تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..



@ نبض شاعر @
11-10-2009, 02:37 PM
ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..











ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!...

















تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر





فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا ....





وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا :





كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى





طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة ..





وكانت هذه كذبتها الأولى

















وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب





للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد





تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل





الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت





السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي





تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ،





وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :





يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..





وكانت هذه كذبتها الثانية

















وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال





ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد





محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل





وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في





العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،





ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود





إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،





فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..





وكانت هذه كذبتها الثالثة

















وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ،





ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ،





وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء





وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت





قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،





بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت





إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها :





اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..





وكانت هذه كذبتها الرابعة

















وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت





مسئولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ،





فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا





وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران





حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق





علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة :





أنا لست بحاجة إلى الحب ..





وكانت هذه كذبتها الخامسة

















وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة





إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي





وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد





لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا





في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل





خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة :





يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..





وكانت هذه كذبتها السادسة

















وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ،





وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها





الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ،





وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ،





اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني





وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...





وكانت هذه كذبتها السابعة

















كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان اللعين ،





وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين





أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها





طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي





ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي





التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني





فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...





وكانت هذه كذبتها الثامنة

















وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...





























إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته :





حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ...





وإلى كل من فقد أمه الحبيبة :





تذكر دائما كم تعبت من أجلك ، وادع الله تعالى لها بالرحمة والمغفرة ..:36_15_4[1

يتم
11-10-2009, 06:10 PM
:(

رحمها الله واسكنها فسيج جناته

قصة مؤثرة ..ورآئعه ..سلمت يا اخي



.