تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلى أبي ندى



جنى قلبها ابيض
04-12-2009, 06:08 PM
(قل من رب السموات والارض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أوليا لايملكون لانفسهم نفعا ولاضراَ قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الضلمات والنور )اريد منك وجه الشبة

أبـو نـدى
04-12-2009, 07:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

} { قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
أي: قل لهؤلاء المشركين به أوثانا وأندادا يحبونها كما يحبون الله، ويبذلون لها أنواع التقربات والعبادات: أفتاهت عقولكم حتى اتخذتم من دونه أولياء تتولونهم بالعبادة وليسوا بأهل لذلك؟
فإنهم { لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا } وتتركون ولاية من هو كامل الأسماء والصفات، المالك للأحياء والأموات، الذي بيده الخلق والتدبير والنفع والضر؟
فما تستوي عبادة الله وحده، وعبادة المشركين به، كما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظلمات والنور.
فإن كان عندهم شك واشتباه، وجعلوا له شركاء زعموا أنهم خلقوا كخلقه وفعلوا كفعله، فأزلْ عنهم هذا الاشتباه واللبس بالبرهان الدال على توحد الإله بالوحدانية، فقل لهم: { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ } فإنه من المحال أن يخلق شيء من الأشياء نفسه.
ومن المحال أيضا أن يوجد من دون خالق، فتعين أن لها إلها خالقا لا شريك له في خلقه لأنه الواحد القهار، فإنه لا توجد الوحدة والقهر إلا لله وحده، فالمخلوقات وكل مخلوق فوقه مخلوق يقهره ثم فوق ذلك القاهر قاهر أعلى منه، حتى ينتهي القهر للواحد القهار، فالقهر والتوحيد متلازمان متعينان لله وحده، فتبين بالدليل العقلي القاهر، أن ما يدعى من دون الله ليس له شيء من خلق المخلوقات وبذلك كانت عبادته باطلة.


ضرب لهم مثلا فقال: "قل هل يستوي الأعمى والبصير" فكذلك لا يستوي المؤمن الذي يبصر الحق، والمشرك الذي لا يبصر الحق. وقيل: الأعمى مثل لما عبدوه من دون الله، والبصير مثل الله تعالى: "أم هل تستوي الظلمات والنور" أي الشرك والإيمان


إن الإنسان الذى هداه الله إلى النور، وجعل له نورا يعيش حالة من التنوير دائمة فهو فى نور لا نهاية له، ولا مصدر للنور إلا الله سبحانه وتعالى، بقوله تعالى ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور (22) فهل بعد نور الله من نور؟ وهل يستوى نور الله الذى يقذفه الخالق فى قلب المؤمن وفى عقله ووجدانه مع أى نور، أو أنوار من أى مصدر؟ قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور (23).
وهذه استعارة تصريحية، حيث شبه الحق سبحانه وتعالى الكفر بالظالمات، والإيمان بالنور، جاء فى تلخيص البيان: (.. وذلك من أحسن التشبيهات، لأن الكفر كالظلمة التى يتسكع فيها الخابط ويضل القاصد، والإيمان كالنور الذى يؤمه الجائر ويهتدي به الحائر، وعاقبة الإيمان مضيئة بالنعيم والثواب، وعاقبة الكفر مظلمة بالجحيم والعذاب) (24).

منقول