المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ساااعدوني الله يسعدكم



محبة بدايه
02-12-2009, 12:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يجزاكم الجنه تعبت وانا ادور شرح ابيات لقيت نص والباقي مالقيت كل اللي القاه موجز عن القصيده
فبكتب الابيات وابيكم تشرحون بيت بيت
وربي يسعدكم ويحقق امانيكم
ياقوم لاتامنوا ان كنتم غيرا على نسائكم كسرى وما جمعا
هو الفناء الذي يجتث اصلكم فمن راى مثل ذا رايا ومن سمعا؟
قوموا قياما على امشاط ارجلكم ثم افزعوا قد ينال الامن من فزعا
وقلدوا امركم لله دركم رحب الذراع بامر الحرب مضطلعا
هذا كتابي اليكم والنذير معا لمن راى رايه منكم ومن سمعا
وهذي القصيده لا اياد بن يعمر الايادي الصف الاول ثانوي

أنين الورد
02-12-2009, 12:19 PM
يالغلا رووحي على شريط الاهدائات عشان يجون موضوعك ويساعدونك

محبة بدايه
02-12-2009, 04:25 PM
الله يجزاك الجنه ان شاء الله مايقصرون

boooha
02-12-2009, 08:30 PM
يَا دَارَ عَمْرَةَ مِنْ مُحْتَلِّهَا الْجَرَعَا هَاجَتْ لِيَ الْهَمَّ وَالْأَحْزَانَ وَالْوَجَعَا

تذكِّر القصيدة بوضع الأُمَّة في هذه الأيام، فأوجه التشابه كثيرة بين وضع إياد قبيلة الشاعر، وقد انغمست في لهوها وملذَّاتِها، وتركت نفسها عُرضة لكسرى وجيشه، وبين وضع الأمة، وقد ذلّت لأذلِّ أهل الأرض من اليهود شذار الآفاق، ما أحوجنا إلى أن نقرأ هذه القصيدة بقلوبنا وعقولنا، فضلاً عن قراءتها بالألسن! والقادة والحكام في هذه الأمة أشدُّ حاجةً لقراءتها، فضعف الأمة وتفرُّقها وتشرذمها كضعف وتفرُّق إيادٍ قبيلة الشاعر، وتنازع وتشاحنٌ بين دول الأمة كالبغضاء التي سادت فروعَ عشيرة الشاعر، وقياداتٌ لا تختلف في كثير ولا قليل عن قيادات وزعماء وأمراء عشيرة إياد، وقد أكلها الضَّعف وهَدَنَها الفُرقة، ولفَّها الهوان بثوبه وأصابتها المذلَّة،كتب الشاعر القصيدة ووضعها في كتاب، وعنونه بالعبارات التالية - وفي العنوان تنبيه وأيُّ تنبيه -:
كتابٌ من لقيط إلى مَن بالجزيرة من إياد، بأنَّ الليث كسرى قد أتاكم فلا يشغلنَّكم سوق النقاد.

ثمَّ إنَّ العنوان يذكِّر بتشابُهٍ آخر، فقد حذَّر قومه من أن يشغلهم سوق المال عمَّا ينتظرهم من عدوِّهم، وكأنَّ لقيطًا يطلُّ علينا عبر القرون والزَّمن، ويُحذِّرنا من أن تشغلنا أسواقُ المال، بل كأنَّه اخترق حجبَ الزمان والمكان، فأطلَّ علينا ورأى اهتمامنا بالبورصة وأسعار العملات وتجارة الأسهم، إنَّه مؤشر مُهِم، وفي بداية القصيدة فيه من التنبيه ما يكفي لو تنبَّه الغافلون.

حمل همَّ عشيرته، فهل حملنا هَمَّنا كأمَّة؟! حريٌّ بكلِّ من له اهتمام بالشأن العام أن يقرأَ، ويقرأ هذه القصيدة مرارًا وتكرارًا، في المطلع عبارات تذكِّر بأوجه التشابه بين الحالتين: حالة إيادٍ، وحال الأمة، فوَضْعُ الأمة ليس أفضل من وضع إياد، فكلاهما في وضع يثير الهمَّ والحزن والألم، إنَّ ما يفعله اليهود في فلسطين وفي غزة وغيرها، وفي الأقصى يَمْلأ القلوب همًّا وحزنًا وألَمًا؛ "هَاجَتْ لِيَ الْهَمَّ وَالْأَحْزَانَ وَالْوَجَعَا"، وإليك القصيدةَ، والتي لنا عودٌ بقراءة سريعة لها، وإن كانت هذه القصيدة تستحقُّ الدِّراسة المستفيضة من المختصين؛ علَّها تحظى بما يَحظى به بعض الأدب الهابط هذه الأيام.

