظرة الدونية التي يُنظر بها إلى أصحابها ، والمواقف التي تنطق بالاحتقار والكراهية ، واعتبار أن هذه الفئة من البشر ليست سوى آلات لم تُخلق إلا لخدمة أسيادها ، حتى أصبح الحديث عن حقوقهم مجرّد حلم يداعب الخيال ويُنسي مرارة الحرمان .


كان ذلك حتى أشرقت شمس الإسلام بمبعث خير الرسل – صلى الله عليه وسلم - ، والذي جاء برسالة الهدى والحق ، والخير والعدل ، ليعيد الحقوق إلى تلك الفئة المهضومة ، ويعيد لها اعتبارها ، من خلال الآداب والتوجيهات التي تجلب النفع لها ، وتدفع الضر عنها .


وكم كان الأثر عظيماً في نفوس من تعاملوا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – من العبيد ، فقد استطاع أن يأسر قلوبهم ويملك مشاعرهم بسماحة أخلاقه وكريم شمائله ، ولننظر إلى قصّة زيد بن حارثة رضي الله عنه مولى النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فقد استقرّ في بيته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة ، وظلّ هناك يقوم على خدمته ويرعى شؤونه ، حتى بلغت الأخبار إلى والده بوجوده عند النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فانطلق مسرعاً إليه ، وطلب منه أن يرد ولده ، فنظر النبي عليه الصلاة والسلام إلى زيد وقال : ( إن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فانطلق مع أبيك ) ، ولم يطل اختيار زيد رضي الله عنه ، فلم يكن ليفضّل عليه أحداً ، فقال : بل أقيم عندك ، فسُرّ النبي – صلى الله عليه وسلم – من موقفه فقرّر أن يتبنّاه ، وهكذا عاش زيد رضي الله عنه عيشةً هانئةً راضية ، ينسبه الناس فيقولون : زيد بن محمد حتى أبطل الله عادة التبني ، والقصة مذكورة في معجم الطبراني .


والذين تشرّفوا بخدمة النبي – صلى الله عليه وسلم - من العبيد والإماء وغيرهم من الأحرار جمعٌ كبير ، ويمكن العودة إلى كتاب " زاد المعاد " للإمام ابن القيم لمعرفة أسمائهم ، حيث عقد فصلاً بيّن فيه أسماءهم جميعاً .


وإذا تتبعنا التوجيهات والحقوق التي قرّرها النبي – صلى الله عليه وسلم – للموالي والخدم فسنعرف مقدار الاهتمام الذي حازته هذه الفئة في شريعة الإسلام ، فقد جعل لهم حقّاً في المأكل والمشرب والملبس ، ودعا عليه الصلاة والسلام إلى إشراكهم في الجلوس ، فقال في وصيّته الشهيرة : ( إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ) رواه البخاري ، وصحّ عنه عليه الصلاة والسلام قوله : ( للمملوك طعامه وكسوته ) رواه أحمد ، وينقل لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان يوصى بالمملوكين خيراً ويقول : ( أطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم من لبوسكم ، ولا تعذبوا خلق الله عز وجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد ، وفي المشاركة في الجلوس قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه ، فإن لم يقبل فليناوله منه ) رواه البخاري في الأدب المفرد .


ويؤكد النبي – صلى الله عليه وسلم – على ضرورة الإحسان إلى الخدم والعبيد ، وأن ذلك من أبواب الصدقة فيقول : ( وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة ) رواه أحمد ، وجاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم – فقال : عندي دينار ، فقال له : ( أنفقه على نفسك ) ، قال : عندي آخر ، فقال له : ( أنفقه على زوجتك ) ، قال : عندي آخر ، فقال له : ( أنفقه على خادمك ، ثم أنت أبصر ) رواه البخاري في الأدب المفرد .


ولما كان الخدم وغيرهم من الضعفاء مظنّة الهضم والظلم ، شدّد النبي – صلى الله عليه وسلم – على تحريم أكل أموالهم أو تأخيرها فقال : ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) رواه ابن ماجة .


وسلك النبي – صلى الله عليه وسلم – مع هؤلاء مسلك التعليم والإرشاد ، والابتعاد عن التوبيخ والتقريع تجاه ما يصدر منهم من هفوات بشريّة لا يسلم منها أحد ، يقول أنس رضي الله عنه : خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين ، والله ما سبني سبة قط ، ولا قال لي أفًّ قط ، ولا قال لي لشيء فعلته : (لم فعلته ) ، ولا لشيء لم أفعله : ( ألا فعلته ) ، رواه أحمد .


كما نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن تكليف الموالي بالأعمال فوق طاقتهم ، فقال : ( لا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) رواه البخاري .


وإبطالاً لما كان عليه أهل الجاهلية من ضرب الموالي وتعذيبهم ، نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك فقال : ( ولا تعذبوا خلق الله عز وجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تضربوا المسلمين ) رواه أحمد .


وكان عليه الصلاة والسلام يعظ أصحابه إذا رآهم يعتدون على مواليهم بالضرب ، كما حصل مع أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه حين ضرب غلاماً له ، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم - : ( اعلم أبا مسعود ، لله أقدر عليك منك عليه ) ، فقال أبو مسعود رضي الله عنه : يا رسول الله ، هو حر لوجه الله ، فقال له : ( أما لو لم تفعل لمسّتك النار ) رواه مسلم .


وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ضرب الموالي بغير حقٍ ذنباً يستوجب الكفارة ، وجعل الكفارة هي العتق ، قال – صلى الله عليه وسلم - : ( من ضرب غلاما له حداً لم يأته – أي بغير حدٍ - أو لطمه ، فإن كفارته أن يعتقه ) رواه مسلم ، وأمر عليه الصلاة والسلام سويد بن مقرن بإعتاق خادمة له قام بضربها ، فقيل له : ليس له خادم غيرها ، فقال : ( فليستخدموها ، فإذا استغنوا خلوا سبيلها ) رواه البخاري في الأدب المفرد .


ومن الآداب اللفظية التي جاء التنبيه عنها ، النهي عن استخدام ألفاظٍ في حق الموالي والخدم لا تليق إلا بالله عزوجل ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : ( لا يقل أحدكم : أطعم ربك ، وضّئ ربك ، اسق ربك ، وليقل : سيدي ، مولاي ، ولا يقل أحدكم : عبدي ، أمتي ، وليقل : فتاي ، وفتاتي ، وغلامي ) متفق عليه ، والسبب في النهي أن حقيقة الربوبيّة لله تعالى ؛ فمنع المضاهاة في الاسم ، ومثلها العبوديّة ، فالمستحقّ لها حقيقةً هو الله جلّ وعلا ، فنُهي عن ذلك لما فيه من تعظيم لا يليق بالمخلوق .


وفي تزويج النبي – صلى الله عليه وسلم – لعددٍ من أصحابه الموالي رسالةٌ واضحةٌ في أن العبرة والمعوّل عليه إنما هو الدين والخلق والتقوى ، بغضّ النظر عن المكانة الاجتماعيّة ، فقد زوّج مولاه زيد بن حارثة بقريبته زينب بنت جحش الهاشمية رضي الله عنهما ، وزوّج أسامة بن زيد بفاطمة ينت قيس القرشية ، فكان هذا النموذجان أسوة للأمة من بعده.


وكما قرّر النبي – صلى الله عليه وسلم –الحقوق ، بيّن في المقابل الواجبات التي ينبغي على المملوك أو الخادم مراعاتها ، فقال عليه الصلاة والسلام مذكّراً وناصحاً : ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ) رواه البخاري .


وهكذا حيثما قلّبت النظر في سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – تجد الكمال في الأخلاق ، والعدل في الأحكام ، والحلم في التعامل ، فصلوات الله وسلامه عليه .

قيـس
24-04-2010, 06:54 AM
تواضع النبي صلى الله عليه وسلم
الخميس 10/04/2008

وصف الله سبحانه رسوله الكريم بأعلى الأوصاف، وأكمل الصفات، وذكر ذلك في القرآن، فقال: { وإنك لعلى خلق عظيم } (القلم:4) وكفى بشهادة القرآن شهادة . وكان خلق التواضع..
http://www.islamweb.net/cachepic/143647.gif

http://www.g111g.com/vb/images/FullRate.gif
تقييم
أرسل لصديقhttp://www.g111g.com/vb/images/friend.jpg طباعةhttp://www.g111g.com/vb/images/bul_Print.gif

قراءة : 411 | طباعة : 32 | إرسال لصديق : 0 | عدد المقيمين : 3


وصف الله سبحانه رسوله الكريم بأعلى الأوصاف، وأكمل الصفات، وذكر ذلك في القرآن، فقال: { وإنك لعلى خلق عظيم } (القلم:4) وكفى بشهادة القرآن شهادة .


