المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأفضل بناء طفل بدلاً من إصلاح إنسان



الدكتور ابو مهند
21-11-2009, 03:18 AM
يشكّل التلفاز جزءًا من الحياة العائلية, لذلك, فإننا نعتمد عليه بعد ثمانية عشر شهرًا - سنتين. هناك بعض البرامج القليلة يمكن أن تفرح الصغار. من هنا ومن واجب الوالدين (الأم أو الأب) مشاهدة البرامج التي تثير اهتمام الطفل بها. ولكن يجب إيقاف الجهاز مباشرة بعد انتهاء البرنامج.ونرى فروقات كبيرة بين الأطفال من ناحية الاهتمام بالتلفزيون, ذلك أن بعضهم ينصرفون عن التلفاز إلى ألعابهم, والبعض الآخر من الصعب أن نقتلعهم من أمام الشاشة الصغيرة, وهم يغضبون إذا قدم الراشد ملاحظة أو نقدًا, أما إذا شاهد الطفل فيلمًا حربيًا أو مشاهد عنف, فليس من الضروري أن نقلق كثيرًا من أجل ذلك. فإن الطفل يتأثر بحادث سيارة يشاهده في الطريق أكثر مما يتأثر من مشاهد الحرب على الشاشة الصغيرة. ولكن هناك بعض الأطفال الحسّاسين الذين قد يتأثرون بالمشاهد فيكون نومهم مضطربًا.

لاداعي للانزعاج من ذلك, بل يجب الكلام مع الطفل عن المشاهد التي أزعجته, ومن المفيد أيضًا أن نضيف أنه يجب مناقشة أي مشاهد يراها الطفل وتوضيحها له.

ولتجنب تعب العينين يجب أن نجلس على مسافة 3.50م من الشاشة العادية وعلى مسافة مترين من الشاشة الصغيرة.وحين يبلغ الطفل ثمانية عشر شهرًا وحتى سنتين ونصف السنة, فإن بعض الآباء يضعون أطفالهم أمام التلفزيون لتهدئتهم أو لتسليتهم. أعتقد بأنهم على خطأ, فإن الصور والضجة المرافقة تسيئان لنظر الطفل وجهازه العصبي.

ما هو العنف?

العنف ضغط جسمي أو معنوي ذو طابع فردي أو جماعي ينزله الإنسان بقصد السيطرة والانتقام.

العنف هدف رئيس في الإعلام الموجه للطفل, خاصة في ألعاب الكمبيوتر. وقد جرى مسح أثبت أن 93% من الذكور و78% من الإناث يلعبون ألعاب الفيديو يوميًا, ويقضون من ساعتين إلى ثلاث ساعات لمشاهدة هذه الألعاب, وأكثر هذه الألعاب يتميز بالعنف.

وقبل أن يدخل الطفل الروضة, من المحتمل أن يكون قد قضى 4000 ساعة يشاهد التلفاز, وهو أكثر من الوقت الذي يقضيه في المدرسة. وقد أكدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في العام 1999 أن الأطفال دون الثانية, ينبغي ألا يشاهدوا التلفزيون في هذه السن المبكرة لأنه قد يؤدي إلى نقص الانتباه لدى الطفل فيما بعد, كما أن له علاقة بالسمنة والنزعة العدوانية عند الأطفال.

ويقول الباحثون: إنه كلما ازدادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون بين سن عام وثلاثة أعوام, ارتفع خطر إصابتهم بمشكلات في قدرتهم على الانتباه والتركيز عند سن السابعة.

من هنا يجب توعية الأهل بأن يحدوا من مشاهدة أطفالهم الصغار للتلفزيون, وشخّص الباحثون وجود حالات ما بين ثلاثة في المائة إلى خمسة في المائة من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية, بأنهم يعانون خللاً في الانتباه وضعف القدرة على التركيز والسلوك المتهور. ولا تظهر هذه الصعوبات إلا عند تقدم الأطفال في العمر أو عند سن السابعة تقريبًا.

وقد لفت ألبرت باندورا (1963) إلى أن أنماطًا كثيرة في السلوك يتم تعلمها من خلال ملاحظة الآخرين وتقليدهم, وقام بتجربة, حاول أن يتبين من خلالها أثر التعلم بالملاحظة في اكتساب السلوك العدواني.