يَا دَارَ عَمْرَةَ مِنْ مُحْتَلِّهَا الْجَرَعَا هَاجَتْ لِيَ الْهَمَّ وَالْأَحْزَانَ وَالْوَجَعَا
تَامَتْ فُؤَادِي بِذَاتِ الْجِزْعِ خَرْعَبَةٌ مَرَّتْ تُرِيدُ بِذَاتِ الْعَذْبَةِ الْبِيَعَا
بِمُقْلَتَيْ خَاذِلٍ أَدْمَاءَ طَاعَ لَهَا نَبْتُ الرِّيَاضِ تُزَجِّي وَسْطَهُ ذَرَعَا
وَوَاضِحٍ أَشْنَبِ الْأَنْيَابِ ذِي أُشُرٍ كَالْأُقْحُوَانِ إِذَا مَا نُورُهُ لَمَعَا
جَرَّتْ لِمَا بَيْنَنَا حَبْلَ الشُّمُوسِ فَلاَ يَأْسًا مُبِينًا أَرَى مِنْهَا وَلاَ طَمَعَا
فَمَا أَزَالُ عَلَى شَحْطٍ يُؤَرِّقُنِي طَيْفٌ تَعَمَّدَ رَحْلِي حَيْثُمَا وُضِعَا
إِنِّي بِعَيْنَيَّ إِذْ أَمَّتْ حُمُولُهُمُ بَطْنَ السَّلَوْطَحِ لاَ يَنْظُرْنَ مَنْ تَبِعَا
طَوْرًا أَرَاهُمْ وَطَوْرًا لاَ أُبِينُهُمُ إِذَا تَوَاضَعَ خِدْرٌ سَاعَةً لَمَعَا
بَلْ أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُزْجِي عَلَى عَجَلٍ نَحْوَ الْجَزِيرَةِ مُرْتَادًا وَمُنْتَجِعَا
أَبْلِغْ إِيَادًا وَخَلِّلْ فِي سَرَاتِهُمُ إِنِّي أَرَى الرَّأْيَ إِنْ لَمْ أُعْصَ قَدْ نَصَعَا
يَا لَهْفَ نَفْسِيَ أَنْ كَانَتْ أُمُورُكُمُ شَتَّى وَأُحْكِمَ أَمْرُ النَّاسِ فَاجْتَمَعَا
أَلاَ تَخَافُونَ قَوْمًا لاَ أَبَا لَكُمُ أَمْسَوْا إِلَيْكُمْ كَأَمْثَالِ الدَّبَا سُرُعَا
أَبْنَاءُ قَوْمٍ تَآوَوْكُمْ عَلَى حَنَقٍ لاَ يَشْعُرُونَ أَضَرَّ اللَّهُ أَمْ نَفَعَا
أَحْرَارُ فَارِسَ أَبْنَاءُ الْمُلُوكِ لَهُمْ مِنَ الْجُمُوعِ جُمُوعٌ تَزْدَهِي الْقَلَعَا
فَهُمْ سِرَاعٌ إِلَيْكُمْ بَيْنَ مُلْتَقِطٍ شَوْكًا وَآخَرَ يَجْنِي الصَّابَ وَالسَّلَعَا
لَوْ أَنَّ جَمْعَهُمُ رَامُوا بِهَدَّتِهِ شُمَّ الشَّمَارِيخِ مِنْ ثَهْلاَنَ لانْصَدَعَا
فِي كُلِّ يَوْمٍ يَسُنُّونَ الحِرَابَ لَكُمْ لاَ يَهْجَعُونَ إِذَا مَا غَافِلٌ هَجَعَا
خُزْرٌ عُيُونُهُمُ كَأَنَّ لَحْظَهُمُ حَرِيقُ نَارٍ تَرَى مِنْهُ السَّنَا قِطَعَا
لاَ الْحَرْثُ يَشْغَلُهُمْ بَلْ لاَ يَرَوْنَ لَهُمْ مِنْ دُونِ بَيْضَتِكُمْ رِيًّا وَلاَ شِبَعَا
وَأَنْتُمُ تَحْرُثُونَ الْأَرْضَ عَنْ عَرَضٍ فِي كُلِّ مُعْتَمَلٍ تَبْغُونَ مُزْدَرَعَا
وَتُلْحِقُونَ حِيَالَ الشَّوْلِ آوِنَةً وَتُنْتِجُونَ بِذَاتِ الْقَلْعَةِ الرُّبُعَا
وَتَلْبَسُونَ ثِيَابَ الْأَمْنِ ضَاحِيَةً لاَ تَفْزَعُونَ وَهَذَا اللَّيْثُ قَدْ جَمَعَا
أَنْتُمْ فَرِيقَانِ هَذَا لاَ يَقُومُ لَهُ هَصْرُ اللُّيُوثِ وَهَذَا هَالِكٌ صَقَعَا
وَقَدْ أَظَلَّكُمُ مِنْ شَطْرِ ثَغْرِكُمُ هَوْلٌ لَهُ ظُلَمٌ تَغْشَاكُمُ قِطَعَا
مَا لِي أَرَاكُمْ نِيَامًا فِي بُلَهْنِيَةٍ وَقَدْ تَرَوْنَ شِهَابَ الْحَرْبِ قَدْ سَطَعَا
فَاشْفُوا غَلِيلِي بِرَأْيٍ مِنْكُمُ حَسَنٍ يُضْحِي فُؤَادِي لَهُ رَيَّانَ قَدْ نَقَعَا
وَلاَ تَكُونُوا كَمَنْ قَدْ بَاتَ مُكْتَنِعًا إِذَا يُقَالُ لَهُ افْرُجْ غَمَّةً كَنَعَا
قُومُوا قِيَامًا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِكُمْ ثُمَّ افْزَعُوا قَدْ يَنَالُ الْأَمْرَ مَنْ فَزِعَا
صُونُوا خُيُولَكُمُ وَاجْلُوا سُيُوفَكُمُ وَجَدِّدُوا لِلْقِسِيِّ النَّبْلَ وَالشِّرَعَا
