بـيـبـرس
27-12-2009, 10:02 PM
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1261834080073712700.jpg
م. طلال القشقري
الأحد, 27 ديسمبر 2009
في توقيت واحد وتنسيق جماعي مُحْكم، قرّر بنات النجاشي (الشغّالات الإثيوبيّات) زيادة راتبهنّ من (1200) إلى (1500) ريال، يعني (25%) زيادة!.
طبعاً.. المُتضرّر الأكبر من الزيادة هم أهل جدّة، لأنهم ألِفُوا التعامل معهنّ أكثر من شغّالات الجنسيات الأخرى، فيا ميلان (بخْتهم)، كأنه ميلان برج بيزا الإيطالي، مع فارق وحيد هو أنّ ميلان البرج توقف بعد إزاحة بعض التربة من تحت طرفه الأعلى، أمّا ميلان بخت أهل جدّة فمستمرٌ في الزيادة، وأخشى أن يُساوَى تماماً بالأرض!.
عائلات جدّة، وعند سماعها للقرار، عقدت اجتماعاً عادياً على مستوى القمّة برئاسة الزوجات، وقالوا بعدها للشغّالات: لن نُطبّق القرار، وأعلى ما في خيولكنّ اركبنه، فهرب كثير منهنّ، وبعد إجبار الزوجات لأزواجهن بالمساعدة في الطبخ وتنظيف الحمّامات وكنس الموكيت والسُجّاد وتلميع البلاط وشطف الصحون وجلي القدور وتنفيض الستائر ورمي القمامة وغسل الملابس ونشرها في السطوح وكيّها وتغيير حفائظ الأطفال وملاعبتهم ومصاحبتهم للدُكّان والملاهي، عقدت العائلات اجتماعاً آخر طارئاً وبرئاسة الأزواج هذه المرّة، حيث أعلنت انصياعها للقرار، وفوقه.. حبّ رؤوس الشغالات!.
أنا، قارنتُ بين موقف الشغّالات من أهل جدّة لزيادة رواتبهنّ، وبين موقف جهاتنا الحكومية من القطاع الخاص لزيادة الرواتب (المتدنية) لمواطنينا الموظفين فيه، فوجدتُ الأول فيه قوّة وتصميم، والثاني فيه ضعف وتسليم وهو مناشدات تُبلّ ويُشرب ماؤها على الريق، فليت جهاتنا تقتدي ببنات النجاشي، حتى لا يشهد التاريخ بفشلها الذريع في وطنها مقابل نجاح شغّالات في غربتهنّ البعيدة!.
وأظـن هـذا تـعـلـيـق بـعـض مـن قـراء صـحـيـفـة المـديـنـة المـنـورة .
السلام عليكم وبعد :
يا أبا صهيب بمقالك أعلاه نكأت جرحاً اعتقدنا أنه اندمل وإن كان لم يندمل في أرض الواقع فما يسمى في علم النفس ( بالإسقاط ) جعلنا نلقي بعضاَ مما تعتلج به نفوسنا خارج بؤرة الشعور ونتوهم أنه لم تعد لمعناتنا وجود أقصد معاناتنا مع ارتفاع الأسعار المفاجئ الذي بدأ ينهال علينا من كل حب وصوب .... وهاهي الأيام تدور ويجتمعن بنات النجاشي ويتفقن مع سبق الإصرار والترصد على رفع أجورهن دون سابق إنذار ودون تدرج في الرفع ودون مراعاة ـ على أقل تقدير ـ لحقوق الجيرة واستضافة واحتضان مملكة الإنسانية لهن .... ولكن الحل في أيدينا قبلاَ ومازال ، كيف ؟ فيما مضى من الزمان وسالف العصر والأوان ارتفع سعر اللحم على الناس ولم يعد في وسعهم شراءه ، فسألوا أحد الحكماء أن يجد لهم حلاَ ، فقال لهم الحل سهل جداَ ! قالوا : كيف ؟! قال : صوموا عن أكله لمدة من الزمن فيرخص .... وهذا مايجب أن نقوم به بالفعل حيث يجب على ربات البيوت أن يعلن حالة الطوارئ والاستنفار العام ويتفقن جميعاَ على الاستغناء عن أية خادمة تقرر رفع سعر راتبها الشهري ... وبذلك سيعاني سوق الخادمات من الكساد الشديد وتضرب البطالة بأطنابها مخيمة على بنات النجاشي وغيرهن فيرضخن للأمر الواقع ويرضين بالسعر المعقول ..... في النهاية أود أن أشير إلى أن فكرة االإضراب التي قمن بها بنات النجاشي ليست من ابتكارهن إذ أن حقوق الملكية الأدبية والفكرية وبراءة الاختراع لفكرة إضراب العمال ابتكرها بنو بنغال فتواترت خطاها .. واتسع مداها .. ووصل صداها .. لبنات النجاشي فقررن اختبار جدواها ... الخلاصة كل عامل يتمرد على شروط العمل لدينا يجب أن نقول له جميعاَ : لقد كثر شاكوك .. وقلّ مادحوك .. فإما اعتدلت .. وإما اعتزلت .