وفي تجربته هذه شاهد أفراد مجموعة من الأطفال بشكل منفرد أحد الممثلين وهو يضرب دمية من البلاستيك تقف في طريقه, ويتلفظ ببعض الكلمات. وقسم الأطفال بعد ذلك إلى ثلاث مجموعات. المجموعة (أ), شاهدت هذا المقطع من الفيلم, وشاهدت الممثل يحصل على مكافأة نتيجة فعلته.

أما المجموعة (ب) فشاهدت الممثل يتعرض للتأنيب على ما فعله, بينما لم تشاهد المجموعة (ج) أي نتائج لهذا السلوك. ثم ذهبت المجموعات الثلاث من الأطفال إلى غرفة خاصة تحتوي على ألعاب متنوعة الشكل والحجم. وقد لاحظ باندورا أن المجموعة (أ) أظهرت سلوكًا عدوانيًا بشكل أكثر من المجموعتين الأخريين, بينما أظهرت المجموعة (ب) أقل نسبة ممكنة من السلوك العدواني. أما سلوك المجموعة (ج) فيقع ما بين المجموعة (أ) والمجموعة (ب). وبشكل عام, كان سلوك البنين العدواني أعلى من سلوك البنات العدواني.

من هنا, فإن التعلم الاجتماعي يُعد من أهم وأخطر أنواع التعليم, إذا لم يتم التعامل معه بشكل سليم, ويقدم التلفاز والفيديو أنماطًا كثيرة في السلوك العدواني, مما يولد لدى الطفل الرغبة في تقليده. ويمثل الوالدان والمدرسون نماذج سلوكية حية للطفل. لذلك, يجب أن يتحاشوا القيام بأنواع معينة من السلوك أمام الأطفال, لذلك نقول: (إذا أردتم لأبنائكم ألا يقوموا بأنواع معينة من السلوك, فلا تقوموا بها أنتم(
وأود في هذا المجال أن أذكر مثلاً: ففي خلال أحد لقاءاتي مع أولياء الأمور في إحدى مدارس رياض الأطفال, تقدمت مني سيدة شابة وأنيقة وقالت: (ابني في الرابعة من العمر, وهو يضرب رفاقه وتشكو منه المعلمات والناظرة بسبب هذا السلوك, وأنا أضربه حتى يُقلع عن ضرب رفاقه, ولكنه لا يتوقف عن إيذاء رفاقه, توقفت لحظة وقلت: أظن أنك إذا توقفت عن ضربه فسوف يتوقف هو أيضًا عن ضرب رفاقه, ونحن نعلم أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف في منازلهم, يكونون عنيفين في المدرسة.

أثر العنف

يزيد العنف من معدل الخوف لدى الطفل وفقدانه الثقة بنفسه, وبمن حوله, ويخلق لديه رد فعل مباشرًا عنيفًا لحماية نفسه من أي سلوك غير مقصود.
يقدم قدوات سيئة وبالتالي يكون مصدر تقليد للطفل.

بندر النايف
21-11-2009, 12:08 PM
أحسنت القول يا دكتور

وحياك الله

وفعلا بناء الطفل هو كنبته بعد تعب نجني ثمارها إما صالحة أو فاسدة

شكرا لك

لمسة أنثى
21-11-2009, 02:58 PM
شكرآ لك وبارك الله فيك ..

الدكتور ابو مهند
21-11-2009, 06:04 PM
الشكر لكل من تفضل بالمرور بل له من تحية وتقدير .
لاتبخلو علينا باتعليقاتكم
دمتم

هـمس الـزهور
21-11-2009, 09:59 PM
بارك الله فيك يادكتور
ان بناء الطفل وتكوين شخصية سليم خلية من العقد النفسية والاجتماعية اصعب على الاسرة من بناء قصر
وخاصة في ظروف الطفرة الحديثة
والتقدم التكنلوجي والرقي العلمي
وثورة النت والتلفاز
وما يعرف بالتربية الحديثة
شكرا لك يادكتور ولموضوعك الرائع

الدكتور ابو مهند
21-11-2009, 11:12 PM
تحية لك على تفضلك بالمرور .
تحيه لك على تعليقك الرائع.
تحية وتقدير لك دمتي ودام حظورك ام 8