وَاشْرَوْا تِلاَدَكُمُ فِي حِرْزِ أَنْفُسِكُمْ وَحِرْزِ نِسْوَتِكُمْ لاَ تَهْلِكُوا هَلَعَا
وَلاَ يَدَعْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا لِنَائِبَةٍ كَمَا تَرَكْتُمْ بِأَعْلَى بِيشَةَ النَّخَعَا
أَذْكُوا الْعُيُونَ وَرَاءَ السَّرْحِ وَاحْتَرِسُوا حَتَّى تُرَى الْخَيْلُ مِنْ تَعْدَائِهَا رُجُعَا
فَإِنْ غُلِبْتُمْ عَلَى ضِنٍّ بِدَارِكُمُ فَقَدْ لَقِيتُمْ بِأَمْرٍ حَازِمٍ فَزَعَا
لاَ تُلْهِكُمْ إِبِلٌ لَيْسَتْ لَكُمْ إِبِلٌ إِنَّ الْعَدُوَّ بِعَظْمٍ مِنْكُمُ قَرَعَا
هَيْهَاتَ لاَ مَالَ مِنْ زَرْعٍ وَلاَ إِبِلٍ يُرْجَى لِغَابِرِكُمْ إِنْ أَنْفُكُمْ جُدِعَا
لاَ تُثْمِرُوا الْمَالَ لِلْأَعْدَاءِ إنَّهُمُ إِنْ يَظْفَرُوا يَحْتَوُوكُمْ وَالتِّلاَدَ مَعَا
وَاللَّهِ مَا انْفَكَّتِ الْأَمْوَالُ مُذْ أَبَدٍ لِأَهْلِهَا إِنْ أُصِيبُوا مَرَّةً تَبَعَا
ياَ قَوْمِ إِنَّ لَكُمْ مِنْ إِرْثِ أَوَّلِكُمْ عِزًّا قَدْ أَشْفَقْتُ أَنْ يُودَى فَيَنْقَطِعَا
مَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ عِزُّ أَوَّلِكُمْ إِنْ ضَاعَ آخِرُهُ أَوْ ذَلَّ واتَّضَعَا
وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ دُنْيَا وَلَا طَمَعٌ لَنْ تَنْعَشُوا بِزِمَاعٍ ذَلِكَ الطَّمَعَا
يَا قَوْمِ بَيْضَتُكُمْ لاَ تُفْجَعُنَّ بِهَا إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهَا الْأَزْلَمَ الْجَذِعَا
يَا قَوْمِ لاَ تَأْمَنُوا إِنْ كُنْتُمُ غُيُرًا عَلَى نِسَائِكُمُ كِسْرَى وَمَا جَمَعَا
هُوَ الْجَلاَءُ الَّذِي تَبْقَى مَذَلَّتُهُ إِنْ طَارَ طَائِرُكُمْ يَوْمًا وَإِنْ وَقَعَا
هُوَ الْفَنَاءُ الَّذِي يَجْتَثُّ أَصْلَكُمُ فَشَمِّرُوا وَاسْتَعِدُّوا لِلْحُرُوبِ مَعَا
وَقَلِّدُوا أَمْرَكُمْ لِلَّهِ دَرُّكُمُ رَحْبَ الذِّرَاعِ بِأَمْرِ الْحَرْبِ مُضْطَلِعَا
لاَ مُتْرَفًا إِنْ رَخَاءُ الْعَيْشِ سَاعَدَهُ وَلاَ إِذَا عَضَّ مَكُرُوهٌ بِهِ خَشَعَا
لاَ يَطْعَمُ النَّومَ إِلاَّ رَيْثَ يَبْعَثُهُ هَمٌّ يَكَادُ أَذَاهُ يَحْطِمُ الضِّلَعَا
مُسَهَّدَ النَّوْمِ تَعْنِيهِ أُمُورُكُمُ يَؤُمُّ مِنْهَا إِلَى الْأَعْدَاءِ مُطَّلِعَا
مَا زَالَ يَحْلُبُ دَرَّ الدَّهْرِ أَشْطُرَهُ يَكُونُ مُتَّبِعًا يَوْمًا وَمُتَّبَعَا
وَلَيْسَ يَشْغَلُهُ مَالٌ يُثَمِّرُهُ عَنْكُمْ وَلاَ وَلَدٌ يَبْغِي لَهُ الرِّفَعَا
حَتَّى اسْتَمَرَّتْ عَلَى شَزْرٍ مَرِيرَتُهُ مُسْتَحْكِمَ السِّنِّ لاَ قَمْحًا وَلاَ ضِرَعَا
كَمَالِكِ بْنِ قَنَانٍ أَوْ كَصَاحِبِهِ زَيْدِ الْقَنَا يَوْمَ لاَقَى الْحَارِثَيْنِ مَعَا
إِذْ عَابَهُ عَائِبٌ يَوْمًا فَقَالَ لَهُ دَمِّثْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ الْيَوْمِ مُضْطَجَعَا
فَسَاوَرُوهُ فَأَلْفَوْهُ أَخَا عِلَلٍ فِي الْحَرْبِ يَحْتَبِلُ الرِّئْبَالَ وَالسَّبُعَا
مُسْتَنْجِدًا يَتَحَدَّى النَّاسَ كُلَّهُمُ لَوْ قَارَعَ النَّاسَ عَنْ أَحْسَابِهِمْ قَرَعَا
هَذَا كِتَابِي إِلَيْكُمْ وَالنَّذِيرُ لَكُمْ فَمَنْ رَأَى مِثْلَ ذَا رَأْيًا وَمَنْ سَمِعَا
لَقَدْ بَذَلْتُ لَكُمْ نُصْحِي بِلاَ دَخَلٍ فَاسْتَيْقِظُوا إِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَا



(2)

ذكرت بعضًا من أوجه التشابُه بين حالِ الأُمَّة وقبيلة الشَّاعر لقيط بن يعمر الإيادي، أضيفُ معلومة أخرى أنَّ هذه من القصائد اليتيمة، فالشاعر حين حزب قبيلته أَمْرٌ، قال هذه القصيدة، ولم يعثر له في كتب الأدب على قصيدة أخرى.

أَشَغَلتْنا سوقُ الأسهم كما كان يَخشى الشاعر على قبيلته من أن يشغلها سوق النقد؟ أم شغلتنا الزِّراعة عن الاهتمام بالهمِّ الأساس، وقد سلبنا اليهود أرضنا ومقدساتِنا، كما كان يخشى لقيط على إياد من كسرى وما جَمَع؟ وإليك عنوانَ الكتاب الذي أرسل:"كتابٌ من لقيط إلى مَن بالجزيرة من إياد، بأنَّ الليث كسرى قد أتاكم، فلا يشغلنَّكم سوق النقاد".

اهتمَّ الشَّاعر بقبيلته، والخطر الذي يتهدَّدها، وأضحت همَّه أنَّى توجَّه، وحيثُ سار، غريب كيف يشغل همَّه وضع قبيلته، ونهنأ وقد احتلَّ اليهود أرضنا في فلسطين وفي غزَّة، وسلبوا الأقصى، فطالوا التراب والحجر والمقدسات؟!

فَمَا أَزَالُ عَلَى شَحْطٍ يُؤَرِّقُنِي طَيْفٌ تَعَمَّدَ رَحْلِي حَيْثُمَا وُضِعَا

ثمَّ إنه يحرِّض قومه على الوحدة، ويُحذرهم الفرقة والتنافر والبغضاء، وقد أحكم عدوُّهم أمره في معاداتِهم، ونحن اليومَ أحوجُ من إياد إلى التحذير، وإنْ كان حالنا في التشرْذم والفرقة كحالهم، بل أشد وضوحًا:

أَبْلِغْ إِيَادًا وَخَلِّلْ فِي سَرَاتِهُمُ إِنِّي أَرَى الرَّأْيَ إِنْ لَمْ أُعْصَ قَدْ نَصَعَا
يَا لَهْفَ نَفْسِيَ أَنْ كَانَتْ أُمُورُكُمُ شَتَّى وَأُحْكِمَ أَمْرُ النَّاسِ فَاجْتَمَعَا

كان عدو إياد فارس، أمَّا عدونا فهم اليهود ومن يُساندهم، جموعهم في الأرض تتضافر وتدفع لاستئصال أرضنا:

أَحْرَارُ فَارِسَ أَبْنَاءُ الْمُلُوكِ لَهُمْ مِنَ الْجُمُوعِ جُمُوعٌ تَزْدَهِي الْقَلَعَا

في القصيدة الكثير والكثير، فهو يحذِّر قومه من أن تشغلهم الزِّراعة والعمل بها، ويتركون حماية أنفسهم، فأين نحن من ذلك؟

لاَ الْحَرْثُ يَشْغَلُهُمْ بَلْ لاَ يَرَوْنَ لَهُمْ مِنْ دُونِ بَيْضَتِكُمْ رِيًّا وَلاَ شِبَعَا
وَأَنْتُمُ تَحْرُثُونَ الْأَرْضَ عَنْ عَرَضٍ فِي كُلِّ مُعْتَمَلٍ تَبْغُونَ مُزْدَرَعَا
وَتُلْحِقُونَ حِيَالَ الشَّوْلِ آوِنَةً وَتُنْتِجُونَ بِذَاتِ الْقَلْعَةِ الرُّبُعَا
وَتَلْبَسُونَ ثِيَابَ الْأَمْنِ ضَاحِيَةً لاَ تَفْزَعُونَ وَهَذَا اللَّيْثُ قَدْ جَمَعَا

في كلِّ شطرٍ من القصيدة تحذير وتنبيه، فما أحْوجَنا إلى قراءتها شطرًا شطرًا! يُحرِّض قومه على النُّهوض والتهيُّؤ لعدوِّهم، والفزع الذي قد يوصل إلى الأمن:

قُومُوا قِيَامًا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِكُمْ ثُمَّ افْزَعُوا قَدْ يَنَالُ الْأَمْرَ مَنْ فَزِعَا

هذه بعض الوقفات على بعضٍ من مكنونات القصيدة، ولا بد من وقفات أُخَر.


(3)
إنَّ قراءة قصيدة لقيط إضافةً لكونِها من التُّراث، فهي حاجة لنا في هذا الزَّمن، وقد تكالبت علينا الأُمم، وتداعت كما تتداعى الأَكَلة إلى قصعتها، فها هو لقيط يطلُّ علينا كما أطلَّ على قومه بنصيحة يعجب منها ذَوُو العقول الرَّاجحة؛ حيثُ يرفعُ لواء المقاطعة مع الأعداء ومَنْعِ التعاوُن معهم، وهي أسئلةٌ لمن يضعُ مال الأُمَّة في أيدي وبنوك الأعداء بحجج واهية، تفطَّن لها لقيط من آلاف السنين، ونبَّه لخطورتها؛ حيث يقول:

هَيْهَاتَ لاَ مَالَ مِنْ زَرْعٍ وَلاَ إِبِلٍ يُرْجَى لِغَابِرِكُمْ إِنْ أَنْفُكُمْ جُدِعَا
لاَ تُثْمِرُوا الْمَالَ لِلْأَعْدَاءِ إنَّهُمُ إِنْ يَظْفَرُوا يَحْتَوُوكُمْ وَالتِّلاَدَ مَعَا
وَاللَّهِ مَا انْفَكَّتِ الْأَمْوَالُ مُذْ أَبَدٍ لِأَهْلِهَا إِنْ أُصِيبُوا مَرَّةً تَبَعَا

ثمَّ يحذرهم من أن يُجتثُّوا من أصلهم إنْ هم توانَوْا وخنعوا وخضعوا لعدوِّهم، ويثير فيهم النخوة والغَيْرة على نسائهم، فهو يُحذرهم من أنَّ كسرى وأتباعه سيقتلونَهم ويستحلون نساءَهم، وقد رأينا على شاشات التِّلفاز في العصر الحديث بَغْيَ أدعياءِ الحضارة الغربية، وتجاوُزهم لكلِّ موروث ديني أو ثقافي لأهل الأرض في "أبو غريب" وغيره؛ حيث يقول:

يَا قَوْمِ بَيْضَتُكُمْ لاَ تُفْجَعُنَّ بِهَا إِنِّي أَخَافُ عَلَيْهَا الْأَزْلَمَ الْجَذِعَا
يَا قَوْمِ لاَ تَأْمَنُوا إِنْ كُنْتُمُ غُيُرًا عَلَى نِسَائِكُمُ كِسْرَى وَمَا جَمَعَا

حريٌّ بنا أنْ نقرأَ القصيدة ونقرأَها ويقرأَها ويَحفظها أبناؤنا وبناتنا، وأنْ تكونَ في مناهجنا، وأن تدرَّس في جامعاتنا ومدارسنا، ففيها أكثرُ مما ذكرت، وتَحتاج لمزيد من الدِّراسة والضوء، وخاصَّة من أرباب الصنعة الأدبيَّة، والمهتمين في هذا المجال، الراجين للأمة النهوض من كبوتها.