تـحـيـتـي وودي للـجـمـيـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــع ...
م. طلال القشقري
الأحد, 27 ديسمبر 2009
في توقيت واحد وتنسيق جماعي مُحْكم، قرّر بنات النجاشي (الشغّالات الإثيوبيّات) زيادة راتبهنّ من (1200) إلى (1500) ريال، يعني (25%) زيادة!.
طبعاً.. المُتضرّر الأكبر من الزيادة هم أهل جدّة، لأنهم ألِفُوا التعامل معهنّ أكثر من شغّالات الجنسيات الأخرى، فيا ميلان (بخْتهم)، كأنه ميلان برج بيزا الإيطالي، مع فارق وحيد هو أنّ ميلان البرج توقف بعد إزاحة بعض التربة من تحت طرفه الأعلى، أمّا ميلان بخت أهل جدّة فمستمرٌ في الزيادة، وأخشى أن يُساوَى تماماً بالأرض!.
عائلات جدّة، وعند سماعها للقرار، عقدت اجتماعاً عادياً على مستوى القمّة برئاسة الزوجات، وقالوا بعدها للشغّالات: لن نُطبّق القرار، وأعلى ما في خيولكنّ اركبنه، فهرب كثير منهنّ، وبعد إجبار الزوجات لأزواجهن بالمساعدة في الطبخ وتنظيف الحمّامات وكنس الموكيت والسُجّاد وتلميع البلاط وشطف الصحون وجلي القدور وتنفيض الستائر ورمي القمامة وغسل الملابس ونشرها في السطوح وكيّها وتغيير حفائظ الأطفال وملاعبتهم ومصاحبتهم للدُكّان والملاهي، عقدت العائلات اجتماعاً آخر طارئاً وبرئاسة الأزواج هذه المرّة، حيث أعلنت انصياعها للقرار، وفوقه.. حبّ رؤوس الشغالات!.
أنا، قارنتُ بين موقف الشغّالات من أهل جدّة لزيادة رواتبهنّ، وبين موقف جهاتنا الحكومية من القطاع الخاص لزيادة الرواتب (المتدنية) لمواطنينا الموظفين فيه، فوجدتُ الأول فيه قوّة وتصميم، والثاني فيه ضعف وتسليم وهو مناشدات تُبلّ ويُشرب ماؤها على الريق، فليت جهاتنا تقتدي ببنات النجاشي، حتى لا يشهد التاريخ بفشلها الذريع في وطنها مقابل نجاح شغّالات في غربتهنّ البعيدة!.
وأظـن هـذا تـعـلـيـق بـعـض مـن قـراء صـحـيـفـة المـديـنـة المـنـورة .
السلام عليكم وبعد :
يا أبا صهيب بمقالك أعلاه نكأت جرحاً اعتقدنا أنه اندمل وإن كان لم يندمل في أرض الواقع فما يسمى في علم النفس ( بالإسقاط ) جعلنا نلقي بعضاَ مما تعتلج به نفوسنا خارج بؤرة الشعور ونتوهم أنه لم تعد لمعناتنا وجود أقصد معاناتنا مع ارتفاع الأسعار المفاجئ الذي بدأ ينهال علينا من كل حب وصوب .... وهاهي الأيام تدور ويجتمعن بنات النجاشي ويتفقن مع سبق الإصرار والترصد على رفع أجورهن دون سابق إنذار ودون تدرج في الرفع ودون مراعاة ـ على أقل تقدير ـ لحقوق الجيرة واستضافة واحتضان مملكة الإنسانية لهن .... ولكن الحل في أيدينا قبلاَ ومازال ، كيف ؟ فيما مضى من الزمان وسالف العصر والأوان ارتفع سعر اللحم على الناس ولم يعد في وسعهم شراءه ، فسألوا أحد الحكماء أن يجد لهم حلاَ ، فقال لهم الحل سهل جداَ ! قالوا : كيف ؟! قال : صوموا عن أكله لمدة من الزمن فيرخص .... وهذا مايجب أن نقوم به بالفعل حيث يجب على ربات البيوت أن يعلن حالة الطوارئ والاستنفار العام ويتفقن جميعاَ على الاستغناء عن أية خادمة تقرر رفع سعر راتبها الشهري ... وبذلك سيعاني سوق الخادمات من الكساد الشديد وتضرب البطالة بأطنابها مخيمة على بنات النجاشي وغيرهن فيرضخن للأمر الواقع ويرضين بالسعر المعقول ..... في النهاية أود أن أشير إلى أن فكرة االإضراب التي قمن بها بنات النجاشي ليست من ابتكارهن إذ أن حقوق الملكية الأدبية والفكرية وبراءة الاختراع لفكرة إضراب العمال ابتكرها بنو بنغال فتواترت خطاها .. واتسع مداها .. ووصل صداها .. لبنات النجاشي فقررن اختبار جدواها ... الخلاصة كل عامل يتمرد على شروط العمل لدينا يجب أن نقول له جميعاَ : لقد كثر شاكوك .. وقلّ مادحوك .. فإما اعتدلت .. وإما اعتزلت .
تـحـيـتـي وودي للـجـمـيـــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــع ...