بـيـبـرس
26-03-2010, 02:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
- = - = - = - = - = - = - =:
صــبــاحــا تـكمـ ومـسـاءاتـكـم .. ورد طــــــائــــــفــــي..
قصة أغلى عطور العالم والأزكى رائحه ( الورد الطائفي )..
http://forums.graaam.com/images/images_thumbs/54cc6ce5623edd650297c7071c11709a.jpg
بدايةً اسمحولي الموضوع طويل شويه
ولكن حبيت اعطيكم نبذه كبيرة عن الورد الطائفي
على صوت طنين قوافل النحل العطشى،
تفيق حقول ورد الجوري مذعورة كل صباح
من نذير شمس نيسان القاصفة.
لا ينفعها مجونها الفواح في الليل الطويل،
ولا ترحمها دموعها المنسابة قطرات ندى،
من حفلة الإعدام المحتومة.
❀❀
ومع تنفس كل صباح تنقطع أعناق ملايين أغصان
الورود الندية
وتتطاير بتلاتهاالوردية اللون قربانا لمعامل التقطير المترقبة بالنار والقدور النحاسية،
طلبا لرحيقها النادر والثمين.
❀❀
سماء غائمة تلف قمم الجبال بشال أبيض،
ورذاذ مطر خفيف يغسل الحقول الخضراء،
وأجواء عابقة برائحة الورد النفاذة.
تفاصيل صغيرة لصباح يوم ربيعي عادي في ضاحية الهدا المعلقة كقنديل فواح فوق مدينة الطائف..
❀❀
والطائف المأنوس،
كما يحب أن يطلق عليها أهلها،
تلتقي فيها كل المتناقضات،
لتجعلها عروس المصايف السعودية.
فأرضها الخصبة حبلى بألذّ فاكهة يمكن تذوقها من التوت والعنب والرمّان.
وثوبها الأخضر الفضفاض يكشف عن مفاتن هوائها العليل المطرز بصباحات ندية بالضباب والطلَ والمطر.
وتاجها المتوهج بشمسها الدافئة، يحكي في الليالي المقمرة، لأسراب النجوم وقوافل السحاب،
قصصا وأساطير وحكايات خرافية عن تاريخ مهمل،
لكنه لا ينسى، لهذه المدينة الراقدة فوق سلسلة جبال السروات، أقصى غرب السعودية.
❀❀
وتعرف الطائف بأنهار ثلاثة
من سمن ولبن وعسل مصفى لا تجف طوال العام.
لكن الكلمة تبقى دائما لماء ودهن عطر الورد الطائفي.
ويحرص الأهالي والزوار والمصطافون على اقتناء كميات منهما في طريق عودتهم،
تذكارا لأيام سعيدة قضوها في جنبات الهدا والشفا والردف وغدير البنات وغيرها من المتنزهات الطبيعية الخلابة.
تعد محافظة الطائف التي تبعد عن مكة المكرمة نحو 80 كيلومترا من أغزر الأماكن الزراعية في منطقة مكة المكرمة إنتاجا.
وتشتهر الطائف، التي تعد أيضا من الأماكن السياحية في السعودية الأكثر استقطابا للسياح وللمصطافين من داخل المملكة ومواطني دول الخليج العربي،
بزراعة الورود والزهور الطبيعية التي تدخل في صناعة العطور سواء المحلية أو التي تنتجها البيوت العالمية المتخصصة في العطور الشهيرة، حيث يتم تصدير الوررد بعد تقطيره أو في حالته الطبيعية إلى حيث الطلب سواء السوق المحلي أو الدولي،
وشهدت السنوات القليلة الماضية تصدير مئات الشحنات الى دول العالم.
يؤكد عُباد بن عبيد الله القرشي، صاحب مزرعة ورد في الهدا، أن ورد الطائف لا مثيل له في العالم، فهو أكثر رائحة وعطرا من الورود المشابهة له في الشام وغيرها، ويضيف أن ورد الجوري الشامي أكبر حجما وأكثر جمالا من الطائفي، لكن رائحته ليست بالقوة التي تميز ورد مدينته، مبينا فشل محاولات بعض كبار أصحاب المزارع بزراعته في غير أرضه، وقال بثقة المزارع في أرضه
«السر هنا في هذه الأرض وفي التربة التي تسقى عادة بماء المطر وندى الضباب». وتشتهر ضواحي الطائف وأوديتها، كالهدا والشفا والغديرين والضحياء ووادي محرم وغيرها، بزراعة ورد الجوري، وتم إحلال شتلاته في مساحات واسعة من الحقول الزراعية بعد أن هجر معظم المزارعين في الموسم زراعة الخضراوات والحبوب والأعلاف، لتواضع مردودها قياسا بمداخيل الورد الذي يضمن للمزارع دخلا عاليا في كل موسم. الا أن موسم العام الحالي أصيب بنكسة مؤقتة بعد أن فاجأت موجة صقيع المنطقة تركت آثارها على محصول الورد وكمياته السنوية، الأمر الذي سيترك تأثيره على مؤشر سعره بالزيادة بنحو 50 في المائة تقريبا. ويعتمد المزارعون هنا على التقويم الزراعي القديم والمرتبط بعلم الفلك وحركة النجوم. فمنه يعرفون مواعيد زراعة كل صنف من الأشجار المثمرة ومواسم حصادها. وتبدأ فترة زراعة شتلات الورد الجديدة مع حلول برج (الطرف) يقابله الأسبوع الأخير من شهر يناير (كانون الثاني) من كل عام ويمتد نحو 75 يوما. ومع حلول الموسم الزراعي يبدأ المزارعون بحفر أخاديد في تربة الحقول الزراعية، لتطرح فيها أغصان صغيرة قصت بعناية من شجر الورد، ثم يهال عليها السماد وتسقى بالماء عند انقطاع المطر، وفي مواعيد محددة. وتحظى أشجار الورد المنتجة بعناية خاصة وتشذيب متواصل مع توفير دائم للماء والسماد حتى موسم الحصاد الذي يبدأ عادة في شهر أبريل (نيسان)، ويستمر حتى نهاية مايو (آيار) من كل عام. ويحرص المزارعون على إبقاء شجرة الورد قريبة من الأرض، بحيث لا يزيد ارتفاعها أكثر من متر ونصف المتر ويقص ما يرتفع عن ذلك. ويفسر عُباد القرشي الحكمة من وراء ذلك بأنه مهم لتحفيز الشجرة على إنتاج أقصى قدر ممكن من الورود كل صباح، مشيرا الى أن عملية قطف الورد لا بد أن تبدأ قبل طلوع الشمس، حيث يكون الورد نديا وفواحا.