ثمَّ يُحدِّد صفات القائد لمرحلةِ الدِّفاع عن وجود العشيرة "الأمة"، فلا بُدَّ أن يكون خبيرًا بالحرب، جَسورًا لا يَخشى في الله لَوْمَةَ لائم، صبورًا على المكروه لا يجزع ولا يخاف، ذو رأيٍ سديد وقلب من حديد، ليس له مال يشغله عن مهامه في الدِّفاع عن العشيرة "الأمة"، واشترط ألا يكون له ولدٌ يريد له القيادة، كما يفعل كثير من حكام الأُمَّة، فيشغله عن أداء مهامه في الدِّفاع وتحمُّل تبعات مواجهة الأعداء؛ حيث يقول:

وَقَلِّدُوا أَمْرَكُمْ لِلَّهِ دَرُّكُمُ رَحْبَ الذِّرَاعِ بِأَمْرِ الْحَرْبِ مُضْطَلِعَا
لاَ مُتْرَفًا إِنْ رَخَاءُ الْعَيْشِ سَاعَدَهُ وَلاَ إِذَا عَضَّ مَكُرُوهٌ بِهِ خَشَعَا
لاَ يَطْعَمُ النَّومَ إِلاَّ رَيْثَ يَبْعَثُهُ هَمٌّ يَكَادُ أَذَاهُ يَحْطِمُ الضِّلَعَا
مُسَهَّدَ النَّوْمِ تَعْنِيهِ أُمُورُكُمُ يَؤُمُّ مِنْهَا إِلَى الْأَعْدَاءِ مُطَّلِعَا
مَا زَالَ يَحْلُبُ دَرَّ الدَّهْرِ أَشْطُرَهُ يَكُونُ مُتَّبِعًا يَوْمًا وَمُتَّبَعَا
وَلَيْسَ يَشْغَلُهُ مَالٌ يُثَمِّرُهُ عَنْكُمْ وَلاَ وَلَدٌ يَبْغِي لَهُ الرِّفَعَا
حَتَّى اسْتَمَرَّتْ عَلَى شَزْرٍ مَرِيرَتُهُ مُسْتَحْكِمَ السِّنِّ لاَ قَمْحًا وَلاَ ضِرَعَا

ثمَّ يختم ببيتين من أجمل الشِّعر وأصدقه وأعذبه، فهو يراهم نيامًا، ولا بُدَّ من أن يستيقظوا، وقد رأى بدوي الجبل الشَّاعر الحديث ذاتَ الرُّؤيا التي رَآها لقيط:

نَحْنُ مَوْتَى يُسِرُّ جَارٌ لِجَارِهْ مُسْتَرِيبًا مَتَى يَكُونُ النُّشُورُ

فكلاهما رأى الرُّؤيا ذاتها رغْم آلاف السنين، فهذا لقيط يقول:

هَذَا كِتَابِي إِلَيْكُمْ وَالنَّذِيرُ لَكُمْ فَمَنْ رَأَى مِثْلَ ذَا رَأْيًا وَمَنْ سَمِعَا
لَقَدْ بَذَلْتُ لَكُمْ نُصْحِي بِلاَ دَخَلٍ فَاسْتَيْقِظُوا إِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَا

بَقِيَ أن نذكر أنَّ كسرى كشف ما فعله لقيط وهو أحدُ كُتَّابه، فطلب أن يحضر لقيط، دخل على كسرى مرفوعَ الرَّأس غير هيَّابٍ ولا وَجِل، فلم يستطع لقيط أن ينكر ما فعل، أمر كسرى بقطع لسانِه، ثمَّ أمر به فقتل، وبَقِيَ له الذِّكْرُ الحسن، وكان لقيط في عداد الخالدين، رَغْم مرور آلاف السنين على الواقعة، ما أحوجَ الأمةَ إلى ألسنة كلسان لقيط، وإلى شِعْرٍ كشِعْره، وإلى نُفُوس أبيَّة كنفسه، وإلى قائد بالمواصفات التي ذكرها لقيط!

boooha
02-12-2009, 08:32 PM
انا وجدت الشرح في احد المنتديات ولكن قائل القصيدة لقيط بن يعمر الايادي

boooha
02-12-2009, 08:38 PM
وممكن هذا الشرح يفيدك
حقاً إن الشعر هو ( ديوان العرب ) سجل مفتوح لأيامهم ومعاركهم وأفراحهم وأحزانهم وأمجادهم وخوفهم ورجائهم . وهناك قصائد خلدت ذكرهم ، قصائد مرتعشة بالترقب والتحفز ، قصائد مترعة بعمق الرؤية وضخامة المسؤولية ، مجللة بصدق الشعور ، قصائد نابضة بالوعي التاريخي ، والتجذر الاجتماعي ، من هذه القصائد قصيدة لا يكف الطرف من التمعن فيها ، والعقل من التأمل لها ، دائماً شاخصة أمامنا في حمأة الحياة ، لتصرخ من أعماقها بأن التاريخ يعيد نفسه ، وأن هذه الليلة شديدة الشبه بالبارحة ، هذه القصيدة قصيدة جاهلية لشاعر جاهلي ، أمضه حال قومه من الهيام بالمادية ، ولهثهم لتنمية أموالهم ، والنوم ملء جفونهم في وقت يتربص بهم عدوهم ، ويعد العدة لسحقهم . فالشاعر مسكون بهمٍ أقلقه ، وهو مصير قومه
هذا الشاعر هو ( لقيط بن يعمر الإيادي ) شاعر جاهلي فحل ، من أهل الحيرة كان يحسن الفارسية ؛لذا اتصل بكسرى سابور الملقب بـ( ذي الأكتاف ) فكان من كتّابه ، والمطلعين على أسرار دولته ، ومن مقدمي تراجمه ، وكان يتمتع بسداد الرأي والغيرة على الحرمات كما وضحته هذه القصيدة .
وسبب القصيدة أنه كان بين قومه وكسرى حروب ، آخرها كان النصر لهم في معركة سميت بـ( دير الجماجم ) منذ ذلك اليوم وكسرى يجهز عدته للثأر ، فجمع قرابة ستين ألفاً من المقاتلين وأمّر عليهم ( مالك بن حارثة ) ، فعلم لقيط بهذا الخبر الصاعق ، وطلب منه كسرى بعث رسالة إلى قومه يطمئنهم فيه أنه لا يريد قتالهم ، فتكتب هذه القصيدة دون علم كسرى يحذرهم بطشه ويطالبهم بالخروج من الدعة واللهو إلى الجد والاستعداد ، ويذكر فيها أن قومه قد استحكم فيهم الضعف واستولت عليهم الغفلة مع قوة عدوهم ، وتربصه بهم ، وأن أبعد شيء عن أذهانهم هو غزو كسرى لهم لما يبديه لهم من اللين والكلام المعسول ...
وهي قصيدة تعد من ( غرر الشعر ) بلغت قرابة ستين بيتاً ، وهي من بحر ( البسيط ) .
ابتدأها بمطلع يعتبر لازمة للشعر الجاهلي وهي بداية وجدانية هامسة :