وجن محمد
21-11-2009, 11:41 PM
د/ابو مهند

موضوع صائب وبورك لكم فيما طرحتم

صحيح الاصلاح امر صعب للغاية
لكن لابد ان نتدارك هذا الموضوع ونتلافاه ونستأصل نموه من الجذور اذا ماسبقه بنا طفل له كيانه وعالمه والاهم من ذالك هو ان نغرس بداخله حب الله والتعلق به
وسائل التكنولوجياء اصبحت مرض عضال حمانا الله واياكم منه
تفشى بكل بيت ونتج عنه اطفال عدائيين


شاكرة لك اختيارك

%صموووود%
22-11-2009, 03:49 PM
يمكن النظر إلى العلاقة بين الأطفال، وسائل الإعلام والتربية انطلاقاً من توجّهين: تنشئة الأطفال من قِبل وسائل الإعلام وتنشئة الأطفال لمواجهة وسائل الإعلام بطريقة صحيحة..
الوسائل الإعلامية مهمة في حياة الأطفال، من حيث بناء شخصياتهم، وإكسابهم ما يلزم من المهارات التي تعدهم الإعداد الأفضل للحياة في حاضرها ومستقبلها، ولتظهر دورها كوسائل تعليمية معينة يمكن الاستفادة منها في العملية التربوية، في البيت والمدرسة، ولتواكب مراحل حياة الأطفال وخصائص النمو العقلي والجسمي والانفعالي في كل مرحلة، وتنقل إلى كل منها ما يناسبها من أسباب التثقيف، وأشكال التربية، وألوان السلوك، وأنماط التوجيه، مما يعزِّز علوم الأطفال ومعارفهم وأدبهم وثقافتهم وتربيتهم، ويجعل منهم طاقات فاعلة، وأعضاء مشاركين في مجتمعهم في الحاضر والمستقبل..
إن العناية والاهتمام بوسائل الإعلام ضرورة لا بد منها، لمساعدة هذا الجيل الصاعد على تنمية قدراته، وصقل إبداعاته، وتبني ميوله ورغباته، والعمل على تعزيز مواهبه، ليكون بذلك إنسان المستقبل المشرق بالأمل والتفاؤل، المعد الإعداد الجيد لحياة سيكون عضواً فاعلاً فيها..
لذا فإن استعمال وسائل الإعلام بطريقة سليمة، أساسي لنمو الأطفال الثقافي، الأخلاقي والروحي..
ومن المفترض أن تكون التنشئة على وسائل الإعلام إيجابية، فمن خلال وضع الأولاد أمام ما هو ممتاز على الصعيد الأخلاقي والشكلي، نساعدهم على تطوير رأيهم الشخصي، وعلى الحذر والقدرة على التمييز..
فالوالدين لهما دور كبير ومهم وأساسي في تنشئة أبنائهم تنشئة سليمة إيجابية أو تنشئة سلبية فكما لوسائل الإعلام مساوئ فله محاسن أيضاً فكما توجد هناك برامج مضرة أخلاقياً ونفسياً فهناك أيضاً برامج إيجابية توعوية أخلاقية تثقيفية ترفيهية تتفق مع عقلية الأطفال..


http://www.b4gold.com/smiles/smile_albums/welcoms/11920178431064.gif د/ أبو مهند


طرح رائع بارك الله فيكم ورعاكم..


http://www.b4gold.com/smiles/smile_albums/welcoms/11.gif

غرام المشاعر
22-11-2009, 03:59 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الدكتور ابو مهند
22-11-2009, 04:44 PM
أخواني أخواتي أعضا ء منتدى غرابيل وخاصة كل من قام بالمرور على موضوعي .:فوشي:
اليوم اتقدم بكلمة شكر لكم جميعا
حيث انكم اذهلتموني بجال مروركم وتعليقكم وبلاغتكم .
اهديكم باقة من الوردعلى تميزكم في المرور والتعليق .اسطر لكم حروف من ذهب مقرونة بباقات من الورد وعلى ماقدمتوه نحو موضوعي .
عذرا لن تفيكم الكلمات .......فقدركم أعلى من كلماتي
دمتم بالف خير والى الملتقى على الخير