ويبيع المزارعون كل ألف وردة بخمسين ريالا سعوديا (نحو 13 دولارا) لمعامل التقطير. وتنتج كل شجرة نحو 250 وردة يوميا طوال موسم الحصاد الذي يستمر قرابة الشهر ونصف الشهر.
http://www.asharqalawsat.com/2007/05/08/images/ksa-local.418250.jpg
ويؤكد صالح الغريبي ـ صاحب مزرعة لإنتاج الورد الطائفي عن مراحل تصنيع الورد وتقطيره وتعبئته، أوضح أن صناعة ماء وعطر الورد الطائفي تمر بعدة مراحل أهمها وضع ما بين 4 ـ 10 آلاف وردة في إناء خاص بطبخ الورد ويوضع على درجة حرارة معينة ويطلق على هذه العملية «العروس». أما العملية التي تليها فتسمى «الثنو» فيما يطلق على المرحلة الأخيرة «الساير». ويشير الى أن نسبة تركيز رائحة عملية «العروس» تصل إلى 80 في المائة والثنو الى 50 في المائة، أما الساير فتصل نسبة التركيز فيها إلى 20 في المائة يتم بعدها تعبئة الورد في تولات صغيرة, ويتراوح سعر تولة الورد الصافي الواحدة ما بين 1000 ـ 1500 ريال.
ويشير الغريبي الى أن نسبة كبيرة من منتوج ماء وعطر الورد الطائفي قد تم حجزها مسبقا من بعض الزبائن في السعودية وبعض دول الخليج العربي، مؤكدا أن قيمة الصفقات التجارية التي تتم ما بين رجال الأعمال الخليجيين ومزارعي الورد تجاوزت العشرة ملايين ريال سعودي في بعض المواسم. لم تعد شهرة عطر الورد تقتصر فقط على السعودية أو العالم العربي بل امتدت لتشمل دول أوروبا، وعزا الغريبي ذلك إلى قيام بعض الشركات السعودية المتخصصة في إنتاج العطور بإفتتاح فروع لها في لندن وباريس اللتين تعدان من أكثر المدن الأوروبية اجتذابا للسياح وعشاق العطور من مختلف دول العالم, ويقول «مما يعزز هذه الفرضية تلقي منتجي ومصنعي الورد الطائفي عروضا من بعض البيوت العالمية المتخصصة في إنتاج العطور».
http://www.saudicaves.com/gallery2001/bees_th.jpg
تقول مها العتيبي، وهي معلمة في مدرسة للبنات في الهدا، إن الطالبات في هذا الموسم يتسابقن يوميا في تقديم باقات صغيرة من الورد الملفوفة بنباتات عطرية للمعلمات كل صباح. وتكشف العتيبي أن الورد كسائر النباتات يتأثر بنفسية الأشخاص المحيطين به، فالمزارع الذي يملك
«سريرة نقية ونفس طيبة ينتج وردا نظرا وذا رائحة نفاذة، أما المزارع ذو النفس الحقود فإنه ينتج وردا ذابلا ومليئا بالدود!».
http://mmz398.googlepages.com/rose-7865.jpg
❀❀
وتتذكر (أم علي) وهي سيدة في العقد السادس من العمر أنها اعتادت أن تمضي أيام الربيع في منزل تملكه هنا وتطل شرفاته على حقول الورد، أيام جميلة عايشتها عندما كانت النسوة وبناتهن يخرجن مبكرات وقبل شروق الشمس لجني الورد في موسم القطاف. وتقول «كن يقفن كمجموعات صغيرة في صفوف أفقية أمام حقول أشجار الورد للتسابق في جني أكبر كمية منه، وهن يتغنين بألحان شعبية جميلة عن ورد الجوري الطائفي». وبالمشاهدة، يبدو أن الأسر وسكان الضاحية الآن تخلوا عن هذا التقليد المتوارث في مواسم زراعة وحصاد المحاصيل بشكل شبه كامل. فلم تعد النساء والفتيات يقمن بهذه المهمة، بعد أن غزت المدنيّة الحديثة المكان حيث استبدلت المنازل الشعبية المبنية بالطين والخشب والحجارة، والمحفوفة بعرائش العنب وأبراج الحمام البلدي، ببنايات خرسانية ذات نوافذ صغيرة، وتعلوها الأطباق اللاقطة للفضائيات. كما ساهم التعليم النسوي أيضا في اندثار هذا التقليد الجميل الذي كان علامة بارزة للتكاتف الأسري في مواجهة متطلبات حياتهم البسيطة. والمفارقة المحزنة أنه تم استبدال أنامل نساء وفتيات القرية بأصابع عمالة أجنبية، جلهم من عمال (النظافة)، ليقوموا في ساعات فراغهم بحصد منتوج الورد بوحشية بادية على بتلات الورد الطرية وسيقانها الغضة.