وكان خلق التواضع من الأخلاق التي اتصف بها صلى الله عليه وسلم، فكان خافض الجناح للكبير والصغير، والقريب والبعيد، والأهل والأصحاب، والرجل والمرأة، والصبي والصغير، والعبد والجارية، والمسلم وغير المسلم، فالكل في نظره سواء، لا فضل لأحد على آخر إلا بالعمل الصالح .


وأبلغ ما تتجلى صور تواضعه صلى الله عليه وسلم عند حديثه عن تحديد رسالته وتعيين غايته في هذه الحياة؛ فرسالته ليست رسالة دنيوية، تطلب ملكًا، أو تبتغي حُكمًا، أو تلهث وراء منصب، بل رسالة نبوية أخروية، منطلقها الأول والأخير رضا الله سبحانه، وغايتها إبلاغ الناس رسالة الإسلام. فقد كان صلى الله عليه وسلم كثير القول: ( إنما أنا عبد الله ورسوله )، فهو قبل كل شيء وبعد كل شيء عبد لله، مقر له بهذه العبودية، خاضع له في كل ما يأمر به وينهى عنه؛ ثم هو بعد ذلك رسول الله إلى الناس أجمعين .


ولأجل هذا المعنى، كان صلى الله عليه وسلم ينهى أصحابه عن مدحه ورفعه إلى مكانة غير المكانة التي وضعه الله فيها؛ وعندما سمع بعض أصحابه يناديه قائلاً: يا محمد ! يا سيدنا ! وابن سيدنا ! وخيرنا ! وابن خيرنا ! نهاه عن هذا القول، وعلمه ماذا يقول، وقال: ( أنا محمد بن عبد الله، عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل ) رواه أحمد و النسائي .


والذي يوضح هذا الجانب من تواضعه، ما أخبر به صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بقوله: ( يا عائشة ! لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني مَلَك، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت نبيًا عبدًا، وإن شئت نبيًا ملكًا، قال: فنظرت إلى جبريل، قال: فأشار إلي، أن ضع نفسك، قال: فقلت: نبيًا عبدًا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك لا يأكل متكئًا، يقول: آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد ) رواه الطبراني وغيره. فهو صلى الله عليه وسلم لم يرض لنفسه أن يتصف بغير الوصف الذي وصفه الله به، وهو وصف العبودية، وأنه رسول مبلغ عن الله، وليس له غاية غير ذلك مما يتطلع إليه الناس، ويتسابقون إليه .


وكما وضَّح صلى الله عليه وسلم غايته في هذه الحياة ورسالته، فهو أيضًا قد وضح مكانته بين الأنبياء ومنزلته بين الرسل، فكان من تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه لم يقبل من أحد أن يفضله على أحد من الأنبياء، مع أن القران قد أثبت التفضيل بين الأنبياء والرسل في قوله تعالى: { تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض } (البقرة:253) وما ذلك إلا لتواضعه صلى الله عليه وسلم .


وقد ثبت أن رجلاً من المسلمين ورجلاً من اليهود سب كل واحد منهما الآخر، فقال المسلم لليهودي: والذي اصطفى محمدًا على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، فرفع المسلم يده عند ذلك وضرب اليهودي على وجهه، فذهب اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما حدث، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلم، فسأله عن ذلك، فأخبره بالذي جرى، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من صحابته ألا يفضلوه على أحد من الأنبياء، وأخبرهم عن منـزلة موسى عليه السلام، وأنه يوم القيامة يكون مع النبي ومن أول الذين تنشق عنهم الأرض يوم القيامة. والحديث في الصحيحين .


وفي الجانب المقابل، يظهر تواضعه صلى الله عليه وسلم في علاقاته الأسرية مع أهله، وكذلك في علاقاته الاجتماعية مع الناس من حوله؛ أما عن تواضعه مع أسرته، فخير من يحدثنا عن هذا الجانب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، تقول وقد سألها سائل: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت: ( يكون في خدمة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ) وفي رواية عند الترمذي قالت: ( كان بشرًا من البشر، ينظف ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه ). فهو صلى الله عليه وسلم يقوم بتنظيف حاجاته بنفسه، ويشارك أهله في أعمال بيته، ويجلب حاجاته من السوق بنفسه مع أنه صلى الله عليه وسلم خير الخلق أجمعين .


وأما تواضعه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه ومن حوله، فحدث عنه ولا حرج. ويكفي أن تعلم في هذا المقام أنه صلى الله عليه وسلم كان يركب الحمار، وهي وسيلة نقل عادية في ذلك الزمان، ليس هذا فحسب، بل كان يحمل خلفه على دابته، من كان لا يملك وسيلة نقل تنقله .


ومن مظاهر تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه لم يكن يرضى من أحد أن يقوم له تعظيمًا لشخصه، بل كان ينهى أصحابه عن فعل ذلك؛ حتى إن الصحابة رضوان الله عنهم، مع شدة حبهم له، لم يكونوا يقومون له إذا رأوه قادمًا، وما ذلك إلا لعلمهم أنه كان يكره ذلك .


ولم يكن تواضعه عليه الصلاة والسلام صفة له مع صحابته فحسب، بل كان ذلك خُلُقًا أصيلاً، تجلى مع الناس جميعًا. يبين هذا أنه لما جاءه عدي بن حاتم يريد معرفة حقيقة دعوته، دعاه صلى الله عليه وسلم إلى بيته، فألقت إليه الجارية وسادة يجلس عليها، فجعل الوسادة بينه وبين عدي ، وجلس على الأرض. قال عدي : فعرفت أنه ليس بملك .


وكان من تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه كان يجلس مع أصحابه كواحد منهم، ولم يكن يجلس مجلسًا يميزه عمن حوله، حتى إن الغريب الذي لا يعرفه، إذا دخل مجلسًا هو فيه، لم يستطع أن يفرق بينه وبين أصحابه، فكان يسأل: أيكم محمد ؟ .


ويدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنه لم يكن يرد أي هدية تقدم إليه، مهما قلَّ شأنها، ومهما كانت قيمتها، ولم يكن يتكبر على أي طعام يدعى إليه مهما كان بسيطًا، بل يقبل هذا وذاك بكل تواضع، ورحابة صدر، وطلاقة وجه .

ومن أبرز مظاهر تواضعه صلى الله عليه وسلم ما نجده في تعامله مع الضعاف من الناس وأصحاب الحاجات؛ كالنساء، والصبيان. فلم يكن يرى عيبًا في نفسه أن يمشي مع العبد، والأرملة، والمسكين، يواسيهم ويساعدهم في قضاء حوائجهم. بل فوق هذا، كان عليه الصلاة والسلام إذا مر على الصبيان والصغار سلم عليهم، وداعبهم بكلمة طيبة، أو لاطفهم بلمسة حانية .


ومن صور تواضعه في علاقاته الاجتماعية، أنه صلى الله عليه وسلم، كان إذا سار مع جماعة من أصحابه، سار خلفهم، حتى لا يتأخر عنه أحد، ولكي يكون الجميع تحت نظره ورعايته، فيحمل الضعيف على دابته، ويساعد صاحب الحاجة في قضاء حاجته .


تلك صور من تواضعه عليه الصلاة والسلام، وأين هي مما يصوره به اليوم أعداؤه، والمبغضون لهديه، والحاقدون على شريعته؛ ثم أين نحن المسلمين من التخلق بخلق التواضع، الذي جسده نبينا صلى الله عليه وسلم في حياته خير تجسيد، وقام به خير قيام ؟!

قيـس
24-04-2010, 07:01 AM
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في أكله وشربه
الخميس 10/04/2008

الطعام نعمة إلهية كبرى، لفت الله سبحانه نظر الإنسان إليها في كثير من الآيات القرآنية، لينظر فيها ويعتبر، ويعرف قدرها ويشكر الرازق الكريم عليها ، قال تعالى:..
http://www.islamweb.net/cachepic/143638.gif


الطعام نعمة إلهية كبرى، لفت الله سبحانه نظر الإنسان إليها في كثير من الآياتالقرآنية، لينظر فيها ويعتبر، ويعرف قدرها ويشكر الرازق الكريم عليها ، قال تعالى: { فلينظر الإِنسان إلى طعامه * أنَّا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا فِيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وَأبا * متاعا لكم ولأنعامكم } (عبس:24-23) .
ولما كان لنعمتي الطعام والشراب أثر في حياة الإنسان، جاء الهدي النبوي بآداب يتحلى بها المسلم في أكله وشربه، ويتضح لنا هذا الهدي النبوي بقاعدة عظيمة أخبرنا عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -بقوله: ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلا ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) أخرجه أحمد و الترمذي ، فقد وضح لنا هذا الحديث أن العبرة ليست بتنوع الطعام وكثرته ، ولا بتعدد طرق إعداده وتحضيره ، بل الأمر على خلاف ذلك ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن شر وعاء يحرص الإنسان على ملئه هو بطنه، ومن هنا أحببنا أن نوضح لك أخي القارئ بعض الهدي النبوي الشريف في آداب الطعام والشراب.
فكان من هديه صلى الله عليه وسلم غسل اليدين قبل الطعام وبعده، فقد قال: – صلى الله عليه وسلم- ( من نام وفي يده ريح غمر وأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه ) رواه أبو داود ، ومعنى( الغمر ) : دسم ووسخ ، وزهومة اللحم .


