المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يستطيع أن يبحث لنا عن ما يستفاد من هذا الحديث ؟



أبوعبدالرحمن
22-06-2004, 05:48 AM
أحبتي أود أن اقدم لكم هذه المسابقة البسيطة " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "

أريد منكم البحث عن معاني كلمات هذا الحديث وما يستفاد منه ...

ومن يستطيع أن يأتي بالاجابة الكاملة فسوف يحصل على الوسام الاول لمسابقة " الحديث الشريف "


الحديت :


عن عدي بن حاتم قال: بينا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عدي هل رأيت الحيرة؟.

قلت: لم أرها وقد أنبئت عنها.

قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعّار طيء الذين قد سعّروا البلاد؟!.



ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى. قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز.



ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه. وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولنّ: ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك؟ فيقول: بلى. فيقول: ألم أعطك مالاً وأفضّل عليك؟ فيقول: بلى. فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم. قال عدي: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة.



قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله. وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز. ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: يخرج ملء كفه.[رواه البخاري في كتاب المناقب].



المطلوب شرح معاني المفردات التالية :


- الفاقة:

- الحيرة:

- الظعينة:

- دعّار طيء:

- سعّروا البلاد:

- فلا يجد أحداً يقبله منه:

- شق تمرة:



كذلك نريد بعض ما يستفاد من هذا الحديث الكريم ... على شكل نقاط محددة ..

انتظر مشاركتكم الفعالة ..

وكتب الله لي ولكم الآجر ..

مُذهِلــــة
22-06-2004, 07:22 AM
- الفاقة: شدة الجوع و الفقر والحاجة 0

- الحيرة: مدينة من مدن العراق لملوك كسرى كانت تقع بجوار الكوفة 0

- الظعينة: السفرة القصيرة وكذلك المرأة التي تكون في هودجها على الجمل في رحلة 0

- دعّار طيء: قطاع الطريق 0الذين يسلبون الناس أمتعتهم و أموالهم

- سعّروا البلاد: ألهبوها واشعلوها بالفتن والنهب والسلب 0

- فلا يجد أحداً يقبله منه: لعدم وجود الفقراء لا قيمة للذهب والفضة ومن كثرة الأموال في ذلك الوقت 0

- شق تمرة: أي نجعل بيننا وبين النار حجاب ونتقيها ولو بجزء من تمرة أو نصف التمرة 0


الفوائد //


1/ ظهور الكثير من العلامات والدلائل التي أخبر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 0

2/ حلول الأمن والأمان بعد الخوف و الفزع وعدم الطمأنينة 0

3/ حالة الجزيرة العربية قبل الإسلام وانتشاره 0

4/ أثر الإسلام على القبائل الإسلامية و إخراجهم من الظلمات

إلى النور ، والقضاء على قطاع الطرق 0

5/ الرسول صلى الله عليه وسلم أقر هنا جواز سفر المرأة وتنقلها من مكان إلى آخر

دون وجود المحرم إذا أمنت الخطر والفتنة 0

6/ القضاء على أكبر و أقوى دولتين ( الفرس والروم ) ونهاية حكمهما

على أيدي المسلمين 0

7/ التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة ، و الابتعاد عن النار بأي وسيلة كانت0

8/ بيان أن في نهاية الزمان تكثر الأموال ويغتني الناس لدرجة أن الشخص

لا يجد من يتصدق عليه ، ويصبح الذهب والفضة لا قيمة له 0

9/ دفع الزكاة لمستحقيها والصدقات وفعل الخير قليل أو كثير

لها الدور الكبير في القضاء على الفقر والفاقة والحاجة 0

سيف العز
22-06-2004, 10:46 AM
- الفاقة: الفقر

- الحيرة: مدينه في العراق

- الظعينة: الراحله التي تقل المرأه (( الأبل ))

- دعّار طيء: قطاع الطرق

- سعّروا البلاد: قطع السبيل

- فلا يجد أحداً يقبله منه: لا يوجد أحد من اصحاب الزكاة الثمانيه

- شق تمرة: نصف تمره




ومايستـــفاد من الحـديث :

- بيان لحالة جزيرة العرب بعــد الاسلام بطمانينه وبالامن بظل رسالة الرسول (ص ) ..