http://www.asharqalawsat.com/2008/04/26/images/ksa-local1.468406.jpg
❀❀
وعلى امتداد طرق وشوارع محافظة الطائف وضواحيها يصطف الباعة لعرض الورد بصناديق بيضاء مصنوعة من الفلين بجانب الفواكه والمحاصيل الزراعية الأخرى للأهالي والزوار وللمصطافين الذين يحرصون على اقتناء كميات منها في طريق عودتهم، تذكارا لأيام سعيدة قضوها في عروس المصائف.
http://forums.graaam.com/images/images_thumbs/c8b3d796dc75e269e0ff391d68b50ce0.jpg
❀❀
وتشتهر خمس عائلات رئيسية، وهي آل قاضي وآل كمال وآل قرشي وآل غريبي وآل صلحي، بتخصصها في صناعة دهن وماء الورد. وتسيطر هذه الأسر على حصة الأسد في إنتاج دهن وماء الورد المحلي. لكن ذلك لا ينفي دخول آخرين الى هذه الصناعة وإن كان إنتاجهم أقل كمية وجودة، كما أن هناك معامل خاصة تعود ملكيتها لشخصيات اجتماعية مرموقة، يحصر إنتاجها من دهن الورد على أصحابها فقط الذين يقومون بتقديمها على سبيل الإهداء لمعارفهم وخواصهم في مواسم الإنتاج.
وتشتهر خمس عائلات رئيسية، وهي آل قاضي وآل كمال وآل قرشي وآل غريبي وآل صلحي، بتخصصها في صناعة دهن وماء الورد. وتسيطر هذه الأسر على حصة الأسد في إنتاج دهن وماء الورد المحلي. لكن ذلك لا ينفي دخول آخرين الى هذه الصناعة وإن كان إنتاجهم أقل كمية وجودة، كما أن هناك معامل خاصة تعود ملكيتها لشخصيات اجتماعية مرموقة، يحصر إنتاجها من دهن الورد على أصحابها فقط الذين يقومون بتقديمها على سبيل الإهداء لمعارفهم وخواصهم في مواسم الإنتاج.
..
معمل «القاضي» أو بيت الورد: في مبنى كبير وقديم بحي السلامة، يقع (معمل القاضي للورد) أحد أقدم معامل الورد وأكثرها إنتاجا في مدينة الطائف. ويعرف هذا المبنى الذي كان يقيم فيه سادن الكعبة الشريفة الراحل الشيخ طه عبد الله الشيبي ببيت الورد نظرا لذيوع شذى العطر منه للبيوت المجاورة له. في الساعات الأولى من صباح أيام الموسم يبكر الأخوة الأربعة حسن وعبد الله وعمر وإبراهيم أبناء محمد القاضي مع كتيبة من العمال الى معملهم قبل مواجهة قوافل عربات النقل المحملة بكميات كبيرة من الورد في عبوات مختلفة الأحجام مصنوعة من الخيش المبلل. ويتم توزيع العمل وفق ترتيب دقيق، وحسب المهام الموكلة لكل واحد منهم. ويتصدى عبد الله القاضي كالعادة في مدخل المبنى في استقبال جموع المزارعين ليبدأ عملية عدّ ووزن الورود على ميزان تقليدي. ويبادر أولا الى عدّ ألف وردة على حدة، ثم يضعها في كفة الميزان ويقوم العمال بوضع كميات مساوية على الكفة الأخرى. ومع كل عملية وزن يحتفظ بوردة من كل ألف في وعاء صغير بجانبه لمعرفة عدد الكمية الموزونة لكل مزارع على حدة. وبعد الانتهاء يسجل أرقامه وحساباته في دفتر خاص لتسجيل الكميات الواردة وأصحابها. وتحفظ الورود بعد عملية الجمع في حاويات كبيرة تصنع من سعف النخيل أو من شرائط بلاستيكيه.
وتتسع كل واحدة منها لعشرة آلاف وردة. وترص في ردهات طويلة لحين انتهاء عملية توريد الورد. ويصل عدد ما يرد يوميا الى أكثر من مليون وردة يجلبها مزارعون من ضواحي مختلفة تعودوا على حصر بيع إنتاجهم بمعمل القاضي منذ سنوات بعيدة. ولا تخفى روح الصداقة الحميمة بين المزارعين وآل القاضي، وهي نتاج سنوات طويلة من التعامل بالثقة والمسؤلية. ولا يتورع المزارعون من طلب مبالغ مالية من أصحاب المعمل كقرض آجل لحين سداده من قيمة محصولهم من الورد في الموسم المقبل.
http://asharqalawsat.com/2006/05/06/images/feature.361709.jpg
سرير الورد
بعد أن يفرغ الجميع من صلاة الظهر، يقوم العمال بعملية تهوية الورد قبل عملية غليه بنثره على كامل مساحة الديوان الرئيسي للمعمل ليشكل سريرا من الورد، تتجاوز مساحته الإجمالية أكثر من 150 مترا مربعا، في مشهد يفوق الخيال سحرا وجمالا ونشوة وسط كل هذا الجمال الحقيقي للورد الطائفي. ويقوم الأخوان عمر وإبراهيم بمتابعة عمليات الإنتاج التي تحتاج الى دقة كبيرة في العمل، خوفا من أي خطأ طارئ قد يكلف خسارة جسيمة. ويحتوي المعمل على 96 وعاءً نحاسيا في ثمانية صفوف متقابلة لغلي الورد واستخلاص مائه ودهنه الثمين. وأقدم هذه الأوعية (قدر) نحاسي هندي الصنع يسمى بـ«الحضرمي» نقش على طرف فوهته سنة صنعه قبل نحو مائتي عام تقريبا. ويطلق آل القاضي على قدور قطع الورد القديمة أسماء الأسر الشهيرة في مدينة الطائف دلالة على العلاقة الحميمة وروح المحبة التي تجمع بينهم. وتختلف سعة كل قدر عن الآخر، فمنها ما يتسع لعشرين ألف وردة ومنها ما يتسع لثمانية آلاف وردة فقط، وجميعها مصنوعة من النحاس، وتطلى دوريا بمادة القصدير لتشكل طبقة عازلة تمنع عملية تأكسد النحاس بفعل الماء والحرارة العالية. ويميز الشيخ عمر بخبرته الطويلة أنواع الورد ومكان زراعته بمجرد النظر إليه واستنشاق عبيره. ووصف ورد الشفا بأنه عادة ما يكون ريّانا بالماء وأكبر حجما من ورد الهدا الذي يعد أفضل الأنواع نظرا لتميزه بشذى نافذ ورائحة قوية.
غسيل الكعبة
وعطر الورد على خلاف دهن العود أكثر الزيوت العطرية تداولا في الخليج والمستجلب من الهند وبورما وكمبوديا وغيرها.
فالعود يزداد قيمة ورائحة بالتعتيق، وكلما زاد تعتيقه ارتفع ثمنه.
يقول عمر القاضي إن تعتيق الورد يقلل من جودته خصوصا إذا ما تعرض للضوء والحرارة. وينصح من يريد حفظه لمدة طويلة أن يزيل اللسان البلاستيكي من عمق العبوة ويحكم إغلاقها، نظرا لأن البلاستيك يتفاعل بالتخزين الطويل مع الدهن ويؤثر على جودة وتركيز رائحة عطر الورد..
http://www.boumalne-dades.info/img/La_rose_de_Dades.gif
ويشير الى أن معمل (القاضي) يعتمد على إنتاج ماء الورد أكثر من إنتاج الدهن، نظرا لأن معملهم يعد من بين أكبر المنتجين له في المملكة، ويعملون على تغطية الاحتياج المحلي منه وتصدير الفائض للطلبات المتزايدة في الخارج، خصوصا في دول الخليج العربي، وماء الورد الطائفي الذي يعبأ ويخزن في قنانٍ زجاجية كبيرة سعة 20 لترا، قبل تعبئته جاريا، ويستخدم لأغراض متنوعة خصوصا في صنع الحلويات الشرقية وإضافته الى ماء الشرب وهو على نوعين:
النوع العادي الذي يباع في قنانٍ زجاجية صغيرة سعة 250 ملم وتباع في الأسواق بسعر 10 ريالات للعبوة الواحدة.
والنوع المميز المعروف باسم (العروسة) وهو الماء المكرر من غلي الورد لاستخراج الدهن في القطفة الأولى
وتباع العبوة الصغيرة بسعر 30 ريالا (9 دولارات). وهو النوع المفضل عند الخليجيين في استقبال ضيوفهم وتوديعهم في المناسبات والأفراح برشه على الضيوف نساء ورجالا بقنان خاصة تعرف بمرشات الورد، تصنع بطرق فنية متنوعة من النحاس والزجاج وتجمل بماء الذهب والنقوش والفصوص والأحجار الكريمة الأصلية والتقليدية. كما تستخدمه النساء بعد اكتشاف أهميته التجميلية في تنظيف البشرة وتغذيتها، أو بإضافته الى الأقنعة التجميلية للوجه والجسم المصنوعة محليا لإعطائها رائحة مقبولة علاوة على خواصه العلاجية المفيدة لبعض الأمراض الجلدية. وشرب كميات معتدلة من ماء الورد الطائفي له خصائص نافعة في الإنشراح وطرد الاكتئاب النفسي البسيط للمصابين به. كما أن ماء الورد ودهنه عنصران أساسيان في عملية غسل الكعبة المشرفة ودهن جدرانها مرتين كل عام، جريا على السنة النبوية الشريفة، وإظهارا للاهتمام اللائق بقدس الأقداس الإسلامية
http://www.saudiaramcoworld.com/issue/200408/images/roses/roses_41.067.jpg
يتبع..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
- = - = - = - = - = - = - =:
صــبــاحــا تـكمـ ومـسـاءاتـكـم .. ورد طــــــائــــــفــــي..
