مُذهِلــــة
10-06-2004, 12:13 PM
ســقــــط الـــعـــام الـــدراســـي بـعــد أربــع مــعــارك ســاخــنــة*
وظــهــرت الــحــســــنـــاء الـــتـــي كــــانــت تــخــتــفــي وراءه
إنـــهـــا الإجــــــــازة
تـــبـــدو كـالــواحــة الـبـارعــة فــي نـسـج الــضــلال الـوقورة
عــــلـــى بـــســاطــهـــا الــمـــرح وزهــــرهـــا الـــضـحــــــوك
تدخلها عزيزي الطالب بنشوة المنتصر تدفع إليها جسداً منهكاً
اعـــتـــصــرتــه (المواصــلات) وأضـعـفـتــه (الــداخــليـــــات)
وتــغــمـس فــي مــاءها الطروب لمزامير النـسمات ذهناً كليلاً
ضــاق بالمعادلات والمقالات حشواً وتحليلاً وحفظاً وتحصيـــلاً
ستستلقي على سريرك في بيتك الحبيب
وستنظر بشماتة بالغة إلى عقـــارب الساعة
ولــــســــان حــــــالــك يـــقـــــول :
دوري كيف شئت فأنا خارج مجال اللدغ
ما أجمل منظر العقارب منزوعة السم !!
ستعيش كالملك المتوج ، ولكن ..
ليوم أو يومين أو ثلاثة
ثم تحس بعدها بمن ينازعك عرشك الوردي ويحاول الإطاحة بتاجك الحالم
إنه فارس جديد ومقاتل عنيد اسمه :
الـــــــــــفـــــــــــ ـراغ
وربما تسلل إليك شيء من التعجب وأنت تسمع هذه الألقاب التي كسوت بها ذلك المنازع
ولـــــــكــــن رويـــــــــداً
اقبل مني رجاء ملء البحر ألا تنضم إلى القافلة الغافلة ولا إلى الفصيل الهزيل
فـكـلاهما تــائـه عـــن الـحــقائـــق مــغـــرم بـالشـقــائق
كلاهما يحسب الفارغ عدواً ضعيفاً موغلاً في الهشاشة
تكفي في سحقه بضعة نومات أو رحلة ساذجة بين الكــلمــات الـمتـقـاطعة
تدور بين خطوطها متنقلاً من سهم إلى نجم يصحبك التبلد وتحتويك الغفلة
فــــإن ظـــــل بـــــــــه شــــــيء مـــن روح أو رمـــق مـــن حـــــيــــــاة
فلا بأس من استخدام أحد أسلحة الدمار الشامل ضد الفراغ القاتل وهو :
الـــــــــــــــــدش
الـــمـــمـــلوء بــالــقـنــوات الــمــســمــومــة المــحـمــومــة
فما تزال ترمي القناة تلو القناة حتى يخر الفراغ صريعاً
تحيـة للبطـل الـــواهـــم وانـــتــصـاره المــكـــذوب
إنـــهــــا مـــعـــركة مــذهــلــة تـدور كــل يـوم
مــــذهــلـــة إلـــى أقــصـــى الـــحـــــدود
نصرها هزيمة ، وشـرفهـا جـريــمـة
موازينها مختلة ، ومعاييرها معتلة
حيث العد نعمة وقتله نقمة
ليس لغزاً ما تقرأ
بل حقيقة صريحة
تــخــرج مــن صـمـيــم الـصــدق وكـــبــد الـحـــق
مــــــــلأهــــا طـــهــــراً وجــلــلهــــا نـــــوراً
جربناها على أقدس لسان لأشرف إنسان
لـــــســــان ســـيـــد الـــبـــــشـــــــر
مـحـمد ( صـلـى الله عليه وسلم)
حــيــث قــــال :
( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )
ومــاهـــذه الــكــلـمــات الـنـاصحـات
إلا مــحــاولــة جــادة مـن أخ مشفـق
لإخراجك من ذلك الـكـثيـر المغـبــون
وإدخـالـك فـــي الـقــلـيـــل الــظــافــر
وفـي معــيّـة هــذه الـمـحـاولـة
ســــــــــؤال لــــطـيـــــف
يـقــف أمامــك في أدب
وطــيف من عتاب
ماذا عن ذلك الكتاب المهيب الذي يحتل موقعاً بارزاً في إحدى الزوايا ؟
متى انهمر في قلبك ودواخلك دفاقاً قوياً ، يغسل الفؤاد ، ويزرع الأمل؟
مــــــاذا تـعـنـي ذرات الـغـبــار عـلــى سـطـحـه الـمـطـمـئـن ؟
مــــتـــى اســتــقــــر فـــي حــــجـــرك آخــــــر مــــرة ؟
وحلق بين سحائب الرحمة مطوفاً بك آفاق الضياء ؟
إنها دعوة لشغل مقعد كريم في حــدائــق النــور