- تكريم الكلمه الطيبه ووضعها في مصـاف مايحيى عليه الانســـان ..

- اخباره صلى الله عليه وسلم بان تغير الحال من سنن الحياه لقوله ( ولئن طالت بك حياه ..... )..

- ان الانســان وان كان يؤدي فروض الله لابد له بالصدقه كما ذكر الحديث ( فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة.)..

- تبشيره صلى الله عليه وسلم ان كربت المسلم لابد لها من الله فرج ..

- ان بعض العلامات التي اخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم لم تُـرى بعد لقوله (لترين الرجل يخرج ملء كفه من ....)



اتمنى اني توفقت بالاجابه !!

تحياتي

عبدالرحمن العلي

عسل الجنوب
22-06-2004, 02:10 PM
شكرا اخي عشق
المعاني صحيحة واحب ان اضيف الى الفوائد

*صدق نبوءة محمد صلى الله عليه وسلم

وعلى فكرة اخي دراكولا يقال انه في عهد عمر بن عبدالعزيز تحققت هذه النبوءة ولم يجد الناس من يقبل زكواتهم

أبوعبدالرحمن
22-06-2004, 08:41 PM
يعطيكم العافية اخواني واخواتي

وننتظر مشاركة بقية الاخوان هنا


وسوف يقفل الموضوع غدا

النجمة المضيئة
22-06-2004, 09:48 PM
انا بإذن الله راح اشترك

اخوي عشق ليل ياليت تأجل تقفيل الموضوع شوي

عاجبتني المشاركة تهببببببببببببببل يعطيك العافية اخوي عشق ليل

صدى الآهات
22-06-2004, 09:54 PM
أولاً شكراً لك ياأخي عشق ليل على هذه المسابقة الجميلة وإن شاء الله

تعم الفائدة للجميع , وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم لقائه.

************************************************** ******************

- الفاقة: هي شدة الفقر والحاجة 0

- الحيرة: هي مدينة من مدن العراق لملوك كسرى0

- الظعينة: الراحلة التي تكون المرأة في هودجها على ((الإبل)) في رحلة سفر 0

- دعّار طيء: قطاع الطرق 0

- سعّروا البلاد: ألهبوها واشعلوها بقطع السبيل والفتن 0

- فلا يجد أحداً يقبله منه: لعدم وجود الفقراء عند كسرى بن هرمز فلاتكون هناك قيمة للذهب والفضة وغيرها 0

- شق تمرة: نصف التمرة 0

الفوائد:

- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته سبل الحياة الصحيحة.

- بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بسؤال ((يا عدي هل رأيت الحيرة؟)) فإذا كان السؤال في بداية الحديث يدل على عظم الأمر.

- بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الظعينة ((الراحلة)) في أخر الزمان ترتحل من المدن حتى تطوف بالكعبة ولاتخشى أحد سوى الله .

- بيان حالة العرب قبل وبعد الإسلام , بعد الإسلام برسالة النبي صلى الله عليه وسلم من أمان وطمأنينة .

- بيان عظم الإسلام وأثره على الأمم الأخرى.

- أنه يجب على الإنسان أن يتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وأقلها بكلمة طيبة.

- عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم ((ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه...)) يعني بذلك أن في نهاية الزمان تكثر الأموال ويغتني فالرجل الغني الذي يخرج ملء كفه من الذهب والفضه لا يجد من يتصدق عليه ، فيصبح الذهب والفضة لا قيمة له .

- في قوله ((ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك؟)) هنا سؤال تقريري تلزم إجابته ب(بلى).

- تكرار السؤال التقرير في قوله ((ألم أعطك مالاً وأفضّل عليك؟ )) فيدل ذلك على التأكيد للإجابة .

- بيان عظم فائدة دفع الزكاة وفعل الخير .

*نقطة / كثرة حروف الجر وحروف العطف لتدل على المستقبل الذي سوف يظهر عليه أهل الجزيرة بعد الإسلام

أبوعبدالرحمن
22-06-2004, 10:21 PM
ننتظر مشاركتك أختي النجمة المضيئة


وبنمدد المسابقة الى يوم الجمعة الساعة 12 ليلا

أبوعبدالرحمن
22-06-2004, 10:34 PM
صدى الاهات


حياك الله اخوي وبالتوفيق ان شاء الله

مجروحة الزمن
24-06-2004, 02:17 PM
مشكورين علي اقامة هذه المسابقه الرائعه

واتمني ان تقبلو مشاركتي



.................................................. ................

الحديث رواه البخاري

- الفاقة: العَيْلَةُ و العَالَةُ الفاقة يقال عَالَ يعِيل عَيْلَةً و عُيُولا إذا افتقر فهو عَائِلٌ ومنه قوله تعالى {وإن خفتم عَيْلة} و عِيَالُ الرجل مَنْ يعُوله وواحد العِيَال عَيِّلٌ كجيِّد والجمع عَيَائِلُ مثل جيائد و أعَالَ الرجل كثُرتعياله فهو مُعِيلٌ والمرأة مُعِيلةٌ قال الأخفش أي صار ذا عِيال


- الحيرة: بلد ملوك العرب الذين تحت حكم آل فارس , وكان ملكهم يومئذ إياس بن قبيصة الطائي

وليها من تحت يد كسرى بعد قتل النعمان بن المنذر

- الظعينة: ‏بالمعجمة : المرأة في الهودج , وهو في الأصل اسم للهودج

- دعّار طيء: ‏الدعار جمع داعر وهو بمهملتين وهو الشاطر الخبيث المفسد والمراد قطاع الطريق

وطيئ قبيلة مشهورة , منها عدي بن حاتم المذكور , وبلادهم ما بين العراق والحجاز , وكانوا يقطعون

الطريق على من مر عليهم بغير جواز , ولذلك تعجب عدي كيف تمر المرأة عليهم وهي غير خائفة . ‏


- سعّروا البلاد: ‏أي أوقدوا نار الفتنة

- فلا يجد أحداً يقبله منه: ‏أي لعدم الفقراء في ذلك الزمان

- شق تمرة: ‏بكسر المعجمة أي نصفها


ما يستفاد من هذا الحديث الكريم :

والحق أن هذه الأحاديث وأشباهها لم تكن إخباراً بغيب، إنما كانت تصديقاً لوعد الله

بأن المستقبل للإسلام، وبأن هذا الدين سيسود المشارق والمغارب، فكانت تفسيراً

من رسول الله (صلَّى الله عليه وسلم)

وقد تحقق كثير مما أخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فكثر المال في عهد الصحابة

رضي الله عنهم بسبب ما وقع من الفتوح واقتسموا أموال الفرس والروم ثم فاض المال في عهد

عمر بن عبد العزيز رحمه الله فكان الرجل يعرض المال للصدقة فلا يجد من يقبله.

وسيكثر المال في آخر الزمان حتى يعرض الرجل ماله فيقول الذي يعرض عليه: لا حاجة لي فيه


سلامي لكم

أبوعبدالرحمن
25-06-2004, 02:26 AM
ما شاء الله تبارك الله


صراحة اجاباتكم مكملة لبعضها البعض ..

وإن كانت اجابة الاخ صدى الاهات هي الاوفى والاكثر شمولية لمعاني الحديث الشريف

ألف مبروك اخي صدى الاهات ..

صدى الآهات
26-06-2004, 09:25 PM
سيدي عشق ليل

الله يبارك فيك

وأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتك يوم لقائه

تحياتي لك
صدى الآهات

مجروحة الزمن
27-06-2004, 03:11 PM
الف مبروك اخي صدي الاهات

.................................................. .........



عَنْ أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَيضَاً أَنَّ أُنَاسَاً مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ قَالوا للنَّبي يَارَسُولَ الله: ذَهَبَ أَهلُ الدثورِ بِالأُجورِ، يُصَلُّوْنَ كَمَا نُصَلِّيْ، وَيَصُوْمُوْنَ كَمَا نَصُوْمُ، وَيَتَصَدَّقُوْنَ بفُضُوْلِ . . .

أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُوْنَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيْحَةٍ صَدَقَة.وَكُلِّ تَكْبِيْرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمَيْدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيْلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بالِمَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِيْ بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيَأْتِيْ أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُوْنُ لَهُ فِيْهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فَيْ حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فَي الحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ (135) رَوَاهُ مُسْلِمٌ الشرح قوله: أَنَ أُنَاسَاً هؤلاء هم الفقراء قالوا للنبي ذَهَبَ أَهلُ الدثورِ أي الأموال الكثيرة بِالأُجورِ أي الثواب عليها، وليس قصدهم بذلك الحسد، ولا الاعتراض على قدر الله، لكن قصدهم لعلهم يجدون أعمالاً يستطيعونها يقومون بها تقابل ما يفعله أهل الدثور. يُصَلونَ كَمَا نُصَلي،وَيَصومُونَ كَمَا نَصوم، وَيَتَصَدَّقونَ بِفُضولِ أَموَالِهم يعني ولا نتصدق لأنه ليس عندنا شيء، فكيف يمكن أن نسبقهم أو نكون مثلهم، هذا مراد الصحابة رضي الله عنهم وليس مرادهم قطعاً الاعتراض على قدر الله عزّ وجل، ولا أن يحسدوا هؤلاء الأغنياء. قال النبي صلى الله عليه وسلم : أَوَلَيسَ قَد جَعَلَ اللهُ لَكُم مَا تَصَّدَّقونَ بِهِ الجواب: بلى، ثم بيّنَ لهم فقال: إِنَ بِكُلِّ تَسبيحَةٍ صَدَقَةً أي إذا قلت: سبحان الله فهي صدقة. وَبِكُلِّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةً إذا قلت الله أكبر فهذه صدقة. وَبِكُلِّ تَحميدَةٍ صَدَقَةً إذا قلت الحمد لله فهذه صدقة . وَبِكُلِّ تَهليلَةٍ صَدَقَة ً إذا قلت لا إله إلا الله فهي صدقة. وَأَمرٌ بِالمَعروفِ صَدَقَةٌ إذا أمرت من رأيته مقصراً في شيء من الطاعات فهي صدقة. وَنَهيٌ عَن مُنكَرٍ صَدَقَةٌ إذا رأيت شخصاً على منكر ونهيته فهي صدقة . هذه الأشياء التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنها صدقة يستطيعها هؤلاء الفقراء، فأنتم املئوا الزمن من التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلها صدقات . والأغنياء يمكن أن لا يتصدقون كل يوم، وإذا تصدقوا باليوم لا يستوعبون اليوم بالصدقة ، فأنتم قادرون على هذا. ولما قرر النبي صلى الله عليه وسلم هذا اقتنعوا رضي الله عنهم لكن لما قال: وَفي بُضعِ أَحَدِكُم صَدَقَةٌ أي أن الرجل إذا أتى أهله فله بذلك صدقة، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ استفهاماً وليس اعتراضاً، لكن يريدون أن يعرفوا وجه ذلك، كيف يأتي الإنسان أهله وشهوته ويقال إنك مأجور؟! أي أن الإنسان قد يستبعد هذا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لهم وجه ذلك فقال: أَرَأيتُم لو وَضَعَها في حَرَامٍ أَكَانَ عَليهِ وِزر؟ والجواب: نعم يكون عليه وزر لو وضعها في حرام. قال فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَها في الحَلالِ كَانَ لَهُ أَجرٌ فاستغنى عن الحرام فكان مأجوراً بهذا، وهذا ما يسمى عند العلماء بقياس العكس، أي إذا ثبت هذا ثبت ضده في ضده. من فوائد هذا الحديث: .1مسارعة الصحابة رضي الله عنهم وتسابقهم إلى العمل الصالح،لأن هؤلاء الذين جاؤوا يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم: إنه ذهب أهل الدثور بالأجور لا يريدون الحسد، لكن يريدون أن يفتح لهم النبي صلى الله عليه وسلم باباً يدركون به هذا السبق. .2أن الصحابة رضي الله عنهم يستعملون أموالهم فيما فيه الخير في الدنيا والآخرة، وهو أنهم يتصدقون. .3أن الاعمال البدنية يشترك فيها الغني والفقير، لقولهم: يُصَلونَ كَمَا نُصَلي،وَيَصومُونَ كَمَا نَصوم وهو كذلك، وقد يكون أداء الفقير أفضل وأكمل من أداء الغني. .4أن النبي صلى الله عليه وسلم فتح للفقراء أبواباً من الخير، لقوله: أَوَلَيسَ قَد جَعَلَ اللهُ لَكُم مَا تَصَّدَّقونَ بِهِ وذكر الأبواب. .5تقرير المخاطب بما لا يمكنه إنكاره، لقوله: أَوَلَيسَ قَد جَعَلَ اللهُ لَكُم مَا تَصَدَّقونَ بِهِ لأن هذا أبلغ في إقامة الحجة عليه. .6أن ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من الأعمال كله صدقة، لكن هذه الصدقة منها واجب، ومنها غير واجب، ومنها متعدٍ،ومنها قاصر حسب ما سنذكره. قال: ( إِنَّ بِكُلِّ تَسبيحَةٍ صَدَقَةً، وَبِكُلِّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةً ، وَبِكُلِّ تَحميدَةٍ صَدَقَةً، وَبِكُلِّ تَهليلَةٍ صَدَقَةً هذا كله قاصر ومنه واجب، ومنه غير واجب. فالتكبير منه واجب ومنه غير واجب، فتكبير الصلوات واجب،وتكبير أذكار الصلاة بعدها مستحب،وهكذا يقال في التسبيح والتهليل. وَأَمرٌ بِالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهيٌ عَن مُنكَرٍ صَدَقَةٌ هذا من الواجب، لكن الأمر بالمعروف تارة يكون واجباً وجوب عين على من قدر عليه ولم يوجد غيره،وكذلك النهي عن المنكر، وتارة يكون واجب كفاية لمن قدر عليه ولكن هناك من يقوم مقامه، وتارة يكون مستحباً وذلك في الأمر بالمعروف المستحب، والنهي عن المنكر المكروه إن صح أن يطلق عليه اسم منكر. والأمر بالمعروف لابد فيه من شرطين: الشرط الأول: أن يكون الآمر عالماً بأن هذا معروف، فإن كان جاهلاً فإنه لا يجوز أن يتكلم، لأنه إذا أمر بما يجهل فقد قال على الله تعالى ما لا يعلم. الشرط الثاني:أن يعلم أن هذا المأمور قد ترك المعروف، فإن لم يعلم تركه إياه فليستفصل، ودليل ذلك أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس، فقال له : أصليت؟ قال: لا، قال: قم فصل ركعتين وتجوز فيهما (136) فلم يأمره بصلاة ركعتين حتى سأله هل فعلهما أولا، فلابد أن تعلم أنه تارك لهذا المعروف. والنهي عن المنكر كذلك لابد فيه من شروط: الشرط الأول:أن تعلم أن هذا منكر بالدليل الشرعي،لا بالذوق ولا بالعادة ولا بالغيرة ولا بالعاطفة، وليس مجرد أن ترى أنه منكر يكون منكراً، فقد ينكر الإنسان ما كان معروفاً . الشرط الثاني: أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في المنكر، فإن لم تعلم فلا يجوز أن تنهى، لأنك لو فعلت لعد ذلك منك تسرعاً ولأكل الناس عرضك، بل لابد أن تعلم أن ما وقع فيه منكر، مثال ذلك: رأيت رجلاً في البلد يأكل ويشرب في رمضان ولنقل في المسجد الحرام، فليس لك أن تنكر عليه حتى تسأله هل هو مسافر أم لا؟ لأنه قد يكون مسافراً والمسافر يجوز له أن يأكل ويشرب في رمضان، فلابد أن تعلم أن هذا المخاطب قد وقع في هذا المنكر. الشرط الثالث: أن لا يزول المنكر إلى ما هو أعظم، فإن زال المنكر إلى ما هو أعظم كان إنكاره حراماً، لأن إنكاره يعني أننا حولناه مما هو أخف إلى ما هو أشد. وتحت هذه المسألة أربعة أقسام: القسم الأول:أن يزول المنكر بالكلية . القسم الثاني:أن يخف. القسم الثالث:أن يتحول إلى منكر مثله. القسم الرابع:أن يتحول إلى منكر أعظم. فإذا كان إنكار المنكر يزول فلا شك أن الإنكار واجب. وإذا كان يخف فالإنكار واجب، لأن تخفيف المنكر أمر واجب. وإذا كان يتحول إلى ما هو مثله فمحل نظر، هل يُرجَّح الإنكار أو لا، فقد يرجح الإنكار لأن الإنسان إذا تغيرت به الأحوال وانتقل من شيء إلى شيء ربما يكون أخف، وقد يكون الأمر بالعكس بحيث يكون بقاؤه على ما هو عليه أحسن من نقله لأنه إذا تعود التنقل انتقل إلى منكرات أخرى. وإذا كان يتحول إلى ما هو أعظم فالإنكار حرام. فإذا قال قائل :علل أو دلل لهذه الأقسام؟ فنقول: أما إذا كان إنكاره يقتضي زواله فوجوبه ظاهر لقول الله تعالى: ( عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) (المائدة: من الآية2) وقوله: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )(آل عمران: من الآية104) وقول النبي صلى الله عليه وسلم : وَالَّذي نَفسي بيَده لتَأمُرنَّ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَّ عَنِ المُنكَر وَلِتَأخُذنَّ عَلى يَدِ الظَالِمِ وَلِتَأطُرَنَّهُ عَلى الحقَِّّ أَطراً (137) وذكر الحديث وعيداً شديداً. أما إذا كان الإنكار يؤدي إلى تخفيفه فالتعليل أن تخفيف الشر واجب، وقد يقال: إن الأدلة السابقة دليل على هذا، لأن هذا الزائد منكر يزول بالإنكار فيكون داخلاً فيما سبق. أما إذا كان يتحول إلى ما هو أنكر فإن الإنكار حرام، ودليل ذلك قول الله عزّ وجل : (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )(الأنعام: من الآية108) فنهى عن سب آلهة المشركين مع أنه أمر واجب، لأن سب آلهتهم يؤدي إلى سب من هو منزه عن كل نقص وهو الله عزّ وجل، فنحن إذا سببنا آلهتهم سببنا بحق، وهم إذا سبوا الله سبوه عدواً بغير حق. ويذكر عن شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أنه مر مع صاحب له على قوم من التتر يشربون الخمر ويفسقون، ولم ينههم شيخ الإسلام عن هذا فقال له صاحبه: لماذا لا تنهاهم؟ وكان - رحمه الله - ممن عرف بإنكار المنكر، فقال: لو نهيت هؤلاء لقاموا إلى بيوت الناس ونهبوها وانتهكوا أعراضهم، وهذا أعظم مما هم عليه الآن - فانظر للفقه في دين الله عزّ وجل- وَفي بُضع أَحَدِكُم صَدَقَةٌ هذه الصدقة قد تكون من الواجب تارة، ومن المستحب تارة. إذا كان الإنسان يخاف على نفسه الزنى إن لم يأت أهله صار من الصدقة الواجبة، وإلا فهو من الصدقة المستحبة. وظاهر قوله: وَفي بُضع أَحَدِكُم صَدَقَةٌ أن ذلك صدقة وإن كان على سبيل الشهوة لا علي سبيل الانكفاف عن الحرام، لأنه إذا كان على سبيل الانكفاف عن الحرام فالأمر واضح أنه صدقة ، لأنه يدفع الحرام بالمباح،لكن إذا كان لمجرد الشهوة فظاهر الحديث أن ذلك صدقة، وله وجه، ومن الوجوه: الأول: أن الإنسان مأمور أن لا يمنع نفسه ما تشتهي إذا كان ذلك في غير معصية الله لقول النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّ لِنَفسِكَ عَليكَ حَقًّا (138) . والثاني:أنه إذا أتى أهله فقد أحسن إلى أهله، لأن المرأة عندها من الشهوة ما عند الرجل، فهي تشتهي الرجل كما يشتهيها، فإذا أتاها صار محسناً إليها وصار ذلك صدقة. .7أن الصحابة رضي الله عنهم لا يتركون شيئاً مشكلاً إلا سألوا عنه، لقولهم أَيأتي أَحَدنَا شَهوَتَهُ وَيَكَون لَهُ فيهَا أَجر . وبه نعلم أن كل شيء لم يسأل عنه الصحابة مما يُظن أنه من أمور الدين فإن السؤال عنه بدعة، لأنه لو كان من دين الله لقيض الله من يسأل عنه حتى يتبين. ومن ذلك: لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أن أول يوم من أيامه كسنة ، قالوا يا رسول الله هذا اليوم الذي كسنة يكفينا فيه صلاة واحدةـ فقال لاَ، اقدِروا لَهُ قَدرَهُ فكل شيء يحتاج إليه الناس في دينهم فإما أن يصدر من النبي صلى الله عليه وسلم ابتداءً، وإما أن يُسأل عنه، ومالم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ابتداءً ولا جواباً لسؤال وهو مما يتعلق بالدين فالسؤال عنه بدعة. ومن ذلك ما يفعله بعض المتنطعين في أسماء الله وصفاته، أو بعض المتنطعين فيما جاء الخبر عنه من أحوال يوم القيامة، نقول لهؤلاء: إنكم مبتدعة، أو نقول على الأقل إن هذا بدعة، لأنه قد يكون السائل لا يريد أن يبتدع فنقول: هذا السؤال بدعة وإن كنا لا نصف السائل بأنه مبتدع. فقد يكون العمل بدعة وفاعله ليس بمبتدع لأنه لا يعلم، أو لتأويل أو ما أشبه ذلك. .8حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث ضرب المثل الذي يقتنع به المخاطب، وهذا من حسن التعليم أن تقرب الأمور الحسيّة بالأمور العقلية، وذلك في قوله: أَرَأيتُمْ لَو وَضَعَهَا فِي الحَرامِ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزرٌ، فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الحَلالِ كَانَ لَهُ أَجرٌ . .9أن القياس حجة، فقياس الموافقة كثير جداً ولا إشكال فيه بأن تقيس هذا الشيء على هذا الشيء في حكم من الأحكام يجب هذا قياساً على هذا، ويحرم هذا قياساً على هذا. لكن قياس العكس صحيح أيضاً،لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاس هذا القياس قياس عكس، يعني فإذا كانت الشهوة الحرام وزراً فالشهوة الحلال أجر، وهذا واضح. .10أن الاكتفاء بالحلال عن الحرام يجعل الحلال قربة وصدقة،لقوله: وَفِي بُضْع أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ والله الموفق.


سلامي لكم