قصة أغلى عطور العالم والأزكى رائحه ( الورد الطائفي )..
http://forums.graaam.com/images/images_thumbs/54cc6ce5623edd650297c7071c11709a.jpg
بدايةً اسمحولي الموضوع طويل شويه
ولكن حبيت اعطيكم نبذه كبيرة عن الورد الطائفي
على صوت طنين قوافل النحل العطشى،
تفيق حقول ورد الجوري مذعورة كل صباح
من نذير شمس نيسان القاصفة.
لا ينفعها مجونها الفواح في الليل الطويل،
ولا ترحمها دموعها المنسابة قطرات ندى،
من حفلة الإعدام المحتومة.
❀❀
ومع تنفس كل صباح تنقطع أعناق ملايين أغصان
الورود الندية
وتتطاير بتلاتهاالوردية اللون قربانا لمعامل التقطير المترقبة بالنار والقدور النحاسية،
طلبا لرحيقها النادر والثمين.
❀❀
سماء غائمة تلف قمم الجبال بشال أبيض،
ورذاذ مطر خفيف يغسل الحقول الخضراء،
وأجواء عابقة برائحة الورد النفاذة.
تفاصيل صغيرة لصباح يوم ربيعي عادي في ضاحية الهدا المعلقة كقنديل فواح فوق مدينة الطائف..
❀❀
والطائف المأنوس،
كما يحب أن يطلق عليها أهلها،
تلتقي فيها كل المتناقضات،
لتجعلها عروس المصايف السعودية.
فأرضها الخصبة حبلى بألذّ فاكهة يمكن تذوقها من التوت والعنب والرمّان.
وثوبها الأخضر الفضفاض يكشف عن مفاتن هوائها العليل المطرز بصباحات ندية بالضباب والطلَ والمطر.
وتاجها المتوهج بشمسها الدافئة، يحكي في الليالي المقمرة، لأسراب النجوم وقوافل السحاب،
قصصا وأساطير وحكايات خرافية عن تاريخ مهمل،
لكنه لا ينسى، لهذه المدينة الراقدة فوق سلسلة جبال السروات، أقصى غرب السعودية.
❀❀
وتعرف الطائف بأنهار ثلاثة
من سمن ولبن وعسل مصفى لا تجف طوال العام.
لكن الكلمة تبقى دائما لماء ودهن عطر الورد الطائفي.
ويحرص الأهالي والزوار والمصطافون على اقتناء كميات منهما في طريق عودتهم،
تذكارا لأيام سعيدة قضوها في جنبات الهدا والشفا والردف وغدير البنات وغيرها من المتنزهات الطبيعية الخلابة.
تعد محافظة الطائف التي تبعد عن مكة المكرمة نحو 80 كيلومترا من أغزر الأماكن الزراعية في منطقة مكة المكرمة إنتاجا.
وتشتهر الطائف، التي تعد أيضا من الأماكن السياحية في السعودية الأكثر استقطابا للسياح وللمصطافين من داخل المملكة ومواطني دول الخليج العربي،
بزراعة الورود والزهور الطبيعية التي تدخل في صناعة العطور سواء المحلية أو التي تنتجها البيوت العالمية المتخصصة في العطور الشهيرة، حيث يتم تصدير الوررد بعد تقطيره أو في حالته الطبيعية إلى حيث الطلب سواء السوق المحلي أو الدولي،
وشهدت السنوات القليلة الماضية تصدير مئات الشحنات الى دول العالم.
يؤكد عُباد بن عبيد الله القرشي، صاحب مزرعة ورد في الهدا، أن ورد الطائف لا مثيل له في العالم، فهو أكثر رائحة وعطرا من الورود المشابهة له في الشام وغيرها، ويضيف أن ورد الجوري الشامي أكبر حجما وأكثر جمالا من الطائفي، لكن رائحته ليست بالقوة التي تميز ورد مدينته، مبينا فشل محاولات بعض كبار أصحاب المزارع بزراعته في غير أرضه، وقال بثقة المزارع في أرضه
«السر هنا في هذه الأرض وفي التربة التي تسقى عادة بماء المطر وندى الضباب». وتشتهر ضواحي الطائف وأوديتها، كالهدا والشفا والغديرين والضحياء ووادي محرم وغيرها، بزراعة ورد الجوري، وتم إحلال شتلاته في مساحات واسعة من الحقول الزراعية بعد أن هجر معظم المزارعين في الموسم زراعة الخضراوات والحبوب والأعلاف، لتواضع مردودها قياسا بمداخيل الورد الذي يضمن للمزارع دخلا عاليا في كل موسم. الا أن موسم العام الحالي أصيب بنكسة مؤقتة بعد أن فاجأت موجة صقيع المنطقة تركت آثارها على محصول الورد وكمياته السنوية، الأمر الذي سيترك تأثيره على مؤشر سعره بالزيادة بنحو 50 في المائة تقريبا. ويعتمد المزارعون هنا على التقويم الزراعي القديم والمرتبط بعلم الفلك وحركة النجوم. فمنه يعرفون مواعيد زراعة كل صنف من الأشجار المثمرة ومواسم حصادها. وتبدأ فترة زراعة شتلات الورد الجديدة مع حلول برج (الطرف) يقابله الأسبوع الأخير من شهر يناير (كانون الثاني) من كل عام ويمتد نحو 75 يوما. ومع حلول الموسم الزراعي يبدأ المزارعون بحفر أخاديد في تربة الحقول الزراعية، لتطرح فيها أغصان صغيرة قصت بعناية من شجر الورد، ثم يهال عليها السماد وتسقى بالماء عند انقطاع المطر، وفي مواعيد محددة. وتحظى أشجار الورد المنتجة بعناية خاصة وتشذيب متواصل مع توفير دائم للماء والسماد حتى موسم الحصاد الذي يبدأ عادة في شهر أبريل (نيسان)، ويستمر حتى نهاية مايو (آيار) من كل عام. ويحرص المزارعون على إبقاء شجرة الورد قريبة من الأرض، بحيث لا يزيد ارتفاعها أكثر من متر ونصف المتر ويقص ما يرتفع عن ذلك. ويفسر عُباد القرشي الحكمة من وراء ذلك بأنه مهم لتحفيز الشجرة على إنتاج أقصى قدر ممكن من الورود كل صباح، مشيرا الى أن عملية قطف الورد لا بد أن تبدأ قبل طلوع الشمس، حيث يكون الورد نديا وفواحا.
ويبيع المزارعون كل ألف وردة بخمسين ريالا سعوديا (نحو 13 دولارا) لمعامل التقطير. وتنتج كل شجرة نحو 250 وردة يوميا طوال موسم الحصاد الذي يستمر قرابة الشهر ونصف الشهر.
http://www.asharqalawsat.com/2007/05/08/images/ksa-local.418250.jpg
ويؤكد صالح الغريبي ـ صاحب مزرعة لإنتاج الورد الطائفي عن مراحل تصنيع الورد وتقطيره وتعبئته، أوضح أن صناعة ماء وعطر الورد الطائفي تمر بعدة مراحل أهمها وضع ما بين 4 ـ 10 آلاف وردة في إناء خاص بطبخ الورد ويوضع على درجة حرارة معينة ويطلق على هذه العملية «العروس». أما العملية التي تليها فتسمى «الثنو» فيما يطلق على المرحلة الأخيرة «الساير». ويشير الى أن نسبة تركيز رائحة عملية «العروس» تصل إلى 80 في المائة والثنو الى 50 في المائة، أما الساير فتصل نسبة التركيز فيها إلى 20 في المائة يتم بعدها تعبئة الورد في تولات صغيرة, ويتراوح سعر تولة الورد الصافي الواحدة ما بين 1000 ـ 1500 ريال.
ويشير الغريبي الى أن نسبة كبيرة من منتوج ماء وعطر الورد الطائفي قد تم حجزها مسبقا من بعض الزبائن في السعودية وبعض دول الخليج العربي، مؤكدا أن قيمة الصفقات التجارية التي تتم ما بين رجال الأعمال الخليجيين ومزارعي الورد تجاوزت العشرة ملايين ريال سعودي في بعض المواسم. لم تعد شهرة عطر الورد تقتصر فقط على السعودية أو العالم العربي بل امتدت لتشمل دول أوروبا، وعزا الغريبي ذلك إلى قيام بعض الشركات السعودية المتخصصة في إنتاج العطور بإفتتاح فروع لها في لندن وباريس اللتين تعدان من أكثر المدن الأوروبية اجتذابا للسياح وعشاق العطور من مختلف دول العالم, ويقول «مما يعزز هذه الفرضية تلقي منتجي ومصنعي الورد الطائفي عروضا من بعض البيوت العالمية المتخصصة في إنتاج العطور».
http://www.saudicaves.com/gallery2001/bees_th.jpg
تقول مها العتيبي، وهي معلمة في مدرسة للبنات في الهدا، إن الطالبات في هذا الموسم يتسابقن يوميا في تقديم باقات صغيرة من الورد الملفوفة بنباتات عطرية للمعلمات كل صباح. وتكشف العتيبي أن الورد كسائر النباتات يتأثر بنفسية الأشخاص المحيطين به، فالمزارع الذي يملك
«سريرة نقية ونفس طيبة ينتج وردا نظرا وذا رائحة نفاذة، أما المزارع ذو النفس الحقود فإنه ينتج وردا ذابلا ومليئا بالدود!».
http://mmz398.googlepages.com/rose-7865.jpg
❀❀
وتتذكر (أم علي) وهي سيدة في العقد السادس من العمر أنها اعتادت أن تمضي أيام الربيع في منزل تملكه هنا وتطل شرفاته على حقول الورد، أيام جميلة عايشتها عندما كانت النسوة وبناتهن يخرجن مبكرات وقبل شروق الشمس لجني الورد في موسم القطاف. وتقول «كن يقفن كمجموعات صغيرة في صفوف أفقية أمام حقول أشجار الورد للتسابق في جني أكبر كمية منه، وهن يتغنين بألحان شعبية جميلة عن ورد الجوري الطائفي». وبالمشاهدة، يبدو أن الأسر وسكان الضاحية الآن تخلوا عن هذا التقليد المتوارث في مواسم زراعة وحصاد المحاصيل بشكل شبه كامل. فلم تعد النساء والفتيات يقمن بهذه المهمة، بعد أن غزت المدنيّة الحديثة المكان حيث استبدلت المنازل الشعبية المبنية بالطين والخشب والحجارة، والمحفوفة بعرائش العنب وأبراج الحمام البلدي، ببنايات خرسانية ذات نوافذ صغيرة، وتعلوها الأطباق اللاقطة للفضائيات. كما ساهم التعليم النسوي أيضا في اندثار هذا التقليد الجميل الذي كان علامة بارزة للتكاتف الأسري في مواجهة متطلبات حياتهم البسيطة. والمفارقة المحزنة أنه تم استبدال أنامل نساء وفتيات القرية بأصابع عمالة أجنبية، جلهم من عمال (النظافة)، ليقوموا في ساعات فراغهم بحصد منتوج الورد بوحشية بادية على بتلات الورد الطرية وسيقانها الغضة.