( ولكن جعلناه نوراً يهدي من نشاء من عبادنا )
( وأنزلنا إليكم نوراً مبينا )
دعوة لتوثيق الصلات مع آخر قلاع الصـدق
في عـالـم يغـرق في الكذب وينوء بالخطـيئة
دعــــوة لــتـــــوســيــع نــطــاق الإجـــــازة
فـــلا تــصـبــح إجـازة من الـدراســة فحسب
بل إجــازة من الباطل الذي سرى كالسرطان
في الجلسات والإذاعات والقنوات والمجلات
بــهــارج وريـــوف ومــهــالــك وحــتــــوف
تــعـــال إلـى الـقـلـعـة الأخـيــرة الـمـعـصـومـة مـن الـبـاطل
قــلـعــة الــقــرآن
( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )
أجب دعوة أجمل ما فيها أنها تجيء على أعتاب رمضان
الشهر الذي شهد نزول القرآن العظيم إلى سماء الدنيا ثم إلى الأرض
فلعله يشهد نزوله هذا العام إلى لبك الرحيب ثم على سلوكك وأخلاقك رفعةً وجلالاً وسمواً وكمالاً
هل راودتك رغبة شريفة في جعل الإجازة وسيلة لاستضافة سورة كريمة في صدرك
تزيل وحشته وتؤنس وحدته وتصبح كواحد من أضلاعه
فلنقل البقرة أو الأعراف أو الكهف .. ولم لا ؟
ونحن نحفظ أضعافها من الأكاديميات ؟
هـــــل نحــن أرضــيّـون مــاديـون؟
نـقـدس الـدنيا ونـدنس الآخرة؟
إذن خــاب فـهـمـنــا
وطـــاش سهمنــا
لأن الحق يقول
( وقال الرسول يا رب إني قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً )
_______________________
وأخيراً ...
فهذه الجامعة ( أو المدرسة ) قد جئت منها
بعد أن أنفقت فيها الأموال وقطعت لها المغاور والوديان
وتغربت .. وتألمت.. وأعطيتها عاماً من سنوات الإبريز وأيام الجوهر
فــــــمـــــاذا عــــــن الـــــجــــــــامـــــــ ع ؟
أيــن أنـت مــن جــدرانــه وبســاطــه ودروســه وصـــلاتــه ؟
لعله قد صدك عنه صورة قاتمة تسللت إلى ذهنك من واقع مريض وفهم شائع رديء
أن الـمـسـجــد : قــلـعــة الـــدراويـــش ومـلـجــأ الـفــاشــلـيـن ومــكــان الــمــتــعــطـلــيـــــن
بـــــل هــــو أحــب الـبــقـــاع إلـــى الله كــمـــا أخــبــر الحــبـيـب الـمصـطـفـى صلى الله عليه وسلم
وهــو مــصــنــع الأبـطـــال وعــريـــن الـــرجـــــال
فـــاجــعـــل لــــه نـصــيــب الأســد مـن الإجـازة
وكــــن مــن أوتــاده لتدخل في الـبشـارة الآتية
قـال المصطفى صــلـى الله عــليــه وسـلــم
( إن للمساجد أوتاداً هم أوتادها ، لهم جلساء من الملائكة ، فإذا غابوا سألوا عنهم ، وإذا مرضوا عادوهم ، وإذا كانوا في حاجة أعانوهم ) **
فهلم أيها الحبيب .. نستبدل القنوات بالآيات
ودورات الكؤوس بدورات الدروس
وشهود الفلم بشهود العلم
منقووووووووووووول ( بوابة العرب )
وظــهــرت الــحــســــنـــاء الـــتـــي كــــانــت تــخــتــفــي وراءه
إنـــهـــا الإجــــــــازة
تـــبـــدو كـالــواحــة الـبـارعــة فــي نـسـج الــضــلال الـوقورة
عــــلـــى بـــســاطــهـــا الــمـــرح وزهــــرهـــا الـــضـحــــــوك
تدخلها عزيزي الطالب بنشوة المنتصر تدفع إليها جسداً منهكاً
اعـــتـــصــرتــه (المواصــلات) وأضـعـفـتــه (الــداخــليـــــات)
وتــغــمـس فــي مــاءها الطروب لمزامير النـسمات ذهناً كليلاً
ضــاق بالمعادلات والمقالات حشواً وتحليلاً وحفظاً وتحصيـــلاً
ستستلقي على سريرك في بيتك الحبيب
وستنظر بشماتة بالغة إلى عقـــارب الساعة
ولــــســــان حــــــالــك يـــقـــــول :
دوري كيف شئت فأنا خارج مجال اللدغ
ما أجمل منظر العقارب منزوعة السم !!