أما عن صفة جلوسه – صلى الله عليه وسلم – على مائدة الطعام فقدكان يجثو على ركبتيه عند الأكل، وصفة أخرى أنه عليه الصلاة والسلام كان يَنصِبُ رجله اليمنى ويجلس على اليسرى، فعن أنس رضي الله عنه قال: " رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – جالساً مقعياً يأكل تمراً " رواه مسلم .
وكان عليه الصلاة والسلام لا يأكل متكئاً ، فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : ( لا آكل متكئاً ) رواه البخاري ومعنى ( المتكئ ): هو المعتمد على الوِطاء الذي تحته .

وكان لا يأكل – صلى الله عليه وسلم – منبحطاً، ومعنى ( منبطحاً ): أي مستلقياً على بطنه ووجهه ، فقد جاء النهي عن ذلك ،كما روى ذلك ابن ماجه .


وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – في هذا الشأن أنه يسمي الله تعالى في أول طعامه ويحمده في آخره ، فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله ، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره ) رواه أبو داود ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ( إذا أكل طعاما قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ) رواه ابن ماجه .
ثم إن من هديه – صلى الله عليه وسلم – الأكل باليمين ومما يليه، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) رواه مسلم ، وثبت عن عمر بن أبي سلمة قال : أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( سَمََّ الله وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك ) متفق عليه.


وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – في تناوله طعامه ، أنه يأكل بأصابعه الثلاثة، وكان يلعقها إذا فرغ من طعامه ، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: ( رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم-يأكل بثلاث أصابع فإن فرغ لعقها ) رواه مسلم .
أما عن هديه – صلى الله عليه وسلم – في شرابه فقد كان يشرب باليمين ،كما ورد ذلك في الأكل ، وكان يشرب الماء على ثلاث دفعات ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ( كان يتنفس إذا شرب ثلاثاً ) رواه البخاري و مسلم ، وفي رواية أخرى: ( كان رسول الله يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول إنه أروى وأبرأ وأمرأ ) ، فهديه – صلى الله عليه وسلم - في شرب الماء أنه يقسم شرابه إلى ثلاثة أجزاء يتنفس بينها، مبعداً الإناء عن فيه وعن نفسه وقاية له من التلوث ، وكان ينهى عن التنفس في الإناء ، كما ثبت ذلك عنه بقوله – صلى الله عليه وسلم - : ( إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء ) رواه البخاري .
ومن هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك، أنه كان قليلاً ما يشرب قائماً ، حتى قال - صلى الله عليه وسلم-: ( لا يشربن أحدكم قائماً ) رواه مسلم ، وورد عنه أنه شرب قائماً، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " سقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فشرب وهو قائم" رواه البخاري و مسلم ، وذكر العلماء في الجمع بين أحاديث النهي والإباحه أن النهي محمول على كراهة التنزيه ، وشربه – صلى الله عليه وسلم - قائماً بيان للجواز.
ومن كمال هديه – صلى الله عليه وسلم – في الطعام أنه كان لايرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً ، فما قُرَّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله ، إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: " ما عاب النبي- صلى الله عليه وسلم - طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه " رواه البخاري و مسلم ، وكان عليه الصلاة والسلام يدعو لصاحب الطعام فيقول: ( أفطر عندك الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة ) رواه أبو داود .
احرص أخي القارئ ، على صحتك البدنية بتطبيق هدي النبي – صلى الله عليه وسلم- في أكله وشربه ، فهديه أكمل الهدي ، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين.

قيـس
24-04-2010, 07:02 AM
شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ورحمته ورأفته
الخميس 10/04/2008

الشفقة والرحمة بالآخرين مما يحبه الله ، ويرضاه لعباده ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أبو داود ، والترمذي..
http://www.islamweb.net/cachepic/143634.gif


الشفقة والرحمة بالآخرين مما يحبه الله ، ويرضاه لعباده ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه أبو داود ، والترمذي ، وصححه الألباني ، والأصل في المؤمنين أنهم رحماء فيما بينهم ، أشداء على الكفار ، كما وصفهم الله بذلك، حين قال :{ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } (الفتح:29) .
ونبينا صلى الله عليه وسلم ، له النصيب الأوفر من هذا الخلق العظيم ، ويظهر ذلك واضحاً جلياً في مواقفه مع الجميع ، من صغير ، أو كبير ، ومن قريب ، أو بعيد ، فكان يحمل تلك الرحمة والشفقة لولده ، ابتداءاً من ولادته إلى وفاته ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ولد لي الليلة غلام ، فسميته باسم أبي إبراهيم ، ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالصبي، فضمه إليه ، وقال ما شاء الله أن يقول ، قال أنس : لقد رأيته وهو يكيد بنفسه - أي يجود بها في النزع الأخيرللموت- بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : تدمع العين ، ويحزن القلب ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ، والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون) رواه مسلم.
وكان صلى الله عليه وسلم ، يحمل الرحمة والشفقة لأحفاده ، ففي الصحيحين أنه (كان يصلي ، وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا سجد وضعها ، وإذا قام حملها) .
ولما أرسلت إليه إحدى بناته صلى الله عليه وسلم ، عند وفاة صبي لها ، ودفعت به إليه ، وهو يلفظ أنفاسه، وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم في حجره ، وأشفق عليه ، ( ففاضت عيناه ، فقال له سعد : يا رسول الله ما هذا ؟ قال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه البخاري ومسلم .
ومن مظاهر شفقته ورحمته صلى الله عليه وسلم، أنه كان يخفف في صلاته ولا يطيلها عند سماع بكاء صبي ، فعن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: ( إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها، فأسمع بكاء الصبي ،فأتجوز في صلاتي ، كراهية أن أشق على أمه) رواه البخاري ومسلم.
ومن مظاهر رحمته وشفقته كذلك ، أنه يحمل الأطفال ، ويصبر عليهم ، ويتحمل الأذى الناتج عنهم ، ويعلم الأمة دروساً عظيمة في هذا الجانب المهم ، فعن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: ( أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي ، فبال على ثوبه ، فدعا بماء ، فأتبعه إياه) رواه البخاري.
وقد عرف الصحابة الكرام هذا الخلق من النبي صلى الله عليه وسلم ، ولمسوه ، وأحسوا به في تعاملهم معه ، فعن مالك بن الحويرث قال: ( أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي ، فأقمنا عنده عشرين ليلة ، وكان رحيما رفيقا ، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا ، قال : ارجعوا ، فكونوا فيهم ، وعلموهم ، وصلوا ،فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم أكبركم) رواهالبخاري.
هذه بعض شمائله صلى الله عليه وسلم العظيمة ، وخلقه الكريمة ، وصفاته الجليلة ، والتي ينبغي على أتباعه الاقتداء به فيها ، والسير على طريقه ، والتخلق بأخلاقه ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

مشعل الثبيتي
24-04-2010, 12:08 PM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى



أخوك




مشعل @@

قيـس
25-04-2010, 11:42 AM
بارك الله فيك

لك مني أجمل تحية

تقبل مرورى



أخوك




مشعل @@

وفيك بارك حزاك الله خير يامشعل

قيـس
25-04-2010, 11:44 AM
( تفسير قوله تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون) ) جزء من محاضرة : ( تفسير سورة الشعراء [221 - 227] ) للشيخ : ( أحمد حطيبة )

تفسير قوله تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون)

لما ذكر الله عز وجل هؤلاء الذين تتنزل عليهم الشياطين من الأفاكين والعرافين والسحرة والكهنة قال سبحانه: يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ * وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ [الشعراء:223-224] (يتبعهم) يعني: يسير وراءهم، وقراءة الجمهور: يَتَّبِعُهُمُ [الشعراء:224] بتشديد التاء، وقرأها نافع : (يتَبْعهم) بغير تشديد، والمعنى أنه يمشي وراءهم كل غاوٍ، والغاوي هو الإنسان الذي يمشي في هواه، ولذلك قال ربنا سبحانه مقسماً بالنجم: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:1-2]، فمن غوى كأنه حصل له شيء في هواه فاتبعه بعيداً عن الصواب. فهؤلاء الغاوون الذين يتبعون الشاعر فكيف يكون حال الشاعر؟! فإذا قيل: إن فلاناً يتبعه كل آثم، فكيف بالمتبوع؟! فأشد الغواة الشعراء. وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ [الشعراء:224]، لماذا؟ قال سبحان معجِّباً من حال أكثرهم: أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ [الشعراء:225]، ألم تر أن هؤلاء الشعراء يسيرون هائمين، فالشاعر يسير ولا يدري أين يسير، يقال: فلان هائم على وجهه في الأرض، أي: يمشي مثل الأعمى، فكذلك الشعراء يهيمون في كل واد، فأي فكرة تخطر في باله فإنه يتكلم فيها بأي شيء. وهذا العموم مخصوص، ولذلك قال الله بعد هذا: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [الشعراء:227]، فالله عز وجل خص من هؤلاء الغاوين أهل الإيمان، فهم ليسوا غاوين، بل هم أهل تقوى كما سيذكر صفاتهم بعد ذلك.



الشعر بمنزلة الكلام



روى البخاري في الأدب والدارقطني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الشعر بمنزلة الكلام: حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام). فالشعر موهبة من الله عز وجل للإنسان، وهذا الشعر يكون حكمه بحسب الموضوع الذي قيل فيه هذا الشعر، فإن كان الموضوع موضوعاً جيداً ومن المواضيع النافعة فالشعر حسن فيها، وأن كان الموضوع موضوعاً تافهاً فالشعر فيه مثله، فالشعر بمنزلة الكلام: حسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام. والنبي صلى الله عليه وسلم قد استمع للشعر، قال أحد الصحابة -وهو الشريد السلمي -: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال: (هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟)، وأمية بن أبي الصلت شاعر جاهلي، وكان يقول شعراً في غاية الجودة والجمال، ويكاد شعره ينطق بالتوحيد، ومع ذلك لم يؤمن، فكفر قلبه وآمن شعره، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يسمع هذا الشعر الذي فيه التوحيد، قال: (هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ قال: قلت: نعم، قال: هيه) (هيه) يعني: قل وأسمعني، قال: (فأنشدته بيتاً، فقال: هيه، ثم أنشدته بيتاً، فقال: هيه، حتى أنشدته مائة بيت)، فهذا الصحابي كان يحفظ الشعر، ولم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، بل استمع هذا الشعر منه. وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم) أي: كاد ولم يسلم، فشعره مليء بالتوحيد ولكنه لم يسلم. وكثير من الصحابة كانوا يحفظون الشعر، وكان كثير منهم يقول الشعر، ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، بل بعضهم قال الشعر بحضرته صلى الله عليه وسلم، وما من أحد من آل بيته صلى الله عليه وسلم إلا وقال الشعر كعمه العباس و علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وغيرهما من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بل ومن نساء آل البيت من قالت الشعر، فالشعر ليس قبيحاً إلا أن يكون الموضوع الذي يتكلم فيه الشاعر موضوعاً قبيحاً. وقد ورد أن العباس مدح النبي صلى الله عليه وسلم بأبيات شعر، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت فيك شعراً، ويريد أن يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: من قبلها طبت في الظلال وفي مستودع حيث يخصف الورق ثم هبطت البلاد لا بشر أنت ولا مضغة ولا علق بل نطفة تركب السفين وقد ألجم نسراً وأهله الغرق تنقل من صالب إلى رحم إذا مضى عالم بدا طبق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يفضض الله فاك). وهذا الشعر قاله العباس في النبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: (من قبلها) أي: من قبل ما تجيء في هذه الدنيا (طبت في الظلال) يعني: طبت في الجنة. (وفي مستودع حيث يخصف الورق) يقصد قصة آدم وحواء لما طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، والمعنى أنت كنت في صلب آدم وهو في الجنة. قال: (ثم هبطت البلاد)، إلى آخر ما ذكره للنبي صلى الله عليه وسلم. وأيضاً جاء عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال شعراً، فمن قوله رضي الله عنه لما مات النبي صلى الله عليه وسلم: فقدنا الوحي إذ ولّيت عنا وودعنا من الله الكلام سوى ما قد تركت لنا رهيناً توارثه القراطيس الكرام فقد أورثتنا ميراث صدق عليك به التحية والسلام وكان للنبي صلوات الله وسلامه عليه شعراء مثل حسان بن ثابت ، و عبد الله بن رواحة ، و كعب بن زهير وغيرهم ممن كانوا يقولون الشعر، ويمدحون النبي صلى الله عليه وسلم، ويمدحون دين الله سبحانه، ويدافعون عن الدين، ويهجون الكفار المجرمين. وكان حسان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم لما طلب منه أن يرد عليهم حذره أن يسب الأنساب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم له نسب فيهم، فإذا سب آباءهم فكأنه يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فحذره فقال: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، وهذه من البراعة التي كان عليها حسان رضي الله عنه، حيث يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم ويهجو المشركين، ويسل النبي صلى الله عليه وسلم منهم من غير أن يتعرض لنسبه بشيء صلى الله عليه وسلم. وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه حسان و كعب بن مالك و ابن رواحة لما سمعوا هذه الآيات المكية، وقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله! أنزل الله تعالى هذه الآية وهو تعالى يعلم أنا شعراء، فقال: (اقرؤوا ما بعدها: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [الشعراء:227] حتى بلغ: وَانتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا [الشعراء:227])، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: (انتصروا ولا تقولوا إلا حقاً، ولا تذكروا الآباء والأمهات) يعني: انتصروا لهذا الدين واهجوا المشركين ولكن لا تسبوا الآباء والأمهات. ومن شعر حسان رضي الله عنه أنه هجا أبا سفيان قبل إسلامه عندما هجا أبو سفيان النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له حسان : هجوت محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء فإن أبي ووالدتي وعرضي لعرض محمد منكم وقاء أتشتمه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء لساني صارم لا عيب فيه وبحري لا تكدره الدلاء فـحسان رضي الله تبارك وتعالى عنه يهجو هؤلاء ويقول للنبي صلى الله عليه وسلم: أفديك أنا وأبي وأمي، وكلنا نفدي النبي صلوات الله وسلامه عليه.



أعلى الصفحة



ذم الشعراء الغاوين



قوله سبحانه: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ [الشعراء:224-225]، فالشاعر الذي يترك لنفسه الحبل على الغارب يقع في المزالق وفي الخطأ، ولذلك بعض الشعراء كانوا مؤمنين وعلى صلاح ولما تمادوا في الشعر وقعوا في أشياء خطيرة جداً، كما قال ربنا سبحانه وتعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ [الشعراء:225-226]. وقد روى مسلم عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه خير من أن يمتلئ شعراً)، جوف الإنسان أي صدره، لأن يمتلئ صديداً أفضل له من أن يمتلئ شعراً، والمقصود الشعر الذي فيه أكاذيب. وفي حديث آخر في الصحيح عن أبي سعيد قال: (بينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض شاعر ينشد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمسكوا الشيطان؛ لأن يمتلئ جوف رجل قيحاً خير له من أن يمتلئ شعراً)، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم ومنعه، ولعله من الشعراء الذين يمدحون الناس، فإن أعطوه مالاً مدحهم، وإن لم يعطوه مالاً هجاهم، فلذلك سماه النبي صلى الله عليه وسلم شيطاناً. قال العلماء: إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا مع هذا الشاعر لما علم من حاله، فلعله كان ممن اتخذ الشعر طريقاً للتكسب، ولذلك أحد هؤلاء الشعراء قال للنبي صلى الله عليه وسلم يخوفه: يا محمد! إن مدحي زين، وإن ذمي شين، فقال له: (ذاك الله سبحانه وتعالى) يعني: الذي يمدح فيرفع والذي يقدح فيضع هو الله سبحانه ولست أنت، فعرف الرجل قدر نفسه. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً حتى يريه)، (حتى يريه) يعني: حتى يمزق جوفه، والمقصود الشعر القبيح.