http://www.asharqalawsat.com/2008/04/26/images/ksa-local1.468406.jpg
❀❀
وعلى امتداد طرق وشوارع محافظة الطائف وضواحيها يصطف الباعة لعرض الورد بصناديق بيضاء مصنوعة من الفلين بجانب الفواكه والمحاصيل الزراعية الأخرى للأهالي والزوار وللمصطافين الذين يحرصون على اقتناء كميات منها في طريق عودتهم، تذكارا لأيام سعيدة قضوها في عروس المصائف.
http://forums.graaam.com/images/images_thumbs/c8b3d796dc75e269e0ff391d68b50ce0.jpg
❀❀
وتشتهر خمس عائلات رئيسية، وهي آل قاضي وآل كمال وآل قرشي وآل غريبي وآل صلحي، بتخصصها في صناعة دهن وماء الورد. وتسيطر هذه الأسر على حصة الأسد في إنتاج دهن وماء الورد المحلي. لكن ذلك لا ينفي دخول آخرين الى هذه الصناعة وإن كان إنتاجهم أقل كمية وجودة، كما أن هناك معامل خاصة تعود ملكيتها لشخصيات اجتماعية مرموقة، يحصر إنتاجها من دهن الورد على أصحابها فقط الذين يقومون بتقديمها على سبيل الإهداء لمعارفهم وخواصهم في مواسم الإنتاج.
وتشتهر خمس عائلات رئيسية، وهي آل قاضي وآل كمال وآل قرشي وآل غريبي وآل صلحي، بتخصصها في صناعة دهن وماء الورد. وتسيطر هذه الأسر على حصة الأسد في إنتاج دهن وماء الورد المحلي. لكن ذلك لا ينفي دخول آخرين الى هذه الصناعة وإن كان إنتاجهم أقل كمية وجودة، كما أن هناك معامل خاصة تعود ملكيتها لشخصيات اجتماعية مرموقة، يحصر إنتاجها من دهن الورد على أصحابها فقط الذين يقومون بتقديمها على سبيل الإهداء لمعارفهم وخواصهم في مواسم الإنتاج.
..
معمل «القاضي» أو بيت الورد: في مبنى كبير وقديم بحي السلامة، يقع (معمل القاضي للورد) أحد أقدم معامل الورد وأكثرها إنتاجا في مدينة الطائف. ويعرف هذا المبنى الذي كان يقيم فيه سادن الكعبة الشريفة الراحل الشيخ طه عبد الله الشيبي ببيت الورد نظرا لذيوع شذى العطر منه للبيوت المجاورة له. في الساعات الأولى من صباح أيام الموسم يبكر الأخوة الأربعة حسن وعبد الله وعمر وإبراهيم أبناء محمد القاضي مع كتيبة من العمال الى معملهم قبل مواجهة قوافل عربات النقل المحملة بكميات كبيرة من الورد في عبوات مختلفة الأحجام مصنوعة من الخيش المبلل. ويتم توزيع العمل وفق ترتيب دقيق، وحسب المهام الموكلة لكل واحد منهم. ويتصدى عبد الله القاضي كالعادة في مدخل المبنى في استقبال جموع المزارعين ليبدأ عملية عدّ ووزن الورود على ميزان تقليدي. ويبادر أولا الى عدّ ألف وردة على حدة، ثم يضعها في كفة الميزان ويقوم العمال بوضع كميات مساوية على الكفة الأخرى. ومع كل عملية وزن يحتفظ بوردة من كل ألف في وعاء صغير بجانبه لمعرفة عدد الكمية الموزونة لكل مزارع على حدة. وبعد الانتهاء يسجل أرقامه وحساباته في دفتر خاص لتسجيل الكميات الواردة وأصحابها. وتحفظ الورود بعد عملية الجمع في حاويات كبيرة تصنع من سعف النخيل أو من شرائط بلاستيكيه.