ستعيش كالملك المتوج ، ولكن ..
ليوم أو يومين أو ثلاثة
ثم تحس بعدها بمن ينازعك عرشك الوردي ويحاول الإطاحة بتاجك الحالم
إنه فارس جديد ومقاتل عنيد اسمه :
الـــــــــــفـــــــــــ ـراغ
وربما تسلل إليك شيء من التعجب وأنت تسمع هذه الألقاب التي كسوت بها ذلك المنازع
ولـــــــكــــن رويـــــــــداً
اقبل مني رجاء ملء البحر ألا تنضم إلى القافلة الغافلة ولا إلى الفصيل الهزيل
فـكـلاهما تــائـه عـــن الـحــقائـــق مــغـــرم بـالشـقــائق
كلاهما يحسب الفارغ عدواً ضعيفاً موغلاً في الهشاشة
تكفي في سحقه بضعة نومات أو رحلة ساذجة بين الكــلمــات الـمتـقـاطعة
تدور بين خطوطها متنقلاً من سهم إلى نجم يصحبك التبلد وتحتويك الغفلة
فــــإن ظـــــل بـــــــــه شــــــيء مـــن روح أو رمـــق مـــن حـــــيــــــاة
فلا بأس من استخدام أحد أسلحة الدمار الشامل ضد الفراغ القاتل وهو :
الـــــــــــــــــدش
الـــمـــمـــلوء بــالــقـنــوات الــمــســمــومــة المــحـمــومــة
فما تزال ترمي القناة تلو القناة حتى يخر الفراغ صريعاً
تحيـة للبطـل الـــواهـــم وانـــتــصـاره المــكـــذوب
إنـــهــــا مـــعـــركة مــذهــلــة تـدور كــل يـوم
مــــذهــلـــة إلـــى أقــصـــى الـــحـــــدود
نصرها هزيمة ، وشـرفهـا جـريــمـة
موازينها مختلة ، ومعاييرها معتلة
حيث العد نعمة وقتله نقمة
ليس لغزاً ما تقرأ
بل حقيقة صريحة
تــخــرج مــن صـمـيــم الـصــدق وكـــبــد الـحـــق
مــــــــلأهــــا طـــهــــراً وجــلــلهــــا نـــــوراً
جربناها على أقدس لسان لأشرف إنسان
لـــــســــان ســـيـــد الـــبـــــشـــــــر
مـحـمد ( صـلـى الله عليه وسلم)
حــيــث قــــال :
( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )
ومــاهـــذه الــكــلـمــات الـنـاصحـات
إلا مــحــاولــة جــادة مـن أخ مشفـق
لإخراجك من ذلك الـكـثيـر المغـبــون
وإدخـالـك فـــي الـقــلـيـــل الــظــافــر
وفـي معــيّـة هــذه الـمـحـاولـة
ســــــــــؤال لــــطـيـــــف
يـقــف أمامــك في أدب
وطــيف من عتاب
ماذا عن ذلك الكتاب المهيب الذي يحتل موقعاً بارزاً في إحدى الزوايا ؟
متى انهمر في قلبك ودواخلك دفاقاً قوياً ، يغسل الفؤاد ، ويزرع الأمل؟
مــــــاذا تـعـنـي ذرات الـغـبــار عـلــى سـطـحـه الـمـطـمـئـن ؟
مــــتـــى اســتــقــــر فـــي حــــجـــرك آخــــــر مــــرة ؟
وحلق بين سحائب الرحمة مطوفاً بك آفاق الضياء ؟
إنها دعوة لشغل مقعد كريم في حــدائــق النــور
( ولكن جعلناه نوراً يهدي من نشاء من عبادنا )