يا دار عمرة مـــن محتلّها الجرعا
هاجت لي الهم والأحزان والوجعا

واستمر هذا المطلع ستة أبيات ثم يحسن التخلص منه إلى غرضه الضاغط عليه بحرف إضراب سريع ليدخل في خوفه ووجله على قومه ، يستفتحه بلومهم على تفرقهم ، واعتزال كل سيد برأيه وتجهيل الآخر ، بينما عدوهم متفق الرأي ، ومتوحد الصف ضدهم :

بل أيها الراكبُ المزجّي على عجل - نحو الجزيرة مرتاعاً ومنتجعاً
أبلغ إيـاداً وخلّل في سراتِهِم - أني أرى الرأي إن لم يُعص قد نصعا
يا لهف نفسي إن كانت أُمُورُكُمُ - شتى وأُحكِمَ أمر الناس فاجتمعا

فهو يقول : يا أيها الرسول أسرع وتنقل بين أسياد قومي ( سراتهم ) وأكثر التجوال فيهم وأقنعهم بخطورة الأمر ، وأخبرهم أن الرأي يصبح واضحاً إذا لم يفسده العصيان ، ثم يزفر زفرة حرى ملؤها التحسر والأسف ( يا لهف نفسي ) إن كانت أحوالكم متفرقة متشتتة ، وأمر العدو متحد ومتوثب للانقضاض عليكم .
ثم يدخل في محاولة إقناع قومه بخطورة الوضع فيشبه عدوهم ( كسرى ) وجيشه بتشبيه مرعب وهو ( الموت ) الذي يجتث الأصل من أعماق جذوره :

هــــــو الجلاءُ الذي يجتثُّ أصلَكُمُ
فمن رأى مثل ذا رأياً ومن سمعا

ثم يصف جيشه :
ألا تخافـــــون قــــوماً لا أبالكم
أمسوا إليكم كأمثال الدَبا سُرُعا


تشبيه رائع يجسد سرعة جيش العدو فهو أمثال الدبا الذي هو الجراد قبل أن يطير فهو يقفز قفزاً ويلتهم كل شيء بشراهة فائقة . وفي قصيدة أخرى - عدها بعض النقاد كأنها مقدمة لهذه القصيدة - وصف جيش كسرى بالجراد :
أتاكــــم منهم ستون ألفاً
يزُجّون الكتائب كالجراد

هناك شبههم بـ( الدَبا) وهنا بالجراد ففي الأول السرعة والشراهة في الانتقام وفي الثاني في الضخامة
والرعب وقوة الاستحواذ ...وفي عمق الشرر المتطاير ينام قومه في دعة ، وراحة فظيعة :

ما لــــــي أراكم نياماً في بُلَهنِيَةٍ
وقد ترون شهاب الحرب قد سطعا

وتلبســــون ثياب الأمـــــن ضاحية
لا تجمعون وهذا الليث قد جمــــعا


مقابلة مخيفة بين حالهم وحال عدوهم ، ومفارقة قاتلة : هم يلبسون ثياباً ناعمة رقيقة ، والعدو ليث كاسر ، يحد شفرة أنيابه ، ويجلو الصدأ عن أظفاره المميتة .
فلا طريق لكم يا يقوم والحرب تنهش ظهوركم إلا باتفاقٍ يشفي الغليل ويمهد لصد العدو ، ثم يطفئ الظمأ . صونوا الجياد وأبرزوا السيوف وجددوا القسي ، وقلدوا أمركم لرجل عاقل رحب المعرفة بأمر الحرب ، كريم عزيز :
صونوا جيادكم وَاِجلوا سيوفكم - وجددوا للقسي النبل والشِرعا
فقـلدوا أمركـم لله دركـم - رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
وينوع الشاعر بلهفة حادة أدوات الاستنهاض لقومه ، وهذه المرة يفجر قضية خطيرة تمس العمق الاجتماعي وهو العرض والحرمات :
يا قـــوم لا تأمنوا إن كنتم غُيُرا
على نسائكم كسرى وما جمعا

تحدٍّ جديد تصوره هذه الجملة الاعتراضية – إن كنتم غيراً على نسائكم –
ثم يتعرض لمحك عميق ذي دلالات بعيدة وهو أن المال والسلاح لابد أن يتعاضدا للدفاع عن الوطن والحرمات ، وأن هذا المال الكثير الذي يموج تحت أقدام الأفراد فقط أنه إذا لم يتحول إلى خدمة المجموع فإن العدو إذا اخترق الوطن استل مال الأفراد ، فباؤا بالخسارة المضاعفة : ذهاب المال والوطن . فلا بد من اتحاد المال مع السلاح ليكونا ثروة اجتماعية تشارك في حماية الأمة ، وإلا فإن أموال الأفراد سريعاً ما تزول بدخول العدو الأرض ونهبها :

لا تثمروا المــــــال للأعداء إنهم
إن يظهروا يحتووكم والتلاد معا(1)

والله مــا انفكَّتِ الأموالُ مُذ أبَـدٍ
لأهلهـــا إن أُصيبوا مَـــرّةً تَبَعا


وقبل أن يختم تحذيره التاريخي يقذف بهذه الحقيقة التاريخية أيضاً :
مــــاذا يرَدُّ عليكم عـــــــــزُّ أولكم
إن ضاع آخِــــــــرُهُ أو ذلَّ واتَّضَعا

يا قــــــوم إن لكــم من إرث أولكم
مجداً قد أشفقتُ أن يفنى وينقطعا


تحذير يجذر حقيقة عميقة وهو أن الخطر شامل للحظة الحاضرة والماضية والمستقبلة ، وأن كل ما بناه الأجداد ( المكتسبات الحضارية ) سوف تكون في مهب الريح ، وأن الأجيال القادمة سوف تسحقكم كرهاً ، وتقذفكم بغضاً . وأن الماضي العزيز لن ينفعكم ما دام حاضركم ذليلاً . فتحركوا تحركوا و :
قومـــوا على أمـــشاط أرجـــلكم
ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزعا

جملة تذهل المتأمل ( أمشاط أرجلكم ) ثم هذه الحكمة التي ذهبت مثلاً ( قد ينال الأمن من فزعا ) . ويختم رسالته بأنها هي النذير ومقدمة الخطر الذي يبرق في محيط الأفق ، فليس أمامكم سوى العمل بنصحي والانبعاث له ، فإن القضية قضية وجود ومصير أمة :
هــــذا كتابي إليكم والنذير معا
لمن رأى رأيه مـنكم ومن سمعا

وقد بذلت لكم نصحي بلا دخــــل
فاستيقظوا إن خير العلم ما نفعا


صدق الشاعر فلم يتلبس نصحه أي غش أو مداراة ، والدليل على ذلك أنه دفع روحه ثمناً لتحذيره هذا ، فقد علم كسرى بقصة هذه الرسالة فأمر به فقطع لسانه ثم قتله ...
ومع كل هذا التحذير وتشقق القريحة شفقةً ، مع كل هذه التضحية إلا أن قومه استمروا في غفلتهم ، وأخذوا يلوكون أمجادهم الماضية ، واتكأوا على أريكة ظنهم باستحالة هجوم عدوهم متذرعين بمتانة العلاقة بينهم ، فلم يكونوا على مستوى التحدي التاريخي فجاء تفاعلهم فاتراً ، حتى حل كسرى بساحتهم وسحقهم ، وجعل الأحياء منهم ملجأ الشتات والضياع ، وحولهم إلى شذوذٍ في الآفاق .
وتستمر هذه القصيدة العينية الشهيرة تحفر وتحفر في عقلية العرب وذاكرتهم ومستقبلهم ...
منقوووووووووووووووووول

اذا ماعجبك الشرح اختي قولي ادور لك غيره

محبة بدايه
06-12-2009, 01:10 PM
بوووشاا
الله يعااافيك ويسعدك ويوفقك ويرضى عليك
استفدت من شرحك ولله الحمدلله
والاستاذه دخلتلي وكان الدرس رائع بفضل الله

boooha
06-12-2009, 06:02 PM
بوووشاا
الله يعااافيك ويسعدك ويوفقك ويرضى عليك
استفدت من شرحك ولله الحمدلله
والاستاذه دخلتلي وكان الدرس رائع بفضل الله

آمين ولك مثلها
ترى انا بوووحا مو بوووشا الله يعطيكي العافية لكن صراحة حلو دلع بوووشا