وتتسع كل واحدة منها لعشرة آلاف وردة. وترص في ردهات طويلة لحين انتهاء عملية توريد الورد. ويصل عدد ما يرد يوميا الى أكثر من مليون وردة يجلبها مزارعون من ضواحي مختلفة تعودوا على حصر بيع إنتاجهم بمعمل القاضي منذ سنوات بعيدة. ولا تخفى روح الصداقة الحميمة بين المزارعين وآل القاضي، وهي نتاج سنوات طويلة من التعامل بالثقة والمسؤلية. ولا يتورع المزارعون من طلب مبالغ مالية من أصحاب المعمل كقرض آجل لحين سداده من قيمة محصولهم من الورد في الموسم المقبل.
http://asharqalawsat.com/2006/05/06/images/feature.361709.jpg
سرير الورد
بعد أن يفرغ الجميع من صلاة الظهر، يقوم العمال بعملية تهوية الورد قبل عملية غليه بنثره على كامل مساحة الديوان الرئيسي للمعمل ليشكل سريرا من الورد، تتجاوز مساحته الإجمالية أكثر من 150 مترا مربعا، في مشهد يفوق الخيال سحرا وجمالا ونشوة وسط كل هذا الجمال الحقيقي للورد الطائفي. ويقوم الأخوان عمر وإبراهيم بمتابعة عمليات الإنتاج التي تحتاج الى دقة كبيرة في العمل، خوفا من أي خطأ طارئ قد يكلف خسارة جسيمة. ويحتوي المعمل على 96 وعاءً نحاسيا في ثمانية صفوف متقابلة لغلي الورد واستخلاص مائه ودهنه الثمين. وأقدم هذه الأوعية (قدر) نحاسي هندي الصنع يسمى بـ«الحضرمي» نقش على طرف فوهته سنة صنعه قبل نحو مائتي عام تقريبا. ويطلق آل القاضي على قدور قطع الورد القديمة أسماء الأسر الشهيرة في مدينة الطائف دلالة على العلاقة الحميمة وروح المحبة التي تجمع بينهم. وتختلف سعة كل قدر عن الآخر، فمنها ما يتسع لعشرين ألف وردة ومنها ما يتسع لثمانية آلاف وردة فقط، وجميعها مصنوعة من النحاس، وتطلى دوريا بمادة القصدير لتشكل طبقة عازلة تمنع عملية تأكسد النحاس بفعل الماء والحرارة العالية. ويميز الشيخ عمر بخبرته الطويلة أنواع الورد ومكان زراعته بمجرد النظر إليه واستنشاق عبيره. ووصف ورد الشفا بأنه عادة ما يكون ريّانا بالماء وأكبر حجما من ورد الهدا الذي يعد أفضل الأنواع نظرا لتميزه بشذى نافذ ورائحة قوية.
غسيل الكعبة
وعطر الورد على خلاف دهن العود أكثر الزيوت العطرية تداولا في الخليج والمستجلب من الهند وبورما وكمبوديا وغيرها.
فالعود يزداد قيمة ورائحة بالتعتيق، وكلما زاد تعتيقه ارتفع ثمنه.
يقول عمر القاضي إن تعتيق الورد يقلل من جودته خصوصا إذا ما تعرض للضوء والحرارة. وينصح من يريد حفظه لمدة طويلة أن يزيل اللسان البلاستيكي من عمق العبوة ويحكم إغلاقها، نظرا لأن البلاستيك يتفاعل بالتخزين الطويل مع الدهن ويؤثر على جودة وتركيز رائحة عطر الورد..
http://www.boumalne-dades.info/img/La_rose_de_Dades.gif
ويشير الى أن معمل (القاضي) يعتمد على إنتاج ماء الورد أكثر من إنتاج الدهن، نظرا لأن معملهم يعد من بين أكبر المنتجين له في المملكة، ويعملون على تغطية الاحتياج المحلي منه وتصدير الفائض للطلبات المتزايدة في الخارج، خصوصا في دول الخليج العربي، وماء الورد الطائفي الذي يعبأ ويخزن في قنانٍ زجاجية كبيرة سعة 20 لترا، قبل تعبئته جاريا، ويستخدم لأغراض متنوعة خصوصا في صنع الحلويات الشرقية وإضافته الى ماء الشرب وهو على نوعين:
النوع العادي الذي يباع في قنانٍ زجاجية صغيرة سعة 250 ملم وتباع في الأسواق بسعر 10 ريالات للعبوة الواحدة.
والنوع المميز المعروف باسم (العروسة) وهو الماء المكرر من غلي الورد لاستخراج الدهن في القطفة الأولى
وتباع العبوة الصغيرة بسعر 30 ريالا (9 دولارات). وهو النوع المفضل عند الخليجيين في استقبال ضيوفهم وتوديعهم في المناسبات والأفراح برشه على الضيوف نساء ورجالا بقنان خاصة تعرف بمرشات الورد، تصنع بطرق فنية متنوعة من النحاس والزجاج وتجمل بماء الذهب والنقوش والفصوص والأحجار الكريمة الأصلية والتقليدية. كما تستخدمه النساء بعد اكتشاف أهميته التجميلية في تنظيف البشرة وتغذيتها، أو بإضافته الى الأقنعة التجميلية للوجه والجسم المصنوعة محليا لإعطائها رائحة مقبولة علاوة على خواصه العلاجية المفيدة لبعض الأمراض الجلدية. وشرب كميات معتدلة من ماء الورد الطائفي له خصائص نافعة في الإنشراح وطرد الاكتئاب النفسي البسيط للمصابين به. كما أن ماء الورد ودهنه عنصران أساسيان في عملية غسل الكعبة المشرفة ودهن جدرانها مرتين كل عام، جريا على السنة النبوية الشريفة، وإظهارا للاهتمام اللائق بقدس الأقداس الإسلامية
http://www.saudiaramcoworld.com/issue/200408/images/roses/roses_41.067.jpg
يتبع..