أعلى الصفحة



مدح الشعراء الصالحين



قال النبي صلى الله عليه وسلم في شعر حسان : (إنه لأسرع فيهم من رشق النبل)، وجاء في حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء أو عمرة القضية، وكان عبد الله بن رواحة يمشي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول للكفار: خلوا بني الكفار عن سبيله اليوم نضربكم على تنزيله ضرباً يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله فأنكر عليه عمر رضي الله تبارك وتعالى عنه، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لـعمر : (خل عنه يا عمر ، فلهو أشد عليهم من نضح النبل)، وكان ذلك في عمرة القضية سنة سبع من الهجرة قبل فتح مكة بعام، فكانوا داخلين مكة للعمرة، وكانوا ألفاً وخمسمائة، فـعبد الله بن رواحة كان يقول ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يشجعه؛ لأن هذا الشعر الذي يقوله أشد على الكفار من رمي النبال.


تسجيلات الشبكة الإسلامية - صوتيات ومقاطع منوعة - Islamweb.net (http://sms.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=181789)

قيـس
29-04-2010, 05:52 PM
http://islamqa.com/host.php?ln=ara&type=v&width=100

albwab
30-04-2010, 01:16 AM
بارك الله فيك

قيـس
30-04-2010, 04:03 AM
سئل فضيلة الشيخ: عبدالله أبن عبد الرحمن أبن جبرين رحمه الله

عن امرأة تحب أن تكون متميزة عن غيرها في لباسها، ولا تريد أحدًا مثلها، بل ولا تريد أحدًا أفضل منها، ولكنها لا تتمنى زوال نعمة أحد من الناس، فهل هذا حسد أم كبر؟ علمًا بأنها تكره هاتين الصفتين: الحسد، والكبر؟

فأجاب:
لا ندري ماذا يقوم بقلب هذه المرأة مما يجعلها على هذه الصفات…
* فإن كان ذلك حسدًا فهو محرم.
* وإن كان تكبرًّا أو استنكافًا عن مشاركة الغير في ذلك الوصف؛ فهو محرم أيضًا، ولكن الكبر المذموم هو بطر الحق وغمط الناس أي: احتقارهم، وليس من الكبر من يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنًا، فإن الله جميل يحب الجمال.
* وإن كان فعلها هذا حبا للتميز والشهرة، بسمة خاصة، فينظر إلى سبب ذلك، ويمكن أن يكون هذا من الأخلاق التي تتمكن من قلوب بعض الناس دون أن يكون لها دوافع ممنوعة، والله أعلم.

موقع سماحة الشيخ ابن جبرين رحمه الله (http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=1&book=65&toc=3872&page=3481&subid=18668)

..

قيـس
05-05-2010, 12:50 AM
عيادة المريض وبعض آدابها
ما حكم عيادة المريض وما هي آداب الزيارة ؟.


الحمد لله

عيادة المريض

هي زيارته , وسميت عيادة لأن الناس يعودون إليه مرة بعد أخرى .

حكم عيادة المريض :

ذهب بعض العلماء إلى أنها سنة مؤكدة , واختار شيخ الإسلام أنها فرض كفاية ، كما في "الاختيارت" (ص 85) , وهو الصحيح . فقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم : (خمس تجب للمسلم على أخيه المسلم : وذكر منها : عيادة المريض ) وفي لفظ : ( حق المسلم على المسلم ...) وقال البخاري : " باب وجوب عيادة المريض وروى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أطعموا الجائع , وعودوا المريض , وفكوا العاني) " انتهى .

وهذا الحديث يدل على الوجوب , وقد يؤخذ منها أنها فرض كفاية كإطعام الجائع وفك الأسير . ونقل النووي الإجماع على أنها لا تجب . قال الحافظ في الفتح (10/117) : يعني على الأعيان .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (5/173) :

" الصحيح أنها واجب كفائي ، فيجب على المسلمين أن يعودوا مرضاهم " انتهى بتصرف .

فضل عيادة المريض :

وورد في فضلها أحاديث كثيرة ، منها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ ) رواه مسلم (2568) .

خرفة الجنة أي جناها .

شبه ما يحوزه العائد من ثواب بما يحوزه الذي يجتني الثمر .

وللترمذي (2008) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلا ) حسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ , فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2504) .

وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ (969) عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ) صححه الألباني في صحيح الترمذي .

والخريف هو البستان .

وليست عيادة المريض خاصة بمن يعرفه فقط ، بل هي مشروعة لمن يعرفه ومن لا يعرفه . قاله النووي في "شرح مسلم" .

حد المريض الذي تجب عيادته :

هو المريض الذي يحبسه مرضه عن شهود الناس , أما إذا كان مريضاً ولكنه يخرج ويشهد الناس فلا تجب عيادته .

"الشرح الممتع" (5/171) .

عيادة المرأة الأجنبية

ولا حرج في عيادة الرجل المرأة الأجنبية ، أو المرأة الرجل الأجنبي عنها ، إذا توفرت الشروط الآتية : التستر ، وأمن الفتنة ، وعدم الخلوة .

قال الإمام البخاري : " باب عيادة النساء الرجال , وعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد من الأنصار " . ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها عادت أبا بكر وبلالاً رضي الله عنهما لما مرضا في أول مقدمهم المدينة .

وروى مسلم عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنهم بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ( انْطَلِقْ بِنَا إلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا , وَذَهَبَا إلَيْهَا ) .

قال ابن الجوزي : " وَالأَوْلَى حَمْلُ ذَلِكَ عَلَى مَنْ لا يُخَافُ مِنْهَا فِتْنَةٌ كَالْعَجُوزِ " انتهى .

عيادة الكافر :

ولا حرج في عيادة المشرك إذا ترتب على ذلك مصلحة , فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً يهودياً ودعاه إلى الإسلام فأسلم . رواه البخاري (1356) . وحضر النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه أبي طالب فدعاه إلى الإسلام فأبى . متفق عليه .

والمصلحة في ذلك قد تكون دعوته إلى الإسلام , أو كف شره أو تأليف أهله ونحو ذلك ..

انظر "فتح الباري" (10/125) .

هل يكرر العيادة ؟

اختار بعض العلماء أنه لا يعوده كل يوم حتى لا يثقل عليه , والصواب أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال , فبعض الناس يستأنس بهم المريض ويشق عليه عدم رؤيتهم كل يوم , فهؤلاء يسن لهم المواصلة ما لم يعلموا من حال المريض أنه يكره ذلك .

حاشية ابن قاسم (3/12) .

لا يطيل الجلوس عند المريض

ينبغي أن لا يطيل الجلوس عند المريض , بل تكون الزيارة خفيفة حتى لا يشق عليه , أو يشق على أهله ، فإن المريض قد تمر به حالات أو أوقات يتألم فيها من المرض ، أو يفعل ما لا يحب أن يطلع عليه أحد , فإطالة الجلوس عنده يوقعه في الحرج .

إلا أنه يعمل في ذلك بقرائن الأحوال , فقد يحب المريض من بعض الناس طول الجلوس عنده .

حاشية ابن قاسم (3/12) ، الشرح الممتع (5/174) .

وقت الزيارة :

وأما وقت الزيارة , فلم يرد في السنة ما يدل على تخصيصها بوقت معين , قال ابن القيم : لم يخص صلى الله عليه وسلم يوماً من الأيام , ولا وقتاً من الأوقات بعيادة , بل شرع لأمته ذلك ليلاً ونهاراً , وفي سائر الأوقات اهـ .

"زاد المعاد" (1/497) .

وكان بعض السلف يعود المريض في أول النهار أو أول المساء حتى تصلي عليه الملائكة وقتاً أطول , عملاً بالحديث المتقدم : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ) .

لكن يجب مراعاة حال المريض والأرفق به ، فلا ينبغي للزائر أن يختار الوقت الأنسب له ، ولو كان في ذلك مشقة على المريض أو على أهله ، ويمكن تنسيق ذلك بالاتفاق مع المريض نفسه أو أهله .

وقد تتسبب كثرة زيارات الناس للمرضى وعدم مراعاتهم تخفيفها واختيار الوقت المناسب لها في زيادة المرض على المريض .

الدعاء للمريض :

وينبغي أن يدعو للمريض بما ثبت في السنة : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) رواه البخاري .

ويدعو له بالشفاء ثلاثاً , فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وقال : ( اللهم اشف سعداً ، ثلاثاً ) رواه البخاري (5659) ومسلم (1628) .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول : ( أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ , وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي , لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه مسلم (2191) .

ولأحمد وأبي داود (3106) أن النَّبِيًّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ : أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ ) صححه الألباني في صحيح أبو داود .

وينبغي أن يسأله عن حاله : كيف حالك ؟ كيف تجدك ؟ ونحو ذلك . فقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي (983) وحسنه الألباني .

وثبت ذلك عن عائشة في صحيح البخاري لما عادت أبا بكر وبلالاً رضي الله عنهما .

وينفس له في الأجل

ورد في ذلك حديث عند الترمذي (2087) وهو حديث ضعيف : ( إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَرُدُّ شَيْئًا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ ) ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي .

ولكن يشهد له من حيث المعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) فينبغي أن يهون عليه ما يجد ، ويبشره بحصول الشفاء والعافية إن شاء الله تعالى , فإن ذلك يطيب نفس المريض .

انظر "الشرح الممتع" (5/171-176) .





الإسلام سؤال وجواب
ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط¥ط³ظ„ط§ظ… ط³ط¤ط§ظ„ ظˆط¬ظˆط§ط¨ - ط¹ظٹط§ط¯ط© ط§ظ„ظ…ط±ظٹط¶ ظˆط¨ط¹ط¶ ط¢ط¯ط§ط¨ظ‡ط§ (http://www.islam-qa.com/ar/ref/71968/الدعاء%20للمريض)
.

قيـس
16-05-2010, 07:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

( أبن كثير)

تفسير القرآن
تفسير ابن كثير
إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي
دار طيبة
سنة النشر: 1422هـ / 2002م
رقم الطبعة: ---
عدد الأجزاء: ثمانية أجزاء


[ ص: 263 ] تفسير سورة العنكبوت [ وهي ] مكية .

بسم الله الرحمن الرحيم

( الم ( 1 ) أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ( 2 ) ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ( 3 ) أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ( 4 ) ) .

أما الكلام على الحروف المقطعة فقد تقدم في أول سورة " البقرة " .

وقوله : ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) استفهام إنكار ، ومعناه : أن الله سبحانه وتعالى لا بد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان ، كما جاء في الحديث الصحيح : " أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد في البلاء " . وهذه الآية كقوله : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ) [ آل عمران : 142 ] ، ومثلها في سورة " براءة " وقال في البقرة : ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) [ البقرة : 214 ] ; ولهذا قال هاهنا : ( ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) أي : الذين صدقوا في دعواهم الإيمان ممن هو كاذب في قوله ودعواه . والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون ، وما لم يكن لو كان كيف يكون . وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة ; ولهذا يقول ابن عباس وغيره في مثل : ( إلا لنعلم ) [ البقرة : 143 ] : إلا لنرى ; وذلك أن الرؤية إنما تتعلق بالموجود ، والعلم أعم من الرؤية ، فإنه [ يتعلق ] بالمعدوم والموجود .

وقوله : ( أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ) أي : لا يحسبن الذين لم يدخلوا في الإيمان أنهم يتخلصون من هذه الفتنة والامتحان ، فإن من ورائهم من العقوبة والنكال ما [ ص: 264 ] هو أغلظ من هذا وأطم ; ولهذا قال : ( أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ) أي : يفوتونا ، ( ساء ما يحكمون ) أي : بئس ما يظنون .

المكتبة الإسلامية - عرض الكتب - إسلام ويب (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1395&idto=1395&bk_no=49&ID=1426)




( القرطبي)

تفسير القرآن
تفسير القرطبي
محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي
دار الفكر
سنة النشر: -
رقم الطبعة: ---
عدد الأجزاء: عشرون جزءا


ص: 297 ]

سورة العنكبوت مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر . ومدنية كلها في أحد قولي ابن عباس وقتادة وفي القول الآخر لهما وهو قول يحيى بن سلام أنها مكية إلا عشر آيات من أولها ، فإنها نزلت بالمدينة في شأن من كان من المسلمين بمكة . وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : نزلت بين مكة والمدينة . وهي تسع وستون آية .

قوله تعالى : الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين .

قوله تعالى : أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون تقدم القول في أوائل السور . وقال ابن عباس : المعنى أنا الله أعلم . وقيل : هو اسم السورة . وقيل هو اسم للقرآن . أحسب استفهام أريد به التقرير والتوبيخ ومعناه الظن أن يتركوا في موضع نصب ب ( حسب ) وهي وصلتها مقام المفعولين على قول سيبويه . و ( أن ) الثانية من ( أن يقولوا ) في موضع نصب على إحدى جهتين بمعنى : لأن يقولوا ، أو : بأن يقولوا ، أو : على أن يقولوا . والجهة الأخرى أن يكون على التكرير ; والتقدير الم أحسب الناس أن يتركوا أحسبوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون قال ابن عباس وغيره : يريد بالناس قوما من المؤمنين [ ص: 298 ] كانوا بمكة وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام ; كسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وعمار بن ياسر وياسر أبوه وسمية أمه وعدة من بني مخزوم وغيرهم ، فكانت صدورهم تضيق لذلك وربما استنكر أن يمكن الله الكفار من المؤمنين ; قال مجاهد وغيره : فنزلت هذه الآية مسلية ومعلمة أن هذه هي سيرة الله في عباده اختبارا للمؤمنين وفتنة . قال ابن عطية : وهذه الآية وإن كانت نزلت بهذا السبب أو ما في معناه من الأقوال فهي باقية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، موجود حكمها بقية الدهر ، وذلك أن الفتنة من الله تعالى باقية في ثغور المسلمين بالأسر ونكاية العدو وغير ذلك . وإذا اعتبر أيضا كل موضع ففيه ذلك بالأمراض وأنواع المحن ولكن التي تشبه نازلة المسلمين مع قريش هي ما ذكرناه من أمر العدو في كل ثغر .

قلت : ما أحسن ما قاله ، ولقد صدق فيما قال رضي الله عنه . وقال مقاتل : نزلت في مهجع مولى عمر بن الخطاب كان أول قتيل من المسلمين يوم بدر ; رماه عامر بن الحضرمي بسهم فقتله فقال النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ : سيد الشهداء مهجع وهو أول من يدعى إلى باب الجنة من هذه الأمة فجزع عليه أبواه وامرأته فنزلت : الم أحسب الناس أن يتركوا وقال الشعبي : نزل مفتتح هذه السورة في أناس كانوا بمكة من المسلمين فكتب إليهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية أنه لا يقبل منكم إقرار الإسلام حتى تهاجروا فخرجوا فأتبعهم المشركون فآذوهم . فنزلت فيهم هذه الآية : الم أحسب الناس أن يتركوا فكتبوا إليهم نزلت فيكم آية كذا فقالوا : نخرج وإن اتبعنا أحد قاتلناه ; فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فنزل فيهم : ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا . وهم لا يفتنون يمتحنون ; أي أظن الذين جزعوا من أذى المشركين أن يقنع منهم أن يقولوا إنا مؤمنون ولا يمتحنون في إيمانهم وأنفسهم وأموالهم بما يتبين به حقيقة إيمانهم .

قوله تعالى : ولقد فتنا الذين من قبلهم أي ابتلينا الماضين كالخليل ألقي في النار وكقوم نشروا بالمناشير في دين الله فلم يرجعوا عنه . وروى البخاري عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا له : ألا تستنصر لنا ؟ ألا تدعو لنا فقال : قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل [ ص: 299 ] فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد لحمه وعظمه فما يصرفه ذلك عن دينه ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون . وخرج ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حره بين يدي فوق اللحاف فقلت : يا رسول الله ما أشدها عليك ، قال : إنا كذلك يضعف لنا البلاء ويضعف لنا الأجر . قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء . وقلت : ثم من ، قال : ثم الصالحون ، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يحوبها وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء وروى سعد بن أبي وقاص قال : قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة وروى عبد الرحمن بن زيد أن عيسى عليه السلام كان له وزير ، فركب يوما فأخذه السبع فأكله ، فقال عيسى : يا رب وزيري في دينك وعوني على بني إسرائيل وخليفتي فيهم سلطت عليه كلبا فأكله . قال : نعم كانت له عندي منزلة رفيعة لم أجد عمله يبلغها فابتليته بذلك لأبلغه تلك المنزلة وقال وهب : قرأت في كتاب رجل من الحواريين : إذا سلك بك سبيل البلاء فقر عينا فإنه سلك بك سبيل الأنبياء والصالحين وإذا سلك بك سبيل الرخاء فابك على نفسك فقد خولف بك عن سبيلهم .

قوله تعالى : فليعلمن الله الذين صدقوا أي فليرين الله الذين صدقوا في إيمانهم وقد مضى هذا المعنى في ( البقرة ) وغيرها قال الزجاج : ليعلم صدق الصادق بوقوع صدقه منه . وقد علم الصادق من الكاذب قبل أن يخلقهما ولكن القصد قصد وقوع العلم بما يجازي عليه وإنما يعلم صدق الصادق واقعا كائنا وقوعه وقد علم أنه سيقع . وقال النحاس : فيه قولان : أحدهما : أن يكون ( صدقوا ) مشتقا من الصدق و ( الكاذبين ) مشتقا من الكذب الذي [ ص: 300 ] هو ضد الصدق ويكون المعنى ; فليبينن الله الذين صدقوا فقالوا نحن مؤمنون واعتقدوا مثل ذلك ، والذين كذبوا حين اعتقدوا غير ذلك . والقول الآخر أن يكون ( صدقوا ) مشتقا من الصدق وهي الصلب و ( الكاذبين ) مشتقا من ( كذب ) : إذا انهزم . فيكون المعنى ; فليعلمن الله الذين ثبتوا في الحرب والذين انهزموا ; كما قال الشاعر [ زهير بن أبي سلمى ] :



ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا



فجعل ( ليعلمن ) في موضع ( فليبينن ) مجازا . وقراءة الجماعة : ( فليعلمن ) بفتح الياء واللام وقرأ علي بن أبي طالب بضم الياء وكسر اللام وهي تبين معنى ما قاله النحاس ويحتمل ثلاثة معان : الأول : أن يعلم في الآخرة هؤلاء الصادقين والكاذبين بمنازلهم من ثوابه وعقابه وبأعمالهم في الدنيا ; بمعنى يوقفهم على ما كان منهم . الثاني : أن يكون المفعول الأول محذوفا تقديره ; فليعلمن الناس والعالم هؤلاء الصادقين والكاذبين أي يفضحهم ويشهرهم ; هؤلاء في الخير وهؤلاء في الشر وذلك في الدنيا والآخرة . الثالث : أن يكون ذلك من العلامة ; أي يضع لكل طائفة علامة يشتهر بها ، فالآية على هذا تنظر إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : من أسر سريرة ألبسه الله رداءها .


المصدر نفسه..أسلام ويب

سمووره
17-05-2010, 02:16 PM
اللهم صلِ على نبينا محمد وآله وسلم
مجهود رائع منك بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير

قيـس
18-05-2010, 09:00 PM
http://www.islamway.com/inc/lang/arabic/styles/gray/Box_UL.gifhttp://www.islamway.com/inc/lang/arabic/styles/gray/Box_Ur.gifhttp://www.islamway.com/inc/lang/arabic/styles/gray/inner_right.gif
قائمة العلماء والدعاة (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar)http://www.islamway.com/images/arrow.gif الشيخ أبو بكر جابر الجزائري (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=37) http://www.islamway.com/images/arrow.gif مجموعة أيسر التفاسير



http://www.islamway.com/images/banners/1014.gif


للشيخ : أبو بكر جابر الجزائري (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=37)

تصنيف : التفسير (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=search&con=cat&category_id=14)

نبذة عن المجموعة: تفسير ميسر للقرآن العظيم






م

السلسلة

استمع لها





1تفسير سورة الفاتحة (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=93)8863222تفسير سورة البقرة (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=261)6483933تفسير سورة آل عمران (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=304)2840534تفسير سورة النساء (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=315)2188655تفسير سورة المائدة (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=329)2191136تفسير سورة الأنعام (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=340)1956257تفسير سورة الأعراف (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=342)1840308تفسير سورة الأنفال (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=344)1877979تفسير سورة التوبة (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=351)20044010تفسير سورة يونس (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=352)16777211تفسير سورة هود (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=356)17925912تفسير سورة يوسف (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=357)25663913تفسير سورة الرعد (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=359)17114514تفسير سورة إبراهيم (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=361)17846915تفسير سورة الحجر (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=367)15714816تفسير سورة النحل (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=368)14644117تفسير سورة الإسراء (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=370)17227518تفسير سورة الكهف (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=371)27239519تفسير سورة مريم (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=379)21102320تفسير سورة طه (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=380)16527221تفسير سورة الأنبياء (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=384)15071122تفسير سورة الحج (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=385)14386023تفسير سورة المؤمنون (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=387)15522224تفسير سورة النور (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=389)16047825تفسير سورة الفرقان (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=393)14918926تفسير سورة الشعراء (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=394)14096827تفسير سورة النمل (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=398)13608628تفسير سورة القصص (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=399)13589229تفسير سورة العنكبوت (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=408)13267030تفسير سورة الروم (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=410)12641931تفسير سورة لقمان (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=411)14720432تفسير سورة السجدة (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=412)13526233تفسير سورة الأحزاب (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=413)12728934تفسير سورة سبأ (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=414)12721335تفسير سورة فاطر (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=415)13016636تفسير سورة يس (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=416)18351337تفسير سورة الصافات (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=417)13655938تفسير سورة ص (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=418)13446939تفسير سورة الزمر (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=419)13318540تفسير سورة غافر (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=420)12542641تفسير سورة فصلت (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=422)12221242تفسير سورة الشورى (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=423)12679943تفسير سورة الزخرف (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=424)11656644تفسير سورة الدخان (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=425)12327945تفسير سورة الجاثية (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=427)11787346تفسير سورة الأحقاف (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=428)12323447تفسير سورة محمد (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=429)14158148تفسير سورة الفتح (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=430)13582749تفسير سورة الحجرات (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=431)14111450

تفسير حزب المفصل .. من ق إلى الناس (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=432)238990



