المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدخلوا لتروا من أي القلوب قلوبكم



الرئيسة
07-03-2003, 11:44 AM
قال الله تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) الإسراء :
القلب لهذه الأعضاء كالملك المتصرف بين الجنود تصدر كلها عن أمره ويستعملها فيما شاء فكلها تحت عبوديته وقهره وتكتسب منه الاستقامة والزيغ . قال النبي صلى الله عليه وسلم :" ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم .
ولقد سمي القلب قلباً ، لسرعة تقلبه عن ابن عباس رضي الله عنهما
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لقلب ابن آدم أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً " صحيح الجامع .
فلقد قسم الله عز وجل القلوب إلى ثلاثة قلوب ،
قلبين مفتونين وقلباً ناجياً ،
فالمفتونان : القلب الذي فيه مرض والقلب القاسي ، والناجي هو قلب المؤمن المخبت وهو القلب المنقاد .

القلوب ثلاثة سوف نختصرها فيما يلي لينظر كل واحد منا من أي القلوب قلبه :


]القلب المريض]:
وهو القلب الذي فيه حياة وبه عله فله مادتان تمده هذه مرة وهذة مرة ففيه من محبة الله والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما يجعله مادة حياته ، وفيه من حبة الشهوات وإيثارها والحرص عليه وعلى تحصيلها ، والحسد والكبر والعجب وحب العلو الفساد في الأرض ماهو مادة هلاكه وعطبه فهو ممتحن بين داعيين داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة ، وداع يدعوه إلى العاجلة وهو يجيب ما أقربهما منه باباً وأدناهما إليه جواراً ، وهذا القلب إن ظهرت عليه هذه الآثار والمعاصي فهو إلى العطب والهلاك أقرب
والعلامات التي تبين مرضه .
1ـ الوقوع في المعاصي بسهولة والإصرار عليها مثل سماع الأغاني ومتابعة الأفلام ، والتبرج والسفور ، والنمص ، والغيبة والنميمة .
2ـ الشعور بقسوة القلب وخشونته فهو لا يتأثر بتلاوة القرآن ولا بحديث ولا بموعظة .
3ـ عدم اتقان العبادات ومن ذلك شرود الذهن المتوالي في الصلاة وأثناء تلاوة القرآن والملل السريع بعد حمل القرآن وعدم التفكر والتدبر فمن الناس من يذكرون الله ولكنهم لا يفقهون معنى الذكر .
4ـ التكاسل عن أداء الطاعات وإضاعتها فهو لايكترث لفوات موسم الخيرات ولكنه يتحسر على فوات النزهات والرحلات .
5ـ ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع فيصبح سريع التضجر والتأفف من أدنى شئ .
6ـ البذخ والترف في المأكل والملبس ، قال عليه الصلاة والسلام " كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ولامخيلة . حديث حسن
القلب السليم :
هو القلب الذي سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما ، بل قد خلصت عبوديته لله إرادة ومحبة وتوكلا وإنابة وإخباتاً وخشية ورجاء وخلص عمله ، فإن أحب أحب لله وإن أبغض أبغض لله وإن أعطى أعطى لله وإن منع منع لله ، قلب أبيض قد أشرق نور الإيمان فيه وأزهر فيه مصباحه إذا عرضت عليه الفتن أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه وقوته ..
[]وعلامات صحة القلب وسلامته ذكرها ابن القيم ]
1ـ أن لا يفتر عن ذكر ربه ولا يسأم من خدمته ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله عليه ويذكره به ويذاكره بهذا الأمر .
2ـ أنه إذا فاته ورده وجد لفواته ألماً أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده .
3ـ أنه يشتاق إلى الخدمة كما يشتاق الجائع إلى الطعام والشراب .
4ـ أنه إذا دخل في الصلاة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا واشتد عليه خروجه منها ، ووجد فيها راحته ونعيمه وقرة عينه وسر قلبه .
5ـ أن يكون همه واحداً وأن يكون في الله .
6ـ أن يكون أشح بوقته أن يذهب ضائعاً من أشد الناس شحا بماله .
7ـ أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أعظم منه بالعمل فيحرص على الإخلاص فيه والنصيحة والمتابعة والإحسان ويشهد مع ذلك منة الله عليه فيه وتقصيره في حق الله فهذه سبعة مشاهد لا يشهدها إلا القلب الحي السليم .

القلب القاسي= الميت

هو القلب الذي لاحياة به فهو لايعرف ربه ولا يعبده بأمره ، بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه فهو لايبالي إذا فاز بشهوته وحظه رضى ربه أم سخط فهو ملتجئ لغير الله حباً وخوفاً ورجاء وسخطاً وذلا وتعظيماً ، إن أحب أحب لهواه وإن كره كره لهواه ، فالجهل سائقه ، والغفلة مركبه ، فهو بالفكر في أغراضه الدنيوية مغمور ، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور ، الدنيا تسخطه وترضيه ، والهوى يصمه ويعميه ، فلا يزال يشرب كل فتنة أشربها كما يشرب الأسفنح الماء ، فتنكت فيه نكتة سوداء حتى يسود وينتكس .



إذن علينا أن نراجع موقف قلوبنا من الله تعالى وحال هذه القلوب من التزكية والطهارة والتصفية والنقاوة وأن نعرف أعمال هذه القلوب ونتعرف عليه وكيف فهمنا لها معرفتنا وعلمنا بها أهي كما يرضي الله عز وجل وكما كان السلف الصالح ، أم أن هناك شيء من الخلل فيتداركه .
القلوب هي محط نظر الله تبارك وتعالى .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إن الله لا ينظر إلى اجسامكم ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ."
رواه مسلم .

أمل عبدالعزيز
07-03-2003, 11:31 PM
أختى الغالية الرئيسة :

كان طرحاً موفقاً جعل الله ماسطر قلمك هنا شاهداً لك لاعليكِ وجُزيتِ خير الجزاء 00

وقلوبنا هي تلك المريضة , التى شغلتها تُرهاتِ الدنيا وملذاتها , وشهواتها حتى اصبحنا فى غيٍ وضلال وإن لم يدركنا الله

بلطيف رحمته لنكونن من الخاسرين 000

والقلبُ سريعُ التقلبِ , وكان دأبه صلى الله عليه وسلم دوماً أنه يدعو:" اللهمَّ يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"

فنسأل الله الثبات فى زمن المدلهمات من كذبِ وزورٍ وانتهاكات لكل ماحرم الله دونما تواني أو حتى خشية من ربٍ عالِ00

كل التقدير لك وأعز الله قدرك إنه على ذلك قدير00

أختك رهووووووبة :)

الرئيسة
12-03-2003, 09:30 AM
أختي الرهيبة

جزاك الله خير على حضورك الدائم واسأل الله أن يبارك لك في وقتك

وأن يحفظك ويرعاك وأن يجعلنا من أصحاب القلوب السليمة

وبوركت على المشاركة

البتــــال
12-03-2003, 09:50 AM
جزاك الله أختي الرئيسة على هذا الموضوع الرائع

عندما قرأته وللوهلة الأولى تذكرت مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم

(تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير علي قلبين على أبيض مثل الصفاء فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم

ختاما كل الشكر لك على طرح هذا الموضوع المهم والذي تغافل عنه وللأسف كثير من الناس


وتقبلي تحياتي
أخوك//البتــــــــــــــــــــا ل

إعصار نار
12-03-2003, 11:39 AM
.
.

بوركتي أخيه ..... وبركت مشاركاتك .... لك قدرة في إنتقاء المواضيع المفيدة .. التي لها صلة بواقعنا ... فقط ... دخلت للمداخلة ... فما لبثت حتى توقفت دون وعي أمام ... القلب المريض ... فلم أستطعت أن أكمل .... بعد مراجعة قلبي ... سأعود .. لأضيف مايكتب لي في ميزان حسناتي بإذن الله ... أما الآن فإن والله وجل جدا ...

إقتباس >>>>>( القلب المريض
]:
وهو القلب الذي فيه حياة وبه عله فله مادتان تمده هذه مرة وهذة مرة ففيه من محبة الله والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما يجعله مادة حياته ، وفيه من حبة الشهوات وإيثارها والحرص عليه وعلى تحصيلها ، والحسد والكبر والعجب وحب العلو الفساد في الأرض ماهو مادة هلاكه وعطبه فهو ممتحن بين داعيين داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة ، وداع يدعوه إلى العاجلة وهو يجيب ما أقربهما منه باباً وأدناهما إليه جواراً ، وهذا القلب إن ظهرت عليه هذه الآثار والمعاصي فهو إلى العطب والهلاك أقرب )

اللهم إنا نسألك سداد في الكلم .. وقواما في المنهج ... وصلاح في الرأي .. والغنيمة من كل بر .. والسلامة من كل إثم .. والفوز بالجنة ... والنجاة من النار ... آمين ...

أخيك في الله ..... عسيب ...

الرئيسة
13-03-2003, 12:16 PM
أخواني البتال وعسيب جزاكم الله خير

والله ياأخواني أن جميع القلوب فيها الخير الكثير وفي القلب فاقة لا يملأها إلا ذكر الله

وأثابكم الله خير على المشاركة وبارك الله فيكم وجعلنا وإياكم ممن أتى الله بقلب سليم

أختكم في الله الرئيسة