( وأنزلنا إليكم نوراً مبينا )
دعوة لتوثيق الصلات مع آخر قلاع الصـدق
في عـالـم يغـرق في الكذب وينوء بالخطـيئة
دعــــوة لــتـــــوســيــع نــطــاق الإجـــــازة
فـــلا تــصـبــح إجـازة من الـدراســة فحسب
بل إجــازة من الباطل الذي سرى كالسرطان
في الجلسات والإذاعات والقنوات والمجلات
بــهــارج وريـــوف ومــهــالــك وحــتــــوف
تــعـــال إلـى الـقـلـعـة الأخـيــرة الـمـعـصـومـة مـن الـبـاطل
قــلـعــة الــقــرآن
( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )
أجب دعوة أجمل ما فيها أنها تجيء على أعتاب رمضان
الشهر الذي شهد نزول القرآن العظيم إلى سماء الدنيا ثم إلى الأرض
فلعله يشهد نزوله هذا العام إلى لبك الرحيب ثم على سلوكك وأخلاقك رفعةً وجلالاً وسمواً وكمالاً
هل راودتك رغبة شريفة في جعل الإجازة وسيلة لاستضافة سورة كريمة في صدرك
تزيل وحشته وتؤنس وحدته وتصبح كواحد من أضلاعه
فلنقل البقرة أو الأعراف أو الكهف .. ولم لا ؟
ونحن نحفظ أضعافها من الأكاديميات ؟
هـــــل نحــن أرضــيّـون مــاديـون؟
نـقـدس الـدنيا ونـدنس الآخرة؟
إذن خــاب فـهـمـنــا
وطـــاش سهمنــا
لأن الحق يقول
( وقال الرسول يا رب إني قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً )
_______________________
وأخيراً ...
فهذه الجامعة ( أو المدرسة ) قد جئت منها
بعد أن أنفقت فيها الأموال وقطعت لها المغاور والوديان
وتغربت .. وتألمت.. وأعطيتها عاماً من سنوات الإبريز وأيام الجوهر
فــــــمـــــاذا عــــــن الـــــجــــــــامـــــــ ع ؟
أيــن أنـت مــن جــدرانــه وبســاطــه ودروســه وصـــلاتــه ؟
لعله قد صدك عنه صورة قاتمة تسللت إلى ذهنك من واقع مريض وفهم شائع رديء
أن الـمـسـجــد : قــلـعــة الـــدراويـــش ومـلـجــأ الـفــاشــلـيـن ومــكــان الــمــتــعــطـلــيـــــن
بـــــل هــــو أحــب الـبــقـــاع إلـــى الله كــمـــا أخــبــر الحــبـيـب الـمصـطـفـى صلى الله عليه وسلم
وهــو مــصــنــع الأبـطـــال وعــريـــن الـــرجـــــال
فـــاجــعـــل لــــه نـصــيــب الأســد مـن الإجـازة
وكــــن مــن أوتــاده لتدخل في الـبشـارة الآتية
قـال المصطفى صــلـى الله عــليــه وسـلــم
( إن للمساجد أوتاداً هم أوتادها ، لهم جلساء من الملائكة ، فإذا غابوا سألوا عنهم ، وإذا مرضوا عادوهم ، وإذا كانوا في حاجة أعانوهم ) **
فهلم أيها الحبيب .. نستبدل القنوات بالآيات
ودورات الكؤوس بدورات الدروس
وشهود الفلم بشهود العلم
منقووووووووووووول ( بوابة العرب )