تم استعراض القسم العربي 2016325759 مرة منذ 20 - 5 - 2004

قيـس
22-05-2010, 08:12 PM
http://islamqa.com/host.php?ln=ara&type=v&width=100


نريد ان يوضع هذا الشريط في المنتدى...كيف ؟

قيـس
23-05-2010, 11:10 PM
http://www.alalbany.net/cell_014.gif

رقم الحديث :2236 متن الحديث :“ ينزل عيسى بن مريم , فيقول أميرهم المهدي : تعال صل بنا , فيقول : لا إن بعضهم أمير بعض , تكرمة الله لهذه الأمة “ .
قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 5 / 276 : أخرجه الحارث بن أبي أسامة في “ مسنده “ : حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثنا إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن # جابر # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . كذا في “ المنار المنيف في الصحيح و الضعيف “ لابن القيم ( ص 147 - 148 ) , و قال : “ و هذا إسناد جيد “ . و أقره الشيخ العباد في رسالته في “ المهدي “ المنشورة في العدد الأول من السنة الثانية عشرة من مجلة “ الجامعة الإسلامية “ ( ص 304 ) . قلت : و هو كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى , فإن رجاله كلهم ثقات من رجال أبي داود , و قد أعل بالانقطاع بين وهب و جابر , فقال ابن معين في إسماعيل هذا : “ ثقة , رجل صدق , و الصحيفة التي يرويها عن وهب عن جابر ليست بشيء إنما هو كتاب وقع إليهم و لم يسمع وهب من جابر شيئا “ . و قد تعقبه الحافظ المزي , فقال في “ تهذيب الكمال “ : “ روى أبو بكر بن خزيمة في “ صحيحه “ عن محمد بن يحيى عن إسماعيل بن عبد الكريم عن إبراهيم بن عقيل عن وهب بن منبه قال : هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله و أخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : أوكوا الأسقية و أغلقوا الأبواب ... الحديث . و هذا إسناد صحيح إلى وهب بن منبه . و فيه رد على من قال : إنه لم يسمع من جابر , فإن الشهادة على الإثبات مقدمة على الشهادة على النفي , و صحيفة همام ( أخو وهب ) عن أبي هريرة مشهورة عند أهل العلم , و وفاة أبي هريرة قبل جابر , فكيف يستنكر سماعه منه , و كان جميعا في بلد واحد ? “ . و رده الحافظ في “ تهذيب التهذيب “ , فقال : “ قلت : أما إمكان السماع فلا ريب فيه , و لكن هذا في همام , فأما أخوه وهب الذي وقع فيه البحث فلا ملازمة بينهما , و لا يحسن الاعتراض على ابن معين بذلك الإسناد , فإن الظاهر أن ابن معين كان يغلط إسماعيل في هذه اللفظة عن وهب : “ سألت جابرا “ . و الصواب عنده : عن جابر . و الله أعلم “ . و أقول : لا دليل عندنا على اطلاع ابن معين على قول وهب : “ سألت جابرا “ .و على افتراض اطلاعه عليه ففيه تخطئة الثقة بغير حجة , و ذا لا يجوز , و لاسيما مع إمكان السماع , و البراءة من التدليس , فإن هذا كاف في الاتصال عند مسلم و الجمهور , و لو لم يثبت السماع , فكيف و قد ثبت ? و قد ذكر الحافظ في ترجمة عقيل هذا أن البخاري علق ( يعني في “ صحيحه “ ) عن جابر في “ تفسير سورة النساء “ أثرا في الكهان , و قد جاء موصولا من رواية عقيل هذا عن وهب بن منبه عن جابر . قلت : ذكر هناك ( 8 / 252 ) أنه وصله ابن أبي حاتم من طريق وهب بن منبه قال : سألت جابر بن عبد الله عن الطواغيت .. ففيه تصريح أيضا بالسماع . و بالله التوفيق . و أصل الحديث في “ صحيح مسلم “ ( 1 / 95 ) من طريق أخرى عن جابر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة “ . قال : “ فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم , فيقول أميرهم : تعال صل لنا , فيقول لا , إن بعضكم على بعض أمراء , تكرمة الله هذه الأمة “ <1> . فالأمير في هذه الرواية هو المهدي في حديث الترجمة و هو مفسر لها . و بالله التوفيق . و اعلم أيها الأخ المؤمن ! أن كثيرا من الناس تطيش قلوبهم عن حدوث بعض الفتن , و لا بصيرة عندهم تجاهها , بحيث إنها توضح لهم السبيل الوسط الذي يجب عليهم أن يسلكوه إبانها , فيضلون عنه ضلالا بعيدا , فمنهم مثلا من يتبع من ادعى أنه المهدي أو عيسى , كالقاديانيين الذين اتبعوا ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادعى المهدوية أولا , ثم العيسوية , ثم النبوة , و مثل جماعة ( جهيمان ) السعودي الذي قام بفتنة الحرم المكي على رأس سنة ( 1400 ) هجرية , و زعم أن معه المهدي المنتظر , و طلب من الحاضرين في الحرم أن يبايعوه , و كان قد اتبعه بعض البسطاء و المغفلين و الأشرار من أتباعه , ثم قضى الله على فتنتهم بعد أن سفكوا كثيرا من دماء المسلمين , و أراح الله تعال العباد من شرهم . و منهم من يشاركنا في النقمة على هؤلاء المدعين للمهدوية , و لكنه يبادر إلى إنكار الأحاديث الصحيحة الواردة في خروج المهدي في آخر الزمان , و يدعي بكل جرأة أنها موضوعة و خرافة !! و يسفه أحلام العلماء الذين قالوا بصحتها , يزعم أنه بذلك يقطع دابر أولئك المدعين الأشرار ! و ما علم هذا و أمثاله أن هذا الأسلوب قد يؤدي بهم إلى إنكار أحاديث نزول عيسى عليه الصلاة و السلام أيضا , مع كونها متواترة ! و هذا ما وقع لبعضهم , كالأستاذ فريد وجدي و الشيخ رشيد رضا , و غيرهما , فهل يؤدي ذلك بهم إلى إنكار ألوهية الرب سبحانه و تعالى لأن بعض البشر ادعوها كما هو معلوم ?! نسأل الله السلامة من فتن أولئك المدعين , و هؤلاء المنكرين للأحاديث الصحيحة الثابتة عن سيد المرسلين , عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم . -----------------------------------------------------------[1] مضى تخريجه برقم ( 1960 ) . اهـ .




موقع الإمام محمد ناصر الدين الألباني (http://www.alalbany.net/books_view.php?id=2236&search=الأدعيه&in=sk)


قيـس
06-07-2010, 07:00 PM
في الأمثال يقولون: الاسم دال على المسمى، ويقولون أيضاً: لكل شخص من اسمه نصيب. وكثرة الأسماء في معهود العرب تدل على شرف المسمى، وعلو مكانته، والعرب من عادتها إطلاق الأسماء الكثيرة على كل من كان ذا شأن عظيم ومنزلة رفيعة..واختيار الأسماء من الأمور التي اهتم بها الإسلام وندب إليها..
وكان من خصائصه صلى الله عليه وسلم التي أكرمه الله بها واختصه بها عمن سواه، تلك الأسماء العديدة، والصفات الحميدة، ذات المعاني الفريدة، فكانت أسمائه صلى الله عليه وسلم دالة كل الدلالة على معانيها، ومتجسدة حقيقة في سلوكه وشؤونه... فمن أسمائه صلى الله عليه وسلم :

أولا : محمد : وهو أشهرها، قد ورد في القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى: { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } (الفتح:29)، وبه سُمّيَ في التوراة صريحاً كما ذكره ابن القيم في: جلاء الإفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام.

ثانيا : أحمد : وهو الاسم الذي سمّاه بهِ المسيح، وجاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: { وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد } (الصف:6).

والفرق بين محمد وأحمد من وجهين:
الوجه الأول : أن محمداً هو المحمود حمداً بعد حمد فهو دال على كثرة حمد الحامدين له، وذلك يستلزم كثرة موجبات الحمد فيه ، وأحمد تفضيل من الحمد يدل على أنه الحمد الذي يستحقه أفضل مما يستحقه غيره ، فمحمد زيادة حمد في الكمية وأحمد زيادة في الكيفية ، فيُحمد صلى الله عليه وسلم أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر .

والوجه الثاني : أن محمداً هو المحمود حمداً متكرراً كما تقدم، وأحمد هو الذي حمده لربه أفضل من حمد الحامدين غيره، فدلَّ أحد الاسمين وهو محمد على كونه محموداً ودل الاسم الثاني وهو أحمد على كونه أحمد الحامدين لربه .

ثالثا : الحاشر : وهو الذي يحشر الناس على قدمه، فكأنه بُعِثَ ليحشر الناس .

رابعا : الماحي : وهو الذي محا الله به الكفر .

خامسا : العاقب : وهو الذي يَخْـلُفُ من كان قبله فـي الـخَيْرِ، وهو قد عقب الأنبياء، وكان آخرهم عليهم الصلاة والسلام. وقد جاء الحديث الصحيح على تلك الأسماء الخمسة، فعن جبير بن مطعم قال : سمّي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء فقال : ( أنا محمد وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يُحشَرُ الناس على قدمي ، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي ) رواه البخاري و مسلم .

سادسا : المتوكل : وهو الذي يتوكل على ربه في كل حالة، وفي البخاري عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن: { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا } وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة...

سابعا : نبي التوبة : وهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض.

ثامنا : نبي الرحمة : فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال: أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة ) رواه مسلم .

تاسعا : نبي الملاحم : وهو الذي بعث بجهاد أعداء الله، وعن حذيفة رضي الله عنه قال: ( بينما أنا أمشي في طريق المدينة قال : إذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى، فسمعته يقول: أنا محمد، وأنا أحمد، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والحاشر، والمقفى، ونبي الملاحم ) رواه أحمد .

عاشرا : الرؤوف الرحيم: قال تعالى:{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم } (التوبة:128)، وعن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي، الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر، الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب، الذي ليس بعده أحد، وقد سماه الله رؤفا رحيما ) رواه مسلم .

الحادي عشر : الفاتح : وهو الذي فتح الله بهِ باب الهدى، وفتح بهِ الأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغلف، وفتح الله بهِ أمصار الكفار وأبواب الجنة وطرق العلم والعمل الصالح.

ويلحق بهذه الأسماء :
سيد ولد آدم : فقد روى مسلم في صحيحه أنه قال صلى الله عليه وسلم : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة )

الضحوك القتّال : وهما اسمان مزدوجان لايفرد أحدهما عن الآخر فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطب ، ولا غضوب ، ولا فظ ، قتّال لأعداء الله ، لا تأخذه فيهم لومة لائم، وقد ورد هذان الاسمان في التوراة على ما ذكره ابن القيم وغيره.

وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان :
النوع الأول : خاص به لا يشاركه فيه أحد غيره من الرسل كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة .

والنوع الثاني : ما يشاركه في معناه غيره من الرسل، ولكن له منه كماله فهو مختص منه بأكمل الأوصاف، كرسول الله ونبيه وعبده والشاهد والمبشر والنذير، ونبي الرحمة ونبي التوبة.

كنيتـــه :
كان صلى الله عليه وسلم يكنّى أبا القاسم بولده القاسم وكان أكبر أولاده .

فعن أنس رضي الله تعالى عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في السوق فقال رجل يا أبا القاسم، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( سمّوا باسمي ولا تكنوا بكنيتي ) رواه البخاري .

هذا هو النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، وتلك هي بعض أسمائه الطيبة الحسنة، الدالة على معانيها العظيمة الرائعة، فهو صلى الله عليه وسلم عظيم مكرم في أسمائه وصفاته وخلقه وكل شمائله، فهل يعي ذلك أتباعه، ويتدبر الأمر أعداؤه وحساده.



أسلام ويب